قبل بضعة سنوات قليلة، عندما كان إبن طوروس: سليم بركات، ضيفاً زائراً، في موقع إبن دلمون: قاسم حداد ـ جهة الشعر، كنتُ المنسق في زيارة الضيف الزائر الطوروسي إلى الدلموني، اشتغلنا، وقتها كثيراً، وكانت الرسائل إلى سليم بركات، تصلني عبر أيميلي الشخصي، ثم، ذهبتْ تلك الأيام، وبقي أيميلي، هناك؛ في موقع دلمون.
***
قبل أيام، عبر المسنجر، سلَّمَ علي أحد ما، على أساس أنا سليم بركات، فرددتُ سلامه، بأنني لست سليم بركات، بل صديقه، وسألته من يكون. فرد: أنا باسم منير دباغ.
***
باسم منير دباغ؟.
هو خال أولادي الكبار، بصيغة ما. هو ابن صديقي الشاعر منير دباغ. هو الصغير النزق الذي ربما التقيت به لمرة واحدة، في عام 1994، عندما ذهبتُ إلى جوار طوروس، وسألني وقتها: كيف يتبرزون في الطائرة؟. هو الآن الشاعر الذي لابد أن يوترك عندما تقرأ له.
***
كنتُ قد سمعتُ، قبل فترة، العام الماضي 2007، بانتحار أخته "نُوار"، في القامشلي، صاحبة الأربعة عشر عاماً، رمتْ بنفسها من الشرفة، فماتت. رمتْ بنفسها من شرفة طوروس العظيمة، إلى الموت غير العظيم.
***
منير دباغ، علمني الشعر. أستاذي الحقيقي.
وها الآن، إبنه باسم منير دباغ، يعلمني الشعر، ثانية.
***
باسم منير دباغ، لايحتاج إلى أي تقديم، هو شاعر، ينتمي إلى الخوف والشجن والتوتر والعجلة والقلق الشديد والحياة التي تأخذك فجأة إلى تلك البؤرة: العذاب؛ شعره، شعر عذاب؛ يشبه وتراً في آلة موسيقية متهتكة برتقالية اللون. يشبه وقاحة العاشق الواثق من نفسه مع عاشقته الوقحة الواثقة مثله من نفسها.
***
هنا مختارات من نصوصه؛ هي مختارات تقترب من روحي، لاأكثر.
شاعرٌ حيرةُ حقيقيةٌ: باسم منير دباغ، هذا القادم من جبال طوروس العظيمة، الذي في كأسه حبة دواء.
باسم منير دباغ
مواليد عامودا 1985
مقيم في القاهرة منذ عام 2003
يدرس في كلية الطب البشري ـ السنة الخامسة.
***
"نُوّار"
بسرعة....
تدفع المدرسة إلى حقيبتها
فالصمت قادمٌ كالفرس.
أعلّق أكفانها غيم الخريف
ماهمّكُم؟!؟!؟!
لقد سافرت من الشرفة!!!
أُلملمُ رُؤاها في حقيبة
كي ألحقها
ماهمّكم؟!؟!
لقد ثبتُّ غداءكم بدبابيس
تحت غيم الخريف!!!.
آيات جديدة
أجمل الأعداء هو الله،
لأنه الوحيد الذي لايمتلك أجهزة قمع!!!
أجمل الأصدقاء هو الله
لأنه الصامت الذي يتدخل عند الضرورة
والضرورة فقط؛
وأحيانا لا يتدخل قط!!!.
أجمل الحبيبات هو الله
لأنه لايطقطق رأسك بحديثه
فهو الصامت الحكيم!!.
أجمل العاهرات هو الله
ينام في أي سرير مع كل البشر!!!!.
أجمل مفردات اللغة هي الله
تخرج من تحت قلبك
ولو كنت ثملاً!!!.
أجمل العجائز الشباب هو الله
يقفز بحكمة من رأس لرأس
كالمطر!!!.
أجمل الأفكار هي الله
يأتي خفيفاً، أحياناً،
ويأتي ثقيلاً، أخرى
حسب الطلب!!!.
