أحمد العلي
(السعودية)

أحمد العلي دار طوى للطباعة و النشر 2013

إهداء

إلى الشاعر أحمد الملا
يَحيكُ قمصان هاواي التي ابتكرت من جديدٍ
الشاطئ
و الصدر
و الهواء..

إصدارٌ أوّل

حياتي هذه نُسخةٌ تجريبيّةٌ فقط.
جهّزتُ قائمةً بأعطالي.. سأُرسلها للرّب.
أريدُ لحياتي أن تكون نديّة القَدَر؛
حُبُّها الأوّل صحيحٌ..
ألّا يكون وجهي يافطةً عتيقةً للحُب
أضواؤها الداخليّة محروقة
و ترمش.

في الصّباح
وَجَدوه غافياً على بلاط الحمّام،
و في شاشة الموبايل
كَتَبَ أعذار اللّص الّذي غابَ عن السَّرقة؛
أن حياته نُسخة تجريبيّة فقط،
و أن لديه قائمة
بأعطاله.

First Edition

7yati ha4he nos5aton tjrebeyaton f86
Jahhazto 8a2ematan be 236ale
S2orseloha lelrab.
2oredo le 7yati 2n tkonandeyat al8adare;
7obboha al2walo 97y7on
2lla ykonawajhy yafe6atan 3tee8atan lel7ob,
29'wa2oha alda5lyato m7ro8aton
Watrmesh.

Fe al9ba7
Wajadoho 3’afyan 3la bla6 el7ammam
Wafeshashatealmobile
Kataba 234ara alle99e alla4y 3’aba 3an alsare8ah;
2nna 7yataho nos5aton tjrebeyaton f86
Wa 2nna ladaihe 8a2ematanbe 236aleh.

ميديا

بعدَ نهاية العالم
في موتيل ناءٍ و رخيص
كان التلفزيون مُضاءً في غُرفتي.
جَلَسَ الرَّبُّ أمامه
صَدَّقَ أن لا حاجةللحياة
بتنفّسٍ صناعي..
حتى أنّه سأل: كم الساعة الآن؟

أصواتُ الضّحك المفبرك
في خلفية المسلسلات الإنجليزية
تضج بها الغرفة..
و الرَّبُّ يضحكُ
و يُصَدّق.

Media

B3da nehayate al3alame
Femotel na2enwa r5ee9
Kana al TV mo9’a2an fe 3’orfaty.
Jalasaalrabbo 2mamaho
9adda8a 2nla 7ajata lel7yate
betanaffosen 9ena3y
7tta 2nnaho sa2ala: kam alsa3ato al2an?

29wato al 9’a7eke al mofabrake
Fe 5lfeyate almosalsalatealenglezeyah
Ta9'ojjo beha al3’orfah
Waalrabbo y9’7ako
Wa yo9adde8.

ظَهرُ السّاعة

أُديرُ للعالم ظهري
لا لانتصارٍ سخيفٍ
كمشهد الانفجارفي نهايات أفلام هوليوود،
ولا لأني أنتميلعائلة الأحلام العريقة..
أُديرُ للعالم ظهريلأنّهُ شفّافٌ
مثل ظهر ساعة يدٍ شفّافة.

حَدَثَ هذاعندما حطّ قمرٌ صناعيٌّ
على كتفي
فغطّستُ رأسي في ماء اللّيل
كثيراً
و رأيتُ ما رأيتُ..
لم أختبئ
أكرهُ العناكبَ
و أزواجَ الحَمام،
لم أختبئ..
أجلسُ عارياً أمام سكايب
أنتظرُ العالمَ كله
لكن
لاأجد أحداً في القائمة.

6’ahro al sa3ah

2odeero lel3alame 6’hry
La le 2ente9aren s5eefen
Ka mashahade al2enfejar
Fe nehayateaflame Hollywood,
Wa la le2anny 2ntamy
le 3a2elate al27lame 2l3aree8ah..
2odeero lel3alame 6’ahry
Le2annaho shaffafon
Methla 6’hre sa3teyadenshaffafah..

7adatha ha4a 3endama 766a 8amaron 9ena3yon
3laktefy..
Fa 3’66asto r2sy fe ma2e allayle
ktheeran
Wa r2ito ma r2ito,
lm 25tabe2
akraho al3anakeba
wa 2zwaj al7amame,
lm 25tabe2;
ajleso 3aryan 2mama Skype
2nta6’ero al3alama kollaho
Laken
laajedo27adanfe al8a2emh.

إحداثيّاتُ نقطةٍ حمراء

لستُ سوى نقطةٍ حمراء
في عين قمرٍ صناعي..
هذا ما يظنه العالَم.
و لستُ أسلى بشيءٍ سوى أني
أُثبتُ العكسَ لنفسي؛
لديّ موبايل بلا نغماتٍ جميلة.
أتحدث و الـ آي-باد.
أُهملُ حسابي في تويتر.
أبتاع سجائر بلا قداحةٍ،
و أكياسَ شايٍ مثقوبةٍ،
و إذا مرضتُ
آخذ ورقة الدواء
أصعدُ بها نخلةًكي تصرفها لي العصافير.
هكذا فقط،
هذا العالمُ المُتربّصُ
لن يتنبّأ بي.
و حتى أنّني
إذا فتحتُ الماء الدافئ
على رأسي،
تبخّرت.

E7dathyato No86aten 7mra2

Lstosewa no86aten 7mra2
Fe 3aine 8amaren 9ena3y..
Ha4a ma y6'onnoho al3alam.
Walasto 2sla be shai2en sewaanny
2othbeto al3ksa le nafsy;
Ldayyamobilebela na3’amaten jameelah,
ata7addathowaliPad,
2ohmelo 7esaby fe Twitter,
abta3o sja2era bela 8adda7aten, Waakyaseshayen mth8obaten,
Wa e4a mare9’to
2a5o4o wara8ata aldawa2e
A93ado beha n5latan
Kay t9refaha lya al39afeer.
Haka4a fa8a6
Ha4a al3alamo al motarbbe9o
Ln ytanabb2a be..
Wa 7tta annany
e4a fata7to alma2a aldafe2a
3la r2sy
Taba55art.

