عبود الجابري

(إلى مطر السنوات العجاف شادية أبو عماشة)

تخطيط أولي لمساء الشاعر

مساء..
سيقعي المساء على أربع ثم ينجب أيتامه
يقلب كفيه ذات اليمين.. وذات الخواء
مساء يفيض به الريش
يستمنح الخيزران المدى
ثم يذعن
إما تلونا عليه دما أفرغته القرابين من سكره
أو رسمنا على ظله وطنا
ترعف الريح أحزانه

.........
...........
هل ستكفيك عشر أصابع..
تحصي بها ندوبا
في ظهور ملائكة ذابلين....؟؟؟؟

Valentine

بيننا....
ما لن يكون
زقزقة مبحوحة
وعصافير تؤمّ أعشاشها
خالية الوفاض
بيننا....
ما ينسدل من قرطيك
على شرفاتِ عينيّ
وما ترثُ المقاعدُ
من قميصك
ربّما... هدبٌ تساقط من عينيك
غداة اكتحلتِ...
أو خيط يهرب من شالك الذهبي
بيننا....
شحوب الورد...
بإنتظار حمرةِ الربيع المؤجل
منذ ثلاث حروب....
فلا تحزني....
كلّ شيء حولنا أحمر....
عيون الأمهات....
ونشرة الأخبار.....
والشفق الذي كان قرمزياً....
..... حولنا الرمل .....
الذي تتقاذفه الريح....
... قلم الخليفة.....
وأيدي العمّال في أقاليم البلاد
الذين يفركون عيونهم... سأماً....
ولا يدركون
أن المرايا تلونها العيون....
أحمرٌ..... كل ما حولنا
فلا تحزني....
ثمة أنت...... وأنا....
وترابٌ احمر....
تلوذ به
وردةٌ ....حمراء
تنتظر ارتعاش يدي
وشحوب......
الرص........................................................اص.

14/02/2007

أغنية الشتاء

الشتاء ثانية ...؟
لكأني ابحث عن دثار من النار
او حفرة في تراب المدينة
كي تذوب الدبابيس
التي انغرست في اصابعي
فهذا شتاء لا يعرفني
لذلك..
تقشعر النوافذ فيه
وتصطفق ابواب الرغبة
في نار دافئة
تسكن اضلاعي
وتذيب الثلج المتراكم في منعطفات الروح
شتاء لا اعرفه
يجعد جلد البرتقالة
ويفرح بانجماد الضوء في المصابيح
, ريح تمعن في مديح الغبار
وشوارع تهاجر الى غرف النوم,
وسماء تفتش جيوب السحاب
, وغريب يسافر
في هشيم العناق على لهب المدفأة
وانحباس يديه في يديك
وتكاثف الظلال في المرايا
.... غريب
يموت من البرد
في جنبات الفصول

المتاهة

إلى الشاعر سعدي يوسف

لم يكن يتقن لعبة المتاهة
اخطأ في رسم الحبل
فسقط في بئر من الخرائط
وتدلت فوقه
أسماء المدن العتيقة
والبلدان التي تنفر من رائحته
لم يصفق ..
خشية أن يجرح مسامع اليمام
ويخدش كبرياء عشب
ينمو بين أصابعه
هو متاهة آخرين
ودليل الإبل التي تمضي صوب البيادر
لا يحمل بين فكيه
سوى لسانه الأسود من فرط البطالة
وآية الكرسي
وحروف أتعبه رسمها على الجدران الناشرة
وهو لا يحمل في جيبه أيضا
سوى ورقة عدم المحكومية
وإذن خطي
بالاحتفاظ بآية الكرسي
وهو متفق مع ذواته
حد انه ينام على ذراع زوجته
ويقرأ موجز الأخبار في عيون بنيه
وهو مقتصد بحلمه
يرى الشمس عنقودا من المصابيح
والقمر ثلاثين هلالا
ويرى في السنة الكبيسة
يوما آخر
بلا رصيف لين.....
...........
هو إذن .. متاهة نفسه
وحيرة العابرين على جسده
تشرب وجهه الشوارع
والمقاهي
والمخافر
والأسلاك الشائكة
.. ودكاكين الكلام
وهو بلاشك ..
من الرواة الذين يؤثرون النهايات المفتوحة
ولديه من النهايات
مالا يجد له بدايات في ذاكرة الهدهد ؛
- نهاية الرأس بين يدي الفكرة
- نهاية الشراع عند الانقلاب الشتوي للصحراء
- نهاية القبلة لدى سماع أذان الفجر
- ونهاية الحبل المرسوم في المتاهة
.........
غير انه هنا
يبحث عن نهاية اخرى
_ يحلم ان لاتكون مفتوحة جدا _
لبداية نحتها الرواة في صحاحهم
واشتعلت في المتون
وطنا ,,
يأخذ شكل المتاهة ...

