قبور
هي غصة واحدة وتموت
لا داعي إذن أن تحفر لنفسك أو لغيرك
القبور أمامك كلها مفتوحة
فارغة
ونظيفة
كأن أحدا لم يدخلها منذ بداية الدهر
***
سينما
في السينما يكثر القتل
تمتلئ الشاشة بدماء الوهم
يرمي المجرم قفازه في على وجه المشاهد
وينبعث الخوف من مؤثر صوتي
على شكل طبل في سيمفونية مسدسات
انه القتل
صار ضروريا في السينما
مثل الحياة
***
مبدأ الشجاعة
يتقدم ثلاثة علماء نفس إلى بابك، فأحذر
اليوم، سيتم تشريح أفكارك
سيتم استئصال السرطان الذي اسمه المعنى
اختبئ إذن
اختبئ في صوتك الدائري
اقتل الصبر الواضح
اطعن المعجزة
واسترسل في محو اليأس
***
هل
لماذا علي أن أتقدم لأرى ورائي ؟
هل المشي في السيارة تقدم ؟
هل الركض أسرع من الكلب نجاة ؟
هل الحذاء شريك في الخطوة ؟
هل العتبة حذاء الباب ؟
هل الزحف توأم السباحة ؟
هل يوجد تغريد في صافرة الحكم ؟
هل هنا بدأ من هناك ؟
هل من يموت يخرج من الزمن ؟
هل الواقف وصل ؟
وهل حرف (هل) يمرض ؟
***
رجل من ماء
تخيل أنك رجل من شمع
وطريقك مفروشة بالنار
**
تخيل أنك رجل من حديد
كيف تتفوق على رجل من ماء ؟
**
تخيل أنك رجل من ماء
ومع ذلك
تغرق
(3)
تتلاعب الكلمات بالمعنى وضده
من الشمال يهرب ثلاثة رجال خارج المثلث
في الجنوب يحترق أطفال من ورق
الدنيا ثلاثية الجهات
الجبان رجل من فحم
الحب صافرة في مهرجان
***
أغنية
تعالوا..
تدخلوا لإصلاح أغنيتي
إنني أخطأت
سهوا، قفزت النغمة فوق النغمة
مثل الموجة فوق الموجة
في لحن البحر
***
جسر الوردة
الجسر، شكلا، هو التقاء قمتين فوق الماء
الجسر، معنى، هو التقاء الضفتين
أيهما أعبر..؟
والسؤال ، شكلا ، هو جسر
هو ما يربط المادة بالمادة
لذلك
أحمل الوردة وأعبر الجسر
ولذلك
الوردة، شكلا، هي قوة الضعف
الوردة، معنى، هي كلمة (شكرا ) من بعيد
***
مصير
بعيدا
عند حافة الأرض
يقف الرجل وينحني محدقا في هاويته
فجأة
ثور هائج ينطحه إلى الفراغ
***
الوردة يأكلها حصان عابر
إنها الوردة
لماذا تحمل في وجهها السكين
هل ضاعت حياتك في الممرات وصدقت أنك في المتاهة
لا
الوردة قد يأكلها حصان عابر
المتاهة قد تكون الدليل
***
معادلة
نظريا
نصف الفراغ محشو بك
وأنت محشو بالفراغ
الجهل دفترك اليومي
الليل شطرنج نجومك
أمك الكتلة
وأبوك الفراغ
***
الثرثار
يخبئ في فمه بغبغاء
الذي، حين ينطق
تنقلب الدنيا على الناس
يتعطل الوهم في عقرب الساعة
وينتحر المغني متعلقا من السقف بوتر
ثم
إلى الملاعب يهرب الحمام
وكل حمامة تغني يصطادها ويأكلها
ومن فمه
يخرج الريش مخلوطا مع الكلام
***
مكان
كان موجودا
في الأعراس على شكل كعكة
في الحب على شكل سرير
في الموت على شكل قبر
وفي الفراغ على شكل فراغ
انه المكان
أنت لا تتنزه إلا في النقطة
لا تتغير قاعدتك أينما أطلقت السهم
بين جدارين درب دورانك
وقوفك عطلة جافة
ومشيك هلاك بنفسجي
***
بطولة خيط
لطفا
سيمر عدوي بعدي فأعينوه
مدو معسكره بالكلاب وبالرطب
افتحوا أمام جنوده بوابة الريح
لا يهمني
لقد عبرت من الفتحة الضيقة
أضحك
فيل.لذي ورائي.. فيل .
