ماجد أبوغوش
(فلسطين)

انتظار

ماجد أبوغوشسآتي إليكِ
وأشعل في عينيكِ
بحراً وشجر
سآتي إليكِ
وأعصر خصركِ
حتى يسيل من أصابعك الصراخ
ومن ثغركِ
المطر !

إنتظَرَتهُ صباحاً
عندما ذهب الحطّابونَ
إلى شجر الصنوبر
إنتظَرَتهُ مساءاً
عندما ذهبت العصافير
إلى النومِ
............
ولم يأتِ !

في كلِ ليلةٍ
تشعل في شباكها شمعة
وتنتظر ....
في كل ليلة
تسمع صدى كلماته
فيسيل من أصابعها الصراخ
ومن عينيها المطر !

حزيران 2002-11-15

أسعد*

أميرٌ صغيرٌ
يَحلمُ بالعدلِ
بعالمٍ أخضر
خالٍ من القتلِ !

فارسٌ صغيرٌ
واسعُ القلبِ
يبحث عن شُُهُبٍ
سقطت على الحقلِ !

عمان 2/8/200

* تامر عرار

كان اسمه تامر
...............
ولد يركض خلف النحل
وخلف الغيمات السحرية!

ولد تعرفه النسوة
وبنات الصف السادس
والغزلان البرية!

هو الآن في القلب
أزهار مرة
هو الآن على السفح
يلوح للشمس لآخر مرة!

* إعدام

_ صباحا :

يمضي الجند إلى الموت
بعمال المحجر !

_ مساءاً !

تبكي القرية
تبكي النسوة
ويبكي طفل انتظر أباه مساءا
…………… !

ليلاً :

يخرج صبي
من رائحة الدم
ومن جوف العتمة
يرسم على الحائط
رجلاً ……..
يخبىء في يده نجمة !

الحاجز

1

دعه يعمل
دعه يمر
دعه يشرب
-حتى الثمالة-
كأس المر !

2

إفتح له باب القفص
الأول
أغلق خلفه باب القفص
الثاني
ودعه يحلم
إنه حر !

3

خده إلى السجن
خده إلى القبر
اصلبه على الحاجز
ودعه يسير على رأسه
من هول الذل !

4

زمن مقلوب
هدا رجل يلبس في قدميه
قبعة
وتلك امرأة -بدل الهودج-
تمر عن الحاجز زحفاً
حتى القمر نراه
في عز الظهر !

الرجل

( إلى مؤنس الرزاز )

الرجل ذو الابتسامة الدافئة
قبل أن يمضي ...
نادى علي !

الرجل ذو العينين المشتعلتين
والقلب الحزين
قبل أن يمضي
نادى علي !

الرجل ذو الصوت الهادىء
والبحة العالية
قبل أن يهبط نحو البحر
نادى علي !

الرجل ذو الخطوة الواسعة
قبل أن يدخل غابة الياسمين
نادى علي !

الرجل ذو الجراح الطرية
قبل أن يرفعوه على الصليب
نادى علي !

...........
والان لم يبق
من ينادي علي !

الشاعر

الشاعر يكتب نصّاً
مثل القارب
يحملنا لصباح قادم !

الشاعر يقرأ ما بين الأسطر
فيرى الأشياء على صورتها
ويبكي مثل الولد الضائع !

الشاعر فارس

يركب ظهر الكلمات الصعبة
ويشهر سيف الحب
في وجه المارد !

الشاعر

عصفور يحب الورد
ويهوى الطيران
وإذا ما فقد جناحيه
يموت !

الشاعر ولد شقي
يرمي أسئلة
على سطح الماء الراكد !

الشاعر واحد من ثلاثة
مجنون أو مقتول
أو عاشق !

