2001
أ /
القَصِيدَةُ لِلرُّبَى .
لِتَقَاطُعِ القَمَرَينِ ، لِلْقَمَرَينِ يَنْحَازَانِ للأَعْرَاسِ
فِي الَّليلِ الَّذِي اعْتَنقَ الصَّبَا . رِيحَ الصَّبَا
لِلْمُصْطَفَى مِنْ مَاءِ عُنْقُودِ الصِّبَا . مَاءِ الصِّبَا
لِلرَّازِقِيِّ مُعَبَّأً فِي الرُّوحِ ، لِلْفَرَحِ المُخَبَّئِ فِي صِبَاً وَتَجَلْبَبَا .
لِبَلاغَةِ الأُنْثَى عَلَى كُرَةِ اليَـبَابِ ، لِلَمْسَةِ الأُنْثَى ، القَصِيدَةُ
لِلظِّبَا الخَفِرَاتِ ، عَلَّقْنَ الأُنُوثَةَ كَوكَبَاً ، وَهَبَ القَصِيدَةَ
كَوكَبَا ، وَاعْشَوشَبَا .
ب /
حَسَنٌ ، سَأَغْفِرُ لِلْحَدَائِقِ أَنَّهَا مُلْكِي ،
وَأَشْرَبُ كَأْسَ تَأْلِيفِي ، وَأَذْهَبُ فِي النَّدَى .
حَسَنٌ ، سَأَخْتَارُ الفَرَاشَ لِزِيِّ رُوحِي قَبْلَ
أَذْهَبُ . مِنْ دَمِي ، أَمْ مِنْ سِوَى حُلُمِي ،
هَلِ الدُّنْيَا مُجَزَّأَةٌ إِلَى نِصْفَينِ ، نِصْفٍ لِي
وَنِصْفٍ آخَرٍ هُوَ لَيسَ لِي ؟!
حَسَنٌ ، سَأُخْفِي سِرَّنَا لأُطِيلَ عُمْرَ دَقَائِقٍ
خَطِّيَّةٍ وَلَدَتْ دَمِي .
الرَّافِدَانِ الرَّافِدَانِ ،
وَأَشْرَفُ الشَّجَرِ النَّخِيلْ .
أَلا رَدِيفَ ؟ وَهَذِهِ الطُّرُقُ الكَثِيرَةُ ، فَارِسٌ : فَرَسٌ ،
فَمَاذَا قَدْ يُسَمَّى فَارِسُ الفَرَسِ : الأَسَدْ ؟
أَلا رَدِيفَ ؟ هلِ الحَيَاةُ تَضِيقُ عَمَّا أَشْتَهِي ، أَمْ أَنَّ
لِي بَلَدَاً وَرَاءَ الغَابَةِ الكُبْرَى وَمُرْتَكَبِي أَسَدْ ؟
أَوَ تُسْرَجُ الآسَادُ مِثْلَ الخَيْلِ ، شَدَّ بِكُلِّ مَا هُوَ ،
لا لِجَامَ لَدَى يَدَيَّ ، وَلا رَدِيفَ ، وَتَوَّجُوا قَلْبَ الأَسَدْ .
هَلْ فُرْصَةٌ لِتَرَجُّلٍ مَا ؟!
أَينَ لا أَينَ القَصِيدَةُ خَلْفَ نَخْلِ النَّخْلِ ،
دِجْلَةُ خَوْلَتِي ، وَأَنَا عِرَاقِيٌّ لأَنَّ النَّخْلَ أَوَّلُ
شَاعِرٍ صَادَفْتُهُ ، هَلْ فِي العِرَاقِ بَقِيَّةٌ لِبَقِيَّتِي ؟
يَا نَخْلَ رَكْضِ المَاءِ فِي عَطَشِي ، وَفَضْفَاضَ
البَلاغَةِ ، يَا دَلِيلِي لِي ، وَدَدْتُكَ أَطْوَلَ الكَلِمَاتِ ،
أَكْثَرَها نُحُولاً كَالنَّدَى ، كَصُعُودِ كَوْكَبْ .
وَأَنَا قطيفيٌّ لأَنَّ النَّخْلَ أَوَّلُ شَاعِرٍ ..
حَسَنٌ ، سَأَغْفِرُ لِلْحَدَائِقِ أَنَّهَا مُلْكِي ،
وَأَذْهَبُ فِي النَّدَى .
ت /
وَعَلَى الوُرَيقَاتِ الَّتِي تُتْلَى تَدَحْرُجُهَا الكُرَاتْ .
لا تَحْسَبَنَّا مُسْلِمِينَ الأَرْضَ لِلشَّرَرِ المُبِينِ ،
الأَرْضَ لِلْكَسْرِ ،
الهَوَى لِتَهَافُتِ الشُّمَّاتِ .
مِنْ جِهَتِي سَأَسْتَدْعِي الصَّدَاقَةَ
كُلَّمَا نَخَزَ الفُؤَادَ الفَحْمُ ،
أَغْسِلُ بَيتَ بَيتِي بِالكَلامِ المُسْتَرِيحِ ،
كَنَثْرِ مُصْحَفْ .
مَاذَا سَأَكْتُبُ ؟
أَكْتُبُ السَّهَرَ الَّذِي لا يَنْـتَهِي ،
أَمْ أَكْتُبُ النَّوْمَ الَّذِي لا يَنْـتَهِي ،
أَمْ أَكْتُبُ الرُّؤْيَا الَّتِي لا تُسْمِنُ المَمْشَى
وَلا تُغْنِي خُطَىً ؟ ،
لَكِنَّنِي أَحْمِي حِمَى حُلْمِي لِيَسْتَلْقِي عَلَى رَطْبٍ ،
كَأَنْ لا لَيلَ إِلا الَّليلُ ، هَذَا الرَّطْبُ مُؤْتَزَرُ
الضُّحَى ، وَالَّليلُ أَكْثَفْ .
وَالرُّوْحُ أَكْثَفُ ، كَيفَ تُفْتَتَحُ الرِّوَايَةُ ؟ ، بِي ؟
بِتَخْطِيطٍ بِدَائِيٍّ لأَشْخَاصِ الرِّوَايَةِ ، كَيفَ تَشْتَغِلُ
الرِّوَايَةُ ؟ بِي .. بِشَطْرَنْجٍ يُحَاوِلُنِي لأَلْعَبَهُ ، فَأَلْعَبُهُ ،
وَأُحْرِزُ نَصْرَ نَصْرِي ، كَمْ أُفَضِّلُ أَنْ أُمَرِّرَهَا عَلَى
كَفَّيَّ قَبْلَ الغَزْلِ ، قَبْلَ المُبْتَدَأْ ! ..
أَمِـنَ اخْتِرَاعٍ سُومَرِيٍّ لِلْكِتَابَةِ ؟ ،
أَمْ تَوَجُّسِ شَاعِرٍ مِمَّا سَيَسْقُطُ مِنْهُ فَاعْتَنَقَ النَّدَى ؟ ،
أَمْ مِنْ تَنَفُّسِ فِكْرَةٍ زَارَتْ فِرَاشِيَ ،
فَاسْتَحَيْتُ النَّومَ قَبْلَ حِوَارِهَا .
أَمْ مِثْلَ طَقْسِ الوَرْدِ مُفْتَـتَحُ الرِّوَايَةِ ؟ ،
كَيفَ تَنْبِسُ فِكْرَةٌ لِرِوَايَةٍ ؟
وَالوَرْدُ مُفْتَـتَحُ النَّدَى أَبَدَاً ،
وَمَنْ غَيرُ النَّدَى بِالوَرْدِ أَعْرَفُ ،
غَيرُهُ بِالوَرْدِ أَعْرَفُ ،
غَيرُهُ بِالوَرْدِ أَعْرَفْ ؟
ث /
نُقَطُ النَّخِيلِ عَلَى النَّخِيلِ وَتَحْتَهَا ،
وَالشِّعْرُ كَافُ الكَائِنَاتِ ،
وَبَصْرَةٌ أو كُوفةٌ نُقَطُ النَّخِيلْ .
مَا ثِيمَةُ السَّرْدِ المُقَدَّرِ ، بَاطِنِي أَمْ بَاطِنُ الأَرْضِ ؟ ،
الحَقِيقَةُ ثَوْبُ مَنْ لا ثَوْبَ لَه .
أَو عُرْيُ مَنْ لا عُرْيَ لَه .
وَالطُّفُولَةُ لا هُمُومَ بِهَا سِوَى تَحْقِيقِهَا .
مَا ثِيمَةُ السَّرْدِ المُقَدَّرِ ، ثِيمَةِ السَّرْدِ المُقَدَّرِ ؟ ،
شَاغِلِي شَجَرِيَّتِي .
لا بَأْسَ ،
شَيئٌ لِلْكِتَابَةِ حِينَ تُعْوِزُنِي الكِتَابَةُ ، ..
يَا يَـبَاسُ ارْفَعْ صِحَافَكَ ،وَاصْطَنِعْ عُذْرَاً
لِتَرْحَلَ دُوْنَ تَوْدِيعٍ ،
لِئَلا يُخْرِجُوكَ عَلَى سَرِيرٍ غَيرِ شِعْرِيٍّ ،
وَفِي سِتِّينَ دَاهِيَةً كَمَوْتِ الطَّاغِيَهْ .
إِرْفَعْ صِحَافَكَ عَنْ هُنَيهَاتِ الهَوَى ،
أَنَا شَاغِلِي مَائِيَّتِي ، أَمْسِكْ عَلَيكَ القَارِسَ القَانُونَ ،
حَاجِيَّاتِ مَا يَدْعُونَهُ يَـبَسَاً
وَأَدْعُوهُ الدَّرَكْ ، دَرَكَ الجَفَافْ .
كَيفَ السَّبِيلُ إِلَيَّ مِنْ تِلْقَائِنَا ؟
ظَبْيٌ ، كَمَا شِيئَ الهَوَى ، ظَبْيُ الرُّبَى
كُنَّا هُنَا ، إِذْ مَرَّ بِي ، كُنَّا هُنَا .
كَيفَ اسْتَدَلَّ عَلَى بَرَاءَ ةِ صِيغَتِي ،
وَأَنَا أُدَرِّبُهَا عَلَى أَنْ لا أَنَا ؟
مَاذَا مَضَى بِيَ ، فِكْرَةٌ أَمْ سَكْرَةٌ ؟
أَمْ أَنَّهَا الأُنْثَى الَّتِي عَبَرَتْ بِنَا ؟
كَيفَ السَّبِيلُ إِلَيَّ مِنْ تِلْقَاءِ ظَبْيٍ ..
فِي الحَقَائِبِ أَو مَخَابِئِهَا الُّلغَه .
رَيْثَمَا يَحْتَاجُهَا رَبُّ الحَقِيبَةِ أَو مَخَابِئِهَا .
لأَنَّ الغُرْبَةَ الُّلغَةُ الَّتِي ،
وَالغُرْبَةَ الوَطَنُ الَّذِي .
مَا حَالُهُمْ أَحْبَابُنَا البَشَرُ الَّذِين . الطَّيِّبِينَ
الطَّاهِرِينَ . المُوسِرِينَ مِنَ الحَنِينِ ، المُشْتَرِينَ
تُرَابَةَ المِيلادِ بِالسَّبْعِ الجِهَاتِ ، وَبِالُّلغَه .
... مَا أَقْرَبَ الغُرَبَاءَ مِنْ فِقْهِ اللُّغَه .
مَا لا يُرَدُّ وَلا يُصَدُّ كَأنْ يَدَا مَلَكٍ ،
كَأَنْ دُلِقَ الفُرَاتُ ،
كَأَنْ دَوَالَيْكَ الأَحَادِيثُ الَّتِي لا تَنْـتَهِي ،
وَكَأَنْ أَبُو الآبَاءِ آدَمُ ، أَو كَأَنْ حَوَّاءُ أُمُّ بَنَاتِهَا ،
أَنَا شَاغِلِي مَائِيَّتِي ،
وَكَأَنْ دَوَالَيْكَ اخْتِلافُ الَّليلِ
لا يُنْسِي اسْمَهُ ،
وَالرُّقْعَةُ الكُبْرَى دَوَالَيكَ امْتِحَانُ أَصَابِعٍ ،
شَاهٌ عَلَى الشَّطْرَنْجِ ، شَاهٌ أَجْبَنُ الأَحْجَارِ ،
شَاهٌ لا تَطُولُ حَيَاتُهُ إِلا بِمَوتَى ،
هَلْ سَأُتْقِنُ لُعْبَةَ الشَّطْرَنْجِ كَي أَحْظَى
وَلَو مَثَلاً ، بِأَلْقَابِ المَلِكْ ؟
حَتَّى الخُلُودُ مُسَيَّجٌ بِبَنَاتِ آوَى ،
أَلْقِ دَلْوَكَ مِثْلَمَا تَجِبُ الدِّلاءُ
وَطِينُكَ / العُشْبِيُّ ،
فَكِّرْ فِي مُمَارَسَةِ الرِّيَاضَةِ ، شَاغِلِي شَجَرِيَّتِي .
/ المَائِيُّ ،
فَكِّرْ فِي مُمَارَسَةِ الرِّيَاضَةِ ،
فَالرِّهَانُ عَلَىالخُلُودِ مُسَيَّجٌ بِبنَاتِ آوَى .
ج /
يَرِثُ الكَمَالَ ، يُصَادِقُ الأَعْلَى ، يُفَكِّرُ :
كَيفَ أُكْمِلُ كَامِلاً صِرْفَاً ؟ ، سَأُمْسِكُ بِالطَّرِيقَةِ ،
قَالَ آدَمُ ،
حَيثُ أُقْصِي جَنَّةَ المَأْوَى ، فَيَلْتَبِسُ المطَرْ .
مَنْ أَوَّلُ الشُّعَرَاءِ ؟ هَلْ رَجُلٌ أَمِ امْرَأَةٌ ، وَمَاذَا
لَوْ تَكُوْنُ العُزْلَةُ الأُوْلَى هِيَ المَطَرَ المَطَرْ ؟!
بَلْ حَنَّ شَخْصٌ لِلْبِلادِ وَزَوْجُهُ ، أَيَّ المَرَايَا
اسْتَفْتَحَا نَوَّارَهَا وَاسْتَمْلَحَاهَا ؟
هِيَ حِرْفَةُ الأَقْوَاسِ بَينَ غَمَامَتَيْنِ ، وَزِينَةُ
الفِرْدَوسِ سَبَّبَتَا تَوَاطُؤَ شَاعِرٍ ؟ أَمْ طِينَةُ
الأَرَضِينَ وَالمِلْحُ التُّرَابِيُّ احْتَفَى بِخَيَالِ سَيِّدَةٍ
وصَاحِبِهَا ؟ ،
وَلَمْ يَشْهَدْ طُفُولَتَهُ ، وَلَمْ تَشْهَدْ طُفُولَتَهَا ،
فَكَيفَ يَحُوزُ قَلْبُهُمَا أَدَاةَ البَوحِ
يَا أَلِفَ الخَلِيقَه ؟
مَا كَانَ فِي وُسْعَيهِمَا وَلَعُ الطُّفُولَةِ
كَي يَعُودَا
كُلَّمَا خَشُنَ الهَوَاءُ إِلَى سَرِيرٍ أَوَّلِيٍّ لِلْخَلاصِ
مِنَ النَّثَائِرِ حَولَ بَيتِهِمَا وَيَرْتَدِيَا النَّدَى ...
