فيصل قرقطي
(رام الله / فلسطين)
faisalkarkati@hotmail.com
hkarkati@yahoo.com

الإهداء

ينثرُ الغيمُ
أهدابَهُ
في دماءِ الوصيَّةِ
وللنهارِ
متعةُ التقصِّي الحالمُ
بوردةِ الحياةْ .

بيت في وشم الخريف

(Maurizio Massett)
(Maurizio Massett)

1 - تبكي السماء على حدقات الفراشة

2 - بكاء الندى في حنين الشجر

3- تحت هواء الفجيعة .. فوق بهاء الهلاك

 

1 - تبكي السماءُ على حدقاتِ الفراشة

ثلاثية الماء والنار والصحراء

أ /

يتنفَّسُني الوقتُ / يدومُ لهاثُ الصلصالِ ، على وجعِ الأرضِ ، تدومُ الأرضُ بكلِّ محاريثِ الفلاحينَ ، بكلِّ ثغاءِ الماعزِ ، تحتَ رطانةِ ريحٍ .. تهجرُ أكثرَ مما تستبطئ قافلةَ الموْتِ ، وأفتحُ للريحِ سؤالي ، ينهمرُ المطرُ الأوَّلُ ، يغسلُ أعتابَ الفجرِ ، ويغسلُ أحلامَ الليْلِ ، ويغسلُ تعبَ الأيامْ .
يتنفَّسُني الوقتُ ؛ خلِّيكِ هنا ؛ اختطفيني من فجْرِ اللغةِ ، ومن تيهِ العنوانِ اختطفيني ؛ صُبِّي زيتَ الأقمارِ بعينيَّ ، أعيديني للجرحِ الأوَّلِ في محراثِ أبي يَسَْعُلُ تحْتَ غطاءِ الفجْرِ ، يدندنُ موسيقى كسرتْ إيقاعَ الرسلِ، وفجَّرتِ الماءَ بأرضٍٍ تأسرُني ، تمتدُّ وشاحاً في الريحِ ، وتأخُذُني منِّي ؛ تبني عرساً في تعبِ الأيامِ ، وتكتب أسرارَ ولادتيَ الأولى في رُقُمٍ شاختْ ، أو شاخَ عليها جسدُ الزمن .
خلِّيْكِ هنا ؛ مرَّتْ في الريحِ ، أمامي ، عرباتُ النحْلِ ، تتزيَّا بدمقْسِ العسلِ ؛ وترمي سحرَ بكارتِها في الريحِ / خلِّيكِ هنا / وهنا لا شيءَ سوى أرضٍ ينهبُها الجُنْدُ ، يقيسونَ لهاثي ، بموازينِ الغضبِ / يقيسونَ الحجرَ الثيِّبَ للقبْرِ ؛ بميلادِ القبرِ ، يقيسون القبرَ بهندسةِ الجسدِ ، ولا وزنٌ للروح .
خلِّيكِ هنا / ينْطَبِعُ ترابُ الأرضِ على كفَّيَّ خرائطَ / ودمي يغْلي
تحتَ خطوطِ الطولِ ، وفوقَ خطوطِ العرضِ ، فأهمسُ للنساجينَ بجرحِ الصوفِ وأرفعُ للندَّالِ الأنخابْ .
ليس سوى الندالِ / يعيذونَ براءةَ أشعاري للبيتِ الأوَّلِ في كنفِ العفَّةِ ،
أو كنفِ الدمْعَةِ ، متَّشقاً ، وحزيناً ، أتجرْجَرُ في الطرقاتِ ، وتنساني عرباتُ الموتِ الأعمى / أحلامي المطعونةُ ؛ تتجرجرُ في الطرقاتِ /
صرخاتي الميتةُ على مهلٍ تتكدَّسُ في الطرقااااتْ .
خلِّيْكِ هنا / ليس سوى النساجين ، وندَّالِ الأنخابِ .. يمرّونَ على عجلٍ في الريحِ / لأبقى الراعي طهرا نية موتٍ لا ينبضُ بالعنبرِ .. والياقوتِ / يمرُّ الحصادونَ كليلينَ على تعبي .. أسمالاً .. ولهاثاً وحفاةً ، يقتنصونَ الريحَ ، ويقتسمونَ الحنطةَ والحلمَ ، ليطلعَ فجرٌ من أردانِ القتْلِ ، ومن أنيابِ النارِِ على أعتابِ الأرضِ ، على أعتابِ سراجي في الليلِ ، على أعتابِ القهْرِ الدمويِّ ، فيأخذني موجُ النارِ ، إلى وجعِ الأرحامِ ، وتكتظُّ بلغتي ، تشرقُ عن حَمْلٍٍ لولاداتٍ بيضاءَ

.( مثل حماماتِ الثلْجِ بموسيقى صوتِ أبي).


خلِّيْكِ هنا ؛ داوي سَغَباً شَرقياً ؛ ينمو في العشقِ إلى آخرِ قطرةِ موتٍ ، يَذْوي في ظلِّ غيابِكِ .. والنسيانْ .
خلِّيْكِ هنا / تنْفَتحُ الشطآنُ على مِصْرَاعَيْها ، يبزغُ قلبُ البحرِ ، يغرِّدُ في صحراءِ عيوني ، حسوناً من زمنِ الغفران / فخلِّيْكِ هنا / تعْرِفُ آلهةُ الشعرِ مناراتِ التقوى ، في عشبِ الصدْرِ ، وفي زغبِ الإبْطيْنِ ، وفي نارِ الخلجانْ.

جَدّي الماءُ
وأمّي بتلةُ ضوءٍ في عينيكِ
وأنا ماءُ الأحفادِ بجرْحِ الشعراءْ .

يتنفَّسُني غضبُ الكوْنِ ، ويشرقُ بي مطرُ الغيْمِ ، فَمَنْ دلَّ الصحراءَ عليَّ ؟! وأستبطئ أشباحي في الريحِ ، يَقيمونَ صلاةَ الفجْرِ ، وينتذرونَ لترتيلةِ تأبين الجسدِ ، يقومونَ على تعبٍ من ماءٍ ودماء ٍِ ليعودوا في موتٍ من ماءٍ ودماءٍ تزْهِرُ فيها أحلاااااامُ الأرضِ ، تتفتَّحُ منها أشرعةٌ ، لا تقفُ على حدِّ الشفقِ ، تضيعُ مع الأيامِ ؛ وتكتملُ الصورةُ في ذوبانِ وجودي ، تحتَ سنابكِ خيْلِ الحلمِ .. لأعرفَ ماهيَّةِ كَوْنٍٍ يطبعني بخيوطِ الأرْضِ ، ويكتبني ضوءا في بستانِ عيونكِ / خلِّيْكِ هنا / الأبوابُ تئنُّ ، الخطوةُ تدمعُ في العيْنِ ، العينُ تخبئ شلاَّلَ الحزنِ ؛ وشالَ الوجعِ المخسوفِ ببرْقِ الريحِ ، ولا روحٌ تدمعُ ، بعدَ الخطوةِ ، بلْ توتُ الروحِ يموتْ / فخلِّيْييكِ هنا

/ مطراً .. غيماً .. سهلاً .. جبلاً .. تلاً ..

وجعاً خضَّ الأرضَ .. وروحاً رفَّ على حنَّاءِ الوجدِ ، ونازعَ قحْطَ الأيامِ ، وبرَّ الأرضِ ، وموجَ الموت على أعتابِ الطاغوتِ / فخلِّيْكِ هنا / برقاً .. ونداءً أحمرَ ، يهذي بالذهب على الذهبِ ، يدوِّي في أرجاءِ رحيْقِ الصدْرِ ، يكوِّرُ دنيا النهْدِ على عفََّّةِ طوفانٍٍ يمتشقُ السابلَةَ ، يجنُّ من المهْدِ إلى اللَّحْدِ ، يدوِّن رجفةَ أجسادٍ ، يتآكلُها الصدأُ ، وتهذي بالمطرِ العطشانِ ، على ينبوعِ الزغبِ الطائر ، من سُلَّمِ ساقينِ ، تسابقتا والريحِ ، لتعرفَ مهمازَ العمرِ ، على طفْحِ الجسدِ الأوَّلِ للأرْضِ

، بلا أكفانٍ، أو قتْلٍٍ ، أو موتٍ

/ خلِّيْكِ هنا / ويحوكُ النساجونَ عباءةَ أحلامي / والحصاد ون بلا تعبٍ ؛ زرعوا كلَّ بساتينِ الروحِ / ولمُّوا زهْرَ الرمانِ بخديْكِ / غسلوا أكعابَ ضفيرتِك القمحيةِ ، وابتعدوا .. ابتعدوا / كي أتقدَّمَ فيك ، أو أتوحد فيكِ
لأرعى وجعي فيكِ وأرعاك .. هُنا خلِّيْكِ / الحصاد ون تفتَّقَ صبرُهُمُ عن أرضٍٍ لا تعرفُ إلا شطآنك ، في برِّ سواقيكِ / أو رمل شواطئك العطشى للريحْ .
أرتهنُ الآنَ إلى الصدفةِ / والصدفةُ حجرُ الوقْتِ / عنادلُ أسرجةِ الريحِ / نهدةُ خمرٍ يتلوَّى في الكأْسِ / وكأسٌ في ريعانِ الشيخوخةِ / الصدفةُ شيخوخةُ وقتٍ مهملْ / وجدارةُ روحٍ تذبلْ / فلتفتحْ شفتاكِ النارَ عليَّ لأحترقَ بجمْرِ القبلةِ والشعر .. أكونُ المغتالَ الأوْحدَ من أجلِ الوطنِ وأجلِ العشقِ وأجلِ الشعرْ .

ب /

يتنفسني الوقت /
رئةُ الشاعرِ مثقوبة
يتنفَّسُ من أردانِ فراغٍ يهذي بينَ الهمْسِ .. وبينَ الشمْس
يربطُ جأشَ بصيرتِهِ / ركْبَتُها تلمعُ / يهذي الشاعرُ بينَ اللَّمَعانِ ، وبينَ الهمْسِ ، وبينَ الشمْس .

يحملُ
صوتَهُ /
يغيبُ إذ
يجيءُ حاملاً
جزائرَ العشاقِ
تنبضُ بفكاهةِ اللَّثْمِ
والعناقِ حتى آخرَ مسامٍ في الركبة .
الرغبة
موتٌ أم حلمٌ ؟!
وهل الوجعُ نداءُ اليأسِ ؟!
والفرح عناقٌ يحمله جناحا طائر؟!
أحببتُها كبركانٍ تحصَّنَ بأوراقِ وردةٍ ما زالت تتنفسُ على يديَّ
لم
أعدْ
أعرفُ مغزى
الصبحِ أوْ حكمةَ الليْلِ
؟! والنهارُ يشتبكُ بدمي !
ليؤجلَ فراغَه المنتهبَ كيقينِ
الندمِ / وأحاورُ شبحاً في الظلِّ / تجنُّ غواياتي

يستدركُ ضوءاً مدفوناً في حجرِ العينِ ، يُنزِّلُ أسماءَ الموتى في رئتيَّ / ويزرعُ أسماءَ الشهداءِ بصوتي .
لغتي تأخذني أبعدَ من خسْفِ الرؤيا/ والرؤيا تأخذني أبعدَ من مشهدِ يومي / واليومُ يبهرجُ دقاتِ القلبِ / بسرِّ مفاتيحِ الخلْدِ / يبعثرُني يخضوراً ويعاسيبْ .

وأنا
من شطآن
منسية نضَّدْتُ حروفي
وطلعتُ إلى الوقتِ بكلِّ عرائي
وسلاحي الصبرُ المأزومُ على علاَّتِ
اللغة
أتمنْطقُ باليأسِ
خذيني للخذلانِ يخرُّ على
صدْري الكهَّانُ / يرونَ براعتَهم في
فتْحِ الخلجانِ ، يُعرُّونَ دمي ، صوتي ، اسمي ،
تحتَ شظايا البركانْ .
أتمنطقُ باليأسِ
أقودُ قطيعَ
الرغباتِ
إلى
النهرِ
فينتحرُ الماءُ
بصوتي ، أزرعُ
ورداً في تيهِ الماءِ ..
وتيهِ الخلجانْ .

أتمنطقُ باليأسِ / وصورتُها عفةُ ماءِ الصحوِ / زغاريدُ النرجسِ ، ريحانُ الحمَّى / أرقُ النشوةِ من شَعْرِ الرأسِ إلى طرفِ الأكعابِ / بشارةُ هَدْي الرحمنِ / دمقْسُ الزينةِ في ألقِ الصبْحِ / جدارةُ ريحانِ الشوقِ / هلالُ الوجْدِ / كمَّثْرى التعبِ / وناقوسُ الغيْبِ ، وصورتُها ميثاقُ الرعْدِ إلى الورْدِ / حكايا النملِ إلى عفَّةِ حَبَقِ الأجدادِ / وصورتُها الأرضُ تفشَّتْ في تعبِ الصلواتِ / وفي حمَّى الوردِ وناقوسِ الفرحِ المهْملِ في نارِ الخطواتِ ، وإيقاعُ الرأفةِ في أرضِ الميعادِ / جدارةُ سهْمِ العشقِ يصيبُ دماءَ السحْرِ بأوردةِ القلبِ / جدارةُ نهْدَةِ ليْلٍ يتكسَّرُ تحتَ ضياءِ الركبةِ /

قيلَ عن الرغبةِ : هذا سحرُ الشيطانِ /
وقيل .........
وقيل ........
وكانَ نباتُ العشقِ استوطنَ ركبتَها ..حتى باتتْ مثقلةً بالتيهِ وبالغفرانْ .

أتمنطقُ
باليأسِ / فعشقي نارُ الأجدادِ /
دماءُ الأحفادِ / يتلوَّى في جرحِ كتاب /
يستبطئ غاراتِ الجنْدِ / حواجزَ مدنٍ متعبةٍ
من فرط بكارتها / تتلفع بالطيبِ ورائحةِ الليمونِ /
وأساوي
بينَ العشقِ
/ ونفحِ الطيبِ /
ورائحةِ الليمونِ ،
ودمِ
الشهداءْ .
هل أعقدُ صلحاً صوفياً مع هجراتِ الحبقِ النازفِ ؟!
كيفَ أساوي جرحَ الخطواتِ بذلِّ طهارتِها ؟!

أتمنطق باليأس /
وتقول لي الكأسُ : حرامٌ أن أهذي في طهرِ بكارتها /
سأعيدُ نضارتَها للوقتِ الباكي في رئتي َّ/
أغنِّي كي يسمعني العالمُ /
أني رهنُ إشارتِها في ميثاقِ الرعدِ وخلخلةِ البرقِ /
وفي غفرانِ تفجُّرِها ندماً /
في عفَّةِ ألغازِ طهارتها /
فالنساجون يحيكون الصوفَ بأقمارِ حكايتها /
ويغنونَ لنجدتِها / يبكونَ على ندمٍ يتفشّى كالطفْحِ على جلدِ حكايتها/ وتغيبُ بمرمرِ أيامٍ تسخطُ أكثرَ من غثيانٍ / تشقى في التيهِ / تحبُّ اليأسَ ، وتكتظُّ بأثمانٍ تدفعها / وتموتُ لتحيا .. فوقَ أصابعيَ التعْبى حرفاً وعلى أوراقي الصفراءِ قصائد .

ج /

يتنفسني الوقتُ /
هلمَّ إلى نرجسةِ الظلِّ /
تعلِّي شأوَ جدارتِها /
ترسمُ عشقاً في الرملِ اللاّهبِ قربَ الماءِْ .

وتغيبُ عن الشطآنِ . فيمحو الماءُ خيوطََ الشكلِ / ويغلي الرملُ بجمْرِ الأسماءِ .

هلمَّ
أيا رمْلُ /
تعالَ أريكَ الشوكَ
بعرشِ الماءِ يزغردُ للتيهِ
وللصحراءِِ / هلمَّ أيا رملُ / أريكَ
النبضَ المتجعِّدَ في لُهْثِ الغيبِ / أريكَ
الغيْبَ / وصحوَ النرجسِ في لمعةِ غثيانِ الشعرِ
/ أريكَ الشعرَ على حمَّالاتِ القبرِ بلا حنَّاء / هلمَّ أيا
رملُ / أريكَ صحارى روحي / عرَّشَ فيها القرُّ / تنفَّسَ
بردٌ في صدغيََّ / انشقَّ الغيبُ عن الماءِ كطيفِ الضوءِ / وهاجرَ قبل
سمائي ، بعد سمائي في رملِ الصحراءِ / هلمَّ أيا رملُ : أنا بحرٌ نشَّفه
الوجدُ / وعفةُ وجدي قهرٌ/ كفرُ حنيني إيمانٌ / ودمي آيلُ للموت على أعتابِ الارجاءِ / هلمَّأيا رملُ / أصكُّ دمي فجراً للماءِ / وورداً للأسماءِ /
وقرباناً للميناءِ / وشفراتِ يقين الحنَّاءِ / أصكُّ دمي تابوتاً للصحراءِ/
هلمَّ أيا رملُ : / نحيبي من فرْطِ النجوي لحبيبي / والنجوى رجفةُ
شرياني / في سقْطِ الزنْدِ / وميلادِ الروح على أعتابِ نشيدي
/ وحبيبي ربعٌ خالٍ في شكِّ الأيامِ / على كلِّ جفافِ الريقِ /
جفافِ الأرضِ / جفافِ نشيدي / فهلمَّ أيا رملُ /
يتنفَّسُني
الوقتُ / ستندمُ
إن شعَّثَ روحي الهجرُ
/ ستندمُ إنْ غطَّتْ جثتيَ البكرَ أغاني
السمَّارِ / وإنْ كشفتْ عن جرحي الأزهارَ / أو
دخلتْ كلُّ الأشجارِ / حداداً في تعبِ الروحِ على شِعْرٍ أودى
فيصلَ

في لحْنِ الموتِ على إيقاعِ الأوتارِ /

هلمَّ
أيا رملُ /
حملتُكَ سبعاً
في رحمِ أنيني
وتوضأتُ بنجوى
الريحِ / وغازلتُ الصمتَ
/ تهدَّجَ قلبي في صوتي /
ورفعتُ دعاءاتِ الحمّى / للهتْكِ
المطعونِ / تنفَّستُ جحيمَ الزرقةِ
في الهجْرِ / وفي البحرِ ، وفي الصحراءِ .
هلمَّ
أيا رملُ
كتابُ التقوى
في مدني قبرُ الأسماءِ
وعرَّشَ ليلي قبلَ الفجرِ/ تنبأني
السرُّ أعيشُ على تقوى العشقِ ورهْفِ الكلمةِ
في الصوتِ / هلمَّ أيا رملُ / أَسْمعْني هبَّةَ ريحِ النارِ
ونارَ القيْظِ تُحضِّرُ لي رعْشَ الأسماءِ بنيرانِ الشعراءأسمعني
رنَّةَ صوتٍ يربحني / ويضمِّدُ ماءَ عيوني في طوفانِ بكاءِ الصحراءِ
هلمَّ
هلمَّ
أيا وجدُ
رتِّقْ ما فاتَ
من النجوى أسعفني
بيقينٍ هل عمري كذبةُ عرَّافٍ
ملَّ من السوسن في عمرِ السوسن
في كذبةِ فانوسِ السوسن /في ليل السوسنِ /
شرحِ السوسنِ للسوسن جندلةِ الحلمِ على نغمِ السوسن
وديانٌ وسهولٌ وجبالٌ / انتحرتْ في عرشِ الصبَّارِ بكاءً في عمرٍ كبَّلَ آسَ القبرِ على
عرشِ
السوسنِ /
ميقاتُ وجودي
غيَّرَ أسماءَ العمرِ/
وشكْلَ الأرضِ / وميزانَ
الطبعِ / وأفئدةِ الحرفِ بنارٍ من
جبروتِ الأسماءِ على تعبِ الأسماءِ
ونارِ الجبروتِ / يموتُ الشعرُ/ وموتِ الشعراءِ
على ميقاتِ اللهفةِ في رشفِ مياهِ جنونِ الحزنِ ورشفِ
لهيبِ الشكوى ..دون جوابٍ / أيُّ العمرين أنا : ماءٌ في نارِ الصحراءِ ؟!
أم نارٌ في ماءِ الصحراء ؟! يتقلَّدُني الشكُّ كريقي .. تتعبُ مني الأيامُ ويزهرُ في دمعي بستانُ نجومٍ / وهمي يترجَّلُ أو ينزلُ من عرشِ التقوى حتى جبروتِ نحيبي فيكِ ،أرتعشُ الآنَ / أحسُّ دمي يرتعشُ الآنَ / برداً وسلاماً يا نارَ فكوني / أو كون ي ناراًوسلاماً / كي أتنبأ في نرجسةِ الموتِ / وصحو جبيني في نارِ الأشلاء / مطعونٌ فيكِ / وأرقبُ نجوى الله إلى الأيامِ / وأغفو من علَّة عشقي.. موتي تحت أنين الرملِ / أنينِ البحرِ ،
وفوقَ دماءِ الغربانِ / تهدَّجَ صوتي بينَ ثنايا صبحٍ ملَّمن الغفرانِ / وملَّ نداءَ الفجر ِ على تعبِ الأنواءِ / مطعونٌ فيكِ / أرتِّلُ آياتِ
الشطآنِ / أرتَّلُ آياتِ القنَّبِ في نارِ الخلجانِ / وأفضحُ
ترتيلَ الغيبِ ، وأسرارَ الماءِ .. النارِ
.. الص حراءِ / وأفضحُ أسرارَ
نجومِ العمرِ، وأسرارَ
الكهانْ .