أجمل شيء هو الله
يراك كما تريد أن يراك
ويزورك حسب مواعيدك.
ثم يضحك من أخطائك غريبة الخُطا!!!!
إذاً، مارأيك بما قرأتَ؟
إنها آيات جديدة!!!
لنبي في طور التشكّل.
جنازة
ـ جنازة ؟!؟!
ـ نعم، كانت معي جنازة تتقدم كالأرق،
في نعش من ورق
حملناها في سيارة متلهّفة
وصلنا إلى هناك.....
حيث كل شيء يُوارى...
وارينا أربعة عشر عاما بسرعة
ثم عدنا معا.
عادت معي في السيارة
فدمها الوقود!!
في الطريق، كانت ابتسامتها تولّد القمح
وتتكاثر كالتراب متنشّقة الزمهرير.
في الطريق
كانتْ وجع الأسفلت من عجلات السيارة.
وصلتُ سريرها
لم يكن هناك أحد إلاها
كانت تحرث الفراش
وتزرع الوجع.
في كل كأس حبة دواء
وعلى كل منضدة رقصة
بين البلاط والعتبة نسيتْ قدمها.
حملتها مطوّلا
لاعبتها، و.....
حملتها إلى ثلاجة المشفى وحيداً
لكن، قبل أن تموت حملتني عينيها، ومضت.
كم بكتْ؟!؟!
كانتْ وحيدة
وددت أن أُوارى معها
حتى في القبر ستبقى وحيدة؟!؟!
مشتْ عجلات الطريق،
مشتْ عجلاتُ الطريق،
مشتْ كما النار المصطفّة ببراءة،
ومشت هي على حشرجتي،
وأنا أُنتزع.
كنا نبكي رحيلاً، كل على حدة.
كنا نبكي دموعاً، تتبخر فور خروجها من المقل.
كانت كل عينٍ تبكي وحيدة في حجاجها
لكن ماأجمل البكاء جماعة!!
كزُرقة الربيع إذ يتثاءب
كلوعة طفل يطلب لعبة ولا يُجاب
كصراخ الأنبياء بالحق
كانت تناديني، لتموتَ.
قميص يوسف
قميص يوسف لا يفارقني،
وقذارة الأيام تستحم في يدي كالأفعى،
أطأطىْ الرأس دوماً للمصيبة،
وعندما يحين فصل الشتاء الخبيث
أنتشي، وأملأ صدري بالهواء،
كالبوم على الأشجار الخلفية، من الوجه الآخر للتكوين.
أنتشي، ولاأعرف أين سيسقط الكشف هذه المرة
في قميص الظلمة الذي أرتدي؟
أم في العتمة التي تجلل قلبي المهترىء على سفوح طوروس؟.
في الوخز المسيل للدم صاحب الرائحة
أم في صيرورة إله، لا يدري أنه إله
ولازال يعيش بين المثالب والحفر.
تتقطع جثثي الكثيرة
على أسنّة الموت عابر السبيل،
على رموشي التي أتكىء بها على عكازي
بعد أن فقدت ذراعيّ الهواء,
ورحت، أستجدي القرفصاء كالوليمة،
رغم أني لاآكل الفضلات والصدقات.
وعندما لا أُجاب، أضمه وأستنشقه
بكل الحرارة الخافضة للتعب والأماني.
إنه قميص يوسف الذي لا يفارقني.
تساؤل
"تتلمذت على يده فسرقني".
"تتلمذت على يده فسرقني".
"تتلمذت على يده فسرقني".
أعرفُ، مللتم تكراره، لكن، ماذا يفعل رجل ينتحله كلَ من أحب؟.
كان ضريحاً ولم يكن هناك،
كانت النسوة تأتين للبركة
ينظر إليهن؛ ليتني كنتُ حياً!!
هل ستأتين كما كان ينتحلني كل من أحب!؟.
ترهات
أمي لاتغضبي مني،
فابنك مجنون وأحمق.
أحياناً
يصبح أيضاً أخرقَ.
لاتغضبي، ليس ذنبه
أنتِ من أنجبته.
كم أتمنى أن أصبح المطر:
مرة في السماء
الثانية في الأرض
وهكذا....
