إبكه جيداً ولكن إبكه كله
هو المعني بكلماتك،
وحده منشطر
كلك لا تكون.
إبكه..
فالرقة لا تُحدِثُ شرخاً،
أرقاً يمطر أو برقاً يخيب.
إبكه جيداً ..
للصدفة المحتملة بعد حين،
أو للطلوع الآخر،
نترجاه وكل لحظة يغيب.
إبكه جيداً ولكن..
ما ينتابنا غير الدهشة،
و كذلك الذي يمرر أصابعه بين أضلعنا
يجس فضاءنا، وما يستطيع.
إبكه جيداً ولكن إبكه ..
لا تدعه يطأطئ رغبته ولا ينتحل صبغة أخرى،
أمنحه كله و بك يقف
إبكه
لولاه ،قاحلٌ هو الفضاء.
… كله
فلا تدعه يهيم،
إبكه، إبكه جيداً
ولكن إبكه كله .
وثبتها كقدرٍ يغلي
بينما ظلها يجرها بِوَلَهٍ
شوكة قلبها تلك ،تخاتلها بالجوع.
اللبوة؛
أنيابها الصالحة لترميم أسوار أثرية
من تلك التي تلصفُ بالمصادفة،
تلتمع بوجوهنا نحن الجالسين عند أول صف
حتى وهي تنتفض كريشة.
وثبتها التي تسترعي إنتباهنا
وأشياء أخرى، لعلها ذكرى الأولين،
ربما هو الأعمى،وكذلك سبولفيدا يروي سيرة عجوز
يقرأ رواياتٍ وردية،
وهي لا تخرج عن تلك التي جمدت السهام عند حلقها
في طينة لآشور تكتشف بعد حين؛
ربما كل شيء
سوى الوثبة.
اللبوة وهيئتها التي نراقب
أبعد من إصبع كريستال؛
كذا نلمحها،وكذا تحتضر
وثبتها
التي ترسمنا
ونحن جلوس .
السمكات الميتات قرب النافورة،
هل يشعرن بالبرد الهابط من عليائه؟
هل ينظرن إلى مئزري الجديد،
وهو يربطني كحزام،
أو يؤرجحني مع الطير في ريحه؟
وأنا أعبرهن كل يوم، في الحافلة،
بينما رجل النافورة،منحنياً
يلمع صدفاتها الحجرية .
السمكات الميتات،
بماذا يفكرن دون سباحة ؟
هنا الناس مسالمون،
يمنحون خدهم أيسر وأيمن،
ولو بقي الأكثر لتغافلوا عن مصيره،
بينما شفتاك تتعاركان عن لفظ يُذكِّر بالأحمر.
الناس ،هنا، لا يدركون الشر
يتقفصون بالملل أقصد طيبتهم
هم لم يسمعوا بحرب،
وكأن سبيلبرغ لم يغزهم بديناصوراته
ولا تمرغوا بستر كوبريك الحديدية،
أقول لهم يا لفطنتكم،
وأحتمي بمظلتهم.
الناس هنا، يضحكون طويلاً
بلا خوف، ويمسحون على لحيتي النامية؛
و يكركرون:
أسرد ما تعرف عن سرفات دبابتك؟
س…..ر ف…..ات
ثم يجرجرون الكلمات كطَولِ قماش،
الناس هنا
يظنوني حكواتياً
و برفقٍ يضمونني إلى أحضانهم .
( البرتغال)
هي اللحظة،
ظلها،قد أكون.
مثل حُمرتها
و غارِقٌ بالحبر.
اللحظة؛
مسمياتها التي تتناطح و غفلة جدرانها،
التي لا تستريح
أو تستخير،
كلها و جوفها
بلا محيط.
اللحظة
يا لعدمها؛
أقرصها بين همهمة و ثانية
تماماً كما الآن.
ما يقربني منها صريرها،
خفتها كقرص حديد
يتدحرج،
وأنا،
أرقبها.
اللحظة؛
تمضي وتجيء
أنا
الذي
لا أمضي
و لا أجيء.
