معتز طوبر
(سوريا)
moatazn@hotmail.com

ثمة
صورة
على الحائط الذي يوازي روحي .

أكثر من ألم

أكثر من ألم

-1-

مثل
اسمي الذي خططنا له لدخول بيتها
المودة هنا وهناك تناثرت.

واضحا الآن
العالم الذي قادته الى داخلي
مثل خطايانا المنشورة بعيدا عن الله.

تمرغت جدران الغرفة
بالوهم الذي رصف حاجاتنا جريمة
على
جريمة.

-2-

والى جانبي
عيناها واضحتان كهاجس المجرم.
كنا نردها عن الابواب
الخيانة التي ثقلها كثقل
رتبناها سوية كمن يرتب اللقاءات
وغادرنا سريعا
تاركين
أكثر من ألم.

-3-

بدأت تطفو على السطح
حياتنا
التي طحنتها الشتاءات.
بلا
نسغ كقطعة خشب.

كالعلب الفارغة
بلا
ضجيج
ضاعت سنواتنا المرزومة في السيارات
والسفر.

خلف ثرثرات اشتهيناها
ذبل
ضجيجهم
من
اجل
امرأة فاحمة
بلا سماء أصبحت حقاراتهم.

-4-

بلا
صوت
يحضر الدوري استيقاظه.

بلا
صباح تلون العصافير تغريدها.

بلا
سباقات
ننظم حياتنا على خط الانطلاق.

بلا
هدايا تذكارية
تغادر سعادتنا الغامرة.

بلا
بلاد
تنتشر دافئة بيوتنا.

***

رطوبة الخريف

-1-

في أمسية كهذه
المطر يكدس عصافير التوت.

لم
تعد أمنية بعد الآن
فكرة الخريف
الريح كعادتها, بخفاء توقعني في عزائمها
وأنا كالأبله
أنسق قطرات المطر .
في
أمسية كهذه
كان عليّ أن اعترف لها
بما يجول في خاطري.

عيناها كقطع الكريستال
فوتت
علي قبلا كثيرة.

-2-

امرأة
بقيت صافنة كنجم القطب.

-3-

كانت
قريبة
قبل أن يبزغ ثعلبها.

-4-

رائحتها
التي سبقت الجميع الى الحفلة
غادرت
متأخرة كرطوبة الخريف.

-5-

المطر
يكدس عصافير التوت
وعصافير أخرى
تبحث عن نهارها الحامض .

***

فضاء ذو بعد ضائع

-1-

تقرّب
الألفة
السطح الملتحف بروحي الحافية
وعينيها الملصقتين على فضائه.

الهواء الطلق
الذي يملك حواسي وحواسها.

المطر
الذي أخافني
أنشغل بابتسامتها .

-2-

مدن بعيدة عنها
تبعثر
شبابيكها.

ومدن أخرى
في فضاء " ذو " بعد ضائع.
كأنها
ملاك يرفع السروة
الى سماء العصافير.

امرأة
خفيفة - يحدها ثقل العالم.
تحملني
عاليا.

***

كالظل وراء الأذن

-1-

كما يتكلس الخريف وينزوي
تحت غطاء شجرة
أعلق في نبض ريح وأحمل دربها .

الريح
إذ تولف الجدار كي أنحت صورتها
عليه.

-2-

يلحس ضوء غشاء عنكبوت وينزوي
تحت
أهداب امرأة أسبلت هسيس روحها
على حيرتي كي تخبو .
فلا
غيابها يتكلس مطره
ولا ينشف ذاك الجدار إذا حركت
أصابعها على ندمي .

-3-

أنا
دائما بصدد حديثها المتقطع الأنفاس
عالق في صوت قدم . في قبضة باب.

مبلل
بزلال خوفي تحت قشرة مجيئها.
عالق
كالظل
وراء
الأذن.

***

على خط واحد

-1-

كانت
صغيرة لدرجة لا تستطيع
إخفاء نظرتها الفاحصة.

كان يتجّور كفخ خدها
يجذبني نحوه. يحتويني كقبر .

كانت
تنحني نظرتها
في فضاء واسع تحت ثقل الندم .

كانت
على خط واحد
أشجار حور بائسة وباسقة
في عينيها .

-2-

كانت كالثلج
يتدور فمها كلما نطقت باسمي
ويأخذ
شكل أساور ساطعة
كلما اقترب الحب.