7 - 8 - 9 / 8 / 2001

* * *

العبث السكران

مُرْتَهِنٌ بالغِبْطَةِ ، أشْرَبُ ماءً دَنِسَاً ، وأسوِّي خِصْلَةَ شَعْرِ التاريخِ ، ليبدوَ أكْثَرَ إشْراقاً في الموتِ ، وأبقى مُسْتَتِراً في العمرِ / أُشَذِبُ عُمْرَ الوجعِ ، أَجْعَلهُ رَهْناً لِمُبايَعَةِ الروحِ وأَكْتُبُ إعْلاناتِ الفقرِ وأَنْحَتُ معنى الأيامْ .
مُرْتَهِنٌ بالغِبْطَةِ ، يَفْرِدُني ماءُ الفجرِ ، ويَعْصُرُني الليلُ ، وأَنْشَفُ قَبْلَ جفافِ الصيْفِ على كُمِّ الليّلِ / يتستَّرُ فيَّ الويْلُ / يَقْرأُ فاتِحَتي / يكبرُ في طُهْرِ مساماتي / يَلْبَسُني كالشعرِ/ يُرَتَّقُ عافيتي كالعِشْقِ / يُقَرِّبُها مِنّي / وتغيبُ / وأعرفُ أنِّي لن ألقاها ثانيةً / وأغيبُ

. تُمْطِرُني
الحَيْرَةُ بالدفْلَى /
مولا تي : كَمْ عمرُ
الحيرةِ ؟! كَمْ عُمْرُ الموْتِ ؟!
وكَمْ عمرُ الشَهْوَةِ في لبلابِ غيابِكِ ؟!
مولاتي :
انْقَهَرَ الفجرُ /
وسالتْ دَمْعَتُهُ في عينيَّ /
انْكَمَشَتْ لَحْظَتُهُ في جرحي /
فأضاءَ الكون.
مولاتي :
انْهَزَمَ الوَقْتُ /
تَبَرَّجَ بالممنوعِ مِنَ
الصمْتِ / وبالممنوعِ مِنَ
القهْرِ / وبالممنوعِ مِنَ الأيام .

شُدِّي رَحْلَكِ للغَيْبِ / تَفَشَّي في جسدي زَيْتاً / طاعوناً للعشقِ / تفشي ضربةَ شمسٍ / ضربةَ موتٍ لا فرقَ / فكلُّ أغاني الموتِ تُبَايِعُني في الشعرِ .. وفي النثرِ / وخَصْرُكِ أبْقَى / فتفشَّي فيَّ غياباً / حُلْكَةَ دَهْرٍ لا يُشْفى / ضَرْبَةَ عَصْرٍ لا يَنْصَلِحُ بِهِ الْحالُ / ومالتْ كُلُّ قوافلِ حزن الدنيا في عينيَّ .

مولاتي : وجعي باخرةٌ حطَّتْ في ترْحالِ القلب

ِ /

وحطَّتْ في صحراءِ الرمل / فكيف أسافرُ
في بحرٍ لا يعرِفُني ؟ ! هَلْ
يعرِفُكِ البحرُ ؟!
مولاتي :
سكتتْ دنيايَ
عن العفَّةِ /
صوتُكِ أبْهى من عفَّةِ
هذا العصرِ .. وأصْفَى مِنْ
عَذْبِ الهجْرِ .. فلا تَقْترِبي .. لا..
لا .. لا تقْترِبي … حتى ينْكويَ الحرُّ
بنيرانِ جنوني / أوْ يحْتَرِقَ العمرُ بأنفاسِ أنيني .

مُغْتَبِطٌ باللَّهْفَةِ / مُرْتَهِنٌ بالغِبْطَةِ / أعْلو فوقَ صراخِ جراحي / لا أمشي للميعادِ .. ولا أقْدِرُ أنْ أمْشي دونَ نداءٍ يفْضَحُ وجهَ العرْيِ بقلبِكِ .. حتى يتسنَّى للعَبَثِ السَّكْرانِ / لأنْ يَطْفو فوقَ هِضَابِ التِيهِ ومرجان الخلجان .

قلادة الموتى

خارجٌ عن طواعيةِ الظلِّ ، قلبي رهينُ الضياءِ / وخطوتي الجمرُ بين الندى والسماءِ / وحلمي ضفافُ العراءْ .
كيفَ لي أن أعتقَ نبضَ الهواءِ / وارجعَ ما كانَ في الظلِّ ظلاً ، وفي الجمرِ جمراً ، وفي ذكرياتي الرجاءْ ؟!
خارجٌ عن طواعيةِ الظلِّ / أرمي التواريخَ من شرفةٍ للقطاراتِ / أعلو.. وأعلو .. فوقَ انتهائي ، وفوقَ البلاءِ .
يستغيثُ دمي المستجيرُ بحنطتِها .. وشموعِ القصيدةِ / يخضرُّ رجْعُ الحنينِ / وأمشي بخطوتِها ؛ فتُبْصِرُني في رمادِ الزنازين ورداً .. وأبصِرُها في رمادِ القصائدِ ضوءاً .. فيلتحم الخافقان .

هيئي للقصيدةِ معطفَها /
فالثيابُ خؤونة /
والحلمُ يلبسُ جوعي ، ( وتنفلتُ التسميات ) .


يا قلادة موتاي / لمعُكِ أمْ فتنةٌ في البصر ؟! أشعلتْ كلَّ غاباتِ شعري / وطاوَعَها السحرُ والليلُ ، والشعرُ والويلُ ، والقهرُ، والفجرُ ، والرملُ بعدَ جفافِ المطر .
يا قلادة موتاي / أحلامهم في الزنازين / تبكي جفافَ المسراتِ / تستبقُ الريحَ في شفةِ الطيران .
غريبٌ عن العشِّ / صارَ لقلبي جناحان /
والأفقُ يعلو .. ويعلو .. فتخفقُ في قامتي وردتان /
على شفةِ الزعفران /
سماءٌ لعرش القصيدةِ / سيدةٌ عذبةٌ في تآخي الجنونِ .. وعفَّةِ ناي الزمان /
وأغنيةٌ برْعَمتْ سيدَ الريحِ / والطيرُ يأسره الطيران .
يا قلادة موتاي / يشربني البعدُ / أجثو كما عفَّةِ البرقِ / يتسعُ العمرُ للساخطين وللعاشقين .

كيفَ لي أن أسوِّيَ هندامَ موتي / وأسرعَ في لمسِ أقدامها / لا لاحتدامِ اصطكاكِ عظامي / على رجفةِ النورِ في نهدها / إنما ..؟! إنما ..لارتعاشي الأكيدِ على ساحلٍ في نبوءةِ معصمها .. فالولاءُ الطهورُ لها / ولها منجمُ الكيدِ .. يبني جدائلَ خطوتِها / ولها شبحٌ في دماءِ القصيدةِ / يرفعني لأقرِّبَها / فيصيرُ دمي سلماً لارتعاشةِ نهدتِها / وأطاولُ جرحي على ضيمِها / وأخبئُ دمعةَ روحي بمعصمِها / وأطيرُ لئلا تصيرَ الحمائمُ رهنَ جداول مغمورةٍ في زنازينِ بسمتها .


يا قلادة موتاي / يشتبكُ الثيبونَ / فأبني دياجيرَهم ليلةً … ليلةً / وأطيلُ قناديلَ أعمارهِمْ لمعةً .. لمعةً / وأطيلُ صباحاتِهم نبرةً .. نبرةً / ينجلي عن كمانِ فؤادي السوادُ / ويستوطنُ النورُ في غرفتي / فأراهم ؛
واحداً .. واحداً .. أرفعُ مثوى خطاهم / وأجلُّ الردى / وأجلُّ القطيعةَ في موتهم /

كيف أرفعُ عن نارِ أسمائِهم ثلجَ روحي ؟1
وكيفَ أعتِّقُ أصواتِهم في بقايا جروحي ؟1
وأبني لهم منزلاً في دمائي /
وأبني لهم شرفةً في نزيفِ قروحي ؟!
ويغتابني الدهرُ /
إن كمالي بهم بدعةٌ /
واجتياحي لعالمهم صرخةٌ في ثيابِ حروفي /


يا
قلادة موتاي /
كفَّنْتُ آسَ البراري /
بما امتلكتْ رئتي المستباحةُ
من عطشٍ / وشربتُ عصارةَ روحي /
أدمنتُ جوعَ البراري / وكفَّنتُ شعري / بما رتَّلتْهُ
حناجرُ نجوى حريقِ القيامةِ / أو سبَّحَتْ فيهِ أضرحةُ المعجزاتِ /
ومسَّتْ خطايَ دماءُ المسيحِ / أبحتُ القصيدةَ للريحِ / فتَّحْتُ شرفاتِها /
واستباني الحريقُ على دمعةٍ في عيونِ البراري .. أبحْتُ تفاصيلَها .. ونثرتُ يفاعتَها واشتكتني الحروفُ .. بكيتُ على سرِّ أنوالِها / أشعلتني خيوطُ حرائقِها .. في سرِّ أسماءَ أخرى / وغيَّرَ لوني الزمانُ / بكيتُ على سرِّ أوجاعِها / واصطفاني النشيدُ المؤجَّلُ راهبَ أوجاعِها / في جفافِ الضياءِ / أحبكِ .. لو تُهْتُ .. أو تاه عني الزمانُ / وأشْعَلَتِ
الريحُ مجرى الينابيعِ / تقمَّصْتُ ظلَّ الصحارى .. وناديتُ .. ناديتُ
كلَّ البراري / لتشْهَدَ أنِّي ربيعُ الينابيعِ .. أنِّيَ رهطُ
القطى في الضلوعِ .. وأنِّيَ نيسانُ حينَ يعزُّ
الزمانُ / وحين يعزُّ
المكان .

4 / 4 / 2000

* * *

أنوء بها وتنوء

أُسْرِجُ الليلَ ، جنَّازيَ الشعرُ ، مأتميَ القحْطُ في صُفْرَةِ الموتِ ، ورديَ شوكُ السنينِ ، ومائي امتثالُ الجفافِ لعفَّةِ قرِّ الصحارى أنوءُ بها وتنوءْ .
تحنو عليَّ الرياحُ ، أرْتَشِفُ الصبرَ ، مسكنُنا قصبٌ في الضبابِ ، يمرُّ على عجلٍ برْقُ أنثايَ ، يفْتَتِنُ البصرَ المرَّ ، أدنو من الهيمانِ الشقيِّ ، لأرفَعَ جنَّازَ هذي السماء / وأعترفُ الآنَ أني رهينُ الصحارى أنوءُ بها وتنووء .
وظلِّي المساءُ / على صرخةٍ في الجنازاتِ / توَّجني الآسُ زارعَهُ في امتدادِ الصحارى أنوءُ بها وتنوووء .

أشربُ من مائِها / يورقُ الجرحُ في القلبِ / أطفئُ نارَ العراءِ بصوتي / وأشعلُ قرَّ الصحارى أنوءُ بها وتنووووء .

أعرفُ صمْتَ المحبين .. والمجرمينَ / أفتِّشُ عن سببٍ لاقتناصِ الهدايةِ / أستعذبُ الصلواتِ على بابِ بكة / أنجو .. وينجو صفيرُ الرياحِ على شفةٍ للصحارى .. أنوءُ بها وتنوء .

فتنكسرُ الشمسُ فوقَ جبيني ، أخلِّدُ تسآلَها في جحيمِ السوادِ على شهقةٍ في دمٍ للصحارى .. أنوءُ بها .. وتنوووووء .
وقدَّاسُ لحْميَ يغْلِي / على جمْرَةِ الصلواتِ / أهيمُ بها وتهيمُ بليلِ الصحارى أنوءُ بها وتنووووووء .

أشذِّبُ عمرَ القطيعةِ في الرجْسِ / أرفعُ عنْهُ عباءَةَ روحي ،
أسيرُ على عفَّةِ الشوقِ منكسراً في جناحِ السؤالِ / ومكتملاً في براعَةِ إثْمِ الجوابِ بقلبِ الصحارى أنوءُ بها وتنوووووووء .
أقدِّمُ أعذارَ قلبيَ للريحِ / أسْتَكْتِبُ السحرَ في آيةٍ للقصيدةِ .. أسْكُبُ نارَ جنوني على لغةٍ تتشكَّلُ فيَّ صحارى أنوءُ بها وتنوء .
أعمِّدُ حرفاً بحرْفٍ ، وأجني مكائدَ عُنْدِ الزمانِ / أشذِّبُ نجوى الحروفِ / أعلِّمُها كيفَ تهمِسُ / أو كيفَ تبني لها كوخَ شوقٍ على ضَفَفٍ للصحارى أنوءُ بها وتنووووووووء .
حرفُ قتلايَ مشتَبِكٌ في وريدي / وصمتي غبارُ الحروبِ / على عجلٍ تتقدَّمُ الحافلاتُ .. وأفلتُ من قصَةٍ للهزيمةِ / أرفعُ منديلَها علماً / وأسيرُ لأحرقََهُ / ثمَّ أمضي إلى غايتي في انتشالِ حليبِ الرضاعةِ من بئرِ موتاي / أعلنُ أن لصوتي صحراءَه .. وأنوءُ بها وتنوووووووووء .
وأعشقُ طفلاً مضى .. وأتى عندَ بابِ فؤادي / يدندنُ بالرجسِ في آخرِ الدربِ / والدربُ سلَّمُهُ لصعودِ المنايا الغريرة .. على ريحِ إثميَ في بابِ صحراءَ حلمي أنوءُ بها .. وتنووووووووووء .
أيكفي نبوغُ الضحى .. لأكفِّنَ صحراءَ عمري ؟! ومشتبكٌ بأنينِ العذارى / أسبِّحُ باسمِ الذي لا سواهُ / أكفِّنُ عمري قبلَ المماتِ / وأعلنُ فاتحتي في تخومِ النهايةِ / علَّ الرجاءَ يشطُّ عن القحْطِ في ندمٍ للصحارى أنوءُ .. بها .. وتنوووووووووووء .
مدْنَفٌ وعنيدٌ / أتدثَّرُ بالذكرياتِ / وأرفعُ صوتي مَهْرَاً لعمرِ اللغاتِ / فتنكَمِشُ التسمياتُ على بابِ جرحِ الصحارى أنوءُ بها وتنووووووووووووء
عاشقٌ ونبيٌّ / أغذِّي قوافي العبورِ الأخيرِ إلى شطِّها في الرمالِ المهيضةِ / لم تترجرج قدَّامَ صوتِ الكهانةِ .. أوْ رسمتْ بابَ قيصرَ في حبِّهِ ومعاركِهِ لاكتشافِ الطبيعةِ في ظلِّ مسغبةٍ فاضَ عنها البكاءُ على وجهِ صحراءَ لا ترتقي للعنادِ أنوءُ بها وتنوووووووووووووء.

7 / 4 / 2000

* * *

أنتِ .. أم نايُ العراء

... ولربما انطفأتْ نجومُ الليلِ ، لكنَّ الحريقَ بقلبي المكسورِ مشتعلٌ ، يؤرِّخُ ما دنا من يقضةِ الأضدادِ / يختلطُ السديمُ عليَّ / أبني من رمادِ النورِ مشكاةَ لعرسي في العراء.
وغوايتي جدلُ الضياءِ / زنابقٌ لضريح موتي / والهباءُ ظلالُ وجدٍ في المساء .
... ولربما انطفأتْ عيوني قبلَ رؤيتِها / فأربأُ بالضياءِ / يمرُّ غيمٌ في جبيني / تنزفُ الأمطارُ من رئتي / وجوعُ الأرضِ يقْطُرُ من دمي .
ثمَّ يشرقُ من وريدي
جسدٌ يضيءُ على الملأ / وجنازةٌ تمشي بأوردتي / من أوَّلِ الأيامِ / حتى باقةِ الوقتِ المبعثرِ / في المجيءِ .. وفي الذهابِ / على دروبٍ من صدأ .
غيمٌ يمرُّ ولا مطر / مطرٌ يغيبُ ولا شجر / عمرٌ يغيبُ ولا مساءٌ في السهر .
والليلُ أضواهُ الحريقُ / على مفارزَ في جنونِ العفَّةِ الخضراءِ / في لحنِ الهباء .
يا عُمْرُ قَدْ أرَّخْتَنا وجعاً لميلادِ العطاءِ / ورفعتَ نرجسَ روحنا التعبى إلى ميناءِ ذُلٍّ لا يعي خفقَ الرياحِ / ولا يلمُّ صدى الرعاةِ .

ونحنُ نمجِّدُ المطرَ الخؤونَ .. ونرتقي لمدامعِ العشَّاقِ في نجوى الهباء


والَّلحنُ يعزفني دماراً في البناءِ
ولم أهيئْ قامتي للريحِ أو أُسْجي تحياتي وأوراقي لنجوى الداءِ .
هوَّمنا صراخُ البعدِ في رجْفِ القصائدِ ؛ مسَّنا شبحُ الخفاءِ
ونازلتنا غيلةٌ أسبابُ هذا الداء .
.. ولربما انطفأتْ رياحُ الزمهريرِ / على جراحِ النورِ ؛ أرَّخنا صباحٌ ضائعٌ / مسَّنا خوفُ الوداع ِ وملّنا إثمُ الضياعِ / وغلَّنا بردُ اللقاءِ ونازلتنا محنةٌ كَبُرَتْ عن الدنيا / وأسرفت البقاء .

هي
كالهديلِ
لها جراحُ الصبرِ /
أشرعةٌ تسافرُ .. لا تجئُ ..