ثمت أشياء تطرأ وأنا نائم؛
البارحة،أججت الجارة العانس حجرات البناية
فغرقنا بالنار
، النار التي تطرأ
كل لحظات انفراج ساقيها.
ثمت أشياء أخرى؛
مثل أن أنام كل يوم من السابعة حتى السابعة
لأن لا وقت فائض لدي
مثلاً :
يمرُ طارئون،وتغفو جارتنا الأخرى
عند عتبة شقتها الفارغة، سوى من صياح
أرواح، وخشخشة أوانٍ من عهد ألفونسو الثالث عشر
أو شيء كهذا؛
ثمت أشياء بعد،
أن أستمر بالنوم
ولا أجد مَنْ يخبرني بما يدور.
الباعة،أسفل بنايتنا،
وهم يسرقون كتبي ليبيعوها كواغد للغجر
يتحسسون هجعتي،
هادئة،مخيفة لهم،يبتسمون برقة
الخضار والطماطم التي يتحسسونها كجسدي،
وهم يضعونها على رفوف المطبخ،بصبغته المقشطة؛
لا شيء يطرأ
حتى وهم يتحسسون بعضهم بالعدوى.
لا شيء؛
أحاول أن أحزر الضياء من ضفاف الظلمة
فأخيب،
أفركُ رقبتي استعدادا للراحة ؛
كل اليوم
أنام من السابعة حتى السابعة
وأنتظر أن يطرأ شيء.
هكذا،
نومتي المخيفة .
(إلى لشبونة)
على جادته تتجمع الثيران،
بعضها برؤوس بشرية
وفي غرفه أيضاً
تنام خادمات من العصر الوسيط.
هو الفندق، وعلى إسمه.
أصلُ زائراً قرب جادة الثيران
لا أفارق محنتي
: لا كلمات لي فيها
: لا غرقٌ يرتجى،
يسمونه بورخيس،
ولا شيء سوى الإسم.
في فندقه،بورخيس،
أسفل جادات لشبونة القديمة
بينما هو هناك،
إلا أنهم لا يعرفون من يكون
يشيرون إلى تمثال ريكاردو رييس،
أو قبعته، كذلك يحادثونني
أو ربما تصوروا
هيئتي بنظارات طبية،
كنظاراته،
ريكاردو رييس لا غير،
وأنا أمام الفندق.
المحن يثرثرون عندما تقدم
لا تفرق
هم لا يلمحون عروق يديه
وهما تصارعان البرق في غرف البرق،
حيث الآنسات ينادينك بحضرة السيد،
والمصاعد التي تترقب خطونا
جاثمة كخرتيت دون حراك.
كل شيء يشبهه،سوى الفندق،
ومع ذلك ينادونه به.
أحسبه سيدخل،كل لحظة،
أو سيخرج،
حركة ربما،
غير أنه غرف غامضة،
بناء يتكئ على الريح،
بورخيس بقناع مختلف،
رقعة نحاس ،تدل عليه
و أعلى البناية.
لا أسكن فيه،
ولكني أمر قربه بخطوات ساكنة،
كل مساءات المُضِّي،
و أفكر بأحلام الليلة الغادية أو التي تلي.
آخر المطاف،
وأنا أصابر الحراس طريقهم البعيد،
لمحت ماريا كوداما، بشعرها الفضي،
تقتفي جهة الدخول،
أشرت لها بأصابعي
أنت هو أيضاً . قالت
لا شيء الآن، وهي تهز رأسها
سيجيء بعد حين حتماً
وقد يراك
غير أنه لا يفقه البنايات ولا الجادات
وأكثر من ذلك رقعة نحاس أعلى البناية، و تدل عليه.
أفكر بها،
تحفر لجذرها
وكأنها تلعب.
اللعبة أن تتدفأ
وجذرها يمضي كما الماء.
في الليل
تعوي كذئب
أو تضيء كنجمة.
أن تعطس بخوف
و ترتجف،
تمدد ساقيها
و تستريح.
البذرة أفكر بها
لولا أنني أنعس أحياناً.
وكذلك أنحني عندها
فأجدها
طافية كما نائمة.
ثم أن تصدق،
لها كل شيءما تراه وما لا تراه.
