أديب حسن محمد
(سوريا)

سبّابة تشيرُ إلى العدمإلى جودي
ولوران
وفلك..
....
....
لعلّ غداً
أجمل
ينبتُ
من
أصابعهم..!!

*

كلُّ ما تجدهُ يدكَ لتفعله،
فافعلهُ بقوّتكَ
لأنه ليس من عملٍ،
ولا اختراع،
ولا معرفة،
ولا حكمة،
في الهاوية
التي
أنتَ
ذاهبٌ
إليها...!

إصحاح9/جامعة

في مديح العزلة

أنتَ دمعة الوقتِ
حين يُقامر بفضّته ،
وحين يفيض من كؤوس الآخرين
وحين يؤرقه
ردفان يهزّان هيبة الموت..!!

أنت العزلةٌ
الممتنٌّةُ لكل عتمةٍ
تسري في عروق العشب
الذي "يدبك" فوق التراب/فوقكَ.
حيّزٌ ينافسك على جثته الآخرون.
حيرةٌ في منتصف الطريق،
تمسك انتماءك من يده التي توجعه.
أنت عزلةٌ تقلّب كفيّن من الحسرات
وتعدَّ على تعاريجهما
كلّ عتمةٍ
داستك بحوافرها الصامتة.
أنت قصيدةٌ تتحلّل
إلى مدنٍ
ومواقفَ
وحافلاتٍ تائهةْ
ونساءٍ نسجن من أثدائهن وجهك

أنت حماقة الأمٍّ حين توقدُ تجاعيدها
لتدفّئ أوصال حياتك

أنت رغبةٌ
حاولتْ قنْصَ عطرٍ سحيق

أن تنصف عزلتك..
يعني أنك ترى الريح
على هيئة امرأةٍ
توصد خلف عطرها الليل.

يعني..أنك فكرةٌ تنهض بيدٍ ميتة
أو أصابع تسقي نبتة السكون
أو قلّة من الموتى
يقامرون بشجيرات الخميس الصامتةْ.
ويستبدلون الأنين بالهسيس
والبكْمَ بلكنة الحجارة
لعلّهم
يموتون
كما يجبْ....!
...

أنت عزلةٌ
تستطيع الموت ببساطة
دون أن تُقلق راحة التراب،
دون أن تكلّف بضعة أشخاص مشقّة السير خلف صندوق خائر الخشب.
ودون أن تتوقف عن التلويح بموتك
عندما تتأخر المرأة التي تفتك بيأسك

أنت
محضُ جذرٍ
يتسلّى الترابُ بخنق احتمالاته
محضُ استغاثةٍ خافتةٍ
تركضُ وراءَ بياضٍ مستحكمٍ
في فضاء المقبرهْ.

***

في مقتبل اليأس

(...إلى نخلة غريبة عن سعفها)

من عادتها أن تنسى..
حتى وهي في مقتبل اليأس
من عادتها أن تلبس الهواء سعفها كي لايبرد
ومن عادتها أن ترشو الموت
حتى يظفر القاطفون بتمر الغواية.
طوييييييييييييييييييييلة حتى إبط السماء
تطعم الطيور أيامها
وتهش بصمتها على غيوم المعصية.
هي البكر الصغيرة
تتقن مخاتلة الأعوام المتكالبة على شروشها
وعندما يعييها التوحد
تمسك الغبار
وتشرع في اصطياد الذكريات.
لم أقل أني الآن مبعوث الهذيان،
وقائم مقام الألم.
لم أقل أني الندم السائل من أكمام المسافة،
هنا ..حيث أقيس الظلام بأنفاسي،
وأبحث عن صوت يفض اشتباك الهواء حول كلمة مرتعدة.
سأغدو سرّها المهتوك،
وخطيئتها الناحلة،
ولذعة خيباتها المتسترة برسائل الـ sms
(وماذا بعد...؟)
تسأل السيل المنتظر ببابها،
وماذا قبل..؟؟
يخفق الهواء في استمالة جنونها،
فتبقى ترفل في السكينة
وأبقى قرب بُحّتها
مثل بادية مشلولة الأطراف.
لا شيء سواها يفضح ظلامي
حيث أُحنّطُ البياض الجاري
تحت رسائلها
وحيث أستبدل عباءتها
بتنورة تكشف الرمال المتحركة
تحت سديمها العاهل
وحيث يكتبني الدخان
بيقظة فاتِكَهْ.
العالم لم يزل هناك
هكذا تهجسُ المواجع السائلة من كلماتها
هكذا تعيدني إلى خاتم الرؤيا
بيدين
خاشعتين
متصدّعتين
كأنهما الهواء الناحل
قرب ضحكتها.

***

كليم الحجارة

أنا كليمُ الحجارةِ التي سقطت من سُرّةِ الغيب،
التي لا تعرفُ التّذمّرَ،
التي تتقنُ مُخاتلةَ الموت.

كلّ غيمةٍ تمرُّ..
ورقةٌ في تقاويمِ أعمارها،
كلّ غبارٍ يكتبُ مراهقته على حزنها الخشن،
كلّ ليلٍ يُضاجعُ وقارها المهيب.

أنا الآن لحنٌ يسري في عروقها،
أنهارٌ ميتةٌ،
ديناصوراتٌ حكّتْ ذيولها السميكة،
وغابتْ في غمامة الفناءْ
أشجارٌ بقيتْ لتؤرِّخ سقوط الأزاميل الشفيفة
من أيادي آلهةٍ متعبةْ.

الحجارةُ براهينُ العقوقِ،
صكوكُ انصرام الحياة،
ومحنة البراري المُترمّلة
حين تشابهت عليها المهاوي،والفخاخُ،
والأحلام الفاضلة بمساءات أقلّ وحشة.

الحجارةُ...
ظلالٌ تليقُ بمواكبِ السماء،
ألوانٌ كالِحةٌ أتعبها شخيرُ الهواء،
أشكالٌ تُبشّرُ بانحسار الزرقةِ
عن ركبتي الليل،
منفضةُ الغيبِ على شكل امرأةٍ سائبة الأشياء.

الحجارةُ...
مَوتى يتدرّبون على الهروب،
ويخترقون السكون من الثقوب الباردة للحياة.

الحجارةُ..
مواثيقُ الماضي،وسَدَنةُ الأساطير،
معها ما يُجرّمُ السكونَ:
مصاحف ممسوحة تقرأ العتمَ المُطبق
على شفتين غابرتين.
معها...خاتم البرق،
نهدان اندلقا من حمّالة السماء.
معها.... الريح التي كانت تُعدّ
قهوة العواصف،
وتنامُ آخر النشيد.

الحجارةُ...
استراحة الأرواح،
كنزها الرديءُ يتقاذفه الموتى،
وهم يعبرون ممرات النعاس
إلى يقين نائم.

الحجارة..
قمصاننا ارتداها السكون،
سلالم صدئة
تقتفي آثار صوتٍ
يصعد الهواء
خَلْفَ موتٍ
لا يُميت.!!

