البياض
أهمّ ُ إليّ َ
فلا ألقى سوى سطورٍ بعيون ٍ مفتوحة
تستفزُّني هذي السطور
تتحدّاني
أنا رأسٌ يهتزّ ُ
وقلم ٌ يراود ُ الأشياء َ عن نفسِها
أنا محض ُ أغنية ٍ لصباح ِ العصافيرْ
ومحض ُ كأس ٍ لا تدري إلى م َ تؤوب ْ
أنا صمت ُ الكراسي
في غرفة ٍ ملت ساكنيها
أنا زقزقة ُ عصفور ٍ أعزبْ
أنا صديقي الذي ودّعني
ذاتَ صباح ْ
ثمّ ثقب َ جمجمة َ الوقت ِ
ونام ...
هولندا
شباط 2004
****
عوالق ( 1 )
1
هيَ الساعة ُ
أجراسٌ بأسنان ِ رعُودْ
تقضمُ أصابعَ الوقت ِ
تقذفه فناراً مجهولا
في جزيرة ِ الغموضْ
تمضي آلتها كطاحنِ الحجرْ
تزدردُ البقايا في جَوف ِ بالون ٍ عائم ْ...
أردية ٌ هي الساعة ُ
تسربلُ جثثاً لا أدريها
عالم ٌ تتناسلُ ديدانُ عفونته
بخفة ِ سنجاب ٍ جائع ْ
الساعة َ مهتوكاً في مَسام ِ دَمْدَمة ٍ باردة ٍ
أقرأُ عدّادَ القحط ِ ...
عالمٌ يزحفُ خلفَنا
يركضُ أمامنا... بقسوة ِ صقيع ٍ جاهلْ
هل حقاً
هل تؤرّخينَ نومَ تلكَ المدائن ْ
هل تعرفين لُهاثنا
أيتها المدوّمة ُ
أرى الظلالَ أطفالا يلعبونَ في فسْحة ِ العطل ْ
داعبهم بالنعاس ِ أيّها الصحوُ الحاضرُ
هم يمرحون َ... وأنت تدوّمينْ
تلكَ المدنُ والقبابُ نهودُ أمّهات ٍ هجرنَ
تلكَ المدنُ سيصحُو حتى الماء ُ ويأخذُ دروساً بالركض ِ
مثلُك أيتها الباردة ُ وهذا الذي خلفناه ُ...
في لُغة ِ الوجود ِ النائمة
ترى أيّ مسوّغ ٍ أن نسألَ
وهذا الرعدُ هل يتوقفُ برهة ً
هل يبقى العصفورُ يمارسُ دورَ العصفورْ
في غابتنا نحنُ نفتقدُ الأدوارَ
وأنتِ شاهدُنا الكبيرْ...
2
للحبّ أغصانٌ تتدلى
بعيداً في أنياب ِ الوحشة ِ...
وأنت ِ أيتها المدينة ُ توأمُ إنباتي َ
وأختي هناك َ... ترضعُ مثلي أشواكاً بغير حليبْ..
نازحٌ في المجيء ِ المُرتقب ْ
حيثُ الدربُ أنوارٌ تسطعُ في ليلِ عاشق ْ
هذه سخافاتيَ معلقة ٌ في جبهة ِ السماء ْ
أتمدّدُ مع الورق ِ الساقط ِ
يدٌ لا أعرفُ بياضَها تعبثُ بمفاتيحَ القلب ِ
العالمُ وضوحٌ ينسكبُ في مجهول ِ تيه ْ
بيوتُ روائح َ بشعور ٍ كثة
رقصتي الحانية أحنيها بالعناق ْ
هذي المدينة ُ انتباهيَ الأثيرْ
معها ألج ُ رحمَ الولادة ِ وأبعثُ من جديد ْ
ها ... تتسلقني قلعة ُ الكلام ِ
وأنا كلٌّ مقذوف ْ...
3
حجرٌ فقدَ مكنونَ روحه ِ
أضلاعه التي التصقتْ في فراغ الفرقعة ِ الوئيدة
حنت إلى خيالات ِ هاوية ٍ مُسالمة ...
وحدُكَ تعدّ ُ نفثات ِ الخَراب ْ
تحصي أنفاساً خبيئة ً
يدلقها التراب ُ المشبّع ُ بالروائح ْ
تسيرُ
تلثمُ الهواءَ والكائنات ِ النائمة
أقسمُ بقوانينَ العهر ِ
وهي تشكلُ وخزات ِ الهيكل ِ هذا ...
ظلالكَ المعلقة ُ في خدر ِ العالم ِ
وحدُها تعرفُ المخبوء َ...
قوافلَ ما سفِكَ هدراً
لثغات ِ العصورْ
كرنفالَ الحشرجات ِ الأخيرة َ
ظلالك الحزينة ُ... وحدُها تعي الخراب َ
تسيّجُ اسرافة َ الذبح ِ المؤطر ِ والجرائرَ الملثمة
أيا حجر ُ
كم مرّتْ عليكَ وفودٌ
باضتْ زلقاً محضاً
وعليكَ يبول ُ المطاف ُ
كم ضمّ قلبكَ ... وكم ضُمِّمتَ
أيا حجرُ
حجرٌ هو الفضاءُ
إذ تتلاشى في بحرِ الموت ِ رعدة ُ القتيل ْ
حجرٌ هو الدمع ُ
حينَ الشوارع ُ تنبضُ بالرُعب ِ
حجرٌ وصايا التأنق ِ
والمرايا الشائهة
حجرٌ ... حجرْ
لو حجرٌ قلبي
لو حجرْ ...
هولندا 2000
****
عوالق 2) )
1
أدمرُ كيانَ فراشة ٍ
تحلق ُ في قلبي
أنا سادي الاستلاب ِ هذا
مفرقعاً بخيوط ِ الجريمة ِ
أهرول ُ...
2
لغرفة ٍ تحنّ ُ..
تتقيأ ُ فيها هزائمَك َ
ومخالبَ رفض ٍ أودعها فيك َ الشارع ُ
تطوف ُ
تبحث ُ عن وجه ٍ
يحتضنُ خطواتكَ المُتعَبة َ
يكتبها
لئلا يغسلُها المدّ ُ المتسارع ُ
أمامك ْ...
3
كرسائلِ ليل ٍ
تحيض ُ وجوهاً لا يتوقفُ جيشانها
يدفعكَ التوق ُ إليك َ
تنفضُ أردية ً تحجّرَ زمانها
فما عادتْ تعرفُ شيئاً عن صخب ِ الأبدان ِ
المنزلقة
تؤاخيكَ احتمالاتُ أن تعبرَ هذا البحرَ
صوبَ أعراس ٍ
في البال ْ...
4
أودّ ُ لو أبحرَ في فرَج ِ الأرض ِ
وأرى العالم َ..
حينها بوابل ٍ من الإشتعال ِ المحض ِ
أطرقُ أنوفَ الشوارع ِ
وأعومَ محتطباً شهقات ِ الدَهشة
أمسكُ برزخَ كينونة ٍ لعوب ْ
أصيرُها ضماداً يراود ُ نزفَ الأبعاد ِ
وكأفعى جائعة ٍ
أمدّ ُ لساناً مشطوراً
وألعقُ سوائلَ طمث ِ الأرض ِ
ألعقها ... ألعقها
مرّة ً واحدة ...
5
مُهدّم ٌ
والرصيفُ شلاّل ٌ من الرغاء ْ
ماذا لو آواه ُ بيت ٌ
ماذا لو شدّ َ إسفين َ الارتخاء ْ
على القبضة ِ المرتعشة
أتبقى له وردة ٌ
على الرصيف ِ
بين الرغاء
أتبقى له وردة ؟
6
حجرٌ
تلمّس َ الدربَ المكشوفَ
حجرٌ غيّبهُ درب ٌ
حجرٌ يأتي
حجرٌ يمضي للحجرْ
حجرٌ يهوي منسلخاً
يتصفح ُ كتابَ الوجود ْ...