أغلبها،
هذه الأوقات
و ربما أتساءل
هل تفكر البذرة بي،
كيف أنبتُ،
وكيف أسيحُ لمجرد التذكر ؟
وأقول :
هي البذرة .
ثمت ميتات عديدة،
المصادفات ، وحدها، الشحيحة.
" كل شيء في مكانه
التفاصيل قد تحركت "
فيسوافا شمبروسكا
المحطات
؛ المغرية
تهذب إبتسامتها
فأضع رأسي على مخدتها
أحلامها السراع كالبواشق تجدف عند رقبتي
هي الأخرى مغرية.
نقتفي بحرها
فلا نقاط .
المحطات ؛
المتباعدة الفخذين
نفرك لها زغبها المُر، الراعش
نهزها فتذبل.
نعد لها الفواصل، ما بين لسان وآخر
تغزل قز مغادرتنا، نعيد عليها غزلها
هي المخاتلة؛
لماذا نقتسم الفراش معها؟
لماذا نجيرُ لها بلاطاتها في الشتويات الخارة؟
لماذا نشذب شعفات قضبانها،المزرية من التقشر؟
لماذا نرقبها مع كل زغب في الأبط ؟
لماذا في اللحظات الخارقة،مع قطاف الزيت في علبه؟
لماذا نجاهر بمعارفها،
الآن وأنا أضع اللماذات دون ترتيب؟
المحطات
التنقل بلا صرير من زاوية إلى أخرى
أو أن تهجر الأضوية في غران بيّا،
مخلفاً المورسكيين يتطوحون
تنهداً أو حسرة أو للاشيء،
شعور كهواء.
المحطات
التي أخشى تعدادها
عليّ أن أبرز أضلاعها
وأكشف عن حشراتها المضيئة وأوبئتها
مَنْ يقربها حينذاك
ينحني باتجاهي
علامة التعلق أو الإستشارة أو التأكد سواء .
ما هي سوى أن تريض ربضتا الساقين.
المحطات
، المغرية
نسمعها فتقف
تسمعني فأذبل
نهزها كذلك.
المحطات.
أتشبث بالحفر ، واطئة
و السيقان
أيها تنحني
فتلم الكرات المارقة بقربي.
الحفر المضيئة،
واطئة
تكتسب لجلدتها السكون
لا مفر من البوح بعد ذلك.
أن تركض و خلفك ناضجة
، الحفر
إذ ليس لك كل لحظة
و بهاتين الساقين
إتقان القرفصة
أو تمرر إرتباكك.
الحفر بارعة
ولا أثر يدلك إلى مخارج المدينة.
الحفر بعيداً عن شبيهاتها
تلمُ أطرافها بهزة واحدة.
الحفر
و الخطوط التي تكتسب شكلها؛
أنحني كأي مستسلم
تلاحقني
واطئة
فأستكين .
أراهنُ الريح بالإغارات الخطيرة
أكشف عنها سيقان الحقول
و مضاجعاتها في لحظات الجُب الطافية.
أراهنها بالنار
أقول لها يا حمراء
و أنت بلا رداء سوى التطوح.
أراهنها بالببغاء، تقيدُ القفص
تتقن المزاح أو الصمت
فالغابة خطر على حريتها.
أراهن الريح
بنظارات ككعب قدح
لعلي أجاهدُ المسافات
فأقصرها عند عتباتي.
أراهنها،
الريح
بلا دوران أو مشدات ظهر
أراهنها
و تستطيب راحتي؛
نتشبثُ بالأوتاد
فلا نطير .
صعبٌ أن تتفرق بينما أنت تتصمغ.
ذلك أنه خجول،
و آخري منتحل.
أن تحاول الإختراق
تجر الآخر
في وجهته إليك.
صعب أن تحاول كل اليوم،
و الليل بانكشافه.
الحروب نتركها كذلك،
فلها مختصراتها المفيدة
و علامات تعجبها و لذاذاتها.
أي إقتراب
ينصفني إلى كثُر
يا للقسمة !
سنكون كلانا،
أوحده
و المتفرجون
جمعٌ
و هم ينصتون إلى العلو.