العشاء الأخير

إلى م.ع

1

هل نظرت إلى يديه
عندما شاركتهُ الطعام ! ؟

2

هل كان هدا العشاء
بداية الرقص
أم مسك الختام ! ؟

3

عندما ناولته الملح
هل قال شيئا
عن خارطة الطريق
أو طعم السلام ! ؟

4

هل فاوضته على ( المنيو )
هذا حلال وهذا حرام
هذا دجاج وهذا حمام !؟

5

إمضي ولا تلتفت للخلف
عش حياتك / حياتنا
يوماً بيوم
للبيت ربٌ
وللاجىء ( كوفي عنان )

6

امض
لاتلتفت للخلف
ولاتنظر إلى الأمام
وأعطهم ما شاءوا
من ارض وماء ودم
أما نحن ...........
فعلينا السلام !؟

العصا والجزرة

في تدريب القرود
وفي ترويض الأسود
يستعملون العصا
وأحياناً يستعملون الجزرة
لكنني أيها ( المبجل )
لا أرى في يدك
إلا عصا
...............
أشعر بشىء يؤلمني
الآن عرفت مكان الجزرة !

27/3/2003

امرأة

تتهادى طالبة
بضفيرة شعر اسود
ورأس معصوب
..................
وتمضي إلى مدرسة
محروقة !

طالب يجلس وحيداً
على مقعد يتسع لاثنين
طالب يجلس وحيداً
بجوار نافذة مكسورة !

المرأة بالثوب الأسود
المرأة بالعينين المطفأتين
ماذا تفعل في مدرسة الأولاد ! ؟
المرأة بالثوب الأسود
تعطي للمعلم دفتر الواجب
وتضع الأزهار والطعام والدموع
على المقعد الفارغ !

المرأة بالثوب الأسود
ماذا تفعل في العيد... ؟
تسير ببطء
تسير بحزن
إلى وردة زرعتها
على القبر الصغير!

أيمن فارس

( كان ينتظر بلهفة موعد الذهاب - للمرة الأولى - إلى المدرسة، كان ينظر بشوق إلى ملابسه الجديدة قميص وبنطال قصير، جراب ابيض وحذاء لامع أسود، كان في كل يوم يتفقد المدرسة والشارع والحوانيت، كان يخاف عليها من الهدم …… بقيت الأشياء في مكانها…. أما هو …….! ؟

( من أقوال والدة الشهيد )

عندما ننهض جميعاً
من الموت
نفتح دفتر الشهداء
ونقرأ بلا صوت :
كان طفلاً صغيراً
لكن قامته
كانت أعلى من النخل !

كان يمشي

في ظل جده
عندما قصف الغزاة
هذا الجسد النحيل !

كان يمشي بدلال
وكان حيث مال جده
يميل !

ما زال فراشه دافئاً
وما زالت ملابسه
تُزّين حبال الغسيل !

17-8-2002

بانتظار المغول

بانتظار أن يأتوا
من الشمال أو الجنوب
جهزنا أطفالنا للذبح
ونساءنا للسبي
وأوعية لاغتصاب الحقول !

* * *

كان لنا أخوة
وأولاد عم
وكان لنا بيت وغيم
وأشجار نخل
وكان لنا قمر
عندما نسكت عن القول
يقول !

هنا في البر الذي
صادروا البحر منه
يموت الناس جوعاً وقتلاً
ومن شدة القهر
....................
وعندما يطول الصمت
تموت العقول !

* * *

سنخبىء في أفواهنا
عسل الأغاني
وفي قلوبنا
رعشة الصباح
وحزن الخيول !

هذه الليلة لم ننم
لم نخلع الأحذية

لم نخرج النبيذ من الأقبية
لم نشعل الشمع
لم نغني ولم نرقص
..........................
كان خلف النوافذ
مغول !

رام الله 5/3/2003

بلاد .... !

... وهده البلاد
تنام على هم
وتصحو على غم !

... وهده البلاد
تكاثر عليها جند المغول
والتهمت أشجارها / ماءها
وفراشاتها
أكواخ المستعمرين !