أنا كالسلحفاة
لا أتحرك إلا إذا دهسني أحدٌ،
أو حان وقت التكاثر.
كالبحارة أحب الحب
على اليابسة،
وفي الميناء فقط،
وعندما أعود إلى البحر
أنساه.
يتحدثون عن العاصفة
من لايملك يريدها، ويتمناها
من يملك يهابها، ويحاربها.
أما أنا، حقيقة لا أعرف....
لكن
أقسم أنها لن تأتي!
القضايا الكبرى لم تعد تهمني:
فلسطين والجولان وكردستان
الحرية الديمقراطية وحقوق الإنسان
لا تهمني جميعها
فأنا جائع...
إذاً،
سآكلها.
الشرق برد قارس
أريد أن أرحل
حتى للجحيم،
أعتقد أنها دافئة في هذه الأيام.
كنتُ صغيراً أتساءل:
أين يتبرّز من يركب الطائرة من القادة؟.
لكن الآن أتساءل:
أين يسقط البراز؟.
أفكار طفل
يكتب اسمه على حيطان المسجد
يكتب أول حرفين خوفاً من الفضيحة
يرتعش وهو يكتب.
من عمّر هذا المسجد،
وكتب اسمه في السقف؟
فأبي بكر وعلي وعمر وفاطمة وغيرهم
ليسوا آباء النهار وحدهم.
أنا هنا!
أتسمعون؟!.
ينظر إلى القمر المليء بالأماني
لاأعرف لمَ أنت جميل؟
لستَ إلا صحناَ يلمع!.
يقترب من الإمام الحادي والستين بعد الألف
يمسك لحيته
فهو يريد أن يتعلّق بها ليتأرجح.
لون لعبته بالأحمر
دفنها
خاف أن تنفجر
الشائعات أن الألعاب اليوم مملوءة بالتطرف.
يضحك من الشتاء
"يا له من غبي
جاء إلى المدرسة مبللاً".
"ياله من جبان، لا يستحق أن يكون ذكراً
ماإن جاء الصيف حتى هرب كالفتيات"،
إنه الربيع.
أمسك بيد الموت كأنه أباه
وبكثير من الهدوء
رافقه إلى النهر
أوقعه، ثم نفض يديه من رائحته
أوف!!ارتحنا!! حان وقت اللعب.
اقترب موعد طلاقنا
البارحة، وفقط البارحة
مارستُ العادة السرية مع القمر.
استسلام
أريد أن أتبول كما أشتهي
فالرقود وراء الأساور
يشبه المرأة العارية من شرفها.
أريد أن أحنّي أصابعي بالمجاري الفاشلة بالريح
فالوردة مشدودة من رقبتها كالموت إلى الحياة
وعندما أبدع مقطوعة جديدة من نحيب الأيام المتهالكة
ينقص وزني،
فدموعي
الآن
كما عظامي
ت
ت
ب
خّ
ر.
أنا لا أدافع عن أحد
بزّتي ملآى بالجواميس
سروالي يقطر الصديد.
كالزورق إذ يتعالى بين يديها
أعشق صهيل فرجها
إذ يتناوب مع الثرثرة والاستسلام.
ندم
كانت تأتي كي تطلب السماح,
ولما قبلت أن أسامحها,
أصبحت تأتي كي تطلب الحنان,
ولما حننتُ عليها,
أصبحت تأتي، كي تطلب الحب,
ولما أحببتها وطلبت أن تحملني
ذهبت ولم تعد تأتي...!.
سأخلع جلدي على المجهول,
كي أحلّق كفراشة.
لن يعرفني أحد...
لن يبكيني أحد.....
لكن سأموت كما أريد,
ملتحفاُ سمارها
ومفترشاً وجهها النَدِم.