***
كيمياء
صغيرا تعرفت على الكيمياء
اليوم
أفهم عادات الطبيعة
أعرف لماذا تنطفئ الشمعة إذا قبلها الأعمى
ولماذا تسكت الريح قبل الغدر
التراب عنصر خالد
الهواء أوكسجين السجين
الملح صودا
والكلام بكتيريا
***
زفاف
قطعنا الكعكة شابكا يدها بيدي.. ذبحنا وليمة الإسفنج هذه ونحن لا ندرك لعبة من حولنا. كان جلدي غريبا..لأول مرة تفور مساماته مثل براكين صغيرة، وكنت أحتاج جسارة قاض كي أقنع كل من حضروا بغيابي في المكان..في ليلة الزفاف الخالدة، أتذكر أنها رمت خاتما (الخاتم السري للأنثى عندما تحال أخيرا إلى نعيم مزعوم )..ولغاية لا تدرك، رميت داخله إصبعي.
***
صلح
أبادل كلمة حق برقبتي..شغوفا بطائر الحرية أرمي الأحجار في الهواء وأصطاده..يبعثرني فمي قلت نثرا لم ينثر..قلت ما بيدي..تربى الحصار في حضني لأني خسرت حدودي وصار لعدوي أن يسهر معي وحيدين في الغرفة. كم تشابهنا، رمينا باروكة الماضي وجلسنا أصلعين من التعب والعراك.تبادلنا المرآة كي نتعارف، وظل عدوي صامتا..وظل الحزن من داخل روحي ينادي..فقتلتهما معا، وكسرت المرآة على ركبة الصبر.
***
قفز
الشاعر
حين اقترب من فرن الحياة
خرجت كلماته مقلية
حمراء مثل خبز العقل
هاهو يبدأ
يطرد القرد من شجرة القصيدة
ويقفز مثله
من مقطع إلى مقطع
***
هنا
في جهتين متعاكستين نمشي، واصطدمنا
أنا، والتيار
متعادلان
أوقفني عند حدي
وأوقفته عند حده
متعادلان
أنا، والتيار
في جهتين متعاكستين نمشي
وتوقفنا هنا
في المكان الواحد
في المكان القبر
***
رياح الشعب
إنها البلاد لو أحببت أن تصطاد
انه الوطن يتمرغ في نعيم مشكلاته
إنها الريح يتلوها النافخون على جمر التقارب
الريح التي دخلت بين الثياب
الريح التي دوخت الدائرة
الريح التي إذا هبت على وطن ما
تصلع الشعب كله
***
ربما الآن
مرة..
تأخر ساعي البريد طويلا..ظلت المدينة شهرا أو يزيد بلا رسائل أو كلمات..العشيقات خرجن في مظاهرة ضد القمر..الشرطة تبرأت من اللصوص وراحت تسجن العلماء..في الشوارع انتشرت شائعات مثل (الحب..الوضوح..المحو..) ولكن لم يصدقها أحد.قيل الزمان في تلك الفترة كان يخسر استمراره..يمشي ولكن يتقدمه ماضيه
***
مبدأ
الجريمة..