ومحنةٌ تلدُ الرغيفُ برحمِ فلسٍ لا يساومُ قيدَ أنملةٍ جراحَ الماء
أو رعشَ الصدى في العمرِ ؛ أو ناي الردى في رجفةِ الشعراء .
ولربما نطقتْ مساماتي بما لم أستطع ، غنّتْ شهيقَ ترددي ،
رجفتْ على أعطافِ لذتنا ، وباعدت الدروبُ مدى / في قصةٍ رجفتْ على أعطافِ عودٍ لا يليقُ .. ولا يهون .
...ولربما نهدتْ سفرجلةٌ بضلعي /
أرَّخَ المتسكعونَ جنازةَ الصبحِ القريبِ ،
ومالَ ظلُّ الكونِ في الوطنِ الحبيبِ / وما نطقتُ سدىً .. ولكني القتيلُ على القتيل ِ .. على القتيلِ / بلا حبيبٍ أرَّخَ الحكماءُ قولي / واستجارتْ في حروفي فلسفاتُ العشقِ /
وانهمرَ النزيفُ على عروقي .
كيف أنسى .. كيف أُشفى ؟! والبريق على جراحي /
كلّلَ الاسمَ الطريَّ ندىً لروحي
واستجارَ الغيمُ في لفحِ الحريقِ على حريقي /

أنتِ !
أم شبحُ
الضنونِ
على حروفي !


أنتِ ! أم نايُ العراءِ !
كفَّنني الموتُ قبلَ الرحيلِ / وبعدَ مساءِ الفناءِ /
حروفي قلائدُ موتِ الرجاءِ /
وشعري انكبابُ الضياءِ على عتباتِ القضاءِ
يتوِّجُني الآسُ مهراً
لعفَّته ألفُ عرسٍ /
بلا امرأةٍ لا تجيدُ البكاء .
… ولربما انطفأتْ نجومُ الليلِ لكنَّ القضاء /
فتَّح شارعَ الهجرِ المريرِ /
وأدنى كبرياءَ الحلمِ في وردِ الندى /
وانتحارِ

ا
ل
ش
ع
ر
اء .

2 / 5 / 2000

* * *

عكازة الزمن

في القناديلِ متسعٌ للضياءِ / أرمي رؤايَ على ظلمةٍ للكهوفِ / تئنُّ الصخورُ/ ويجأرُ في دمعِها ماردٌ / ليس ضعفي الذي يتهدَّلُ في الريحِ / ليسَ أنا المستباحُ الجريح .
نادلني الأفقُ / كان الندى في لهاثي يبوحُ /
وقلبي يفرُّ من الخفقانِ .. ولا يستريح .

أكوي الفراغَ ببردِ روحي / مالَ تيهُ الناسِ عن وجعي / وأدمتني قروحي .


نامَ حسونٌ بقلبي /
واستراحتْ قصَّتي / وتقمصتني لهفةٌ في الريحِ /
أدمتني / وهاجتْ في صروحي .
كفَّنتْ نعشَ اللقاءِ /
وما أباحتْ سرَّ روحي

متعبٌ .. ونواحُ أحجارِ البلادِ .. نواحُ روحي .
متعبٌ .. وقلادةُ الموتى ترتِّلُ حزنَ أيامي وميلادَ احتضاري في السهوبِ .. وفي الجبالِ .. وفي الصروحِ / ملَّني موتُ السؤالِ / وأيُّنا يبغي مناجاةَ السؤالِ على الضريحِ ؟!
أنثني للجمرِ في وهجِ الحروفِ .. تشدني للريحِ / أستبقُ المسافةََ / أعرفُ الترحالَ من صغرٍ / أضيعُ مع المدى / جلدي عباءاتٌ لموتٍ / أرتقي
لسلالمِ الوجعِ الأكيدِ / من المخاضِ مع الولادة .
كُنْ كما تبغي / فأبغي مصرعي .. وجنونَ روحي .
علمتني النارُ أن أنسى / على وهجِ الحريقِ ثلوجَ روحي .


كبلتني
آسةُ الموتِ /
وأعلتْ من سقوفِ
منيَّتي ومدارَ ريحي .
والحكايةُ كلُّها من غَمْدِ سَيْفٍ في
النزيفِ / ومن حرائقَ أشْعَلَتْ صَخْرَاً
بِكَهْفي والتُرابَ على جُنوحِي . شَيَّعَتْنِي
آيةُ الصحراءِ / فانتفضَ الترابُ على الكفن
وتمنَّعتْ ، كغزالةٍ مَطْعونَةٍ في الموْتِ ؛ روحي .


يا موتُ قَد أخذَتْ حكايتُنا الترابَ / وعلَّلتْ مَجْدَ الخُلودِ بموسمِ الذكرى / وأنتَ البارعُ الأقوى / وأنتَ الشارحُ التًقْوى / وأنتَ الفارِعُ الأَنْقى / وأنتَ المارقُ الخُطُواتِ / فيكَ نَكيلُ ما لا يُسْتَهَانُ بِهِ مِنْ عُمْرِنا ونظلُّ للأبْقَى .
يا مَوْتُ كُنْ لِدِرايَةِ العُشَّاقِ / أوْ لِغِوايَةِ الخَوْفِ الضَريرِ .. / ولِلْخِيانَةِ
كُنْ للقاتلينَ بِلا دِرايَةِ / لِلْراحِلينَ بِلا وصَايا / للعازِفينَ بلا سَبَبْ /
عَنْ فِطْرَةِ اللَّوْنِ / وعَنْ قَصَبِ اللَّهَبْ .
يا موتُ كُنْ عُمْرَاً لِنَهْرٍ عاشقٍ بدَمِي / وكُنْ مَجْداً لليْلٍ فاسِقٍ في عُتْمَةِ الْعَدَمِ / وكُنْ ما شِئْتَ / لكنِّي أنا الراعي / وأنتَ القادِمُ المحمولُ في عُكَّازَةِ الزَمَنِ / على كَفَني / وكُنْ ما شِئتَ أَنْسابَاً على نَسَبٍ بِلا نَسَبِ .
لأَنِّي ما اسْتَطعْتُ غِوايَةِ الترْحَالِ في خطواتِكَ العجْلَى / أُكَفِّنُ آيَةَ الرؤيا لأَخْرُجَ مِنْكَ / محْمولاً على خشَبِ.

7 / 5 / 2000

* * *

باب الخليفة

لم أدنُ من بابِ الخليفةِ /
كي أُعَلَّقَ من رموشِ الهدبِ في الساحات
لم أرفع شعاراً ثَيِّبَاً /
ولم أكذب على أحدٍ / ولم أسْرِقْ /
ولم أضحك بلا سببٍ / ولم أبكِ بلا سببٍ /
ولم أعجن طحينَ الجوعِ بالتقوى /
ولم أشبع على طبقٍ /
ولم أنطق بما لا يستهان به /
ولم أشفق على الجوعى / ولا المرضى / ولا الأسرى / ولا الجرحى /
ولم أهتف بما لا يسمح القانون /
ملعونٌ هو القانون /
ملعون هو الثوبُ الذي يستر
جراحَ العمرِ /
ملعونٌ هو الشعرُ الذي يرعى حقولَ الجوع /
يسمعُ صرخةَ الوحدة
// بلا ردَّة //
وملعونٌ هو الثوبُ الذي يبكي على الجسدِ /
أَمَا مِنْ قصةٍ تُدْمي بقايا الروحِ في الكمدِ ؟!
لم أكتب دمَ الشهداءِ في الرايات /
لم أكتب دمَ العصيانِ في الساحات /
كانت فاقتي إثمُ الزمان /
فصارَ همِّي أن أبيحَ غوايتي للريح /
ولا أُجِّرُ ناقتي للتسميات
لم أحلف سُداً بالغيبِ /
لم أقطع جواباً للسؤالِ /
ولم أسأل
ولم أقم ضمأي على مرِّ الوصال /
تعبتُ من حلمي / ومن كرْبِ المحالِ /
تعبتُ من ورقي وشعري والكلام /
تعبتُ من دبقِ السؤالِ /
وكادَ أن يقفَ الزمانُ على جنوني
في الأخيرِ من السعالِ على فراشِ الموتِ أشهقُ /
تشهقُ الدنيا معي
ونغيبُ في فجرٍ أسيرٍ
بين مدِّ الاحتلالِ / وبين ماءِ الاكتمال
لم أدن من بابِ الخليفة /
ناسكاً ..
أو جاحداً /
أو مادحاً
لكنَّ السؤالَ يموتُ في قلبي ..
ولا يصلُ الشفاه .

27 / 6 / 2000

شجر الخرائط

.. وأحبُّ أن أمشي بلا سببٍ إلى سببٍ برجفِ النارِ في دمعِ الردى /


ردَّ الصدى خطوي ؛ / وشاكلني المقدسُ في العراءِ وفي الفدى / وطويتُ ما يرثُ المغيبَ / زوادتي في التيهِ ؛ أو صوتُ الصدى / رجفتْ بأوردتي
عرائسُ من خزامى ؛ حاصرتْ وجعي / ولوَّنتِ الدروبَ
بقمحِ أثداءٍ لها تعبُ الندامى . شدني رهطُ
الحروفِ إلى مباهجِها .. وأسكَرَني
المدى نَهِماً تقيّاً ، في العراءِ
كأنني فجْرُ السُدى ..
وكأنني
شالٌ
على جُرْحٍ يصلِّي متعةَ
الأضدادِ / بين التلِّ والسهْلِ
الممدَّدِ كالجنونِ على سكاكينِ الهدى .


مطرٌ على رملٍ بكى / فأضاءَ قلبَ الأرضِ / والأرضُ الفراشةُ بينَ ريحِ الهجْرِ .. والجُنْدِ المدججِ بالردى .
وطنٌ على خيطِ التذكُّرِ في المواسمِ / ينبني .. ويموت ُ / ثمَّ يقومُ بعدَ قيامةِ الأحبابِ كي يجدَ المنونَ تبهرجوا بالسرِّ / لكنَّ الأغاني قد تخونُ .. / وقد تُحابي الذكريات.

للسرِّ آياتٌ / وآياتٌ على وشمِ الرعاةِ / ولقبلتي فحمُ النجاة .


صلَّيْتُ ما يكْفِي على وجعِ القصيدةِ / في الدروبِ .. وفي التلالِ .. وفي الفلاة
صلَّيتُ ما يكفي على جرحِ الورق / فانشقَّ قلبي واحترق
عجباً أرتِّقُ مُتْعَتي / والأرضُ كالنيرانِ يبلَعُها الورق
لا غصَّةٌ تُدْمي / ولا قلْبٌ خفقْ
مسَّادَةٌ جرحي الذي أحيا به / ولجرحِها وردُ الحبق
صليْتُ ما يكفي على نارِ القصيدةِ / كانت الدفلى دعاءي / وحنَّاء البراري نارَ فاتحتي / فخلَّدْتُ الدجى .. فجراً / وآختني الصواري ..

هناك / قربَ البحرِ / كان مقهىً يستجيرُ من السجائرِ والمقاعدِ / لا يُشقُّ لهُ غبارٌ / في انكسارِ الذكرياتِ على انكساري / غريباً كنْتُ مثلَ الفجرِ / والمقهى يئنُّ على انتظاري


أحدٌ
يعمِّرُ في الشرابِ
الروحُ تسْهَرُ .. ثمَّ تصحو /
والبوارجُ لا تنام .


كأنَّ في الدنيا خصاماً / بينَ مدِّ الجزرِ .. والبحرِ الذي يهفو إلى نومٍ .. ينامُ الموجُ / والأسماكُ فيهِ تنام / وهو المعلَّلُ بالصدى ..لا ينام

كتبوكَ في مَجْدِ المطر
وعلى الأثر /
قد كبَّلوكَ بألفِ سيفٍ /
شرَّحوكَ .. وشرَّعوكَ إلى المدى / لم تنتحر !!


رسموكَ في شجرِ الخرائط / علَّقوكَ إلى المدى جوعاً ونفطاً أو بضاعةَ فاسدة .

سمكٌ يشعُّ بلونِ أطفالٍ عُراة ..
أينَ النجاة ؟!
عبأوكَ .. تقاسموكَ .. ووزَّعوكَ .. ولم تجدْ وطناً بغيرِ طغاة


يا بحرُ .. يا ندمَ الجفافِ .. وعفَّة المأوى / على قيضِ الليالي ..

يا
رحيم
الأب / ويا
كليم الأم .... يا
نبعَ المخاوفِ في الرذاذِ /
ويا سلوكَ الأولين إلى التصالحِ ..
يا رجيمَ التسمياتِ بعمرِ هذا الفجر/ يا
نجوى الهلاكِ / ويا نديمَ المبحرين / الساهرين /
العاشقين .. النازحين .. الخارجين على البلادِ .. الرافعين
طلاسمَ الكهنوتِ في رمدِ السنينِ / ويا رفاتَ العمرِ .. يا ملكَ الحياةِ /
أنتِ البحرُ / كانتْ غايتي / فغدوتِ إ سمي/ ومرساةِ الخلاص / أستبيحُ
جِنَانَكِ الخضراءَ / أستفتي مسامَ الغيبِ /في شفقِ الملذَّاتِ السكارى / نهدُكِ الخلاَّقُ يوجعني .. ويرجعُني /
طفلاً
بغيرِ
متاعبٍ /
وبشاربٍ /ودمٍ حنون .

24 / 7 / 2000

* * *

بيت في وشم الخريف

لم أبدأ من الرمزِ المعتَّقِ في أساطيرِ الحنينِ ، أو الجنونِ ، على غُبارِ التسمياتِ .. ولم أمرَّ سدىً على ليلي لألهثَ بالنجاة .
لم أبدأ لأقبضَ معولَ الأيامِ وهي تقولُ حكمتَها إلى حقلِ الرعاة /
الذكرياتُ تعتَّقتْ في الكهفِ / لم تَجِدِ الصدى في الرملِ .. أو في الماءِ /
كأنَّ البحرَ ينقبضُ / الفراشةَ لا تموت .
هيِّئي زمناً لأولدَ فالمدى جفَّتْ مفاصلُهُ / وأورقَ في دمي طوقُ النجاة .
لم أبدأ من الزمنِ المعتَّقِ / كانت امرأةً مشتْ / بينَ انفجارِ الماءِ والنارِ / التوَتْ بينَ التكهُّنِ في الولادةِ والدمار .

عتَّقْت البشائرَ في دمِ البحَّارِ.. ما وصلتْ !
وأسدلتْ النهارَ على الغبارِ /
أسدلتْ النهارَ على الحياةِ .. ورتَّبتْ سرَّ القناعةِ /
فردوْسُها طوقُ النجاةِ /
أو ريشُ عصفورٍ على هُدْبٍ بحلْمٍ طيَّرتْهُ .. وطارَ /
بينَ المدى والغار .


ورتَّبتْ مأوى الغرامِ .. ومدفنَ الموتى / ورايةَ أنْ نكونَ على جناحِ العمرِ مقهورين بالوجعِ المعتَّقِ / بالردى من غيْرِ ميعادٍ / وبالعمرِ الشريدِ على جناحِ حمامةٍ فوقَ الطغاةِ / وتحْتَ أجنحةِ النهار .
حالتي وجعُ المرايا في الوجوهِ / كِتابَةٌ تَلِدُ الحرائقَ في حريرِ الحُلْمِ /
تُسْدِلُ آخرَ الذكرى على تعبِ البدايةِ / والبدايةُ ليسَ لغزُ الأقدمين !
وكانت امرأةً تحبُّ النايَ والزيتونَ / تَسْقِي الجرحَ ما ملكتْ من الدمعِ الهتينِ .. وتوجعُ العينينِ .. لا هدبٌ يسلِّمُ أو جبين / وتقْتَفي سرَّ النبوءاتِ الحيارى / كيفَ يمشي في الفلاةِ ؟ ! وكانتْ امرأةً .. تقتِّرُ في الذهب / لأكونَ في جرح ٍ على نارِ اللَّهبْ

كانتْ امرأةً تغني الماءَ في دمعِ العيونِ / وتقرأُ الدنيا بلا عتبٍ على قَصَبِ الغضَبْ .
كانتْ امرأةً من الماءِ المفرْ دَسِ / تنزَّلَ في إهابِ الشكْلِ / تتسعُ اليفاعةُ في الطحينِ / وكانتْ امرأةً / من حنينِ الأرضِ للرُسُلِ / ومن ياقوتِ نيرانِ التعب / كانتْ امرأةً .. سمَّيْتُها .. سمَّيْتُها امرأةً / وكفرْتُ بالشيطانِ / أرْجَعَني المقدسُ للندى في خَفْقَةِ الخلجانِ / سمَّيْتُها .. وركضتُ في دربِ الرجاءِ / تعبتُ وانكسرتْ مجاديفي / لوَّنتُ من عتبٍ جراحَ الماءِ ، بايعتُ الدروبَ بأنْ أُغَنِّي الذكرياتِ / وشحَّ صوتي ، هلَّلَ المتبجلونَ : عباءةُ السلطانِ تتَّسِعُ الجدارياتِ .. خفْضَ الدمعِ في ماءِ الإناءِ ونارَ الشعرِ .. والتَقْوى على رجْفِ البلاء .ِ
صدَّقوكَ .. وكذَّبوا المَنْفى وناموا / مثلَ أسرى في حدائقَ لا تُحِبُّ الزائرينَ


صدَّقوكَ .. ومجدوا غَدَهُمْ / فبارَكَهُم بلاءٌ للبطالةِ في كهوفِ العمرِ ..
أرْجَعَهُم لماضيهم يؤوَّلُ / بينَ الحقائبِ والدموعِ . عَبَاءَةُ
السلطانِ تتَّسِعُ الجدارياتِ .. نارَ الشعرِ والتقْوى
على رجفِ البلاءِ / تتسعُ الأرامِلَ والثواكِلَ
.. واليتامى / والأثافيَّ اللواتي
كنَّ سُفْعَاً / : ( غولٌ
، وعنقاءٌ ، وخلٌ
لا يفي )


أشرقْتُ في داءٍ عصيٍّ / لُغْزُهُ وجهُ الزمانِ / قيافةُ القهْرِ المدوَّنِ في سجلاَّتِ الزنازينِ التي إنْ أومأتْ غضَّتْ / وإنْ فُتِحَتْ تناسَلَ من خيوطِ نهارِها ليلٌ طويل .
لم أبدأ من الرمزِ المعتَّقِ .. كانت الذكرى جنونٌ / والمساءُ يعدُّ خطواتي لينتهيَ النهارُ على استغاثاتِ الدليل .
وتبعْتُ خطواتي ! فطارَ الدربُ / طارتْ أمنياتي في الوصولِ
وغرَّدتْ لغةٌ على نجوى الأفولِ / وتُهْتُ .. مِثْلَ يراعةِ الكهَّانِ في ندمِ العويلِ / بين منعطفينِ لاذا بالفرار .
شذَّبْتُ لهثيَ والغبارَ / أبصرْتُنِي نجوى على ذلِّ المحار / مَجَّدْتُ آياتٍ من الفردوسِ في لحمِ الترابِ / نسجْتُ إعصاراً من الغيبِ المحنَّطِ في الذهابِ وفي الإيابِ / تفتَّقتْ أشجانُ عمري .. لا الدمعُ ينقذُ ما تبقَّى من عيوني / لا سحابٌ طائشٌ في الدمعِ / لا عينٌ بكتْ في العمرِ /
إلا وأسدلتِ الجفافَ على المطر .
لم أبدأ من الرمزِ المعتَّقِ في أساطيرِ الحنينِ / تعبَ المنونُ / وكُلُّهُم تَعِبٌ بنجوى الصحوِ .. لا تذروا الرياحُ سوى مهالِكَ من تراب/

سمَّيْتُهَا .. وأبحْتُ روحي للعذابِ .
سمَّيْتُها .. وأبحْتُ للتاريخِ أسئلتي /
فاستلَّني يومي وآخاني الجدارُ على الحرابِ /
سمَّيْتُها / ورفعتُ زنْدِي
عن حِبالِ النرجسِ المغتالِ في لغتي /
وأرَّخْتُ المدارَ على جِرارِ الحزنِ .. /
لم أجد الجوابَ !
سمَّيْتُها .. فارْتَجَّ ريحُ الغيْبِ /


قُبَّةُ
صخرةٍ مالتْ
ونادتْ ، فاستحالَ الدربُ ماءً ،
والكتابُ على أعنَّةِ قدسهِ / وقداسةِ الحرفِ
المطهَّمِ فيهِ مالَ إلى الردى ثمَّ استحالَ إلى البريقِ
، وبالعقيقِ سأقرأُ الخلجانَ / بالفضيِّ من صلواتِ أحفادي /
وبالياقوتِ من سَجْدٍ على ذكرى لنجوى الريحِ ، في القدسيِّ من تاريخِ
ميلادي/ سأتلو ما تبقَّى من أساطيري / وبوحِ الشعرِ في نَهَمِ العقيقِ/ وأقرأُ
الخلجانَ / ما فَتئَتْ تُصَلِّي للردى .. والموتِ جوعاً للنباهَةِ في دَمِ الكُهَّانِ .. والكهانُ قد مالوا إلى غصنِ المحبَّةِ في سراطِ السلْمِ /
والحربُ امتنانٌ للذي يحيا بها .. ويدبِّجُ الغفران
صلَّيْتُ سبعاً من سنيِّ عذابِها ، وصُلبْتُ سبعاً في دَمِ
العنوان / مارستُ الطقوسَ بكلِّ عفَّتِها .. وحُرْقَتِها
/ ونَسَجْتُ أحلاماً من دمِ النسيان .. همَّشْتُ السنينَ
، وأوْقَعَتْ لغتي جدارَ الشكِّ في رحمِ الأمان / ووقفْتُ
أسْتَبِقُ الزمانَ / لا مالَ في طبعي الوصولُ إلى الجنونِ ،
ولا الجنونُ تلطَّفَتْ صَيْحاتُهُ في خطوتي برَّ الأمان .