طريق الوصول لبيتنا

تكذبُ خريطةُ غوغل،
ليس هذا بيتنا.
المنزلُ الذي شيّده أبي
جُدرانهُ خدودٌ تحمَرُّ إذا أحبَبنا..
تنتفخُ إذا غضبنا،
و تُفسحُ لنا الطريق
إذا أعمانا العمرُ، و السُّكرُ، و الغيابُ الطويل.
و هذه بيوتٌ
تتشابَهُ نظرات عيونها نحوي؛
حديقةٌ مُربعة،
نوافذ مستطيلة
قططٌ تموء،
و بناءٌ مُكعّبٌ
يرفعُ قُبعة القرميد الحمراء
تحيّة للعابرين.
و ما هذا طريقُ الوصول لبيتنا؛
هذا طريقُ الوصول لِبابٍ، و حَجَرٍ، و كراج،
لا لقلبٍ
و أخٍ
و ريحان.

غوغل
أيُّها الوغدُ،
كيف تجرؤ على القول للعالم
إنك تعرفُ كُرسيّ أمي الأثير
أكثر مني؟.

Google map

Tak4ebo 5ree6ato Google,
laisa ha4a baitana.
Almanzelo alla4y shayyadahoaby
Jodranoho 5ododon ta7marro e4a 27babna,
Tantafe5o e4a 3’9’ebna
Wa tofse7o lana al 6ary8a
E4a 23mana al 3omro, waalsokro, wa al3’yabo al6aweel.
Wa ha4ehe boyotontatashabaho na6’arato 3yooneha na7wy;
7ady8aton morabba3ah,
nawafe4o mosta6eelah,
8e6a6on tamoo2o,
wa bena2on moka33abon
yarfa3o 8ob3ta al8ermeede al7amra2
ta7yatan lel3abereen..
wa ma ha4a 6aree8o alwo9oole le baitena,
ha4a 6aree8o alwo9oole le baben, wa 7ajaren, wakaraj,
la le 8alben
wa 25en
warai7an.

Google, ayyoha al wa3’do
Kayfa tjro2o 3la al8awle lel3alame
ennaka t3refo korseya 2omy al2theer
2kthara menny?

نهاية ألبوم الصور

مُذ سَكَنّا بيتنا
في منطقةٍ خلاء
لم تتوقف أصواتُ تَشيِيد البيوت
من حولنا.
كبُرتُ أقرعُ أجراساً
لأبوابٍ بعيدةٍ، لا أراها.
كبُرتُ أرقُبُ لِصّاً
أن يَغدُرَ بالبيت في وِحدتنا
كُلُّ خطوةٍ خلف الباب
سمّيتها: نهاية ألبوم الصور.
كبُرتُ أشتَمُّ تسرُّبَ الغازِ
و أحدهم
يُطقطقُ خلفي بالقداحة.
هكذا فتحت الشبابيك
لعُمّال خيالي،
يحملون المطارق و الخشب و المسامير..
و يبدو لي الآن
أن الأراضي من حولنا
ما عادت خلاءً..
ما هذه الضوضاءُ المستمرّةُ إذاً؟
ما هي تلك البيوت؟
من أين تجيئُ أصواتُ تشييدها هذه؟

سمّاعات صغيرة

سأقضي
ما تبقى من حياتي
على كرسيٍّ هزّاز،
أُجادلُ إعلانات كوكاكولا
و ساعات رولكس الذهبية.
يجمُلُ بالحياة وقتها
ألّا تتحدث معي كثيراً،
أن تنظُرَ إليّ
كما ينظُرُ عابرٌ إلى حادث سير؛
لا أحد يُزَرّرُ قمصاني
أو يلُمُّني بغتةً من الخلف،
أسعُلُ وحدي
مصغياً إلى العالم
بسمّاعاتٍ صغيرةٍ
لا تؤذي الأذن..
لا وقتَ حينها لأستدرك شيئاً،
سيبيت العالم
أضيق عليّ من مقطورة سيّارة.
و سأبيت أنا
مثل بكتيريا خاملة في الفضاء
أنتظر من جديدٍدوري
للحياة.

Small Headphones

S2a89’y
Ma tb88a men 7yaty
3la korsyenhzzaz.
2ojadelo e3lanate Coca-Cola
Wa sa3ate Rolex althahabyeah.
Yajmolo bel7yate w8taha
alla tata7addatha m3y ktheeran,
An tn6’ora elayya
Kma yn6’oro 3aberon ela 7adethe sair;
La a7ada yozarrero 8em9any
Aoylommony b3’tatan men al5alf,
As3olo w7dy
Mo93’yan ela al3alame
Besamma3aten 93’eeraten
La to24y al2o4n…
La w8ta 7eenha le2astadreka shai2an,
Sayabeeto al3alamo
A9’ya8 3lyya men m86orate syyarah.
Wa s2beeto ana
Methla bacteria 5amelah felfa9’a2
Anta6’ero mnjdeedendawry
Lel7yah.

الصور التي لم تُلتَقَط

أما زلتَ مَوجوداً هنا؟
طالت إقامتك في خِزانة العالم.
حتى أفراد الكومبارس خَمَدَت أحداقهم.
ما حدث خلال التصوير لم يخرُج في الفيلم
و ما هَمّ أحد..
ذاك المُمثّل الّذي أراد قول شيءٍ ما،
فأشاحت النوافذ عنه
ثم هوى في بئر مصعدٍ كهربائي..
استلقى في دائرة الجريمة الطباشيريّة،
فَرِحاً يُقلّب الصور التي لم تُلتَقَط
و فجأة ضوءٌ أحمر:
البطاريّة فارغة
و انطفأت الكاميرا.

دَرَج

ما جاءَ في الفيلم
أنّها نزلت بالمصعد الكهربائي
و أنّه أمسَكَ الدَّرَجَ ركضاً ..
ما لم يجئ في الفيلم
أن الدَّرَجَ -للآن- لم ينتهِ..

فيلمٌ وثائقي

يحدُثُ
عندما أستيقظُ من النوم
أن أجدَ فكّيّ
يضغطان على بعضهما
بوحشيّة المفترس،
و جسدي
يستلقي مُنهكاً
على هيئة طريدة..
يحدث هذا
قبل أن أغسل وجهي
في حوض الصباح
و أخاف أن يسقط
في دوّامة مائه الصغيرة..
و ما أمكن لهذا حدوثاً
قبل خروجي من فيلمٍ وثائقيٍّ
كنتُ فيه ضيفاً على أهلي؛
قلتُ عن عمارتنا
إنها شجرةٌ إسمنتيّةٌ
تُعلّقُ عليها النذور
على شكل نوافذ واسعةٍ
بستائر مشجّرة،
و إنها حارسةٌ أمينةٌ
لشارعٍ
تُغنّي فيه الجنُّ،
و أن سُكّانها
يتدلّون مثل تُفّاح الرّماد.
حدث هذا
قبل خروجي من الفيلمِ
راكضاً في الشارع
مصوِّتاً بالناس..
لأجعل الفيلم الوثائقي
خاطئٌ
كي يكون كلامي نفسه
كذب.