..
كالغراب
تجمع القطع اللامعة في عشها
وتجف
صورتها على قلبي كبذرة
تحت شمس حارقة.

***

سلة النهارات

-1-

السماء
بقمرها
احرصي لئلا يمتّصك ضوؤه
لئلا تصلي باردة.

لي غرفتي أقعد خائفا
بانتظارك زينتها بألوان الحب

لا توزعي نظراتك على المارة والواقفين على
الأبواب.
احرصي على أناقتك
لم
أعتد على ثياب بللتها النظرات.
لا تضربي الحصى بقدميك
فتقلل من سرعتك .

-2-

لم
يبق من حضورك السابق
غير
ملامح مخبأة في الجدران
تسطع
كلما ازددت غيابا.

ووله شخص
يرمي كلامك ويلتقطه بسلته لتترسب النهارات .
غير همسك يعبث بقلبي
ولا ينتهي .

****

رحت
أراقبها
وهي تغزل الماء .
خذ
املأ كأس روحي
الخمر
قريب من نهارك
المتلاشي.

وحده من سقى
حياتي
المطر
الذي
أخذ
شكل غيابك .

مطرك
مطرك
جف قبل أن أراه
وأتى
على
هيئة الثلج .

روحك
روحك
أتت على هيئة الصوت
وترسبت
في
باطن اليد .

مصباحك
مصباحك
عتم
على
بقع مضاءة من روحي .

الآن
عيناك الكرويتان
تجرفان
موتا بائتا .
وكنحات
يربك سكوتك الأمكنة .

مظلتك
التي
طالما أوصلتني
ودعتني
على
أمل المطر .

صار له شهور
يحاول
مسك
شعرها
القصير
لكن
تذهب
يده
فارغة
في
الهواء.

السماء عدسة محدبة
محرقها
نحن
وخيالها الله .

***

البعد الرابع

-1-

حينما
شُحنت أطرافي بعينيها الصريحتين .

حينما أفرغت صوتها الساخن في المحيط
الذي يتبعني.

حينما أفرغت صوتها الساخن في عالمي.
علمت بأنني أكرر الصواب .

وأن ضوءها الطري
دخل من نافذة الريح .

الريح
حينما تجلب لي نهارا فائتا.

-2-

حينما
أفرغت عينيها بكامل جحوظهما .
بللتها
وأطحت ببطنها المنكمش .

حينما سقطت في الدائرة الأوسع
في قبتها
هرعت الى الحرب .

الحرب
باردة. مريحة .
حينما
سقطت بين يدي .

***

شرك الضوء

-1-

يتمشى رجلان
في مدينة واسعة كالفضاء
مفصولين بشرك الضوء.

تتراكض النهارات
لافة الكرة الأرضية كشريط سينمائي.

والضوء البارد
ينزاح إلينا
تاركا امرأة تلقي بكسل
قرص عينها كقرص رياضي
في حياتنا .

-2-

يفترض أن
أتدحرج على كرة - مسافة عين -

ملتصقا بثوب
حفل بتتويج امرأة
ومتراصا معه.

-3-

يفترض
أن يرميه كقرص رياضي
قرص عينها
الذي أوقعه في شرك الضوء .
قرص عينها
خبّأ حربا طويلة كثوبها .
وراءه
يمكنك الهرب
لكن لا يمكنك الاختباء.

الضوء البارد
جعلها تستلقي بوضع ذكوري
ولم تملك الوقت الكافي
لتتردد
قبل الارتماء عليها .

-4-

على المرتفعات
كصلاة رجل من كرتون
تكلخ ضوؤها
الذي عرفناه معا.

قرص عينها حرب طويلة الأمد
يتمزق
كلما تبلل بماء حسرتنا
وهو كقرص رياضي
يغوص
في فضاء قريب .

-5-

نتجاور كتلال
ونتدحرج على كرة واحدة
مسافة عين
في سماء قمّطتنا على اتساعها .

***

صباحات الثعالب

-1-

المحاطة
بغابات كثيفة وإشارات التحذير
بقرص شمس على أهبة الاحمرار
حكاياها تغطي الأمكنة كالثلج

ويرتادها المتزلجون في صباحات
الثعالب.

