كتبت: فاطمة المبارك

لم اتخيل نفسي وانا في طريقي الي الصالة الثقافية لحضور حفل الفنان اللبناني مارسي خليفة ان يحدث لي ما حدث، اذ ما ان وصلت الي مكان الحفل حتي اتصل بي احد الاخوة من الفنانين البحرينيين وهو يطلب مني العودة
لان الصالة الثقافية كانت قد اكتظت في الساعة الثامنة مساء وقت بدء الحفل بالناس من كل مكان، ولم يكن هناك مجالا حتي للوقوف، ولم يكن اليوم الاول من حفل مارسيل بمختلف عن اليوم الثاني.
لقد اكتسح الجمهور الصالة مرحبين بوصول الفنان الجاد مارسيل خليفة.
وقد انطلقت فعاليات مهرجان ربيع الثقافة 2007 بمملكة البحرين في الاول من مارس الجاري بعمل ابداعي امتزجت فيه موسيقي الفنان اللبناني الشهير مارسيل خليفة وكلمات الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد ليقدمان سويا في الليلة الاولي من المهرجان رؤية الشاعر حداد لقصة الحب الشهيرة / مجنون ليلي/ في لوحات موسيقية غنائية راقصة، ثم تلاها في اليوم الثاني حفل جميل للفنان مارسيل.ولكن ما يطرح نفسه هنا وبقوة، هذا السؤال: هل فعلا تعطش الناس لمشاهدة الفن الجاد من خلال اللوحات الجميلة التي قدمها لهم مارسيل؟ ام هو احتفاء بشكل تعبيري عن محبة الناس لهذا الفنان الذي سلب قلوب مجموعة كبيرة من الجمهور العربي؟
من هو مارسيل؟؟؟
مارسيل خليفة هو مؤلف موسيقي ومغني وعازف عود لبناني، ولد عام 1950م في بلدة عمشيت في جبل لبنان، ويعتبر أحد أهم الفنانين العرب الملتزمين بقضية فلسطين ،عرف مارسيل دوما بأغانيه التي تأخذ الطابع الوطني، وبأسلوب دمجه بين الموسيقي العربية والآلات الغربية كالبيانو. اعتقل علي يد الاحتلال وتعرض للتعذيب.

انتمائه للحزب الشيوعي في بداياته ''رغم أنه لم يلتزم به بشكل دائم'' و إيمانه بالقضية الفلسطينية رافقه في أغانيه و موسيقاه رغم أن طابع الموسيقي قد اختلف بشكل واضح حسب مراحل حياته من الحرب الأهلية اللبنانية والنضال الفلسطيني إلي مرحلة السلم اللبناني ومرحلة ما بعد الطائف ، واتفاقيات أوسلو علي الجانب الفلسطيني.

