... ماجد الثبيتي، شخصياً .
dialectic_1@hotmail.com
(السعودية)

لتكن

ضد النَفَس القَصير لـلآلات الضخمة
ضد المفاجآت الفاشلة في تاريخ الفشل
ضد سوء الفهم و سوء التعبير و سوء الإلكترونات المعاصرة
ضد الوحل الذي أحببناه في منتصف العمر
ضد الصدأ في مصافحة الأصدقاء بعد غياب طويل
ضد الجدران التي تبادر بالحركة
ضد القوانين و الأنظمة داخل دورات المياه في الإنترنت
ضد الذل والعزة معاً في شخصية الرجل المذكور
ضد البطل في المعركة الخالدة و في معارك التمرين أيضاً
ضد مزارع الفيروسات اللزجة داخل رحم الجارات
ضد لحظة ليست في حسبان الساعة
ضد المأزق الذي سنقع فيه جميعاً بعد غد
ضد مطاحن حديدية تبتلع الجسد ببطء وتهرس العظام جيداً
ضد الطرق المسدودة والطرق غير المسدودة أيضاً في العلاقات الجنسية
ضد الإنسان الذي يخفقُ عن الطيران كل مرة
ضد حذاء يبالغ في ردة الفعل دائماً
ضد تعابير الوجه عند الغرق في مستنقع
ضد العصا في يد مقطوعة
ضد عدم الإدانة و عدم المحاولة و عدم الـ .
ضد السقوط مع سابق الإشعار
ضد الخيبة الحديثة في الأسواق
ضد المشهد كاملاً
ضد الموافقة بنعم على أي شيء في الحياة ( خلاص ؟ )

+

لذلك :
هذه الصرخة ضد نفسها أولاً، وضد التصديق بها، وضد بقاء الحيوانات في العالم مكتوفة الأيدي هكذا .
هذه الصرخة ضد نفسها ثانياً، وضد الطرق التي تعامل بها الخراف عند الذبح، و عند السلخ، وعند الطبخ، وليس عند الأكل .
هذه الصرخة ضد نفسها ثالثاً، وضد الدَّوخة التي تمسك بالرأس و تترك المؤخرة .
هذه الصرخة ضد نفسها تاسعاً، وضد أهمية الرجل بعد الممات، وأهمية المرآة بعد البعث والأمور الأخرى المتعلقة بالآخرة و" الكلام إياّه "

+

هذه الضد كميِّن جاد .

عدد أيام الأسبوع ؟

الاثنين الذي بدأنا فيه الصعود نحو
الأفكار السيئة في أعلى
الرأس ، حيث الدماء الباردة تكاد تطير من الفروة
و الاثنين الذي بعده ، الغائم كدمعة في عين عمياء
حيث الماء العكر والأسماك الصافية ...............
و الاثنين الذي تركناه عند المدخل ، مثل حذاء حزين
و الاثنين الشبيه بقصة قصيرة تدور حول أسماء المؤخرة في لسان العرب
و الاثنين اللطف
و الاثنين سادس الأيام وأكثرها مزاجاً جنسياً و ...
و الاثنين الذي يلف حول عنقه أغصان جرداء ويقول عنها : جمال
و الاثنين موعد موت الاثنين الأول من كل أسبوع .

صيد بائت

. . . السمك عند خروجه من الماء .. عند خروجه من محيطه الطبيعي جداً والذي لا يعرف شيئاً سواه، و ليست لديه أدنى فكرة عن ماذا يوجد خارج هذه الحدود ؟ وخلف هذه المياه التي يتحرك في مجالها ويعيش ويموت من خلالها .
يقول السيد زهوان بثقة :
- يا عزيزي مشكلة الأسماك في عدم الحياة خارج هذه الحدود هي مشكلة استيعاب فقط ! أنها لا تستوعب وجود حياة أخرى عدا حياتها هنا .
عند اكتشافها عالم آخر و حياة أخرى حينما تخرج من الماء تموت، ببساطة هي تموت ، لسبب أكثر بساطة : أنها الصدمة يا عزيزي ، الصدمة لعدم استيعابها هذه المفاجأة .
السيد زهوان في كل الأحوال، هو ابن بحار عتيد ، أفنى حياته بحاراً و مات في البحر أيضاً لذات السبب .