3/12/2007

*****

الخزّاف الطائش

كخزّاف طائش
أُصلّب الدهر،
وأكسره على صدر امرأة قانعة بانتظارٍ مُهشّم،
أو بقبلة مُستَعمَلة.
أشكّل روحي،
وأطلقها في هيئات لم تكن لي
..
راعٍ أعمى..
أقود الحكايات الميتة
إلى قبر جدي،
وفي الطريق..
سأنسى أن أرمي قُبْلةً مرتبكة
على شفاه امرأةٍ،
امرأة سجنتني طويييييييييلاً في جسدها،
فذابتْ كما تذوب قرنفلةٌ
في الضجيج،
أوفي السكون،
أوفي مهبٍ جديرٍ بالضجر الذي ستمضغه الفكاهة
حين تعبرها المراثي في هودج زجاجي إلى الآخرة...!!
...
بستاني مجنون..
أقطف الكآبة من شجر الهواء،
"أتمرجلُ" على فراغ أعزل،
وأُعيّن الأربعاء فاتحة الأسبوع..!!
...
بحّارٌ حاذقٌ...
حولي من المياه ما يجعلني أنسى اليابسة،
ولا أنسى القشّة..!!
هكذا..أُدلّلُ الكارثة،
أوقظُ الوردة النائمة في الجسد الميت،
أعلنُ امتلاء المراكب بالمياه،
ثم أشعلُ في القيعان
تبغ الهزيمة..!!
...
عشيق المدن..
مُنظّفُ مسرّاتها القليلة،
ثريّها الذي يملك الليل وما أخفى:
زجاجة خمر فارغة،
بقيّة امرأة في ذاكرة الغرفة،
أوراقٌ تبحث عن"زبّال"،
ورائحة رغبة تسرّبت للتو من مسامات الأبد.
....
شرطيٌ..
أبحث عمن يمكن أن يقترف هدوءً مماثلاً،
أنفض عن الوسادة عطراً مجرماً،
وأمسك بياضاً سارقاً لامرأةٍ كهينة،
أنزع معطف الهيبة،والرتب الجارحة،مقتنعاً أن الثياب تُعيق النسيان،
فأكتشف الأمكنة المعطوبة:
اللاذقية بضاحيتها المُسهَدة،
حمص الدبلانةُ في حديقة"الدبلان"
قامشلي القابضة على صدغي السكون لتلتقط الإشارات الآتية من فضاء مأجور،
الخيمة التي عرّش تحتها"ابن الخطيب"بنجمته اليتيمة،
الغرفة305 واللمسات الأخيرة لتذويق الطعنة،وتمشيط غدرها الطويييييييييييييل،
"بحوّارة" التائهة بين المرآة،والمكنسة،الناسية حلمتيها على يدي،
الكويت بنخلتها المصابة بدوار البر،
بقلبٍ خالٍ أقطع المسافة الخالية،
وأسيل كالمخذول من هزيمة لأخرى،
أو كالمنتصر من كذبة لأخرى،
متلذّذاً بكسلٍ فضيّ ترتديه أيامي القادمة
....
سائق يقود حياة مثقوبةً..
فالثقب ثقبٌ..
في حذاء "بسّام"،
في الأربعاء الذي داست به الوردة النائمة على يقظتي،
في ضحكتي،و"باسمٌ"يدفع معي ديةَ العنب الذي افترسناه أمام القمر المأسور بحديث"أبي تمام"
عندما أنهكنا المشهد،فاقتسمناه هكذا:
فتاتان إلى الشمال،
شاعران إلى الجنوب،
وبقايا كلمات ممزقة في رجرجة الباص..
أهذا كلّ شيء يا درب العواصف؟؟
خزّاف طائش،
أمدّد كائناتي على سهب الجنون
لأنتقم من رتابة الفوضى،
لمحني الليل،وأنا أُقبّل الكارثة،وأُعرّيها،
لمحتني الشمس،وأنا أنسفُ ظلالي المريضة،
لمحني مَلَكٌ سهران..وأنا أحشدُ الموت إلى ميتة أنظف،فتّش أيامي،
لم يعثر إلا بأصابع لوثها الطين،
فعرّفني أخيراً عليّ،
كنتُ الوحيدُ الذي لم تقدر أصابعي على تشكيله،
لم أكن سوى
حجر سقط بأعماق الروح
وما وصل القاع.

*********

شرف

ماتتْ(ش)
بطعنات من خنجر خالها الصدئ
(ر)
اخترقت عينيها الزرقاوين
رصاصات مسدس مُرخّص
أما (ف)
فتلتها حجارة أشراف البلد.
....
عند باب المقبرة
اجتمعت الحروف الثلاثة
وشيّعت وحدها ستة عيون
ثم اصطفت
لتتقبّل تعزية الهواء
...
من وقتها..
صارتْ حروف الأبجدية
خمسة وعشرين حرفاً...!!!

*****

إذا كنتَ...

إذا كنتَ غيمةً..
تأخّرْ قليلاً
فالترابُ أعلى أمنيتي
لم يعترف بوحدانية الماء بعدُ..!

إذا كنتَ ريحاً
لا تأتي من جهة الحنين
فأولاد يأسي صغارُ
على لغة الهبوب.

إذا كنتَ وردةً
ابحث عن اللون الذي ستقتحم به
حلكة شكّي
فالحديقة المقتولة في صوتي
لم تفكّ بعدُ لكنة العطر.

إذا كنتَ لحناً
تحلّلْ إلى عناصرك الأولى
لكي أستنشق أنين الأوتار
ولثغة الريشة في انبثاق الجنون.

إذا كنتَ ما شئتَ
لا تأتي في هيئتك
حتى أكون في منتهى الحبّ
وأنا أفكّ أزرار قلقي
ممسكاً بلجام المتاهة.

..
ها أنا...
أصفُقُ السماء خلفي
وأطفئ انتظار الجهات
بكأسِ الوحدة
فلا تأتِ ـ كعادتك ـ
حين أكون
مفرداً
...
أيها
الموتُ...!!!

23/9/2006

أربعينيّة

على الحاجز الأخير،
فتحوا حقيبة قلبه:

أوراقٌ مضرّجة بفوضاهُ،
أحجارُ شطرنجٍ مقلوبة،
الصور التي تؤرّخ القطيعة،
وردةٌ حمراءُ كالفضيحة،ِ

و...لاشيءْ
لا شيءَ
يدلُّ على أنّهُ
شاعرٌ
ذاهِبٌ
إلى
أربعينيّةِ
آخر
قصائده
المقتولة..!!

****

حمص ليل الأحد

حمص تبتسمُ
ـ كعادتها كل موتٍ ـ
حمصُ
تُدمِنُ ورْدَ "الجابريّةِ"
وتُشعل الأبجديّةَ
ليْلَ الأحدْ.
حمصُ
..أنتِ
أو..
...لا أحدْ.

*********

هويّة

كَمْ من المِلْحِ
ستذرفُ
لتُثبتَ
أنّك البحرُ
....
أيها
الجرحُ
المُدنّسْ؟؟

*****

محنة الأزل

الريحُ نامتْ،
والأصدقاءُ
الذين حفظوا الطعنةَ
عن ظهْرِ حبٍّ.
وحدهُ..
يفتح أكمام النبيذ،
ليُتْرِعَ مساءَ الجسدْ،
ووحْدَهُ
يستيقظ في الآخرةِ،
ليقرأ فنجانَ البحر
كبحّارٍ أعمى.
كقدّاسٍ خجول
يرْقَبُ الأزلَ
النائمَ باطمئنان،
الأزلُ الذي
لنْ
يفيقَ
أزلاً...!!