حُلْوُ العِنَاقِ عِنَاقِ مُفْرَدَتَينِ تَحْتَ الظِّلِّ ،
يَنْدَفِعُ المَدَى ...
ح /
هَلْ مِنْ جَدِيدٍ فِي القَصِيدَةِ ..
كَي أَقُولَهْ ؟
هَلْ جَدِيدٌ فِي القَصِيدَةِ ، وَالضُّحَى
رِقٌّ لِشَاعِرِهِ ،
الضُّحَى شِعْرٌ لِعَبَّادِ الضُّحَى .
هَلْ مِنْ جَدِيدٍ ..
يُوْرِقُ التُّوتُ ، اعْتِرَافَاً بِالسَّحَابَةِ لا
لِقَطْفِ التُّوتِ . يَا هَذَا : البُحَيرَةُ لا
لِحَائِكِهَا ، وَمَا سِمَةُ الفُرَاتِ ، أُذِيعَ ،
لا لِزَوَاجِهِ مِنْ دِجْلَةٍ ،
أَو شَرْحِ قُرْمُزِهِ عَلَى الشَّطَّينِ ، لا
لِلزَّوْرَقِ الطَّافِي كَأُغْنِيَةٍ مُقَصَّبَةٍ عَلَى
المَاءِ الطَّعِينِ بِشَمْسِ أُوْرَ ، وَلا
لِتَكْثِيرِ القَنَاطِرِ ، أَوْ لِتَزْجِيَةِ المَسَاءِ عَلَى
سَرِيرٍ مِنْ مُفَاكَهَةٍ زُلالٍ أَو زُلالٍ ،
كَمْ أُفَكِّرُ فِي الدُّخُولِ إِلَى سِيَاقِ رِوَايَةٍ ،
وَالَّليلُ بُسْتَانٌ ،
وَلَمْ أَعْرِفْ إلَى الآن الطَّرِيقَةَ فِي وُلُوجِ الشِّعْرِ .
ثَقِّفْنِي لأَجْلِي مِثْلَمَا ثَقَّفْتُ رُمْحَ الخَطِّ ،
ثَقِّفْنِي لأَجْلِي .
فِطْنَةُ المَوْشُورِ ، غَابَاتُ القَصِيِّ ، مَذَابِحُ النَّورَسْ ،
عَبَقُ الحُقُولِ ، وَلُؤْلُؤٌ فِي رِيشَةِ النَّورَسْ ،
لُغَةَ المَحَالِ تَبَرَّجِي ، فَالحَالُ حَالٌ .
هَلْ جَدِيدٌ فِي القَصِيدَةِ ، أَيُّهَا البَصْرِيُّ ،
وَالشَّجَرِيُّ : أَكْبَرُ كَوكَبٍ هُوَ نقْطَةٌ .
وَالَّليلُ قَوْسُ الذِّكْرَيَاتِ . تَجَنَّبِ الرُّؤْيَا أَوَانَ
ضُحَىً ، وَأَكْبَرُ كَوْكَبٍ هُوَ نُقْطَةٌ لِلْبَاءِ .
فَكِّرْ : كَيفَ تَدْخُلُ فِي الرِّوَايَةِ ،
يَا صَدِيقِي : اسْتَفْتِ قَلْبَكَ قَبْلَ أَنْ تَلِجَ
الرِّوَايَةَ ، فَالرِّوَايَةُ قَدْ تُؤَثِّثُ فِي دَوَاخِلِكَ
الَّذِي لَمْ يَسْتَطِعْ أَبَوَاكَ فِعْلَه .
خ /
مَاضٍ كَسَيْفٍ ، أَسْتَعِيرُ غِرَارَهُ
لأَشِفَّ ، يَخْتَمِرُ البَلَحْ .
وَيَدَايَ تَرْتَطِمَانِ بِالبَحْرِ المُحِيطِ ، وَسِدْرَةٍ
فِي المُنْـتَهَى . تَمْرُ المَكَانِ أُحِبُّهُ وَيُحِبُّنِي ،
أَوْ لا . أُحِبُّ تَنَفُّسِي فِيهِ ،
وَهَلْ فِي دَارَةٍ مِنْ صُنْعِ صَلْصَالٍ
سَيَنْـتَبِهُ البلَحْ ؟
وَالخُبْزُ ، خُبْزِي ، لَيسَ قَمْحِي غَيرَ مَا فِي القَمْحِ
مِنْ خُبْزِ الضَّلالَةِ لِلْهُدَى . تِلْمِيذُ أُسْتَاذٍ يُحَبِّرُ بِالنَّدَى
فَرَسَ النَّدَى ، أُسْتَاذُ تِلْمِيذٍ يُحَاوِلُ كَالصَّدَى قَتْلَ
الصَّدَى . لِي نَهْجُ بُرْدَتِي القَدِيمَةِ ، أُطْلِعُ المَوَّالَ مِنْ
سَهْوِ الهُبُوطِ لأَرْفَعَ المَعْنَى ، وَأَغْزِلَ مَولِدِي كَي تُولَدَ
الأَشْجَارُ وَالأَنْهَارُ مِنْ غَدِيَ الكَثِيرِ غَدَاً غَدَا .
سَأُبَارِزُ التِّنِّينَ ، أَفْقَأُ بُؤْبُؤَيهِ ، وَأَرْمَحُ الأَشْبَاحَ بِالتُّفَّاحِ ،
سِيرِيَالِيَّةٌ فَرَسِي لأَعْرِفَ مَا عَدَا مِمَّا بَدَا وَتَبَدَّدَا .
وَسَأَدْرُسُ اليَاقُوتَ حَتَّى لا أُشَارِكَ شَاعِرَاً فِي نَخْلَةٍ أَو
قُبْلَةٍ أَو خُبْزِ تَنُّورٍ ، وَأَصْنَعَ لِي يَدَاً تَضَعُ الرَّبَابَةَ جَانِبَاً
لِتُحَفِّزَ الوَتَرَ العَمِيقَ عَلَى الصَّبَابَةِ وَالنَّدَى .
سُبْحَانَ مَنْ لا نَرْجِسٌ فِيهِ ، وَسُبْحَانَ الَّتِي لا
نَرْجِسٌ فِيهَا ، أَنَا النَّهْرُ الَّذِي أَصْفَى الودَادَ لِسَابِقِيهِ
وَلاحِقِيهِ ، لِنَرْجِسِي الأَعْرَاسُ ، سُبْحَانَ الَّذِي لا
نَرْجِسٌ فِيهِ ، لأَنَّ المَاءَ لا يُتْلَى كَمَا يُتْلَى الكِتَابُ
مِنَ الغِلافِ إِلَى الغِلافِ ، أَقُولُ : سُبْحَانَ الَّذِي لا
نَرْجِسٌ فِيهِ ، وَلا مِنْ رَأْيِهِ رَأْيُ المِيَاهِ ، مَنِ المُعَافَى
أَيُّهَا العُبَّادُ مِنْ نَثْرٍ وَنَرْجِسْ ؟
يَحْكُونَ أَنَّ العَابِرِينَ عَلَى التُّرَابِ ، إِذَا اخْتَفَى
تَيَّاهُهُمْ تَحْتَ التُّرَابِ تَجَلْبَبُوا غُرَفَ السُّهَى ، وَالطِّفْلُ
أَكْثَرُ مَا يُصَدِّقُهُ : الكَوَاكِبُ وَالصَّدِيقُ المُخْتَلِفْ .
وَلَدٌ يُحَاوِرُ بِرْكَةً مَقْلُوبَةً مُتَوَكِّلِيَّهْ . يَحْكُونَ أَنَّ
حَرِيرَةَ القَزِّ اسْتَعَارَتْ ثَوبَ جَارَتِهَا ، اسْتِعَارَتُهَا المُرَبَّعُ ،
فِي اسْتِعَارَتِهَا الهُبُوطْ .
وَأَقُولُ : يَا غُصْنَ الأَمِينِ ، أَنَا هُنَا ،
مِلْ نَحْوَنَا ، مِلْ نَحْوَ نَحْوِي ..
د /
سَأُحَكِّكُ الأَنْهَارَ بِالمَوَّالِ حَتَّى تَصْقُلَ المَاءَ الحَرِيرِيَّ
الصَّبَا ، وَأَنَامُ فِي الحَسَنِ الحَسَنْ .
وَأُمَلَّكُ
فَرَسَ النَّدَى ، وَأَسُكُّ دِينَارِي ، وَأُشْرِكُ أُشْرِكُ
وَأُمَلِّكُ
العِنَبَاتِ بُسْتَانِيَّةً أَحْبَابَهَا ، وَأُحَرِّكُ
الكَلِمَاتِ صَوْبَ هَوَائِهَا لِتَعِيشَ ، أَفْتِكُ أَفْتِكُ
بِالوَقْتِ كَي أَحْيَا ، وأَسْفِكُ أَسْفِكُ
دَمَ قَاتِلِي كَي أُسْفَكَا
وَيُمَلَّكَ الدُّنْيَا فَمِي وَأُمَلَّكَا .
كَيفَ السَّبِيلُ إِلَيَّ ، هَلْ مِنْ عِلَّةٍ
لأُتَمِّمَ السَّرْدَ الطَّوِيلَ بِحَرْفِ عِلَّه ؟
لا المَقَاعِدُ كُلُّهَا امْتَلأَتْ ، وَلا قِنِّينَةُ البَحْرِ
الكَبِيرَةُ ، لَمْ أَكُنْ إِلا لأَحْضُرَ بِي ،
وَأُعْلِنَ دَوْلَتِي فِي سَيفِ دَوْلَه .
لَمْ أَعْتَقِدْ أَبَدَاً بِأَنِّي سَوفَ أرْعَى قُبَّرَه ،
وَخَمْسَةَ أَنْسُرٍ ، وَأَبِي سَيُوصِينِي بِتَقْوَى
اللهِ ، لَكِنِّي سَأُخْبِرُهُ بِأَنِّي خَائِفٌ مِنْ حِكْمَتِي ،
أَنَا خَائِفٌ مِنْ حِكْمَتِي . قَالَ الغُلامُ ..
وَلا أَخَافُ الآخِرَه .
الحِيرَةُ اقْتَرَبَتْ ، وَخَوْلَةُ أَبْعَدَتْنِي عَنْ
سُلافَتِهَا ، سَأَعْشَقُ خَولَةً أُخْرَى بُعَيدَ ،
قُبَيلَ بِضْعٍ أَو مِائَهْ . مَرْحَى سُلافَتِهَا ،
سَأَعْشَقُ خَولَةً أُخْرَى تُضِيئُ دَمَ الأَضَاحِي
فِي نَوَافِيرِ السَّعَفْ . وَأَرَى بِكَفِّيَ رُقْعَةً ،
وَأَرَى بِفَكِّ خِتَامِهَا ذُلِّي !
ذ /
.. يَا طَالِعِينَ إِلَى الشَّقَائِقِ : هَلْ صُعُودَاً فِي
الخَوَرْنَقِ طَالِعِينَ إِلَى الشَّقَائِقِ ، أَمْ صُعُودَاً فِي
الشَّقَائِقِ نَازِلِينَ إِلَى الخَوَرْنَقِ ، أَمْ هُمَا سَيفَانِ فِي غِمْدٍ ؟! .
يَقُولُ الرَّمْلُ : فَلْتَسْتَرْوِحُوا مَا شَاءَتِ المِرْآةُ .
يَا فَرَسِي : وَكَيفَ الحَالُ وَالتِّرْحَالُ حَالٌ
لا يَقِرُّ عَلَى غُصُنْ ؟ . فَرَسِي ادْخُلِي عَرَبِيَّتِي وَلْتَرْمَحِي
شَجَرَ النُّحَاسِ ، عُرُوبَتِي مَلْسَاءُ مِثْلَ السَّيفِ ،
مِثْلَ نُفُورِ نَهْدٍ ، غَابَتَانِ هُمَا هُمَا .
مَنْ أَوَّلُ الشُّعَرَاءِ فَوقَ الأَرْضِ مِنْ عَرَبِي ..
قُبَيلَ النَّرْدِ ، يَا أَلِفَ الرَّجَزْ .
كَمْ وَاحَةً ولَدَتْ هُنَالِكَ خَلْفَ إِيقَاعِ الرَّجَزْ ؟
لِخُيُوطِ كِتَّانٍ تُعَلِّقُ كَوكَبَاً ، تِينٌ وَزَيتُونٌ ..
حَصِيلَةُ رِحْلَةٍ شَامِيَّةٍ ، مَخْطُوطَةٌ نَثْرِيَّةٌ لِسَطِيحَ ،
جِنٌّ عَبْقَرِيٌّ يُعْوِزُ الإِنْسِيَّ كَي يَغْنَى ، وَماذَا
يُثْمِرُ العَرَبِيُّ يَا رَجَزَ الرَّجَزْ ؟
هَلْ كَانَ يَعْرِفُ أَنَّهُ سَيَكُونُ أَوَّلَ فَاتِحٍ للرِّيحِ ،
يَا أَلِفَ القَصِيدَةِ ، إِنَّ بَادِرَةَ المُلُوكِ هِيَ المَلِيكَةُ دَائِمَاً ،
جَسَّ المَسَاءَ وَأَجْلَسَ الشِّعْرِيَّ فِي امْرَأَةٍ ، وَمَسَّ
هِبَاتِهَا فَاسَّاقَطَ اليَاقُوتُ حَوْلَ هِبَاتِهِ هُوَ ، قَهْوَةُ المَاضِي :
قِفَا ؛ وَقَفَا . هُمَا امْرَأَتَانِ أَمْ رَجُلانِ ، أَمْ رَجُلٌ وَأُنْثَى ،
الرُّومُ أَقرَبُ مِنْ أَبْيِهِ ، وَسَيفُهُ مَا سَيفُهُ ، شِقَّانِ أَبْلَغُ
مِنْ جِمَاعٍ ، وَالمُهَلْهَلِ وَالسَّمَوْأَلْ . أَلأَنَّهُ مَلِكٌ ..
نَمَا شَجَرُ المَطَالِعِ وَالمَقَاطِعِ ؟ ، ضَلَّ عَنْ أَبْيَاتِ كِنْدَةَ ،
رَيثَمَا تُتْلَى بِهِ أَلِفُ القَصِيدَه .
وَيَسِيلُ جُرْحُ رَبَابَةٍ فِي حَسْرَةِ العَزَّافِ ، عَبَّأَ قَلْبَهُ
بِسَمَائِهِ ، وَبِخُصْلَةِ الفُرْسَانِ فِي أَشْيَائِهِ ، يَا حَادِيَ
العِيْسِ : اسْتَرِحْ مِنْ شَايِ سَهْرَتِكَ اسْتَرِحْ ، وَاتْرُكْ لَنَا
بَعْضَ النَّهَارِ لِنَقْرَأَ الرَّمْلَ الكَثِيفَ يُسَرِّحُ الرِّيحَ
المُبَلَّلَةَ الرِّدَاءِ ،
بِجَاهِ صَوتِكَ ..