إنها دائما حمراء مثل الصدق
إذ،
لم يكن في كل الجرائم، قصد قط
كان هناك شيء اسمه: الدافع الأحمر
عندما يتعارك العاشق مع الوحش
وتتدخل السكين لانقاد الفضيلة
***
ماء
البلل..البلل
أحذر أن يفوتك مرور النهر
أركض، لن يصدك الجبل
اشرب الشلال كي تصعد
ثم خد المطر مظلة ضد الجفاف
واعلم انك
حين ستجلس على النقطة ستسد النبع
ستكرهك غزالة الوادي
وستلعن كل أغانيك
***
حلم
قلت لمن يبدل أخلاقه في المصالح، لا عيب لك
انظر إلي
كرامتي مدهونة بالخوف
حالي متكالح وهبيط
على اتجاه الريح أغير أشرعتي
مستمرا
مدركا
أن اليابسة لم تكن يوما
سوى حلم غريق
***
مسير دائم
علمني الترحال خطورة أن أبقى
الأرض مستطيل طويل
وأنا، كي أعيش، علي أن أركض
أن أقفز فوق الحاجز الوهمي
أن أسبق الفرسان فوق الخيول المريضة
إذ، أينما سأصل
سأجد البداية
وهي مطلبي
***
عصر السرعة
سيارات.. سيارات
ترى ماذا أفعل برجلي ؟
أركل بها المسافة، أم أثبتها على القبر ؟
والناس، كيف أسبقهم الى الهاوية ؟
في الخطوة، في الرملة، انحبس المستقبل
وأنا، وهما، أطارد استمراره
أفتش في النهايات عن الخلود
والخلود لا يدوم حتى لحجر
***
منطق البيع
اللعنة عليه هذا البائع الكلب
كيف غلبني في السعر ؟
أية يقظة تنقصني
كي أراوغ ؟
كي أمر، مرة، بين خطين دون جرح
كي، مرة، أشتري النصر بالخسارة
وأخدع منطق ضعفي
***
العار الأبيض
بحذافيرها قيلت العبارة
لماذا لم تصدقها
العبارة
مرت للتو من أمامك
أو أنت عبرت أمامها..لا يهم
العبارة
هل تذكر أنها لسعتك يوما في النخاع
هل تذكر ؟
وهل تذكر الحب
وكلمة (الوضوح )
وأول الصيحات للإنسان وكانت: باسم النهد في الأم
نعم
ثم قالوا لك هذا هو العالم
وقالوا: تفكك من أجل النهاية
نعم
هل تذكر
انه الخطأ تكرره الغفلة
انه المرض
انه العار الأبيض..
خذ نعالك وتعال
تعال خفيفا خفيفا أخف من ظلك
أو تعال ليلا
أدخل في التكرار
انه الخطأ
انه المرض يتجدد في صحيح عافيتك
***
افعل هذا
خذ خرقة حمراء.. ضعها على رؤوس أعداءك، وراقب اللون كيف سينقلب إلى رمز
ثم، بعد عام
جمل الجدار بالثقوب ودع الهواء يتحرر
قل للمرأة:الحب مرآة مطمورة.. الحب استواء
ومن حين إلى حين
جرب أن تغير شطرنج الرموز
أن ترمي لتصيب الفراغ
فربما، وأنت ترمي، فلقت الهدف
وفككت التحام عدوين
***
انزلاق
نصف أحلامي رميتها في القمامة
لبست قميصا وخرجت
طفت في الشوارع المجروحة وتمثالي معي
سحبت الخيط المدلى من غيمة الرؤيا فانزلقت الملائكة
وتبلل وطني كله بالأحلام
***
مداورات الغريب
تلك إذن كانت غربتي..أن أسترد بقايا الهيبات متعاليا على فكرة الندم. قافزا مع المخدوع متراقصا حوله وحول نفسي. أجيء مثخنا بالغياب، وفي داخلي كل بصيرة تتهدم بالشك، كل لذة تتمنطق، ولا يبقى للجسد سوى علة انفلاته، وأقصد هنا علة الغريب.