هي رفَّةُ الإعْتاقِ في نَهَمِ التشوُّقِ / وانسراحِ الغيْبِ في قَلْبِ المدى / وتؤَجِّلُ الأسماءَ / لا معنى لريحِ الوقتِ إلا في معاصِمِها / وهي العبارةُ إنْ مَشَتْ .. أو أسدلتْ وجعَ الزمانِ على الزمانْ / وهي الردى / والمستحيلُ من السُدى .. والمدلَهِمُّ من الأمان / وهي القليلُ من العليلِ على الجراحِ .. على الصدى ، وهي الكثيرُ من الأغاني في شراعِ الهمِّ والغفران .

أرَّخْتُ
ما يلدُ الجحيمُ ؛ ولم أمتْ
/ وطويتُ أرضَ اللهِ بحثاً عن أمانوتبعْتُ
أحلامي سُدىً : القبَّةُ الشمَّاءُ / نارُ الوقْتِ / برْدُ الروحِ
في سَجْدِ الضُحى / وحكايةُ الأشياءِ للأشياءِ / نورُ الصبحِ
للأسماءِ / والأسماءِ للشعراءِ / ماءُ الزمهريرِ من الحكايةِ / موسمٌ للقمحِ في بابِ الخليقةِ / عندَ الإيابِ من الحياةِ / وفي الذهابِ إلى الإيابِ / وفي


المماتِ من الحياةِ / وفي الحياةِ من المماتِ / جدارةُ النسيانِ في الذكرى / وضوءُ الريحِ في المعنى تجاعيدُ الترابِ على ضفافِ الروحِ .. سرَّةُالأرضِ
المكوَّرةِ المُنى والاشتهاء / جُنَّازِ الضياءِ / ومعبدُ الصلواتِ/ناموسُ التشفِّي
للبقاءِ .. بقاءُ عُمْرٍ في الرجاءِ / دموعُ اثنيين لا يعدو بكاؤُهُمُ الفناء /القبَّةُ
الشمَّاءُ / تَعْتَمرُ التويْجَ / وتنكأُ الجرحَ المُسَجَّى / نَهِماً يظلُّ الوقتُ / يالوعةً


بكت السنينَ / ويا جداراً هبَّ عن سكنٍ وساكنين .
لم
أبدأ من
الرمزِ المعتَّقِ
في دمِ التنين
غابتي احترقتْ وأشرعتي
تمجِّدُ خائطيها فعلامَ أدنو من
تباريحِ الأسى .. والريحُ فيها
للأرضِ ميعادٌ / ولي قوسُ الثواكلِ /
والتباريحُ الأغاني واليراعاتُ الحُبارى
في الأماني / علَّني أجدُ الهلاكَ على الملاذِ ..
على جدارٍ في الثواني / ملَّني ركْبُ الصحابِ ..
لأنني / شَغِفٌ بإيقاعِ الغواني والدروبُ / أرَّخَتِ
الخطى ولم تحفلْ/ بإيقاعِ الأغاني. هدَّني صوتان :
صوتُ أبي .. وطفلي/ وأشباحٌ هتكْتُ ستارَهنَّ / وما
أبحْتُ الوقْتَ في عُرْفِ النشيدِ فشقَّني سيفُ الثواني / كفَّنتْني
آيةُ الصحراءِ ما ارتجفتْ شراييني ولا دَفَقَ المخيَّمُ في وريدي .


آيتي ذُلُّ الكلامِ
على مفاتنَ من ورودِ العودِ ،
والأوتارُ أوردتي
على بستانِ ريقي /
شيَّعتْنِي آيةُ الصحراءِ حياً /
يرْتَقي لظلالِ شمسٍ في وريدي /
وأبني بيتيَ المجهولَ

في
وشْمِ
الخريفِ
على
و
ج
و
د
ي .

7 - 15 / 8 / 2000

* * *

الفضاء .. والطفل

فضاءٌ جارحٌ يُدْمي وصيَّةَ طفلِها / يدنو من الأبوابِ موصدةً / يعلِّقُ في ظلامِ الليلِ فانوساً / ويكْسِرُهُ .. ليَبْقى في الظلالْ .
فضاءٌ جارحٌ .. وأَمَرُّ منه الفجرُ في دَعَةِ الوصولِ إلى البلادِ .. ولا وصولْ / لقَّنْتُ كلَّ تمائمي بالسحرِ والوجدانِ / ما رفَّتْ جفونُ الغيْبِ / ما انتبذَ النبيذُ المرُّ من خفقانِ نشوتِها .. وآخَّرَها المصيرُ .. أمامَ عيني .. بعدَ هذا الموتِ / تَطْلعُ من زفيرِ الشوقِ .. من جمراتِ عشقٍ أجَّلَ الوعيَ الطهورَ ليرتقي درجاتِ هذا الحلمَ / في سَعَفِ الوصولِ إلى البدايةِ .. والبدايةُ : كُنْهُ عاشقةٍ تفرُّ معَ السحابِ / وتلتقي فيها القبابُ .. مع الدياناتِ القديمةِ .. والبدايةُ : ماردٌ يشقى بنرجسةٍ على تعبِ الفصولِ .. وما البدايةُ ؟!

كنزُ أُنثى ضيَّعَتْ ميلادَها ؟!
أو فارسٌ خلطَ الرحيقَ مع العذابِ .. ولم يجدْ وقتاً لتعدادِ الشهودِ / هُويَّةٌ ترَكَتْ مزاميرَ الحروفِ على الطريقِ / وبجَّلَتْ مَسْرَى الرسولِ / وطاولتْ إفْكاً على تعبِ الجنونِ / ويَمَّمَتْ شطرَ البنفسجِ في الدموعِ / وأرَّختْ صيفاً على تعبِ الفصولِ / وأبكتْ الصلواتِ في " المبكى " وفي " الحرمِ الشريفِ "
ويلمُّنِي اللهُ اندثاراً في الكسوفِ / أو انتشاراً في الخريفِ / أو انفجاراً .. في الصلاةِ على عزوفي / كيفَ أبْقَى ؟1 كيفَ أخرجُ من دياناتٍ معتَّقةِ الوجيفِ ؟!

وراضياً أبقى .. على جرحِ الخريفِ .. بلا نزيف
الله يا الله / ما أعدلك /
من خطَّأ الشيطان في حلٍّ / وفي حُرْمٍ / ليكون لك

من
مجَّدَك ؟! في باحةِ الأقصى /
وجمَّع ما يليقُ بحسنِكَ الوهَّاجِ حتَّى نثمُلَك
الله .. يا الله / من بلقيسَ دمعٌ للكهانةِ / غابةُ التحنانِ في
وَجْدِ الخريفِ لرحمتك / وشعارُ أنثى الغيمِ إذ لا ماءُ إلا في رحابِ
مودَّتك / وأنا إلى أين المصيرُ يسيرُ بي ؟! وأنا رَهْفُ الإشارةِ والدليل
والأهلُ باركتِ القبائلُ موتَهم / وتفجَّعَ الباقونَ في رَحْلٍ على ظهرِ النياقِ .. وأرَّخَ الأبنوسُ شَجْوَ اللغْوِ / لا فَهْمٌ لديَّ للغوهِمْ / وهمُوا دمي / أرعى اصطبارَ الغيمِ في نظراتِهم / وأقومُ كي أجدَ الملاذَ على رتاجٍ من دعاء .
الله .. يا الله كم أنتَ محترفُ اليفاعةِ في المصير ؟!
وكم تمجِّدُ آيةً فيها حياةُ الأولين /
وكم أرى وجعاً كَكَسْرِ جنازتين / على نواح رهافةِ القديس /
م .. س .. ل .. م
و... س ..
ي ............ ي ..
ه ................... ح ..
و.......... د .............. ي ..

أنا رقَّةُ الأشياءِ في المعنى / ومعنى الانقسامِ على براثينِ النباتِ / وفُجْعَةِ الصبحِ الطهورِ / ومأتمُ الحمَّى على تعبِ الوصول .
أنا رفَّةُ المعنى على تعبِ الديانةِ .. والقبيلةِ أرتقي لسلالمِ الطهْرِ الخجولِ / بلا أغاريدٍ .. وأسبحُ في عراءِ التسمياتِ / أخافُ عليكَ يا الله ُمن هذا الجحيمِ .. ومن فرطِ الجنونِ على الجحيمِ / ومن رباطِ الجأشِ في غسقِ الحطامْ .

12 / 9 / 2000

علَّقتُ آمالي بهدب الغيب

علَّقْتُ آمالي بهدبِ الغيبِ / لوَّنتُ الرياحَ بمرِّ أحلامي /
وغازلْتُ الهواءَ لعلَّهُ يصلُ
نسَّجْتُ من ريحِ القوافي هودجَ الذكرى /
وقَطَّرْتُ اللهاثَ لعلَّهُ يصلُ /
وآخيْتُ الفراغَ / تحنَّنتْ سُبُلي عليَّ /
بكتْ الدروبُ على مفارق خطوتي
واشْتَطَّ بي نسيانُ ماضيَّ الخؤون /
وبرَّجتْني آفةُ الصحراءِ
ما وصلَ الغريبُ .. إلى الغريبِ لعلَّني أصلُ .
وامتدَّ بي هذا الفراغُ /
ولاكَنِي الترحالُ طيفاً من سُعارِ النارِ ..
يمشي في محافلِها .. ويغْفِرُ ثمَّ يمشي /
والخطى مدٌّ وجزرٌ .. والدروبُ لهاثُ عُمْرٍ
ينكوي بالبَرِّ أو يعثو على جرحِ المسافةِ ثم يَنْفَصِلُ
عن الأحبابِ .. ما مالَتْ جراحُ الريحِ /
وانكوت القلوبُ على مفارقِ عمْرِها
موتٌ لَهُ خَطَلُ
ألا يا أيُّهَا الثبْجُ المصفَّحُ في السما /
أسمى من الأعرافِ كُنْهُ الشيءِ في البصرِ الذي ينمو /
على وردِ الحوافِ بعطرِها .. والنورُ ينْتقِلُ .
ألا لا يعتبنْ صحبي عليَّ إذا /
ما راودَتْني رعشةُ الموتِ المؤجلِ .. فيَّ ينْصَقِلُ .
وسكبْتُ أعرافَ الطغاةِ على جراحي /
كي يملَّ الوقتُ .. والتيجانُ تَنْهَبِلُ
مِنِّي .. ومِنْهَا أشعلَتْ وجعي الحرائقُ /
علَّني أُشْفى على حطبٍ يغارُ لهيبُهُ
منِّي .. وينْقَلِبُ / فهَلْ أصِلُ ؟!
علَّقتُ آمالي بهدبِ الغيْبِ .. / فانطفأتْ نجومٌ /
مالتْ في الشعاعِ مجرَّةٌ /
رقَصَتْ أحابيلُ الكواكبِ /
شكَّلَتْ سبعاً من الغَمَزَاتِ .. في عُمْرِ النجومِ ..
وما أبحْنَ تفجُّعي في ظلِّ عوْسَجَةٍ بكرْمِ اللهِ ..
لكنَّ الكواكبَ هيَّأتْ قبراً لمُعْتَمرِ الضياءِ ..
ورتَّقتْ فجراً لأحلامِ النجاةِ إلى القيامةِ ..
والقيامةُ فجرُ أحلامٍ تغنِّي في الممات .

26 / 9 / 2000

* * *

أربعاء الرماد

أجيئُكِ مُحْتشِداً بسيولي .. وانجرافاتِ أرضي .. ومشتَعِلاً ببراكينِ صمْتي
مدنٌ طوَّحَتْ هامتي ، وحرائقُ شبَّتْ بقافِلَتي .. فاحترقْتُ على دربِكِ السرمديِّ .. مددْتُ يديَّ إلى النجمِ ! فاجأني مطرٌ في انكسارِ النجومِ .. شظايا تكدَّسَتِ الآنَ في أعيُنِي .. ونيازِكُ هبَّتْ لنجدةِ عمري ..
من حرائق شعري ..
فسكبْتُ المواعيدَ قهْراً على عُرْسِ يومي / وشفَّ رحيقُ الهُدى في مجرَّاتِ أسئلتي / وتلوَّنَ ماءٌ بِتُرْبِ الأماني / وسالتْ جبالٌ إلى الماءِ وارتفعَتْ حِنْطَةٌ في البعيدِ إلى الجوعِ والأرضُ مادَتْ تصدَّعَ في فَمِها الماءُ /
بكى النورُ .. والليلُ .. كانَ سواداً .. وكان ضياء .

خَضَّتِ الأرضُ أحْزَانَها ؛ رقَّ في كاهِلِي الغيْبُ .. فانْقَشَعَتْ ظُلْمَةٌ .. وتَبَدَّى ضياءٌ غفيرٌ فكانتْ بحارٌ وكانتْ سماء .

طويْتُ لهاثي على دمعةِ الأرضِ كانتْ نجومٌ .. وكانتْ صحارى يُقالُ لها اليابِسَة . ( فكانَ ظلامٌ .. وكانَ نهارٌ / وكانتْ بلادٌ .. وكانتْ بحار ).

ذوَّبْتُ قوْلِي " دعاءً " بماءِ الفجيعةِ ، فاشْتَدَّ غيْمٌ وسالتْ سُيولٌ .. تشكَّلَ بحرٌ محيطٌ ، بِهِ غابةٌ من بساتينِ حورٍ .. أطلَّتْ عليَّ بلُهْثِ براءَتِها وبراعَتِها .. فاستقامَ الوجودُ تتبَّعْتُ أشْجانَها ، ومشيتُ إلى عفَّةِ الصحوِ في شالِ أحزانِها .. وتنافَرَ بيني .. وبين قميصِ الفناءِ ضياءٌ شَدَّ من محْنَتِي فرفعْتُ الحياةَ إلى سرِّ أنغامِها .. واستفاقتْ على شجرٍ في الأعالي يوطِّدُ روحي بأسمالِها ويناجي طيوري الذبيحةَ في بابِ أقفالِها .

لوَتْ معصَمَ الغيبِ حتى تشظَّى البقاءُ / وكانتْ جديلتُها بوحَ فجرِ الولادة / أصلِّي على بابِها الأربعاءَ / فيُفْتَحُ لي بابُ سورِ السماءِ / لأدْخُلَ محرابَ فجرِ الضياءِ / فيلمَعُ سنُّ فمِ الغيْبِ يُرْخِي الستائرَ .. يدلُقُ ليلاً على نورِها فيورِّقُ نوراً على ليلِها تفْتَحُ الكلماتُ بقاءَ الحياةِ / فيمتصُّنِي شغَفٌ لأضيعَ بنورِ الحياءِ ونورِ البقاءِ / أعرِّي دمي لطهارَتِها / والصلاةُ هي الأربعاء / وأدخُلُ محرابَها .. فيجنُّ البخورُ على غايةٍ في اكتمالِ الدعاءِ / تطوِّحُني قبْلَ غيِّ المنونِ فألهَثُ قبلَ نحيبِ البكاءِ / أمشِّطُ شَعْرَ مساماتِها وأطيلُ الشقاءَ / لعلّي أرى وجهَ خالقِيَ البكرَ في شفرتينِ هما الداءُ والانكواءُ ورجفُ البقاءِ / إلاهاً ويرجو خلاصَ ألوهِيَّةٍ في استباقِ العناءِ / هو الخلْقُ يُدْمِي / وتَدْمَى النفوسُ بلا غايةٍ في جنونِ اللقاءِ / تشذِّبُ أرضُ الطهارةِ فينا منابتَ غنْجِ الوفاءِ / وترفَعُ أسمالَها الكلماتُ لمعبَدِهَا في حريقِ الرجاء .

هوَ
الأربعاءُ /
حريقُ الرمادِ
هو الأربعاءُ .. وجنَّةُ آدَمَ
قبلَ انبلاجِ السكونِ .. وموتِ القوافلِ
في لثغةِ الانتماءِ هو الأربعاءُ .. ينزُّ حياةً ..
ويبكي .. ليبكي السؤالُ الوجودُ عن السرِّ في شهْقَةِ
الجسدِ المترامي على عفَّةٍ في براكين إثْمِ الجوابِ / وحواءُ
من مرمرٍ صقلتْ نارَ أكعابِها .. غنَّتِ الطيرَ في عُشِّهِ والمقاماتِ في
غيِّها ..
وسكونِ البقاء .
تلوّى الرمادُ بنا واشتعلْ / في حريقٍ يغذِّي انفجارَ المقلْ / والشفيرُ الأخيرُ
لهاويةٍ رتَّقتْ رجْفَها بالسؤالِ / انحنى للصعودِ إلى قمَّةِ الهاوية /
الرعاةُ بكوا قربَ ظلِّي على رجفةِ الماءِ / كانت عيونُهمُ
كالسنابلِ / كانت دموعُهمُ كالمناجلِ / كانوا
حفاةً يقيسونَ نارَ العراءِ بأصداءِ
أحلامِهم .. ويغنونَ مثلَ
الطحينِ على بابِ
خبّازِهِم ..
ويجترحونَ لهيبَ السفرْجَلِ
في حدقاتِ العيونِ .. يغنونَ مثل نبيٍّ بكاهُ الزمانُ .. غريباً / ثمودُ تنامُ .. لتنسى .. وأصحو .. لأنسى .. وتسهرُ .. كي يتبقَّى نبيٌّ وينسى حريقَ القيامةِ .. في الأربعاءِ التي
طوَّحتْنِي .. التي خلقتْني .. التي أرضعتْني .. التي فجَّرتني دماءً وماءً ..
سأوصِلُ ما يتبقَّى من الرحْمِ .. للخلْقِ كوني خليقةَ هذي النبوةِ ..
أرفع شرط كهانتي البكرَ عن لهب النار في الأربعاء /
ويرجمني ضالع في الهلاك .. أتوب لأعرف
ربي ولا يعرف القحط نار السماء /
أتوج معصيتي في الدمار
نداءً إلى
الغرباء .