عمان
18 /12 /2006

بطولات

ومهما يكن ...
فانا سيد المتعبين
اذا اقفرت من رفيق ذراعاي
لي حين يحصي المرابون امجادهم
والمراؤون امادهم
_ مطر عالق في سقوف الغمام
وسيدة ,, صرت اخصف احلامها
عندما انحت النوم
في مخلب الليل
لي
في احتشاد الرواة
لسان صموت
واذن اجفف فيها الكلام

تحّولات الغرفة

في الصباح ,,
دم الصمت اخضر
والباعة المتجولون يمدون أصواتهم
_ يالهذا الصدى _
ثمة امرأة تتسلى بتقشير أغنية في الممر المجاور
,, يصحو,,
يقشر سيجارة ,, ثم يحلم..
,,, تسعل ,,,
يطفئ صورتها وينام

*****

في المساء:
_قليلا من الصمت .. لوتستطيعون كي أتبين ماسيقول المذيع
• مجلس الأمن.... ؟
- هل لدينا من الخبز مانتعشى به ... ؟
- ربما تمطر الآن في قريتي ....
- لاعلاقة لي بالقصائد والشعراء...!!!
- أراها فتبتسم ...
- الحرب.... ؟
- دعنا من الخوض في مثل هذي المواضيع..
- ثم انك تفرط في الشرب.....
- لو يغسل البعض أقدامه قبل أن نغلق النافذة ...

*****

عند منتصف الليل ..
يغدو الجدار مشانق للحلم والأردية..
المنافض ملآى بما أطفأ الساهرون من الكلمات..
... يرى في تقاطيع اجسادهم ..
ماتبقى من الخوف
قد تتدلى من الانتظار أعنتهم
فيولون أعينهم
شطر همهمة في المقاهي .. وتلويحة للبلاد
ولكنهم فتية طيبون
يداهمهم في الليالي سبات الرضيع
وآيتهم عندما يسبلون متاعبهم ..
أنهم ربما ..
(( يصبحون على وطن )) +

* محمود درويش

خلل طاريء

ليس الأمر على هذه الدرجة من السوء
فأنت تملك من الوقت
ساعة حائط مريضة
وأهداب امرأة
تتسلى بتدخين أيامك المغلولة إلى يدها
تملك الأرض كلها
عندما تقشر نشرة الأخبار
ولك من الجغرافيا
أطلس حافل بتضاريس الحنين
ولديك ورق ابيض
متأهب للبكاء
ليس الأمر سيئا كما تظن...
فمادمت قد أنفقت يديك
في التصفيق للمهرجين
وراسك
في التلفت صوب ما تبقى
من حبال الأرجوحة
مادمت تغرق
وأنت تعرف أن قاع البحر
ليس قريبا كما يجب
وانك لاتملك صندوقا اسود
يمكنهم من معرفة الجمل الأخيرة
فإنهم
سيحمدون الله كثيرا
عند العثور على شظاياك
ويكتفون بالقول
إن الأمر
لم يكن على أية درجة من السوء

عمان /2004

عابر وطن

يعبر دجلة..
يده مروحة معلقة في كتفه
وعيناه تسيران على الماء
توقدان نار الأسماء المفجوعة بحروفها
ياه .. يا للموقد المقدس
فاقتنص شرارتك الأخيرة
وامض إلى حيث يموت أسلافك من البرد
وحيث تموت أسراب النمل على خيط من العسل
المعلق .. بين دجلة
وجسر الشهداء
كم جسرا يلزمنا للشهداء..؟؟
اقتنص موتك المبارك
حيث دجلة والماء
و ظلال الزورق الأخير