البعيد عنكَ
ما أقربني .
خيولنا المنجزة
من صمغٍ
و خشب بمساميره،
نحملها حتى فضائها
فتركلنا تواً،
: يا لاغفاءتها .
خيولنا المنجزة
تفكنا ضلعاً ضلعاً .
( ليست لداخل حسن )
أموت عليهم
أحبابي،
أقضم الورق الساقط لأجلهم
،لحائه المشتهى
يتلقفونني من طرف مندرتهم المزركشة كبرقة لطيفة
فأقع على ركبتي كجمل الواسطي
في مخطوطته التي نقعتها مرازيب المطر العتيق
، وفي صورته كذلك.
أحبابي الذين يجرفون أطرافي حتى الفردوس
أسترق غبطتهم بالأعضاء الأخرى
، منتصبة
أراميهم بالحدقات التي تصل أو لا؛
يفرشون آجري عند الشوارع المصفوفة بالآجر.
" بسكوت ألوجن بسكوت…"
فألوج بالسكوت.
جيوب النظر المخرقة
تبرز مناظرها ، متخلفة،
تتلاعب و غفلتي
التي يتبناها الجميع ولا أستلطفها أنا
أموت فلا تنتمي إليّ
أموت و لا تنتمي
جروحي المقبلة.
لهم
لأحبابي
أترك الفردوس مجدوعاً بلا " دو "
حيث يدفعونني كعربة حمل
وأقضم الشجر،بلحائه الشهي.
أدفعهم فينبتون عند ركبتي المطويتين،
ألوج من أجلهم فتلجني أمراض اليعاسيب ،
قناديلها المبقعة، وتقترب من دبق العينين،
تسرقني رؤيتكم
يا لليعاسيب ،
أسترحمها العطف
والنهاية الموقعة ب " يزي عاد "
كما لو كانت عدساتي شبكة جامعة؛
ظلالها التي تلوج.
أحبابي المنعقفون على مناقيرهم،
أصوت عنهم أمام البارز والزاحف واللابد
و غضونهم
و ألتحف الهواء المسجور، عنهم كذلك
أبارز المخلب المائي
هم يتقسمون لرؤيتي
أجالبهم بالممكن،
فأترجى مقيلهم
بل وأسائلهم الخدر.
أصفرُ كريحٍ خاوية بأنينهم
" ودمعي على خدي جرا "
دمعُ الإحمرار
من مصابيحهم المغطاة بورق الإشبنتو
و طلته كياقة منشاة و محدبة.
أحبابي
الذين يغافلونني بسرقة عشب الحقل المتسربل
بالطيف وبالهيام المستحيل لشرنقة النمل
أو البقعات الملتوية
لحذائي وهو يجر ثقلي إلى الأعلى كمشنقة،
حتى لا أجس طقطقات تكسراتهم الليلية،
تكسراتهم التي تبتعد عن التهشيم
و تصاحب صوتته.
يا لهم،
أدعوهم بالكل
فيحكمون عليّ بعريشة من رمد.
المارقون من جنبي،
وهم يحيون الإبتسامات الواهية للفتيات
العاريات من الخضرة،
والمغريات بفصاحة زغب الفم،
أعلاه عند إلتقاء العين بالسهم الطالع
إلى الأنف حتماً.
المجرجرون من قفاطينهم،
يلوحون بالبطاقات والمناديات اللاسلكية،
وأنا عند تمثال الأصلع، يمتطي خفته،
تابعه ليس له، أذرق مع الطير العالي
وأتهاوى كقبابها الخضر.
كذلك أنضو عني عريي،
أبادله بالنظرة و القول .
أموت عليكم
الفصاحة لا تكفي كلماتي؛
أدرجها في بطاقات الترجمان، عله ينتصر للساني
أمرر عليها أسلاك الجدحة
كي تقرر إنتصاب رقبتها،
كي تلتحي إشارتها بالوهاق العاجل،
كي تسيل بعذوبة سوائل القارورات المختبرية،
كي تتعتق كنبيذ قروسطي،
كي تتعزى بفجر لا أرق فيه،
كي أقول لها واقول حتى صبح لم يرني أشبره
كي نمضي،أيادينا منتعضة كفراش عذراء
كي ألمكم لجواري، وأريكم ميتتي .