الرعاةُ بكوا .. ثم ناموا ولم يعبدوا كاهناً فرَّجَ العمرَ من كفِّ هذا العناء ليستبقَ الشعرُ نارَ الرمادِ .. ورؤيا الحياةِ / ولكنَّ موتاً خفيضاً يسطِّرُ بقيا الرمادِ وبقيا الكلأ / فأينَ الرعاةُ يجوبونَ قهْرَ الفلاةِ وموتَ الملأ ؟ ! / أظنُّهُمُ الآنَ يبتكرونَ شهادتَهم في ثُغاءِ الإبل .. يغذّونَ خفضَ حريرِ شموسِ الصباحِ بما ملكتْ جرَّةٌ في زوايا العريشةِ / وكانتْ ثلوجٌ .. توشِّي مخاضَ النبوغِ على تعبِ الخطواتِ برجْفِ الخطى .. وبياضِ الدروبِ / ووحدي ألوبُ .. فأجترحُ العمرَ مدَّاً على شُرُفاتِ رمادِ الندى ؛ وحريقِ الصدى في ندى الأربعاء .
هيِّئي

مجْمَرَ الآسِ ؛
سُنْبُكُهُ ذهبٌ / شَحَذَ
البرقَ بين رحيقينِ فوقَ
لساني وأطعَمَ مجدَ الكرومِ
على هضباتي .. وغنَّى براحَ
المزارعِ في غفوتي ..
وربيعِ
انتشائي .

27 / 11 / 2000

* * *

المسافات
المـسـافات

الدمُ الباردُ فضيحةُ القتل ، والجسدُ مهرٌ معتوهٌ ، ترتِّلهُ صحارى الرملِ
فرسٌ في مهبِّ الريحِ ، تَسْبِقُ رَطانَةَ الشاعرِ

والعاشقُ يَتَّحِدُ بنبوءاتهِ
هَلْ تَلِدُ النَجْمَةُ جَسَداً من نور
يعشق القابلُ أنْ يُبْتَلَي الوقْتُ
بِشُجُونِهِ المَسْحورَةِ ببخورِ الماضي

على اخضرارِ الموَّالِ
يزفُّ بُشرى البرقِ للرعْدِ
والغيمَ للمطر
وينكفئ مثلَ شارةِ الموانئِ المطفأة
آخرَ الليْل .

كُلَّما أيْنَعَ الليْلُ /

لَمْلَمْتُ الظُلْمَةَ عَنْ بُؤْبُؤِ العَيْنِ

مَوَّالُهُ هَبَاءْ
يَتَرَجَّلُ عَنِ الصَوْتِ
لِيَفْرِشَ عَتَبَاتِ الروْحِ
بالتراتيلِ الفضية
كَلَمَعَانِ بَرْقِ
سِجَّادَةِ الصلاة
الدَّمُ البارِدُ، إيْقُونَةُ المُسْتَحِيلْ  
نُواحُ الهَبَاءِ في الظُلْمَةِ
ظُلْمَةٌ تُقَطِّعُ أَوْصَالَها للمغيْبِ
والمغيْبُ سادِرٌ في اشْتِهَائِهِ الذي لا يُشْتَهى
الجَسَدُ يَكْفُرُ بِعِظَامِهِ
يقهر بانسجامه
التُرَابُ دم من نياشين
والصوت غائب في مصباته
ليس للرئة معنى وراء
انقطاع اللهاث
فبأي نشيد ألقى
ذاتي المنتحرة
الدم
اللامع
في
مُحِيْطِ العَدَمْ
الجَسَدُ مروَحَةُ السنين
كما البرق يحطُّ
 

وكما البرق
يغيب
الدمُ الباردُ ؛ أغنيةٌ للثَّكْلِ الضارعِ
في جنائِزِ الضَحِك
والأُنْثَى برقٌ عصيٌّ على السماءْ
تَحْتَ ظِلالِ النُجُومِ الباكيةْ

ها إني
أقبض خصر الريح

من
يترجل
اسمي
قبل
السقوط
ومن
يقبر
دَمِي
قبْلَ
الازدهار

وأرُجُّ الأرْضَ بِشَهْقَتي كَطُوفان
لأُعَلِّمَ الشَّبَقَ رُعُونَةَ الحاضِرِ الضائِعِ
بَيْنَ سَلالِمَ الوجْدِ ؛ ورَعْدِ الأمْكِنَةْ
مَنْ عَلَّمَ المجْدَ لُعْبَةَ التباهي

السماءَ رعْشَ المطرْ ؟!
الأَرْضُ رَجْفَةُ الزَّلازِلِ


للْمُسْتَحيلِ
دمٌ بارِدٌ يُلَوِّنُ الريْحَ
ويَعْصُرُ الأُفْقَ
شفقا
شفقا

مَنْ عَلَّمَنِي ثُغاءَ التاريخ ؟!تَحْتَ بَلُّوطَةِ " مروه "
حَتَّى اشْتِباكِ اللَّحْمِ مَعَ الانْفِجَار
مَنْ علَّمَ الورْدَةَ أَسْرَارَ الذُبُولْ ومَنْ عَلَّمَ الطَعْنَةَ ارْتِشَافَ الدمْ

هِيَ ذِي نَواقِيْسُ القِيَامَة تَدُقُّ .. تَدُقُّ                                                      

مَنْ عَلَّمَهَا سَطْوَةُ المسافَة ؟! وَزَلْزَلَةُ الحياة ؟!

الحياةُ جُرْحٌ أخْضَر يَغْلِيْ بِمرْجَلِ القَلْبِ                                                       
والحَدَائِقُ غافِيَةٌ في شَرَارَةِ الوَجْدِ على يديَّ                                                       

كَيْفَ تَنَامُ البساتينُ وأرْعَى رحيْقَها وحدي ؟!
النَّازِلاتُ صُبْحَا ، العادِيَاتُ ضَبْحَا ، الموْبِقَاتُ سِحْرَا، الشَّامِخَات فَجْرا، المُبِيْدَاتُ وَجْدا ، المُورِيَاتُ فَجْرا ،
هَيِّئْنَ لي صَفيْحَ جَهَنَّمَ ، مِنْ أوَّلِ الحريْقِِ ، هَيِّئْنَ لي الحريقَ ، جَسَارَاتِكُنَّ على فَتْكِ حُلْمِي ، لِيَرْتَعِشَ الضُوءُ فجرا ، ويَنْتَسِبَ العمْرُ معنىً لمعناه ، يَسْتَبْصِرِ الخائِبونَ جُنونَ الرِضَى … ويفاعَةَ حواءْ .
والطواويسُ شرَّعَتِ اليومَ كِبْرَاً لها
فَطَوانِي الردى مُدْلَهِمَّا
شَغُوفاً ، نَزيْفَاً ، شَقيَّا
تَئِنُّ على مَوْجِ خَاصِرَتِي السماوات
ويَنْتَحِرُ النورُ قَبْلَ ارْتِعَاشَةِ جَفْنِي
حواءُ
مِنْ مَرْمَرٍٍ ،
صَقَلَتْ نارَ أكعابِهَا
شَمَّ
الندى
لُهْثَها فاخْتَنَقْ

أجيْئُكِ مِنْ زَمَنٍٍ كاهِنٍٍ في النبوءَةِ والشعْرِِ / أدْفِنُ تابُوتَ مَثْوايَ فيكِ / أُزَخْرِفُ أصْدَافَ مَوْتِي بِشَهْقِ الوِلادَةِ
أُصبِّحُ لَيْلاً
وأُلَيِّلُ صُبْحَاً ……
فَتَبْكِي السماءُ على حَدَقَاتِ الفراشةْ .

                                                              مَنْ عَلَّمَ الصبحَ هذا الدهاااء

أجيئكِ مشتبكاً بوعود القيامة ورجفة أمي من             علم المستحيل الضياااء
أجيئكِ مشتبكاً بتميمةِ "حواء" ومن                          علم النور هذا الظلااام
مشتبكاً بغشاوة " آدم " / منفلتاً من نعيمِ هواه / ومنقبضاً في صناديقِ نجواه

يا
عينُ كُفي
فإن لم تكفي فَشِفي
إنَّ دموعكِ نارٌ تلظى
السراطُ بها وانكوى فيه رجفي
أجيئكِ منفلتاً من رؤاي
خلقت


أعري الطقوس العذارى
        لتشهق في سر هذا الفتى
سر نجواي
ومعتركا في وجيب دجاي
لأعرف سر الممات
وقبر ارتجاف التشفي
وسر الصباحات في الليل
أو رجفةَ الحلمِ في حسر خسفي

يا حنو المسافات : شردني الصبر ، والمبتغى ذاب تحت رماد جروحي / والمبتغى رهط خيل / أمر على وشمها كالتسابيح ، أقبر فاتحتي ؛ وأزكي الدعاء .
شردني الصبر والمطر الثر يفتح أنواله لبكاء الخريف / ويعزف لحن الأزيف من الثمر المر ، والمطر الثرُّ يغزل مواله في انكسار الصباح على دعة في البكاء .

هل ولدٌ شطَّ عن غيّه نوىً للنبات البناتِ ، هتكنَ ضراعاتِ وجد المسافاتِ ، فأتلقَ الغيبُ مثل سراطٍ يؤجلُ تحنانه ، ويُزفُّ على مسمع الصلواتِ / وكلُ ارتعاشي صلاةٌ على مذبحِ العمرِ ! كيفَ أفتقُ هذا الفراغَ لأبدأ من حيث لا يُبتدَا / وأكون الصدى في نحيب السماء .

هبي
رجفةَ الأفقِ صوتاً
يجن الهباء
هبي
جنة النار
أغنيةً من عصير
البلابل / جنة النار محروقةً
.. تستغيثُ ، وتعزفُ لحنَ الضراعاتِ
في إفكها ، وتغيثُ / وتجأر فيَّ السنونَ لعلي
أشطِّبُ ما يغتلي في عراءِ السكون / وينبعثُ الوردُ في
غرفتي / وأعيثُ اصطباراً / على جرحِ فجري / كما الناي يبكي
أسىً ويغيثُ / على مرّ أحلامي الصابئاتِ ولا تستغيثُ / لأرجعَ فجراً يبدد
صحو الغروب / وتنتهي الأمنياتُ أسىً / في جراحِ المغيبِ المضيع لا خلسةً بل ذنوب / والذنوب لأحزانها تستبيحُ شظايا الجسد / وتؤكد مسرى الأبد /
ويداوي الغريقُ بحارَ الأسى / والأسى لا يجيد عناء
كهولتهِ / فيعيد الصدى ،
ويعودُ

هل ترمم مجداً
لترسمَ ما يستعاد
على شطها ... ويعودُ ؟!
أم تروضُ قبراً
يفيضُ أسىً
في جنةِ الخلدِ
والخلدُ كيفَ يعود ؟!

يا حنو المسافات : شربني الصبرُ ما لا يطاقُ ، فكيف أُشيدُ الضحى ، والضحى مأتم يستبدُّ بجثته … ويزيد / علني أقبر صبراً / تنزَّل من دمعةٍ ..
تنكسر
وأداوي خريفاً على شط عينٍ ترى العمر قحطاً /
ولا تنفجر
يا حنو المسافاتِ : ( تلد النجمة بيتاً / والحب يرفرف / في الشارع المهزوم / هل من نجيٍّ ) يقف الآن على قارعة العمر / يلم ورود الذكرى / ويفتشُ عن قبرٍ محتوم /
هل يجني ثمراً ؟ !
هل يبكي دهراً؟ !

ظلي إفكٌ ضريرٌ /
أغنيتي من بخور المواويل
كيف المواويلُ بعد ارتحالي تدور ؟ !

يا حنو المسافات : ظلها نرجسٌ ، واشتباه حنيني إليها قناديلٌ من عسسٍ ، وسراطٌ تشظَّى على معصم الغيبِ ،
والغيبُ سر اليقين المدمَّى ،
براعةُ أنثى على تعبٍ في الولادةِ .
شقَّ النقيضين في زفرةِ الحملِ ،
شفرةُ هذا المحار المؤجلِ في الاعتراف /
وعرفٌ يعري الصدى /
والمدى البكر أنثى /
وأنثى تحبُ الولادة /
والبرقُ يجأر : مالي وللاعتراف /
ومالي وللكفر في الخير /
أو في الندى ... وبكاء الزفاف ! .

كانون ثاني 1998

* * *

أول الحبو شدَّ صحاراك

أول الحبو ؛ شدَّ صحاراك ؛ فالريح أتعبها الاغتراب.
لا يتغير لون الدجى / والأغاني على عفَّة الشعر رمز العذاب
والصبح قبَّرة من رحيق الحداد / تلوِّن بالشبق الدمع / والدمع ضيع معناه في اسمه / الصبح محرقة للمجيء من الوقت / محرقة للإياب.
الأغاني طريدة هذا الأسى / بوصلة في رماد المدى / وعويل لخيل تروح / ولا تعترف بالمسافات

الطريق دليل إلى الموت /
والموت رجع الصدى في الغياب

أول الحبو ؛ شدَّ صحاراك / تغلي القرون على هجعة الشمس / ظهر العشيقة تابوته الارتياب .

مدمن رفَّة الشعر /
ونجوى الطير /
قبل الفجر يتلوني الكتاب

آفة الذكرى تهدَّل من سماء ثمارها .. نجوى العذاب /
ويقول لي صحبي وقولهموا على شعري ارتياب
شقني ندم البنفسج واكتحلت بماء أغنيتي ، وأغنيتي السحاب .
مدمن ندم القطيعة في فصول السحر ، والسحر اشتعالٌ في التراب
لا آية الرحمن تكتبني / ويكتبني هواءٌ جارح في مدِّه الغفران
أستعذب الذكرى لأشقى والشقاء له مواسم في الحنان .

مدمن رجف الطبيعة واللغة
وأحس نبضي أشرعة

تاهت مع الإعصار في ليلٍ يعتق ما يشاء .. ولا لغة .
لغتي تشيعني جراحا في قصائدهم / وأستبق اللغة
من مدمن مثلي على نجوى الرياح بلا صدى / أو سحر أنغام الحنان ؟!
يا مثقلا لغتي بهذا الهجس / إن العمر أوطان بلا أزمان

عتقني الله في القول
نسيت رداءها فجرا /
وفي الليل الأمان.

يجيئون من تعبي / إلى لغتي / ويقتسمونني حيا / وأنساني لئلا ينضبون على جراحي كالرهان .
غازلني نبات الليل / أرَّخني ضياعا في قصائدهم ..
ونساء قافيتي على رجف الصدى / هل قلت إني هائم بالرجف في ظلِّ المدى ، أو غارق في بحر أحلام الرؤى / أو راجع من صوت أنثاي الغفورة للصدى؟!هل قلت إني ضائع في صوتهم / وأحس أيامي سدى؟!شجر يبارح خطوتي / وأحسه منفى الردى

جازفت السنون بمائها /
امتد الهدى / قطع الوصية /
صار نجمي أبكما / ولوى لساني المنعطف.

قد شاقني أن ألعب النرد العصي مع اللغة /
وسبقت روحي للهديل على اختناق المشنقة.
البحر أغنية الذنوب / صابون الرمال / ملاذة الغرق البهي / ضراعة النسيان في الميناء / أغنية الطحالب للفجيعة / قهر أنثى في مهب الحيض / حمَّام الولادة / ماء عين الطفل / طفل ماله شط .. وبحر في بكاء العمر / عمر في الغرق .
القصيدة تحترق
وجعا بما رفَّت عليه من الموات وتحترق
جسدي عباد في مهب الريح يتلوها الشفق
وغبار أغنيتي / يفاعة من نجوم في الألق.

القصيدة تحترق
وعلى اشتعال النار أبني مرجلا /
وأهـز غيم ( الـنار )* في لـيل الفلق
وجنون أحرفي الأكيــــد من الرواية في العلق
هزي شعار الروح ينتشر العبق.
لا
وردة
في النار
يتلوها الشبق.
أول
الحبو
أرَّخني المغيب
روحي ظلُّ طفلٍ في الشفق
وعصاب قلبي آخر الطلقات في رحم الشهق.
سميت معدني الأسى / وسموت عن عمرٍ تعذَّل بالنفاق
وماتَ من رجفٍ دلق.

2 / 7 / 1998

* * *

مرثية يوسف

... وأكونُ حيثُ تشاءُ أقداري / بلا رجْعِ لأحلامي .. بلا قمبازِ جدي .. أردِفُ الصلواتِ خمساً أنتظي السيفَ المرصَّعَ بالتجاربِ والدماء .
... وأكونُ لا بالحلمِ .. جدّي كانَ كاللَّبنِ الطريِّ يعضُّ أسنانَ الزمانِ / ويقتفي إثرَ المحالِ ليرتقي في جبَّة الصلواتِ ..
كان أبي يغرِّدُ أعذبَ الألحانِ / أمي تُسْحِرُ الشهقاتِ / تَبْني عرشَ سيّدِها / وتمعنُ في النغم .
ثكَّالةٌ روحُ الغرامِ وشالُ أمّي تاجُها في الرجْفِ والدمعِ الطليق ... وفي الولادةِ عن تضاربِ زخَّةِ البارودِ في الألحانِ يوقِدُها جحيمٌ من قُبَلْ
دمعتي نارٌ
ودمعُ أبي جنازاتٌ /
وأمّي في الصدى لَمَعَتْ هتافَ الدمعِ /
أوْقَفَتِ المحيطاتِ العذارى /
نكَّبتْ صرحَ المعيدينَ /
استفاقتْ في دموعِ الَّلحْنِ /
كرَّستِ البدايةَ للرغيفِ /
وباعتِ الذهبَ الخؤونَ ..
بصدْحِ لحنٍ قاسمتْهُ دموعَها وجراحَها حتى نهاياتِ الزمن .
وتعجنُ حنطةَ الثوارِ /
كانوا أنقياءَ وعاشقين :
( أبو علي إياد / الحاج حسن / ضرغام الأسود / أبو زيد هديب / نصر شبلي / رشاد الكاسر / .. ورشاد )
يا أرضُ دوري واستبيحي مارداً قرأَ الوهادَ
كانتْ تعطَّرُ خبزَها بغيابِ يوسفَ / أو تكلِّلُ جرحَها بنجاةِ يوسفَ /
أو تعلِّي حزنَها لفقيدِ يوسفَ / لحنُها عودٌ /
وصوتُ أبي /
يمدُّ الأرضَ في شفَةٍ / ولا يرتاحُ للمعنى الغيور .