يَا عَرَاءُ : أَرِحْ بِقُرْبِي يَا عَرَاءُ ، إِلَيَّ خُذْنِي ..
يَا رَسُولُ إِلَى مَضَارِبِ زَوْجَتِي ؛ لأُحِبَّهَا وَتُحِبَّنِي ،
وَيُحِبَّ أُنْثَاهَا حِصَانِي . تِلْكَ أُنْثَى فِي جَوَائِزِهَا ،
تُهَيِّئُ نَارَهَا لِطَعَامِ صَاحِبِهَا ، سَأَخْبَأُهَا لأُرْسِلَهَا
إِذَا احْتَاجَ النَّسِيبُ إِلَى مَطَالِعَ ،
قَصْرُهُ النُّعْمَانُ أَصْغَرُ مِنْ مُعَلَّقَتِي تَمَامَاً ،
غَيرَ أَنِّي شَاعِرٌ بِقَصِيدَتَينَا ، وَالمُغَفَّلُ كَانَ صَدَّقَ
أَنَّهُ شَمْسٌ وَأَنَّ الآخَرِينَ كَوَاكِبٌ ، وَانْسَلَّ
ظِلِّي .. خَارِجَاً حَتَّى أُحَرِّرَ ضِحْكَتِي مِنِّي وَمِنْهُ ،
إِذَا بِنَهْدَيهَا وَقَدْ سَقَطَ النَّصِيفُ وَلَمْ تُرِدْ ،
أَو هَكَذَا بَرَّرْتُ لِلنُّعْمَانِ سَاعَتَهَا !
لَهُ البُرَحَاءُ . تَخْطُبُ وُدَّ لَيْلٍ قِرْفَةٌ ،
كَيفَ السَّبِيلُ إِلَيَّ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي حَائِرَاً أَوْ شَاعِرَاً ،
نَيْرُوْزُ يُؤْذِنُ بِانْزِيَاحٍ مَا لِتَنْبِيهِ الأَوَائِلِ ،
يَا قَبَائِلُ لا تَكُونِي غَيرَ نَفْسِكَ يَا قَبَائِلُ ،
كَيفَ أُحْرِزُ فِكْرَةً مَعْقُولَةً لِقَصِيدَتِي إِذْ تُصْبِحِينَ
قَبِيلَةً إِحْدَى ،
ويُرْفَعُ بُرْجُ بَابِلْ ؟!
لِلْخَيلِ وَصَّافٌ وَمَدَّاحٌ ، لأَطْلالِ الأَحِبَّةِ مِنْكَ
وَقَّافٌ وَنَوَّاحٌ ، وَلِلْغَبْرَاءِ سَيَّافٌ وَرَمَّاحٌ عَلَى الحَيِّ
المُجَاوِرِ ، يَا صَبَاحَ النَّرْدِ وَالأَخَوَينِ ، يَا عَرَبِيُّ :
خُذْ مِنْ صُلْبِكَ الثَّأْرَ المُعَطَّرْ . وَإِذَا غُزِيتَ ؛ اغْزُ
الجَرَادَ بِقُوَّةٍ تَدَعُ البِلادَ شَتَاتَ أَوْدِيَةٍ وَأَقْبِيَةٍ ،
وحِينَ تُخَادَعُ الْعَنْ وَالِدَ الأَشْجَارِ وَالْعَنْ أُمَّهَا ،
أَقِمِ الرَّمَادَ عَلَى القِبَابِ ، لَكَ الحَيَاةُ : المَوتُ مِنْ
أَرْضِ السَّوَادْ . مَوتٌ قَلِيلٌ ؛ .. صُبَّ مَوْتَكَ
أَلْفَ قِنْطَارٍ ، وَرُدَّ الصَّاعَ صَاعَاً آخَرَاً يُقْصِي
البِحَارَ عَنِ البِحَارِ لأَنَّ رُبَّانَاً تَأَوَّلَ ! ، ثُمَّ إِيَّاكَ
الحَنِينُ إِلَى غُزَيَّةَ أَيُّهَا العَرَبِيُّ ، تَدْرِيبُ
الزَّوَاجِلِ أَسْهَلُ الأَشْيَاءِ ،
فَاحْتَرِسِ الُّلغَه .
وَأَنَا المُضَرَّجُ بِالمَكَانِ المَرْجْ .
يَقُولُ شَخْصٌ مُتْرَفٌ لِي : لَمْ أَعِشْ نَثْرَاً
لأَرْغَبَ فِي الكِتَابَةِ . طَرْفَةُ احْلَولَى لأَنَّ الرَّمْلَ
صُبَّارٌ عَلَى رِئَتَيهِ ، طَرْفَةُ غُرْبَةُ الغُرَبَاءِ
عَنْ مَنْفَىً ، زُهَيرٌ أَحْكَمُ الشُّعَرَاءِ ، بَلْ عَمْرُو
ابْنُ كُلْثُومَ الَّذِي رَفَعَ الكَرَامَةَ سَقْفَ عُصْبَه .
وَشَرَابُهُ فِي حَالِ فَكَّرَ فِي وُرُودِ المَاءِ صَفْوُ المَاءِ ،
هَذَا ..
إِنْ وَرَدْ ! .
وَفَّى الزَّمَانُ وَخَفَّفَتْهُ زَمَانَةٌ كُبْرَى وَشَفَّ
وَشَفَّ ، عَفَّتْ مُفْرَدَاتُ الرُّمْحِ ، وَانْتَكَسَ النَّدَى ،
وَتَفَرَّسَتْ عَينَانِ فِي صِيَغِ القِسِيِّ ، النَّبْل يَنْضَحُ
كَالرَّذَاذِ ، وَيُحْتَسَى مِثْلَ النَّبِيذِ أَو النِّسَاءِ ،
وَيُحْتَسَى .
ر /
لِلرُّوحِ قُفَّازَانِ ، لُمَّ البَرْدَ ، لُمَّ البَرْدَ ،
يَحْدُثُ أَنْ يَوَدَّ الآخَرُونَ الآخَرِينْ .
هُنَاكَ مِسْحَاةٌ لِكَشْطِ الثَّلْجِ ، لُمَّ البَرْدَ ،
قُفَّازَانِ مِنْ أَجْلِ الشِّتَاءِ ، فَوَائِدُ الدِّفْءِ :
المَعَاطِفُ وَالحَمِيمِيَّاتُ وَالقَلَقُ البَهِيّْ .
كَمَلَ الجَمَالُ ؛
يَصِلُ الكَلامُ إِلَى صُعُوبَتِهِ إِذَاً .
لِلرُّوحِ قُفَّازَانِ كَي لا تَلْمسَ المَعْنَى بِكَفَّيهَا فَتَخْرُجَ
عَنْ تَحَالُفِهَا مَعَ التَّشْكِيكِ ، قُفَّازَانِ مِنْ أَجْلِ الشِّتَاءِ ،
وَلا غُبَارَ عَلَيكَ فِي أَنْ تَسْتَقِي فَتَرَاتِ شَمْسِكَ ،
لُمَّهُ ذَيَّالِكَ البَرَدَ المَلِيكَ عَلَى السُّطُوحِ ، وَلُمَّهُ ،
أَينَ السَّبِيلُ إِلَيكَ ، خُذْ جِهَةَ السَّبِيلِ إِلَيكَ بِكْ .
كَمَلَ الجَمَالُ .
أَتَقَلَّدُ الشُّعَرَاءَ ، يُمْكِنُ أَنْ يُشَارَ إِلَى سِوَايَ إِلَيَّ ،
يُشْكِلُ مُشْكِلُ الكَشْكُولِ ، لَسْتُ بِصَاحِبِه .
هَذَا بَيَانٌ كَالنَّهَارِ عَلَى المَدَفِّ ، وَكَالهَوَاءِ وَكَالهَوَاءِ ،
وَلِي إِذَا ظَمَئِي اشْتَكَى ظَمَئِي هُنَالِكَ زَمْزَمِيَّه .
مَرْحَىكَمَا يُتَقَلَّدُ الشُّعَرَاءُ ، يَخْرُجُ مِنْ مَعَاطِفِهِمْ زَمَانٌ مِثْلَمَا
سَقَطَ الشِّتَاءُ ، وَمِثْلَمَا هَبَطَ الرَّبِيعُ ، وَمِثْلَمَا
حَضَرَ النَّدَى أَو مِثْلَمَا نُثِرَ النَّدَى . الْتُقِطَ النَّدَى .
أَو مِثْلَمَا .
كَمَلَ الجَمَالُ .
لِسَانُ حَالٍ لِلْغَمَامَاتِ انْكَسَرْنَ عَلَى الحَصَى :
اسْتَسْقَى الحَصَى خَطَأٌ فَمَالَ مَعَ الحَصَى .
حَالُ الغَمَامَاتِ اشْتَرَينَ سُلُوكَ نِعْمَتِهِنَّ بِالبَلَدِ
الكَرِيمَةِ . حَالُهُنَّ القَادِمَاتُ مِنَ القَصِيِّ ،
الذَّاهِبَاتُ إِلَى القَصِيِّ ، المَاثِلاتُ المُحْيِيَاتْ .
قَبْرٌ يُطِلُّ عَلَى رَذَاذِ البَحْرِ . أَرْغَبُ فِي ذَهَابٍ
لَيسَ يَذْهَبُ ، لا يَمُوتُ إِذَا اشْتَهَى المَاءُ المِزاحَ ،
أَنَا هُنَاكَ ، أَنَا هُنَا ، امْتَلأَ المَلأْ .
أَفَلا جِوَارٌ خَبَّأَ الحَسَنَ الحُسَينَ لِبَيْتِ بَيْتِي ؟
مَنْ مَالَ عَنْ جِهَةِ السَّمَاءِ فَقَدْ صَبَأْ .
كَمَلَ الجَمَالُ .
ز /
هَلْ سَأَنْثُرُ رَغْبَتِي وَأُرِيحُ رُوحِي ؟
كُلَّمَا أَنْهَيتُ نَصَّاً ؛ فَاضَ نَصٌّ بِالضَّرُورَةِ ،
هَلْ أُقَصِّدُ رَغْبَتِي وَأُرِيحُ رُوحِي ؟
1
وَالبَنْدُ ،
تَنْدَفِعُ الخُيُولُ كَبَيرَقِ التَّـتَرِيِّ ،
مِثْلَ عَوَائِلِ النَّوِّ السَّرِيعَةِ ، بَيرَقِ التَّـتَرِيِّ ،
إِنْ رَمَلاً وَإِنْ هَزَجَاً ،
تَبَاعَدْ كَي يَمُرَّ المَاءْ .
2
وَالنَّثْرُ ،
قَمْحُ البَاحِثِينَ عَنِ الرَّغِيْفِ ، قِيَاسُ وَقْعِ حَوَافِرٍ
بِالحَدْسِ ، لا المِتْرِ المُرَبَّعِ وَالحَوَاسِّ الخَمْسِ ،
فَتْحٌ آخَرٌ ، نَايٌ لَهُ ثُقْبَانِ مَصْكُوكَانِ ، بَحْثٌ
فِي مُوسِيقَى العَيشِ وَالطُرُقَاتِ ،
سَهْلٌ مِثْلُ نَهْجِ بَلاغَةٍ ، مَا أَصْعَبَه !
3
وَالشِّعْرُ ،
تَحْرِيرُ الطُّيُورِ مِنَ الرَّتَابَةِ ، وَزْنُ رُوْحٍ ،..
لُعْبَةٌ لِتَبَادُلِ الأَدْوَارِ بَينِي وَالطَّبِيعَةِ ، سُكَّرٌ
لِمُشَاكَسَاتِ المُرِّ ، نَيْسَانٌ خَفِيفٌ فِي زَمَانِ
الحَرْبِ ، تَرْمِيمٌ لِبِلَّوْرِيِّ مَا يَبْقَى مِنَ
الإِيوَانِ ، مِنْ إِيوَانِ كِسْرَى الرُّوحِ .
تُفَّاحٌ .
طَوَاوِيسٌ لِتَزْيـينِ المَمَرِّ ، عَرَائِشٌ لِلنَّاسِ ،
قُوْتٌ لِلْقُلُوبِ . مَرَاوِحٌ تُشْفِي ،
وَهَلْ تُشْفَى الحَدَائِقُ مِنْ ديُوكِ الأَتْرِبَه ؟
4
وَالوَقْتُ ،
مَوْتٌ لِلتَّبَاطُؤِ ، كُلُّ شَيءٍ عَامِرٌ بِالبَرْقِ ،
رَقِّقْ قُرْصَ فَجْرِكَ كَي يَمُرَّ إِلَى مَنَامِكَ
صَحْوُ زَهْرِكَ ، مَا الَّذِي يَجْرِي هُنَا ؟ .
لِنَفَاذِ بَرَّاقٍ ، هُنَا لَيْلٌ يَحِفُّ بِنَا ، هُنَا فِي
اللَّيلِ يَحْدُثُ أَنْ تُفَكِّرَ فِكْرَةٌ فِي نَفْسِهَا ،
لِنَفَاذِ بَرَّاقٍ ، هُنَا سَحَرٌ مُفِيدٌ مِنْ دَقَائِقَ
نَاعِمَاتٍ ، لِي أَنَا جَرَسُ الهَوَاءْ ،
وَتَمِيمَةٌ لِلنُّضْجِ وَالأَطْفَالِ ، لِي جَرَسُ الهَوَاءْ .
5
والبَحْرُ :
صُنْدُوقُ العَجَائِبِ كَالسِّنِينَ ،
أُحِبُّهُ وَيُحِبُّنِي ، وَلَهُ الرَّدَى ،
وَالنُّوْنُ حَرْفُ البَحْرِ ، يَـبْتَلِعُ النَّبِيَّ ،
وَلِي أَنَا دِفْلَى الدُّعَاءِ ..
لِيَصْعَدَ الشِّعْرِيُّ مِنْ دِفْلَى لِبَابِ الرَّبِّ ،
لِي حُلُمِي بِقَطْفِ البَرِّ ،
أَفْعَلُهَا إِذَاً ،
وَالبَرُّ يَقْطِينٌ ، لأَنِّي صِحْتُ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا
رَبَّ غَيرُكَ نَجِّنِي ؛ فنَجَوْتُ . يَقْطِينِي شِفَائِي ،
وَالسَّلامُ عَلَى زَمَانِ الحُوْتِ ، قَدْ أُتْخِمْتُ مِنْ
نُوْنِ المِيَاهِ ، وَمِنْ لَيَالِي نَينَوَى أُمِّ الرَّبِيْعَينِ الَّتِي لا
يَذْبُلُ الرُّمَّانُ فِي أَشْيَائِهَا إِلا قَلِيلاً أَوْ قَلِيلا .