أيا قلبي الذي يلوج.
فلتمت على أحبابك
لجتك التي كمُهر .
(ليست للعلوي ..في معرته)
ثمت وقت مجهز برحيقه يمنحني قدرة التفكير بطريقة مدهشة لرحيلك، أفكر بالبراق حتماً، لحظة المخاض الخارقة ما بين استبطاء القدم عند أرضها أو الطيران بجناحين غير كائنين في محلهما .
ثمت وقت للتفكير بفراغ يستبطئ المسير، كي يجعل للكلمات من معنى وللأصوات من حسيس تترقبه،
نولي الفراغات إلتفاتاتنا وخناقاتنا
بينما تتجاوزها بخفة طائر.
ثمت وقت للوقت نفسه وهو يجاورك في خندقك الوحيد، متحصناً بأصحابك، يديرون الزيت في قنديلك فتستضيء عيناك لهم وحسب، بينما تتجاوزان آلاف الأميال المستطيلة والمستديرة والمبرقعة، فتهجرها بلا حسرة أو دوران أو إستمهال.
الحسرة تملؤنا دون أن نتحصن بزيتك.
ثمت رماد تنثره في طوافك، وثمت مشاعات نحملها منك وتنتقل أعيننا في جهات الوجوه بحثاً عن نهرين و سواد جنوبه إلى شماله كي نطش فيها رقاقاتك و نتشمم ريحها.
ثمت نار توقد في الجهات تسألني الآن وفي كل " ثمت بداية" عنك،أُذكرها بالألواح والأطيان وبالذاكرة، تستعجب، تفتش، أقول لها إن البدايات تخلد وقد وهبت نفسها للنار، فبالنار تذكر يُرى الحق بلا غطاء ولا يبقى وراء البعد بعد .
( ليست ل سعدون )
الهيئات البهيجة تأخذني من يدي
حتى البياض المنتفخ بالبودرة،
تقول : أنتشكل ؟
الغرف المبقعة بمني المهملين أثر لحظة المديح،
تقول : أنتصافح؟
المري الواضحة أبعد من مناسبة قتل على الشاشة،
تقول : أنتغارق؟
زلال الروح وأنا أقلي صفاره في طاوةِ الأحجيات،
يقول: أنتعاصف؟
الرسائل المتراكمة على منضدة دار عملاقة،
تقول : أنتبارق؟
الصور المكيفة لبوز أمكنة تتداور،
تقول : أنتماسك؟
الملابس المهفهفة لصق فؤادك وهو يستكين،
تقول: أنتجاذب؟
الشعر و ربطة العنق في الدولاب منذ عامين أو يزيد؛
والسن البائد و النظر الطافر لرجة تتشكل
والحلم الذي لا يأتي
"لم لا تجيء ولو بالكذب" ،والفورات برفع اليد والحروف المتناثرة كالبذور على أديم الرأس الناعس والحاجبين و الفم العانس وأصابع تتطافر على البورد لتكتب هذا النثار الآن مثلاً على ضوء الليل، و هو المتوكل على زيوس وتخمة أضلاعه و إفطار النوم الذي لايكل و الهور الممتلئ بأنا ولا أحد،ثم الحيطة من أن تنزلق فتجابه بعينه التي تعشق، وقولة الخطيئة لا أباضع جلدها وشهادات موقعة و ورق و ورق ولا أرى موجباً لتعدادها بالتشبيه والألوان التي تندرج في لوحته بالرماد كنهاية الحقل أو الأفلام أو اليوتوبيا
وليس لك غير أن تكتب؛
إنني أرى ما يستوجب الخديعة،
إِقص بضاعة ما يشتريه الغير
درْ على البوابات الناصية و تصيد رزقاً.
المساومات كالعناوين باهظة،
كمسمياتها التي تخدر من كثرة التدليل
ترفع واحدة وتنزل الأخرى
تنزلها و تصعدها
كاللحظة أحاول أن أقول
باهظة تعداداتي
باهظ ورق إلتقاطها .