... وهده البلاد
أنهارها دم
وأقمارها مستباحة
وطرقاتها كمائن !

... وهده البلاد
يعيش أبنائها داخل أقفاص،
الأقفاص داخل جدران،
الجدران داخل أسلاك شائكة،
وسمائها مليئة بالحراب والبنادق !

... وهذه البلاد
لم يعد في صدرها
حليب أو عسل
... وهذه البلاد
لم يعد في ليلها
عشاق أو قمر !

توفيق بريكه

1

في هذه الليلة
سينام البيت
- من دون الصغير -

2

مطر وليل
والموقد المشتعل
ناي وأغنية
وموت مستعجل !

3

إلى أين تمضي بنا
أيها القمر ؟

الى قمة الوجد
حيث يولد المطر !

جيفارا

أرنستو تشي جيفارا
اختلط علينا الأمر
لم يعد في آخر الطريق
قمر

والورد الأحمر
ترك الغابة للحطابين
واستسلم للنوم !

ذكرى

( في ذكرى أنطون كورفيادوس )

كان الوقت أجمل
وكان القلب غضاً
وكانت الصبايا
على درب الفتى تتمهل !

الليلة مع أجراس العيد
ورائحة الشمع في المعبد
رأيتك نحو المدى تصعد !

في زاوية الشارع
كانت الصبية تبكي
وترمي زهوراً
نحو شباكك المغلق !

وكنا على العهد
نصرخ ونبكي ونضحك
وعندما نرفع الكأس
نشرب نخبك !
1/1/2003

سيكون ........

سيكون لنا دولة
من الجدار إلى الجدار
مسّورةٌ ...............
مسيجةٌ ...............
سماءها مضاءة
بالكهرباء الجميلة
وأرضها نظيفة
من النبات والأحجار !

سيكون لنا حكومة
- أخوة منا -
بلكنة غريبة
وعيون جميلة
بأفواه واسعة
وأيد طويلة
سيكون لنا حكومة
تمتد من اليمين إلى اليسار !

سيكون لنا حزب
يحتار الناظر إليه
يتولى دفته رجل أعمى
إن ابتعد عن عينيك
تحسبه جاء
سيكون لنا حزب
يجمع عرق الشغيلة
في كاسات البلور
ويوحد ألوان الطبقات
له جناحا إوزة
إن اقترب الشارع منه
طار !

4/6/2003

ضد الحرب

أزهار النرجس
ومياه النهر
شارع الرشيد
وحبات التمر
تنام الليلة
بلا قمر !

* * *

المغني / المعلم / سائق الحافلة /
ربة البيت / عمال المطبعة /
بائع الورد / عصافير الدوري
...................................
سنغني للحب وللشمس
وللعشب الطالع
من جوف الصخر !

على حافة الماء
كنا نسير الهوينا
وكانت الحلوة
تغرف الماء والحب
شربنا وشربنا
وشربنا
وما ارتوينا !

***

* * *

على حافة القلب والعقل
والعينين
تتجمع سحب الموت
في فم الشاعر
وفي يديه
تموت الأغاني
وتنطفئ الشمس !

20/2/2003

عراقي

على درج المقهى
كان يملأ بالحزن
جيوبه
على طاولة رديئة
كان يسكب في كأس الشاي
بعضاً من دمه
وكان كلما ارتشف جرعة
بكى
وكان كلما قرأ قصيدة
بكى
وكان كلما ذكرت بغداد
بكى !

عمان
28-7-2002

غزة أولاً ؟

رجل في الشرفة
يجلس وحيداً إلا
من صوت يصرخ في أذنيه
ويسأل : -
أين أضعت السيف ؟

طفل يمشي خلف
حجل يمشي خلف
رجل يمشي خلف
حمار يمشي خلف
سراب في عز الصيف !

غزة أولاً ؟ !
...............
..............
صحيح
فنحن من ذبح جواده
إكراماً للضيف !