قَمَرٌ نَقِيٌّ مِثْلَ دِينَارٍ ، وَذَكَّرَنِي سُلَيمَى ، مَـنْ
سُلَيمَى ؟ لَسْتُ أَعْرِفُهَا ، هُوَ اسْمٌ مَرَّ بِي وَحَبَبْتُهُ ،
دُرَّاقَةٌ حَرَسَتْ دَمِي ، وَعَرَفْتُهُ ، حَمَّلْتُهُ
صَخَبِي وَضَوضَائِي كَمَا احْتمَلَ الشَّمَالُ
عَلَى تَطَرُّفِهِ دَهَاءَ البُوصَلَه .
س /
.. لَو كُنْتُ أَمْلِكُ أَنْ أَعُودَ
لَزُرْتُ عَصْرَ بَنِي أُمَيَّةَ ،
عِنْدَ مُفْتَرَقِ الطَّرِيقِ إِلَى العِرَاقِ إِلَى الشَّآمِ ،
أَحَارُ بَينَ الضَّفَّتَينِ ، يُقَالُ : كِلْتَا الجَنَّـتَينِ
صَوَابُ غَيْمَه .
مَنْ غَيرُ تَرْتِيلِي عَلَى مُتَمَلِّكٍ ،
وَأَنَا الخُلاصَةُ وَالتَّتِمَّه ؟
وَذَهَبْتُ فِي الجَبَرُوتِ ، مَا أَعْلَى وَمَا أَغْلَى ،
سَأَمْدَحُ أَيَّ كُرْسِيٍّ مُمَرَّدُهُ النَّمَارِقُ وَالنَّبَاتُ ،
سَأَمْدَحُ الكُرْسِيَّ لا تَاجَ الأَلِفْ .
خَوْفَاً عَلَى الرُّطَبَاتِ أَنْ تُرْمَى كَمَا تَرْمِي الكِلابَ
حَصَىً ، أُحِبُّ بَنِي أُمَيَّةَ حَيْثُ أَسْطِيعُ الكَلامَ .
أُحِبُّهُمْ ، حَتَّى يَقُولَ الحُبُّ : مُرَّ عَلَيَّ يَومَاً كَي أَرَاكَ .
إِذَا ذَكَرْتُ بَنِي أُمَيَّةَ ،
أَحْقِنُ الشَّطْرَينِ بِالمَطَرِ النَّظِيفْ
هَلْ كَانَ أَخْطَلُ عَاشِقَاً لِيَزِيدَ حَقَّاً ،
أَمْ تَقَمَّصَ قَنْطَرَه ؟
.. لِيُقَصِّدَ الأَعْنَابَ دُوْنَ تَحَرُّشِ النَّاطُورِ ،
زَرَّرَ شِعْرَهُ عِنَبَاً ،
سِلاحاً لِلْقَصِيدَةِ لا الخَلِيفَةِ ،
كَي يُقَالَ لأَخْطَلٍ : مَا أَشْعَرَه ؟!
ش /
دَالَ الحَصَى ، جَاءَتْ عَلَى أَعْقَابِهِ وَغِيَابِهِ
دُوَلُ الرُّطُوبَةِ ذَاتِهَا ، أَسْمَائِهَا وَصِفَاتِهَا .
إِنَّ الخَلِيفَةَ يَا رَعَاهُ مَلِيكُهُ ،
بَلَغَ الحَقِيقَةَ فِي تَفَاصِيلاتِهَا !
وَبَنُو أُمَيَّةَ ، مَا أَرَقَّ سُيُوفَهُمْ ،
المُنْـتَهَى بِذَوَاتِهِمْ وَذَوَاتِهَا .
لَوْلا مَقَاصِيرُ القُصُورِ لَمَا زَهَى
ذَهَبُ القَصِيدَةِ ، وَازْدهَتْ بِفُتَاتِهَا .
خِلَعُ الخَلِيفَةِ فِي قَلِيلِ هِبَاتِهِ ،
ثَمَنُ القَصِيدَةِ فِي كَثِيرِ هِبَاتِهَا .
لا أَصْبَحَ الصُّبْحُ الَّذِي فِي خَيلِهِ أَو رَجْلِهِ
نَثْرُ السُّلالَةِ ذَاتِهَا ، أَسْمَائِهَا وَصِفَاتِهَا ...
ص /
سَأُعِيدُ ذَائِقَتِي كَمَا كَانَتْ
لأَعْرِفَ كَيفَ يُقْتَطَفُ العَسَلْ .
سَأَخَافُهَا ، وَأَخافُ سَوْطَ عَذَابِهَا ،
وَأَذُبُّ عَنْهَا الزَّاحِفَاتِ ،
وَجَرَّةَ المِمْحَاةِ ، أَمْكُثُ طَالِبَاً يَدَهَا .
لِرَغْبَتِهَا وَرَغْبَتِنَا سَوِيَّاً سُلَّمٌ لِمَدَائِنِ الرُّوحِ
الجَنَائِنِ سَالِمٌ .
هَذَا الصَّبَاحَ نَذَرْتُ أَجْنِحَتِي
لِعَائِلَةِ النَّحَلْ .
.. إِنِّي اكْتَشَفْتُ دَمِي المُخَبّأَ بِالصَّلاةِ
عَلَى النَّبِيِّ ، وقُلْتُ : بِي ..
مَا كُلُّ مِصْبَاحٍ سَيُدْعَكُ جَنَّةٌ لِتَفَتُّحِ الصَّبَوَاتِ ،
حَسْبُ المُشْتَهَى تَعْويذَةٌ
فِي بَيتِ شِعْرٍ تُونِسِيٍّ فَاخِرٍ .
كَاكْتِفَائِكَ بِامْتِلائِكَ عَنْ حِرَائِكَ ،
عُزْلَةٌ فِي شَارِعٍ يَحْكُونَ عَنْهُ هُدُوءَهُ ،
مَا بَينَ قَارِعَتَي ضَجِيجِ البَاعَةِ ،
الفَوضَى امْتِلاءُ العُزْلَةِ المَذْكُورَةِ ،
الفَوضَى مِلاكُكَ بَينَ قَارِعَتَي ضَجِيجٍ ،
عُزْلَةٌ مِنْ أَجْوَدِ الأَنْوَاعِ ، إِغْوَاءٌ
يُسَمِّيهِ الرُّوَاةُ كِتَابَةً ، وَأَنَا أُسَمِّيهِ القِرَاءَةَ ،
لَذَّتِي فِي ذَاتِهَا ،
يَا كَيفَ أَشْرَحُ لَذَّةً هِيَ لَذَّةٌ فِي ذَاتِهَا ؟
إِذْ مَرَّ بِي وَطَنٌ فَخِفْتُ عَلَيهِ مِنْ قَلْبِي فَحَاوَرْتُ النَّدَى .
حِينَ تَخْتَلِطُ الأُمُورُ عَلَيكَ فَكِّرْ فِي مُحَاوَرَةِ النَّدَى
هَذَا النَّدَى ، .. إِذْ مَرَّ بِي ظَبْيٌ فَخِفْتُ عَلَيهِ مِنْ حُبِّي
فَجَاوَرْتُ النَّدَى ، تِكْرَارُ مُفْرَدَةِ النَّدَى بِقَصِيدَتِي هُوَ
عَيبُهَا لِحِرَاسَتِي مِنْ عَينِ حُسَّادِ النَّدَى !
: هَلْ تَشْرَبُ الشَّايَ المُنَعْنَعَ ..
، ظَلَّ يَسْأَلُنِي كَأَنِّيَ مَيِّتٌ ،
قُلْتُ : الرِّوَايَةُ أَنْ تَقُولَ ، وَلِلْقَصِيدَةِ أَنْ تُقَالَ ،
وَلِي قِرَاءَةُ مَا تَيَسَّرَ مِنْ رِوَايَاتٍ
عَنِ الزَّمَنِ المُبَرَّرِ ،
أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ مَا فِي الكَأْسِ شَيءٌ آخَرٌ ،..
: لا بُدَّ أَنْ تُلْقِي عَلَى مَا لا يَحِلُّ اسْمَاً حَلالاً كَي يُسَمَّى .
: الآنَ فَامْلأْ لِي ، وَتَسْأَلُنِي لِمَاذَا
يَا صَدِيقَ دَمِي أُحِبُّكَ ؟!
ثُمَّ أَمْتَحِنُ الكِنَايَةَ فِي خَرَائِطِهَا ،
وأَرْتَكِبُ الذَّهَبْ .
ثُمَّ أَمْتحِنُ الكِنَايَةَ . سُورَةٌ عَنْ سُورِنَا .
يَا كَيفَ فَاتَ يَمَامَةً شَرَكُ الدَّرَكْ ؟
أَلْقَتْ عَلَى وَضَحِ الجِدَارِ ظِلالَهَا ، هِيَ دَثَّرَتْهُ
بِالجِنَاسِ وَبِالجِنَاسِ ، وَأَطْمَعَتْ نَبَّالَهَا ، أَوحَى
لَهَا ، لأُطِيعَهَا فِيما سَتَأْمُرُنِي ،
وَأَرْتَكِبَ الذَّهَبْ .
ط /
قَفَزَتْ خُيُولٌ فَوْقَ هَمْزَتِهَا ، أُمَيَّةُ تَعْبُرُ الرَّمْلَ
الكَثِيفَ إِلَى غُرُوبِ الخَيْلِ فِي المُدُنِ القَصِيَّةِ ،
مِنْبَرٌ لَمْ يَدْرِ أَنَّ سُلالَةً تُدْعَى أُمَيَّةَ سُيِّلَتْ كَالخَمْرِ بَينَ يَدَيهِ ،
صَقْرٌ طَارَ أَو صَقْرٌ يَحُطُّ ، أُمَيَّةٌ طَرَدَتْ أُمَيَّه .
مَا بُخَارُ المَاءِ فَوقَ القَصْرِ ، رَأْسٌ فَوقَ رُمْحٍ أَو طَبَقْ .
يَغْفِرُ اللهُ الضَّرُورَةَ حَيثُ يَجْتَمِعُ الفَرَاشُ عَلَى خَلِيفَه .
دمُ مَنْ عَلَى السّجَّادِ كَيْمَا تَسْتَجِيبَ الأَرْضُ ،
مَنْ ؟
دَمٌ لِبَرْمَكٍ القَرِيبِ أَمِ الأَمِينِ أَمِ الحَنِينِ إِلَى أُمَيَّه .
مَا بُخَارُ المَاءِ فَوقَ القَصْرِ ، رَأْسٌ عَرْشُهُ طَشْتُ الذَّهَبْ .
مَا بُخَارِ المَاءِ فَوقَ القَصْرِ ، رَأْسٌ فَوقَ رُمْحٍ أَو طَبَقْ .
قُلْ كَعْكَةٌ أَو مَعْرَكَهْ .
دَمُ دِمْنَةٍ وَكَلِيلةٍ فَوقَ البِسَاطِ الخُسْرَوَانِيِّ ،
.. الغُلامِيُّونَ أَوسَعُ حِيلَةً مِنْ طَالِبِي المُلْكِ ،
النُّؤَاسِيُّ المُعَبَّأُ بِالرَّحِيقِ كَنَحْلَةٍ ، مَا عَاجَ لِلطَّلَلِ
الأَصَمِّ ، وَلا تبَاكَى حَوْلَ دِمْنَه .
طُوْبَى ، وَهَارُوْنُ الرَّشِيدُ مُوزِّعٌ بَغْدَادَ بَينَ ابْنَيهِ ،
مِثْلَ الكَعْكِ فِي المِيلادِ ، هَارُونُ الرَّشِيدُ
مُدَلَّلٌ ، وَالكَرْكَدَنُّ مُدَلَّلٌ جِدَّاً ، وَبَغْدَادُ
ارْتِبَاكُ النَّهْرِ ، وَالكَبَدِ المُصَبَّرِ فِي قَوَارِيرٍ ،
وَهَذَا النَّخْلُ ، هَذَا النَّحْلُ فِي عَينَيهِ ، طُوْبَى .
دَمُ مَنْ عَلَى القِرْطَاسِ ، يَا وَرَّاقَ طُوْبَى .
طُوْبَى العَبَابِسَةِ الهَوَاشِمِ رُقْعَةَ الشَّطْرَنْجِ ، طُوْبَى .
بَغْدَادُ حَاجَتُنَا إِلَى بَغْدَادَ ، طُوْبَى ..
مِنْ صَولَجَانٍ مِنْ ذَهَبْ . مِنْ حَصِيرِ ذَهَبْ .
مِنَ التَّاجِ المُرَصَّعِ بِالخِلافَةِ ، مِنْ سَمَاءٍ تَمْنَحُ الكُرْسِيَّ
قَائِمَهُ الإِلَهِيَّ ، الحَقِيقَةُ مِنْ رَعَايَا الجَوْسَقِ العَالِي ،
وَهَا زَمَنُ البَلاطَاتِ الخَفِيفَةِ . مِنْ رَصَافَتِيَ القَدِيمَةِ ،
مِنْ رَشِيدٍ سَوفَ يُوْرِثُ مُلْكَ وَالِدِهِ إِلَى وَلَدَيهِ ،
مِنْ عَرَبٍ تَدَاخَلَ خَيطُهُمْ فِي إبْرَةِ الجِيرَانِ ، فَاحْتَبَكَ
النَّسِيج ،
هُنَاكَ عَوْلَمَةٌ
تُفَقِّسُ بَيْضَةً للأَرْضِ أُخْرَى .
جَسَدٌ عَلَى وَشْمٍ وَطُوبَى المُلْكِ ، أَصْبَحَ ثَابِتَ
الآسَاسِ بِالبُهْلُولِ وَالبُهْلُولِ وَالبُهْلُولِ ، يَا عَبَّاسَةُ
الْتَحِفِي بِجَعْفَرِكِ ، الخَلِيفَةُ هَمُّهُ خُبْزُ العَوَامِّ .
أُحِبُّكُمْ كَي أَرْفَعَ الأَشْيَاءَ مِلِّيمَاً ، لأُدْرِكَ حَيْرَتِي .
وَالغَيْمُ أَنَّى صَارَ ، سَقْفُكَ ، يَا أَمِيرَهُمُ :
أُحَاوِلُ أَنْ أُحِبَّكَ كَي تَقِلَّ قَصِيدَتِي قَمَرَاً ،
وَلَكِنِّي أُحِبُّكْ !
ظ /
مَا قَبْلَكُمْ رَمْلٌ ، كَأَنَّ الإِصْبَعَا ..
خُلِقَتْ ، لِتُومِئَ نَحْوَكُمْ .. وَلِتُمْرِعَا !
آلَ النَّبِيِّ : أَنَا هُنَا ، هَلْ هَذِهِ
أَسْمَاؤُكُمْ أَمْ أَنَّنِي صِفَةُ الدُّعَا ؟
وَأَنَا المُولَّهُ ، كَيفَ بِي وَصَبَاحُكُمْ
أَمَرَ البَلاغَةَ أَنْ تُطِيعَ فَأَسْمَعَا .
مَا قَالَ صَاحِبُكُمْ سِوَى أُقْصُوصَةٍ
صُغْرَى ، فَأَعْجَبَ ذَاتَهُ فَتَرَفَّعَا ..