نطفة

عندما أرسلني أبي ذات يومٍ إلى أمي، وقال لي : اذهب ولا تعد
لم أسأله عن السبب . . كانت الطريق قصيرة ومستقيمة
و في نهايتها ملايين الوجوه التي تشبه وجهي
وملايين الأسباب المطابقة تماماً للسبب الذي أرسلني لأجله أبي ..
ولكنه لم يقل لي لماذا كل ذلك؟
. . .
انتظرت طويلاً مع هذا الملايين،
وأنا أرجو الحظ أن يخيب ذهابي وأن أعود لأبي
لأقول له : الأبواب مغلقة يا أبي، وأمي قالت لي : عد ..
ولأسألك حينها عن سبب إرسالي إلى هناك .
. . .
ولكن بعد انتظار طويل، كنتُ الوحيد الذي وقع عليه الاختيار - بكل أسف
الوحيد الذي لم يعرف سبب الخروج و
سبب القبول و
سبب رفض الملايين سواه
. . .
قلت لأمي وأنا أغلق الباب خلفي :
هل سوف ترسليني لمكان آخر ذات يوم، كما فعل أبي من قبل ؟
لم تجبني . .
مرت أشهر قليلة، حتى قالت لي أمي في أحدى الأيام : اخرج و لا تعد
بكيت كثيراً لهذا الأمر ولم أسألها عن السبب .. حيث كانت الطريق قصيرة و مؤلمة
و في نهايتها ضوء يؤلم و هواء يجرح وحياة تجلس في أول الطريق لتقول : أغلق وراءك الباب و لا تسأل عن سبب ....

الوصول إلى هذه الصفحة غير مسموح به!

Access to the requested URL is not allowed!

الوصول إلى هذه المرأة غير مسموح به!
الوصول إلى هذا البيت غير مسموح به !
الوصول إلى هذه العين غير مسموح به!
الوصول إلى هذا السقف غير مسموح به!
الوصول إلى هذه الحسرة غير مسموح به!
الوصول إلى هذه النهاية غير مسموح به!
الوصول إلى هذا الجحيم غير مسموح به!
الوصول إلى هذا الرجل غير مسموح به!
الوصول إلى هذه القصيدة غير مسموح به!
الوصول إلى هذا البلد غير مسموح به !
الوصول إلى هذا الوصول غير مسموح به !

*****

قرار . .

1

النملُ في جلساته المغلقة ينتظر قراراً
البحّار الذي يعرف الملاحة جيداً واتجاهات البوصلة كثيراً، ينتظر قراراً
" الغيمة في ذهن الله قبل أن تمطر "، تنتظر قراراً
الحصان في إسطبل التاريخ وذاكرة القتلى والحروب ينتظر قراراً
الشجرة التي بمجهودها الشخصي كبرت، تنتظر قراراً
طائرة الورق في معارك الأطفال، وأثناء جولة استطلاعية تنتظر قراراً
حقل الذرة الذي لا يجد كلمة تعبر عن سعادته قبل الحصاد، ينتظر قراراً
البحيرة التي تنبحُ تحت هجمات المطر الشديدة تنتظر قراراً
الزلزال المتأهب للانقضاض على فرائسه من المخلوقات الدقيقة التي تمشي فوقه ينتظر قراراً
الساحرات اللائي نفثن في عيون الجمر طوال الليل ينتظرن قراراً
الأغنية في داخل الحجر تنتظر قراراً
الكراسي في قاعة الانتظار والتي مللت كثيراً من ذلك تنتظر قراراً
المرأة التي تشق الروح إلى بحران و لا تفزع من ذلك تنتظر قراراً
العين العمياء وهي تتخيل لون الدم أثناء المزاح بين الأخوة تنتظرُ قراراً
الريح التي تؤلمها مفاصلها عند أقل حركة تنتظر قراراً
الرقم السري لفتح كل شيء مغلق في العالم الرقم السري والطويل جداً ينتظر قراراً
السيارة المفخخة والتي تُسمى أحياناً السيارة العاهرة تنتظر قراراً
الكلمة المعتادة عند شتم الأقارب والأصدقاء والأهل تنتظر قراراً
الرخام الذي ينمو كلما وطأته قدم متراً للأمام ينتظر قراراً
الملح الزائد في قاع الروح عند كل شهيق وشهيق ينتظر قراراً
النبي الذي لم يطمأن قلبه بعد و لا يستطيع أن يبوح بذلك لأحد ينتظر قراراً
الذباب الذي لا تنقصه النباهة أبداً ينتظر قراراً
الغاز السام والمستخدم في زيادة حزن الأطفال عند رفض الأوامر ينتظر قراراً
تاريخ العمالقة في الكتب القديمة والعقول الأولى ينتظر قراراً
الجلادون في القبور الرطبة والذين لن يستطيعوا صبرا ينتظرون قراراً
العائلة في قارب النجاة وسط الصحراء الكبرى ينتظرون قراراً
وقائع عام 1835 المؤسفة تنتظر قراراً
القضاة الجيدون لدى جماعات قرود أفريقيا الوسطى تنتظر قراراً
الماء في المنحدرات و قبل بلوغه نهاية الكرة الأرضية ينتظر قراراً
98% من الكلاب في العالم والحاصلة على شهادات عليا و درجات أكاديمية جيدة تنتظر قراراً
وكاتب هذه السطور أيضاً برغم مشاغلة المعتادة ينتظر قراراً
- بخصوص ؟ -
..................
..................
نعم بهذا الخصوص .