ويحبُّ
أن يهوى
ويعشقَ كالحمامِ على قبابِ
المسجدِ الأقصى وأحجارِ البراق /
من د لَّ قاتلنا عليَّنا ؟! / من دلَّني ليفاعةِ
الموتِ الطريِّ / ويوسفٌ جدي وخالي / يوسفٌ أخي
المضمخُ بالجروحِ وبالنزيفِ / وأمّيَ الثكْلَى بيوسفَ /
لا
الكواكبُ
تسعفُ المعنى /ولا سَجْدُ
الزمانِ / وأمّيَ الثكلى رهينةُ عشقِها
.. ونباهةِ الأهواءِ في الأحزابِ / لكنَّ الجدارَ هو الجدارُ /
وحائطُ المبكى بكى بدموعِ أمّي /وأمّي تغدقُ الدمع َالطريَّ /
على لحنٍِ يمجِّدُ قبَّةَ الأقصى / وبينهما شعارٌ من غضبْ / وبينهُما
دمٌ ينساحُ في الأبنوسِ من حلمي / وفي صمتِ الترابِ / إذا ادلهمَّ الحرقُ أيُّ الريحِ تَكْتَحِلُ الهوينى بالحريقِ / ومالَ روحي للحريقِ .. ولحنُها يشْفي الحروقَ.. ونبضُها يُعْلِي جدارياتِ عفَّتِها ..
وشرْعِ مقاومةْ /
تجْتاحُ أرضَ الوعدِ ..
يوسفُ لا يُخادِعُ في العراءِ .. وفي الشقاءِ /
وفي الحروبِ .. وفي الرمادِ / ويوسفٌ جدي ..
وعلَّمني مهاراتِ المقاومةِ التليدةِ ..
يوسفٌ ضدِّي وعلَّمني تراتيلَ الوصايا قرْبَ مَبْكاهُ العنيدُ /
ويوسفٌ أخيَ المعذَّبُ بين نارِ الرجْسِ أو رجْسِ الحياةِ /
أبي لحنٌ يداورهُ / النَغَمْ /
وأمِّي دمعةٌ حُبْلى بميلادِ الحياةِ /
ويوسفٌ بجراحِهِ يبْكي
ويُعْلِنُ أنني صوتُ التشفِّي في المِحَنْ /
يا قاربَ الشوقِ العجولِ
لنحتفي بلقائنا قبلَ الحرابِ..
وقبْلَ إجْهازِ الكفنْ .

1998

2 - بكاء الندى في حنين الشجر

هرمتْ على كفي القصائد

هرمتْ على كفي القصائدُ /
شاخَ نبضُ العمرِ في جسدي وأغواني الجفاف /
وأغواني الردى /
كيفَ الردى يغوي حريقاً / في صقيعِ الارتجاف .
هرمتْ حروفي / والصدى بِكرٌ / وأغنيةُ البكارةِ للزفاف .
إكليلها غارٌ / وإكليلي ذوائبُ من عفافٍ / في لهيبِ القحطِ / في نارِ الطواف .
هرمتْ دموعي / شاخَ عمرُ الصوتِ / وارتجَّتْ موازينُ البكارةِ /
قالت الأنثى نعم /
قال جرحُ الليلِ ... لا /
هذا دمي يمشي على الطرقاتِ / لا ظلي / وهذا العمر لا /
رقصٌ على مصباحِ أغنيتي / ونزفٌ تحتَ أوردتي / يعانقُ صمتَها / ويلوذُ بالمطرِ المقدَّسِ في الجفاف .
                هل كنتِ عاشقتي لأبدأ من رحيقِ التسمياتِ / ومن فنونٍ أدمنتْ جسدَ

العشيقِ ومن رياحٍ ... /
مطرٌ ذليلٌ / قد غوى رملي /
هرِمَ البحرُ ... يتيماً / ويتيم
أشعلتْ وجهَ المغيثينَ / وأ
ضاعت الصحراء /
فانشقَّ وجهُ الماء .
اًكنتُ في الصحراء
عشابي سلالاتُ النقاء .

يا مغيثَ الماءِ /
إنَّ الماءَ يبكيه اللظى /
ويجنُّ فيه الداء

قد شَفَّني جرحُ الجفافِ / على الجفافِ / وإن بدتْ سحبٌ ... هباء
عَللَّي بالوصلِ / إنَّ الوصلَ مهما عزَّ منكسرُ الغناء .
هرمتْ على شجني القصائدُ / قُلْتُ : هذا العمر لا / والصدى رهنُ القبابِ مع المساء
إنَّ رحلي لا يحطُّ / ولا يغيبُ على ارتعاشِ الجرحِ أو صمتِ الليالي السودِ أو ذكرى البنفسجِ في الإناء .

          أدنو فيبتعدُ الرجاء         أدنو فيقتربُ الفناء

والليلُ ملحٌ أسودٌ يبكي نداءَ فرادةِ الأشياءِ / يغسلُ ما تبقَّى في جنونِ الماءِ / والصحراءُ هائمةٌ على رجفِ الثواني / والثواني ، تستنيرُ ولادةَ الأشياء / ودمعتي ظلُّ السماءِ / وشهقتي نجوى الرمالِ بِهامةِ الصحراء / مطرٌ أشذِّبُ ما تبقَّى منهُ في عطْرِ الوفاء .
هل ..... مرَّ صيفٌ كي أعمِّرَ في الحريق وفي الجفافِ من الدعاء ؟ !
مرَّ
نجمٌ /
كي
أدَوِّرَ
قامتي
للانتشاء ؟ !

هل
مرَّ
عمرٌ
كي
أُكفِّنَ
قامتي /
أتلو نشيدي /
وأعيدَ ما لذَّتْ به نجوى القوافي
في حريقي / أَم أُعمِّد سحرَ أيامي ... وأبقى
في البعيدِ من البعيدِ ... إلى البعيدِ ولا أرى أملاً يتوِّجُ شامةً
في صدرِ أحلامي / وأوتاري بكاءُ الماءْ .
قد غادرتني سفنُ
الموتى / وكسبتُ البحرَ /
لكنَّ القواربَ
... من
هــــــــــبــاء .

* * *

شتاء

الولدُ الكسيرُ ينزُّ كالناي العجوزِ على جراحِ الماء.
يرفع غيمةً عن وجْهِ صبحٍ لايني يبكي /
وتنفجرُ الأغاني في الدعاء..
شتاءٌ
قاحلٌ
كالنعْشِ /
يغرقُ في نجيعِ الصمتِ
يمشي.. مثلما تمشي البدايةُ .

24/ 2 / 1998

 

 

 

أقراط

زيِّني
أقراط َ ماضيكِ
انجلي في طلْعةِ الحَنّونِ
رقِّي في المسافاتِ الحيارى ،
ذوِّبي الفنجانَ في سحْرِ الشفاه ..
وعمِّدي دمعاً على ألقِِ الغناءِ
تيمَّمي بالسحرِ وانكسري على رجفِ اشتياقي
في دهاءِ الانتظار .
عمِّدي نورَ البنفسجِ في الصباحاتِ العذارى /
في دروبِ السُهْدِ أشرعةً ، وحلماً في البحارِ بلا سفينٍ أو محار.
شذِّبِي عَبَثَ الرياحِ ، وأنْصِتي لطهارةِ اللغةِ الشريدةِ في هبوبِ العاصفة .
تجدي زماناً في رصيفِ الشعرِ ، ينهمرُ الهوينى في جراحِ الانكسارِ . وتلعْثَمِي
بِدَمِي ، وحشرجةِ الفصولِ على الردى / تَبَعْثرْتُ في الدَّرْبِ
مثلَ
طرائدٍ
قبلَ
المغيبْ .

رام الله

تتسعُ حينما يضيقُ الأفقُ
وتضيقُ حينما يبكي الشاعرُ

القناديلُ مطفأةٌ / خيطُ دمٍ يسيلُ على ضوءِ الفجرِ
فجرٌ ضارعٌ / في ضياعِ القسماتِ
وظلالٌ لا تعرف النورَ
رام الله / بنتٌ من وراءِ الحجابِ
تطلعُ شمساً في مسراتِ الضياعِ
لها اسمٌ ومعصيةُ ومغفرة .

24 / 2 / 1998

بيان

لكأسِكَ
جثَّةً تمْشِي
فلا ترْثِي هواكَ / وإنْ بَسَطْتَ الراحَ كالنعْشِ .
تقومُ مجلْجِلاً سغباً / فتحترقُ المسافةُ دونَ أن تمشي .
وتشرقُ في اللَّظى موتاً / فيبكي الموتُ من نورٍ على رمشي .
أوازنُ بينَ أهدابٍ طغَتْ في لفْحِها النيرانُ / فانتكستْ إلى عشِّي .
وأمشي قيدَ تابوتٍ إلى نفسي / وأفقدُ غايةَ الدنيا على غصنٍ يبارِحُ هجْرُهُ عَيْشي
فيا قلبي تَخَاصَمَ دربُنا فيَّ / أنا في الظلِّ جوالٌ على الجمرِ / وأنتَ بركْبِها تمشي
أموتُ بكل ثانيةٍ / وأنتَ على احتراقِ لظايَ تسْتَنْشِي

4 /4 / 1998

اختزال

هتفَ الغيْبُ /
كانَ صدى الحياةِ
يمرُّ قُرْبَ النهرِ
أرَّختِ الذُرَى ندمَ المحاربِ / أرَّخَ النهرُ القواربَ .. أرَّخَ الغيبُ الصدى
مَجَّدْتُ سحرَ الحلمِ / بايعني الندى .. ودمُ المطر .
طوَّفْتُ
في صحرائِها /
غَرِقَتْ حروفي في البكاءِ
ولم يصِلْنِي أيُّ صوتٍ فاتسعْتُ إلى بحارٍ /
واختزلْتُ الماءَ في المجْرَى .

4 / 4 / 1998

قناديل

فِتْنَةٌ
شرَّدَتْ
غيَِّها في البلادِ /
ارتجفتُ وكانتْ يداي
على عنقٍ للرمادِ / الأكاليلُ زرقاءُ ،
في ميعةِ الفجرِ / قنديلُنا شاحبٌ والزمان /
أطفأَ مُحْلَ براءَتِه وبراعَتِه في اشتعالِ الحنان /
الأكاليلُ
زرقـــــــــــاءُ
في نهدةِ الـليــــــْلِ
سحرُ السوادِ مدمَّى / وليلُ الضياءِ عنيدٌ يغذُّ مهاراتِهِ للبكاءِ .
القناديلُ زرقاءُ /
والزيتُ
يَنْحُبُ
فيهِ
الرثـــــاء .

1998

هــي

هي والنبوغِ قلادتانِ على ذراعي أستنيرُ بِها الجنان /
أتوِّجُ التسآلَ في لألائِها برَّ الأمانِ /
وأنتقي مالاحَ من رجفِ النوارسِ
في اشتباهِ عناصرِ الرملِ الطهورِ وماءِ عذبِ الصوتِ في المرجان .
هي والنبوغِ قلادتان /
على فؤادي وردتانِ /
وفي سمائي نجمتان /
وفي فمي لغةٌ . .. كَمَانْ /
هي والنبوغِ قلادتانْ .

20/12/ 1998

آية الكستناء

تَسْهَرُ الشمسُ باكيةً تحت هدبيَّ ، تحترقُ ،(الشمسُ تغلي على نارِ مجْمَرِ عينيَّ) والظلُّ يرتفعُ الآنَ صوبَ الرعاةِ ، (الرعاةُ قليلاً أساؤوا وقليلاً تبجَّحَتِ الأرضُ باسْمِهِمُ إنَّهُمْ غايةٌ للرمادِ ). أحدِّقُ !! لا أحدٌ يَشْرَئبُّ إلى المصطفى في معانيهِ قبلَ ولادتي البكرِ إنَّ ولادتي البكرَ تسعاً .. وتسعاً هي الهفواتُ على خَفْرِ روحي / ومَدْفَنِيَ الآنَ تسعُ وريْداتِ كنَّ على تعبي مهرجانَ الحدودِ ..

وكنَّ على شُرْفَتي
آيةَ الكستناءْ .

شهقة الكلام

1-

أعرفُ ضالتي / أنا العابرُ كالسحابةِ / القارئُ وجوهَ الآلهةِ / ونواياهم / أعرفُ ضالتي تماماً كما لو أنني أحفرُ قبراً في صخرٍ شمعيٍّ / أزيِّنُ الزوايا الأربعَ / أنحتُهُ / تماماً على مقاسي / أتمدَّدُ فيهِ ... يضيقُ عليَّ / أعودُ لأبدأَ النحتَ ثانيةً / يتَّسِعُ / أتمدَّدُ فيهِ / يضيقُ عليَّ / فأنْحَتُ ثانيةً : طولاً أربعةَ أقراطٍ
عرضاً أربعةَ أقراطٍ .. وأكثرُ قليلاً .. . وقليلاً / حتى أفقدَ شهقةَ الكلامْ .

2 -

لأكُنْ غابةَ النايِ في الصوتِ
أتضرَّجُ بالدمِ والشعرِ / أفتحُ غُنْجَ المدائن / أستسقي النارَ في شهقةِ الأزْمِنَة
لأكُنْ دمعةَ المصطلى / ونواحَ الكهوفِ العصيّةِ في المغفرة
لأكُنْ شبحَ الظلِّ / أو دمعةَ الضوءِ / أو رجفةَ الأمكنة .
لأكُنْ وجعَ الدربِ في الدربِ / آيةَ هذا الفراغ / جنونَ العُلى في براهينِ إثْمِ السقوطِ / وأغنيةَ المنحنى الليّنة .

لأكُنْ
مِرْجَلَ الآسِ
فــــــــــي غيِّها /
ونبوءةَ معصمِها /
في تداعي الثواني /
في الدمِ المرضوضِ /
في لونَ شحوبِ الأرقِ /
وصراخَ الفلقِ / وجنونَ الردى
في
حنينِ
الشفقْ .

27 / 6 / 1998

الرخ

الرخُّ يعلِّمُنِي حكمةَ أن أتوهَّجَ في الطيران
ويعلِّمُنِي سحرَ نبوغِ الحكمةِ في التحليقِ على مدنٍ وصحارى
ويعلَّمني أن أتوغلَ في المجهولِ من الصدفِ وأسرارِ الخلجان /
ويعلِّمني خنقَ الريحِ على تعبِ الأسرار /
الرخُّ يعلِّمني حكمةَ طيرٍ تأسرُهُ الريحُ على نايِ ( الغفران )
ويعرِّي سقفَ الشمسِ / يندِّي نارَ الشوقِ إلى عريِ فضاءاتٍ لا تكتملُ على كلِّ فحيحِ الأنثى / الأنثى طيِّبَةُ الثمرِ / الوارفةُ الأغصان /
المتدفِّقَةُ على شجْوِ لظى أيامي كالكُفْرِ على أشجارِ المَعْبَدِ والغفران .

الكاهن

أدقُّ على بابِ الكاهنِ / يبزُغُ قنديلٌ أحمرَ في ضوءٍ أحمرَ / يُلْهِبُ شفتيَّ الريحُ / ويرْعَى أثمارَ النرجسِ عندَ فُتُونِ الشهوةِ / بالجسدِ الطالعِ من ضوءٍ أحمرَ / في شباكِ الكاهنِ / فيطيرُ مع الريح .

عصفور

يَنْدَمُ أن يغفو العصفورُ على غصنٍ / ينْدَمُ غصنٌ أن ينموَ / تَنْدَمُ شجره
وأنا أتلصَّصُ من أُذْنِ الريحِ / النورُ يكفُّ / الليلُ يكفُّ / الغصنُ يكفُّ / العصفورُ يُهدِّي فوقَ يدي / وأموتْ .

العتاة

مرَّ العتاةُ على لهبٍ في حنيني / فداسوا أساورَ عُرْسِ الشقاءِ بداليةٍ ملَّ منها الثمر / وأرْبَكَتِ الضوءَ .. والجذرَ / أربكتِ المطرَ المدلهمَّ من الشرفاتِ / وأربكتِ الريحَ في خطواتِ العتاةِ / وأربكتِ الليلَ في الحلمِ .. زوَّجتِ الندى للزعفران
وأنا / تُهْتُ بلا سببٍ أو مكان /
العتاةُ يدوسونَ أرواحَهُمْ في لهيبِ الحنينِ ولا يبسمونَ /
يمرونَ كالجوعِ في شفةٍ للزمان .

23 / 8 / 2000

* * *

قصائد للرأفة

العابر

أَكْتُبُ
ضالةََ السماءِ
على حوافِ المطرِ
أيُّها العابرُ المتيقِّظُ للرأفَةِ
اتْبَعْني / إلى أغوارِ الكهوفِ
تجدْ ظلاً للندى / وظلِّي واقفاً بينَ
الأرضِ والسماءِ / وصدى وجيبٍ تحتَ
أقدامِ العابرينَ / هل تصيخُ السمعَ ؟!

سبابة الت

أنا
مُلقِّنُ الموْتَى /
قصائدَ الانفعالِ والندبِ
أعراسَ الهزيمةِ .. والعذابِ /
مآتمَ الفرحِ المقهورِ / أجدُ ضالتي
في الضياعِ الأرْعَنِ / الضياع الذي يعلِّمُني
حكمةَ الخُطى / ومعنى الوصول . هيَ ذي مواقعُ الحنينِ /
ترْفَعُ سبابةَ التهلكة تنْفُضُ الترابَ عن أكتافِ المارَّةِ المتعبين
بكلِّ أسبابِ القحطِ / الجائعين لنأمةِ حريةٍ الدافعينَ خبزَ
أطفالِهِمْ / للضرائِبِ / بعدَ الولادة .

برد الحريق

أترأَّسُ قافلةَ الشحاذين / أكوي آذانَهمْ بحريقِ لهاثي / وأسمِّرُ أقدامَهُمْ على أرصفةِ نُواحي / يمشونَ معي كالريحِ .. بلا أرضٍ أو مأوى / بلا معاطفَ لأرشحَ بالرغيفِ على المنعطفاتِ التي باعتني لارتجافِ الخبازينَ / من بردِ الحريق .

سكين الشك

أتوحَّدُ بالرأفةِ / سلطانَ الأيام / وأنامُ على عفَّةِ حزني / مقهوراً من تعبِ الآثامِ / لأقومَ صباحاً ، مأخوذاً بالجوعِ الثيِّبِ / يَفْتَحُ لي ميعادَ الموتِ / أكبِّرُ باسمِ النارِ .. وأعرفُ معنى الطقسِ المأخوذِ على سعةِ الرأفةِ بالأيام .
وأنامُ على عفَّةِ موتي / تأخُذُني الأحلامُ بعيداً /
أبْنِي مُدُناً .. غاباتٍ من ظُلْمٍ / جنَّةَ عَدْنٍ ،
أو نارَ قيامةِ موتي / وأقومُ لأشْهَدَ ..
أني أشْهَدُ موتَ العمرِ على سكينِ الشكِّ ..
ووحـــلِ الأيام .

1 / 9 / 2000

* * *

قصائد للمرأة والارتجاف

بيانُكِ ! أم فتنةُ الطُهْرِ / أم جنَّةُ الخطواتِ الهاربةِ / إلى سديمِ الضحك
وسطَ مآتمَ لا تُرى إلا حشمتي واتزاني على مذبحِ القهْرِ .
بيانكِ أم سُلْطَةُ الجسدِ / وأنا أرضٌ تُمَجِّدُ محراثَها .. ولا تنْبُتُ فيها إلا زهورك .
بيانكِ زهرُ الكلامِ / وحشرجةُ اللغة /
كيفَ لي أن أصيخَ عبارةً منسيّةً في مهاجعِ جيشٍ من الشعراء .

الكلامُ امتحانُ الطيْشِ /
الضحكُ جبروتُ المأساةِ في اللغةِ /
الحرفُ شارةُ النارِ لبدءِ المعركة .
تستحقينَ أكثرَ من هذا /
وأستحقُّ أكثرَ من امرأةٍ لأتعلَّمَ إيقاعَ الشعرِ /
وإيقاعَ الأرضِ التي تتلاشى تحتَ أقدامِنا .