+18

ما تقولين يا كفّي؟
المُسدّسُ على الصّدغ.
أحدهم يُصَفّق في التلفزيون.

تنتظرين معجزة الأفلام؟
أن تهاتفكِ حبيبتي قبل الزّناد، مثلاً؟
أن يُقالَ لكِ أن جدي الّذي مات
واقفٌ على الباب،
أو تتخطّفك مصابيح سيارات مسرعة
في هذا الليل؟

أغرَقُ في الكَنَبَة..
كبدي الرّقيقةُ في اليَدِ
الذّخيرةُ محشوّةٌ،
و رَفُّ الدموع في مكتبة العالم
تنقصهُ قِصّةٌ مُسلّيةٌ
لمن أعمارهم
أكثر من 18

فيلمٌ جيّد

الفتاة التي بكت نهاية الفيلم
في قاعة السينما البعيدة
دسّت يديها في شاشة العرض
ثم خرجت راكضةً
و لم تعد للمنزل.

المُخرِجُ استيقظ صباح اليوم
يركُضُ فزعاً
من ثُعبانٍ يلهو في ثيابه
و ورقةٍ في جيبه مكتوب عليها: هذا ما فعلته بي.

و لم يعودا للمنزل ..

انتهى عرضها

كُنتَ مُكتملاً
و ناضج الصُّدفة
مثل رصيف..
ناضج الحُمّى
ذات الهلوسات و مكرالدفئ
حتى أنك جالستَ الأشباح الّتي
إذا نَوَت إخافتك
أفزعت أُمّك دون قصد.
و بماذا خرجت؟
كتابٌ ناقصٌ دوماً
مثل مقطع يوتيوب غير مكتمل..
قصائده ملابسٌ مُعلّقة
لمسرحيّاتٍ
انتهى عرضها.

حقيبة

ضاعت حقيبتي في المطار،
ما ادّعى امتلاكها أحدٌ.
تهرُبُ منّي -إلى أين؟-
يُسمَع في جوفها شجارٌ بين ثيابي:
لا تُذعري النجوم، قد تكونُ نائمة.

تمشي وحدها في مُدُن النوافذ الزجاجيّة،
ستذهبُ لأماكن لم أقصدها
و لم أنوي.
و عندما أشيخ
سأسحَبُ أوّل حقيبة تُطلُّ برأسها في سَير الشُّنَط
أفتحها، آخذ منها ثيابي و أهرب:
خَبّريني، مالّذي فعلتُه
في غيابي؟.

ثلّاجة بيبسي

في يدك كوب ستاربُكس،
تتمشّى في الشارع.
لا أحد يتحرّشُ بك، ولا أنت تفعل،
مثل ورقةٍ مقطوعةٍ من دفتر تقويم.
تَمُرُّ بثلاجة بيبسي قديمة
تلك التي عليك أن تُلقمها عُملةً جديدةً
و إلا بصقت عليك مثل عاهرة
مثل الحياة..
توقِنُ حينها
أن مطلبك ليس أصعب
من أن تُبلّلَ عُلبةُ بيبسي منقارها من شفتيك
لتطير أمامك.

Pepsi Fridge

Fe yadekakob Starbucks
Tatamashafe alshare3.
La a7ada yt7arrasho beka, wala anta taf3al,
Methla wara8aten m86o3aten men daftare ta8weem.
Tamorro be thallajatepepsi 8deemah,
Telkaallati 3laika an tol8emaha 3omlatan jadeedatan
Waella ba9a8at 3laika methla 3aheraten,
Methla al7ayat.
To8eno 7eenha
Anna m6labaka laisa a93aba
Mnantoballela 3olbatopepsi men8arha menshafataika
Leta6eera amamak.

نافذة كُومِكْ

ليتها واضحة أيّامي
مسترسلةً في مِنيو
و تحت الطلب..
صريحة الأسرار و العداوات
مثل رسوم الكومكس..
ليست مشكلةً
أن يستلقي كلامي
في فقاعة ُكومِكْ واهنة
شرطَ أن تكون بجانب مخرجٍ لطريقٍ سريع.

تدهَمُني شهوةٌ للخروج
دَهْمَ شاحنةٍ مُسرعة..
فيَّ سأم الّذي يفتح محفظته
ليرى صوراً شابّةً لمن شاخوا..
سَأَمُ الطفلِ الّذي يتقافَزُ أمام الكاميرا
يريد الظهور في كل الصور..

أُطِلُّ من نافذتي في قصّة كومِك
على نوافذ جيراني؛
أستطيعُ القفزَ إليهم
أغِيرُ، أُغَيِّرُ، أسألُ و أجتهد..
و في النافذة الأخيرة –رُبما العدم-
أفتحها
كما فُتح بابُ الغيمة
في فيلم The Truman Show
و أدلفُ
ليعرفوا لاحقاً أنني –في كُلّ ضباب أيّامي-
لم أكن أصطادُ سمكاً..
كنتُ أصطادُ البحر.

غيبوبة

النّادلُ قرأ ما أريده
في رجفة عينيَّ
كما يُقرأ جهاز تخطيط القلب..
ثُمّ دَسّ ما دَسّ في القهوة..
أسمع صفير سيّارة إسعاف.
صهريج أوكسجين يدُقُّ رأسي كالباب.
غيبوبة؛

خرجتُ من اللّيل، لم يستقبلني النهار،
آخر تاكسي يجولُ المدينة
عَبَرني بضحكةٍ عاليةٍ. لم يقف.
أعيشُ على الرّصيف الّذي أضاءه مايكل جاكسن
في Billie Jean
هُنا السِّحرُ؛
فيَّ كُلُّ ما يرتجيه الطّفلُ من حصّالة،
فيَّ صَفقُ أوراق لَعِب،
انتفاخُ الغُرّ
إذا أعلن المُصارعُ عن الحركة القاضية..
هُنا أنا؛
السّاكنُ في بيوت القلق
ليس لديه أرنَبٌ ليُخرجه من القبعة،
كُلُّ ما لديه لهذا العالم
اسمه
في نهاية الفيلم
بخلفيّةٍ سوداء
وسط قائمةٍ طويلةٍ لا تُقرَاُ غالباً
و تُحذَفُ
لمادةٍ إعلانيّة.