7
مكسواً بنسغ ِ الموت ِ الهابط ِ
في منتجع ٍ أليف ْ
أليف ٍ كالرغاء ِ والغبار
سيانَ عنده إن تمكنَ منه
أم استكان
فكلّ الأماكن ِ ذات المكان
لحظة َ أسرج َ قافلة َ الصمت ِ
متعثراً بالحروف ...
8
وماذا بعد ُ
مذعوراً حتى من الصمت ِ المتهاوي
بين يديّ
أحسّ ُ كأني أركلُ نفسي
لأجلسَ هادئاً كالعادة ِ
وأنا أهتزّ ُ ...
9
ممسكاً بلحظة ٍ ليستْ ليَ
ليستْ وهذا الهواء ُ ثقيلْ
بين ثناياه ُ
ثمة خدوش ٍ لا تحصَى
ابتسامات ٌ غابرة ٌ مثلي تجفْ
أو تزدانُ بعبق ِ الرّعب ِ
إذ يزرع ُ
مخالبَ أزمنة ٍ معقوفة...
10
لو مرّة ً
تعرفُ طريقَ النوم ِ
دون خضة ِ الدوارْ
لو سايرت َ قليلا وحشتكَ الضاحكة
لو يوماً تمنعتَ من البحث ِ عن كتف ِ صديق ْ
لعاودك َ الإلهام ُ
وبكيتْ ...
11
أتعبني هذا الرأس ُ
لا أدري ما باله كالديك ِ
ينبشُ نفايات ِ العالم ْ
أريدُ أن أنام َ
أن أنام َ
هل ينام ْ ...
هولندا 2002
****
الوقت
للوقت ِ الذي يمرّ ُ
متأبطاً رائحة َ الموت ِ
حكايات ُ رجل ٍ
تنحسرُ أثواب ُ عمره ِ ...
كلما ازداد َ إيغالاً في البحر ِ
للنوارس ِ معه ذكريات ٌ حميمة ٌ
تعبق ُ بالبوح ِ المطعم ِ بوصايا الأسرار ِ
لرمال ِ الشاطئ
في زاوية ٍ تعرفها النجوم ُ الهرمة ُ
والأمواج ُ العاشقة ُ
وحتى الأصداف ُ التي فقستْ فيها أخيراً
كائنات ٌ منسية ٌ
إذ جاء َ الرجل ُ معاتباً مداراً ثملاً
ضيع َ نجمة ً أسرعتْ للقاء ِ الليل ِ فتهاوت ْ
هي الأخرى ...
القارب ُ المسنّّ ُ
بحكمة ٍ ألفتْ قذف َ الأوجاع ِ
يترجّى النوارس َ قليلا من الهدوء ْ
مهدهداً أضلاعه المفككة
غير أن النورس َ اليتيم َ
متذكراً أباه ُ الذي مثلما النجمة ُ تهاوى
في هذا اليمّ ِ ... صرخ َ باكياً
لماذا ...
الموت ُ القريب ْ
الموت ُ القريب ُ غيرُ ذلك الذي يسبحُ
في مدائن َ الانفجارات ِ...
حيث ُ المزاج ُ المفتوح ُ يعجّ ُ بأصناف َ اللذائذ ِ
والقبل ِ المتوارية ِ خلف الأنياب ِ المصقولة ِ جيداً
الفرائسُ متراخية ُ القلب ِ
تبحثُ عن أقرب ِ وسادة
غيرَ آبهة ٍ بهذا الوقت ِ... الذي قد ينهضُ من جديدْ
في مجرّة ٍ لا أعرف ُ عنها شيئاً
هذي الأبعادُ يحفرُها السادة ُ الآلهة ...
وحدُهم يعرفون َ الطرق َ المؤدّية
وتلك التي لا تؤدّي
وحدُهم يلوكون َ لحم َ الأيام ِ
ويقذفونَ الأروقة َ بسلاحفَ ترتدي
كلّ المخزونَ من التروس ْ...
المومياءات ُ التي تجرّ ُ خطوات ٍ من أطيافْ
لها حكايات ٌ تسقط ُ في دائرة ِ النَهب ِ...
اللثغات ُ في أفواه ٍ تحترفُ الصمتَ
الشفاه ُ المزمومة ُ وعليها آثارُ هراوات ْ
الرقاب ُ المحزوزة ُ بعيداً عن مقبرة ٍ للأصابع ْ...
مقابر ُ
مقابرُ ترتدي بنطلونات ٍ أو سراويل َ قصيرة
ثمّة رائحة ٌ للموت ِ
حتى في الغرف المفتوحة ...
في ذاكرة ِ القارب ْ
كثيرٌ عن أشقاءَ يعتلونَ البحرَ
على أمل الوصول ِ صوبَ يابسة ٍ لا تلوح ُ
إلا في القاع ْ...
صراخ ُ كائنات ٍ تغمِضُ له الريحُ عيوناً مرعوبة
وتولي هاربة ً بأصداء َ لا تفسرْ .ثمّة،ة ، ثمّة الكثيرُ من هذا الحُطام ْ
أنتَ محظوظ ٌ إذ تتلمّسُ أضلاعكَ
عن ماذا أحدّثك َ ...
تستطيعُ إذا شئتَ
أن تتمشّى في ذاكرة ِ القتلى ...
شوارع ُ قبيل َ النوم ِ تغسلُ مكياجَها
تعرفُ الطريقَ إلى العطن ِ الهاطل ِ
تحت البلاطات ِ المغسُولة
هكذا
هكذا تهمّ ُ الأشياء ُ إلى زَرْع ِ مفاتنها
الواجهات ُ تتناغم ُ
وفيض ِ الأضواء ْ...
هولندا شتاء 2000
****
خزائن الرمل
أهكذا
كالماء ِ الآسن ِ
تستضيف ُ بريق َ عُزلتكَ
تمتشق ُ أهداب َ لعثمةٍ بكرٍ
تبول ُ عليك َ
تبول ُ خطوات ِ ارتجاج ٍ
لا تعيها
بل لضفة النكوص ِ
تهرّب ُ ظنينك َ المألوفَ
قلت َ لجَماع ِ نافذة ِ الصعود
أعبئًُ خزائن َ الرّمل ِ
بكلّ الاحتراقْ...
أعبئه بوميض ِ انفلات ٍ
يؤاخي صدع َ المكوث ...
هل يعي الرّمل ُ ذاكرة َ لافظيه
هل يلفظكَ الرّملُ
إليكْ....
مخيم رفحاء 1993
****
المجيء
في برار ِ...
ما يأتي موحشاً كالنأي
مدّ ٌ تطاول َ لدم ِ الغروب ْ...
سرب ٌ من العيونْ يتهادى مع وطأة ِ هذي الليلة ِ
العانس ِ
يتهادى ينفث ُ
ترتيل َ بقايا مكدّسة...
في الطريق ِ إليه
ثمة الكثيرُ من الحديث ِ غيرِ المعبأ
بالكلام ْ
فكيف َ سيدة اللعثمات
أنبش ُ حروفي َ
وأعرّيها بالشهيقْ
أسيجة ُ الوقتِ
توغل ُ في قلب العصر حكمتها
تلعق ُ بالنهم ِ السريّ رقبة َ الطريق ْ
لو كان ثمة ما يحَدّد ُ
لانتهى القائل ُ
إلى حديقة ِ الصمت ْ...
لذا ، يا قرقعة َ الصوت ِ القادم ِ..