***

بيانات غير شخصية

في عامِ الحزن
وُلِدَ بابتسامةٍ غامضهْ.
وبعد أربعينَ موتاً
ها هو
يطلِقُ ضحكته الحزينةَ
في برزخٍ ما،
ويُعيدُ تشكيلَ خيبتهِ
على هيئةٍ
لم تكن لهُ.
ثمَ
ليخرجَ
من حياةً
لمْ يعشْها..!!

****

ماسح الأحذية

بعْدَ
أن لمّعَ
كلّ أحذية الريحِ
تابعَ
ـ حافياً ـ
بَحْثُهُ
عن
حذاءٍ
لصوتِهِ..!!

****

في يومٍ ما

في يومٍ ما..
فوق رصيفٍ ما
في وقتٍ متأخّرٍ من الموتِ
ستصحو..
وتتقلّدُ يديكَ الفارغتينٍِ
لترجُمَ
كلّ قصيدةٍ
لا
تُطلُّ
على
امرأهْ..!!

وصف

في الليلِ
يُراودُ امرأةً،
يتركُ للأصابعِ وَصْفها.
في الفجر
يعود إلى قلبهِ
بلا كفّين..!!

*****

رجُلٌ أول

رجُلٌ
يسكن جسداً
مثخناً بالعتبات.

مشغول بالابتسام
في صوَرٍ فوريّة
أرسلها للموتِ
ـ قبْلَ موته ـ

يبكي عنقه النائمةَ
على فؤوس الأصدقاء

ويرحل
إلى أقصى التضوّر
إلى نافذةٍ
لا تُطلّ على شيء..!!

****

رجُلٌ آخر

رجلٌ
في آخر الطفولةِ
يرسم المربعات
على رقعة جسده

حالماً
بامرأةٍ
تشبه
حجر
النرد..!!

****

الرجلان معاً

رجُلانِ
في متاهةٍ مخمورة
يؤجلان الغياب
بالقنْص
مُحْتمينَ
بأرَقٍ مُصفّح
وذاهبَيْنِ
جرحاً بجُرحٍ
على
نهايةٍ
مُدبّرَهْ.

ثلاثية الحمقى

....
وأنا أضع رأسي الثقيلة
على صخرة في منتصف اليقين
تفر مقبرةٌ بجلدها منّي،
وتخونني شفتاي...فأبتسمُ...
هكذا...
كعادتي في كلّ متاهة
أوقظ نهدينِ غريبين،
وأغطُّ
في
حليبٍ
عميق..!!

***

.....
أُطعمُ جسدي لعَسَسٍ
يُداهمون الذكريات،
ويجلدون كلّ جرحٍ لم يخنّي،
في أوتستراد
طويــــــــــلٍ
كمحنتي
أرى قدميّ
وحدهما
في الطريق إليّ..

***

.................
كمْ أنتَ موحِشٌ
وأنتَ تعِدُ موتاكَ الفرحين
بعدالة الأُمّ،
وتمنع الليل من السطو على شواهدهم
المغروزة في خصر الهواء.
أنتَ حزنٌ في زينة العيد
يجتاز لهاث العشب،
ويُثني الإصبع الوسطى في وجه العالم....!!

***

أرني عورتك

"أرني عورتكَ..!!"
تأمرُ الريحُ جذعاً في أقاصي الفراغ،
على مرأى من فراشات الظهيرة.
"أرني السرَّ الذي خوّلكَ
افتضاض بكارة السكون.
أرني آثار الفؤوس التي التهمتْ أعاليكَ،
وأنتَ منشغِلٌ بمسح العرق
المتصبّب من نصالها الفاتكة.!
أرني ليلاً فاراً من وجه رجل حزين،
ليلاً استراح هنيهة
قربَ سفحكَ
قبل أن يُكْمل دورة الهباء.
أرِني الغمامةَ التي أظلّت عاشقينِ
اجتمعا قُرْب موتِكَ،
وتفرّقا..
حين تبرْعم جرح جديد
في خاصرة الأرض التي خذلتْكَ.
أرني الآن حيلةً
تُدبِّرُ بها شماتةَ الشجيرات
التي نَمَتْ قرب صمتك الكسيح.
أرني
الحلازينَ،
الضفادعَ،
زيزانَ وحدتكَ،
الصباحات التي تعاقبتْ على يأسكَ النبيل.
أرني الوعول التي حكّتْ نزقها
بلحائك الأخرس.
أرني النطعَ الذي أهْدتْهُ لك الفصولُ
المتآمرةُ على ماتبقّى من حيلة الخشبْ.
أرني دوائرَ عجْزِكَ..
..تكبُرُ..
مُبتعِدَةً عن سُرّتكَ الذابِلَهْ.
أرني الوردة الوحيدة
في صحيفة أعمالك
المُترعة بولدنات المروج
أرني الأغنية التي
ألقمتك حلمة الجبل
وألهمتكَ نهْبَ هذا الجنون.

أرني
السطرَ الذي أمحتهُ النصال
وهي تفتك بنصفك
الأقل موتاً،
أرني
دمعة الخشب،
وامسح على قلبي
بوحشتكَ النبيلة،
ليرتدّ إليّ حزني
فأتوبَ عن آدميتي
وأذوب كالمريدِ
في حلقات جذعك
الآيل للقنوط.

*****

بورتريه للظلام

الظلامُ...
غفلة الواثقين،
أحذية القدّيسين المثقوبة،
دروبٌ مهدودة الأحجار،
جبّانة الكلمات،
السواد الذي يسيل
على جنبات الفراغ الداجن.
الظلامُ...
الدليل التائه إلى بكارة الحواس،
مفتاح خزائن الشرود،
غدرٌ مُغلّفٌ بسيلوفان النجوم،
قصائد تتزاحم على حواجز خافية،
الظلام...
حقول الحماقة،
ثيران اللهفة المتحفّزة،
ورودٌ تتدرّب على قراءة الفجر،
ذهبٌ رخيص على يدين محبوكتين من ندم،
شهودٌ يستعجلون غرز خناجرهم في الهواء،
شعراء يلمّون الحِرابَ التي أخطأتهم،
نهْدٌ عائدٌ من غزوة الأصابع بحليبٍ أقل..!!
الظلامُ..
قطّة الغيبِ الجائعة،
جثّة النبيذ الغافل عن خطاياه،
لوحةٌ نظيفةٌ حدّ الغدر لرَجلٍ خانه ظلّه
وتركه نهباً لحوافر اللون
حين يفرُّ من وحشة الجدران.

******

نهداك يثبتان كرويّة الحبّ

أقوى من الريح،
وأرق من جناح الفراشة،
أنتِ...
...
تغضب الريح،
وتعتب الفراشة،
ووحدها شفتاك تضيئان السهل.

تحملين في حقيبتك
الهواء الذي يتبعك،
تحملين الجرار العائدة
من غزوة النبع،
ومن سديم الآوابد.

أنتِ بائعة الشمس،
مُسوّقةُ الصحو،
وآخر أعداء النوم.

أنتِ البقيّة..
بقيّة العُمْرِ الذي أحْرقتهُ
شجارات الإيديولوجيا،
وإثبات البديهيّات،
وقلق الوتر المشدود
بين نقطتين غامضتين..
حيث تتأرجح الأيام المسلوقة
كبيضةٍ فاسدهْ.

