محمد الأسعد
(فلسطين/ الكويت)

إذا كان لابد من تقديم لهذه المجموعة من القصائد، وإذا كان لابد من إدراجها في سياق شعري ، فمن المستحسن القول أنها كتبت تحت ظلال شعراء قصائد الهايكو اليابانية الكبار، أمثال، باشو وايسا و اونتسورا. قد لا يكون طموح هذه القصائد أن تصل إلى مراتب هؤلاء ، إلا أن فضيلتها ربما هي الإشارة إلى الطريق ،والخروج إليه.
المعبر عنه في قصيدة مركزة من هذا النوع الفني جزء صغير من الظاهرة ، ومع ذلك، كما يقول الأستاذ كينيث ياسودا، فإن ما يجربه الشاعر هو الواقع الباطن وراء ما يعبر عنه، وهو ما يمكن أن يكون شعوراً كونياً ينبثق نتيجة لاتحاد الشاعر بالطبيعة.
قرأت أن راهباً سأل "اونتسورا": ما هو جوهر فن الهايكو،" فقال "أمام الحديقة تعج شجيرة كاميليا بأزهارها البيضاء". ومعنى هذا أنه ما دامت حقيقة الكون تكمن حتى في زهرة واحدة، فإن البصيرة المستنيرة في الكون يمكن أن نحظى بها بفهمنا لهذه الحقيقة.
وقرأت أيضاً أن تلميذاً لباشو عرض عليه قصيدة تقول "أقتلع جناحي يعسوب، وستحظى بقرن فلفل أخضر" فقال باشو، لا، هذه ليست قصيدة، لأنك تقتل اليعسوب، الأفضل والأجمل أن تقول " أضف جناحين إلى قرن فلفل وستحظى بيعسوب" . احترام الحياة من أخص خصائص فن الهايكو .. وكل فن .