الأهل

أهلُكَ لا يحبونَك.
أهلُكَ الّذين قالوا
-بيقين الأراجيح-
إنك عائدٌ مهما عَلَوتْ،
دَفَعتَ أراجيحهم واحدةًواحدة
و حين سوّيتهم في الهواء
قالوا: ها أنت عُدت!

أهلُكَ الّذين قتلوك
بحُبهم الأقل،
يذكرونك في المقابر و الأعراس الفقيرة
لا غير..
لم يعرفوا أنك جُنِنتَ مؤقّتاً
احتجتهم و ما كانوا ..
لم يفهموا
لماذا تميلُ عليك أعمدةُ الإنارة
كصديقٍ قديمٍ،
تصافحها باكيةً
تُعيد لها شارعاً هارباً،
و مقهىً قضى نحبه في البحر..

تذكُرُ إنّكَ عندما أحبَبتَ الفتاة
صار قلبك بين يديها عُلبة ماكنتوش
و ما مدّوا يداً ولا ذاقوا..
يضحكون من أشيائك الصغيرة
عندما تركض
لسماع النغمات العالميّة الخاطئة
لسيّارة الآيسكريم..

أهلُكَ الّذين يحرصون على الريموت كنترول
أكثر منك،
كُلّما دعوك لجلسة التلفزيون الحميمة
اختنقتَ
و صعدتَ السّطح؛
تقفُ مثل لاقطٍ،
بكهرباء عاليةٍ في الرّأس
و حروقٍ كثيرة..
تسهرُ على أحلامهم،
و تُرَبّي الذبذبات الأنيقة
ليروا العالم
بلا ورق جدران.

ثَوبُ أبيك المُعلّق

عندما صوتُ مكابحٍ يملأ الفضاء.
عندما العالمُ أبوابٌ و كلمات العبور منسيّة.
عندما مَصروخاً في رَوعك.
عندما واجهاتُ العَويل.
عندما تعيشُ في رُقعة مونوبولي
تقفزُ فوق الفخاخ بقوّة الحظ و الموهبة.
عندما حديدُ النفاذة يُحاول.
عندما ترمي للذاكرة حبالاً و شرايين لتصطادها
فتجد نفسك في القفص.
عندما على السّطح
تهُزُّ نخلة الليل حتى تنام.
عندما تجد شرشف سريرك الأبيض
ضماد قديم، و سِيرَتُك جِراحٌ راعفة.
عندما في ماء عينيك تموت الشجرة.
عندما الهستيريا.
عندما أقراص البندول.
عندما حياتك بروفة غير ناجحة..
أنظر؛
رأسُ الشمّاعة للوراء
جفناها مُسدلان كمن يموجُ في حشاهُ غيم..
فما دام ثوب أبيك
مُعلّقٌ في مكانه من البيت
كُلّما التَفَتّ،
ستعرف الطمأنينة دوماً.

تَرَكَتْ غيمةً في الحقيبة

يحلو لي الآن
أن أكون صوت الثعلب الممتلئ بالحجارة
في شريط الكاسِت الملصق
بقصص الأطفال.
أبلَتي سُهى
تبتسمُ لسماعي،
تُظهرُ نواجذها كهيئة الرُّعبِ اللّطيفِ
و هي التي
جعلت الفصلَ كُلّه يُقبّلها
في آخر حصّةٍ..
تركتْغيمةً في الحقيبةِ،
و تركتُ لها مِبراة أقلامٍ صغيرةٍ
بمرآةٍ دائريّةٍ كعين الشمس
لطالما تمرأيتُ فيها
على أنني
ذاك الصبيُّ الجميل الذيصرخ في قريته:
"الذئب"،ليضحك..
ذهبت أغنامُهُم؟ بلى..
لكنه علّمهم صَنعَةَ الشّك أخيراً.

ليتَ سُهى
تُفرِدُ كَفّيهامن جَديدٍ
لدفتري الأوّل ذاك
لرأتهبريئاً؛
يحملُ اسمي -بِخَطّ أمي-
و مُلصقالحُلم..
و فُقاعة ملوّنة تختبئ بين طيّاته
ذاك قلبي الأوّل
يخافُ الهواء الغريب.

قريَةُ الألعاب

هل كنتُ هنا ذات يومٍ؟
أضواءُ قرية الألعاب
تبعثُ في الهواء الطّلق
شيئاً
غريباً.

إنها مملكة اللّون الفاتنة..
تبتاعُ تذكرة دخولٍ
لكي تطأ السّمَاء..
لكي (تنزف البحر).

تركضُ،
تنهالُ،
تنتثرُ..
لستَ طويلاً بما يكفي
لتُزاحم المناكب
لكنك قصيرٌ -بما يكفي-
لتُعرقل الحُرّاس..
يومَ كانت قروشُ الذّهَبِ
في جيوبك
أثقل منك،
تُلقمها لآلاتٍ ودودةٍ،
تفهمُك
أكثر من كتب السماء.
يومها
كنتَ قِرشاً
في بركة الكور الملوّنة
تفترسُ أقدام الفتيات الجميلة،
في مُحيطٍ
الضّحكُ فيه موجٌ متعاكسٌ..
و حدث أن زارتك أشباحٌ
تعرّفتَ عليها في بيت الرُّعب
شربوا الحليبَ في غرفتك صباحاً..
و حدث أن تحدّيت
لعبة الأخطبوط الضخم،
هربتَ
لأن إناراته الصغيرة
كانت أكثر من عشرة
يوم كانت أصابعك العشر
أكثر ما تخيّلته في جسور الرياضيات..
وقتها
ما كان يُشغلُ أقدامك
سوى تقليد مشية القمر
لمايكل جاكسن..
أقدامك التي أنضجها الإسفلتُ،
و السِّكَكُ الباهرة
لم تعُد تنسى موضع أحذيتها
عند انتهائها
من اللّعب.

رسوم

لم تعُد رسوم الكارتون
مُلهمةً
و تدُلُّ على الطريق
هي الآنَ لا تُفهَمُ أغانيها.
لا أحد يبحثُ عن أمه
لا أحد يبحثُ عن حبيبته
لا أحد يبحث..
ذابَ القَصرُ في بحيرته المجاورة
و المداخنُ و الجوعُ و الرغيفُ و التلالُ و الغاباتُ، و الرحلة و الأحجية، و الكنز و الخريطة و الجُزُر و الذهب..
كلها، كلها،
خدش اسطوانتها مخلبٌ صغيرٌ،
و فقد صغارك السلسلة..
هم فقط
بسراويل بيضاء في الشارع،
تتطافر قطط المزابل حولهم.
بنعلين فقط
يبنون مرمىً
و ملاعب واسعة..
أو يحفرون لبعضهم
قبوراً
في لعبةٍ رقميّة.