وأصف من أصف
الرجل الذي يكدس العمال على شكل هرم
المرأة الجافة عند الغدير
الكلب الأعرج قرب رصيف الباصات
وأمي
وأحاديث عن الظلم
إذ لا أصف شيئا إلا لأمحو غيره
أسترد من الغريب عناوينه وجهله. أقسو على الضد متدثرا بالمواجهة. ولكن الغريب يشدني من ثيابي كي نعبر الماء، كي نتلصص على المعنى المفارق ونصدق اللعبة حولنا. أخذت إذن بذكريات غيري، تولهت ونكثت دمي. قلت الغريب له كل الأرض.
صعدوا يهزمون السلالم، وهو معهم
هزوا الصنم الكبير، وهو معهم
وهو معي
نحرث البحيرة التي اسمها القلب
ونتكئ على اختلافنا
يدا بيد..
مشيت مع الحقيقة وأنا غريب عنها. صدقت الطريق حين أغرتني بالنهاية. صدقت أبي والكلاب والعلمانيين. لم جئت أنا لمكان وداعي ؟ كيف انتصرت النار على الحنين ؟ كيف تبخروا أصدقائي مثل دخان صناعي ؟ أصدقائي، ألوذ بهم فيقرر الغريب أن يبادلني قناعه
يمزح الغراب مع قطيع نوارس
يمزح القضاة مع العدالة، يلكزونها بعصا
يمزح البهلوان مع الجاذبية وينتمي للسقف
تمزح الفتاة مع نهدها
ويمزح الغريب مع الموت
يتقاضى
ويتبادل عملة المغامرة
ماذا يفيد صراخك من بعيد يا غريب ؟ قدس ظروفك واتبع نصيحة القنفذ . حافيا يدفنونك لو تضربهم بنعليك. أنت، الذي حدثتهم عن أطباع الغياب ومجاهيله، عن علاقة الجسد بالباب، وعن دوران الإنسان حول الشمس. أنت ، ماذا يقول صراخك غير هذا الهمس ؟
اقترب يا غريب
سنجلس كالتماثيل للحظة
سنجلس أقرب من بعضنا
كالتماثيل
حجر في وجه حجر.
أحتار في الأوطان نصفي فراق ونصفي طريق. أبتل بلهجتي وقسمي يحل. قلت مع الأناشيد حتى اصفر لساني. قلت ، ومن فمي انزلقت سجادة كلام .قلت ( الغربة قوة الضعفاء ) فانزلقوا جميعا من فمي
عدت هنا تشفع لمن يا غريب ؟ شرحتك المنافي ضلعا ضلعا..تقوس رأيك وتعاكست جهات وجهك، والأبد الذي تجاسرت عليه رماك أخيرا في بركة العدم. خذ قلبك إذن وتقدم، اطعن به في الغدر، لا تمكث في مكان شرائك.
أمشي، وتتبعني ظلاله
رجل في حوالي الأربعين
رجل واقف كأنما في دائرة
أعطاني وصفي
وراح يتقلب في مراهنات المأساة.
***
حب عابر
القدر الذي جمعنا في باص
فرقنا في الغرفة
سرى في أخلاقنا مثل دم فاسد
عصى
وتعاكس
وانكسر يوم تعانقنا
كنا طرفي مقص
وبقعة دم مجهولة سكينها
وقبلة هي في الأصل طعنة
ورأسمال مشنوق
وعروبة قشعتها عجمة الصمت
وكانت بيننا النار
وخشب الكرامة الأصفر
وزحمة العيد
وعناد الطريق
كلهم
مربوطين جميعا في خيط المسرة
***
لحظة
من بالباب ؟
أهذه أنت ؟
ادخلي
فرغي كيس الغياب في الغرفة
أطفئي الشمعة بيدك
ضعي اللحظة بين ( قوسين )
وخذي الزمن كله
***
أغنية الحرب
لو كان قربي لحملته
ذلك السيف.