21/تشرين الأول/2007
***
الغضب الرقيق
أنا المجنون الذي يقفز كالعصفور الأبيض البطن؛ العصفور الذي يغرّد الهمّ والهم المضاد, الذي يتمطّى مع القطط، ليرفع مخالبه المجانية المورقة كاللهيب، الذي يملأ منقاره الصغير المتوّج بالفرح والنعاس بقصص سليمان، الذي وحده يعرف حجلة النحاس والحديد المتناول للمصيبة التي تتشكل كخسة لا تتوقف عن الاصفرار كلما اخضرت؛ الوحيد الذي يغرف من النحاس والحديد، ويتمنى أن يصبح وردة لوتس، إنه عصفور العصور الحجرية حيث كانت الشمس تبتلع القمر بلا تأنيب الضمير ليبقى تأنيب الضمير وحده هناك يتلوّى من المغص والحمى في فم السماء الحبلى بالغضب الرقيق الذي يملأ عينيها.
أشعلتْ سيكارتها فاحترقت كلها من الشعر إلى القدمين، وغرقتُ أنا في فمها بحيرة البجع، وعندما تمرد المنذور للخراب على نذره اقتلعته وهي ميتة من تاجها، ثم عاودت الموت فهي المرأة الوحيدة التي تجيد الموت في هذا العالم الرقمي الذي أبحث له عن اختراع يمضمض المنامات في فمه كالملح في فم البحر. لا أخاف إلا مما أكتب، من كل كلمة، فالكلمات التي تطالعني تحاربني كما يحارب البَرَد الصحراء العجوز.
رجل الهواء
اليوم لا يكفيني ولا البارحة ولا حتى المستقبل بأكمله
فأحلامي المهترئة لاتكف عن الهذيان ياصاحب الأيدي الملونة
اليوم لايكفي ولا المستقبل
كي تلتحق بالنرجس والحياة الخالية منه
كي تفهم عالم الموتى الأحياء
كي تكرر النداءات العقيمة
كي تفتح هوّة بين الذات والذات
بين الجنة والميعاد
كي تتسلّق آخر أوهام الإيمان
اليوم لايكفي!!!!
لك عمر آخر؟
لك عمران..؟؟؟؟؟؟؟
أقسم أنها حتى لن تكفي كي يغتسل من كآبته رجل سقط في الصمم بحسبان
إذاً.... اذهب إليه فهو يخبّئ لك جنتين!
إنه صاحب الأكوان!!
يامن من الدعوات تنصّل
ومن الشعارات تشكّل
ومن كل الأزمان السالفة كان
لا اليوم ولا الغد يكفيان
لرجل الهواء الذي يملأ كل مكان كالانتظار.
تواطؤ
أمطرَ عليها أنصاف نسخٍ منه
انتعشت وانتشت
فأنجبت له طفلاً.
قبّلها و قبّلته
تواطأ عليها مع النار
فاحترقت به
واحترق بها
انتعشت النار
وكانت حروب الولادة.
ليتها لم تنمّق وجهها بالمكياج
أحمر شفاه
كحل
مساحيق
لم يعرفها، فانسحب منها كالريح
أو كالأقلام على الورق الأبيض.
صلّى لها كي تُشفى
شُفيت منه وصلّت عليه.
النهر يرقص كغجرية
في الليل فقط أراك
تحدّق بي كأمّ ؟!؟!
ياصاحب المتخبطين كمياه النهر!!!
النهر يلتوي أجنحة ملاك
النهر يلتوي أجنحة شيطان
النهر يرقص كغجرية
النهر يرقص كجسد تحت التعذيب.
لا تحدق!
احضنّي!
ارفعني مللت النهر،
لاتشعلني مدفأة
اشعلني حريق حنانك لأبدي
لاتطفئني!
قلبي لايزال يدقّ ويرقص
أرجوك لا تشبه النهر!
لاتشبهها!.
إلهي!
إلى سعدي يوسف
أحيانا أنسى العربية
من فرط دراستي باللغة الانكليزية
وعندما أبدأ برحلة الاستعادة
أشعر بالغضب
فالعربية تعني الغضب،
العربية تعني الأحذية التي تركلني كل صباح كي أستيقظ
"قمْ سقط النظام،
جاءت عدالة الشيوعية،
حان وقت العمل!".
رجل حليق الشارب بأنف كأنه نبع بخار يحدّثني.