إعلان

كُثُرٌ هم رفاق الكأس،
قِلّـةٌ رفاق القلب.
رُبما عليّ إذاً أن أضع
إعلاناً
في صحيفةٍ واسعة الانتشار
لأجد صديقاً صالحاً؛
إذا كَرِهَ
يكون كرهه بسيطاً و مختصراً،
كُرهَ شيخٍ لِدَرَج بيته الطويل.
و إذا فرح
يمشي مِشية اسماعيل ياسين؛
بكُلّ تعب العالم و شماتته.

10 ملل من هذا الليل
تكفيه
لتخفيف شعوره بالوحدة
مثل بابٍ لم يُطرَق -لا أحد في الداخل-
و يفزُ قلبه
لسماع جرس الجيران الشّامت.

اختفى

قامَته الّتي براها الألمُ
تقفُ
مثل قلم باركر أنيق.

أنتَ بعد قليلٍ على الهواء
حاول ألّا تتلعثَم
و تحدّث كما اتفقنا.

ألفيناه لَحَّمَ كلماته و جمَلَه كمربعات الشّاشة،
ركّبها بدقّة متاريس الساعة..
انتَسَبَ للموجة، قال ما لم يُقَل.

بعدها قُطِعَ البَثُّ و من حينها اختفى
مع الذبذبات.

توجُّهات

أعيشُ في تقاطُع أربعة شوارع سريعة
في وسطها تماماً.
أُفسدُ إشارات مرورها،
أُصلحُ كوبَ شايٍ
ثُمّ أرقُبُ ضاحكاً
هشاشة الناس
و عِظامِ أحلامهم.

Tawajjohat

a3eeshofe ta8a6o3e arba3ate shware3a saree3h
Fe was6eha tamaman.
aofsedoesharatemorooreha,
ao9le7okoobashayen
Thommaar8obo 9’a7ekan
Hshashta al nass
Wa 3e6’ame a7lamehem.

خُردة

من نافذة مكدونالدز،
أشهر النوافذ
و أكثرها في العالم ..
يُطِلُّ عليّ ميكانيكيُّ
خبيرٌ في الشّحم و البراغي
يعرفُ تماماً
كم أنا خُردة.

5ordah

Mn nafe4ate McDonalds
Ashaharo alnawafe4e
Waaktharehafe al3alam
Yo6ello 3layya mekanekyyon
5aberon fe alsha7me wa albara3’e,
Y3refo tmaman
Km ana 5ordah.

زووم بطيء

ما لَهُ يتفقّد التلفون دون أن يرن؟
ماالّذي يتلعثَمُ في فم العالم؟.
جلَسَ يُحرِقُ إصبع حشيشةٍ
و يُفكّرُ؛
فَتيتُ الوهم يُغطّي الغرفة،
أخذ يتمسرحُ فيه
ثم وارَبَ الباب خلفه و طار
بهدوء دُخان سيجارته.

هذه صورَةٌ مُكبّرةٌ لأحواله
و بـ زووم بطيء للوراء
ترى باختصارٍ أنه
يقود سيّارته
إلى ما لا نهاية.

فرصة الحصاة

حياتي هذه كُلّها دحرجة
في طريقٍ وعِرٍ
مليء بالفُرسانالمُدّعين.

أبحث عن فرصة الحصاة التي تدخل بين القدم و حذائها
كي أقول لأحدهم فقط:
هيييه.. تفووو.

The Stone Chance

7yati ha4he kolloha da7rajah
Fe 6ree8en wa3eren
Mlee2en belforsane al modda3een.

ab7atho 3an for9ate al 7a9ate allaty tad5olo
Bayna al 8adame wa 7e4a2eha
Kai a8oola le a7adehem f86:
Hey..tfooo…

صَرف

أنا مُتعَبٌ الليلة
مُستَنزَفٌ.
صَرَفتَني
كما تُصرفُ آخرُ عُملةٍ
في الجَيب،
أيها اللّيل:
لمن ابتعتَ بي بعض السّكاكر
و الوشاية؟

عمود كهرباء

الولدُ الّذي عمود كهرباء
وسط غابة شجر
الغريبُ الأعجميُّ النّبطي الأسودُ الأجنبيُّ
مثل باقي الناس،
بلّلَ سريره.
مثل باقي الناس
سَلَك الطريق الذي سلكوه
نحو شريط الفيديو الإباحي الأوّل.
كُلّ ما هنالك أنه
وجد نفسه–وحده- على مسرحٍ
و رُفع السّتار.
لم يقرأ السيناريو..
لم يتعلّم الإتكيت.
مَن دعاهم؟ مَن وزّع بروشور عُريه عليهم؟
مَن أوقع به؟.
الولد الذّي عمود كهرباء
كل ما فعله أنه –كعادته- أضاء.

.. كادت الأشجارُ أن تَكفُر.

شُورت-كَت الخيال

تتناهى إليك أصوات حفلة DJ
عِبر العمائر و البيوت.
إفتح كُل النوافذ، وارِب الأبواب
دعها تُسعف ذاكرة الفرح.
ذاكرةٌ لا تُساعد على استعادة أيّ دفء
كأنها مُسجلة تُسرعُ في قراءة شريط كاسِت.

إلى متى و أنت تهرُبُ إلى شورت-كَت الخيال؟
إحذف تلك الأيقونة؛
لا يوجد وقتٌ يختصرالزمنالّذي ضاع منك،
و الكهرباء التي يولّدها الأرق
لا تضيء حتى لمبة الباب لأحبّةٍ و عابرين.

و كما أنك تسمعُ بكاءك
يجيءُ من الجانب الآخر دوماً،
هذا فرحُك،
خُذهُ أيضاً
من مكانٍ بعيد.

إعادة تشغيل
بسهولة إعادة تشغيل الأجهزة
و ربط الحذاء من جديد،
ينامُ و يصحو على وسادةٍ
يزعَقُ في فضائها الطير..
يَربُتُ على نفسه: خَيراً فعلتِ البارحة
في تلافيف الكرى..
ثُمّ يَمضي
كأنه لم ينم
و الغضبَ و القهرَ و الحسرة
على فراشٍ واحدٍ،
كأن الغَرَقَ
لم يُبلّل شعره طِوال اللّيل،
كأن شيئاً لم يكن.