أنتِ...منتهى الحِبْر
حين يرتجفُ ذَكَرُ القلم،
والطفلةُ التي تبعثر ألعاب القبيلة.

أنتِ مؤامرةٌ..
دبّرها الحبّ
لقلْبِ نظام دورتي الدموية،
وحين لاتجدين باباً يُراودك..
تفتحين في جدار حزني
كوّة انتظارك،
وتشعلين ندماً عارماً..!!

نهداكِ يثبتان كروية الحب،
وعيناك تُسقطان غرانيق خجلي،
ـ تبدو السماءُ
أقربَ مما ظننتُ...
تقولُ أصابعي
وهي تلمسُ زرقة ما
في سهوب صوتكِ.

أنتِ قوّة اللحنِ
وارتجاف الغصون
على شجر الرَهْزِ،
وعمّا بعيدٍ
حينَ تخدعك البداهةُ
لن يقوى الليل
على نزعكِ من ياقة الأغنياتِ،
حين تفتك بحرمة الموت،
ولن تُسمّيك الفصولُ..
......شُرْفتها.
وحدي أُسمّيكِ..
ما ظلَّ من رغبة الحبرِ،
حين يوقظه قَلَمُ السراب،
فيكتبكِ على دفّة الروح
هكذا...
..أقوى من الريح...
وأرق من جناح فراشة.

*****

الطيبون

الطيّبونْ..
دخانٌ بلا نار،
وأغنيةٌ تبحث عن فم،
أرقام ممحيّةٌ في سجلات النفوس،
محبرةٌ علاها طحْلبٌ فج.

الطيّبون...
روثُ الغيومِ على الهواء،
مناولة الغروبِ لبئر حزين،
وثديٌُ شقّقتهُ طفولةُ الرجال.

الطيّبون...
الثياب الداخلية للصدفة،
أعقاب أرواحٍ مسحوقةٌ
في منفضة الأيام،
كركرة طفلٍ
تكمنُ له ألسنة النادبات،
وتميمة النحس المعلّقة
بمشيئة الغبار.

الطيّبون...
بقعة سوداء
في قميص ملاكٍ
ضيّع هواتف السماء
فأُسقِطَ فوق جدار يتيم.

الطيّبون..
خربشةٌ على جدار،
دم باردٌ على زجاجة الحياة،
وكسْرٌ مُتشظّ في ساعد الوقت،
حين يمرّ
وينسى
استمالة فرحٍ صغير.
.......
الطيّبون
....
...
نقاط في آخر السطر

*****

أحياناً..

أحياناً..
أتمنى أن أدور في خلد حصاةٍ
في قاع نهرٍ قتيل،
أن أُصارعَ سهلاً
لأُثبتَ فحولة الجنون،
أن أستريح من لباقتي
وأبول تحت جسر قديم.

أحياناً ..
أتمنى أن يقتلني بدوي أرعن
لأتفرّج على دمي
وهو يهزء من الأرض
التي يسيل عليها بحكمة العقلاء.

أحياناً ...
يغويني البياض،
فألوّثه كعاشق شبق،
وأنال من قداسته،
ومن مواعظه الكريهة.

أحياناً..
أُمسك روحي،
وأشرع في غسل السماء
من أدعية الحاقدين،
من لحاهم الطويلة،
من رائحة مباخرهم،
ومن يقينهم السائب كذئبٍ جائع.

أحياناً...
أعبث بخصيتي حجرٍ،
وأحسده على تماسكه،
وعلى وداعة سكانه الصامتين
كلَيلٍ مُستَعمل.

أحياناً تتموسق آلامي
فيخرس الكون
وتقف الخرائب دقيقة صمت
إجلالاً لوحشتي.

أحياناً...
تستفزني امرأةٌ
فأبحث فيها عن دروبٍ ضيّعتها
وأنا أسحل خلفي طفولة باردة.

أحياناً...
أستيقظ من حزني
فلا أجدني
إلا حياةً تسيلُ
من زجاجة الوقت المكسورة،
أو بقعة زيت صغيرةٍ
تمشي على وجه بحيرة تائهة.

أحياناً....
أغلق الهواء خلفي،
وأغرق في تآويل عتمتي.

أحياناً...
....
....
أ
م
و
ت.

*****

زهرة الفتح

إلى محمد المطرود

(ماتَ...!!)
ـ منْ..؟؟؟
أسألُ الشاعر
المنهمكَ بتقليبِ بياضٍ ما
هو المطرود إلى النثرِ
يُشاغلُ ذئاب الكلامِ
حتى تمرّ
خرافُ يأسه الضالة
وحينَ يُدركه السُعاةُ
يفردُ أيّامه المثقلةَ
بأنين البداوةِ
ويجهدُ في إثباتِ
كُرويّة
الموتِ...!!
بعيداً عن قطّتهِ
التي تموء
مع كل فاصلةٍ
في قصائده العارية.
بعيداً عن أباريق مطبخهِ
الغارقة في تذكّر
ضيوفٍ مرّوا
ولم يتركوا
سوى صدأ يتراكم
في هواءِ الشقّة.
بعيداً عن الجدران
المنشغلةِ بتأريخِ
هزائم الأصدقاء
وبقيّة نسائهم
ولهاثهم الراكض
خلف قصب القامشلي.
بعيداً عن الحديقة الكهلة
التي تُدوِّنُ
مذكّرات السكون.

شاعرٌ يختبرُ العراءَ
يبحث عن أخوّةٍ تائهةٍ
في عروق حجرٍ
حجرٍ
مهملٍ
ومتروكٍ لأصابع ريحٍ
تلهو بصمته
وبوقاره التليد
في آبدة الفراغ.
"اقرأ لي خيبتي..!!"
أقولُ،
وأنا أشدّهُ إلى سكْرةِ الصوفيِّ
فيتنكّب صوتَ أمّه
المعلّق كأغنيةٍ
على باب الريح
ويستعيرُ شعراء التسعينيّات
الواقفين على سهْبٍ مُدلّلٍ
في قلبه/الدريئةِ.
ويستعيرُ الهواء المحبوسَ
في حنجرة القصيدةِ
يستعيرُ النوافلَ
وبطّ القرى
والكوابيس
وأنهار الجزيرة
الميتة سدى.
وبعد عناءٍ باهظٍ
يرفع الأحجية عن كاهل الأرضِ
ويهتفُ:
أيها الميتُ بها..
اقترب من أنّة القصب
أفرِجْ عن عرائك الأعزلْ
وعن خانة العقلاء

أخرجْ عن تيهِ أبيكَ
وعن أوراقه المنثورةِ
في مدنِ الشماتةِ
وأخرجْ عن قبركَ الواقفِ
أمام القصيدة
بغطرسة الطغاةِ
أنتَ...
طراوةُ الترابِ/السيّدِ
وزهرةُ الفتْحِ
في زوالها الغامض
وآخر القتلى
برصاصة النُكْران
فاحرسِ الماءَ
ولا تستسلم لفتنة الأرضِ
حين تحاصِرُ
يدَكَ النبيلة.
أنتَ النقطةُ
التي يُطاردها الكلامُ
فابقى
لخاطر العراءِ
الذي
..وحْدَكَ قرأتَ
دمعتهُ الشفيفةَ
ووحدَكَ
رفعتَ كأسهُ الفارغةَ
لكي لا ينامَ
صاحياً
كعادتهِ
حينَ (يفزع) لقصيدةٍ
يفتك بها الطارئون