لأستيقظُ كل يوم ورمال الصحراء تملأ قصبتي الهوائية،
كل شي على ماهو!,
شرطة المرور في الشارع،
والناس تتأفّف من الحرارة
الحقَ أقولُ الحق:
حرارة المجتمعات الشرقية تُذيبني
رمالها تشبعني فلا أدّخن التبغ....
..........................................
..........................................
والنظام في بلادنا ساقط ٌ مذ خُلق،
النظام ساقط في فم ضبع يعتلي هرماً!!!.
النظام ساقطٌ مذ خلق في كل وطن،
إذاً، فلتسقط القوانين والشرائع للأبد كي أنتشي!!!
وأنا أعدهم أن أرقيهم بالبخور وبالقفز على جثّثهم كولدٍ يلعب.
من يحرره منا الآن؟
كان يرقص على حافة الجدار
يركض بثيابه المزيّنة بالرقع
يقبل تلك الفتاة الجميلة ويهرب
يرقب غرفة العرسان الجدد
يقفز بين النساء
يخبرهن بالطالع ويفتح الفال
يتبوّل أمام منازل من يكره بالليل
يسكر العرق ليملأ الحي برائحة اليانسون
يسخر من شارب الآغا والمختار
في السادس عشر من نيسان
من عام ألف وتسعمئة وستة وأربعين
حررناه من الفرنسيين
لكن من يحرره منّا الآن؟.
فريق في زي رجل
(1)
توعّد الموت
دخل و أطبق الباب
لم يعرف أنه أصبح مع الموت وحيدا!!!
(2)
بين كل أنواع الملذّات
يبقى الجنس اللذة الأجمل
لكن ماذا يفعل من يضاجع الهتيكة في اليوم خمس مرات كالصلاةةةةة؟!
(3)
لو كنت أمتلك أخاً لما أحببته
أكثر منكِ.
لو امتلكتُ وسواس مثلكِ
من قبل!!!
لو كنتِ أنتِ أنتِ
لما سكرت سخرية منكِ!!!
فسخريتي نوعٌ من الحب المبطّن.
(4)
"تقدّم.... تقدّمّ!!!
ياكتاب الحلم .
تقدّم..... تقدّم!!!
ياأرق الولادة ,
ارفع يدك ياعزيزي!!!"
إنها أمي تشجّعني
وكأني فريق كرة قدم
إنها الوحيدة التي تعرف ما أنجبت.
من حقّها !!!!
لقد أنجبت فريقا في زيِّ رجل!.
(5)
يُدعى منير
إنه أبي
يتمطّى في اليوم ألف مرة
من النعاس والملل
لكنه َتعِب جداً
جنية تلاحقه،
لم يدفع لها النفقة،
مذ طلّقه المطر
واعتنقه المَحل.
(6)
إنهن خواتي
يرقصون في كل جهة
واحدة مع الحلم الضاغط
والثانية مع الله
الثالثة مع النكت
الرابعة تفتح في كل جدار وجعاً.
(7)
أنا من أكون؟!؟!؟
أنا منهم أكون،
وخلف مراياهم أنشطر
مجدداً.
أفاخرُ بكؤوس "لَولا" المتفائلة.
فقد أنجبتني أمي فريقاُ في زيِّ رجل.
19 /نيسان/2008
***
الهدوء يغتال
أشقّ ضباب الموت مترنّحا كالهدوء
في كل شرفة جثة مرتبكة
وعلى كل جثّة نجمة من مطر.
إنها المرة الأولى التي تتلاطم أقدامي بوحشية,
إنها المرة الأولى التي أحسّ بها بثقل شعري,
لكني أسير مترنحا كالخطيئة التي تملأ محفظتي,
أنا ابن الفتنة الخضراء والربيع النائم في يدي الرصاص.
في مثل هذه الأرض لا يستطيع الرجل إلا.....
إلا...
إلا....
إلا....
أن يمضي ليعتلي إحدى الشُرف كرصاصة ومهدّئ.