مَا لِلْقَصِيدَةِ إِذْ أَمَرْتُ لَكُمْ بِهَا ،
حَلَفَتْ بِكُلِّ جَلالِهَا أَنْ تُمْنَعَا ؟
لَكِنَّهُ الصَّلْصَالُ طَوْعُ أَصَابِعِي ..
مَا كَانَ لِي يَا طَيِّعِي أَنْ أَقْنَعَا .
مَا بَعْدَكُمْ رَمْلٌ ...
ع /
تَمْشِي الهُوَينَى المُفْرَدَاتُ عَلَى الثَّرَى ،
فِهْرِسْتُهَا الآتِي خُطُوطُ يَدَينِ صَاحِبَتَي يَدَينِ .
القُرْصُ كَي لا أَنْـتَهِي ، هَلْ لِلدَّوَائِرِ أَنْ
تُصِيبَ نِهَايَةً ؟ ، مَنْ خَاتَمُ الشُّعَرَاءِ قَبْلَ الحَشْرِ ؟
يُمْكِنُ أَنْ يُنَصِّبَ أَيُّ نَصٍّ نَصَّهُ مَلِكَاً .
صَبَاحَ النَّثْرِ يَا صَوبَ الدَّوَائِرِ .
مَا قَرَارُ العَقْرَبَيْنِ بِسَاعَتِي ،
أَوْ مَا قَرَارُ مُثَلِّثِ الأَخَوَينْ ؟
مَنْ خَاتِمُ الشُّعَرَاءِ قَبْلَ الحَشْرِ ، بَعْدَ الحَشْرِ ،
يُمْكِنُ أَنْ يُنَصِّبَ أَيُّ نَصٍّ نَصَّهُ مَلِكَاً .
تَأَمَّلْ فِي جِوَارِ الرِّيحِ ، كَمْ مَلَكَاً يُعَشِّشُ
لالْتِقَاطِ ذُنُوبِ قَلْبِكَ ، يُمْلأُ الكُرَّاسُ
صَالِحُكَ التَّرَيُّثُ ، لا تُفَكِّرْ بِالطَّرِيقَةِ هَذِهِ أَبَدَاً ،
وَرَبِّ حَمَامَ سَطْحِكَ أَوَّلاً ، دَرِّبْ خُلُوصَ
الرِّيشِ مِنْ دَبْقِ البُيُوتِ ، وَأَعْرِبِ القَامُوْسَ
قَبْلَ نُهُوضِ طَيرِكَ . لا تُصَدِّقْ شِعْرَ شِعْرِكَ ،
فَالدَّعِيُّ هُوَ الَّذِي لا أَصْلَ لَهْ .
لا شَيئَ فِي الجَارُورِ ،
لا جَارُورَ لِي بَعْدَ القَصِيدَةِ .
( كَيفَ أُصْلِحُ عُرْوَةَ البَابِ الَّتِي كُسِرَتْ
مَعَ الدَّفْعِ القَوِيِّ ؟ ) ، وَيَنْضَجُ الخَبَرُ .
الفُحُولَةُ لَيسَتِ الشُّهُبَ المَرِيضَةَ ،
وَحْدَهُ العِنِّينُ مَنْ لا نَسْلَ لَهْ .
تُرَابَتَاكَ الأَرْضُ وَالأَقْوَاسُ ، لَكِنْ
لا تُفَكِّرْ بِالطَّرِيقَةِ هَذِهِ ...
غ /
يَتَحَقَّقُ القَصْدِيرُ مِنْ تَبِعَاتِهِ
وَتَنُوءُ مِئْذَنَةٌ وَتَسْقُطُ بَابِلُ ..
هَلْ جَنَّةُ اللهِ الَّتِي وَعَدَتْ بِهَا
رُسُلُ السَّمَاءِ مَعَادِنٌ وَجَنَادِلُ ؟
كَانَتْ هُنَاكَ سَنَابِلٌ وَسَنَابِلُ
وَجَدَاوِلٌ وَجَدَاوِلُ .
.. وَعَنَادِلُ ،
تَتَبَخَّرُ الأَشْيَاءُ فِي مَلَكُوتِهَا ،
وَالرِّيحُ عَالِيَةٌ وَشَهْدُكِ كَامِلُ .
يَا غَيمَةً دَلَّتْ عَلَيَّ بَنَاتِهَا ..
مَنْ قَالَ قَلْبُكِ يَا نَدِيَّةُ قَاحِلُ ؟
أَنَا قَائِلٌ : إِنَّ الزَّوَاجِلَ قَائِلٌ
مِرْسَالُهَا ، إِنَّ الحَمَامَ رَسَائِلُ .
وَتُضِيءُ مِئْذَنَةٌ وَتُرْفَعُ بَابِلُ ..
ف /
المَسَاءُ عَلَى سَجِيَّتِهِ
وَنَحْنُ عَلَى سَجِيَّتِنَا ، اسْتَهِلِّي يَا أَهِلَّةُ فَوقَ
ضَادِ الأَرْضِ ، تِذْكَارَاتُنَا لَوْحٌ مِنَ الفِلِّينِ ،
تِذْكَارَاتُنَا ، وَسَجِيَّةُ الفِلِّينِ أَلا يَغْرَقَ الفِلِّينُ ،
تِذْكَارَاتُنَا . سُدَىً وَأَنْدَلُسُ .
هَلْ أَنَا طَيرٌ وهَلْ هَذَا الزَّمَانُ أَرِيكَةٌ للأَيكِ ؟
زَهْرُ الأَرْضِ مُفْتَضَحُ الخَرَائِبِ ، أَكْتَرِي بَغْلاً
لِحَمْلِ حَقَائِبِي لِلضَّفَّةِ الأُخْرَى ، يَخَاف ابْنُ الزِّنَا
مَاءَ الكَلامِ ، أَفُضُّ خَيْطَ المُنْـتَهَى وَأَصِيحُ :
يَا قَلَقِي الأَصِيلَةُ مُرْتَقَىً أَو مُرْتَقَى ..
أُصْغِي لإِيقَاعِي
وَأَدْخُلُ فِي القَصِيدَةِ ،
رُبَّمَا اسْتَفْسَرْتُ مِنِّي عَنْ حَقِيقَةِ كُلِّ هَذَا
النَّحْلِ ، عَنِّي ،
كَمْ أُفَكِّرُ : هَلْ تَوَاتُرُ دَاخِلِي هَذَا ؟ ،
أَكُلُّ رَسَائِلِي مَمْهُورَةٌ بِقَصِيِّهَا أَبَدَاً ،
تَوَتُّرُ صَاهِلِي هَذَا تَوَاتُرُ دَاخِلِي فِعْلاً ؟
بَلَى ،
كَلا ..
أُصْغِي لإِيقَاعِي وَأَدْخُلُ فِي الكِتَابَةِ ،
دُسَّ فِي نُقَطٍ قُبَيْلَ المَقْطَعِ الشِّعْرِيِّ
أَحْوَالَ اليَرَاعَةِ ،
هَلْ سَيَكْفِي حَقْلُ مُوسِيقَايَ
حَتَّى أَسْتَطِيعَ تِلاوَةَ الأَقْصَى ؟ ،
وَتَحْتَفِظَ التِّلاوَةُ بِالتَّقِيِّ وَبِالشَّقِيِّ ؟
وَلَسْتُ أَرْغَبُ فِي النَّدَى ،
سُدَىً وَأَنْدَلُسَا ...
أَتْحِفْ دَمِي بِشَمِيمِ تُفَّاحٍ يَرُدُّ الرُّوحَ ، أَعْلِنِّي
عَلَى المَلإِ المَدَى .
وَمَا لأَنْدَلُسِي صَحَتْ مِنْ صَحْبِهَا الأُوَلِ الَّذِينَ
تَمَدَّدُوا فِي صِيغَتِي كَصَهِيلِهَا ، وَتَشَرَّدُوا فِي
سَهْلِهَا وَسُهُولِهَا خَيْلاً وَلَيلَكْ .
ق /
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ أَنْ أَعُودَ لَزُرْتُ أَنْدَلُسَاً ،
هَلِ الثِّيرَانُ كَانَتْ لُعْبَةَ العَرَبِيِّ أَيَّامَ الزَّمَانِ
الوَصْلِ ، حَلَّيتُ الزَّمَانَ بِأَلْ لِكَي أُبْقِي حَلاوَتَهُ ،
كَثِيرٌ أَنْ أُطِلَّ عَلَيَّ فِيهِ ،
آهِ مِنْ بَلَدٍ مُوَشَّحْ !
مَنْ أَوَّلُ الشُّعَرَاءِ فِي بَلَدٍ سَيَأْنَفُ أَنْ يُحَدِّثَ عَنْهُ
إِلا خَاسِرٌ أَو شَاعِرٌ . إِنِّي لأَعْجَبُ مِـنْ
بِلادٍ مَاؤُهَا وَهَوَاؤُهَا شِعْرٌ وَتُنْجِبُ شَاعِرَاً ؟!
وَعَرَفْتُ أَنَّ الأَصْلَ فِي الفِرْدَوْسِ
أَنْ لا شِعْرَ فِيهِ لأَنَّهَا شِعْرٌ .. بِكُلِّ بَسَاطَةٍ ،
وَإِذَا تَخَوَّفَ صَاحِبُ الفِرْدَوْسِ
نَثْرَ الآخَرِينَ عَلَى جُنَينَـتِهِ ؛
تَسَلْسَلَ مِنْ أَصَابِعِهِ البَسِيطُ ، وَصَارَ أُغْنِيَةً
كَمَا سَقَطَ المَطَرْ . صُقِلَ الحَجَرْ ..
وَلَزُرْتُ أَنْدَلُسَ المَوَائِدِ وَالوَسَائِدِ
وَالقَصَائِدِ وَالمُغَنِّينَ الغَجَرْ .
وَقَطَفْتُ مِنْ أَسْمَائِهَا وَنِسَائِهَا ،
وَازْدَدْتُ جَهْلاً .. كَي أَعِيشَ نَعِيمَهَا ،
وَنَزَلْتُ وَادٍ لِلْوِقَايَةِ مِنْ حُرُوْفِ الصَّيْفِ ،
قَافِيَةً لأَنْسَنَةِ الحَصَى ،
وَمِنَ الهَوَى رِزْقُ الدِّعَه .
وَلَزُرْتُهَا وَمَرِضْتُ فِيهَا
كَي أَحِنَّ إِلَى سَوَاحِلِ بَصْرَتِي ،
إِنَّ الحَنِينَ بِأَرْضِ أَنْدَلُسٍ لَذِيذٌ
لَذَّةَ التَّوشِيحِ وَالغُصُنِ الرَّطِيبِ ، ..
لأَرْضِ أَنْدَلُسٍ نَبِيذٌ كَالنَّبِيذِ وَنَفْحُ طِيبِ .
هَلِ اسْتَعَرْتُ اسْمَاً لِشَيءٍ مَا ؟
عَرَفْتُ مُبَكِّرَاً أَنَّ الذّهَابَ
إِلَى القَصِيدَةِ لا يَعُودُ وَلا يُعَادُ .
عَلَى ابْنِ زَيدُونَ السَّلامُ ، عَلَيهِ مِنْ بَلَحِي النَّخِيلُ ،
عَلَيَّ مِنْ وَلادَةٍ ظِلٌّ ظَلِيلٌ أَو جَمِيلُ .
وَدَدْتُ لَو لَمْ يُكْتَبُوا ، لَوْ أَنَّهُمْ لَمْ يَصْحَبُوا العَرَبِيَّةَ
الفُصْحَى ؛ لأَنَّ دَلالَهَا صَعْبٌ .
وَدَدْتُ لَو انَّ خَيْلَ صُعُودِهِمْ فَرَّتْ
عَلَى أَعْقَابِهَا قبْلَ اقْتِرَاحِ الأَنْدَلُسْ .
أَنَا لَنْ أَمُرَّ عَلَى بَلَنْسِيَةٍ بُعَيْدَ الآنِ ،
مَا شَأْنِي بِتَارِيخٍ يُفَرِّخُ لِي الأَسَى ،
سَأُعَدِّدُ المُدُنَ الجَمِيلَةَ كَي يُقَالَ :
لَدَيهِ مَعْرِفَةٌ بِتَأْرِيخِ الُّلغَه !
وَأَخَذْتُ فِي رَمَلِ المُوَشَّحِ
أَصْطَفِي دَمِيَ المُوَشَّحَ وَالرَّمَلْ .
تِلْكَ الطَّرِيقُ عَلَى سُهُولَتِهَا ،
أَنَامُ مُوشَّحَاً وَمُوشَّحَاً أَصْحُو ،
عَلَى الكُرْسِيِّ أُمْسِيَةٌ ،
كَشَالٍ أَزْرَقٍ ، يَرْتَاحُ مِنْ عَسَلٍ عَسَلْ .
فِي زَلَّةِ التُّفَّاحِ عَنْ غُصْنٍ ،
سَيُلْقِي بِي الهَوَاءُ إِلَى خُدُورٍ آنِسَاتٍ
بِالزَّمَانِ
وَبِالمَكانِ ،
وَفِيَّ أَنْدَلُسٌ تَفِيئُ إِلَى دَمِي
إِذْ أَشْتَهِي وَلادَةً ،
وَلادَةٌ لُغَتِي تَخَالُ ثِمَارَهَا أُمَّ الثِّمَارِ
فَلا تَمُوتُ وَلا تَشِيخُ ،
كَأَنَّهَا حَوَّاءُ قَبْلَ المَعْرِفَه !
وَلَزُرْتُ قَصْرَ بَنِي أَبِي ، وَذَهَبْتُ فِيهِ إِلَيّ .
زُرْتُ حَدَائِقَ النَّخْلِ الَّتِي غَرَسَتْ دَمِي
حَولَ المُؤرِّخِ ،
هَلْ لَهُ أَلا يُشِيرَ إِلَيَّ بَعْدَ الآنِ ،
زُرْتُ صَبِيَّ أَيَّامِي حِيَالَ النَّهْرِ ، أَذْكُرُ بصْرَتِي
أَلِفَاً أَلِفْ .
أَلا صُبَابَةَ فِي الكُؤُوسِ ؟ ،
هَلِ الأَبَارِيقُ الَّتِي عَلِقَ الزَّمَانُ عَلَى مَنَاقِدِهَا
رَوَتْ كَمْ أَنَّهَا رَوَّتْ جَوَارِحَ ؟
هَلْ سَأَنْسَى أَنَّ رُنْدَاً سَوفَ تُطْلِعُ إِبْنَهَا
لِيَقُولَ مَرْثَاتِي ،
لَعَلَّكَ يَا بُنَيَّ ، تَقُولُ : أَعْرَفُ بِي ...
لَزُرْتُ طَرِيقَةَ المَاوَرْدِ ، أَعْرِفُهَا وَتَعْرِفُنِي ،
وَأَعْرِفُ
بَصْرَتِي أَلِفَاً أَلِفْ .