*********

قصيدة أبو ظبي

في السماء...
نحاول سرقة الرتابة الباذخة من المضيفات ذوات العيون الضيقة،
نتفق أنا وياسر الأطرش وبهيجة إدلبي على اقتسام هلعٍ طارئ في القضيب الذي يمزق أحشاء الفضاء،
ونكتشف لأول مرة فداحة ما تركته الأرض عالقاً بأرواحنا الباردة، يركز ياسر سماعات الراديو على أذنيه محاولاً التقاط أنين السماء،فيما نقتتل أنا وبهيجة على ملكية بطانية مغلفة بابتسامة المضيفة الآسيوية
في المساء..
كانت أبو ظبي تعوم على دخان النراجيل،
وكانت قصائد "عبد العزيز بخيت" تشم الأنوثة ككلبٍ مُدرّب على الفضيحة..
الخليج يشرب خمر الغرباء،
ويغازل النهدين الجَفولين لليابسة،
والأمراء يُقلّبون بكارة الليل،ويُزخرفون بئر البداوة بخصور الغريبات.
الشِّعر كالويسكي يكسر لزوجة الهواء،
ويجرّ خلفه جيل التسعينيّات..
فتنهمر القصائد من كل جرحٍ عميق:
يُقنعنا "جاسم الصحيّح" بأولويّة العشق،
وتترقرق خلف عينيه الكربلائيات بفواجعهنّ السود،وما تحتها من بياض.
ويجهد"خالد أبو حمدية" في تفسير غمامة القرف ببخّور طِيبته،
ويقيس"مازن نجار"الفجوة بين الشاعر والشويعر وابن الزانية ببيكار أرعن،
ويفسّرُ"ياسر الأطرش"و"علاء عبد المولى" لحية المعري كلّ على طريقته،
فيما كوكبة من النساء يستحممن بنظرات البدو، كأنهنّ براهينُ الصبابة في وضْحِ الرطوبة.
ونحنُ نحثُّ السائقَ الهنديّ على فضّ بكارة الإسمنت،
مُتلذّذين بكَسَلٍ فضيٍّ كلّ على طريقته..
أحاول تفسير الشامة المستريحة على خد شاعرة سودانية استحوذت على روعة البُنيّ،وهي تُهدهد الضجيج بعينين غافيتين،
تخجل القهوة،وهي تقترب من شاطئ شفتيها،
ويبدو الليل أقلّ قُدرةً على استعمال غموضه..!!
شاطئ الراحة بكلّ ما فيه من تعب باذخ يستلقي على سُرّةٍ سمراء،
والسماء تبدو كقصيدةٍ في قفص..!
في الحلقة المُحكمة ..ترقص الكلمات..
العراقيون يتجاذبون أنهار الخمرة واللبن..
والسوريون يُفسّرون لكنة الملهى الهنديّ..
والعراء يتفرّج كعادته
كلّما استبدّ به الغرباء...

حجرٌ في زرقة الأبد

حجرٌ

تنبجس منه القصيدةُ...
دون عصا
دون أن يحُكّهُ هواءٌ ملولْ
دون ندماء
ودون خمرةٍ تضنُّ بها أثداء الفراغ.

حجرٌ

في وحشة السكينة السوداء
يلهو بسير العابرين
ويلوك أقاصيصهم الخرِفهْ

ينتظرُ
امرأة تخلع أثواب غنجها عليه
طفلاً يتبوّل ببراءة بيضاء
ناظراً إلى شيخوخةٍ باردهْ.

بندمٍ غريقٍ يجابه بكاء الرمل
يستحمُّ بهسيس نباتاتٍ
يبّسها الانتظار
يمسح أنامله الغريبة
وكأنّه ينفض ُ أعمار ساكنيه

حجرٌ

يتخيّل ماءً
وأحصنةً تريحُ صهيلها المهدور
وستائرَ تُسدَلُ على شهوةٍ عابرهْ.
يبتكرُ سريراً
يهزّ أطرافه الحزينة
وأغنيةً
تعيدُ الفاجعة من نسيانها الخادع.

حجرٌ

يتأمّل مرآة الكآبة
وينكسرُ
كأغنية
في زرقة الأبد.

********

كطائر في جنازة الهواءـ إلى

19/1 بندم طويل

الصغيرُ
الذي "كشّتْ" عليه المواويلُ
...إلى أن صارَ نشيداً في كاتدرائية الريح
الصغير الذي أثخنته الصفاتُ
فصار فزّاعة تهرب منها عصافير البهجة
الصغير..الذي أضاع ألعابه المريضة
واستدار ليلمّ النهر المجفّف على صورةٍ في جدار الليل
الصغير..الصغير
الذي نما كطحلبٍ على عتبة الخوف
الذي أطلق ذئاب قلقه لتنهش البياض الذي في آخر الحزن
الذي استلم جثامين طيشه من حرس الجمود
فلا شيء يحدث إلا الممكن
ولا شيء يشي بطفلٍ على حافة المعنى
يمسك حاجبي البلاغة
ويصدّق المعنى الوحيد للهاوية..!!
الصغير.....
في غفوة الأشياء عن صورها
في استماتة الأقوام على دحض أخطائها
وفي "دويخة"الشريط الوراثي لشاعر يمكن أن تستنسخه البداهة..
كل شيء ممكن...سوى تفسير جلبة عينيه
ماذا على الليل أن يفعل ليقنع يد الطفل
أنها تمسك نيزك الحظ من نصفه المنحوسِ؟؟؟
وماذا على الطفل أن يفعل
ليقنع النيزك
أن يده الغشيمة
ليست له..؟؟
الصغير
المتروك
كطائرٍ
في جنازة الهواء....!

ما يمكن أن تفعله

ما يمكنُ أن تفعله..
وأنتَ تمسحُ خطواتك
عن سُلّم القصيدة..
...أن تسقط
كورقة عن شجرة.

ما يمكن أن تفعله..
وأنتَ تمدّدُ أحزانكَ في سوق النخاسة
...أن تنادي بأعلى صوتك
وتُدلّلَ على سُكّانكَ الميّتين.

ما يمكن أن تفعله..
وأنتَ تُجلِسُ نفسكَ
على عرش الأسئلةِ..
...أنْ تُخْفضَ يدكَ الممدودة
وتدسّها في مواطن العفّة
لعَدَمٍ لعوب.

ما يمكن أن تفعله..
وأنتَ تُغلِقُ القصيدةَ
في وجه روحكَ
...أن تفركَ مصباحاً عتيقاً..
لتخرُجَ منه كما كنتَ
.....دُخاناً فحسبْ..!!

ما يمكن أن تفعله...
وأنتَ
تموتُ..
أنْ تُربّتَ على كتف التراب..
وتنطفئ
كما ينبغي
لنهرٍ طائش..

*****

اللص

أدري..
أنّ لي صك البراري،
والغبار،
ووحْشة الطرق الطويلة،
والتماعات الحب السريع كقرصة النحل.

وأدري ...
أن امرأةً توازِنُ بيني،
وبين عمود يُسنِدُ البيت،
وأنّها تتحسّسُ أسفل سُرّتها
حين يُعرّيها صوتي.