في
مدينة ليست مدينتي
نسغ طفولتي المهمل
مرر الندم سريعا .
نسغ طفولتي الذي يكتمل كان
على أهبة للتو

في
مدينة ليست مدينتي
قـَذفت الريح في ثقب حيرتي
عميقا
عميقا
إلى صدري .

-2-

في
تقارب قلّ أو كثر
يفترض أن ينتقل موزعا ضوءه
كالنقاط.
قاماتهم الممشوقة وقفت
في منتصف الطريق
وامتد الظل طويلا جدا
كأخبار اليوم.

- 3 -

من وراء الى وراء
ضحكاتهم
كفكرته التي انتشرت في
دماغي,
إذ
كان عليه أن يتفحص السقف
لا
ليمنع تسرب الماء الفاحم
إذ
كان لشروده
نصيب من الأشكال الهندسية
المرسومة بغرابة.
شروده حيث موت آلاف قصص الحب
في صباحات المتزلجين .

-4-

في
تقارب من الدرجة الأولى أو الثانية
أغمض عينيه
محاولا معرفة طريقة بناء هرم خوفو
لا
ليبني مثله .
أغمض عينيه
على سماء انحسرت الى غرفته
كطفل يسحب نجما بإصبعه الى أرنبة أنفه .
أغمض عينيه
متتبعا صوتا خرج من الأسمنت ودخل الأسمنت
هازا الهواء.
أغمض عينيه
على صوت يسير بسرعة الصوت .

-5-

إنها ذرات غبار
تلبس
الضوء
كسلك عصافير نحوه
إذ
كان
عليه هذه المرة ان يتفحص سقف
خيبته .

***

امرأة معلقة كحبة كرز

-1-

ما يتشكل
خلف إصبعها الصغير
ظل
يسقط في قلبي كسهم .
بعد أن يدرج شمسا في الهواء.

-2-

امرأة
اصطفت الأشجار قبل ان تمس
فمها
قبل أن يقضم الكرز
هدت العصافير مكان الفلاش في عينيها .

-3-

ما تريده
من هذا النهار الناشف
وهو
يقشر شفتها السفلى
طبقة
طبقة.
أن انظر تلك العصافير باثةً
في
قلبي
صورتها كثقل الخريف وهو يغبّ
روحي
ريحا. ريحا.
أن
أضيف الى حياتي
هديرها
وهي تفر حاملة خيبة أيد
تنز
في
القطارات.
أن
أصور الضوء وهو
يهبّ
من ورقة صفراء ، هرّتها
نظرتها
المنحسرة عني كموت.

-4-

تتكلم
كي تظهر أسنانها في نهارنا
الذي يندرج
بين يديها كالرقم
الذي يشكل اسم الله .

-5-

يناسبها
أن استلقي كجبل
تحت شمسها المتأخرة.
أن
أتلقف كمحيط رسوماتها
وهي
تنكس
من نافذة أبيّض فيها الضوء قبل
أن
ينكسر .

-6-

نهارها
رتبّ الأشجار على جبل مائل
كي
تلامس من بعيد مسقط أعيننا .
ضحكتها كذاك النهر
رسمت خطا منكسرا بين قلوبنا
وخدشت الجبل لتندلق
تحته
حياتنا
عينا باردة .

كنا
نقطفها
وهي معلقة كجرس الكنيسة في أعيننا
امرأة معلقة كحبة كرز .
إذ
أحمر الشفاه كان دليل أيدينا
الى شجرتها
شجرتها التي ترصد دربنا وتعلو .

امرأة
كانت تصفف العصافير
أقراطا
وأساور
وخواتم
كساحر , وتشلفها نحونا
بسعادة
أسنانها التي تبرق كجاموس
قيّل
في برك قريتنا .

***

ضلال الأصابع

-1-

ليلك الموارب قادني الى خفوت ظلك . الطريق إليك أنفاس
نهارك أعمى لا تنقطع أنفاقه
نهارك دريئة الأنفاس وخاطرك ندوب النهارات
لم
يكن
همسك فيه سوى إخلاص أقصى .

-2-

أصابعك خيانة أتنفس رميمها . وأرتفع كالماء في عروق
أغصانك .
أغصانك رسالة أنا صراخها . يندفع طيفها من هواء صراخي .

-3-

أراقب شرودك الذي بدد القول حوله.
أحوك مكانك في الهواء على حافة عطر أسقطه
مطر شهوتك .