*****

معاً . . . لمكافحة أنفسنا .

- القبرُ لم يعد آمناً -

*****

IIVXX

كان اسمها قبل أن يقطعوا لسانها من المنتصف : محمد
ويقولون لها :
- الغناء أو القتل ؟
كان اسمها قبل أن يأمرونها بأشياء كثيرة محمد
و مقابل أن تصعد الدرج
وتضيف إلى شهادة ميلادها سنة واحدة فقط كان
عليها أن تكتشف كل يوم سبباً للحياة أو
من الأفضل أن لا تضيف شيئاً إلى شهادة ميلادها .
و يقولون لها :
- القتل ليس أجملاً من الغناء يا محمد .
لم يزعجها الاسم البديل
ولكنها كانت تعجز عن نطقه كاملاً،
و تتوقف دوماً عند أول ثلاثة حروف منه
عجزها لم يكن رفضاً، بل عجزها كان فعلاً عجز
- يا آنسة محمد، هذا الذي تفعلين ليس مقبولاً !
عليكِ إما الغناء أو أخبرنا باسمك الثلاثي ...
أو على الأقل اسمك الأول كاملاً .
كل يوم تكتشف شيئاً، وتحرص بذلك على إضافة سنة جديدة
بنهاية الأسبوع أصبح لديها 39 سبباً معقولاً للحياة .
ولكنها رغم ذلك، لم تعد تعرف أن تغني شيئاً ...
- يا آنسة محمد غداً أن لم تغني لنا موشحاً كاملاً
لا فائدة من الحياة . سوف نحذركِ ببطء من خطورة ذلك
نصف أصابعكِ و نصف شفاهكِ و نصف أنفكِ ونصف شعركِ
ونصف نهدكِ الأيمن ونصف ساقكِ و نصف مؤخرتكِ يا محمد
سوف نقطعها غداً إن لم تقولي لنا اسمك أو نسمع موشحاً ..
محمد لم تكن غاضبة أو خائفة،
لأنها تبتهج كثيراً لهذه الرغبات الحريصة على سماع صوتها الجميل أو
معرفة اسمها البديل كاملاً .
كانت محط إعجاب وهذا الأمر يخفف عليها الألم عند قطع أشيائها من المنتصف
- يا آنسة محمد نحن بانتظاركِ غداً .

F l Y

النباهة و سرعة البديهة اللتان يتمتع بهما الذباب عند محاولة اصطياده، ليست لدى كاتب هذه القصة، وذلك لسببٍ بسيط : كاتب هذه القصة ليست لديه طباع الذباب، وليست لديه أجنحة بلاستيكية شفافة أو مخالب طويلة ذات تفرعات حادة . كاتب هذه القصة يحتاج إلى ثلاث ساعات حتى ينتبه لمرور فتاة في غاية الجمال عبرت من أمامه و ألقت عليه التحية بالإضافة إلى ابتسامة تسبب الدوخة وسرعة الخفقان لأي رجل محترم في العالم .
عندما رغب قبل عدة أيام قريبة، بتعداد خسائره بسبب كتابة القصة، و رغم وصوله إلى الصفحة الحادية عشر من تحديد هذه القائمة، لم ينتبه إلى أبرز خسارة وأهم واحدة من المجموع العام، كتب كل شيء خَسرهُ على المستوى الشخصي والعام، ولكنه لم يفطن كالذباب إلى الخسارة رقم واحد من كل هذا، وهي :
...........................
" ملاحظة عامة :
الكاتبُ لم يكمل كتابة هذه القصة . . لأجل ذلك السبب وتلك الخسارة " .