تنبهي لعروق ِ الطريق َ
ثمة رئة ٌ ناعسة ٌ
وآلاف ٌ من الطبول تنفث ُ صفيرَها ...
هي الصحوة ُ وحدَها لو كانت تصحو
تمنعني من الهذيان ِ المعروقْ
وإذ لا يحدث شيءٌ
تحت القبة التي لا تعرفُ كنه َ استدارتها
علقت آلام َ السرب ِ
على أجنحة الكوكب النازح ِ غدا
صوب الرؤيا الدرداء ...
كانت أرض ٌ رطبة ٌ تموج ُبأجنحةِ الرمل
المسنونْ
لن تقف َ أبدا
إلا لترنو إلى مزيد ٍ من التيجان والجماجم ِ
التي لا تعرفُ أصلا لها ...
هناك َ
في زاوية ٍ من هذا الرّسْغ ِ المفتوح ْ
كانت ِ الدنيا الصغيرة ُ ... وجلة ً تردّدُ الهتاف ْ
هتاف ٌ لم يأت ِ من وجه ٍ آخر َ
سوى هذا الوجه الذي لا نعرف ُ ...
مخيم رفحاء آذار 1992
****
أقبية
أقبية ٌ تلتحم ُ في غسق ٍ أبيضَ
لا تزيحُ العدوَ المتراخي عن أحضان ترقب ٍ
يفتح ُ صدراً لا ينامْ
البعيدُ هناكَ يفتحُ عيوناً عامرة ً بالضوء ِ
يهبُ أنسامَه البليلة َ لإطلالة ِ تحديق ٍ
تتلوّى
الشغف ُ اليتيمُ لأجراس ِ دعابته
يلملمُ أردان َالشوارع ِ والساحات ِ
يطرّزُها رغيفاً لجوع ٍ يستحم ُّ بمضغاتِ الساعة
وهي تقرع ُ غورَ سديمِهَا
غريبٌ عن جلالٍ وافدِ الغموضْ
أطبقُ روحاً
عينايَ لا تقوى إذ تعانقُ غبشَ التهويم ِ
برعود ٍ ملت مؤاخاتي السمجة
في زحام الضائع الساري وجلا لعتمة المكوث
يباعد ُ سيقانَ النوم ِ ويطرقُ شوارع َ
من رجوع ْ..
إنثيالُ الزمن
النظرات ُ الواجمة ُ في أحشاء ِ العقارب
تنزع ُ المتلبدَ الصخريّ َ
عن زحفه ِ المثلوم ْ
في هذا الليل
في هذا الليل ْ
بي رغبة ٌ أن أهصرَ عنقَ هذا الزمن
بي رغبة ٌ أن أصرخ َفي بلعوم ِ العصرِ
بي رغبة ٌ أن أطلق كلّ َ جرذان ِ الأرض ِ
لتقرُضَ ما يعنّ ُ من قلوب ِ العواصم ْ
بي رغبة ٌ أن أنبح َ كالكلب ِ
على شوارع هذا العالمْ
عل ّ الجدرانْ تسمعُني
علّ الله يسمعُني ويعيدُ التفكيرَ
في مسألة ِ الخلق ِ ...
مخيم رفحاء 1993
****
هي الذبيحة ُ... وهذه حشرجاتْ
أهكذا
كلّ يوم ٍ تعودُ إليكَ
نافضا غبارَ حروب ٍ لازالت تدورْ
تعود ُ وفيضُ إشراق ٍ كسولٍ تحطمت خطواته بين يديكَ
بين يديكَ تتقاطرُ أناتٍ فجّرها دوارْ
هذي المرآة ُحطمتها
ما بالُه هذا الوجه ُ يحدّقُ بي
شيء ٌهناك يتخدّدُ يتباعد
جلدٌ كما ليس محروقا بالضبط تهرولُ عليه ندوب
حطمتها مازال يحدّق
أيها الممتشقُ قلبَ هذا الانثيال
رتل سجايا عزلتكَ
هفيفة ً أهمّ إليكَ بشروخي الندية ََ ومآلي هو المآل
يا زخة َ الأطياف
ها أنا عند نواصيك ِ أتكوّمُ
ألثغُ حروفا
تلثغني حروفٌ تصيرُني مرساة ً
عند تخوم ٍ قيل تأتي
كما تأتينَ لاهثة
( في الليالي حين يغفو القلب
من تعب النهارات الرتيبة
والصراخ المستثار
تهتك الذكرى سرّ سكونه
تستفزّ الشوق فيه والحنين) **
من إطراقة ٍ تتشطفُ بالصفيرِ أخرجُ
صوبَ عراء ٍ ليس هنا...
أخرج ُ لموعد ٍ مُسْهَب ٍ في التأجيل ِ
وجعُ المسافة ِ كذلكَ قادني إليك ِ
فتباطأت ُ... تباطأتُ حيالَ الغناءْ
فهذا الرأسُ يجهشُ
يطمسُ رأسا في البياضِ
يراقصُ بياضا عاقرا...
يداعبُه البياض ُ
يرسم ُ ظلالا خبيئة ً
حدقاتٍ
شوارع َ
وأصوات ِ نداء ْ
يداعبه البياضُ... يحدّثه :
أنتَ في الحشد ِغريبٌ
من تكون ْ؟
الجذرُ العاشرُ يعلوكَ
وأنت غائمٌ
لربيعِ الإنصات تتهجّى أذنَ الهذيانْ
تنزاح ُ وما أنتَ براكب ٍ موجَ هذا البوحِ
فلتهدأ قليلا يا صديق َ اللعثمات ِ
اهدأ ... اهدأ
إليك َ شريطُ المثول ِ والذبائحْ
إليكَ مقصّ ُ التندُّر
لسعة ُ الهذيان ِ إليك َ والضغائن
ماذا تريد؟
حقا ماذا تريد
منقولا تزهر هناك
تزهرُ؟
كلا ليس الأنقاض ُ
هذا شئ ٌ آخر...
لم تعود ُ كما بدأت َ
تمشط ُ شعرَ الضباب...
من برم ِ الليل ِ تشعلُ لفافة َ الوضوحْ
أيّ.ُ..
بل أينك َ الآنَ
من قلادة الرسغ ِ وجلباب ِ النواعير
لم أرتكنْ
لم أرتكن للرصانة ِ ... وقلتُ اللياقة َ ربطة ُ عنق ٍ
أو تحيّة ُ صباح ٍ من هذي الصباحات ِ الشعثاء.ْ..
تحيّة ٌ ويأتيني الأتونُ ماطرا
لا مساحة ٌ هناك تحدّدُ
لا فواصل َ ولا حتى علامة ٌ يتوقفُ عندها
هذا السفرُ في الغضون
تأتيني حُبلى كما لو كنت ُ أراها
هي ذراع ٌ في الجحيم
كما آلة ٌ في مداها يترمدُ الهواء
هي المراعي تراقصُ زعم َ الاخضرار...
شاهقة ً
خضة ً كانت
وأمسكت ُ جمراتْ
مارست ُ جنون َ الارتحالِ
غذيتُ المسافة َ بوجع ِ المكانْ
إليها أعددت ُ وليمة ً من هذا المتواني...