*****

يعبر الفرات
تنغرس قدماه في رماد النهر
فيبحث عن الماء
في صورة القنطرة المعلقة على جدار المقهى
ربما في غيمة متآكلة
وربما في عطش القطيع
يرنو إلى صورته تتكسر في التماع الطين
وينصت إلى ما ترك الصيادون على الجرف من أغنيات
يعبر الفرات
ركبتاه تغوصان في قيامة النهر
.. السمك النافق
والنوارس اليتيمة
والصدى في الجرار الفارغة
يعبر الفرات
رأسه يغطس في القرارة
لكنه لا يستغيث

*****

يعبر البلاد
لا من أين ؟
ولا إلى أين ؟
تلك مرآة تقطعت بها سبل الضوء
ومضت تبحث عن النار
في رماد أبنائها

مخّلفات

إلى / الياس فركوح

متفقون على مرآة واحدة
نخدشها بوجوهنا..
ونسكب عليها بيا ض أسناننا
ونمد السنتنا..
هازئين بما اختلف عليه الرواة..
......
نرفع قبعاتنا وننحني
كي تمر الريح بسلام
ونعتذر عن الترنح في شوارع طفولاتنا..
لماذا تبدو الشوارع محروثة....
والنهر احمر....؟
-لماذا يكتب العابرون أسماءهم
على سور المدينة..
أو على ما تبقى من جذوع الأشجار......؟
…………
كنا متفقين أيضا
على حذف هوامش التاريخ
وتسمية الوليد القادم
- والوقوف عمرا كاملا

تحية لأرواح بعض أجدادنا

............

غير أنهم كانوا يجادلونني
حول الدمعة التي لم تصل بعد
وحول خفقان قلبي الصارخ
عند تصفح جواز السفر

....................

من اجل ذلك
وهبت لساني مئذنة للدعاء لهم
وأطلقت ذاكرتي للريح
وغنيت على ليلاى
...........
فمنذ تحية العلم الأولى
وأنا ارسم السما ء بلون الدم
واترك البياض لا سماءهم
واضع يدي على قلبي حين يرفرف
عند تراقص الرياح
.. أضع قلبي على يدي
لكي اعد المسامير التي علقوا عليها عناوينهم
- بضعة رجال..
وغيمة ظللت حبل الغسيل
فنسيت أصابعهم مبتلة على قميصي

لذلك
كنا متفقين في بداوتنا الغضة
ومختلفين حول قراءة الأثر
مثلا//

**اثر القنبلة: بئر من الأجساد . أو نكاية بالدلو المعلقة على النافذة.
** اثر الدبابة // حتى نعرف لماذا يبدو الشارع محروثا
*** تاريخ القبيلة// الناس هنا عابرو حياة.
لذلك يكتبون أسماءهم على أسوار المدن أو على جذوع الأشجار..
**** تعريف الحرب///
الحرب لون النهر الأحمر
أو دم الكتب التي رحلت صامتة
وظل حبرها عصيا على الذوبان

...........
.....................

لم نكن متفقين على تكسير ساعة الرمل

وإراقة أوقاتنا
ولم نكن مختلفين على نسب الخيول
لذلك وضعنا قبعاتنا
ورفعنا رؤوسنا
ومضينا
نهزأ
بما اتفق
عليه الرواة

ملصقات

متصاب

لم يعد يتسلق ايامه
ليطل على حلم اهمله
.. حافيا .. يقتفي طيلسانا ترجل عن عمره
ويغني…
فتسقط – درداء –
من بين فكيه اغنية
لا تطيش لها اذن سيدة
كي يعانق اخر ابحاره .. اوله ..

نرجسية

لأن صوته .. يشجيه في الحمام
راح يحدث الجلاس
عن محاسن النظافة

ارق

لاينام على ظهره
خوف ان يبصر النجمة الآفلة
لاينام على وجهه
خجلا من مصابيحه الناحلة
.. تسكن الارض خاصرتيه نزيفا
فيبحث عن نومه في ركام هواجسه
وينام….
لتبرد في صدره
طلقة قاتلة..