وَلَزُرْتُ قَصْرَ بَنِي أَبِي ، وَلَزُرْتُ ثَوْبَ الظِّلِّ
تَلْبَسُهُ
الظَّهِيرَةُ ، .. تُشْتهَى بِرَكُ القُصُورِ تَمُورُ بِالزَّمَنِ
الحَرِيرِ ، وَتُشْتَهَى لَمْسَاً بِإِصْبَعِ رُوحِنَا ،
وَلَزُرْتُ حَمْرَاءً تُدَلِّلُ مَا يُخَلِّفُهُ بَرِيدُ السَّالِفِينَ
مِنَ العَشَايَا ، وَلَزُرْتُ أَنْدَلُسَاً
لأُصْبِحَ مُوجِزَ الأَنْهَارِ وَالأَشْجَارِ ،
أَشْعَرَ مَنْ شَعَرْ ....
ك /
جِسْرٌ مِنَ الأَحْجَارِ ، مَزْرَعَةٌ ، صَبَيٌّ ..
سُبْحَانَ عُودٍ مِنْ رَبِيعٍ كَالرَّبِيعِ ،
حَيَاؤُهُ كَحَيَائِهِ ،
لا كَافَ يُمْكِنُ أَنْ تُثَمِّنَ طِينَةً لا تُشْتَرَى ،
حَرَمٌ حَرَامُ .
تَصْطَادُ صَادُ الصَّيفِ دُورِيَّاً فَيُفْلِتُ ،
صَوتُ بُومٍ ،
يَنْحَنِي للأَرْضِ ، لَكِنَّ الحَشَائِشَ رَطْبـَةٌ .
وَطِبَابَةُ الأَنْفَاسِ ، مَاءُ النَّهْرِ ...
كَوْثَرْ .
لا كَاف يُمْكِنُ أَنْ تُثَمِّنَ طِينَةً لا تُشْتَرَى .
حَرَمٌ حَرَامُ .
أَلْقَى كَسَهْوٍ حَبَّةَ التُّفَّاحِ خَلْفَ السُّورِ ،
تَنْهَمِرُ الأَعَالِي ،
وَالرَّذَاذُ عَلَى الشِّفَاهِ ، وسِفْرُ تَكْوِينٍ ، غَمَامُ ..
يُوَارِبُ الجَذْرُ التُّرَابَ . خُرُوجُ سِفْرٍ .
مَعْدِنُ الذَّهَبِ .
الرُّغَامُ .
فَلْتُصْغِ للأَشْيَاءِ حَولَكَ وَاتَّخِذْ دَالِي رَفِيقَاً ،
هَلْ تُحَاوِلُ أَنْ تُبَرْهِنَ أَنَّ حُلْمَكَ أَزْرَقٌ ؟!
كَلا ، وَلَكِنِّي أَجُرُّ دَوَائِرِي لِمَسَاقِطِ الأَحْجَارِ ،
يُمْكِنُ
حِينَهَا أَنْ أسْتَدِلَّ عَلَيَّ أَكْثَرْ .
وَيُخَالِسُ الجَذْرُ التُّرَابَ . خُرُوجُ سِفْرٍ .
مَعْدِنُ الذَّهَبِ . الرُّغَامُ .
تُشَرَّعُ الأَغْصَانُ ، تَحْتَضِنُ السَّمَاءَ ،
مُرَحِّبَاتٍ بِالرِّيَاحِ ،
تُوَرِّقُ الأَوْرَاقُ ، تَأْتِي أَرْضَ فَرْعٍ جيِّدٍ لِلْعُشِّ ،
عَائِلَةٌ يَمَامُ ..
لَو السَّحَابَةُ تَصْطَفِيكَ كِتابَهَا أَو رَبَّهَا ،
مَاَذَا سَتَفْعَلْ ؟!
سَأَقُولُ : لَمْ أَعْرِفْ بِمَعْرِفَتِي سُؤَالَكَ
ثُمَّ أَنْصُرُ فِيَّ نَصْرِي ، ثُمَّ أَرْتَكِبُ الفَوَاكِهَ ،
ثُمَّ أَبْتَكِرُ الفَوَاكِهَ كُلَّهَا وَأَقُولُ :
شِعْرِي يَا نديمي أَينَ أَنْتَ وَأَينَ كُنْتَ ،
دَلالُكَ الغَالِي عَلَيَّ ،
فَكُنْ أَكُونُ ...
وَتُوَرِّقُ الأَوْرَاقُ ، تَأْتِي أَرْضَ فَرْعٍ
جَيِّدٍ لِلْعُشِّ
عَائِلَةٌ يَمَامُ ..
تَقَعُ الظِّلالُ عَلَى الظِّلالِ . المَرْجُ .
وَالأَشْجَارُ صُورَتُهَا وَصِيغَتُهَا ،
وَتَرْتَاحُ الرِّيَاحُ
يُتَفِّحُ التُّفَّاحُ ، يَمْتَلِئُ الكَلامُ ..
يَقُولُ : لا تَمَّ التَّمَامُ .
لا كَافَ يُمْكِنُ أَنْ تُثَمِّنَ طِينَةً لا تُشْتَرَى .
حَرَمٌ حَرَامُ ..
ل /
فِي سَاعَةِ الرَّمْلِ الوَثِيرَةِ وَالمُثِيرَةِ ،
دَقَّ كَعْبُ فَرَسْ
خَصْرَ الزُّجَاجِ ،
وَدَقَّ كَعْبُ فَرَسْ
حُدَاءَ قَافِلَةٍ ،
وَدَقَّ كَعْبُ فَرَسْ
مَرَايَا الأَبْجَدِيَّةِ ،
كَمْ فَرَسْ
صَعَدَتْ عَلَى دَرَجِ الصَّهِيلِ
وَكَمْ فَرَسْ ..
تَتَكَاثَرُ الَّليلاتُ حَولَ حُصُونِنَا ،
فِي الصَّيفِ ضَيَّعْتِ الضَّحِكْ ،
مُذِيعَ أَخْبَارِ الهَوَاءِ ، يُحَاكُ مِنْ أَثَرِ البَرَدْ
عَلَى الأَصَابِعِ ،
جَاهِزٌ حَيثُ الكَلامُ طَرِيدَةٌ مِنْ دُونِ بَيتْ .
قُوتُ القُلُوبِ هُوَ الضَّحِكْ .
أَو قُوتُهَا هِيَ قُوتُهُ هُوَ ، كَيفَ حالُ رَغِيفِنَا ؟ ،
بَابٌ إِلَى أَبْوَابَ أُخْرَى
لا تُحَاوِلُ أَنْ تُعِيدَ
سِيَاقَ شَارِعِهَا إِلَى أَثَرِ البَرَدْ .
مَا يُسْبِغُ البُسْتَانُ أَكْثَرَ أَكْثَرَ ،
البُسْتَانُ أَلا تَبْتُرَ الصَّحْرَاءُ سَاقَ الظِّلِّ ،
أَلا يَعْبُرَ السَّبُعُ انْتِشَارَ النَّايِ ،
أَنْ تُشْفَى بِمِلْحِ الأَرْضِ أَرْضِكَ ،
أَنْ تُطِيعَ عَلائِقَ الأَعْنَابِ بِالعُنَّابِ ،
تُعْلِنَ غُرْفَةَ الأَلْعَابِ حَولَ الفَرْقَدَينِ ،
وَتَسْتَطِيعَ تَدَارُكَ المِسْوَاكِ فِي شَجَرِ الأَرَاكِ ،
وَأَنْ تُحِيلَ إِلَى انْفِلاتِ الطَّلِّ ،
أَنْ تَرْعَاكَ ،
أَنْ تَنْسَاكَ دِجْلَه .
فِي وُسْعِ هَذَا الشِّعْرِ أَنْ
يَبْنِي عِرَاقَا كَامِلاً فِي الرُّوحِ ،
بَغْدَادُ افْتَحِي بَغْدَادَ ،
تَأْزِرُ كَالوِشَاحِ دَمِي .
أُحِبُّ فِي اسْمِكِ مِلْءَ مِئْذَنَةٍ ،
وَلَنْ أُدْعَى إِلَيكِ إِذَا يَعُودُ البَارِحُونَ ،
لَعَلَّ شَخْصَاً مَا يُفَتِّشُ
فِي ثِيَابِكِ عَنْ ضُلُوعِي .
لَو يَنُوسُ الشَّهْدُ بَينَ النَّحْلَتَينِ .
خُذِي القَصِيدَةَ ،
وَلْتَكُونِي جَنَّةً لِسِوَايَ ،
لَكِنْ لا تَكُونِي غَيرَ جَنَّه .
كَمْ كُوفَةً لِي فِي دَفَاترِ سِيرَتِي ، ضيَّعْتُهَا ،
خَبَّأْتُهَا فِي وَاحِدٍ مِنْهَا ، سَرَدْتُ النَّهْرَ ،
صَاهَرَتِ الفَرَسْ
إِغْوَاءَ ةَ الرِّيحِ ، الكَلامُ عَلَى الفَرَسْ .
فِي وُسْعِ شِعْرٍ أنْ يُقيمَ حدائقاً في الرّوح ...
وَالأَغْنَى سِلالُ رُطَبْ .
حَلَبْ ..
قُوْتُ القُلُوبِ حَلَبْ .
خَيْطُ الخُطَى ، لِيَ مُنْتَهَى الّلامُنْـتَهَى .
يَا بْنَ حَمْدَانَ : النَّدَى مَا بَينَنَا ، وَأَنَا أُحِبُّكَ ..
يَا أَنَا ، زِنْ كَوْكَبَكْ .
سَيُقَالُ : فِي الأَغْمَادِ تَبْتَسِمُ السُّيُوفُ
إِذَا تَذَكَّرَتِ اسْمَهَا ، اسْمَكَ .
شَاعِرٌ سَيَوَدُّ تَقْبِيلَ السُّيُوفِ لأَنَّ فِيهَا
مِنْ شَمَائِلِ عَبْلَةٍ أَوْ خَوْلَةٍ قُوْتِ القُلُوبِ ،
أَنَا أُحِبُّكَ يَا أَنَا ، يَا قَصْدَنَا .
م /
لِي خَوْخَتَانِ لِكَي أُرَطِّبَ رُوْحَ رُوْحِي .
أَنَا كَمْ أُحِبُّ عُيُونَ خَولَه .
لِي شِرْعَتَانِ لِكَي أُهَذِّبَ رُوْحَ رُوْحٍ .
خَولَةُ اقْتَرِبِي ، أَمُرُّ بِبَابِكِ ،
انْسَكِبِي عَلَيَّ كَلَوعَةٍ أَو ميمِ غَيمَهْ .
مُدِّي دَمِي بُسُطَاً لِتَمْرَحَ خَيلُ ظِلِّكِ ،
خَيلُ ظِلِّكِ ، وَالنَّدَى قَطْرُ النَّدَى .
امْتَزِجِي كمِسْكٍ فِي هُنَيهَتِيَ الطَّوِيلَةِ ،
وَاصْنَعِي قَمَرَاً لأَغْرَاضِ الفَرَاشِ .
لِخَولَتَيَّ سَرِيرُ مُلْكِي ، إِيهِ بَغْدَادِيَّةً خطِّيّةً شَامِيَّةً ..
تُوْمِي إِلَى لُغَتِي ، فَتَنْبَجِسُ المِيَاهُ مِن الحِكَايَةِ .
لِي أَنَا وَلَعٌ بِأَهْلِكِ ،
لِي أَنَا سَبَبُ المُلُوكِ وَصَبْوَةُ الشُّعَرَاءِ .
صَيْفٌ مَرَّ بِي ، بَرَأَ النَّدَى فِي دَاخِلِي ،
عَينَاكِ نَوْرُوْزَانِ يَحْتَرِفَانِ آهِي ، يَا إِلَهِي :
إِنَّ عَينَا خَوْلَةٍ فَرَحِي هُنَا ،
عَرَّى القَصِيدَةَ شَاعِرٌ مِنْ لَحْظَةٍ وَقَمِيصِهَا ،
نَهْدٌ نِزَارِيٌّ كَكُمَّثْرَى . أَتُوجِزُنِي امْرَأَه ؟!
وَالمُشْتَهَى فِي جَاهِزِيَّتِنَا
لِلَيلاتِ النَّدَى مِنْ عُشِّنَا .
وَلِخَولَتَيَّ الفُرْصَتَانِ كِتَابَةً وَقِرَاءَةً ،
وَلِخَولَتَيَّ المَرْيَمَانِ ،
قَصِيدَتَانِ صَدِيقَتَانِ ،
فَهَلْ جِوَارٌ حَاتِمُ الشُّبَّاكِ ؟ ،
أَشْرَبُ مَا يَقُولُ الشَّاعِرَانِ بِمَا سَيَبْقَى
مِنْ حُضُورِيَ
صَاحِيَاً ،
يَا خَولَةُ ابْتَدِئِي وَأَنْهِي بِي سُؤَالَكِ ،
خَوْلَةُ امْتَشِقِي دِمَشْقَ دَمِي ، أُحِبُّكِ ،
مَنْ أَكُونُ وَمَنْ تَكُونُ أَمِيرَةُ القُرْطِ المَلِيحِ
زَمَانُهُ ، أَحَبَبْتُ سَيْفَكِ ، خَولَةُ اخْتَمِرِي
بِأَقْدَاحِي أَنَا أعنابَ كَرْمَه .
وَرِوَايَةٌ عَنْ قَلْعَةٍ أَعْلَى مِنَ التَّأْوِيلِ ،
تَسْكُنُ فِي الأَقَاصِي
لا تَخُصُّ مَنَاخَ سِتِّ الحُسْنِ
أَو قَصْرَينِ لِلنُّعْمَانِ أَو بَوْرَانُ ..
تَحْتَ فَوَاقِعِ الأَكْبَادِ أَو عَرَقِ العِبَادِ ،
رِوَايَةٌ عَنْ حُجْرَةٍ عِلِّيَّةٍ ،
بَينِي سُيُوفُ بَنِي أَبِيهَا الوَاضِحَاتُ
وَبَينَهَا ،
مِنْ أَينَ أَدْرَاجٌ تُؤَثِّثُ فِكْرَةً كَتَنَفُّسِ الصُّعَدَاءِ ،
غُرْبَتِيَ الكَثِيرَةُ طِفْلَةٌ فِي المَهْدِ ،
أَبْيَاتٌ مُقَوَّسَةٌ تُهَيَّأُ لاكْتِمَالِ عُبُورِ
أَفْرَاسِي مِنَ البَابِ الكَبِيرِ المُوصِلِي
لِدَقَائِقِ المَأْوَى الشَّهِيِّ المُرْسِلِي لِلَّذَّةِ الكُبْرَى
مَعَ امْرَأَةٍ وَمَعْنَى ..
مِنْ أَينَ أَعْبُرُ وَارْتِفَاعُ السُّورِ
أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنِّي ، أُحِبُّكْ .
أَتْرُكُ الظِّلَّ الَّذِي لِيَ قُرْبَهُ لأَمُرَّ وَحْدِي
دُونَ أَنْ يَدْرِي وَأَتْرُكُ ظِلَّ صَوْتِي
قُرْبَ ظِلِّي كَي أَمُرَّ أَنَا لأَرْفَعَ عُذْرَهُمْ
فِي قَتْلِ مِثْلِي ،
ثُمَّ أَمْرُقُ بَينَ حُرَّاسٍ مِنَ الفُوْلاذِ ،
كُونِي لِي ، أُحِبُّكْ .