كأني أحبك

كأنّ البحر
يأتي إلينا خلسة
كأنّ الموج
يعرف صاحبه ويعرفنا
كأنّ الرمل
يخبئ أسرارنا
وخطانا
......
كأني أحبك !

كأنّ الورد
ينمو على هوانا
كأنّ الفراش
ينام على حب الندى
كأنّ البرتقال
مدى الروح
كأنّ القمر
يعلم أنه يرانا
...........
كأني أحبك !

كأنّ الريح
على نوافدنا تنام
كأنّ النوافد
تطل على ألقلب
كأنّ القلب
يدوب من الوجد
.............
كأني أحبك !

محاولة للغناء

1

الكأس الأولى
تأخذني صوب الخدر
الكأس الثانية
تأخذني للنشوة
الكأس الثالثة
تسكب على المائدة أحزاني
وتصلبني على الجدران !

2

اتسع البحر
وابتعد الشاطىء
عن قدمي وعن عيني
وأنا أبحث في الماء المالح
عن حبة رمل أو سمكة
تحملني للنوم
- مثل صغير -
يحضن وسادته
ويغرق في الأحلام !

3

الصمت يلف الطرقات
والدبابة تعجن بحوافرها
رائحة الفل
وضوء القمر
وشجر الريحان !

4

يركض الولد
بين رصاص القنص
وخيط الدخان
- الآن تطبع صورته
بجميع الألوان - !

5

جنية تأخذني
من يدي
وتسحبني بين الألغام
_ علقننا صورته
على الجدران _
وقرميد السطح الأحمر
يخبىء ( ماهر )
في الأحضان !

6

( عطا الله حنا )
يقترب الآن
من حد الصلب على باب القدس
دمه وفمه ويداه ورداء الكهنوت
تسير إلى المذبح
ويكون القربان !

محمد نبيل

عند ارتقاء الشهيد
سلم الموت والكلمات
تهب الريح والخيل
من كل الجهات
يهتز سلم الموسيقى
وتقاوم الكلمات !

مراثي

( 1 )

( مرثية المرأة التي لم تمت بعد)

كأن النوارس
- منذ الآن -
تعشش على شاهد القبرِ !

كأن دجلة
منذ الآن
له قلب من الصخرِ !

كأن الهوى
منذ الأزل
يأتي من الجمرِ !

كأن الموج
يأتي إلينا
هارباً من البحرِ !

( 2 )

(مرثية الرجل الذي سيموت قريبا)ً

في أصابع يديك
النحيلتين
في أرجاء عينيك
الجميلتين

في بحة الصوت
في رهبة الوقت
أرى الموت يأتيك
سائراً على مهل !

( 3 )

( مرثية المرأة التي ستموت غدا )

بين صلاة الأمل
وبين دعاء الرجاء
نثرت بين يديك أسراري
وقصائدي وكل أشيائي
وبعض دموعي
وقلت دعها قليلاً
لتشرب قهوتها
ودعها قليلاً
حتى تشيخ
ودعها قليلاً
على حافة قلبي
توضب أزهارها
وتستريح !

( 4 )

(مرثية الطفلة العائدة من المدرسة)

على نعشٍ
من الورد
على غفلةٍ
من الموت
تريق الياسمينة دمها
على صدري !

على عتبة البيت
على خضرة السهل
تنقش الغزالة أغانيها
في عتمة الليل !

بغداد 2002

( 5 )

(مرثية شجرة الكينا)

على حافة الفجر والجرح
تنتصب الأشجار
حارسةً أغاني الصباح !

تعرت شجرة الكينا
لتكسو الشهيد
بكت شجرة الكينا
وذوت أعصانها
عندما حاولت والدة الشهيد
البكاء !

رام الله 2002

( 6 )

مرثية الولد الذي مضى إلى الموت مبكراً))

للأشجار الخضر الوارفة
للشمس ترخي رموشها على الأرض
للعصافير تأخذ من راحتيه الحب …. وتطير
للبنت الصغيرة ترمي في دربه شباكها
كان الولد يغني !