تجريد

حين فرطت ضحكتها
في اناء الكلام
احرق الشعر تيجانه
واكتفى بالهيام

تشرذم

للشتاء يخبيء دفء العناق
للعناق ..
يخبيء برد الشتاء
حين عاد .. ليجمع ماخبأه
لم يجد وطنه …

الطريق

لكي تخون المملكه..

لا بد ان تصحو على غنائك الجراح
وتختبي في كل جرح .. ملكه

تبرير

منذ عامين .. كانت تحاصر غلواءه
وتسير معه
كلما لمحت في قصائده امرأة
سألت : هل انا في الرؤى المزمعه ..؟؟
فيجيب : اتهدى القصائد سيدتي ..؟
كيف يهدي امرؤ لامريء وجعه …؟؟؟

مواطنة

في الطريق الى وطني
ماتعودت ان انتشي
ويغني سواي
في الطريق الى وطني
كنت دوما شهيدا
وكان الزمان صداي

أسانيد مهملة

سواء علينا..
اكنا نقلم اظفارنا.. ام نحك بها الريح
ليس لنا غير انشوطة لاقتناص المواعيد
_ ما قاله الغجري انتبذنا به ذيل اغنية
واقتفينا حداء القوافل
كانت قراطيسهم وطنا..
والهوادج سلسلة من اسانيد
لم ترتعش لمرور الاصابع فوق تضاريسها
......
.........
(( تخلد الآن سيدة للبكاء على طلقة في اقاصي المدينة
او قبلة عند ادنى اللهاث ))
وانا
لم ازل اتهجى رماد المدينة
اسعى لخلع النياشين عن صورة في الجدار
واحلم بامرأة
لاتجادل في النحو او في البلاهة
قد نستعير نهارا نناقش فيه الحروب
ونأوي الى حجج البالغين لتفسير اخطائنا
.... وننام ..

*********

اسناد الرائي /
كلهم عبروا من سياجك نحو مجا هيلهم
فاتخذهم لقى..
ومشط شعور بنيهم اذا اقبلوا..
حين تعرى يداك
من التمر والاسئلة ..

************

هكذا سيظل الكلام
قرين اسانيدنا المهملة....

أغنية غجرية

اجل .. كنت بين دعاء ابي والسماء صبيا
بكى ، فافتدته النجوم بعشرين ثديا .. ليكبر
، حتى استطالت ذراعاي
اصنع من نجمة ..نجمة
شرفة لانهمارك
وابتعت ليلا .. اعبئه بالشموس
فلما استويت على راحتي
كبرت..
وماعاد لي غير ذكرى صبي
بكى ، فافتدته النجوم
وهاهو يبكي
فيبصرها ترتمي في هوى صبية اخرين

أمي

لم تكوني هناك..
كانت الامهات يمشطن شعر التراب
ويسعين بين الصفا .. والمرارة
كنت ارى وشم كفيك يوميء لي
فاحث الخطى
واراك نمدين قلبك صوب عيوني
كأن المسافة بيني وبينك
تخبو .. فتنهمر الروح
انت هناك ..
فمن سيوسدني راحتيك
ويهمس .. ام ..............اه
لامدن العالم المشتهاة
ولالغة في انين الرعاة
باتساع عباءتك..
فاحمليني,,
فقد تعبت هذه الارض من صخبي
وجرحها خيزران الطغاة
.. لم تكوني هناك
فكوني هنا
عند مفترق الدرب
وامنحيني صلاتك
او هدهديني ..
فقد شاب مني الشراع
وها انذا مبحر
مثل جذع يتيم
في عباب الحياة