مَقْصُورَةٌ أَعْلَى مِنَ الغَزَلِ اصْطَفَيتُكِ
دُونَ عِلْمِ المَالِكِ الرَّمْلِيِّ ، أَغْرَقُ فِي
صَلاةِ الرُّوحِ مِنْ عَسَلٍ وَحِنَّا .
مِنْ أَينَ أَعْبُرُ وَالبَنَادِقُ طَالِعَاتٌ
كَالغُصُونِ مِنَ النَّوَافِذِ ،
وَانْطِلاقُ البُوقِ أَسْرَعُ مِنْ هُرُوبِ الِّلصِّ ،
وَالخَيَّالَةُ الخَصِمُونَ أَكْثَرُ مِنْ شَجَاعَةِ فَارِسٍ ،
مِنْ أَينَ أَعْبُرُ وَالحُصُونُ هِيَ الحُصُونُ ،
تَسَلْسَلِي ، أُعْطِيتُكِ ، انْسَدِلِي عَلَيَّ ،
وَلِي أَنَا
خَيلُ الخَيَالِ وَمَدَّةُ المَيدَانِ ، وَالأَغْنَى لأَغْنَى .
إِنِّي نَجَوتُ مِنَ الغُبَارِ
إِلَى أَنَا ... يَا دَيرَ قُنَّى .
ن /
حَدَّقْتُ فِي تَعَبِي ،
وَجَدْتُكِ تَجْلِسِينَ كَنَرْجِسِيَّاتِ
الأَنَا فِي الشِّعْرِ ،
عَرَّفْتُ الأَنَا فَقَرَأْتُ نَثْرَ قَبَائِلٍ فِي
الرَّمْلِ كَالجُزُرِ الشَّبِيهَةِ بِانْثِيَالِ الحِبْرِ ،
كَالنُّقَطِ الكَثِيرَةِ مِثْلَ شَامَاتٍ
عَلَى عُنُقٍ كَإِبْرِيقٍ ، وَتَشْبيهٌ يُخَلِّفُ
آخَرَاً بِصِيَاغَةٍ أُخْرَى ، الغَمَامُ ....
تَتَسَلَّلِينَ كَلِصَّةٍ بِدَمِي ،
وَتَلْتَحِفِينَ بِالتُّفَّاحِ ، يُقْتَنَصُ الكَلامُ ،
يَدَاكِ عُرْسٌ لِلْقِرَاءَةِ وَالكِتَابَةِ ،
أَيُّهَا الرَّيحَانُ :
خُطَّ كَنِيسَةً فِي رَاحَتَيهَا ، أَيُّهَا الحِنَّاءُ ؛
يُغْفَرْ لِلْقَصِيدَةِ مَا تَقَدَّمَ أَو تَأْخَّرَ مِنْ ذُنُوبٍ ،
ضِحْكَةُ امْرَأَةٍ سَلامٌ لِلْقَصِيدَةِ
كَي تُقَالَ وَكَي تُقَامَ ،
وَلَقْطَةٌ مَا مِنْ قَبِيلِ المُشْتَهَى أَعْلاهُ
آذَارُ الكَلام .....
هَلْ تُتْقِنِينَ القَصَّ ،
مَاذَا تَصْنَعِينَ بِلا وَرَقْ ؟ .
مَنْثُورُ صَوتِكِ عَبْرَةُ الغُرُبَاتِ ،
عِيدٌ فَارِسِيٌّ صَوْتُكِ المَلَكِيُّ .
هَذَا الوَارِفُ الظِّلِّ ، السَّمَاءُ كَرِيمَةٌ .
وَسَأَمْدَحُ الحُجَّابَ كَي لا يَرْمُزَ الجُلْوَازُ لِي .
يَعْلَمْنَ ضِحْكَتَكِ الوَصِيفَاتُ
الَّلوَاتِي أَشْتَهِي ضِحْكاتِهِنَّ ...
لأَنَّهُنَّ مُقَلِّدَاتُ أَمِيرَتِي !
أَو هَكَذَا يَجِبُ الهَوَى .
يَا رُوحَ رُوحِي أَنْتِ فِي لُغَتِي لُغَه ..
لا تُوْجَعِي أَبَدَاً إِذَا فَرَّ
المَكَانُ مِنَ الرِّوَايَةِ ،
مَنْ تَكُونِينَ ؟ ، النُّزُولُ كَآيَةٍ صَبْرٌ جَمِيلٌ ،
وَالصُّعُودُ إِلَى يَدَينِ اغْلَولَتَا حِمْلٌ ثَقِيلٌ ،
خَولَتِي ، مِصْرٌ هُنَالِكَ يَومَ أَعْبُرُ عَتْبَةَ المَلَوَينِ ،
حِينَئِذٍ سَأَنْسَى خَولَتِي ،
فِي كُلِّ شِعْرٍ خَولَةٌ فِيمَا أَرَى ،
يَا وَشْمَ خَولَةَ فِي دَمِي :
إِنِّي طَرَدْتُكَ مِنْ دَمِي .
إِنِّي غَفَرْتُ لِرِقَّتِي نِسْيَانَهَا ،
إِنِّي حَمَدْتُ لَكِ السَّتَائِرَ ،
سَوفَ يَذْكُرُكِ الزَّمَانُ لأَنَّ قَلْبِي رُبَّمَا سَيُحِبُّكِ :
احْتَفِلِي بِقَلْبِي مِثْلَمَا تَغْشَى السَّرِيرَ الَّلذَّتَانِ :
الفِكْرَةُ الأُولَى
لِنَصٍّ مِثْلِ نَصِّكِ ،
أَلْتَقِيهِ كَمَا الْتَقَى قَلْبَانِ ،
أَوْ جَسَدٌ أَسِيلُ ...
فِي خَولَةٍ أَرَبٌ ، وَلِي فِي خَولَةٍ حَلَبٌ ،
وَلِي مِصْرٌ ، سَأَمْنَحُ نِعْمَتِي
مِنْ نِيلِهَا تَخْفِيفَ إِيقَاعِي ،
سَأَنْسَى خَولَةً فِي مِصْرَ ،
أَذْكُرُهَا إِذَا عَادَ العِرَاقُ إِلَى العِرَاقِ ،
كَأَنَّمَا الشَّامُ القَصِيدة ،
وَالفُرَاتُ مُزَوِّجُ الجِهَتَينِ مِنْ قُرْبَى ..
سَأَدْرُسُ مَا إِذَا غَزَلِي مُتَاحٌ لِي ، سآخُذُ حِصَّتِي
مِنْ خَولَتَينِ كَخَوخَتَينِ ، لَقَدْ أَفَادَ لِيَ الجِنَاسُ .
إِذَا تُحَاوِرُنِي ؛ أُطِلَّ هُنَاكَ مِنْ تَعَبِي عَلَى تَعَبِي لأَهْزَأَ
مِنْهُ ! ، تَفْضَحُ ضَعْفَ مَمْلَكَتِي بِمَطْلَعِ قِطْعَةٍ شِعْرِيَّةٍ ،
كَالتِّيهِ فِي وَطَنَينِ نَوْرُوْزَينِ ، إِنِّي بَالِغٌ بَلَحَ الشَّآم .
يَا وَشْمَ خَولَةَ خَلِّكَ التَّحْرِيرَ لِي ، وَاذْهَبْ
كَمَا شَاءَ الغُلامُ العَبْقَسِيُّ ، اذْهَبْ
كَمَا شَاءَ الرَّدَى ، طَلَلٌ وَطَلٌّ .
وَشْمُ خَولَةَ لَيسَ يَـبْرَحُ فِي بَقِيَّتِهِ جَزِيلاً آهِلا .
سَأُكَلِّلُ الكَأْسَينِ بِالأَغْلَى ، وَأُرْسِلُ زَاجِلا .
يَا خَولَةُ انْتَسِبِي لِقَلْبِي في ابْنِ عَمِّكِ ، خَولَةُ انْتَسِبِي
لِطَرْفَةَ ، تَسْتَطِيعِينَ الكَلامَ عَنِ الهَوَى ، يَا عِلَّةً
لِبَقَاءِ مِثْلِي فِي بِلادٍ لا صَدِيقَ بِهَا ، أُرِيدُكِ ، رُبَّمَا
تُصْغِينَ لِي وَأَنَا أُرَتِّلُنِي بِحَضْرَةِ سَيفِكِ العَرَبِيِّ ، إِنِّي
أُدْرِكُ المَخْفِيَّ فِي لُغَةِ الحَمَامِ إذَا تَحَاوَرَتِ الحَمَام .
وَلِخَولَتَيَّ تَرُودُ ثَالِثَةٌ مَسَافَةَ مَلْعَبِي فَأَطِيرُ بِي .
هـ /
أَنَا عَالِقٌ أَنَا فِي تَرَدُّدِ نَجْمَةٍ ،
وَمِنَ السُّهَى حَتَّى السُّهَى .
حَلَبَاً مُفَارِقُهَا وَخَولَتَهَا لأَنِّي مِصْرُ ،
وَالنِّيلُ اقْتِرَابُ الرُّوحِ مِنْ مِصْرٍ ،
فَيَا قَلْبِي : أَعِنِّي كَي أُؤَجِّلَ حُبَّ مِصْرَ ،
وَكَي أُؤَجِّلَ حُبَّ مِصْرَ ،
وَ مِصْرُ
فِي قَلْبِي وَفَوقَ يَدِي قَطِيفُ عِنَبْ .
خَيطُ الخُطَى ،
لا دَرْبَ إِلا مَا يُجَغْرِفُهُ العَبَثْ .
لِي كُوفَتِي ،
أُمٌّ تُصَلِّي كَي أَعُودَ لَهَا ، وَلِي فِي بَصْرَتِي
غَيمٌ يُسَافِرُ بِالسَّماءِ سَمَائِها نَحْوِي
لأُبْصِرَهُ تَمَامَاً مِثْلَمَا هُوَ عَالِقَاً فِي نَخْلَةٍ
مَاجِيَّةٍ بِالقُرْبِ مِنْ بَيـتِي هُنَالِكَ ،
حَولَ مِئْذَنَةٍ مِنَ الفَجْرِ الصَّحِيحِ مِنَ الأَذَى
إِلا تَحَرُّشَ بُومَةٍ ،
طَاحُونَتَانِ كَنِعْمَتَينِ صَغِيرَتَينْ .
أُرْجُوحَتَا زَمَنٍ جَمِيلٍ ، كَثْرَتَانِ كَرَافِدَينْ .
حَتَّى مَتَى ،
يَبْكِي الشِّتَاءُ ،
وَهَلْ إِذَا انْكَسَرَ الشِّتَاءُ
كَبَيْضَةٍ ،
تَذْوِي مَتَى ؟!
وَالكُوفَتَانِ اعْلَولَتَا بِدَمِي عَلَى بَلَحِ البَلَدْ .
حَتَّى إِذَا طَرَقَ الطَّرِيقَ لِمِصْرَ حَنَّ ،
وَأَقْفَلَ القَامُوسَ ، وَاشْتَعَلَ النَّبِيذُ
عَلَى جَنَاحِ المُهْرِ ، فِي عَبَّادِ شَمْسَينِ
اثْنَتَينِ ، وَشَمْسِ عَبَّادٍ أَحَدْ ، حَتَّى مَتَى .
حَتَّى إِذَا كُشِفَ الغِطَاءُ ،
وَأَبْصَرَ البَيْدَاءَ شَاسِعَةً وَأَرْضَ اللهِ
وَاسِعَةً مَضَى لِلِقَاءِ كُوفَتِهِ ،
وَقَالَ : أَنَا الفَتَى
وَأَنَا الفَتَى . وَأَنَا الفَتَى .
وَجَعٌ كَمِنْسَأَةِ الظَّهِيرَةِ ،
ذَلَّ مَنْ لا لَيلَ لَه .
بَغْدَادُ أُمِّي حَيثُ لا بَغْدَادَ
لا أُمِّي هُنَالِكَ أَو أَبِي .
بَغْدَادُ أَكْثَرُنَا ، هُنَا التَّتَرُ اسْتَهَلُّوا أَمْطَرُوا ،
انْتَشَرُوا كَأَمْثَالِ الدَّبَى . وَالكَرْكَدَنُّ مُزَاوِلُ
الحِرَفِ الوَحِيدُ ، يُطَارِدُ الإِنْسِيَّ يَقْتُلُهُ ،
وَيَفْصِدُ أَكْحَلَهْ . وَالكَرْكَـدَنُّ مُعَلَّبٌ فِي
قَرْنِهِ الوَضَّاحِ ، يَنْعُظُ قَرْنُهُ كَفُحُولَةٍ ، تَتَشَكَّلُ
الأَشْكَالُ فِي عِطْفَيْهِ أَرْوَعَ مِـنْ نُقُوشٍ
فَارِسِيَّاتٍ بِجِلْدِ الشَّاهْ نَامَهْ .
هَلْ عُرِّفَ النَّاؤُونَ عَودَتَهُمْ ، وَهَلْ صَعَدَ المَطَرْ ؟
الكَرْكَدَنُّ يَزُورُ دَارَ العَامِرِيَّةِ ، دَارُهَا قَفَصُ اللُّغَه .
وَالعَامِرِيَّةُ فَتْرَةٌ ، مَا بَلَّلَ الكَبَّادَ مِنْ سِقْطِ النَّدَى ،
نَسَبٌ وصِهْرٌ ، كَمْ سَيَعْرُجُ فِي بَسَالاتِ الدُّخَانِ
العُودُ ، يُخْتَصَرُونَ يُخْتَصَرُونَ فِي أَيقُونَةٍ : مِنْ
كُلِّ قُطْرٍ أُغْنِيَهْ .كَمْ مِنْ طَرِيقٍ سَوفَ يَنْسُلُ فِي
العُيُونِ العَامرِيَّةِ ، طِفْلَةٌ نَامَتْ عَرُوسَتُهَا عَلَى يَدِهَا
وَنَامَتْ ، حَيرَةُ الأُنْثَى وَفِلْذَتِهَا ، حَرِيرُ العَامِرِيَّةِ ..
يَا حَرِيرَ العَامِرِيَّةِ : نَمْ ،
هَنِيئَاً لابْنِ آدَمَ حِكْمَةُ الطَّيْرِ القَوِيِّ ،
وَنَمْ هَنِيئَاً لِلْحَضَارَةِ ،
نَمْ هَنِيئَاً لِلْعُيُونِ العَامِرِيَّةِ نَجْمَةُ الصُّنْدُوقِ ،
كَمْ أَهْلاً وَكَمْ سَهْلاً سَيَنْحِتُ مِنْ سُخَامِ
المَوتِ ، آدَمُ ، رِيشَةَ الطَّيْرِ القَوِيَّةَ ؟ .
هَا بَرِيدُ
الكَرْكَدَنِّ ، هُنَا عُيُونُ العَامِرِيَّـةِ ،
هَلْ سَيَسْأَلُ قَيسُهَا بَعْدَ الحِكَايَةِ عَنْ حَطَبْ .