إليها عبرت ُ
قلتُ ماذا لعُهر هذا الليل ِ أصنعُ
عهرُ هذا الليل
نظرات ُ أمّي في زحام شارع ٍ لا يرى العابرينَ
لمحض ِ العبور
ألملمه هذا الدّم ُ العنيد
أقلّده وصايا تعبقُ الآن َ في ثنايا رقود
هو الرقاد ليس لي
ليس والليل عناقيد ٌ تتبوأ ُ مرّ نضوجها
ماذا لعُهر هذا الليل أصنع ُ
وتلك الضفاف ُ
أوان ٍ تؤثث ُ جوع َ النوارس ِ والقدورْ
آه ٍ... وهذا اللهب ُ
آه ٍ... خشب ُ التذكارْ
ناغيت ُ أماسي الصيف عند الشاطئ ِ
ناغيت الشوارع َ
هلامَ الأشياء الذاهبة
ناغيتُ المدارات ِ التي هوت
اصطفيت ُ نجمة ً
اصطفيتُ نجمة ً تتوقفُ الليالي عندها
كلّ الليالي تتوقفُ عندها...
أيتها النجمة ُ معي أتشاهدين ْ
معي أتشاهدين َ العياءَ في لفتات ِ الشوارع
ذلك ما أبكى الريح َ
وأذكرُ بعمق صمت ِ هذا الكون
ساقية ُ الدّفء فجرها الصمت ُ وأعياها
كان سردا موحشا
طويلا هدّ تغريدَ العصافير
طويلا هذا الدّغلُ عرّ شَ ...
أنسى الينابيع َ ضحكتها
الحقولَ مواعيدها
والكلام َ أينع َ فيه الكلسُ
ألوانُ الثياب غادرت حشدَ المحطات
ولاشيء
لاشيء َ محضُ صمت ٍ ملّ شخيره
فأنبت أجنحة ً ... حلق عاليا
ودعابات ِ حقولٍ في ذاكرةِ الموت تهدهدُه ...
وأذكرُ غصات ِ المياه
حين جمهرة ٌ من ال .....
تقيئ ُ الموتَ أحابيلَ لأعناق ِ الجسورْ
ما بالُها ... ما بالُها هذي العنة ُ تباغتُ ذاكرة َالجسرِ؟
ما بالها تسلخ ُ الأشياء َ
ذلك ما بكته الرّيح ُ
وأذكرُ ثمة أنا أهذي
أيا دوامة َ الزحفِ المقنن
إيلاج البياضات
عنقود المخاوف
عنقود ُ المخاوفِ إذ تنضجُ وتأخذُ بترديدِها الأصواتُ
أصوات المدينة
هل يملك ُ هذا القفرُ أن يحسرَ أثوابَ العمرِ
أعمارُنا أنت ِ
أقولُ هل يملكُ أن يتناسل ْ
تحدّثني الساعة ُ بصيرورة ِ أرقام ٍ ما
ما هنالك َ لازال هناك ْ
ذاكرة ٌ تبكي الدروب َ
كلّ الدروب ْ
هي َ الدنيا هناك ْ
غابات ٌ من السيقان ِ تعدو
غابات ٌ تزحفُ
أمواج ٌ تتلألأ ُفي العمق ِ بعيدا ... تلك الضفاف
تلك الضفاف
هل يقفزُ المكانُ بي ؟
باق ٍ هو المكانُ
طالع ٌ في مخاض ِ الروحْ
الزمنُ المتهاوي
نظراتُ أمّي حيثُ البابْ
هل ودعتك ِ ؟
هل أنت ِ خصلة ُ الوداع ْ ؟
ضَحكات ٌ عبرَ الدّمع ِ معادة
مجاهيلَ مُعادة
خضاتٌ
أخضة ٌ أنت ِ؟
يا لعُهرِ الكلمات.ْ..
أقولُ أنتِ
أقولُ أنتِ
وأكتفي ...
** المقطع بين قوسين للصديق الشاعر كريم حميد
هولندا 1995
****
مسوخ
1
مُتخماً بالفراغ ِ
أمسح ُ غبارَ الانزلاق ِ
عن رئة ِالساعة...
2
وميضُ سرداب ٍ ما
يصفعُ جبينَ الليل ِ
يصفرُ لي
يلوّح ُ
ثمة نهارٌ
يتفصد ْ ...
3
سادنُ الأحياء ِ
يفدُ الآن َ
مسخاً رأيته ذات َ كابوس ٍ
أذن ٌ ترمقُ مرآة َ العثرة ِ
توزّع ُ صَخب َ الأقدام ِ
في مدينة ٍ تعجّ ُ
يستوقفها أنف ٌ موجوع ٌ
يتكلم ُ روائحَ شتى اللغات ِ
يعطسُ في مهرجان ِ شواء ٍ كبير ْ
واضعاً أصابعَ التذمر ِ
على نافذتي عالمه ...
4
سيدٌ
للظلالة ِ الصائبة
يستحمّ ُ ببول ِ العصورْ
داعر ُ
البكارة ِالقاحلة...
5
بمحاذاة ِ العشق ِ الصامت ِ
حيثُ العالم ُ
في حلة ِ عرْي ٍ أبيض َ
تتبرّجُ ولادات ُ اللحظة ِ
على ضفاف ِ قبلة ٍ متوثبة
تتحينُ صمت َالهوَس ِ
الأصلع ْ...
6
وحيداً
كرميم ٍ قطعَ كل َّ َ الأشواط ِ
صوب َ الإزهارْ ...
7
مجمدة ٌ رقصة ُ المراعي
ونهرُ الفحولة ِ
أينع َ كلساً وثغاء ْ
دمامل ٌ في أذن ِ الصمت ِ
نام َ شخيرُها ...
عربدة ُ جليس ٍ لا يرتدي عرْي َ حشمَته
صراخ ُ طبل ٍ
يعاضد ُ همهمات ِ رصاص ٍ ضلّ دربه
تلك َ مقاطع ٌ
ملّ َ ترديدَها
قطيع ُ ذباب ٍ
يسكن ُ قلبي ...
مخيم رفحاء 1992
****
امرأة ٌ لكلّ الفصول
لم تغادرْني رائحتك ِ
أيّتها البهجة ُ
لقد مرّ على انهمار المطر
عهد ٌ من اليَباس ْ
أيتها الأسماء ُ جميعا
وكلّ هذي الحروف التي تتمخطرُ الآن َ
في صحرائي
لم يغادرْني نشيجُك المكبوت تلك الليلة
ولابحّة صوتك ِ حين تعثرت خلاياك متذرعة ً
أن أصمتَ لحظات ٍ تكفي للنجاة ...
هم لم يتابعوا الأمرَ لم يفهموا معنى الضجيج
معنى الصراخ المطحون بين أسناننا
لم يعطوا انتباها لمعنى الحشرجة
معنى النوم الراكض ِ بين أدغال الذاكرة
كنا نوزّع ُ صحوَنا على مدارات ٍ أليفة
ندغدغ ُ الخوف َ ولا نعلنُ عنه
كُنت ِ تومئينَ لي أن أصمت َ
ولو لحظات ٍ تكفي لقبلة ٍ شاردة
كنت توزعين أنوثتك على مشارف حيوات ٍ
هاجعة ٍ في معنى الاحتدام ْ
وكنت ُ أتبعُك ِ وقلبي حديث ٌ مُراق ْ
أيتها البهجة
أيّها الاحتمال ُ الطاعنُ في دائرة الأسئلة
كيف لي وأنا الرعديد ُ
أن أكشف َ عن سرّ اللهفة
أنادمة ٌ أنت ِ ؟
لقد نما الطحلبُ على مسام ِ العمرْ
وما عدت ُ ذلك الشبقَ إلى موسيقى الكون
والى مرأى الأسماك ِ في بحيرة ِعينيك
مستدفئا في تماوج الضوء
سألتك ما لون عينيكِ فضحكت ِ
لم أنسَ شيئا
غير أن الطُحلبَ نما على مسام ِ العمرْ
وأضحيت ُ كمن يحكُّّ جلد َ الرغبة
صامتا وبي سيلٌ من الهذيان
لم أنس شيئا
لا ولا حتى تلك الطرق التي مشتنا
مازلتُ أنزع ُ الوحل َ عن ثيابي
في الذهاب إلى المدرسة وفي العودة منها
و قملُ السجن في دائرة أمن الناصرية مازال يسبح ُ
في جرح ٍ في الرأس ْ
لم أنس شيئا
هاهي سماء ُ الناسٍ تهطلُ مطرا
وفي قلبي سماوات ٌمن الجمر
أتذكرُك كلك
أبعد من هذا وعبر شبّاك الروح
أتلصّصُ عليك ِ
أرى بريقا موجوعا في زوايا عينيك
أشبه ُ بالدمع ولم يكنِ ...