****

موسيقى إباحية

-1-

البارحة، قطعتُ الطريق إلى ربي،
و في منتصف الطريقُ مت . .

-2-

أكلما نسجت لي أمي ثوباً،
وألبستني إياه . . بكت عليّ وأبكت الثوب ؟
..
يا أمي ، هل جرحتِ المخرز ؟

-3-

طوال الظهر، أنا والسراج في حديثٍ طويل
رأيتُ في ضوءه عيني وهي تنظر لعيني . .
و قال لي :
عن ماذا تبحث ؟
قلت له : عن رؤيتي في الجحيم وأنا أتحدث إليك.

-4-

في داخل الرأس . .
عاصفة تركض مثل الفرس
. . وقع حوافرها يؤلم عيناي .

-5-

في معركة أحد، الجندي الأخير الذي
أطلق الرصاص من فوهة البندقية
ولحق بها،
قالوا لي : أنها أصابته في مؤخرة رأسه . .

-6-

شيئان عزيزان في حياتي
الله و الله
...
عندما سمعوه يقول ذلك : صلبوه

-7-

قبل الطواف، والكعبة خلف جدارٍ تنتظر
قالت لي عندما أقبلتُ لها :
... أخلع جسدك يا هذا ،
وطرّ بروحك ألفاً حتى تصبح سبعاً .

-8-

ملائكة العذاب لا سأم يصيبها مع الكثرة ...
ولا نوم يدخل أعينها بسبب الكوابيس .

-9-

رسمتُ خطاً أسوداً في الصفحة البيضاء
وأمتد في الجانبين حراً دون توقف
لولا أن النقطة في نهاية السطر
لقتلني هذا الخطُ . . .

-10-

كيف ترغب أن تكون أيها الجسد ؟
لم يقلها الله عندما خلق،
وإلا لأصبح مثل الطلح جسدي . .

*****

(بفتح العَين)

1

إذ ما دخلتِ مساءً إلى القبر
لا تغلقي وراءكِ الباب .

2

الريح الباردة في كل مكان ،والجدران الأكثر برودة في القبر ،واللحظات الأولى الباردة من المبيت في مكان جديد ، لا تترك للموتى فرصة التحقق من صحة العذاب ، وقدرة النار في الجحيم على التدفئة .

3

طَعم التراب المنهال على الرأس وداخل الفم : جميل .
- " من لم يتذوق حقاً ، لم يعرف شيئاً "

4

لم يعد للقماط الأبيض من أثر .
وللجسد القديم الذي أمتلئت به

5

أي ضغينة تحرث القلب ضد أولئك الذين حفروا هذا البيت ؟ الذين أدخلوني في هذا البيت .. وأغلقوا وراءهم الأبواب .. ولم يسكنوا معي .

6

مسألة وقت ويصبح الأمر غير مزعجاً . .
مسألة وقت ويمكنك التعوّد على كل شيء .

7

كم أنا فخوراً برؤيته غداً .. !

8

العنوان : حياة
النص : ...... وهكذا انتهت .

9

امرأة كانت تجمع الدود بأعداد كبيرة، وتحرقها في مناسبات صغيرة ، وتزيد سعادتها عند سماع فرقعات الشواء .. بهذه الطريقة كانت تفهم الثأر .

10

لماذا كل النهايات حزينة ؟
الحزن ليس أصل العالم ، الحزن هو مؤخرة الوجود !

11

أستيقظ في الليل مفكراً
لو أن السقف هو الأرضية و أن الأرضية هي السقف ؟
وأن ثمة نعجة في آخر العالم تفهم حقيقة أيهما السقف وأيهما الأرضية أفضل مني ؟
بمجرد أن تسمع الأصوات تعرف الحقيقة .

12

كان اسمه بذيئاً ، وملابسه بذيئة ، وصوته كريهاً
و ألفاظه سيئة وكذلك أخلاقه .. ولكنه كان في المقدمة ، وفي الجنة ، وفي حفلات التكريم ، وشهادات التقدير ، ورئاسة العالم !