ولو كانت يدي أطول قليلا
لخطفته من نومة الأمن
ولكن
ما حيلتي إذ يتراقص الأعداء حولي
ثم تختلط المياه اذ يبصقون وأنا أبكي
ثم تغرق الحقيقة في لعاب اللفظ
ثم الماء يجف في تكراره
ثم أنا والأعداء نخاف من السيف
ثم الشلال يضحك من سقوطنا.
***
في عام (2029 )
كالعادة
ذهب أصدقائي لوظائفهم في الوزارات الفارغة
انحنى رجل حقيقي في الصباح ليربط حذاء يومه
خرج من مرآتي وتبعته للشارع
العمارات ارتفعت أطول من المآذن
البنك تحول إلى دكان شعبي
وصار يسمع في الدولة كلها
ما يعرف ب( الصمت الآلي )
***
فروق معدومة
عندها، فارق بين النقيضين حتى يتصالحا. عندها ، يخلع الممثل قناعه وأكتشف فيه القرد . ثم يذهب الناس الى الجلاد بحثا عن الرحمة. ومن فوق، من غيمة تحترق، يرمي الملاك حجرا على جبهتي فانتبه. ثم أسمع الشيطان وهو كالقرد يتنحنح قرب وجهي. بعد ذلك، يمر الصدق كالسكين يفصل بين النقيضين وأحاول تقليده. أعبر البحر مشيا في قارب النار، ثم أعبر الأرض ركضا وأنا واقف مكاني
***
عين
الكل يحضنها وهي تكبر
هذه البلاد العروس
من رحمها تخرج الوشاية حمراء من شدة الصدق
وعلى أرصفتها
نواطير يدقون المسامير في أرجل المارة
وتاجر ينصب فخا عند عتبة مسجد
وأطفال يدورون على نار صغيرة في شهر صفر
وأنا أمر بينهم كالغريب
أرى ما لا يراه الحكيم
وما سكتت عن نطقه أقلام غفيرة
***
يقظة متأخرة
انتهى كلام الأقوياء
انسلت الفتيلة من اللغم
ومر الضفدع بين الأسلاك
نام الكلب أيضا
والسجناء فروا
ونام الحذر
نامت الحرية في الإسطبل مع الخيول
نام السكران على مدخل اليقظة
والضعفاء، حين اكتشفوا هذا..
كسروا بيضة الشك
وتفجروا في أغنية المستقبل
***
أنا والموجة
بيني وبين الموجة ثأر لولبي
الموجة
كم خلعت ثيابي لأجلها
الموجة
في كل مرة أريد الدخول إلى البحر
ترفعني من مؤخرتي
وتعيدني لليابسة
***
عدالة الموت
يمشي ونعليه كفتي ميزان
طافيا فوق الماء والرمل والخرائط تحته بيضاء
منتصفا على مركز الكون، على ظله
منتميا إلى اكتمال الأرض، تدور حول فكرته الأفكار
سميته نسر العصور بلا عش سوى الماء
سميته عقل قلبي وأنا أموت غريقا في السرير
كفى
لاشيء أكبر من حلم صغير هو الموت
حلم بعيد
ولكنه مؤكد
***
قصة الحرب
كانوا بضعة رجال وألف امرأة وألف طفل… ناموا في كهوف العراء ألف عام حين جاء من السماء حجر الماء وأشعل بينهم فتنة المعجزات…نطقت امرأة وقالت: نحتاج إلى نبي يعلمنا كيف نبني الأسوار. . نحتاج إلى شجرة الصبر تمدنا بفاكهة الخلود ونحن نرويها من حليب الأمومة. وعند الظهيرة ، رأت الرجال يتفرقون في الأرض لبناء القرى ، وكانت الوديان تعرفت على مجراها ، والماعز أدركت أن الثعالب بدأت تجوع . وحين حل الليل كانت الأرض قد دارت، ولم يعرف أحد كيف دخل الصباح من بين الشقوق.. وكيف صارت تلمع هذه الرؤوس الرضيعة وهي تخرج من رحم الأموات.