للموجة المعبأة بالزبد والصدف والأمنيات
للمرأة الجالسة على حد السيف ….. تنتظر
للغزالة التي ترعى على باب السماء …. نجوماً
للبيوت التي تنام دون ضوء وخبز وماء
كان الولد يغني !

بعيدة هي الطريق إلى المدرسة
مهلكة هي الطريق إلى البيت
وبين فرح المدرسة
ودفء البيت
مضى الولد باكراً
إلى الموت !

رام الله 2003-01-20

مروان

على مهل
نصعد سلم الألم
على مهل
يسيل النبيذ الحلو
من الكفين
ومن باطن القدم !

* *

بين أغصان الليلكِ
أخفى أغانيه
واختبأَ

وفي صدره
نامت الموجات وخبأ
النجوم والقمر !

مريم

( الى فهيمة هلال .... أمي)

الآن ..........
سأبوح باسمك السري
مريم !

امرأة تجر خلف ثوبها
أطفالها
وتمشي نحو المجهول
امرأة تخبئ في حقل الشوك
أحلامها
وتواصل الحياة !

كنت أسير خلفك ، خلف رائحة الحليب ،
كنت أتبع خيط الدم النازف من قدميك العاريتين ،
كنت أنادي إلى أين يا أمي ... إلى أين ؟!
كان القمر محتجزاً خلف الأسلاك ، وكان
الليل أشد سواداً وكان الصبح بلون البرقوق ورائحة
الدم ، وكان الخوف يملأ المكان !
وكنت امرأة وهبت روحها ، وكنت امرأة نادت
على الفجر وعلى نبات الطريق وعلى زهر الرمان ،
وكنت امرأة على رأسها نما الغار وفي يديها نام الزمان،
وكنت حارسة المنار تنادين السفن والأشرعة والموج...
بقلبك !
كنت واقفة أمام الباب ( باب السجن ) في حر الصيف وفي لسع البرد ، كنت تراقبين بلهفة صوت الباب....
لعله يطل عليك ، لعلك تمطريه دموعاً وقبلاً .... لعلك.
تأخذينه لينام في دفء حضنك ، كان اليوم طويلاً وكان
الليل أطول ، كنت تخبئين له التبغ والجرائد ..... وكان
يغني لك وللقمر .... وكنت أجمل !

وكنت تنادين على الله والملائكة خذوا ما شئتم من
صلاة وصوم ودعوا صغار القطا تدرج على سلم الروح وحافة القلب ورمش العين ونشيج الكمان !

... الآن وقد بحت باسمك
مريم
فاذهبي للنوم
على سرير الياسمين
... الآن وقد بحت
فاذهبي مع الموج
ورداً
واذهبي مع الريح
عطرا
واتركي بين عيني وجع الصدى
وأغاني مريم للصغير
وللعصافير
وللفراشات
وللنجمات
وللغيمات
حتى تنام !

اذهبي للنوم
واتركي على شفتي
طعم الردى
واتركي على النوافذ الخشبية
ما تبقى من شمع
اتركي على العتبات
وجع المواويل والأغنيات !

اذهبي للنوم
هذا الصباح
وردة تغفو
على همس الرياح !

اذهبي للنوم
على صوت المؤذن
غزالة نامت
في ظل الاله !

اذهبي للنوم
مثل ملاك
نجمة الصبح
نامت هناك !

... واذهبي للنوم
قد زال الألم !

يا رب .... يا رب
أوصيك بهذه المراة ، فهيي منذ الأزل تسير على الشوك
وتدعو لك ، تحرق أصابعها النار وتدعو لك ، تنام على جوع وتدعو لك ، إن آلمها قلبها ... تدعو لك ، إن غشيت عيناها... تدعو لك ، ان يبست شفتاها ... تدعو لك.
في النور وفي العتمة
تدعو لك
في الفرح وفي البهجة
تدعو لك
إن رقصت
تدعو لك
إن غنت
تدعو لك
يا رب
يا رب
أوصيك بهذه المرأة
أوصيك بمريم !