( ليست لميغيل إرنانديث)
أينذرُ الخطر بشيء مربك
مثلاً :
أن تتساقط أعمدة السقيفة
رغم دفنها منذ زمن
أو تطير أجنحة الرخ لوحدها
بينما تتلظى خفقاته على بردعة الرصيف.
المهم أن تدرك إهتزازه،
تتجمع البرك إلى حقلها
و " غلمانها" المهيؤون لبارجة الغبطة
ألمهم أن تحاول
ففوائده شتى.
قرابة ما يعادل بسيتة واحدة
آنذاك صرعوني
و ذهبت وقفتك ، مثلاً.
ما عمرك يا هنا
فأنا هناك أعرفُ مخبئي
فلست بآكل لحم
ولا أنت بمهلك ذريتي.
كل فائدة باجبارٍ محمي:
أن تعقف لحيتك فلا أنت بسيدٍ أو بشيخ
أن تترجى حلول الليل، أحمر أو بلا حد
أن تلعب دور الملك والمحظية وأداة الربط
أن تشرف فلا تتسمى بأيٍ ممن يكونون.
أقامر بالشتى،
فوائدها مدخرة كقصاصات المورسكيين،
أسفل الدرابزين أو التخوت الإسفنجية
أو حجر الباب
أو فم ماعز.
أنت هو لا تحيض أو تلد
أو تصفر فنتجمع عند حائطك
أنت هو فلا نجمعك كماء
ولا ببئر فنصك عليك الحبل المنقوع بالدلو
علامة الرأفة أو الألم.
أنت خطر
أشكالك
فلا نرى.
أنت لا تحيد
شتى فوائدك: الخطر.
أحتمي بك لكي أصل.
" إليه … بإسمه الأعجمي"
- I -
هناك شك في هيئتي
ثم قالوا حين ذاك،
ولأنك تستمع إلى النثيث،
فلا ترمش لك عين؟
يا بياض؛
الشاسع؛
كسدارة ليل؛وليس للونه إلا في الذكرى.
ذاكرتي يا لأثرها؛إذ تدمع عيناك
كل دقائق حضوره الخالد؛
مثلما عليه العينان في لحظات ترقبها؛
ويا لأثره المُكلِل؛ بياض بلا قلق؛راقد بعناد؛
مدلل بلا حركة كحيوان دافئ في سباته؛
وأنت بلا حسيس سوى من وهج العين؛
غير مدرك لحرارة الدمع الذي تساقط؛
ولأنك بلا دمع؛ تفيض العين عنك و عني؛
وربما على ظهر الليل كما هي الآن؛
لكنها لم تكن عندما هممتُ إليك؛
أستجدي قرباً لبياضك؛ نسرك المحلق في قمة جبل؛
رأسك؛
لعلي أصل إلى جذره وأكشفُ عن بقعتك حيث إضطجعت؛محاطاً بهالته كضباب متخثر؛
وأنت كناصري غارق في تعرق الإنتظار؛ بينما تنحدر القدمان إلى الهاوية؛ كذلك ترتفع الذراعان عالياً؛
كنت كذلك متعرقاً من الوهج؛
ما تراه في آخرة السقوط؛
وأبعد من حافة الصراخ للجبل؛
هو ماوت ؛ وقال آخرهم ؛ ينقل الرؤيا:
أبعدُ من عمقه؛هذا الم…ا…و…ت؛
الذي لم يكن غير بياض إتسعت بقعته وأفرد بمخالبه متسعاً للإضطجاع؛ هو الذي بلا مسمى؛
سوى من بقعته؛ رقدته؛
ولم أر غيرها في انتظار إطلالته؛
غير أنه يبرز بحراك أو بدونه؛
وهج العينين تجمد عن برقة هائلة ما ذكرتني إلا بارتياحه للبياض؛ هذا الشاسع؛
وحتى بعد أن يغادر؛ الذي ليس لأسمه من معنى ؛
فأقلبُ حروف إسمه ما بين تقديم وتأخير؛
ولا تتقدم قدماي في وهج البياض الذي أكتسح كي أصل قمته؛وهل ألمح برق رقدته؛
إرتياحه ما بين بياض من تحت؛ وبياض آخر
كعشبة هشة من فوق؛ أغوص في الأبيض وأرتفع؛ تغوص كلماتي وأتأخرُ عن اللحاق ؛
أثبُ من جديد؛فتلاحقني سائلاً مبروشاً؛
تدخل الجسد المشرع كثقب؛ أقول لعلي أصل كصاحب الخبر؛لعلي أخيراً و أصل؛
كي أتملى بياضه الذي بلا حراك؛كي تبرقُ العين فتساقطَ دموع البلور؛ كي تختلط بالبياض وتضيعُ في ثقب آخر؛ له طعمُ الفراغ؛ هل أصل؟ لا جواب؛
تنعق المسارات المتشعبة؛ المخاتلة؛ المتشابهة بعواء آلفه: هل تصل؟
بياضٌ مديد؛والذاكرة إبيضت؛
شعرات الرأس لا تحتاج صبغة باردة منذ ليلة الرقاد؛ البياض بيني و بينك في كل وجهة؛
و وجهتك أبحث عن بياضها؛ يخلدُ؛
فلا أصل .