كرزُ الصدرِ يئنُّ /
فتعطشُ أفواهُ الأنهارِ /
وأرى في نومي امرأةٌ لا تشْبِهُكِ /
عبَّأتِ الروحَ بأنهارِ عذوبتِها / فأثوبُ إليْكِ / وأعبُدُ داليةَ الرمَّانِ / وشَعْراً من ذهبٍ / جيداً من جمهرةِ العنبِ / وبطناً من رملٍ مشدودٍ للماءِ / وسيقانٍ من نورِ الريحِ / أراها تلْمَعُ في غَيْبِي / مثلَ التنْزيلِ على رئةِ الكهَّان .
ترتِّبينَ صورَ الفوضى / تتعبُ الحياةُ / وأتعبُ من يقينِ الشعرِ/ في حكمةِ نهديْكِ الطافحينِ حتى الارتباك .
أرتجفُ على أبوابِ الجسدِ / كطفلٍ ضيَّعَتْهُ الأمومةُ / يتَّسِعُ المدًُّ بِي .. وأضيقُ / يضيقُ المدُّ بِي .. وأتَّسِعُ / مَنْ مِنّا يعْرِف الآخر ؟!
مِنْ أوَّلِ الشهواتِ / حتى آخرِ قطرةٍ في الجسد ؟!
جسدي حاذقٌ وغبيٌّ / بتعبِ الشعرِ /
فمتى أرتقي لسلالمِ المرايا ؟!
المرايا التي عبدْتُ / المرايا التي كسرْتُ /
المرايا التي امتصَّتْنِي من صورتي
فغدوتُ ظلاَّ مرمىً في كوابيسِ النَهْبِ .. تلسعُني !!
ولا أجدُ صورةَ لمعانيَّ / إلا في سديمِ رؤاكِ /
على عرشٍ من لغةٍ تتَّسِعُ .. وتضيقُ /
في لهاثِ المرايا / لهاثِ الجسدْ .
امرأةٌ مثلُكِ / ما أحلااااها / يستيقظُ الفجرُ من أجلِها / وينكسرُ الليلُ من أجلِها/
والحلالُ الحرامُ لها / والحرامُ الحلالُ لها / امرأةٌ مثلُكِ / تشاكسُ الأرضَ بأنوثتِها /
والريحَ بمجونِها / والعقلَ بهذيانِهِ / والهذيانَ بتعقلِهِ / والجنونَ بعفَّتِهِ / فكيفَ لي أنْ أرتِّبَ هذا الوعي ولا أفقدَ اتزاني ؟!
ونواحُ العصورِ على زندي المزخرفِ بتميمةِ تعبِ الحياة .

* * *

دموع القصيدة في الأرجوان

خطوتُهُ اتسعَتْ في البراري / والصوتُ بُحَّ على شرفةِ الكلماتِ التي ودَّعَتْ نسْغَها والحروفَ الصواري / ودهليزُ بيتيَ عارٍ / كمقبرةٍ تتضخَّمُ يوماً بداري / ويوماً تئنُّ على تُرْبِها في زوايا حنينِ مداري
مقبرةٌ عرَّشَ الدمُ فيها / نمتْ فيهِ أسرابُ حسونَ مطعونةٌ في ظلال احتضاري .
مقبرةٌ سجَّلتْ في شواهدِها كلَّ أسماء عمري / وسربلتِ الفجرَ بالنحْبِ / سربلت ِالظهرَ بالتعبِ المتواصلِ / سربلتِ العصرَ بالشدِّ والجذْبِ والغازِ في صَرْخةِ الانتفاضة
وليلاً طوتْ كلَّ أحبابِها / خرجتْ للرياحينِ فوقَ سطوحِ المنازلِ / في نورِ قنبلةٍ
تسكبُ الضوءَ أحمرَ /
والقصفَ أحمرَ / والنزفَ أحمرَ /
مثلَ شعاعٍ يشقُّ الجسد
ويعمِّرُ في ضفَّتيهِ الأبدْ .

مقبرةٌ لا تنام /
مقبرةٌ لا تنام على ضيمِ أحبابِها /
وتزفُّ الغناءَ الخفيضَ / تحتَ ترابِ القبورِ /
إلى نارِ أرواحِ أحبابِها .. / مقبرةٌ شدَّتِ الغيمَ من مطرٍ قاحلٍ
/ غنَّتِ النارَ في قصفِهِمْ / وطوتْهُم تباعاً / مقبرةٌ لن تكونَ شراعاً /
لكنَّها الصوتُ
حينَ يُفَجِّرُ أصداءَهُ
في دماءِ الشهيد .

خطوتُه اتَّسعتْ في البراري / والطريقُ بعيدٌ / والصوتُ بُحَّ على كلماتِ النشيد / ونامَ المُغنِّي جريحاً بليلةِ عيد / ونامَ المغنّي شهيداً بلا بزَّةٍ وهدايا / بلا زفَّةٍ وصبايا / ونامَ المغني بمقبرةٍ شقَّتِ الأرضَ وانطلقتْ في البعيد / الذين قضوا شهداءَ يعودون / ولو لحنينِ المكان / يعودونَ لو عبثاً في بطاقاتِ أعمارنا / ويعودونَ لو عبثاً للزمانِ / وينفلتونَ من النومِ للصحوِ / ينفلتونَ من الصمْتِ / للحديثِ الذي أرَّقَ العاصفة / ويستفْسِرونَ عن الفجرِ :

هل تُراهُ كما كان ؟!
وهلْ قهوةُ الصبْحِ تلْدَغُ كلَّ خفايا الزوايا ، خفايا المكان /
وهلْ تَلِدُ الشمسُ عشباً على نارِ أعمارِنا بعدَهُمْ /
وهلْ يَصِلُ الضوءُ في فجرِنا .. فجرَهُمْ /

الذين
قضوا شهداءَ يعودونَ /
ولو لأنينِ الزمانِ / يعودونَ لو عبثاً
لاخضرارِ النباتِ / وجرحِ الأسى في فراقِ الأجنَّةِ..
للأمهاتِ / تطرِّزُ أدمُعُهُنَّ ثيابَ الحياة .الذين قضوا شهداءَ
.. يعودونَ لو لبقايا المكانِ / ولو لبقايا الزمانِ / يعودونَ لو لأنينِ
الفراشةِ /لو لدموعِ القصيدةِ في الأرجوانْ .

27 / 11 / 2000

أنت القصيدة

أنتِ القصيدةُ ما استطعْتُ صياغةَ الترحالِ .. في الوجعِ المدمَّى / ما استطعْتُ نسيجَ أيامي لأبقى ساعةً قرْبَ الحنينِ .. وأرتقي لسلالمَ الخلْدِ الأخيرةِ
أنتِ القصيدةُ .. يتَّمتْ عمري وأبقتْنِي على تعبِ الغيابِ بلا جزيرة
آيتي عمْرُ الكلامِ / يحزُّ نبضي القحْطُ / يَسْتَشْري ظلامٌ دامسٌ في العينِ / يبكي الدمعُ / تتلوني محاراتُ الفقيدِ إلى الفقيد .
أنتِ القصيدةُ باركتْ سُفُني رياحُ الهجْرِ / أودعتِ العناوينَ اللواتي كنَّ لي رهْنَ الوداعِ من اللقاءِ إلى شراسةِ ضُحْكةٍ عجْلَى على سُبُلِ اللقاءِ / وأبَّنَتْ سُفُنِي رمالَ الشطِّ / صاريتي انمحاءُ الريحِ في الذكرى / وأوجاعي الظلالُ بلا قمر .
هلْ مرَّتِ الموجاتُ في أَثَرٍ لعمري بعدَ هذا النبلِ في طولِ السفر / أمْ قَدَّمَتْ زمني لأشقى قبلَ مُعْتَرَكِ السهر ؟!

أنتِ
القصيدةُ
ما استطعْتُ
لها سبيلا / حاورتْ
شَجَني وأدْمَتْنِي على رف اللقاءِ
مكبَّلاً في الليْلِ يمْشي ..دونما رعشِ الوصولِ
، ودونَ أنْ أرعى نسائمَ محنتي في الليلِ تهجونِي عليلا .
أنتِ القصيدةُ ما رفعْتُ اللَّحْنَ عن موتِ الدليلِ
إلى العليلِ وما تأبطّتُ البحارَ بلا اشتياقٍ للسفينِ ..
لعلني
أرْهقْتُ
هذا الحلمَ
في بدني /
فأعطاني النهايةَ ..
دونما سببٍ / وأصبحْتُ القتيلا .

أنتِ القصيدةُ ؛ غيَّبَ الحكماءُ شرعي في السفر/
وحرقْتُ آخرَ ما تبقّى من شراعِ القهْرِ
في ركبِ العناكبِ .. علَّني أصلُ النهايةَ /
كانتِ الخطواتُ أوسَعَ من مدى /
وأرقَّ من ماءِ الندى فوقَ الشجر .
أنتِ القصيدةُ علَّني أصلُ البدايةَ بالنهايةِ ..
علَّني أجتاحُ روحَكِ بالمطر/
وسألْثُمُ العثراتِ قبْلَ السحْرِ فيكِ .. وأنتظر/
ما قالَ عنِّي الليلُ في موتِ السهر
سيانَ أبقى ..
أو أزولُ لأنني /
                 شجرٌ
                 يناجي روحَ أعشابِ المطرْ .

29 / 8 / 2000

جنون المطر

سائرٌ نحو موتي /
وأعرفُ أن الهواءَ ثقيلٌ /
يمرُّ على عجلٍ في دماءِ الغوايةِ /
يغترفُ الآهَ من غِمْدِها /
والضلوعُ انكسارُ الشحوبِ على الصدرِ /
والصدرُ بُحَّةُ هذا الصدى /
وكهولةُ هذا الكلامْ. .
سائرٌ نحو موتي / أُشذِّبُ عمرَ القطيعةِ / أرفعُ للريحِ شكوى البنفسجِ / أغوي النداءَ الأخيرَ على هذه الأرضِ / أن يفتحَ البرقَ / والبرقُ سلَّمُ هذا الدمارِ / عصيرُ الضياءِ الأخيرِ / تنوسُ النجومُ على محنةِ البرقِ ، والبرقُ أغنيةٌ للملاكِ الذي يفتحُ العمرَ كفاً ويبني تضاريسَ أحلامِهِ في دماءِ الظلام .
سائرٌ نحو موتي أؤجلُ شمسَ الشروقِ / وأغوي الغروبَ لئلا يغيب / لأفتحَ نافذتي لبكاءِ البكارةِ في عَرشِها الرطْبِ ... والضوء يوغلُ في المعصية / يجمعُ الليلُ أشلاءَ ه في الدموع …يغيبُ ، ليهبطَ أكثرَ من ندمٍ / وأمرَّ من الاتهامْ. .

شارتي
انكسرت /
والدروبُ غوايةُ
رَحلي وحِلّي / الدروبُ
عناوينُ أهلي / الدروبُ قصائد
شعري .. وشَعرُ حبيباتي ال كنَّ
رهنَ الصدى ... والمدى في الضياع عليَّ .
الدروبُ انفجارُ المسافةِ .. أغنية في بلاءِ الحطام ْ. .
سائرٌ نحو موتي / أُعرّي خفايا السهر
وأغذّي بكاء الندى في حنين الشجر
وأُعلّي السماء قليلاً لأشهقَ /
أدفنُ موتاي في غرفتي وأقوم لأسهر : يستجمعونَ
مواويلهم , وعذاباتِ أحبابهم . كيفَ ذابوا ... وهاموا ؟!
وكيف ابتلى الماءُ والوردُ في نار أعمارهم
واستكانوا؟ ! / وكيف يربون رؤيتهم
لطلوع المغيب / على
نزقي في غياب
القمر ؟!

سائرٌ نحو موتي / وأجمعهم واحداً ... واحداً وأطيلُ السهر
كيف لم تسمع الصوت ؟! لم ترتقِ الآهُ في الوجع المرِّ / كنتَ نشيدَ الغلالةِ في القمحِ / كنتَ عناء الضراعةِ في الزيت .. كنتَ القمر.
لم يجئ فارسٌ للتلال على عرش موتك/ إلا وكان نشيداً / على مُرِّ عمرك أو حفنـةً من مطـــــر /

لم يجئ راهنُ الوقتِ / إلا على الوقت في مَدِّه ينتحر
لم يجئ راهبُ العمر في صلواتِ الممرِّ الأخير إلى الموت / إلا وكان على كفِّ غانيةٍ من سحر
لم يجئ طالعُ العمر فيكَ ، ولم تتقدم أو تتأخر ، في سر ريب القدر
وأنتَ هناك !! ألم تسمع الانفجار على شطّها؟! كانت اللحنَ والعمر ... والمرحلة / وأنتَ لماذا تخبئُ ساقكَ ؟! إن لساقكَ عرشاً على كف آلهةٍ من شجر وأنت! وأنت! لماذا اشرِّعُ ما لا يطاق / ويومي الأسى في انفجارُ الطريق.
طريقي فحمْ /
طريقُ البراقِ طباقْ
طريقي لغمٌ مدمَّى /
طريقُ الوصولِ إلى الأهل فيه حرابُ النقيضين / كيفَ يطاقْ ؟!
وشعري كفايةُ رجع الصدى … والرواقُ
أتوِّجُ معصيتي وردةً للرحيقِ الأخير /
فلا بدَّ أعرفُ كيفَ يراق

سائرٌ نحو موتي / أغيّر نجوى القطيعة / أقلبُ العمرَ كفاً بكفٍ / أسرُّ إلى سرِّها بانكساري ولا أعترف / فهذا جنون العفف / ولي من دُنوٍ على قهر أنغامها شَففٌ في الغرفْ .
وأغير نجوى الطبيعة / أقبرُ فاتحةَ المنعطف / للذي يسمعُ الآن معصيةً / وينادي بيان العفف / قد تكللت بنا يا شقي الأجل / والسماحةُ عمرٌ أفل / والسراط على الجرحِ / والشعرُ نوْحُ الأمل / لا تناجي كثيراً / فكل قبورِ العشيقاتِ رهن احتضار المقل / وشَكٌ على الشكِ في سحرهن... وكان بيان الأمل
سائر نحو موتي / أُغَيّر نجوى القطيعةِ، / أقترفُ العمرَ بالعيشِ ، أقترفُ القبرَ بالحلمِ … أقترفُ الشبحَ المرَّ بالسهر الحلو والشبحِ المرِّ / أقترفُ القولَ بالقولِ ، أقترفُ الوردَ بالمستحيل من الصمتِ ، أفترسُ المستحيلَ من الصمتِ / كي أتنفسَ ملءَ تضاريس حمّاي... أعلو... فأخترقُ الغيب / لا شاعرٌ سفكَ الروح في الغيمِ ... لا موته شعَّثَ الغيبَ مثلي / ولا صحوهُ أرَّخَ المعصية .

أنا
العمرُ
بين أنينِ
الذنوبِ وبين
نـــواحِ العذارى /
أؤجل ما يلدُ الصــبحُ في
الصبحِ كي تشرقُ الشمسُ / والليلُ
ليسَ بخافٍ عليَّ / مثلَ نتوءٍ بمعطفي الأسود
المزدهر / يا شجر / يا حجر / ضياء القمر / يا
وصــــاااايا السوادِ / على خدِّ آلهة من سحر / كيفَ يكونُ
خطاب الردى / وخطاب العشيقاتِ في الحلم قبل جنون المطر .

19 / 11 / 1997

* * *

أعشاب الحياة

نازلٌ من جمر أسمائي / إلى ماء اعتذاري في الحياة

زمنٌ لمعصيتي /
جنائز في مهب الريح ترقصُ في ارتعاشي /
وأوصابي شقاء الأبجدية .
زمنٌ لمعصيةِ القرون /
جنازةٌ كسرتْ سماء الروحِ /
فاندلقت بحارٌ ملَّت التسآلَ /
وانطفأت شموس .

ولهٌ على جدوى الزفير /
يشرِّعُ الشهقاتِ مختنقاً بإيقاعِ الطغاة على الملأ /
يدنو... / وينهمرُ الحفاة
على شواطئ صوتي المنهار في سدِّ الحياة /
أشدُّ أزر الشعر متبعاً لآياتِ البنفسج
في السؤالِ وفي الجواب .
وتنذرني الحياةُ .. على الرحى ،
حجرٌ يدور … ومقصلة /
وعلى المدى في إرث أيامي تدورُ جنازةً /
تلدُ المصيرَ وأغنياتٍ من عصير الموتِ /
تشرقُ في المدى / سهماً لأعشاب الحياة /
يفرُّ مني الصوتُ /
أجأر ! /
لا ملاذٌ غيرُ ذكرى في رحابٍ من كتاب الأمس /
والنجوى المريرة في جنازات الدروب .

ولهٌ على ألقِ الشهيقِ /
تفرُّ مني الأمنياتُ ... وتنتهي فيَّ الحياةُ
على رذاذ النزفِ في رجف الأصيل من الحكايةِ ، في الولادةِ والزمان/
أصبّر التقوى ... وأصبر في ابتلائي والجفاف ؟!
أعتقُ النجوى / وأرسمُ ألفَ سهمٍ للحكاية
في اختبارات الوصول إلى الأمان / وفرَّ مني الأمسُ / والجنّازُ /
والشمعُ المعتق في الكنائس /
والمواويل العذارى / والسراط إلى الفلاح /
وفَرَّ مني الخَطوُ …والإيقاعُ ...
والسمرُ المندّى في السراط على الجحيم /
ولا غيابٌ في الوصول إلى البلاد ..
وتهت من زمنٍ بعيد كالقيــــــــــــــامة .

15 / 8 / 1997

* * *

لم اكن وحدي

لم أكن وحدي / وكان الليل ناقوساً يصلِّي للمدى / والندى رقَّ على أهدابِ غصنٍ في الصدى / والسماءُ اتسعتْ / كان خيطٌ من رؤى / شعَّ في ظلمةِ ليلي.
لم أكن وحدي / وكانت ذكرياتي كلُّها في دمعةٍ سالتْ على خدِّ المدى / وشربتُ الصدى / كانت الأرضُ كفاً طرياً يلوِّحُ لي/ وأنا غارقٌ في ندوبِ الحروفِ / وجراحِ المسافة.
لم أكن وحدي / وكان الشارعُ الممتدُ كالأفعى على وجعِ القيامةِ / يستنيرُ بما تبقى من نعاسي / كان ميراثي / شجونَ الأرضِ / حمَّى القهر / تابوتَ الحياة . (كان ميراثي / قطراتٍ من ندى سالت على جفنِ الرفات ).
لم أكن وحدي .. وكانت حكمةُ الأرضِ معي / والثواني / وبكاءُ الشعرِ / حكمةُ الطقسِ / جنونُ المغفرة / وبلادٌ / وقرى / وبساتينٌ عذارى / ونجومٌ وسماءٌ / وجبالٌ / ووهادٌ / كلُّها كانتْ معي / غيرَ أنِّي كنْتُ قد ضيّعتُ روحي .
لم أكن وحدي / وكانت شمعةٌ ذابلةٌ قرب يدي / صوتها في دمي / رعشها في فمي
لم أكن وحدي / وكانت في سمائي نجمة / وفي ليلي
                                                       قـصـيـدة.