بلاد تضيق بأهلها

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكن أحلام الرجال تضيق

عمر بن الأهتم

بلا أمهات
نكبر ..
ثم نلقي السلام على الشرطي الأخير
ونخترع المراكب
والبحر
والقبطان
نسرج ما تبقى من الخيول الهزيلة
ونبتعث مدنا مهادنة
ومواقيت صلاة
من ساعة معطلة في سماء بغداد
ليس لنا
سوى العمر الذي لاياتيه النوم
من بين يديه
ولا من خلفه
نحمل ما دسسنا في جيوبنا
مما لم تأكل الهوام
• نار المحبة وجنة أهلينا
• القلوب التي تصل بين ضفتي النهر
• ومروحة سوداء من سعف محترق
نحمل الترنيمة الداكنة
والوتر المر
نحمل الخراب والتراب
نحمل الرصيف المدجج بأسماء الراحلين
نحمل السمك الذي يكتب وصاياه للنهر
نحمل شوارع
تبحث عن أعمدة الكهرباء
وقتيلا يشاطر قاتله الحزن على البلاد
وسماء تتراكض في ساحة المدرسة
نحمل الحروب المتعبة من دماءنا
والرصاص المعبأ
في ذاكرة الأمهات
نحمل جوقة حزينة من المنشدين
ونايا يحشرج في أضلاعه الأنين
نحمل النخل الأشعث
والطين المنكسر
..............
نحمل الخارطة المهترئة
ونمضي
باتجاه كرة أرضية
جميع مافيها ينثر علينا أسماله
,والسؤال المعتق
بلسان عربي مبين
أيها الناجون من بلادكم ..
الى أين المفر....؟؟؟؟

رحيل

الورقة الساقطة .. قيلولتهم
هكذا اعلن اذعانه ؛
ومضى يقلب السماء غيمة .. غيمة..
عليكم بتأجيل الصحراء ايضا ...
فالبنادق المعدة للصيد ..
تواريخ محشوة بالقتلى
والدليل انهم لم يملأوا جيوب بنيهم
بالوعول .....

على مشارف التأويل

تأويل المنزل

على عتبة الباب
تمسح الشوارع عن قدميك
والوجوه من راسك
وتنتبذ جرحا فتيا
** اسكت يا ولد
فثمة شوارع تتربص بك
وسماء دافئة تسكن عينيك
** ابعدي البنت عن المدفأة
........
ثمة نخلة يحدودب ظهرها بانتظارك
وجسر يعبره الصبية
فيسقط اسمك في النهر
*** ماذا أحضرت من السوق ..؟؟
ثمة أخطاء
لم ترتكبها بعد
وثمة سرير ما يزال مبعثرا
وأوراق طرية الحبر
ثمة أصدقاء عالقون على شفة الموت
وآخرون لم توقظهم بعد
ثمة أنت هناك
تمدد ساقيك
وتنهر أبناءك
كي ينهضوا
مسرعين إلى المدرسة

تأويل النافذة

الستارة السميكة
والزجاج المظلل
والشبك المعدني... ؟
..........
...........
كيف إذن سأفتح على العالم نافذتي
وأمد رأسي ؟؟؟
كيف سأوميء للعابرين
واصطاد فراشة شاردة؟؟
كيف سيرى جاري
جلبة الأضواء في بيتي
كي يعرف إنني مازلت في الحياة ؟
كيف سأعرف وجهي خلل هذه النوافذ الكسيحة؟
بل كيف سأسرق باقة ضوء
من قمر .. سلبته النوافذ تاريخه ؟
وإذا ما مت
فكيف لروحي أن تصعد الى بارئها
وهناك ثمة ستارة
وزجاج مظلل
وشبك
وأرواح متزاحمة
وغبار كثيف ؟

أسلاك شائخة

لا ا خطيء تلمس السماء
اعرف ان نومي وديعة الساهرين هناك
لكنني اطلق الفناجين على اسمائهم
واغفو مثل حجر يبكي
بالعيون التي تتناثر من الراس
_ رأسي الذي يغص بالحروب ...
يترصد الخراب بمجسات من جمر
, بينما اخلع المرأة الملقاة على عاتقي
وأمضي
لي صدأ اصابعي
وغثياني لامع
_ تصدأ النياشين ,, فالمع النسيان _
اكليل من الصمت
اريق اقفاله على القرى
وانهش البرد باعضائي
اتوسد الخرائط ... فتنبت على خدي الطرقات
اتوسد يديك
فتنطفئين في رمال الراس
لذلك صرت اعرفهم :
• رعويون..
يغتسلون بحليب الحكمة
• أ ميون ..
يرقصون مساميرهم على جلد الكلام
• حطابون ليليون
.. بسلالم من ورق
• ...........
اعرفهم ساعة انطفائك في رمال الراس
فلا اخطيء تلمس السماء
لي نومي الرث
اتسلقه حلما ... حلما
واصعد
لكي اختصر الارض

الضلّيل

سترين على البعد.. نصف الشراع المهلهل..
هل قلت نصف الشراع....؟
ولم استطع مد أرجوحة في الهواء المعلق بيني وبينك
هل كان بيني وبينك محض هواء.... ؟
رداء من الخز يستر عوراتنا
وتواريخ محمولة في الحقائب
لم انتبه لقبائل شعرك., حين كتبت الليالي على جثة اللوح
كنت وحيدا
وكانوا .....
.................. ؟!!!!