لم يغادرْني نشيجُك المكبوت تلك الليلة
توحدنا
كما لو أن الزمن قد تخثرَ
في تلك الأنات ِ الخفية
امرأة ٌ لكلّ الفصول أنت ِ
ما أبعدك ِ
ما أشهاك ِ
ما ألعنك ِ
وأنت تمرّرينَ أصابعَ سحرية ً على ظهري
فأسيح ُ ... أسيح ْ
أسيح ُ حتى لأكادُ أتلاشى ...
مع ذلكَ
لن أجيب َ على سؤالكِ الدّهريّ ذاك
فماذا أكتب ُ
وأنت ِ هي القصيدة ...
براغ تموز 2003
****
ما يحدث عادة
أهناكَ ما يشي بالدّفء ِ
قبلة ِ الإصغاء ْ
حين أجوس ُ الآن َ في سهوب ِ الذاكرة
الوقت ُ
زجاجة ُ عرق ٍ فارغة ٍ
وعشرات ٍ من أعقاب ِ سجائرْ ...
ليل ٌ في القلب
وبياض ٌ عبرَ النافذة ِ أطلّ َ بصلعته ِ
نثارٌ من كلّ شئ بحت ْ به كائنات ٌ
ذات ملامح واضحة
ما أصدق َ هذا الوقع ُ
هاهو وجيب ٌ يتمطى
كما لو أن وشوشة ً تخضّ ُ أصابعي المرتعشة
تملى يا عصفورَ الدّهشة
هذا الاخضرارَ المشتعل ْ
تملى يا منتظع َ الرأس ِ هذا المطرَ الهاطلَ فيك َ
شعوب ٌ من الورم تتسابق ُ
صعوداً
إلى مهبّ ِ الأوجاع ْ
... ...
... ...
أرحل ُ في كلّ هنيهَة ٍ
في كلّ إطراقة ٍ لعجوزٍ تتلمّس ُ وخزات ِ العمر
أرحل ُ في حنجرة ِ البلبل إذ يغني
أرحل ُ في قلب الوردة إذ تتفتح
أرحل ُ في نسغ ِ الأشجار
أرحلُ فيّ وأعود
الوقتُ
زجاجة ُ عرق ٍ فارغة ٍ
وعشرات ٍ من أعقاب ِ سجائرْ
أهناك َ ما يشي بالدّفء ِ
قبلة الإصغاء
حين أجوس ُ الآن َ في سهوب الذاكرة ...
هولندا أكتوبر 2003
****
أصوات
وقالَ النهرُ:
تدثرت ُ بالحصى
سرت ُ طولا حدّ العمق ِ وطفوت ُ
تلامسني أهداب ُ العَزْلِ ِ
على يابسة ِ إبليس َ الحمراء
كالعادة توضأت ُ بالخشوع ِ
منادما فيض َ الشرق ِ
في إطراقة ِ " عليق " الحكماء
كلا ليس خنوعا أن تحمي هبة ً
لا تملكها
دعها في رمضاء الدّرس المقرور
سيأتي أوان ُ الإثمار ِ وإن جفّ َ الجذر ُ...
قلت ُ كذلك َ ...
ولست ُ بمنأى عن حدب الرحمن
سيُفزع ُ مثلي للأهوال
فحيث البدء
لم يحدث مثلا أن شربت نارٌ حزمة َ ماء ْ
لم يحدث هذا أبدا
قال الهواء ُ:
( وكان العصرُ في " آتوس َ" عاصمة درب التبانة لا يفتح ُ إقليما للنوم ِ على أريكة
ألغام ٍ مأجورة في " توراس َ " عاصمة
درب " القنجيل" في السقط ِ العاشر ِ للكون ْ
لم يحدث هذا أبدا
وحتى في الأنحاء المهجورة
" لرغاء السرداب الأخضر" حيث
الزمن ُ بانتظار سروال الشمس يغفو
في " عادوس َ" عاصمة إقليم
" التنبال " وهي تحلق مع الأخدود
الناحل صوب الحدس المثلوم ... ) ***
لم يحدث شيء ٌ أبدا
قال النهرُ:
إذن لم هذا العزل ُ
أيا نسغ َ الضراعة والنذور
دعوات ِ نهرٍ شفّ َمسيره
والخطوات قد تحرشفت ْ
قال العرّاف ُ:
تلك أحزان ُ المياه
وحيث يرتسم ُ التأويل ُ
عهد ٌ فات َ وآخر ُ
موشوجا باللغة الأولى
نثار ُ حروف ٍ دامية ٍ
تسكبُ في حوض الإملاء
إذ يهطل ُ صقيع ُ التأويل ِ
يوزّع ُ إناء ٌ في مقهى ...
قال القرطاس ُ :
أجل ْ
في غسق ٍ من لعاب ْ
بسيقان عبت ْ منها الرّيح ُ مواءَها
ثمة لا أحد َ
يرطب ُ جفاف َ البلعوم
" تحناناتُ" عصورٍ تقشرت ْ جلودُها
نامت ْ في جوف ِ السرّ
قال العرّاف ُ :
عدت ُ بحوارٍ ملجوم ٍ
في ممر ِّ الأصداف ِ هذا
تشظيت ُ فنارات
عربات ُ التاريخ تصهل ُ
وغبار ُ الأمكنة
نذورُ مواسم َ حافلة ٍ
وصلبان َ واجمة ٍ أثنت ْ لبرقة ِ الشموع ْ
فأحكمت ْ أضرحة َ الزجاج ...
أخيرا قال َالشاعرُ :
ذاكَ سراب ٌ
وذاك َ سراب ْ
ليس معي سوى طلق ٍ واحد ْ
وجمجمة ِ العالم ِ مثقوبة
لا شيء َ
في تطواف ِ السيقان
محض ُ ليل ٍ في الجوار ِ
ومواء قطط ٍ تنتظرُ الوليمة ...
هولندا 1996
***إشارة:
الكلمات المحصورة التي وردت في هذا القوس هي كلمات تخيلية، بعضها لا يدلّ على مكان أو معنى محدّد:
مثل " آتوس" ، " رغاء السرداب الأخضر" و" التنبال" ويمكن إضفاء هذه المعاني إلى بعضها الآخر:
" توراس " = التوراة ، "القنجيل " = دمج للقرآن والإنجيل و"عادوس" = العودة بعد غياب طويل.....
****
من دفتر الفراغ
إلى كريم حميد
1
لسبع ٍ يهرولنَ...
أنصاف ُ حوائط َ متعاقبة
أدراج ٌ بنكهة ِ الفراعنة
سكاكينُ أحشاء ٍ طازجة لا تعرف ُ سرّ اللمعان المُرهفِ
تلهث ُ في الهجيرْ
انعكاسات ٌ هائلة ٌ لرجرجة ِ الماء الأبيض
أشياء ٌلا تأخذ ُ هندسة ً تدفع ُ بزفيرٍ محموم ْ
زوايا
رؤوس
فقاقيع
نكثات ٌ وعربدات ْ
هسهسة ٌ بفحيح ٍ أخرس َ
" كاءات ٌ " شوهاء...