18\8\1997

* * *

امرأة جنيّه

أحتاج لكأسٍ يشربني
لهواءٍ لا يلسعني
لشموسٍ تبحرُ في ضوءي
لرياحٍ لا تنكسرُ على أعتابِ لهاثي / أحتاجُ أغانٍ ومراثي
أحتاجُ لدمعةِ قنديلٍ جذلى في ليل نواحي ودماءً لجراحي /
ولبسمةِ نايٍ ترضعني ميلاد صباحي
ولصرخةِ ميلادٍ تحتلُّ سلاحي /
أحتاجُ دماءً لجراحي
أحتاجُ امرأةً تشربُ عري الصدر تهدئُ كلَّ براكين القهر
تفتحُ فيَّ خزائن حمى / ترجمني سمّا
تحضنني كهلا / تتركني طفلا / ترفعني غمّا / تنشرني إثما
أحتاجُ امرأةً تكتبني فوقَ غبار التاريخ
وتعلمني سرَّ السحر وسرَّ الأمثال النبوية
أحتاجُ امرأةً فيها كلُّ جنونِ التاريخِ وكلُّ هدوءِ الصوفية
أحتاجُ امرأةً فيها من حكمةِ فينوس وأحزانِ الفجر وأحلامِ الأبدِ المنسية
أحتاجُ امرأةً ج ..
                ن ..
                يـ ..
               ه .

2 / 8 / 1997

* * *

قلبي خرائط عشقها

قلبي خرائطُ عشقِها / أدنو فتتكئُ السماءُ عليَّ / أمشي مشرعاً للريحِ صدري / يبسمُ المتفرجونَ على اتساعي في المكان .
هل كنتِ غانيةَ الصدى / لأرى انكساري في الزمان ؟!

هل كنتِ ملهمةَ الردى / لأرى دمي يمشي على نزْفِ اللسان ؟!
قلبي خرائطُ عشقها /ودمي شراعُ العنفوان

هل
جئتُ كي ألدَ القصيدةَ
مثلما يبكي على دمعي الأمان!
أم عفَّرتْ شجني الحكايةُ / في خرائط
حلمها / واستلَّ من بدني الشقاءُ ضراعةَ الوجلِ
الخفيِّ بسحرها ! هل جئتُ كي يبكي الحنان! في القلـبِ واليــدِ
واللسان !

قلبي خرائطُ عاشقاتٍ / لذنَ بالنغمِ الحزينِ / على انتظارِ الفجرِ في الدمعِ الهتين / على وصايا أدمنتْ جسدي

وقلبي معجمٌ للماءِ والشعرِ الذي أبني به تَعِباً وصايا الأنبياء /
على ثراها سَبَّحَ المُتسولونَ / على ثراها أبّنَ العلماءُ أغنيةََ الرثاءِ / على ثراها كبَّلَ الآسُ الطريُّ قصائدَ النجوى وأغنيةََ الفتونِ / على ثراها صبَّ ملحُ النارِ برقَ السحرِ في صلواتها /
وكبا على نغمي الزمانُ /
تشردتْ في الأفقِ قافيتان /
وانتشرتْ بدمعي موجتان /
على صحارى العشقِ /
فيها نرجسُ الحمَّى /
فيها خصلةٌ من شعرها /
تبني مواويلَ الغناءِ على الفتون .
وتشردتْ لغتي /
ومعصيتي اتكاءٌ في المدى /
والبرقُ عسْفٌ للردى /
ودمي إشارةُ صوتِها /
تلدُ الحروفُ على مباهجِ غُنْجِها /
ويحطّني ندمٌ على معراجِ إثمِِ الغيبِ في صلواتِها /
وندى صباها في ظهيرةَ من رمادٍ أيُّها الوجعُ الحدادُ /
وأيُّها الأملُ الوهادُ /
تستبيني في مدامعِ صوتِها /
وأحنُّ قبلَ النايِ /
أشرقُ في السحابةِ /
برقَ عاشقةٍ على قنديل ناي
ويزفُّ ليلي إرثَهُ للذكريات
وحرابهم تمشي إلى معناي /
تستبقُ الضراعةَ في الوجومِ على صباي
قلبي خرائط عشقها / ويحطُّ في قلقي البكاء
لأشردَّ التسآل / والنجوى / ومغزى الليل / والحمى /
لأسْرِجَ رعشَ حرفٍ في الدجى / يمشي إلى مبناي /
أسرجتْ الخيولُ صهيلَها / وكبتْ على زمنٍ سواي
قلبي خرائطُ حلمِها / ويحطُّ في ندمي أًساي
يا إرثَ هذا الهمِّ / تكتملُ الوصايا في الدعاءِ / يسرِّحُ الأفقُ العنيدُ الشعرَ والمأوى إلى نجواي. .
    أحدٌِ تبرَّعَ بالدماء / أحدٌ تبرَّجَ بالدعاء
    أحدٌ تبدَّى في الوثير من الشقاء
    أحدٌ تمنى أن يكونَ / وكان فاصلةً على جرح الحياة.
    ليسَ الذي بيني وبين أثيرِها رمزُ الصلاة
    ليسَ الذي بيني وبين حرابِها فلكُ النجاة
    ليسَ الذي بيني وبين خرابِها نجمُ الطغاة
    ليسَ الذي بيني وبين شحوبها ميناءُ عاصفة /
وصوتٌ في الأخيرِ من اللهاثِ /
وفي الأخيرِ من الحياة .

14 / 11 / 1997

* * *

غيم الملذات

أراكِ ؛ فيرتجُّ برقُ الزلازل /
الطبيعةُ تجترُّ ما تحتها / ينكسرُ النجمُ / يغرقُ رسمي / تفيضُ البحارُ / ويرتبكُ السمكُ المرُّ / يعزفُ موالََهُ النهرُ / والمدُّ يغرقُ ... والبرقُ سيدُ هذا الأوانْ .
ليلُ الحدادِ يجنُّ / ويوقظُ ما فاتَ من معصياتِ العذارى / يرقِّصُ سهمَ المسافاتِ / ترتعشُ الريحُ / تخفي عرائسَها في وجومي المُضَّيعِ / كم كانت الصلواتُ جراحاً لما فاتَ من ندمٍ قبلَ أنْ يَرِثَ الغيمُ معصمَها / ويداجي الغروبُ يفاعةََ صبري على بُعْدِها .
أراكِ فينسَرحُ البحرُ من حدقاتِ المياه / يلوِّنُ نجوى الطبيعةِ بالانتشاءِ / وكلُّ الرؤى في الحنينِ رثاءٌ / فهلْ يرثُ الغيبُ موالَه والدعاء ؟!/

انكَسَرْتُ
على صوتِها /
فأباحَ دمي مهرجانَ
الدماءِ / ولملمَني البحرُ /
نادلاً من عذيقِ تمور النجومِ /
ومِنْ بُرْعُمِ البحرِ في حدقاتِ الضياءِ /
تركتُ المناديلَ سبعاً / وسبعاً هي الصلواتُ على
بابها / والأغاني الدعاء .

أنا حارسُ الأبجديةِ / من زمنِ الكهْفِ / ألْبَسْتُ نارَ العراءِ جحيمَ انتظاري / ففتَّقَ بوحُ القصيدةِ ميعادَهُ ارتجَّ برقُ الزلازلِ / تصدَّعَ غيمُ
الملذاتِ / كبَّرتِ الأرضُ في شقوتي / وجنونِ انتظار البنفسجِ قبلَ مغيبِ العراء.

تنفَّسْتُ ... كانَ شهيقيَ ذوبَ النجومِ / المداراتُ أطَّرتِ الآهَ / فارتفعَ اللهُ في دمعتي / يا نجيَّ الصحارى / تلوِّنُ مهوى الغروبِ / وشمسَ التباريحِ في الليلِ تكْسِرُ زنزانةَ الصبرِ / ترفعُ هذا المحيطَ المدللَ في الأرضِ / تشرقُ مثلَ غناءِ الجبالِ / وتَسْعُلُ مثل شهيقِ الوهادِ / وترتابُ في لمعةِ البرقِ ... من كُنْهِهَا / إنَّها سلمٌ للنجاةِ الأخيرةِ في سحرِ هذا الوجودِ ... إلى سحرِها

شافَنِي اللهُ في بِرَكِ السكْرِ /
أعْطى خليجي مصباتِهِ/ ولوى عن لساني التباشيرَ /
قدَّمْتُ ما تُرْعِدُ الأرضُ فيهِ / وما يلِدُ النجمُ مِنْهُ / وما يستنيرُ بِهِ الغيبُ /
قاطَعَني / واستهلَّ البراكينَ في إثْمِ معْصِيَتي / فانْتَشى / ووشى للجبالِ العنيدةِ سرَّ الذهولِ على خطوتي / واتساعَ المسافةِ في حكْمتي / بايعتُهُ / وطفقْتُ أسائِلُ سرَّ المسافاتِ عن سِحْرهِ / ارتجَّ برقُ الزلازلِ في دمعتي / وأرقتُ ذبيحَ اشتياقي إلى سرِّها / في الوهادِ الطليقةِ ... بعدَ انفجارِ المحيطاتِ من رجفتي
أيها
المبتدى .. المنتـهى /
الغائبُ .. التائبُ / المستميتُ .. المميتُ /
المغيثُ .. المغاثُ / اللجوجُ .. الفجوجُ / اللحوحُ.. المليحُ /
المديدُ .. الودودُ / المعيذُ .. المعاذُ / الكبيرُ .. القديرُ / العزيز .. المعز /
العسيسُ .. المعسُّ / البشوشُ .. المهمش ُ في النص / فوقَ التناصِ / وتحتَ دمارِ الحروفِ / المضيضُ .. الممضُّ / المحنطُ فوقَ الردى .. والمقمَّطُ فوقَ ترابِ المدى / المكظُّ .. الكظيظُ / الفجيعُ .. الفجوعُ / المخيف .. المخاف / المليقُ .. العليق /الصهولُ .. العليلُ / الحليم .. الكليم / المصونُ .. المصانُ / المولهُ .. والشدهُ / الآهُ .. والواو/ يا أيها.. النازفُ / البارقُ .. المارقُ / الساحرُ .. الفاجرُ / الشاعرُ .. البارعُ / الحارقُ .. الخارقُ / الباسقُ .. الغاسقُ / المتمدِّدُ فوقَ رعافِ الطلولِ / أتبني كوناً من الكلماتِ / وتُسْحِرُ عمراً من التسميات ؟ !
علِّـلي
إفكَ هذا المدى ،
بالنديِّاتِ من كلماتِ الجفاءِ ،
وغيبي ، وظلّي على تعبي كالرجاءِ / أشيلُكِ
في صمتِ حمّاي / أرفعُ بارقةَ الانهياراتِ / أسقي ورودَ
المدى / وأداوي جراحَ العذارى أفتقُ ما يلدُ البعدُ من نزقٍ في الولادةِ
/ أينك ؟! منذ انشغالِ المياهِ أرتبُ هذا اللقاءَ / وأقبرُ فجراً / أداوي نحيباً بظهرٍ/ وأرفع شاهدتي في المساءِ / وأينك ؟! لم يلدُ العمرُ فيكِ ومنكِ / :
الحقلُ يغرقُ بالشعرِ والثمرِ المرِّ / أينك ؟! كلُّ الذين أتوا قد
أفاقوا طويلاً / وغابوا / ولم يرفعوا عن جراااا حي
صاريةً من نزيفٍ وصار الوباء على عسل
الجمر في القلب أو عسل القلب في الجمر / أينك ؟!

عللي إفك هذا الصدى / ترفَ العين ظهراً / يفاعةَ شقو الجنونِ / منارةَ ظلِّ النهايةِ / قهرَ الزمانِ ، توجسَ غيمٍ ، يراقُ على تعبِ الغيبِ / أينك ؟! أين جحيمُ الهدايةِ / أينَ عبيرُ الغوايةِ ؟!

عللي
إفكَ هذا
العناءِ الطليقِ /
مع الفجر يكبر ... يكبرُ /
حتى الأظافر صارتْ لها أمنياتٌ / وصارَ
المنى جرحَ أغنيةٍ في البكاءِ .
عللي إفكَ هذا الدهاااااء / يتوجني الهجرُ سيِّدَ هذا البقاء /
لأعرفَ أني محيطات من عدمٍٍ / وقلائدُ من ندمٍٍ ، وشرارةُ سحرٍٍ / ووشمٌ على ظلِّهِ يرقصُ الليلُ / أينك ؟! / والليلُ في كلماتي انتشاء / كَبُرَ الهجرُ أكثر من ولهِ الشوقِ /
ضااااعَ البريقُ / انتشلتُ رحيقَ الصدى / وعزفتُ مواويلَ
صبريَ / حتى الجراااااحَ الذبيحة كانت سدىً /
وانبهاراً لظلٍ يكبرُّ في المنحنى / والأغانـي
شرووودُ الصدى للنحييبِ ، الموانئُ
رهفُ السنينِ إلى الوصل
ذلُّ النحيبِ إلى الشعر
والشِِِِِِــــــــــــــــــــــــــــــــعرُ
قااااااامةُ هـــــذا المساااااااااء /
عللي ندمَ الغيبِ /
أينـــــــــــــك ؟!/
في مدّهِ / واستفيقي
لئلا
أ ...
م ...
ووووو ... ت ؟!

10 / 2 / 1998

* * *

غواية نزف الفصول

شُقَّ ندى الليل : / هذه فتنةُ النورِ ، دمعةُ معصيةِ الوجْدِ / ناقوسُ جرحِ الكنائسِ ، أغنيةُ المتعبين / يجمعهم لحمُ هذا المكان ، وماءُ الزمانِ الأصم .
شقَّ دمَ الوجْدِ ، عرِّ سماءَ المدينةِ من ارْثِها / خَيِّبِ الأملَ الغضَّ ،عُضَّ الردى ، واتَّئدْ بالنواحِ الكسولِ / على جُثَثٍ طوَّحتْ بترابِ المدائنِ للريحِ / والريحُ دمعُ الفضاءِ / الحقولُ نداءُ المطرْ / والبكاءُ غناءُ الشجرْ .
شقَّ هذا الغمامَ الملوَّعَ بالآسِ والزعفران .
يتَّمَنِي القهْرُ ، ليسَ لهُ غيْرُ سحري . أُشذِّبُ نجوى المدائنِ للريحِ
مبتدئاً بنحيبِ السفرجلِ في الروحِ / بانكسارِ النُهَى ، واشتعالِ الذنوبِ الفسيحةِ
يتَّمني القهْرُ . سرِّي غوايةُ نزْفِ الفصولِ / حنينُ الذنوبِ إلى المُنْتَهى ، إشراقةُ الأرضِ في دمعةِ المُصْطَلى / وفكاكي الأكيدُ على شطِّ قهْرِ الزمانِ اليتيم .
يتَّمني القهْرُ / جُنَّازُ هذا الردى / سنابِكُ خيلِ الرؤى / وشفاعةُ أدعيةِ الأشقياءْ . والنهايةُ جمْرُ الكلامِ / حرائقُ في شبقِ العيْشِ / ريشُ المدى / ونواحُ الحطام .
النهاية برق الضراعة في الركب / ركب يغذ المسير إلى آخرٍ في الذهاب / ذهاب من العمر حتى الغياب / النهاية صمت الكلام ، حمائم خرساء / حداد بلا مأتم ، وجنون بلا جسد ، ورحيل بلا غرباء . النهاية معصية الوجد في الروح / روح البلاء ، وقهقهة الكبرياء.
شق ندى الليل / إثم الغواية مستنفر / وحري بنا أن نشق ندى الليل / كي يمطر الفجر/ موال هذا الغناء / فحيح أفاع يرتل أنثاي / سم الخليقة في نحر مثواي / إثم القطيعة في برق دنياي / كيف أرد الصدى … للكلام ؟ وأعبئ نجوى المطر / في دماء الغيوم .
كيف أعمر نجوى القطيعة ؟!
على برق أنثى تحب الغواية كي لا تجيء وكي لا تغيب.

النهاية بسملة في إناء السلاطين / أغنية سكبت روحها في الرنين / وجرحٌ تفيّأ
في ظلال أظافره كلًّ نور السنين .
كيفَ لي أن أردَّ الولادة / من حيث لا يتقي السحرُ موجَ الأنين ؟!
شقَّ عويلَ المسافاتِ / فالعمرُ عمرٌ دفين
والنواحُ بريقُ العذارى على شطِّ بركانها …. والجنون
النهايةُ كسرةُ خبزٍ / يعلقها الربُّ في وطن مستحيل
شقَّ ندى الأرض /
شقَّ نحيب الغوايةِ في الثمرِ المرِّ / كيف تكون البدايةُ في الثمرِ المرِّ / كيف تكون النهايةُ في الثمرِ المر / أينعَ فجرُ التمني / وقتلتُ الضحى /
شقَّ هذا الصدى / شقَّ هذا الردى / شقني أيها العمر / لن تجد الآسَ في معصمي / أو نواح المصلينَ في خافقي / أو بكاء المحبين في دمعتي /
شقَّ هذا الجماد … ترى ما يخبئ فحمُ السنينِ / على شبقٍ في احتراقِ دمي / شقَّ هذا الندى / شقَّ ليل الصدى / شُقَّ وجه المــــــدى /
لأكون النهايةَ بعد فوات الردى .

12 /4 / 1998

* * *

ولو من بعيد

وفتحتُ قافيتي لأبدأ /
كان القمر /
نصفهُ في السوادِ /
وكان نداءُ الضياءِ يلوذُ مع المنحنى /
ويداجي سراطَ الرجاءِ / يؤجِّلُ غيبَ القدر / يقتفي إثرَ هاجسيَ المبتلى في نواحِ السهر / هللي .. ما استطعتِ / أكونُ بكاءَ المدى .. ونواحَ السحر / تشظَّى المكانُ بنا / وكانَ لنا العمرُ قافيةً / والقصيدةُ بوحُ المطر .
هيئي متعةً للقاءِ الأخيرِ وغيبي على شطِّ نجوى السفر /
فالقلوبُ عبر / ونواحُ القصيدةِ في رعشتي ألقٌ لا يساومُ رجعَ القدر
كآبةُ روحي اصطفتْكِ / وكلُّ نجيِِّ تطلَّعَ في غيِّةِ لبكاءِ الشجر /
ما الثمرُ الحلوُ / ما الشجرُ المرُّ ، ما المنحنى / ما المسافةُ في وجْدِ قلبٍ / وما العمرُ في كفِّ آلهةٍ / في عيونٍ تؤرِّخُ نجوى الدماءِ وأحلامَ أغنيةٍ / شاعرُها ينكسر
لا تلومي مساءَ السهر / فنجوى البكاءِ عِبَر /
وقصيدةُ أنثاي محكومةٌ ببكاءِ الشجر /
انتظرتٌ ؛
كانَ الزمن عنقودَ فحمٍ على رئتيَّ
توشَّحْتُ بالآس . قبرٌ مضى ، وأتى /
ربما .. ربما يستفيقُ رجاءُ المنى /
ليس لي ذنبُ هذا الصدى /
ليس هذا الصدى ذنْبُها !
كانَ قلبي عرائشَ من عنَبٍ .. ونبيذٍ يؤرِّخُ مسرى الفصولِ ،
ويغرقُ في بسمةِ المشتهى /
والندى بوحُ صوتٍ على المنحنى /
عكازةٌ للفؤادِ الكسيرِ على شطِّها /
أيُّنا يستفيقُ إلى غيِّهِ / والغيُّ رمزُ الكآبةِ ..
والكبرياءُ على شطِّهِ فيه همسُ الرجاء /

هل
تكونينَ لي شرفةً / وأكونُ
صدى الصوتِ ، والصوتَ ، والمنحنى /
رتِّبي كلَّ أوراق عمرِكِ / كي تدخلي نارَ غفوتي
البكر / أو تلمعي في سمائي نجماً / لهُ ألفُ ذكرى /
ولا يقفُ الآن عندَ حدود يديَّ ... وأبدأ ثانية من جديد
/ على أرقي وكهولةِ هذا النشيد / يطرِّزُهُ الوجْدُ
في عمْرِهِ / والحريقُ الأخيرُ
إلى غايةٍ في الوصولِ
إلى شطِّها / ولو
مــــِنْ
بعيد .

5 / 5 /1998