******

تماما كما ينبغي لجدار..
سأحمل هذي المسامير
ابحث عن راحل يتفيؤني
وأقول لأهلي ( سآوي إلى جبل .... )
وأمد عصاي ,, أشير إلى الغيم
أو أتطلع نحو أبي
حين يقتات حكمته
ثم يوزعها في غوايات أبنائه
-تضحكين .... ؟
واضحك ..
في جبتي وطن من بكاء

******

  • سوانح من ضمن المتن

-لم أجد في القصيدة متسعا للوشاية
- نصف سيدة تتوعدني بالمحبة ..
-ليس أبي من يعمد حكمته في غوايات أبنائه.. فأبي مات
من قبل ان تدرك الحرب أمي فتختصر الدرب بين
الترقب والموت..
- لا نستطيع التحدث عن كل شيء ,, هكذا يبدأون رسائلهم
من هناك ...
- حين أدركني السحر كان المصلون يفترسون التعاويذ,,
- ......... يا يمه ...

استدراك /

لم أكن نائما عندما أذن الموت في بلدي
.. كنت أسعى لتأجيل فنبللة
تطفئ الروح في جسدي

** ملحوظة : متن القصيدة محذوف لأسباب تتعلق
بضيق ذ ات اللغة .

أمير البسملات

إلى شادية

فرحين بما اتانا الله ..
نسبل رؤوسنا علىخارطة السبات
ونتلو قصار السور
وماتيسرمن الامنيات
ونجهر باخطاءنا
(( ربنا لاتؤاخذنا .. ))
حين نقسم بخسائرنا
ونفيء باولادنا الى جرة الصمت
اولادنا الذين يعقدون السنتنا
ويمهرون وجوهنا علىشهادة الميلاد
ويمضون الى سحرة اخرين
….
انت وانا اذن
اجنحة مؤجلة
وتمائم ذابلة
لذلك ..
اشعر ان العمر قصاصات
وارى عينيك كتابا
ويديك شراعا
فابحر طويلا..
في فوضاي .. وفي ذاكرتي المسلوخة
اشعر ان الارض ضيقة
وأن العصافير التي تختبي في رداءك
يجرحها .. خاتم ارتديه
وباب يئن على ناصية الليل
وسعال يخشخش في صدري
يجرحك انسكاب الليل في المرايا
وحفيف يدي على وبر الفراش
……..
يجرحك قميصي المتغضن
وصلوات الورد في كل الجهات
وتجرحك البوصلة
وانا امير البسملات
التي اقشرها على جهاتك الطاغية
احمل رعويتي
وبدائية الخزف المتكسر في صوتي
احمل عصاي
واقود قطيع انكساراتي
وامضي صوب الشمس المخضبة بمراياك
.. استعير ذاكرة الامشاط
التي تحدث عن شعرك
وعن عاشق مصاب بك
مصاب.. بابناءه
الذين يمضون بقمصان اباءهم
الى سحرة اخرين

بينلوب

مثل ضوء مددت يدي
وتوهمت اني طرقت النوافذ
حتى تورد ظهر الزجاج
مصابيحها نصف مغمضة
وهي غافية...
منذ جيلين.. تغزل احلامها
بمغازل من ذهب
كي تحوك الرداء الاخير