- II -
ليس للإسم من معنى على لسانك؛ فلسانك شبيه بعيني إذ لا أذكر إن كانا بلون التراب؛ وحتى هذا لم يكن من أيامك قبل ماوت؛أو بعده بقليل؛ قريباً من بقعة بياضك؛ إذ تمددت بما يكفي لتفاجئك النار؛ هيئتها التي من حديد؛يتناثر و حولك؛ على تشعب جلدك؛ فتنقش آنذاك بصمة الرقة فوقه؛ هو الثلج؛
الذي ما حلمت أن تراه يوماً؛و ما بالك بفسحة؛
تتيح لنومتك أن تنحدر؛ و فوق عشبه.
-III-
الإسم بلا معنى؛
حامل الخبر يجرجر سره،ويتغرغرُ بحروفه التي تستقر مع البَرَد حيث أنت؛
حتى يعصر الأصابع و يجففُ الحروف ؛
إنني ما لمحت غير البصمة على الأبيض؛ثم سويعات الإنتظار؛ وما لمحتُ غير الشاسع؛بصمته خافية؛ مائعة سهلت على نفسها الابتعاد؛ لكنني أنتظر؛
بينما يغادر الآخرون؛يغادرونني فأنقاد لرقة الصمت فأتبعهم؛ متيقناً من بصمته؛ سقطته التي لم تأت عن وجع أو إنتظار؛ ضجعة إرتياح؛
ربما أيضاً استعجال بالمغادرة؛
تقترب البقعة؛ أقترب من البقعة؛ أخمن أثرها
وأزيح الثلج فلا أكشف غير الريح؛
الحفرة أعني؛ ولأسمك لا شيء غير الرقاد؛
أقول لم أجد غير الإسم؛ ويقولون بممازحة أو دونها؛إنه بلا معنى على اللسان أو خربشات الورق؛فتصل إليك؛
لولا إنك لا تعرف عن الطريق غير المسافة.