-4-

صوتك الجسر الذي أوصلني الى ضلال أصابعك .
أصابعك ليل موارب . نهاره شرائك صوتك.

-5-

جسدك انهمر بقبلاته وعرقه وانطبع بجنون رائحته
علي ّ وجرى في عروقي .

-6-

خاطرك شجر لا يرويه جنون غريق .

-7-

ليلك موارب . سرت بمحاذاته . وانحسر هذياني
في لجّته .

-8-

حياتك سحر يخيط ما انفتق من أحلامي
وهمسك ذاك دلائل الحب . تشيعين موتي حوله .

***

نبض ريح

-1-

حين نترافق كغيرة. نتجول كموعد . نزهر كموت
ونتسع كحسد في مهبّ العين .

حين ننوس كحيرة . نتجاور كظلال .نشف كدهشة
نملح كأعضاء وننهدم كبقية انسال ضوؤها مع الماء .

-2-

لا
انتظر عبورك يسكن حياتي ولا لهفتك ـ فجأة ـ تقع في
يدي.
مطرُك يقع في يدي .
شجرك يظلل أسراري وينبت في تربة, اشتعلتُ فيها كألفة.

-3-

حين الشجرة موعد . الريح نبض

حين النبض ريح . الموعد شجرة . تنسحب روحي الى
روحك .

وإذا
لامس صوتك سري , انهدم كبئر لامسه صداه .

السحر عيون

-1-

..
حجم الخسارة
أثقل من هواء كون وأخف من حجارته.
السحر عيون كلماتك وعيونك جدران من خلص إليك.
إني أراك تحدثين من جديد من انسلال نور. من نهاية
متعة.

-2-

حجم الفراغ . إخلاص صوتك . بل سرعته . بل تمكنه من
غزوي .
حجم الفراغ رنين الكلام على بياضك . انفتاح ما تقولينه على ما أقوله . ارتياد الأصابع خفة ظلالها .
حجم الفراغ سر ثقله وانحرافه . العدم خيط عينك إذا ظله
بادرني .
..
كذلك
حكاية عتمة محبوكة الظلال. مهتوكة بضوء. قائمة بألفة
هتك طلوعها سرّ الخفاء . وأصبح الغرام غرام غرامه .

ثمة
ثعلب
ينظف أسنانه على مرمى من
نظري .

***

شيطان بقلب طيب

في
مساءات متتالية من مائدته
لمنا النفاق كثيرا .
أشياء أخرى هذا العام قمنا بها.
لا أعرف
ولا أستطيع أن أحدد كم من الساعات
تكلمنا على النساء
شيطان بقلب طيب حدثنا عن مغامراته
وكم حلّت صدفة عليه .

***

سوريالي بقامة قصيرة

-1-

من مجموعة أخرى
ينفضون عن جلساتهم الهواء
يكسرون البيض في الساحات
العامة,
سوريالي بقامة قصيرة
وشئ آخر لا يقوم به هو ملاقاة الناس .

-2-

في
هواء ابيض
كما يجيب سؤال الناس
يسيح طرف نظرته على وجه
صغير.

أو
يرمي شباكه بهزة رأس صبيانية
على أسفل ثوبها .

وفي بحثه
كما الأجسام تنحرف بجوار الأرض
نحو الشرق
يبني لها بيتا .

***

دوائر بيضاء في القلب

-1-

ثمة
قابع في زاوية ما
يرسم في سماء الغرفة دوائر ما .
ولا
يتجنب صنع دوائر بيضاء في القلب .

-2-

قدر المستطاع يتجنب أن ينفرط
تحته هواء. أن يخف وزنه حتى الصفر .

-3-

لحسن الحظ
تفرع كامرأة في غرفة مضاءة
فارشا
روحه الكالحة تحت حمارها .

..
تحطم
كامرأة لم تشعر بلذة
على
تخت خشبي .

***

المهرج

-1-

بات
شاغرا من بلاد , تخّ انتظارها .
وحكايا
تنحت رخاءها بأدوات غائبين .

-2-

له
ان يندفع ببطن ضامر
المهرج
الذي يبتسم كهلال في صيف واضح .

ان ينفق عينيه في كامل صورتها .

ان
يندفع في بيوتنا
كشتاء
بلا استثناء .
المهرج
الذي
برق كنتفة من زجاج .