خرافات ُ عهد ٍ لم يأت ِ تزحفُ منتصبة
وجوه ٌ بأرقام ٍ مألوفة ٍ تضحكُ بلزوجة ٍ واضحة
عهن ٌ
عفن ٌ
طراد...
أجساد ٌ تراود ُ شهوة ً واقفة ً بعناد موغلة ٌ في سرداب العصرِ
تتداعك ُ بلهاث ٍ محموم ...
في تخومَ غيرِ ملتصقة كزخات ِ الماء الأبيض
سبع ُ طرائد َ مغمضَة ٍ بسيقان حجرية
البركة ُ الواسعة ُ كعهدِها تدور...
مسعورون َ يهرولون
سبع ُ بالونات ٍ فخمة
يعتمرنَ الوجلَ الموروث
البركة ُ تدور...
دون سقوف ٍ تتعاقب ُ الحوائط
2
في صورة ٍ من جسد الموج ِ
عين ٌ تحترف ُ البلاهة َ...
تندلق ُ شتات ِ أصابع َ
لغوا
شخيرا
... ...
أنخاب ٌ تقرَع ُ
نجاح ٌ بعكاز ٍ صدئ
يشرب ُ العرق َ المعطوب َ
رماد ٌ
رماد ٌ يعتلي القبة َ كلها
ويمسح ُ الرصيف ْ ...
3
قميئة ٌ
قميئة ٌ هذي الأسماء ُ
مطرّزة ٌ تعلك ُ النعاس َ القديم
أقرّرُ ... لعودة ٍ ذاهبة
أهوج ٌ زماننا ( يا كريم (...
وأغانينا الصلعاء ُهزيلة ٌ
تقشرُ بصلَ الدّهر
في الغرف الحمراء
أم في الغرف الزرقاء
يرقصُ عزاءُنا الصغير ُ
على وقع الطبل
أعلم ُ
أعلم ُ هذرٌ هذا دفترُ الفراغ
سقي ٌ في أرض ٍ "جر باء"
" لماعاتُ " كشف ٍ بقياسات ٍ نزقة
لحظة ُ قيء ٍ تبتاع ُ فراسخ َ لذّات ٍ خرفة
هذا
وخشخشة ُ القرد النائم ِ
تسمَع ُ على وقع الزرائب المفتوحة ِ للشمس...
ها ...صباح ٌ أطبق َ فكا متراخيا
ومضى للظلّ
بإغماضة ٍ مرتعشة
حرّك َ قرد ٌ رأسه
وتقيأتِ الزريبة ُ
تقيأت ِ
الزريبة......
هولندا 1995
سأم
ماذا لمناخ ِ التكرار ِ
المُسهب ِ
في لغة ِ إعراب ِ الهمزة
وأدوات ِ الشرط ِ اللامشروط ْ
تلتحف ُ بالألف ِ المقصورة ِ
وتاء ِ التأنيثْ !
ماذا لشهوات ِ العقم ِ
إذ تستمني في فراش ِ القيء ِ الأصفرْ
ذاكرة َ العقوق ْ
ماذا لنهم الرغبة ِ رازحة ٌ
في بحر ِ الجنس ْ
خميرة شكر ٍ
لفحولة ٍ تحرسُ بكلاب ٍ عند الباب ْ !
ماذا لإعجاز ِ الأجداد ْ
في هذا العصر الأشقر ْ
وأثداء ُ الحكمة ِ تنزّ ُ فكراً ثرّاً
يحاور ُ عبر الكهّان ِ
تعاليم َ المدّ ِ
وتصوّف َ أشجار ِ الغاباتْ !
ماذا لرُعاف ِ العصر ِ
قطيع ُ ذئاب ٍ يباغت ُ قمرَ الدُنيا
يترجرج ُ
حين َ السادة ُ قباضُ الأعناق ِ
في هذا الركن ِ ...
يتثاءبونَ لوضْع ِ عقال ٍ
ينامُ على أريكة ِ ليزرْ...
الأخلاد ُ
نسلُ اللعنة ِ
يسترون َ فروج َ خرائط َ
حاضت ْ موتاً
حسبَ الشرْع ِ ...
مخيم رفحاء 1992
****
طواحين
أجل
على إصبع ٍسأُكمِلُ دورة َ الحماقة
كذاكَ تدورْ
للصفر ِ أسنان ٌ تعلكُ أفخاذ َ الأرقام ِ
كذاكَ تدورْ
أرقام ٌ تعاقرُ الترابَ
أرقام ٌ تحتشدُ تتشيأ
أحلام ُ طرق ٍ تفسخت ظهورُها
نتوسد ُ قيئاً في حانات ِ ابتهال ْ
مطبات ُ عرائن َ مفتوحة
فئران ُ تسللٍ
أغراضُ موائد
أجساد ُ كلام ٍ يراقْ
دم ٌ يصاحب ُ بولَ الثمالة
بولٌ يصافحُ دم َ النيام ْ
نؤاخي وجعاً ندفنه
نشذبُ أجنحة ً خافقة
نراوغ ُ تقويسَ أسنان ٍ بلهاءْ
كذاك َ تدور ْ
قريبة ٌ هي السماء ُ
بعيد ٌ هو القرارْ
أيام ٌ واقفة ٌ تمطرُ ملحاً
فرقعة ٌ تهزأ بعين ٍ ممتدّة
ما أهنأك ِ أيتها الأعشاب ُ
وأنت ِ تؤكلين -
وجعي رديفُ الموتى وهم يهجعون ْ
كذاكَ تدورْ
الأيامُ لا تعطيكَ انكساراتها
وأنتَ تغلي
مرجلٌ يعشقُ العطبْ
هذي المدينة ُ نائمة
حزن ٌ كإعصارِ لغو ٍ طالع ٍ من أحشاء ِ غباء ْ
تنويمُ أقنعة ٍ باضَ زيفها
أعقابُ سجائرَ في إبط ِ الموت ْ
أسمعُ تهويمَ أبصار ٍ تغرّدُ مع هَوْل ِ الزمان ْ
مثلما الوردة ُ تغني بدموع ٍ بيضاء َ
أسمعُ انسيابَ أنهار ٍ تبحثُ عن بحرِ النوم ِ
ملل المكان ِ يخنقه هواءٌ كسيح ْ
أسمعُ
أسمعُ
أصابعي في فتحة ِ الصمم ْ
أراكَ تنتعلُ السُعالَ بصقة ً بخيوط ِ دَم ْ
تعتمرُ قبعة َ النزوح ْ
صوْبكَ
يا أنتَ المرْمى
فأسُ سُعالٍ يذروك َ
سبخ ٌ منظارُ القول ِ
وهذا العالمُ مزدحمٌ بنثارِ الإجْهاش ِ
ها كلمات ٌ تتناسلُ في قلبي
قوسٌ يرميني باللامعروفَ يداعبُ خيالَ الموتى
هناكَ.. هناكَ في الأبعدِ الضَريرْ
حيثُ أنوارُ الكشفِ عهرٌ يضاجعُ الفراغ َ
تحبو
تحبو فراشة ُ الكون ِ
في قشة ِ رمل ٍ
تقذفها الآلهة ُ بتؤدّة
النسغُ البضّ ُ
يشاطرُ جسدَ النسمة ِ رأيها
سيكونُ إزهاراً أبيضَ لا تلعقهُ الديدان ُ
الفراشة ُ تضحك ُ
وتأتي الغاباتُ مسالمة ً
تضعُ في أيدي الربّ ِ
قوائم َ فتح ٍ آخر َ
كذاكَ تدورْ
كلّ الرزايا بدؤها ضجرٌ
لكن هل ضجرَ حشدُ الغابات ِ حتى جاءَ الفأس ُ
تلك آلهة ُ الصدع ِ المبثوث ِ في حنايا الأحراش ِ
وَجِلَ المرجُ وطيورُ العش ِّ والأصدافُ تفزعها أنيابُ الرهبة
كذاكَ تدورْ
تخدّدت ذرّات ِ الرؤيا
هل يرتدي الهواء ُ عكازاً وينسَى السيرَ ؟
ألمحُ عرائشَ حبلى بدبق ِ طيور ٍ وأنسام ِ مروج ْ
مطبات ِ عرائنَ مفتوحة
فئرانَ تسلل ٍ
أجسادَ كلام ٍ يراق ْ
أحلام َ طُرق ٍ تفسخت ْ ظهورُها
لهفة َ ينابيع ٍ لموعدٍ أخضرَ
رمقتُ الركضَ كله
والمراكب َ بأجنحة ِ كواكب َ وخطوات ِ وعولْ
رمقتُ رؤوساً مركونة ً وفيض ِ ضحكاتْ
أفواهاً تدخن ُ رغبات ٍ عارية ً
رمقتُ لحظة َ تنبثق ُ اللحظة ُ
إرتجافات ِ صدور ٍ تشج ُ عذرا وات ِ صهيل ْ
بُقع َ ألوان ٍ منها الأحمر ُ بهجة َ شمس ٍ
ليس َ كألسنة ِ العصْر ِ
رمقت ُ شاهقات ِ نواص ٍ للعناق ْ
تنسابُ في ثنايا قبل ٍ دونما شبقْ
حتى أني نسيت ُ المدية َ كيفَ تغورْ
دعكَ إليكَ العصْرُ
بل معها
دَعني أدورْ.....