الكأسُ الّذي وحده

لا يتمشّى في اللّيل
-إذا أحبّ أن يتمشّى-
على شوارعٍ
أو أرصفة،
هو أصلاً لا يراها ..
يسيرُ فقط
على حِبال أضواء النيون؛
حِبالٌ أخفّ من أقدام ظِلٍّ في الهواء..

النيون وحده
تفسيرُ الليل و معناه
سليلُ اللهو
و الدعوات الماكرة.
وحدهخليل الليل،
مثله
يسكُبُ كأساً لكُلِّ عابرٍ غريب.
الكأسُ الّذي وحده
في تاريخه كُلّه
توأمُ الحُريّة.

حياةٌ موازية

هذه مزرعتي الخاصة
و أنتِ لستِ مدعوةً
حتى لرؤيتها.
كُلُّ ما أرميه يُزرَعُ هُنا؛
أصدقاء الفيسبوك
بريدي القديم/
كلماتُ السّر الحميمة،
الهدايا الرخيصة من العائدين من السفر،
هواتفي الميّتة،
أدلّة جرائمي و أدواتها..

في الليل
تنبُتُ فيها أصواتٌ و تنمو؛
المكالمات المفقودة لو تمّت..
المحادثات الضائعة
لولا انقطاع الإنترنت..
حياةٌ موازيَةٌ بألوانٍ ثُلاثيّةٍ:
“My heart is like an open highway
Like Frankie said: I did it my way
I just wanna live while I'm alive
Cause it's my life”*
يُنقذني حينها النُّعاسُ،
يقطعُ الطُرُق على المطر..

هذه مزرعتي الخاصة
و أنتِ لستِ مدعوةً
حتى لرؤيتها.

*Bon Jovi
(قلبي مفتوحٌ مثل طريقٍ سريع
هكذا قال صديقي،
هكذا أردتُ له أن يكون.
و بما أنني حَيٌّ، أُريدُ فقط أن أحيا
لأنها حياتي الوحيدة)

سُدادة

مرحباً أيتها الذّبذبات..
ينمو أحدُنا في أحواضٍ تملئينها
تُسمّى بيوتاً
مثل سمكزينة
لا يعرفُ سوى الماء الّذي لا يعرف؛
لا يحنُ إلى صنّارة، أو غريق..
و يملؤ نصف المنزل
في خيال طِفلٍ يلعب.

صفعةٌ واحدةٌ
تُزالُ بها سُدادة الماء
و ينسَرِبُ
كل
شيء.

أورامٌ ضاحكة

ليسَ يرى في تسكّعه
من يبتَسم له
سوى الفترينات؛
يُراقصها في واجهات الدكاكين،
ثُم يدعوها للحُب.

يُعَلّقُ الراديو:
هُنا معمورة الأزرار
في الريموت كنترول،
عوالم الشّاشات الصقيلة
حسّاسَة اللّمس،
و الأورام الضاحكة..

فجأةُ العين الوحيدة

يحدثُ كثيراً
أن أكون في اجتماع عملٍ
–مثل الآن-
مع أُناسٍ
-مثل هؤلاء-
هُناك ما يحقنني بمصل الصمتِ
و المللِ.
يهربُ مني
ما يمكنه أن يفتح الباب و يخرج
دون اعتراضٍ من أحد؛
رسائل واتساب،
نظراتٌ شاردة،
ضحكاتٌ مكتومةٍ..
-أكتبُ هذا و هم يهذرون كثيراً،
و خيطُ خياليَ يتهدّلُ-
ماذا كنتُ أقول؟
لا يهُم..
الآن يبدأ عرض اللوائح؛
لا رقص، لا شِعر، ولا حتى موسيقى..
هندسةٌ محضةٌ لهذه المعمورة.
لكنني
-فجأةً-
أمسكت إحدى شرائح العرض
ناسيةً وردةً في الزاوية،
شعرتُ أن هناك ما يختلجُ فيها
و يتحرّكُ،
مثل يد الجنين
في بطن الحامل.
كيف أُحدّثه أمامهم؟
كيف أصافحه الآن؟.

لوحَةُ العرض الآدميّة تلك
بكت لرؤيتها أخيراً
عينُ البروجكتر الوحيدة.

مافيا ريحان

كان جدي لوحده قرية.

إذا مشى إلى جانبك
تَسمَعُ حفيفَ نَخلٍ غَريب الشمس،
أو كأن مافيا ريحان تهدّد من فوق السطوح..
يُضرمُ الماء في أضلاعك.

دَخَلَ حياتي
دخول التلفونإلى قريته؛
جديداً مُبهماً، أخو شيطانٍ مارقٍ..
ولا يزال.

Mafia Ray7an

Kana jaddy lewa7dehe 8aryah.

E4a mashaelajanebeka
Tsma3o 7afeefa na5len 3arybe al shams,
2aw ka2anna mafia ray7an tohaddedo
Mn faw8e al9o6oo7...
Yo9'remo alma2a fe a9'la3ek.

Da5ala 7yati
Do5ola al telephoneela 8aryateh;
Jadeedanmobhaman,
25o shay6anen mare8en,
Wa la yzal.

المروحة الزرقاء

كنتُ أحبُ أن أتعلّقَ
-طفلاً-
في مروحة السقف الزرقاء
ببيت جدي.
تدورُ و أدور.
لم أعرف من يرفعني حينها
إذا رحتُ أضربُ برجليّ الأرضَ
سائحاً لُعابي.
و ما عرفتُ أنني كبُرتُ
إلا عندما ذابت زُرقتُها
في بؤبؤ عيني.

تدورُ و أدور.

لا زلتُ مُعلّقاً،
رجلايَ تطولان لكنهما
لا تمسّان الأرض.
كيف أهربُ
من ذاك الدوار؟
من كان يرفعُني حينها
لم تعُد يداهُ تُدركني.

انهدّت أعمدةُ البيت،
تنفّسَت رماله البيض الهواء.
لكن مروحة السقف
تلك الزرقاء تحديداً
ما زالت
تدور.

بالونات ماء

الطفل الّذي سلاحه بالونات
يملؤها بماء،
ضحك منه الغيم عندما وجده يظنّ جدّه رحل إليها
و هكذا كان يُحاول أن يوقظه من سُبات الماء.
صار يرشقها ببالوناتٍ تهوي بلا رحمة على وجهه..
لكنه للآن
لم يفهم.

لا يُريدُ أن يفهم.