***

الركن

-1-

ليس ـ كإله ـ يضبطني أثرثر هناك
وليس
أن أتورط في رسم العتمة .

كانت تقوره البلاد ـ كلما فكر بالهرب ـ
مثلما
يدّ أمي التي تقور الباذنجان .
لكن
ليست ـ كإله ـ تمطر شغفها عليه
ولا تنهمر كصوت .

-2-

في بلد آخر
تقوّر نظرته الهواء الذي أمامه
كالخريف
الذي يقوّر حياتنا كلما مر .

هناك
يتربص بالقادمين نحوه كتيارات
أو
طابور
يملأ حواف الهواء .

في حدائق ومنتزهات
ليس عليه ان يصدّ تحيتهم
ولا أن يرموه بها .

-3-

ليس ـ كإله ـ يضبطني أثرثر هناك
وليس أن أتورط في رسم العتمة.

الركن
الذي يحتله من الضوء .
قبلها
النور الذي حصّله من هواجسي
أو
النور الذي حصّله هكذا.

***

الأرعن

الأرعن
الذي ولّف حياته على غرف صغيرة
وحّر
غيابي بمؤخراتهن البيض .

الذي قال ما لا يقال
قال بأني بارد ولا أشبه أحدا من أخوتي

أبعدهن عني بأسلوب أرعن .

الأرعن
الطويل. الأرعن في الشارع . متكئا على جدار .
الأرعن المتمايل. على الشجرة . في السرير .
الذي حجز بطاقات المسرح جميعها.
الذي لطّخ إصبعه بظلالهن الحمر .
الذي حلل دمي وبسطه على فراش رعناء.

***

على أفق على حافة

--1-

يقال بأن الموت يجلب الحظ . بأن الجبال على أفق أشبه
بحافة
..
الموت يجلب الحظ
الرجل على حافة أشبه بعمر.
الفتاة على أفق أشبه بقرص.
..
على نحو جارف قليلا
يحدث أن أتمرغ في صوت. أن انحدر على طول اسم.

الزمن دائرة بلا قطب
قليلا ما تمثل روحي نائحة تحته
قليلا
ما تزهر نباتاته في شغاف قلبي.

***

أنا
أنا
أضيع كزاوية في دائرة .
كغرور شيطان في تواضع المارة .

السور شفاف كالشيطان , ما ان أتجاوزه حتى يبدأ
بالتفرع كالضوء. بالانشقاق كالكلمة.

***

الحرف لا أسفل له

-1-

هذا الشارع , اسود كضحية .
اختصره نشّال بيد واحدة . أصفرّت أقاويله على الجدران
والأعمدة. وسوّرته نساء بتنانيرها القصيرة .

بتّ لا أحصي المارة, إلا لأحصي تقلب عيونهم وراء
الأسوار.
فالأرجل تتراكم ولا تشكل الضجيج ذاته
والألم تحسه في العيون مبلل كحشوة الجبناء .

-2-

هم أكثر تورطا في الغرف
فالعيون التي تضاجع كالعيون التي تضحك
تضيق حتى تختفي .

الشارع يظلل أرواحهم
يدور عليهم . يطلق الريح الى مخابئ شجاعتهم .
فالرجل يدرز لون بياضه على ظهر الرجل
والنسوة يخرجن من ظهور النسوة , كما ينعرج الظل
عن ضوئه .

-3-

الأعضاء
الأحرى بها أن تخرج من حرارة الدفن .
عمياء تدخل الجسد ولا تبصر فيه .
هذا الجسد , لن يغطيه لعابنا . شطحناه على أكثر من سرير
نمنا معه . استدرجناه ليلفظ أنفاسه. بعيدا من الأيدي ألفنا
عتمة أحشائه.

-4-

هذا الفراغ
حالما نكسر الكلام في أحشائه
يلعن الأصدقاء الكلمة التي سقطت كشعاع على مداخل
نومهم .
الحرف الذي لا أسفل له , حول القعر الى بصيرة .
حول الكلمة الى سهم .

***

العتمة تلعب دور الملاك

-1-

هكذا
تكلمنا
على امرأة احتكرت شهوتها
وسقطت حتى انطوت في صوت واحد
تاركة
أطرافها متهدلة كعسل ممطوط.

-2-

قليلا
ما يكون الباب مجرى للملائكة .