أتذْكرُ يا روحي
على مقاعد ِ درس ٍ نرممُ شيئاً لا نعرفه
نقولُ يأتي
نمدّ ُ لسانَ خيال ٍ
إلى وجه ِ البحرِ
فيغسل ُ أثوابنا زبد ٌ يغلي
نتوقفُ
نضاجعُ نجمة َ الصباحْ
هناكَ... هناكَ
في عتمة ِ صهيل ٍ مقطوع ْ
حيثُ الطفولة ُ نائمة ٌ
على ذراع ِشارع ٍ كسُول ْ
ألمح ُ وجهاً يتقاطرُ دماً أسود َ
تلويحة ََ لقاء ٍ لا يجئ ْ
دعني أسامرُ دمَ الوردة ِ
يلطخُ شرشفَ هواء ٍ هارب ٍ
في ملاجئ َ زمهريرْ
في دوائرَ متداخلة تقبلُ فراشة ُ الخوف ِ
رُذاذ َ نار ْ
أباغت ُ سَقط َ دمي
قبالة َ حوانيت ِ كلام ْ
دَعكَ إليكَ العصرُ
مواكبُ خلل ٍ
قلائدُ نسج ٍ تسبحُ في غمرة ِ رحيل ْ
تشيرُ لأصابعَ أثواب ٍ تنتقي ما قيلَ يأتي
ها.. بكعوب ٍ من بلَل ِ القفز ِ
نهمي في جثة ِ عيشْ
كذاك تدور
لطفل ِ الحضورْ
أُعيدُ هندمة َ أشيائي
ثلوج ُ الملل ِ تعطيني عكازَ الشكّ ِ
وأدراجُ الوقت ِ المحبوس ْ
ترفع ُ مرساة َ النوم ِ
أثوابٌ بمنخري رائحة ٍ مسنة ٍ ترحل ُ
وحتى بقايا أحذية ٍ لأناس ٍ ضجروا من تحديق ِ الحيطان ْ
كذاكَ تدورْ
في أقاصي النأي
حيثُ أتكوّرُ كفضاء ِ دُخان ٍ منبوذ ْ
تطاردُني أطياف ٌ
ضوء ٌ يعانق ُ مهزلة
أشياء ٌ لا تملك ُ وجهاً
ترسمُ وجهي
وكيف َ
كيفَ أن نسترَ لحماً مهتوكاً في الشوارعْ
كيفَ وبأيّ إعجاز ٍ لا أدعيه ْ
أ ُسمعكَ رائحة َ الشواء ْ
في مساءات ِ القار ْ هذه ِ
كم ثمة َ...
...
أقول ُ
كفى
...
...
هولندا 2003
****
حضور
في جوار ِ الأمس ْ
حيث ُ أنا
نثارٌ تألق َ قبل َ أن ينطفئ ْ
حيثُ أنا
جمع ٌ يتوافد ُ قبل أن يغيب ْ
جمع ٌ غاب َ
ليصرُخ َ الآن َ في قلبي ...
وجع
عن القصيدة ِ
إذ تحكّ ُ جلدَ الصمت
ولا تبوح ُ به ...
ما ألعنها
تتمخطرُ في عُبَاب ِ الكونْ
ولا تراودُني عن نفسِها...
عربان
ومع ذلك َ ...
فأن أبلغ َ ما أفعل ُ
هو أن أتقدّم َ الآن َ أمامكم
حاسرَ الرُوح ِ
مزموم َ الفم ِ
مكوّرا قبضتي بينما سبابتي تنهمرُ
هل تسمعونْ
ربما هو ظلي َ الآن َ يتلصصُ خلف َ الباب ْ
ربما هي الوشائج ُ تتزاحمْ
ربما هو الطريق ُ ما عاد َ يعرف ُ الاتجاه َ
أو هو المصيرُ يعابث ُ وخزات ِ الماضي
لايهم ّ ُ
سأضمّ ُ صخب التوقع ِ إلى هجوعي
راسما دوائرَ منْ...
ومن بصاقْ ...
لعنة
هكذا
يتحلزنُ الضجيج ُ في رئة ِ الساعة
يتورّم ُ قلب ُ اليوم ْ
قبالة َ الهذر ِ هذا
أتكوّم ُ أنا
وأنسحب ُ بخشوع ٍ
إلى كأسي ...
سؤال
هل أبادرُ إلى حرق ِ الذكرى
أم أنصت ُ إلى هذا العَواء ِ المُذاب ِ
في قلبي
أيني من نغرات ِ الحُزْن ِ
دغدغات الفرح المصلوب ِ على الأرائك ْ
أين لي بكوّة ٍ لأطلّ َعلى آبائي الأولين...
على عشتارَ
إنانا
وجلجامشَ ...
ترى ماذا صَنعْنا لكي نغتسلَ بمائهم
.............
............
الكلّ ُ يلثغ ُ...
وما عدت ُ أعرف ُ
هل أداري صمتي َ المهذار ِ هذا
أم ألتصقُ بالكرسيّ
خلف هذا المكتب ِ
لا أكتمكم سرا
لقد تعِبتْ مؤخرتي
من التأمّل ...
صوت
منهوباً
وسط َ حشد ٍ من الرياء ْ
تبصِقكَ ذاكرة ٌ مَسلوخة
فقاعة ً
تتلمس ُ جلدة َ الشبح ْ
العيونُ نمرة ٌ جائعة
ثمة فتحة ٌ للنباح ْ
والعهرِ الغائر ِ
مسْفوح ْ...
أشياء
تتنفسُ
عبر الغيم ْ
عبر الدُخانِ الصاعد
تتنفس ُ عبر حطام ِ الراحل ِ
ومغاليق القادم عبر َ الليل ْ
إذ تنزع ُ لحاء َ الوقت ِ
تستيقظ ُ أنفاسُ الطين
تتقشرُ طيات ُ الماضي
إذ تمضي
تنشرُ خشبَ الأيام
في محرَقة ِ النسيانْ ...
صديق
خِزانة ُ حياتي حبلى
رغم َ الفقد ِ
... ...