أدري أنني أركضُ
خلْفَ مسرّات سحيقة،
وأنني في النهاية
سأبدأ من قلقي خليقة النَصّ،
وأنني اتّخذتُ شكل الدريئة،
فيما أخوتي
يُلقّمونَ بواريدَ تعبي.

أدري...
أنني مَسَنٌّ
يشحذُ عليه الأصدقاءُ
مصالحهم الصغيرة،
وأنّ الضوءَ آخر النفق
مرثيةٌ مفتولة الأحزان تكمن لي.

أدري أن النساء حاصل قسمة خيباتي
على ما تبقّى من فحولة الأشياء.

و أنني أبحثُ عن متاهة جديدة
أُطلِقُ فيها أرانبي،
وأنّ الجبال خلف محنة الشمس
..جبالٌ فحسب..!!!

أدري أنّني بعد كل عثرةٍ
غلْطة الدرْسِ الذي حفّظتني الكروبُ،
وأنّ رصاصةً طائشةً
قادرةٌ أن تُغلِقَ الليل
في وجه أغنيهْ.

أدري أن ذلك كل ما استطعتُ
أن أجمعه من سرقة الحطام،
كلّ ما اقتنصتهُ من بريّةِ الظنِّ
...
محْضُ شَبَحٍ
يركضُ خلف الدخان،
ويُخفِقُ
في
ترويعِ
أحدْ.

*****

بازار الموتى

إلى وضّاح صالح ..وكل أصدقائي الميتين الذين استفاقوا من الحياة باكراً

أعلم أنني الآن أضعفُ من فزّاعة هشّمتها الريح،وهجرتها الحقول..
وأن كلماتي لن تخدش ساعد الموت،
وهو يكمل عمله الرتيب ببرودة العبد المأمور...

أعلم أن زهرةً على قبر...لا تعني أكثر من ذاتها:
وليمة صغيرة لأطفال الأخاميس الغفيرة في مقبرة(قدوربك)..!!
وأن دمعتي الصغيرة
لن تصل أبعد من ذقني،
ولن تجرؤ على غسل حزني،كما تفعل عادة في المواعظ،والمسلسلات.

لن تعوّضني قارة من النساء الموضّبات بعتاد الغواية،
بصلبانهن المتأرجحة على حائط الوقت...

كل النهارات الباردة،وكل زجاجات الويسكي الفاخرة
كل مدائح النقاد،وهواتف الجانب الآخر من العالم وهي تثني على قلقي الفريد..
كل ذلك...............
لن يبرّد ثأري مع الموت...؟؟؟
.....

لا أملك مسدّساً...
ولا حربة صغيرة أشتريها من بسطة يسترزق منها سقط الحياة،وتكملة عددها..
لا أملك قلب جزّار،
أو غباء طلقة لا تعرف إلى أين ستتجه،
ولا إيمان طاغية بما يسفكه من دماء الموتى/الأحياء..
لا أملك سوى قصيدتي التي جفّ ضرعها
وتيتّم أبناؤها في حروب اللغات...!!

وإذاً..
دعني أستميح ترابكَ صمتاً..
دعني أنغرز ها هنا ..مثلي مثل تنكة صدئة ومثقوبة،كانت تسقي شجيرة شائكة جنب رأسك المثقوب بمؤامرات الأخوة،ومكائد النساء.

..وبما أنني أصغر من أن أهز شعرة في رأس الليل الأبكم،
أصغر من أنوح كالنساء على قبورٍ حفرتها أثدائهن بإتقان،
أصغر من أضع إصبعي هذه في عين الموت..
دعني إذاً أمدّد خردة روحي،
"أُبازرُ" الموتى/أشقاءك في السديم/شركائك في نزل السكون المهيب..
لعلّي أشتري بطاقة في الصف الأخير،حيث يقدّم الموت مسرحيته..

سأضحك.....نعم سأضحك..
فأنت الميت الوحيد الذي مات في موته...؟؟
ربما ليتمسخر على هيبة الموت،
أو ليُعلّم أولاده الأربعة حرفة العدم....
يحزنني أنك أصبحت ككل شيء في الحياة سارقٌ..
حتى وأنت تغادرها
بتسعة أصابع،
وأربعة أولاد،
وزوجة صالحة للاستعمال..!!!

يحزنني أن حزني بعدك معطوب
وأن الطيور التي كنت أظنها مغادرة
من القامشلي إلى حلب
مجرد مراسيل عمياء تقود السلامات إلى المقبرهْ.

يحزنني أني أضعت العالم ثانية
وصرت أجدر بألوهة السراب
يحزنني أنني ...
لن أحزن بعدك..كما يجب..!!

*****

مقتطفات من مقالات تناولت تجربة الشاعر في مجموعاته الأربع

(الترتيب حسب تواريخ النشر فقط)

  • (شاعرٌ يعرف كيف يديرُ القصيدة بإيقاعاتها الخارجية والداخلية،وتوازناتها،وصورها غير المبعثرة أو المرتجلة،وبشيء من غموضها.
    خيط الموسيقى يجمع قصيدته من أولها إلى آخرها،ليصبح الإيقاع الوزني جزءاً من بناء النص الشعري،ويشكّل عنصراً أساسياً من عناصر وحدة القصيدة،لغته الشعرية تتناسل من بعضها تناسلاً صُوَريّاً بحيث يكتب الشاعر تأليفاً لغوياً صورياً لا صورة شعرية مفردة معزولة عن أخواتها)
    د.محي الدين صبحي، فايز خضور، محمد علي شمس الدين (لجنة تحكيم جائزة البياتي الشعرية/الدورة الثانية) موتى من فرط الحياة ـ شعر ـ دار الكنوز الأدبية ـ بيروت ـ1999

  • الشاعر الدكتور أديب حسن محمد من الشعراء القلائل الذين لم يعانوا من عثرات المبتدئين،فقد بدأ شاعراً منذ أولى بواكير قصائده،وكان يتهجأ الشعر منذ نعومة أظفاره)
    إبراهيم اليوسف - جريدة الكفاح العربي العدد 2378 تاريخ 10/9/1999

  • (للشاعر أديب حسن محمد تجربة مهمة مع أبناء جيله في المشهد الشعري وتأتي أهميتها من خلال معايشة أشكال الشعر الثلاثة وبالتالي البحث عن الخصوصية في الأماكن الوعرة والصعبة وسط هذا التهلل الذي أصاب جسد الشعر)
    طالب هماش - جريدة الثورة العدد 11096 تاريخ 12/2/2000

  • (الشاعر السوري أديب حسن محمد في مجموعته"موتى من فرط الحياة" يقدم قصائد تعتمد الموسيقى ركناً أساساً في بتنيتها الشعرية فينجح في تكوين مشاهد شعرية تستفيد من سردية سلسة تجمع الشعرية إلى تأمّل المحيط بعين ورؤية راوية يقظ.
    وتجربة الشاعر الأولى تستحق الانتباه لما حملته من جماليات تتخطى كثيراً عثرات التجربة الأولى.)
    راسم المدهون - جريدة الحياة العدد 13686 تاريخ 31/8/2000

  • (في قراءتنا لمجموعة"موتى من فرط الحياة" نتواجه للتو مع غنائية ذات خيط واحد،ودلالات تعبيرية جميلة تتوخى الجديد في رصف الصور،وتحاكي العلاقة بين القلب والفكر من جهة،وبين المرأة كمحور حياتي من جهة مقابلة،ضمن ترنيمة سريالية تستعير صوراً حكائية عن الموت وأشيائه)
    غادة علي كلش - جريدة الكفاح العربي 31/8/2000