لمبة

ذلك الخَيطُ اللّطيفُ الّذي مَدّه أديسون
في جوف قنّينةٍ مُغلقة،
كيف انسلّت أصابعه لمهجتها؟
كيف رآها رئةً تحيا بلا هواءٍ؟
بشهقةٍ فرَّغَها
أدارَ في جوفها شوارعَ و بيوتاً، بَكَراتَ أفلامٍ و ملاعِبَ كرة، أغوارَ مناجمٍ و أحافير.. أدارَ مجرّاتٍ بين مسافاتها مسافاتٌ بعُمر الرّب..

ذلك الخيطُ اللّطيفُ الّذي مَدّه أديسون
قيل إنه حبل الوتين
إذ ليس أقرب للأشياء من الضوءِ
ذو البُكاء الصريح..
أمّا أديسون
فلم تكُن كفُّهُ بيضاء،
بل كان أصدق السَّحَرة،
و ما اللّمبة
إلا جُرمهُ المشهود
حين حاول يوماً أن يُقَلّبَ
بين يديه
قلبه.

سماء

سيأتي زمنٌ
تكونُ فيه الغيوم طَوعَ اليد
تُعرَضُ بأكياسٍ بلاستيكية مغلقة
في سوبرماركت،
مثل بالونات الأعياد..
أُنفُخْ ما شئت منها
و اصنع سماءك.

اصنع سماءك.

نفس الكيس

يقضي وقته
بشعور رجُلٍ يسقط من أحد الطوابق،
يسقط في كيس
نفس الكيس الذي خَلَّفَ غرضه فيه
عندما ذهبَ ليتبضّع من متجر الليل
و في طريق عودته
وقف فجأةً
كمن نسي مفتاح سيّارته..
ثم ينتظر الليل.. كُلّ ليلة.

تُغفلُ عينها

يقفُ على رؤوس أصابعه
كراقص باليه.
هناك ما هو مخبوءٌ. يقولُ.
و يمُدُّ جسده عالياً.
مع ذلك،
بالكاد تصل أصابعهُ حافّة الرَّف.
ليلةٌ
ليلتان
ثلاثة..
حتى تَرِقَّ الجاذبيّة الأرضيَّةُ لحاله
تُغفلُ عينها عنه–عن عَمْدٍ-
و تضحكُ–ملء أغوارها-
من وجوه الناس.

12:00 ص، 1/1/2000م

وجدته مخلوعاً قُفلُ بابي
عندما عدتُ..
رُحتُ أتدرّجُ في تَرَشُّف الخوف
حتى ذوى عنقي..
صِرتُ ضعيفاً و خافت الضوء.
لَبَدتُ تحت الطاولة
و بخلفيّة بِنك-بانـثر في المشهد
حدّقتُ بريبَةٍ في الحياة
و ملهاتها.

هكذا عشتُ نهاية ألفيّةٍ
و تفتُّح أخرى.

جَبَلُ النفايات

أبحَثُ عن الشّعر
بوضع السُّمّ للكلمات الهاربة دوماً
تحت الثلاجة، عند الفراش
و في سلّة القُمامة.

لستُ رومانسيّاً
لأجده بالتأمُّل في شلّال
أو ادّعاء التخاطُر مع كوكب..
هذا عالَمٌ متوحّشٌ
الدّمارُ فيه يوزّعُ أرزاقه؛
كلماته يَسعى بها جَرَادٌ معدنيٌ
منبريد الرّصاص.

الجذع اليابس

الجذعُ اليابسُ
يجلسُ أمام الكومبيوتر
و بزهو من أَلِفَ الغابات
و افترع مجاهلها
و وحوش أدغالها
رمى مظلّة المطر،
مادّاً عروق أغصانه،
فاتلاً عضلات الأرض.

الجذعُ اليابسُ أمام الكومبيوتر
ما انتبه إلا و صرخة صديقه
يُطلُّ من النافذة: أوتُحلّقُ الشجرة !!.

مزاج

مثل نظام الرّي
في حديقة البيت،
مِزاجُك -قميصُ هاواي- ؛
يُفكّر مثل مطر
يعملُ مثل روبوت.

أجر طعامها

ما لا تعرف إنه حتى النجوم
التي تتملّاها كُلّ ليلة بمجانيّة
تعمَلُ بأجر طعامها.
رجُلٌ ما
على سطحٍ ما
يُهيلُ على ظهورها بسوطٍ ما
لترسو بضائع الضوءفي ميناء عينيك.
ليس حُبّاً لك.
طعامُها خيالُك.
مائدتها مفروشَةٌ بك.

أوكي؟

حتى الأراجيحُ الطفلةُ، تكبُرُ
تنحَلُّ مفاصلها
و تفغُرُ حلقات سلاسلها أفواهها
فيما يُشبه الأنين.
يهجُرُها أطفالها الذين علّمتهم معنى الأوج
معنى الهواء..
تنامُ مُرتاحة في كراج البيت
أو على وجه الثرى
تبقى هكذا لا تمُدُّ يدها حتى للرّيح الصديقة..
الرّيح التي كانت تُلاعب أقدامها
كما تُلاعبُ بُحيرةٌ أقدام الجميلة.
و إذا سألتها عن أحوالها، ستقول: ها؟ لا أسمع.
- أوكي؟
- أوكي.

خارج الرقعة

إلى مربعٍ صغيرٍ
خارج رقعة الشطرنج
قفز حصاني.
أنتَ الآنَ في الشمس؛
تضعُ يدك على ألمٍ
أسفلَ الظّهرِ
كُلّما لاح لك طريقٌ
و شُبّانٌ
و قُفلُ أُحجية.
أنتَ الآنَ في طفلٍ
يتذكّرُ
ما أودع أمّه من أعياد الناس..
هو
يُريدُ أن يطمئنّ عليها،
و أنتَ
تخافُ
بعد أن قفزتَ
ألّا تجدها..
حينها
أين تسرّح يديكَ
إذاأغمضت؟

قرص الدواء

أمامك كوب ماءٍ، والقرص بعيدٌ،
ويشدّكَ.
لست تستلهم سيزيفَ دافعاً العالم..
ما شأنه الآن؟
الآن وقت القرص،
ليس إلا إبهامك دافعاً إيّاه
من مخدعه الفضي.
تُرى، هل يجديك؟
أنت تعرف أكثر من غيرك
أن الفرح لا يدخل قلبك
إلّا كما ينكسر الضوء..
أنك لا تكتب إلا بالطباشير على جدران الذاكرة.
ربما لولاه
لأغرقت كثيراً من الصور في الحمض والماء.
لرافقت لمبةّ حمراء في دُكنة النوم
طويلاً.
ولست تعرفُ:
ما هي فاعلة هذه الشخوص
طافيةً على جانبيك!،
هل ما يتحسّس وجهك أصابعُ ينبوعٍ،
أم عنكبوتٌ يرقمن خيوطه الزمنيّة؟

تدفَعُ إبهامك الآن،
ريقُكَ اللّطيفُ يصحو،
وتَأمَلُ.