مَنْ سَوْفَ يُطْفِئُ نَارَهَا ؟ اللهُ ..
أَمْ شَطُّ العَرَبْ ؟ ، وَالعَامِرِيَّةُ صُرَّةٌ مُلِئَتْ نَخِيلا ،
مَا شَأْنُهُ التَّكْثِيفُ
يَا تَعَبَ الُّلغَه ؟!
يَا حَرِيرَ العَامِرِيَّةِ ، لا قُبُورَ هُنَاكَ ،
أَيْنَ سَتَذْهَبُ امْرَأَةٌ ؟ ، قُصَاصَاتٍ
لِئَلا يَذْكُرَ التَّالُونَ أَنَّ طُفُولَةً وَجِعَتْ ،
قُصَاصَاتٌ كَأَفْكَارِ الغَرِيبِ ،
.. وَلا قُبُورَ هُنَاكَ ،
أَيْنَ سَتَذْهَبُ امْرَأَةٌ إِذَا دَمَعَتْ ،
لِتَقْرَأَ جُزْءَ عَمَّ عَلَى قُصَاصَةِ رُوحِهَا
وَضَرِيحِهَا ، أَوْ أَنْ تُعَلِّقَ فَوقَ غُصَّتِهَا
صليبَ مسيحها . وَ العَامِرِيَّةُ طِفْلَةٌ
صَعَدَتْ
لأَعْلَى اللَّيلِ . حِينَ تَعُدُّ نَجْمَاتِ النُّعَاسِ
فَلا تَعُدَّ العَامِرِيَّةَ ، إِنَّهَا سَهَرُ النُّعَاسْ .
صَبْرٌ جَلِيلٌ كُلَّمَا طَبَعَ الرَّحَى
لَيلاً طَوِيلاً أَو عَلِيلا !
مَا التَّمِيمَةُ فِي مَجَسِّ الزِّئْبَقِ الفَجْرِيِّ ؟!
وَالشَّيخُ الرَّئِيسُ مُغَلَّفٌ فِي التَّبْغِ ،
يَدْرُسُ كَيفَ تَهْبِطُ مِنْ عَلٍ وَرْقَاؤُهُ ،
أَمَرَ الرَّعِيَّةَ أَنْ تُسَمِّيَ بِاسْمِهِ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ ،
الشَّيخُ الرَّئِيسُ مُؤَلِّفُ القَانُونِ
فِي الطِّبِّ البَدِيلِ عَنِ الطُّيُورِ وَرِيشِهَا
وَشَعِيرِهَا بِغِلالَةِ السِّيجَارِ ،
وَالشَّيخُ الرَّئِيسُ مُغَلَّفٌ فِي التَّبْغِ ،
دَخَّنَهُ وَدَخَّنَنَا مَعَه .
وَالكَرْكَدَنُّ مُدَوْزِنُ الكُرْسِيِّ فَوقَ تَهَافُتِ المِيزَانِ ،
كُلُّ الصَّيدِ فِي قَرْنٍ ، وَكُلُّ الصَّيدِ فِي جَوْفِ الفَرَا .
وَالكَرْكَدَنُّ مُؤَلِّفُ السِّيَرِ الَّتِي تَخْفَى عَنِ الشَّاشَاتِ ،
كُلُّ الصَّيدِ فِي قَرْنٍ ، وَكُلُّ الصَّيدِ فِي جَوْفِ الفَرَا .
وَالكَرْكَدَنُّ قَبِيلَةٌ أَو قِبْلَةٌ ، سَقْفُ القُرَى ، أُمُّ القُرَى .
و /
.. مُدْهَامَّتَانِ قَصِيدَتَانِ تُؤَنْسِنَانِ المَعْدِنَا .
الكَرْكَدَنُّ خَلِيفَةُ الثَّورِ المُعَمِّرِ ، فِي احْتِمَالِ الأَرْضِ .
قَرْنٌ وَاحِدٌ يَكْفِي لِمِيزَانِ الكُرَهْ ،
فَإِذَا تَكَسَّرَ قَرْنُهُ تَحْتَ النَّدَى سَقَطَتْ بِنَا .
فَأْلٌ مِنَ النَّرْدِ ، اعْتَرِفْ يَا نَرْدَنَا يَا جِنَّنَا .
مَاذَا لَو الآتِي يُخَبِّئُ شَاعِرَاً وَقَصِيدَةً سَيَقُولُهَا :
لَو كُنْتُ أَمْلِكُ أَنْ أَعُودَ لَزُرْتُ عَصْرَ الكَرْكَدَنِّ ،
وَفَتْرَةَ الطَّاوُوسِ ، حِينَ الكَرْكَدَنُّ
يُحَاوِرُ الأَشْيَاءَ بِالقَرْنِ الثَّقِيلِ ،
الكَرْكَدَنُّ مُؤَوَّلٌ بِالَّليلِ فِي الرُّؤْيَا ،
سَأُمْسِكُ فُرْصَةً ذَهَبِيَّةً لِلْقَولِ ، أَسْرَابُ الحَمَامِ
يَدَايَ ،
تَصْطَفُّ النَّخِيلُ ، نَسِيلُهَا وَهَدِيلُهَا .
كَمْ مَرَّةً سَتَعودُ لِلأَخْبَارِ يَا تِمْثَالَ بُوذَا ؟ ،
دَخَلَ الزَّمَانُ جَدِيدَ حِكْمَتِهِ ،
تَغَيَّرَتِ البِلادُ وَمَنْ عَلَيهَا ،
هَلْ أُفَكِّرُ : أَيَّةَ الجِهَتَينِ أَقْصُدُ ؟
غَرْبَ بَحْرٍ مَيِّتٍ سَيَمُوتُ أَمْ شَرْقَاً ،
أُفَكِّرُ فِي التُّرَاثِ الآدَمِيِّ هُنَاكَ يَا تِمْثَالَ بُوذَا .
وَأَنَا أُحِبُّكَ يَا زَمَانَ الكَرْكَدَنِّ ، لَكَ اللُّغَه .
وَعْلٌ يُنَاطِحُ صَخْرَةً لِتَفِيضَ نِسْيَانَاً عَلَى مَا
حَولَهَا ، فَتَفِيضُ نِسْيَانَاً عَلَى قَرْنَيهِ ، مِلْحٌ
فِي التَّوَارِيخِ القَرِيبَةِ وَالبَعِيدَةِ ،
يَا سَحَابُ اغْسِلْ مَمَرَّاتِ
الأُنَاسِ المُتْعَبِينَ مِنَ الجُثَثْ .
وَقَفَتْ يَعَاسِيبٌ عَلَى وَرَقِ المَكَانِ فَلا مِسَاس .
لِمَ لا أُصَدِّقُ أَنَّ جُغْرَافْيَا المُكَعَّبِ لِي ، وَأَنَّ الأَرْضَ
أَرْضِي ، لا لِتَكْثِيرِ الهُتَافِ ، مَنِ المُلِحُّ
عَلَيَّ أَنْ أَنْسَى ؟ لِمَاذَا أَصْبَحَ المَوتُ المُكَدَّسُ
حَولَ وَقْتِ البُرْتُقَالَةِ حَبَّنَا وَثَرِيدَنَا ؟
مَاذَا أُرِيدُ مِنَ التُّرَابِ سِوَى انْتِمَائِي لِلتُّرَابِيِّينَ صِيغَتِيَ
الَّلصِيقَةِ ، وَانْتِمَاءِ الزَّهْرِ لِلبُسْتَان .
يَا كَيفَ حَالُ الآدَمِيَّةِ حَولَ قَانَا العَامِرِيَّه ؟
الكَرْكَدَنُّ مُثَبِّتُ الدُّنْيَا ، وَعَبَّادُ الأَنَا ،
وَمُعَلِّمُ الأَطْفَالِ تَوْثِينَ الأَنَا ، التِّنِّينُ ، دَائِرَةُ انْتِفَاشِ
الذَّيلِ ، فَرَّاسُ الطُّمَأْنِينَاتِ ، إِبْلِيسُ المُعِينُ ،
الأَعْوَرُ الدَّجَّالُ ، قَافِيَةُ المَمَالِكِ ، ضَارِبُ الدُّفِّ
المُسَدَّسُ ، نَاطِحُ الَّليلِ ، المُعَافِسُ والمُمَارِسُ ،
قَاتِلُ الأَشْجَارِ ، وَالعَنْقَاءُ وَالخِلُّ الوَفِيُّ ، مُدِيرُ
فِضَّتِنَا وَخَادِمُهَا ، تُرَى مَاذَا سَيَصْنَعُ لَو تَطَلَّعَ
كَرْكَدَنٌّ آخَرٌ ، مَاذَا سَنَصْنَعُ نحْنُ عَائِلَةَ الحَشَائِشِ ؟
إِنَّ قَرْنَاً وَاحِدَاً يَكْفِي لِمِيزَانِ الكُرَه !
عِمْتَ القَصِيدَةَ يَا عِرَاقُ ، وَعِمْتَ مَاءَكَ .
كُوفَتِي تَحْكِي حِكَايَتَهَا لِرِيشِ الرَّاعِبِيَّه .
جَهَّزْتُ أَيَّامِي وَسِرْتُ مُفَارِقَاً لِلمَرَّةِ المِلْيُونِ أَرْضَ
وِلادَتِي ، وَطَرَقْتُ شَطْرَنْجَ المُلُوكِ ، وَمِلْءُ دِيوَانِي
حَدَائِقُ شِعْبِ بَوَّانٍ كَأَنِّيَ فَارِسٌ ،.. يَا وَيحَ رُوحٍ
لا تُرِيحُ فَتَسْتَرِيحُ ، وَلِي مَكَانٌ يُشْبِهُ التَّحْرِيرَ فِي
الوَطَنِ اللُّغَهْ .
قُوتُ القُلُوبِ بَنُو بُوَيهٍ ،
حَيثُ أَحْتَاجُ الضَّحِكْ .
شِيرَازُ ضُمِّي غُرْبَتِي .
إِنَّ الطَّرِيقَ إِلَيَّ سَهْلٌ
مِثْلُ تَرْبِيَةِ الحَمَامِ الرَّاعِبِيِّ ،
وَمِثْلَ تَعْمِيدِ النَّخِيلِ ،
وَمِثْلَ تَحْرِيكِ الضَّحِكْ .
فِي غِوَى سَبَّابَةٍ تُومِي إِلَيَّ :
أَنِ اقْتَطِفْ لُمَعَاً إِلَى تَاجَي بُوَيهٍ ،
إِنَّ مُلْكَكَ أَيُّها العَرَبِيُّ مُعْدٍ ،
فِي يَدَيكَ المُلْكُ ، تَوِّجْنِي بِفُصٍّ كَي أَعِيشَ !
أَنَا هُنَا ، قُوْتُ القُلُوبِ هُوَ الضَّحِكْ .
وَبَصْرَتِي تَحْكِي حِكايَتَهَا لِرِيشِ الرَّاعِبِيَّةِ .
ي /
وَالرِّضَا قَتْلُ الرِّضَا .
هَذَا الزَّمَانُ مُفَتِّتٌ أَفْكَارَنَا كَالمِسْكِ ،
يُمْتَلَكُ ، الطُّفُولَةُ أَيِّلٌ وَغُزيِّلٌ ،
طَارَتْ مَطَارِحُ فِي الصَّدَى وَقُرُنْفُلٌ ،
يَا أَيُّهَا الخَطِّيّ : خُذْ جِهَةَ السَّبِيلِ لَكَ ،
احْتَفِلْ بِالمُشْتَهَى ، وَإِلَيكَ بِكْ .
إِنَّ الرِّضَا قَتْلُ الرِّضَا .
لَوْ وَلادَةٌ صَارَتْ إِلَى مَحْبُوبِهَا ،
لَو قَيْسُ زُفَّ إِلَى غَزَالَتِهِ ،
وَلَوْ عَادَتْ لَهُمْ غَرْنَاطَةٌ ؛ سَقَطَ المُوَشَّحُ فِي الطَّرِيقِ ،
وَلَو يَعُودُ الشَّاعِرُ الكُوفيّ ، لَوْ عَادَ الحَمَامُ
إِلَى عِشَاشِ الخُوْصِ ، لَو صَعَدَ المَطَرْ .
هَلْ رِيشَةُ العُودِ الذَّكِيَّةُ أَمْ
رِبَا العَوَّادِ مَا أَعْطَاهُ يُعْطِي ؟
مَا بِهِ قَمَرُ الجِهَاتِ ، وَمَا بِهِ لَيلُ الحِفَاف .
جُهَينَةٌ فَقَدَتْ يَقِينَ يَقِينِهَا ،
وَحَذَامِ تَكْتُبُ لِلجَرِيدَةِ صَفْحَةَ الأَبْرَاجِ ،
يَا غُصْنَ القَصِيدَةِ :
مَا بِهِ فَصْلُ الرَّبِيعِ ، وَمَا بِهِ سِرْبُ الطُّيُورِ ،
يَقُولُ لِي :
هُمْ يَقْطَعُونَ جَمِيعَ أَشْجَارِ القَصَبْ
كَي يَسْتَرِيحَ جَمِيعُ عَزَّافِي القَصَبْ .
لا غِمْدَ ،
لِلسَّيفِ الخُزَامَى .
وَالرِّضَا قَتْلُ الرِّضَا ،
كَفَضَائِحِ العَطَّارِ ، يَا نَحْلُ اتَّضِحْ .
مَرْحَى قَتِيلَ بِعَادِكَ ،
الرَّغَبَاتُ حِصْنٌ كَالخُزَامَى .
بَغْدَادُ يَا الوَجَعَ المُؤَجَّل :
أَيَرْجِعُ كالسَّفِينَةِ ذَلِكَ النَّخْلُ
العِرَاقِيُّ المُنَخَّل ؟!
وَالرِّضَا قَتْلُ الرِّضَا .
يَا أَيُّهَا البَلَدُ العَجِيبُ : أَنَا هُنَا ،
هَلْ مِنْ يَقِينٍ أَيُّهَا الوَلَدُ ؟
أ /
القَصِيدَةُ لِلرُّبَى ،
لِتَقَاطُعِ القَمَرَينِ ، لِلقَمَرَينِ يَنْحَازَانِ للأَعْرَاسِ
فِي الَّليلِ الَّذِي اعْتَنقَ الصَّبَا . رِيحَ الصَّبَا
لِلْمُصْطَفَى مِنْ مَاءِ عُنْقُودِ الصِّبَا . مَاءِ الصِّبَا
لِلرَّازِقِيِّ مُعَبَّأً فِي الرُّوحِ ، لِلفَرَحِ المُخَبَّئِ فِي صِبَاً وَتَجَلْبَبَا .
لِبَلاغَةِ الأُنْثَى عَلَى كُرَةِ اليَبَابِ ، لِلَمْسَةِ الأُنْثَى ، القَصِيدَةُ
لِلظِّبَا الخَفِرَاتِ ، عَلَّقْنَ الأُنُوثَةَ كَوكَبَاً ، وَهَبَ القَصِيدَةَ
كَوكَبَا ، وَاعْشَوشَبَا ،
وَاعْشَوشَبَا .