  • (في الحقيقة إننا نكتشف موهبة حقيقية في المجموعة الأولى للشاعر،وندهش من امتلاك الشاعر لما يمكن أن يطلق عليه:إبداع التقاط لحظة تكثيف تجربة الحياة في جملة شعرية...وهي موهبة قليلة الانتشار بين شعراء الحداثة في سوريا......وتظل عملاً ناضجاً لتجربة حياة حقيقة لإنسان تمكّن من احتواء التجربة حقاً،وأبدع في التعبير عنها وإعادة انتاجها.)
    د.زهير غزاوي - ملحق الثورة الثقافي العدد 251 تاريخ 18/2/2001

  • (قصائد أديب حسن محمد مفتوحة الأبواب لقرائها على مناخات شعرية غنية بانفعالاتها،موارة بحزن متدفق،تجيش به لحظات الشعر المجنونة،فتسيل على شجر اللغة ببراعة الشاعر،ومرارة الشعور)
    عيسى الشيخ حسن - جريدة الفينيق الأردنية، تاريخ1/11/2001

  • (تتميز قصائد أديب حسن محمد في مجموعة"إلى بعض شأني" فالطويلة منها تتميز بغزارة الدفقة الشعرية،وغنى الصور،وتماسك السياق،وتصاعد الإيقاع،مما يرفعها إلى سوية القصائد الملحمية القلقة الباحثة عن الخلود،من خلال إطلاق الأسئلة الكبيرة التي تزلزل النفس الإنسانية..
    فيما تلتقط القصائد القصيرة موقفاً خاطفاً بأدوات شعرية رهيفة تنتج لوحة مؤثرة،حيث تتميز هذه القصائد إضافة إلى كثاقتها العالية بالشفافية والتلقائية)
    علاء الدين حسن
    جريدة الثورة تاريخ 3/6/2001

  • (تجربة الشاعر أديب حسن محمد الأولى تشكّل قفزة غنية في عالم الإبداع وتفتح أمامه مساحة واسعة من دم القصيدة الأخضر مفسحةً المجال لإعطائه خصوصية صائبة لخلق نوع من التجديد والجمال والإبداع.)
    منير خلف - جريدة الأسبوع الأدبي العدد 769 تاريخ 28/7/2001

  • (إن مظاهر القلق منتشرة بكثرة في قصائد أديب حسن محمد،فلا نكاد نجد قصيدة أو مقطعاً إلا وهناك شرخ فيها وتناوب بين الأنا والآخر،بين الوجود والعدم،بين الغياب واللقاء،وربما ينتج هذا من ذلك التعريف الأولي للشعر ذلك الكائن المتجسد بالانفعال والتوجس وهذه حالة مشاعر الإنسان،وما هو الشعر إن لم يكن هكذا؟؟)
    محمد شيخو- جريدة الثورة العدد 11579 تاريخ 8/9/2001

  • (في مجموعته الشعرية الأولى موتى من فرط الحياة يحاول الشاعر أديب حسن محمد تقديم أبعاد الجدلية القائمة بين حتمية الموت وماهية الحياة في حالة ربطه بين الإشكالية التي تمزج الخاص في بوتقة العام انطلاقاً من الرؤية الكلية المتمثّلة في الكشف عن حيثيات الحقيقة الكامنة في اللاجواب كما هي عليها في بعدها السرمدي)
    عماد الحسن - جريدة الكفاح العربي اللبنانية 9/1/2002

  • (والشاعر أديب حسن محمد هو من أبرز رموز الحداثة الشعرية في سوريا...وله عدة مساهمات في الحركة الشعرية والنقدية السورية،ويشكل ديوانه"ملك العراء" والذي يتألف من قصيدة واحدة فقط اتجاهاً جديداً في كتابة الشعر الحر حيث وصف بعض النقاد هذه المجموعة بأنها محاولة من الشاعر لإلقاء نظرة معمقة إلى الأشياء والكشف عن حقائق الأمور حتى تصبح عارية في نظر القارئ)
    جريدة الوطن القطرية 17/12/2003

  • (يسعى الشاعر أديب حسن محمد في مجموعته"موتى من فرط الحياة"إلى تقديم صورة عميقة لمعنى الموت تعطي هذه الصورة الشاعر موقفاً يساعده على مواجهة الحياة،حين يجعل الإنسان معنى للكون كله...يقدم لنا الشاعر مجموعة شعرية متميزة ذات خصوصية عالية.)
    د.حمزه رستناوي - جريدة العروبة ـ حمص 30/1/2004

    (ملك العراء...القصيدة الطويلة لأديب حسن محمد هي اشتغال على السيرة وتبعاتها في مواضع مهمة من مفاصل العمل،من خلال استحضار أسماء وأمكنة،وولوج موفّقٌ لأثير اللغة المشكّلة لها،مروراً من بابٍ أكثر انفتاحاً على اللقطة الشاعرة،المكثّفة بعينٍ سينمائية بصرية محترفة،داخلة،منقّبة،باحثة،كاشفة،...إن قصيدة أديب حسن محمد الطويلة،الحارة،العميقة،تخلق جسراً يعبره قارئ الشعر الجيد إلى الضفة الثانية..)
    محمد المطرود - مجلة عمان الأردنية العدد 104 شباط 2004

  • (لقد استطاع الشاعر أديب حسن محمد في ديوانه"ملك العراء" أن يوظّف السردية بطريقة لافتة،حملتْ هواجسه،وأشجانه،وتباريحه،وخلجاته لعالم الشعر بجزالة وتدفق،مما يؤكد أن للشاعر أديب حسن محمد أسلوبيته التي تميزه عن الآخرين،وكذلك له مشهديته المسترسلة في تقصي الغرائبية وتطويعها لعالم المجاز الخصب والمحمّل داخل الديوان بالموسيقى وبالمفردات الثرية التي تحمل المفارقات والثنائيات والحس الديني وتحمل الشعر لأقصى مدى....كل ذلك من خلال وحدة تقطر منها الاخضرارات للمعنى المسكون بإيقاع الحياة وحركتها..)
    تيسير النجار - مجلة عمان الأردنية العدد 104 شباط 2004

  • ( و"ملك العراء" ليست على وجه التحقيق مجموعة شعرية،بل هي نشيد واحد طويل بأنفاس متلاحقة مجهشة،وسوداء،ولا وقت فيها للفرح ـ على ما يتابع المتابع أو القارئ ـ إلا في الأسطر الأخيرة من القصيدة،حيث ينتبه الشاعر إلى أنه ربما آن الأوان لبعث خيطاً ولو خافتاً وأخيراً من الأمل في آخر ليل الكتابة..)
    محمد علي شمس الدين - جريدة السفير اللبنانية العدد 9742 تاريخ 12/3/2004

  • ("ملك العراء"لأديب حسن محمد قصيدة طويلة مليئة بالشجن الذاتي والانشغالات العامة وأسئلة وجودية وتأملية،وتنحو هذه القصيدة إلى سردية مسترسلة تتقصّى المفردة الغرائبية والمشهدية في التقاط عناصرها القائمة على المفارقة سواء لجهة المجاز أو في استحضار الأمكنة وهواجس الطفولة.
    سبق للشاعر أن فاز بجائزتي البياتي وسعاد الصباح وهو لا يزال يؤكد حضوره الخاص في المشهد الشعري السوري الجديد)
    خليل صويلح - جريدة تشرين ـ عالم الكتب ـ العدد 8912 تاريخ 14/3/2004