الرأس بالرأس.. قال التاجر الأول
النفس بالنفس .. قال الحكيم
والسيف بالسيف.. والقلم بالقلم
وعلى جبل النهايات صارت تكتب قصيدة الحرب.
***
أصل الأعداد
أقارب بين الأعداد، ولكني لا أعرف أصلها
اّخذ الصفر حبة للصداع، والصفر في الأصل أسود
أرمي الواحد في اتجاه الأكثرية، وكأنني أشعلت شمعة على البحر
أخلط الاثنين وأصنع الهجنة متحديا بها الأعراق
أرتب الثلاثة في طابور، وكل طابور أسف
الأربعة جيش مستهلك
الألف تكرار تافه لمعنى المئات
والمليون مشنقة من حرير يحترق
***
في الطريق
صرت في السيارة لا أسمع سوى اف ام
مفتشا عن الوجود، هذه المرة، في الراديو
بيني وبين الرصيف زجاج متحرك
بيني وبين الظهيرة مكيف هواء ياباني
الموسيقى التافهة تجمل الفراغ الذي في الشارع
والمذيع التافه يعكر صفو الطريق
وأنا أمضي
من البيت إلى العمل
من العمل إلى البيت
داخلا..خارجا
والموسيقى التافهة معي
تدور
وأنا أدور
***
سيناريو
مشهد أول: يتجمع رجال كثيرون وتتأسس القبائل
مشهد ثان: الخيام تدريجيا تتحول إلى فلل
مشهد ثالث: الشعب كله ينحشر داخل سوبرماركت كونتنتال
مشهد رابع: الطبيعة تخسر ميزانها بسبب العجم
مشهد خامس: يتحول المستقبل إلى رجل أعمى ويظل يدور في مكانه.
***
جرائم
سبع مرات حملت السكين
أخطر من القتلة أنا، فلتحذروني
أطعن في الحقيقة الممتلئة إذا مرت أمامي
أقطع رأس السؤال الفاسد
سحابة الزمان فوقي بيضاء
ومطري إذا غضبت
شرر
***
سبعة أيام في قصيدة
مر الأسبوع داخل أيامك.. وخرج
في السبت ضاع نهارك تجري وراء بوصلة مجنونة
في الأحد، كنت تتلثم كي لا يعرفك الجدار
في الاثنين، أنت جزء من المادة الناطقة
في الثلاثاء، أنت الخبر الناقص
في الأربعاء: بلادك ليست بلادك
في الخميس: تتزوج الشيطان وتنجب منه ورقة
في الجمعة: يطردونك من قميص حلمك.
***
انتماء
بيني وبينك فرق الثقة
أحدنا ينتمي لملاك الحديد
والآخر لا ينتمي
مع ذلك، لا نفترق، بل أسعى لامتلاكك
وسيؤيدني في ذلك أنني أحارب الفخر فيك
أكسر مزهريات الكراهية
وأستطعم لذة مفارقاتي.
***
بصقة الطريق
اقبلني يا حبيبي
قدر وصولي إليك هالكا وحافيا ومتسربا من ثياب الريح
قبلت العتبات في المدن والقرى
ولم يأذن لي أحد بالدخول
أنا بصقة الطريق المستقيم
أنا الخطوة لم أجد قدما تسعى إليك
يا وثني
يا فكرتي المغلوقة بالحديد ضدي
أقف قربك متصلبا ولن أجزع
أحرس نومتك في النور ملتحما بالثبات وبالحياة
متعاكسا ضد التأرجح بين السالب والموجب
في النصف تماما، كما المفتاح
ترتعد لانتصابه الأسرار
وهو ميت في اليد المشلولة