- IV -
توأم يا ماوت؛
كلما قرأتك صحيحاً أو مقلوباً من اليسار حتى اليمين؛ ويميناً إلى شمالك المبرد؛ وقالوا ما له من لون أو هيئة؛ كزئبق جسدي الآن؛ أو كجسدك في بقعة السقوط؛ كنطفة الاهتياج وهي تشكل وجوهك المتعددة؛ الصافية؛أو ما تكون في مساحات الوجه لمراياك؛
وبعدها سيقولون؛ لماذا لم تدمع العينان في آخرة الفجر قبل صراخ الأم وهي تمسد طيفك في صندوق؛أنت الذي لا تحضر الآن؛ شئت لو كنت قريباً؛أعني البقعة؛ وقريباً منها؛
أعني الأم؛
صرخت ولم تحظ برؤيتك واقفاً برغبة إستقبال اللون؛ ثم وأنت تحط تعبك من النهار المكرر ؛
كل يوم في إغفاءة لمها الجبل يا ماوت ؛
وما صدق الآخر وهو يراقبك تذوب في عشبته؛
؛ تناول معطفك بعد كل هذا التأخير و لا تلتفت إلى
مَنْ يردد يا لتوأمك إبحر عني وتمدد مرة أخرى فما تأخرت عيناي عن ذرف دموعها لولا أنني لم أجد
من يشبهك لا في فراغ الصندوق الذي لم بقعتك
ولا في نطفة مراياك التي كبرت عن بقع سرعان
ما تجد فراغها المهيأ للطيران؛تناول معطفك الذي تخبئ منذ ليلتك ولا تبحث عن ذكرى في الوجوه فبراقك أتعبه الثلج و صهيل الأصوات في الريح؛
لاتلتفت فما حلمت يوماً أن ترى البياض؛
الثلج مفعم بالإرتياح كذاكرتك ودون أن تؤشر بيدك
ولا تحرك أصابعك فتفرد لرقدتك متسعاً من الإبتعاد ؛
ثلجك ما برح يعوي بليل ؛ ثلجك ما برح يغيب .
- V -
أزيحه فيتكاثر كعشب بري؛أزيحه؛
عن عينيك؛ عن صبغتي؛
يتكاثر بقُ إحتفالاته؛ توأمك بلا حراك؛ متمدد؛
هائل كما الآن؛ يزيح الغفوة عن جسدي ويسحبني؛ إليه؛
يا توأم؛
رقدة بلا عتاب أو تساؤل؛ أتمدد تمددت ؛
أجاورك لم يكن جوارك غير البياض؛
مغشي عليه كما الآن برفقتنا؛ يهيم بأثري؛
فأحسني بالإقتراب عندك؛ وكنت أتساءل هل سأصل؛
أشعر بالنمل يدب؛
هل من حركة لا أعلمها؛
تتشابه العيون في رمشتها؛ جمودها كذلك؛
ساخنة صافية كهذا الهائل؛
المتمدد بلا جناحين؛ مخيماً حول ظلينا؛
الشاسع بلا حد يأويه .
VI
ماوت …
ماوت …
ما بال ثلجك
لا يقربْ أغصاني ؟
( مدريد 96 )
"إذن هل سأتمكن من النوم في سائر السنين؟
فعلى الأصح دعْ عينيّ تريان الشمس،ودعني
آخذ كفافي من النور !
فالظلام فارغ،وكم من النور نجدُ في المقابل؟
وهل سيرى الميتُ أشعة الشمس أبداً من جديد؟"
كلكامش
اللوح العاشر
أشارات
القصائد التي يضمها الكتاب منتخبة من كتيبات شعرية،لم يصدر أغلبها بطبعة مستقلة، وإن نشرت أغلبها في مجلات وصحف متخصصة .
وتقرأ القصائد تبعاً لتقديرها الزمني الموضوع وتبعاً للتجربة آنذاك، ولكنها لا تنعزل عن مجموع القصائد،لأنها تبقى تجربة مشتركة،متقدمة أو تالية. كذلك تقرأ،وكأنها ديوان جديد،وإن تم التذكير بأنها منتقاة من كتيبات أخرى.
في (قصائد ليست لهم) هناك العديد من الإشارات الموضوعة للأسماء نفسها،بعضها معروف للقارئ وبعضها حقيقي أو منتحل إلا أنها تعني تجربة تحسس خاصة .
وهي تتداخل في هيكل القصيدة ككل واحد لا يتجزأ وإن لم يتم التعريف بها في الهامش أو بحرف آخر.
نصوص (عباديل) ومنها "ماوت"وهي نص نثري يتضافر على الشعرية، تكتسب لنفسها تجربة خاصة تختلف عن قصائد الكتاب الأخرى.
الكتاب أخيراً تجربة أولى في إختيار شعري يتضمن قصائد النصف الثاني من عقد التسعينات (1995 1999)،إذ يبتدئ بالقصائد الأخيرة وينتهي بالقصائد الأولى .
للمراسلة:
عبدالهادي سعدون
Apdo. 50 631
28080 Madrid
SPAIN.