مفاجأة

تفاجئني القصيدة
أني أنا المصلوب
على الورق
وفي سريري
تنام الكلمات !

غجرية

كانت - مثل قبرة -
تدرج بدلال
وتفوح في الشارع
رائحة العطر
...................
وكانت
- إذا ما التفتت نحوي -
- يخرج قلبي مني
- وتتخدر قدماي !

ندى

( إلى غرام مناع )

بياض الثلج
حمرة الورد
ألق الروح
في لحظة الموت !

حياء البنات
خضرة النبات
انعتاق النبيذ
من حبة العنب !

صفاء القمر
نقاء المطر
شهوة الريح
لركوب الخيل والموج !

دلال الغزالة
هدوء السحابة
غناء الرعاة
للحملان والعشب !

نواسية

هذه الليلة
أوصيت الساقي
املأ كأسي عن آخره
فقلبي مشتعل
والقمر ليس بجواري !

الليلة أوصيت الساقي
املأ كأسي عن آخره
ولا تتركني .........
هذه الليلة صاحي !

عمان
27-7-2002

أحمد القريني

( آبي
أريد أبي )


أبي البسيط

مشعل أضواء المدينة
أبي الفقير
شمس دارنا الصغيرة

.... بعد وفاة أمي صرت أغفو على
ساعده، كان يسرح لي شعري ويجدّل
لي الظفائر وكنت أعد له قهوته
وأغسل له جواربه، أقفز من حوله
عندما يعود مساءاً ويحدثني عن
الشوارع وعن شجر الأرصفة وعن
أعمدة الإنارة وعن غزاة يغتصبون
المدينة وعن صراعه كل يوم ضد
العتمة وعن وجوه صغيرة تطل عليه
من شبابيك المدينة وعن أمي...وكان
يبكي

أريد أبي
برائحة الزيت والتبغ
في ثيابه

أريد أبي
بهمة الكبير
وابتسامته الجميلة !

بهيرة

( إلى بهيرة ضراغمه )

كانت تهيئ نفسها
للموعد الأول
كانت تحضن دفاترها
وشرائطها الملونة
كأنها تستعجل النهار
كأنها صرخت ...
كأنها نادت علينا
.................
الدفاتر والأقلام والطوابع الملونة
الواجب المدرسي ونصائح المعلمة
تجلس وحدها
على مقعد
كان ينتظر بهيرة !

صباح اللوز

(في وداع حسين جميل البرغوثي)

كم كان برياً
هذا الفتى !
كم كان كحلياً
هذا المدى ؟
كم كان مؤلماً
هذا الصدى ؟

* * * *

يقولون إن الأغاني تلصق بالغيم ليصبح المدى الأزرق، وإن الفتى كان يركض تائها خلف الفراشات والنحل البري باسطا جناحيه ، مغمض العينين ، وعلى وجهه كانت الدهشة !
كنا فتية وكان جاراً لنا ، ينادينا فنخرج إليه وفي جيوبنا خبز ولفافات تبغ ، يأخذنا إلى كروم اللوز ويحدثنا عن غجرية ، شعرها ليل ووجهها قمر ، عيناها نجوم دافئة ومن ثغرها يسيل العسل ،كان منبوذاً خلف سور الكنيسة وكنا نحبه !

* * * *

كنا فتية وكان الليل أزرق !

* * * *

كنا فتية وكان نهو سرنا ....
المفضوح !

* * * *

صباح الخير
أيها الولد المشاكس !
صباح اللوز !

* * * *

صباح الخير
أيها الولد الأعلى من الموج
صباح الخير
أيها الولد الأنقى من الزبد
صباح الخير!