أزهار العار
أولئك تشرين وقوافل أزهار العار
لأنهم لا موج لهم
لأنهم لا ريح لهم
لأنهم مسوخ المجانين الذي يشربون القار
أولئك المجانين الذين يحتفلون بالعزاء
أولئك الذين ينتظرون مزينة
***
نصبوني شهيداً
لأني هم!.
كانون الأول /2007
***
خلاص جدلية الرسغ
زُرقة مأزقي عنيدة
زُرقة مأزقي ترقص بها المجدلية وماسومي
وبياض النرجس الأزلي يتدلّى فيها
زرقة أحسّها عالما من السماء
زرقة تغيب بها وتتناثر بحلول الكشف
إنها عالم اللاأحد
عالم تخلّصِ الذات من الحقيقة والكذب
لاأحد فيها.... لاأحد....
لاأحد لينتصب كالعود في جدلية الرسغ
ليرفع عينيه قنديلا
وليجعل من فمه نفق الخلاص
لا أحد فيها الا الله منصتا لآهاتي
منصتا لطقطقة الفرح في كاحلي
ليضحك من معصيتي غريبة الأطوار
ماداً يديه لقلبي كهدير صراخ النرجس بالمآزق
زرقة مأزقي جللت جدرانها بالنجوم المنتفخة والأسرار المزمنة
فهي تنتظر خلاص جدلية الرسغ العابر في كل الاتجاهات كالساحات.. كالغياب.... كالحقيقة.
12/ نيسان / 2008
نحر
إلى تلك الأبواب المكبّلة بالحبر
إلى تلك الأبواب المزيّنة بك، وبنسخك المشوّهة
إلى مرقص لا يملك راقصة:
بين اللذة اللذة تُفقد الأسرّة،
وتجلس وحدك ضامر الوجه كذبابة
ترفعُ خبراً لتغطي قدماً
إلى تلك الأبواب
كضحيّة ناشفة،
كسريرٍ بلا امرأة
أنحرُ تمرداً.
13/كانون الاول /2007
جدتي
تتدثًر بلحاف أبيض هكذا أتخيلها
افتح شقاً موارباً بين جفني
أحدّق كجاسوس خلسة
ثم أصب كأس عرق، وأجلس على يمين يسارها،
كأنّها مرآتي!
يالها من جميلة!!!!
إنها جدّتي تنتحب في الجنة،
فجدي تزوج الرابعة..
حلم
أغلقَ كل الابواب،
تمنى لجم الصعتر البري.
أغلق كل الابواب،
لأنه أحَبْ.
الجدة ذات الشعر الابيض،
عارية البطن والارداف،
تنظر الى تسيّله عند العتبة،
ثم ترفع يديها البضتين ثانيةً اصابعها المسمارية،
"إلهي ارحمه وانزع عنه شَعر الذاكرة!!"
لا تتوسلي، فالذاكرة أهم ميزاتنا، نحن ندب القهر
لا تتطلبي، فاللانسيان طريقنا نحن المتمردين الى الابد
لا تستنجدي من ينقذني, احفظي أفضل ما عندك للنهاية
نهاية الرعشة في جسدي النعش.
***
تشريح الريح الميتة
(مقطعان، من نص طويل، بالعنوان نفسه)
7
دمها العاري يملأ الشرفات
وحذاؤها ملطّخ بالنجوم وقطع السماء
شعرها ينفرد ويتقلص مُزيحا غيمة
ثوبها العاري من المراكب لا يزال يرفرف فوق رأسي
بحركة من شجر لوز المقابر
بحركة واحدة
أشغلت رأسي عيونا للقدر الممدد في الدماء بقربها
قبل أن تصعد مسيحاً يجهّز الشباك لاصطياد قوافل الملائكة.
قبل الهرب كانت هناك ......
أعني في توتر البرزخ، ذاك الضيق كثقب الأبرة عندما نعبره.
أخيراً رأيتك، ميتة كما كنتِ تشتهين أو يشتهون.
أخيرا كأزل الخريف في ورق الشجر القافز بطفولة.
مداعبا وجهكِ اللامع كوجه الأولياء
أغني:
لِترحمكِ السماء،
ولتستوي فيكِ لذة الموت خضراء كالفرح.
ياعزيزتي الرياح.
****