  • (يتميز الشاعر أديب حسن محمد بمقدرة لافتة على اصطياد أجمل التراكيب اللغوية التي تتكئ على إحساس فياض يواكب مزاج القارئ النبيه ...فضلاً عن أنه يتمتع بخيال خلاق يتيح له اقتحام عوالم بكر ما يجعلنا نبتهج كثيراً عندما نطالع قصائده شديدة التنوع والثراء...إنه صاحب تجربة إبداعية تضج بالعذوبة والتفرد)
    ناصر عراق ـ مجلة دبي الثقافية

  • ( يعد الشاعر أديب حسن محمد من الشعراء المتميزين في التجربة الشعرية التي أفرزها عقد التسعينات،ومكمن هذا التميز في أنه يسعى دائماً لتجديد أدواته الإبداعية وبناه الأسلوبية واللغوية،من هنا فإن الشاعر يحاول دائماً التجريب في نصوصه في سبيل إنتاج نصٍ مختلف يضاف إلى ذلك أن الشاعر يقسو على نصه ولا يطلقه بسهولة،فالنص كما يتضح في مجموعاته مضبوط غالباً مما ينم على قسوة من قبل الشاعر على لغته الشعرية وعدم الخضوع لغوايات اللغة التي قد تصيب النص بالانفلاش والتراكم وعدم السيطرة على النص)
    مقطع من فصل خاص بالشاعر من كتاب د.خلدون صبح (بلاغة القصيدة) إصدار دار الصباح ،حمص،2006 الصفحة 67

  • (لقد استطاع الشاعر أديب حسن محمد بحرفية عالية توظيف النص القرآني في مجموعته(وثامنهم حزنهم) من خلال التناص مع القرآن الكريم وتحديداً مع سورة الكهف،لكن الشاعر استعار التقنية ليقدم لنا شخوصه،وأحداثه،وكهفه الخاص الذي سيبني عليه مجموعته الشعرية)
    د.هايل الطالب - من مقال التجربة الشعرية السورية في فترة التسعينيات
    مجلة نرجس الفصلية العدد الثاني صيف 2006 الصفحة 100


  • ( قصيدة (( ملك العراء )) للشاعر أديب حسن محمد قصيدة شاملة لسيرة الشاعر الذاتية في الحياة والمكان والأشياء ، تنطوي على حسّ ملحمي وتتوافر على تقانات سرد ـ درامية متنوعة تؤازر الخطاب الشعري السيرذاتي ، وتسمح له برواية حكايته المشحونة بالمرارة والمزحومة بالقهر والباحثة عن الهوية ، عبر حساسية لغوية وتصويرية وإيقاعية تخلص تماما للتجربة وتستجيب لآفاقها ورؤاها وتعكس جدل التفاعل فيها بين آليات الذاكرة وآليات الحلم)
    د.محمد صابر عبيد من كتاب(تحولات النص الشعري/قراءة في نماذج من شعر التسعينيات في سوريا إصدار خاص مطبعة اليازجي دمشق 2007
    ص:27


  • ( يعد ديوان أديب حسن محمد (( وثامنهم حزنهم )) ديواناً عتباتياً من طراز خاص ، بوصفه يرتكز كلياً في تشكله على عتباته العنواناتية ، التي تناثرت على صفحاته ، ودونما أدنى اقتصاد ، وقد كان العنوان أكثرها حضوراً بتمظهرات تبدو متنوعة برغم انعقادها النصي والميتا - نصي ، كما سيتضح لاحقاً ، فقد انتهج الشاعر وضع عنوانات داخلية مضافة إلى عنوانات القصائد ، أسهمت بتشكلها الفضائي المنفرد البارز ، في فرز القصائد إلى ثماني مجموعات ، فضلاً عن قصيدة منفردة تاسعة تصدرت الديوان ، وحملت عنوان الديوان نفسه ، وهذا التقسيم يتساوى مع العدد الذي ورد في عتبة العنوان ( وثامنهم حزنهم ) ، فلم تكن تلك المجموعات إلا تشكلات ثمانية للحزن)
    (د.عشتار داود محمد ،من كتاب تحولات المشهد الشعري، إعداد وتقديم ومشاركة أ . د . محمد صابر عبيد
    المشاركون :د . فيصل صالح القصيري،د . عشتار داود محمد،د . خليل شكري هياس هيّاس/إصدار خاص مطبعة اليازجي/دمشق/2007 ص:45)


  • ( و ( الملك ) بكل ما فيه من دلالة الهيمنة والسيطرة تفرضان فضاءً من الضدية تتأرجح فيه الذات الشاعرة بين مدِ السلطة وجزر الخواء ، لينتهي به الأمر في نهاية المطاف إلى حالة من العدمية والفقر ، تسهم كل منها في منح الآخر دلالات نابعة من جدليتهما _ عدمية الملك ، وفقر المكان _ لتصب في النهاية في خلق صورة شعرية قوامها الصعلكة والتشرد المرتبطان بالفقر والعوز .
    تقدم القصيدة نفسها على أنها حكاية شعرية سبق للذات الشاعرة أن أخذتها من الناس المحيطين به لتبني لها بعد ذلك بنياناً في الذاكرة تستدعيها الذات لحظة الكتابة لتجعل منها مادة للمقولة الشعرية ، وهي بذلك تخلق مسافة شعرية بينها وبين الذات القارئة عبر راوٍ ، أو رواة مجهولون)
    (د.خليل شكري هيّاس - من كتاب تحولات المشهد الشعري، إعداد وتقديم ومشاركةأ . د . محمد صابر عبيد
    المشاركون :د . فيصل صالح القصيري،د . عشتار داود محمد،د . خليل شكري هياس هيّاس/إصدار خاص مطبعة اليازجي/دمشق/2007 ص59)

المؤلف: أديب حسن محمد
حقوق الطبع محفوظة للشاعر
لوحة وتصميم الغلاف
الفنان: لقمان أحمد

مطبعة اليازجي دمشق
الطبعة الأولى 2008

***

أديب حسن محمد
ـ من مواليد القامشلي 1971
ـ شاعر وناقد
ـ طبيب أسنان

مؤلفاته المطبوعة:

  • موتى من فرط الحياة ـ دار الكنوز الأدبية بيروت 1999
  • إلى بعض شأني ـ دار سعاد الصباح الكويت 2000
  • ملك العراء ـ قصيدة طويلة ـ مطبعة اليازجي دمشق 2003
  • وثامنهم حزنهم ـ اتحاد الكتاب العرب دمشق 2004
  • سبابة تشير إلى العدم ـ إصدار خاص دمشق 2007

أهم المخطوطات:

  • القصيدة الومضة ـ دراسة(بالاشتراك مع د.هايل الطالب) .
  • قنصل الهواء ـ رواية.

ـ المظاهر التراثية في شعر التسعينيات السوري ـ دراسة.
عنوان الشاعر:سورية ـ القامشلي ص.ب:784
هاتف: 00963 933694823

aznaor@aloola.sy