رسالة التوبة

بسم الأب بوش
بسم بوش الإبن
نعلن توبتنا
ونفتح الأبواب
للغزاة - عفواً الجنود -
وللأحذية الثقيلة و ...
........................
ونغني
عاش الوطن ؟!
أيها الأب بوش
أيها الإبن
(لا نؤاخذنا إن نسينا
أو أخطأنا )
فنحن رعاياك
ونحن سباياك
فإن شئت لنا
متنا
وإن شئت لنا
عشنا
وإن شئت غردنا
مثل العصفور
وإن شئت
مشينا على أربع !
أيها السيد في البيت الأبيض
نسينا للحظة
- نحن الأعراب -
أن بيدك مفاتيح الجنة
وأن الله وضع بيديك الأخرى
مفاتيح النار
وأنك بإيمائة
تخسف بنا الصحراء
وتغيب عن ليلنا القمر
وعن أعيننا ضوء النهار!
أيها السيد في البيت الأبيض
يا سيد هذا الكون
حاولنا للحظة
أن نستعمل أجتحتنا للطيران
...........................
...........................
يا سيد هذا الكون
سامحنا
...كنا نلعب بالنار !

أبانا الذي في البيت الأبيض
يامن تسيّر السفن في البحار
وفي سمائنا ( الأقمار )
يا من بيده السوط
والحل والربط
( أُعف عنا وإرحمنا )
واقبلنا مع التائبين !

20/3/2003

* بسام السعدي

1

كان في عينيه
فرحٌ
كان على خديه
ورد !
كان في كفيه
حجرٌ
كان على شفتيه
شهد !

2

كان حلماً، وكان الفتى - الفراشة-
يطير في الحارات الضيقة، يخربش
بأصابعه الصغيرة على زجاج النوافذ
وبيديه الصغيرتين يجمع حبات المطر !

3

هذا هو عمر الفراشة
خمسة أعوام في حضن الزهرة
وباقي الأيام
في دفاتر الرسم
ينام !

الشهيدة *

(إلى الشهيدتين رندة الهندي، وطفلتها نور)

كان في عينيها
ألم
كان على ثغرها
بقايا إبتسامة

* * *

على كتفي
كانت تريح رأسها
وفي الليالي الباردة كانت
تتوسد صدري وتنام

* * * *

هذا المساء
أشم راحة الرمل
للرمل رائحة الدم
هذا المساء

* * *

الليلة نمشي
بين الدمع وبين
نواح الشجر
الليلة نمشي
بين الموت وبين
بكاء القمر

* * *

رندة
تمضي إلى النوم
صباحاً
- أعرف انه ليس موعد نومها-
نور...
تمضي إلى الموت
ملاكاً
- أعرف أنه ليس موعد موتها-

أغمض عيني وأراها، تهبط درجات السلم الحجري
مثل أميرة، كانت أقدامها الصغيرة تلامس قلبي
والدرجات المكسورة بورق الخريف وبالزهور
أفتح عيني فأراها، كأنها تلوح لنا، كانت
عيناها متعبة، وكانت على العشب تَدرُج مثل
قُبَرة أو أميرة !

* * *

طريق الشهيدة
صراط مستقيم
وعلى جانبيه
تنام الغيوم

* * *

سماء الشهيدة
انعكاس المرايا
وقلب الشهيدة
غزال حنون !

* * *

وجه الشهيدة
قرص عسل
يعوم في الضباب !
وجه الشهيدة
قمر ينام على جدار !

ميساء زنون

سأترك لكم أشيائي
لعبة الكتان
حذائي الجديد
أقلام الرصاص
دبابيس الشعر
وقطتي الصغيرة !

سأترك لكم كل أشيائي
حمرة الورد في شفتي
رائحة العشب
في ذيل ردائي
وأحلام الأميرة !

* * * *

الطبعة الاولى 2004- دار أزمنة - الاردن
بدعم وزارة الثقافة الاردنية