13

وفي يده فأس ، ويقول : هل من مزيد ؟

14

بانتظار الثمرة التي تسقط
وتهزّ ثقة الأرض بنفسها .

15

يا جليد العزلة الصلبة .
يا معدن الأعماق .
يا نبع الصرخة الأولى .
يا رَوث الظلال السحيقة .
يا دماء السفن الضائعة .
يا أسنان اللهب .
يا قطرة قديمة في أقصى جنوب العالم .
يا جذور الريح الحزينة .
يا حرب في أحشاء الليل .
يا خفق السهام المستخدمة في التعذيب .
يا بطء النزول عند العاصفة .
يا ضوء مغطى بالأجنحة اليابسة .
يا زرقة الظلمة المنحرفة .
يا لسان بلا أشواك .
يا بذاءة القمصان المقلمة .
يا رمال بأفواه مفتوحة .
يا نسيج القصة النائية .
يا بذرة تحت أطرافك المتعبة .
يا سجون مثل أغصان الحنظل .
يا لحظة لم يعد بمقدورك العودة .
يا نار تضيء جثة .
يا الرابط الجأش و وحيد .
يا معارك يمكن الإشارة إليها بواسطة البصقة .
يا رائحة القمر المُعفر بالوحل .
يا سهول القروح الصماء .
يا حرية تفاحة ترغب الموت .
يا دخان مثل تعيسة .
يا شتات الغبار .
يا حجارة لم تعد قادرة على متابعة الغضب .
يا عصفور تغمره سعادة فظة .
يا ميزان الدم مقابل اللون الأحمر .
يا مهنة شاقة مثل التنفس .
يا نقاء الملابس المنشورة في نهار عاصف .
يا لب السنبلة المضطربة .
يا رب .

16

قالت للهواء كن بريقاً . وللدم كن قميصاً
وللزمن الذي توقف كن فأراً مذعوراً .
قالت كن لكل شيء ..
و رغم ذلك ، لم يستطع الموت أن يكون .. رجلاً نبيلاً .

17

أذكر أنني كنت معه عام 1224 ، في مكة .
وتحدث يومها ، قائلاً :
" ماذا لو أنني عشتُ حتى آخر الوقت ؟
واستطعتُ قياس هذه المسافة ما بين باب بيتنا و باب الجنة ؟ "

*****

حمى الإسفلت

. . . . بجانب نهر " النيل " ، الذي يمر من أمام بيتنا في " مكة " ، ثمة حرارة لا يمكن تفاديها ، حرارة مبالغ فيها من شمس الظهيرة، تلك التي تستمر حتى منتصف الليل. و هنالك أيضاً ، كائن لا يتوقف عن النباح منذ عدة أيام، نباح مبالغ فيه ، نراه من بعيد ونسمعه . وعندما اقتربنا منه ذات يوم ، وجدنا أنه طائر الـ .... حيثُ يرغب في القليل من الهدوء حتى يموت .
صوت الماء في هوس النهر لا يترك له فرصة .
صوت الماء في عين المرأة لا يترك له لحظة .
صوت الماء في لهاث الشمس عند فورتها الأولى لا يترك مجال ..
صوت الماء في أجزاء السفينة التي تحطمت بسبب الشيخوخة لا يترك هذا الطائر يموت .
وأهل مكة يغرقون في النيل .

*****

س . ق . ج

رجل ميت
لم يعجبه الوضع،
قرر الخروج من قبره - عندما وصلت الأمور معه إلى شكل لا يطاق
خلع كل الأسمال البالية من عليه أو
في معنى آخر : الملابس الناقصة تماماً عن معنى الملابس الحقيقية
ونفض التراب عن جثته و عن عينيه بالتحديد
لم يجد صعوبة في ذلك كله ،
بالرغم من بعض الفتور في عضلاته وصعوبات النطق التي يشعر بها
أبتعد مسافة كبيرة عن القبر
وأصبح بذلك : رجلاً عارياً
يسير بخطى ثابتة نحو البيت
ويلقي تحياته بشكل لطيف على بعض المارة
في منتصف الطريق
تذكّر أن الوضع أيضاً لم يكن يعجبه هناك
نهائياً لم يكن يعجبه ..
حينها قرر التالي :
..............................
..............................
..............................
..............................
وبذلك وصل إلى وضع مريح جداً
و يناسبه كثيراً
ويعجبه .