تماما كما حدث

ماحدث لاحقا..
انه راح يجمع بقايا المدن المنهكة...!!
خارج السور..
يقفل اعضاءه.. ويفتش عن السماء..
السماءالتي لم يرها منذ زمن بعيد؛
فاتهم جسده بالانحناء
وعينيه بالعمى
خارج السور دوما
جناح مؤجل للطيران
وريح تكنس المدن عن الخارطة...
نهار اعرج..
يعتذر بارتباكه عن تكاسل الشمس
وقطيع من الظلال..
يمشط باقدامه الغبار..
* في المنعطف الاول.
رجل بذاكرة عارية
يثقب جيوب بنطاله بيديه..
يتحسس الماضي
ثم يلوذ بخساراته

*هكذا:
_ سيقلم اظافره ليستغني عن مشطه الادرد
_ يمنح المرايا لحيته في العرض الاول..
_يعترف ان البرد في غرفته .. نساء مؤجلات..
_ يستبدل القميص الناشب في اضلاعه بالماء
...............
..................
............
خارج السور ايضا
مقهى من اجل تكرير الجنون
جامع الاهلة _ بلا اعياد _
يقترح شاحنة بلون اخر
كي يمسك اذيالها باصبعه اليتيمة
يعبيء راسه بالقناطر
ويبتكر الانهار..

****

*في المنعطف الثاني:
امرأة تتشظى في مرايا القتيل

****

المنعطفات تتناسل خلفه
كما خطوات الغريب
لم يكن راسه سوى خوذة محشوة بالقصائد
وماحدث لاحقا.. انهم وجدوه
يفتش في بقايا المدن المنهكة
المدن التي اخطأتها الريح
عن امرأة ,, وجدار ....

سقوط

تسقط الريشة
من يد الرسام
أو من كبرياء الديك
يسقط اليوم
من تقويم العانس
تسقط أخر امرأة من آخر وتر في القلب
وربما تساقطت أضراس المغني
فأطلق لحنجرته عنان البكاء
يسقط الأصدقاء القدامى
من جيوب المحبة
تحت ذريعة ضيق الوقت
يسقط الوطن من الخارطة
تحت ذريعة النوم في المخابيء
والاحتفاظ بحق الرد في الوقت المناسب
يسقط المطر
بحجة نحول الريح
تسقط الأغاني...
على لسان الأخرس
والشمس في عيون الأعمى
ونحن أيضا
نسقط كل يوم في البئر ذاتها
ولا يتبعنا
سوى صدى أصواتنا
ونحن نهتف
يسقط ال.....
يسقط ال.......
يسقط
يس.....
ي..........

عمان/2004

ما تساقط من منقار العصفور

إحالات

تكريم

أيها الشاعر.. مت
مت.. فقط
لكي نسمي شارعا يحمل اسمك..

تطاول

سقط على ظهره فجأة..
كان يطيل النظر إلى الأعلى..

أولاد

نلاعبهم.. فيلعبون بنا
وأعمارنا ولائمهم الضاحكة..

كلب

لا تنبح..
فالقمر..
ليس قريبا إلى هذا الحد..

امرأة

تختلس النظر إلى المرآة
وتستغيث بحقيبتها..

باب

افتح الباب..
افتحه..
افتحه على مصراعيه..
احتفالا بموت الريح..

مأتم

شكرا للفقيد
فقد منحنا قلبا ذاكرا..
ولسانا شاكرا..
وخيمة نحشوها بالنميمة..

خريف

التفت إلى صباها
هذه الورقة.. كانت خضراء..

حبل

يحمل رسائل البئر إلى السنبلة
ويحتفي بالغسيل الطازج..
والرقاب الطرية..

وجهات نظر

هو يرى أن قدمي..
تنسل تحت دمه..
وأنا أرى أنه يدوس قدمي..
كلانا يخشى خطوة الآخر..

كرسي

تقصر قوائمه..
فيصير نعشا..

أصدقاء

ضالعون في النسيان..
وأسماؤهم طي الذاكرة..