قليلا
ما يقودني الطريق بعيدا من النافذة .
بالأمس أتكلم على الحب كأنه نوافذ
.. على المرأة, فكرة أن أطل منها إلى كون.

..
لا بأس
ثمة طرائد نعتقد أنها في متناول اليد
براثنها نور . ودوائرها قلاع كآبتنا .
..
أتكلم على كون, فكرة أن أطلّ منه على امرأة.
حرارتها لون جريح . مدفنها شهوة محكومة الإغلاق .

-3-

العتمة ضجيج
نافذة تلعب دور الملاك .

-4-

غدا
تكلمت على الحب كأنه نقطة في القلب .
وعن الطرائد صحراء في العين .

***

قلعة الأرامل

لو قدر لهم
لرسموا قلعة تشبه الأحشاء
وبنوا لي وجها من نقاط حراستها.
من هزّوا نومك في سرير الأرامل, ابتلعوا العشب
الذي له حصانة الغابة .

..
العتمة قادت الأيدي إلى أثداء الأرامل.
الضوء ضللها . أثقل الشهوة وأعماها .

الصبية كتاب لا يفض عزلته إلا الأصابع
سرتها دبوس مشكول في الذاكرة . غابة من كلام .

صمتها موشوم في بطن المتعة.
الصبية جسمها زجاج قبّت وراءه أطرافنا .
جسمها صريع الذاكرة . فرجها لا يحتمل الاستقرار .ضاع
ترتيبه .

الزجاج متعة
وكل ما يمكن للمتعة أن تجلبه.

المتعة رسالة مشتعلة الأطراف
ثمر يسقط بغريزة ثقله على أرضنا.

احذر عبّ امرأة
السرة والفرج والمؤخرة علامة اللسان .

احذر الغريزة
الجسم نهد واحد, قد تبتلعه اللذة بفم حوت.

جسمها رقائق يبست على نار
تروح بين الأسنان كما يروح برد الصقيع .

النهد بعيدا..
احذر سكاكينه الطويلة
الجدران عالية
احذر عزلة الإله .

جسمها شوارع عيوننا
احذر
أسفله.

***

هذا الكائن السلطوي المزاج

يميل
على نحو يحدث أن يستمر فيه المستقيم مستقيما
والدائرة دائرة .

. .

على نحو
يقيس فيه أفق أعمارنا على انفراجه .

قبل أن ينعرج عن

يقف حائرا أمام نقطة.
مبهورا ومشدودا أمام مستقيم.

مسطحا وهاجسا على مستو.

***

المستقيم

-1-

طويل وناعم كسلك.
حاد ومدبب كإبرة.
ثقيل وسريع كقطار.
مؤلم وقاتل كسهم.
متبجح كأنف.
باسق كحور.
محازن وغرائزي كقضيب .
مدعوس كرصيف .
مرمي كشارع.
متدل كمطر.
-2-

خطأ في صوت
نقطة على مستو .

***

سطح مستو

-1-

يخلص الى علو أو نزول
قبلها
تنعكس عنه أرواحنا
بلا
طائل.

تنزلق عليه آمالنا
بلا نهاية .

-2-

مستقيم في فضاء.

***

الدائرة..

شهوة على ورقة بيضاء

نقطة في القلب
عين وفتحة في الأنف
فوهة على الأرض.

شواغر في الروح
وبركان هائج لا يتوقف.

كحياتي
على خط نظر المجرب
بقعة سوداء متشكلة من رذاذ
ضوء.


على الفم
كرة منفوخة كبالون
تشكل الأرض .

صفراء
صفراء
كعباد الشمس.

***

المسقط

على الأغلب
تنتظم الأشجار على ورقة
كنقاط.

على الأرض
ينشف نسغها تحت وجع العصافير .

ترتفع الجبال
كي
تيبس حولها نظرتنا .

كي
تقبض منها على غيمة مارقة .
أو
تتعلق بطائرة مسرعة .

***

مخروط الضوء

ثمة
من أحبتني
تطير فرحا لغيابي .
حيث زمان رنّ في رئتيها
يحمل لفحا مني .

ثمة
من أحببت
سكنتها كالموت
حيث هواء تحجزه لنا
ونصعد مخروط الضوء .

***

فتات شمس

ربما
كان الثلج فتات شمس جافة.

ربما
كانت الغيوم زفير الله .