Hallmarks

-1-
مراهم اللّعق
تحت قِطَع الدانتيل الشفافة
تناديني..

-2-
أندَسُّ في حقيبة يدها
كُلّما همّت بالخروج.
قد تُخطئ/
تضعُ يدها عليّ لتُخرجني
بدل عُلبة ال sun block
أو قلم الرّوج.
آنها فقط أستطيع تقبيلها فجأةً
دون أن تعرف ما يجري
و بلا مقدّمات طويلة.

-3-
هذا ما تأخذه جرّاء عنادك؛
فَزِعاً من رُكبة اللّيل –باردة الفولاذ-
توقظك من النوم بضربة في صدرك تماماً..

إلى متى تسرِقُ أغطيتها كي تنام؟
إلى متى تربطُ درّاجتها إلى ساقك
كأنك شجرةٌ
أو عمود إنارة؟
لم ترها يوماً إلا مُقفية..

..و ليست هذه أوراقك
إن لم يتصاعد منها الدُخان.

(4)
لا أذكرُ يوماً
أتيتُ الحُبّ فيه
بربطة عنقٍ أنيقةٍ، و ثيابٍ مكويّةٍ بعناية،
أبداً..
أجيء إليه كما يأتي عالِمُ حيوانٍ إلى غابة؛
كاميرا على كتفه، وَحْلٌ يُغطّي قدميه،
و يختبئ بعيداً
ليصوّر دقائق معدودة
هذا المخلوق العدائي الرّقيق.

(4)
La a4koro yaoman
ataito al7obba fehe
be rab6ate 3ono8en anee8aten
wathyabenmkoyaten be3nayah..
abdn..
ajee2o elaihekma yjee2o 3alemo 7ywanen ela 3'abah;
Camera 3la katefeh, wa7lon yo3'a6y a8damaho, wa y7'tabe2o ba3eedan
Le yo9awera da8a2e8a m3dodah
Ha4a alm7'lo8a al3eda2ya alrra8e8.

(5)
ما أجملنا عاريين؛
تطوين ثنية اللّحاف بين فخذيكِ،
أطوي شفتيّ على عنقكِ،
و حولنا يدور العالم.
هل تعرفين ماذا ستفعلُ الأرضُ نفسها
لو افترقنا كدمعتين على وجنتيها؟
أقول لك: ستُجرّب قفزةً مثل قفزة فيلكس
في حُفرة الأبديّة.
هل عليّ إذاً أن أُدرّب أشجاري؟
أُلبِسُها أقنعةً
و قفّازات؟

(6)
عندما تطايرنا تلك الليلة
و بلّلنا المكان الذي ضمّنا بإسفنجه و وسائده
كُنتِ كالشّايِ في إبريقه؛
أحمرٌ، دافئٌ، و يُرشَفُ على مهل.
عن ماذا تُريدين إخباركِ؟
عُلبةُ مُزلّق بطعم الفراولة، بكيني يتراقص في الزاوية، كأس ويسكي نصف ملآنٍ و فخذاكِ عاريين بجانب قلبي.

يا لهذا الحُب،
كيف يصوّرُ كلّ هذه الأشياء، ثم يُلاطِمُها أمامي
في هذه الغرفة الفارغة؟.

(عَودَةٌ إلى نَص)

عندما طلب مني النّاشرُ تعديل النّص، عُدتُ إليه كمن يَعوُدُ مريضاً.
الكثير من الورود بين يديّ و عُلبةُ كاكاو لتمويه النوايا.
في الحقيقة، لم يكن نصّاً مكتملاً.. كان خديج الوجه و الكتفين، يستلقي على سرير عمليات، و دون أن يلحظني أتيته بلباسٍ أخضَرٍ، و قناعٍ على الفم.
الموسيقى هادئة في غرفة الجراحة هذه.. أوجّه ضوء الكشّاف إلى جسده؛ شرايينٌ كأنابيب الماء، خلايا نافرة، قلبٌ عنيدٌ و عَينان تحدّقان فيّ باستغراب.. هكذا بكل عفوية وقف، أخذني من يدي، أجلسني مكانه، و كشف عن صدري.
بعدها
لم يعرِفني النّاشر.

Post-it notes

لا أُصغي
إلا للذّبذَبات التي تُفلتُ دَوماً
من يَد الراديو..
أَخلُوا بها خُلُوّ مُراهقٍ بأفلامٍ إباحيّة..
أُحاولُ فِهمَ وشوشةٍ غير مفهومة
ليست لغة ولا موسيقى..
كتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار
أنني حاولتُ.
لا فَرْقَ في الضّغينة بين حَرب البسوس
و مُشاحنةٍ صغيرةٍ في مُسلسل لوريل و هاردي..
أقلُّ خسائري حينها
أن أخرج بوجهٍ جميلٍ
مثل لوحة الطفل الباكي..
كتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار
أنني حاولتُ.
المَلَلُ مَرَضٌ عالمي،
لكأنّ السّعادة حَبّة دواءٍ ضائعةٍ في صيدليّة العالم.
و فيما النصف الحزين من قناع المُهرّج
يرنو إليّ،
ألبَستُ وجهي كُرة الأنف الحمراء
و دخلتُ الخيمة.
كتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار
أنني حاولتُ.
بسيطٌ أنا
بساطة أغاني عبدالحليم.
و من سذاجتي
أحلم بتعليق إحداها على الجدار..
ثم أسأل: كيف؟
كيف أبتكر بساطتي
مثل البكيني؛
بقطعة قماشٍ صغيرةٍ
أُعيدَ اختراعُ البحر.
كتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار
أنني حاولتُ.
لستُ أطالُ هذه اللمبة في السقف،
ولا سُلّم لأصعدَ،
وتخبرني ظلمة المكان أنها محروقة.
الأوراقُ الصفراءُ الخفيفة
كانت تُعَلّقُ مثل قُبَلٍ على وجنة الجدار
أخفّ عليه من كُلّ النوافذ..
جدارٌ ذاب في العتمة..
هزَزتُ رأسي
في هيأة من يطرُدُ موتاً،
وكتبت على ورقة صفراء
ألصقتها بالوقت
أنني
حاولتُ.