تمارين صوتية

- الخليفة.. وعشيرته الاقربون.
- صاحب الشرطة.
- المدير العام.. وخادمه.
- الجارة المطلقة.
- سائق الحافلة الذي لم يتناول قهوة الصباح.
- النادل.. مفتول العضلات.
- والولد العاق.
جميعهم.. يسكبون ضجيج حناجرهم..
في آذاننا..
بينما نشغل المجالس..
في رواية ما فعلناه بصاحب الشرطة..
والمدير العام..
و آخرين لا نستطيع ذكر أسمائهم الآن

فهرس الأخطاء

احتمالات

وأنا أسكب لكِ القهوة.....
ربّما ارتجفت يدي
وابتلّ طرف الحصير.....
ربمّا دون قصدٍ.
تعثرت بفكرةٍ
وشخصْتُ بطرفي
إلى غيمةٍ في سماءِ البلاد
ربّما أذعنت لحمرةٍ تشوبُ وجهي
في غياب مدنٍ تتراقص في ذاكرة النار
أو في حضرةِ دائنٍ عجولْ....
ربّما تأخرت في النومِ
بعيْد شروقكِ
كي أعيد رسم ملامحي ....
وأشطب من تجاعيد وجهي
نثار أغنيةٍ حزينة
ربّما سرقتُ من المرايا
شهادة زورٍ....
وزرعتُ على جبهتي
بلاغة التبسّم في وجوهِ أخوتي
ربّما أَخذتْني بين دفتي كتاب

نشوةٌ
أو رعدةٌ
وربّما تهاويتُ على يديك
كصرخةٍ.... تهوي في بئر
ربّما....
ربّما....
ذلك لأنني لا أؤثر خيانة الأفعى
اسرحُ بقطيعي في وداعة الذئب
وأترك لهم....
أن يطعنوا الشاة المريضة
بقربانٍ زائفٍ
ويعلنوا بذخ التقوى....
....اقتربي أيتها اللبؤات العليلة
لك في لحمي ....
فراسة المخالب
وشغف الأنياب المسنونة
اقتربي....أيتها الضباع الحزينة
ها أنذا أمّد لك سماط البهجة
وأشعل اسمي.....
.... في ظلام عيونك
اقتربي أيتها الثعالب
المنكوبة بالتخّفي
والتسبيح المرائي....
اقتربي أيتها السحالي المزدراة
وتلمسي وجهي
ببطونك الناعمة.....
لتقتربّ......
تلك الضغائن المندسّةُ في جحورك
ليس لديَّ
سوى خيطٍ من الماءِ
لا يجرح صمتَ البوار
وبقايا عجين
تفطرَّ على أصابع أمي
وصورةِ نهرٍ
يشربُ من السماءِ
ليطمر أصابع حبيبتي
بالطين المقدّس....
ويزرع لها على ضفتيه.... تبغاً
.....
لتعبر ....تلك المفجوعة
بخرافها
وجرائها
ومراياها
.....ربَّما ستهجر صياح الديك
وتمتثل لاذان الفجر
ربَّما....ترتجف يداها
حين تسكبُ لي قهوة الصباح
فيبتلُّ طرف الحصير......

17/02/2007

صورة الأب

تلك هي صورة الأب ....
تقبع في غرفة الخزين
بأطارها الذهبي....
وألوانها الحائلة....
أبٌ... بكامل هيئتهِ...
القميص الذي باض عليه الذباب
وربطة العنق....
تغفو تحت ساقِ المروحة العرجاء
ونصف ابتسامةٍ
أتى على ما تبقى منها .... عفن الجدار
غير أنه أب .... بكامل موتهِ
يحمل صولجانه....
وصورته البهيّة
الى مسكنه....
المؤثث بكل ما تنازل عنه أبناؤه البررة
" مدفأة خاوية من الزيت
وبضع قنان فارغةً
وملابس ضاقت بأجسادهم
وكيس من الكتب المدرسية القديمة
هو بكامل هيبته أيضاً
يجلس صامتاً
يسمع خفق نعالهم
وتأوّه زوجاتهم
والماء المنسكب في الحمّام
ويشمٌ ....
ما يصدرُ عن المطبخ
من رائحة الطعام....
أبٌ قديم جّداً
لا يصلح لزيارة ذوي القربى
أو للأنفاق في أولِ الشهر
"ربّما يصلح لشتم ِ ذرّيته ساعة ينام"
ولكنّه على أيّة حالٍ .... أبٌ
يقبع في غرفة الخزين الرطبةِ
يمتدحه أبناؤه في الأعياد
وتذكره زوجته ....
كلّما عضها وجع التذكر....
أبٌ يغزو الظلام مفاصلَه
فيحضن صورته....
ويموت

*****