ربما
تهبّ من ثيابها هذه المرأة .

ربما
لم تكن نظرتها الملقاة على الطرف البعيد للسماء حمراء .

ربما
تتكوم بعيدا
حياتي من جراء ريح ما .

***

غصن يابس

حياتي

بسيطة كأصدقاء حائرين
اسم من أحببت يبزغ فيها
خسارة
وراء
خسارة.
التي
التي
فزت بها
معلقة كغصن شجرة يابس.

مرقت عليها مدن وصنعت فيها رواقات
ومغامرون مرجوها \\ كريط \\ نهر جاف .

***

نباتات الزينة

لأنها
أحيانا, تبدو كنباتات الزينة
مشاعرنا
التي نادرا ما نعبر عنها.
لأنه
نادرا ما نودع الآخرين
نشغل أنفسنا بابتسامة عريضة
ونخلق
سببا ما للضجيج .
لأنه
قليلا , ما نعبر عن الغيظ
الذي في داخلنا
لا
يتعذر على أحد رمي أعماقنا .

***

من فرط اسمها

من
فرط الألم
طفحت الأسماء التي رددناها
في القلب .

من
فرط اسمها
أصبح
الألم سماء
أكثر صخبا
وأشد حرارة .

من
فرط الاحتكاك
أصبحت لقاءاتنا ملساء
أحاطها الضوء بمودته .

***

حياتنا السالبة

كي
لا تعود رائحة الاكاسيا
رائبة في الأنف .
ولا مقبوضة في كأس كقلب .

كي
تبقى الأزهار شفافة بين الأصابع .
بيضاء نزين بها طاولات الطعام .

نترسب كلون باهت في الماء
ونباشر باللمعان كشائبة في بللورة .
ومثل العشب
يعلق ماضينا كقطرة بأنامل أخت صغيرة
فلا تهبط الشمس
وتشخص العيون في حياتنا السالبة
كفسخ غائر في الجو .

***

خط من الشتائم

ليس عليك
أن تحرك ساكنا
لأنه يروق لك
أن أقذفك بخط مستقيم من الشتائم .

أن
تعكس عينا امرأة
انكسارك
وكأنك تحت ثقل مصارع ياباني .

***

سيء جدا

سيء جدا
أن تصفن بالعمر القادم .
سيء جدا
أن تلبس الأسود دائما
بنطلون جينز وكنزة صوف .
سيء جدا
أن تدخل قاعة الدرس
سيء جدا
أن تكون هزيمة دائما .
سيء جدا
أن تفوتك المراهقة بدون عشق
سيء جدا
أن تتبع السهم .
سيء جدا
أن تودع الآخرين
لذلك أغادر سنوات عمري هكذا .

سيء جدا
أن لا يكون لك آثار أقدام على الثلج.
سيء جدا
أن تحمل كل المبادئ الثقيلة .
سيء جدا
في مدينة جامعية .

***

يظن بسرعة فائقة

يظن كدوائر
يظن بأن المصائد تسيج روحي
كورد من بلاستيك ونرجس هذه الأيام .

يظن بأن السطح مغلق وبأن المركز يتعين بإصبع واحدة.
يظن بأن أيامي نقطة راسبة في قصيدة شاعر .
يظن بأن الأرض تسقط وبأن الشمس ضوء فقط .
يظن بأن الفضاء ينحني ويد الله تسحبهم جميعا .

يظن
كعاشقة تنسحب بسخونة
كخطين متوازيين بسرعة فائقة .

***

الفراغ

الفراغ
هو أن تكون في قنينة مملوءة بالهواء.
الفراغ
أن تشرب الماء كله .
الفراغ
قميص مكوي كحد السكين .
الفراغ
قنبلة موقوتة لأيام الشتاء الباردة .
الفراغ
كلب نرّبيه في البيت .
الفراغ
أن تعاشر امرأة حمقاء .
الفراغ
لعبة مليئة بالخرزات .
الفراغ
فضيحة جميلة.

الفراغ
أن يبقى الإبريق على النار قبل
مجيئها.

الفراغ
أن تنظر الى أفق الوحدة السكنية
للطالبات
فلا ترى إلا الفراغ .

*****************

الفراغ كلب نربيه في البيت
معتز طوبر
الطبعة الاولى 2004
دارالتكوين - دمشق