كان يأتي فجرا
يطلبُ رغيفا من الخبز
فأذهبُ لأطردَ الصراصيرَ...
... ...
لا
لمْ نتساقط ْ بعدُ ...
غياب
لنَوْبة ٍ.. تستمد ّ ُ خيوطها
من لثغات ِ الزمن المقرور
تجهش ُ
إليك َ ارتخاء َ المفاصل ِ قوّست ْ
جسداً من غياب
فأهمى سريعاً ثم ّ غاب ْ ...
هولندا 2002
****
" الوجه والقفا "
ثلاثة ٌ
نتقاطرُ دوماً لنلتقي
ثلاثة
ثلاثة ٌ وغبّ َ كلّ مُنعطف ٍ
نلوكُ دبيبَ الأيام ِ
عُراة َ شوق ٍ نلتقي
ثلاثة ٌ في قعرِ حانة ٍ
نعبّ ُ الوقت َ أغنيات ِ دفء ٍ
وأمواج َ فكرة...
والآنْ
وبينَ كلّ ِ هذا الحشد ِ
أين تلمح ُ وجهَك َ؟
عبق ٌ هو المكانُ
بوجوه ٍ لستَ تعرفها
ووجوه َ من أحببت َ تزدحم ُ
على الطاولة
الذكريات ُ تزدحم ُ هي الأخرى
فأين تلمحُ وجهك َ ؟
وبعد حينْ
سيأتي النادلُ
يمسح ُ طاولة ً غصتْ بالبقايا
أنت تنظرُ
وفي قلبك َ.. النشيج ْ
تراقب ُ عمراً ينبض ُ
ووجهين ِ يحدّقانْ
وستخرجُ
تخرجُ
تخرجُ وحدَكَ
كما أتيتْ...
الناصرية
أيلول 1986
عنوان القصيدة مأخوذ عن عنوان مجموعة قصصية للكاتب والمفكر الفرنسي ألبير كامو
***
اعتراف
مفتونا
بالقيء ِ الزاحف ِ
في قلبي
الليلة َ
أمجد ُ هذرَ الأمس ِ
وأغمس ُ وجها مصفرا
في دموع الكأس ِ
حتى النزع ِ الأخيرْ
الليلة َ
مفتونا أرحل ُ
حيث الوصايا المُترَعاتْ
ساكنات ٌ
في مبغى العصُورْ ...
مفتونا بصهوة ِ الخوف ِ المُرابط ْ
في بواكير النهار
بالأنداء الشاردات ْ
من كأس ٍ عقيم ْ
بالدُخان ِ المُقيم ْ
في غرفة ٍ كئيبة
انشطرَ عنها النهارُ
وهادن َ الليلَ العصِيبْ
مفتونا بالبقايا النازحاتْ
والكرسي المُعذِب...
أنا
أنا لعنة ُ الأسماء ْ
الكأس ُ الشحيح ْ
في ليل ٍ يماطِل ْ...
أنا بقايا العَفن ِ
في قبرٍ كبيييير .....
شارد ٌ في حشْدِ العيون
ناقرٌ في العشّ الهزيل ْ
ما تبقى من سؤال ..
ألعنة ُ الأقدار ِ تهذي
الوصايا المترعات
الحزن ُ المُشذَب ؟
أينَ أنا
أينَ هذا الواجف ُ
في خِدْر ٍ مُعفر
أينه
ودموع ُالتيه
تصهرُ الوجهَ المُغَضن
أين تلابيب ُ الصباح
الكذب ُ المرتل
في سطور ٍ خاويات
أنا
أنا مُقاد ٌ كحمارِ الحَقل ِ
في نهاري
في امتداده
حيث ُ النوم ُ المُؤَطر
أكتفي بفراش ٍ
من بقايا القشّ ِ
وأرنو
للهيب...
الناصرية
14 10 1987
****
جسور
إلى ستار كاووش
1
في قاطرة ٍ تزمجرُ
كما العواء ُ ... في روحي
قال لي
تقيأت ُ
إذ داعبني الصحو ...
يا للعنة ِ
تأمّلت ُ المتمدّد َ جواري
وكنت ُ أنا ...
2
شكرا أيها الربّ ُ
كأسي عامرة ٌ
والليل ُ ارتدى معطفه الأبيض َ
شكرا
أنا هنا
وقلبي معي ...
3
أنزع ُعن ذاكرة اليوم
دوارَ اللحظة
أداعبه بحبّ ٍ شديد اللهجة
أتهجّاه
هذا الوافد َ
صحوي...
4
أدخن ُ رذاذ َ الكون
متشبعا بهديرِ الألوان ْ
ما أروع َ أن يدثرك َ الأزرق ُ
ما أعذب َ فرشاتك َ يا " كاووش"
وهي تمشط ُ رموش َ اللوحة...
5
قشرَ روحه
قشرها...
مرّ عليه ما يشبه ُ الحفر ُ
في جلدة ِ الصمت ْ
قال تساءلت ُ كذلك َ
ماذا عساني أصنع ُ
لكلّ هذا النثارْ ...
6
أرتجف َ
أرتجف َ حبا
وقد أشعل َ صديقي أصابعه
حين عانق َ لوحة ً جديدة
ما أنصع غربته
مكتفيا به
محتشما
يكشف ُ عري َ العالم ...
7
جيدا شدّ الأنشوطةَ َ
يسينين
شدّها
لكي يتنفس َ هواء َ العالم ْ ...
8
ولقد اقتادني ?ليّ
متصاغرا هوى وجهي أوّلا
وقبل أن ألامسها بحبّ ٍ
هطلت ْ
دموع ُ
المرآة ْ...
9
اللامسْموع ْ ...
أصوات ٌ شتى تتكسرْ
عوالم ُ صدْع ٍ بفتوّة ٍ جارحة
رمل ٌ يشعل ُ حرائق َ صمته ِ
اللامسمُوع ْ
غبش ٌ لمساءات ٍ مجدورة ٍ
يسح ّ ُ
غبش ٌ يسح ْ ...
هولندا حزيران 2003
حيث الطفولة نائمة.. حلم أول لناجي رحيم
عن منشورات أور 2000 صدر الكتاب الشعري الأول للشاعر العراقي المغترب ناجي رحيم بعنوان (حيث الطفولة نائمة) وهي هواجس عذبة لشعر الوطن والغربة ونزوح الألم، إلى سواحل ترقب القادم بمركب الشعر، حيث مثل الإحساس بدرامية الصدى الروحي لصوت الشاعر إشكالية بحث دائم عن مستقر لعاطفتنا وحياتنا بكل مفازاتها.
والديوان يؤرخ هموم الشاعر ناجي رحيم على تراب الوطن وأرصفة المنفى، في معالجات لاتخلوا من قوة في ابتكار الجملة الشعرية وشفافية موسيقاها في إيقاع بلاغي جميل .
الديوان يقع في ثمانين صفحة من الحجم المتوسط . صممه وأشرف على طباعته القاص العراقي نعيم عبد مهلهل، وصدر عن دار المهندس للنشر. وتواريخ القصائد تعددت بين سني الثمانينيات وما كتب في العراق وقصائد التسعينيات المدونة في معسكر رفحاء في السعودية وهولندا، فيما زخرفت كلمة الشاعر العراقي فاضل العزاوي في الغلاف الأخير من الكتاب روح الشاعر ناجي بعبارات رأت في تجربة ناجي رحيم إدامة لمسيرة الشعر العراقي وقدرته على التواصل مع ثقافة هذا العالم بعولمته الجديدة .
الكتاب يمثل لناجي رحيم بداية طال انتظارها وأراد لحميميته أن تولد فوق ثرى التراب السومري . وهاهي قد ولدت.