خلال أواخر السبعينات و الثمانينات لحن مارسيل أولا قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش مطلقا ظاهرة غناء القصيدة الوطنية الفلسطينية التي تمتزج فيها صورة المرأة الحبيبة بالأرض والوطن أو الأم والوطن معا ، كانت البدايات مع : ''ريتا و البندقية'' و''وعود من العاصفة'' واستمرت لسنين محققة مزجا رائعا بين العود و شعر درويش الرمزي الوطني العاشق فكانت ''أمي'' وكانت ''جواز السفر'' أفضل شعارات يحملها ويرددها الجماهير العربية المنادية بالنضال في فترة ما بعد النكسة . شكل مارسيل ودرويش أقرب ما يشبه الثنائي في أذهان الناس ، رغم أنهما لم يلتقيا إلا في فترة متأخرة . لحن مارسيل أيضا لشعراء آخرين مثل حبيب صادق وطلال حيدر ''تصبحون علي وطن'' . استطاع مارسيل أيضا إدخال الساكسفون إلي الموسيقي العربية في واحدة من اهم أغانيه ''يعبرون الجسر ''وعبر عن ميوله بقوة في ''قصيدة الخبز و الورد''.
في المرحلة الثانية ''من التسعينات إلي الان'' بدأ مارسيل يميل أكثر للتلحين الموسيقي البحت دون الغناء فكانت بداية مشاريعه الموسيقية التي بدأها بمعزوفة ''جدل'' التي تعتبر نقاشا بين العود القديم ''مارسيل خليفة'' والعود الجديد ''شربل روحانا'' فكان محاولة أكثر من ثورية بالنسبة لتقديم العود ، قام مارسيل أيضا بتأليف موسيقي تصويرية في العديد من مسرحيات عبد الحليم كركلا الأخيرة : مثل حلم ليلة صيف و الأندلس ... الحلم المفقود وأليسا .. ملكة قرطاج.
في عام 2003 تعرض مارسيل لدعوي قضائية في لبنان لأنه استخدم تعبير قرآني في أحد أغانيه تحديدا قصيدة : '' أنا يوسف يا أبي '' و هي قصيدة تستلهم قصة يوسف عليه السلام من القرآن في إسقاط علي القضية الفلسطينية ، لاحقا تم تبرئة مارسيل خليفة. قام مارسيل مؤخرا بقيادة فرقة أوركسترا شارك بها العديد من العازفين العالميين وهو يغني أغانيه عن حبيبته فلسطين ويعزف معزوفاته الرائعة ، كانت إحدي هذه الحفلات في قصر الأونسكو في بيروت ،كما أصدر ألبوماً جديداً بعنوان تقاسيم . تم تسمية مارسيل خليفة عام 2005 سفيرا للسلام من قبل منظمة الأونسكو. أيضا قام مؤخرا بتأليف عمل موسيقي ضخم بمناسبة احتفال الجزيرة، بمرور عشر سنوات باسم الشرق، و تم أدائها في أوبرا لا سكولا في ميلانو.
تنبيه .. تنبيه.. تنبيه
نعود من جديد الي حفل مارسيل، وهو اولي فعاليات ربيع الثقافة التي تجعلنا امام اختبار حقيقي، وطلب للمسئولين عن هذا المهرجان بضرورة الاهتمام بادخال الصحفيين والاعلاميين الي مقاعد مخصصة خصيصا لهم لتغطية هذا الحدث البحريني المهم.اذ علي الرغم من الاهتمام المروري بتنظيم حركة السير، الا ان وجود لجنة مختصة بتيسير امور الصحفيين كان لزاما هو الاخر.
وعلي موعد مع حفل آخر
وفي 29 من الشهر نفسه نحن علي موعد آخر وفي نفس المكان مع فنان بحريني لطالما امتعنا بصوته، وهو الفنان القدير خالد الشيخ، متشوقين جدا لحضور هذه الفعالية التي بالتاكيد ستكون رائعة الا اننا نتمني ان نجد لنا مكان نغطي منه وفيه هذا الحفل الموعود.

جريدة الميثاق
04/03/2007

*****

(أخبار مجنون ليلى).. وقيادة مشاعر الموسيقى

الوقت - خالد الرويعي

عندما تحدث مارسيل خليفة في المؤتمر الصحافي الذي عقد بمناسبة عرض (أخبار مجنون ليلى) عن ان تجربته مع النص أتاحت له تحقيق الفكرة الجوهرية لما يسميه بالتحويل الموسيقى للنص بعناصر ابداعية مختلفة ومتنوعة، كان يقصد منها الدخول أيضا في عوامل مختلفة على الصعيد البصري، فالجمهور الذي حضر لعرض (أخبار مجنون ليلى) لم يكن على استعداد - وهو النقيض ذاته عند مارسيل - أن يصغي لعرض مدته ساعة و45 دقيقة، فبدا الجمهور مهوساً بالتصفيق مع نهاية كل مقطع.. مع نهاية كل أداء، وهو بعكس ما رغب مارسيل بتحقيقه، ففي طموحه كان يود تقديم لحمة متماسكة تعج بالصمت في حين والصراع الموسيقي في حين آخر.
لكن هذه الوجبة الدسمة التي قدمها مارسيل لجمهوره كانت تمهيدها -ربما- لمشروعات أخرى تهيئ استقبالا مختلفا لأعماله، وبدا واضحاً أنه يريد ان يري الناس كم ان الحب باستطاعته أن ينتصر على كل شيء، فالفنان الذي كان يقود الجماهير إلى (ريتا) و(أحمد العربي)، قاد جمهور الصالة الثقافية يوم أمس الاول إلى (قل هو الحب)، وبدأ الناس في ترديدها:

(قل هو الحب
الذي أسرى بليلى
وهدى قيساً إلى ماء الهلاك
قل هو الحب
يراك)

والموسيقى بحوارياتها أيضا ساهمت بنزع فتيل العادة التي كان يتربى عليها الجمهور لفترات طويلة، فمن الارتهان لحالات التصفيق والنزوح لرغبة المشاركة - وإن بدت في المشهد الأخير- إلى الانصات، وهو نفسه يعطي مؤشراً إلى قيادة (الجماهير) نحو الاستماع بدرجة كافية بعيدا عن الدرجات القصوى للحماس وحصر مارسيل في فكرة (الالتزام) المجانية والتي عانى منها كثيراً.
فالعزف الانفرادي (الصولو) - مثلاً- ساهم في جلاء حالة الشخصيات التي جسدتها الفرقة الراقصة، فمن (صولو) الكمان إلى الكلارنيت كانت هناك ثمة أحزان في حين ورجاء، وقد عبرت مثل هذه الأدوار عن الأصوات الداخلية التي توزعت في نص قاسم (أخبار مجنون ليلى).
فعازفة الكمان قادت المشاعر إلى عنف الواقع وهو يحيط بقيس.. يحيط بليلى، ولم يكن على مارسيل حينها إلا أن يضعها أمام مقدمة المسرح معتبراً إياها فصلاً في جنون قيس.
وفي عدد من المقطوعات لعبت الموسيقى دوراً رئيساً في إتاحة الفرصة للمخيلة، إلا أن واحدة منها وبدا واضحاً منها أن مارسيل أخذ يفتش عن بعد آخر في هندسة التوافق الموسيقي، فالآلات كانت تحكي أبعاداً نقيضة عن بعضها البعض ولم تلتزم بحالة الموسيقى التقليدية، وهو الامر الذي يتقصد إثارته مارسيل في بحثه عن القيمة الابداعية لتحويل النص الشعري إلى الموسيقى.
لكن مارسيل لم يكن وحده، كان هناك قاسم حداد يروي ويتقمص جالساً على كرسيه.. وكانت أميمة.
ففي أحيان كثيرة وعندما كان مارسيل يثير فينا كل ذلك الحزن وكل ذلك النشيج، ثمة صوت نسوي يخترق كل ذلك، عذب بعذوبة الماء ، صوت يمسح بأنامله كل ذلك النشيج وذاك القهر، قيل إنه صوت قوي، لكن قوته لا تكمن في مساحاته بل في حنوه ودفئه، إذ كيف يكون الحب عنيفاً إلى أبعد الدرجات، وذلك هو صوت أميمة.
وعندما غنت (سأقول عن قيس) ما عليك إلا أن تشرع صدرك لتتحسس حشرجة الصوت وهي تعزف على أوتار القلب بخفة من يضمد جراحاً وهي في الهزيع الأخير من الألم، كيف لا.. والآهات تتوزع بين الكلمات.

الوقت

****

مهرجان (الربيع الثقافي) في البحرين ينطلق بأمسية لمارسيل خليفة وقاسم حداد

المنامة (البحرين)
الراي

يفتتح الفنان اللبناني مرسيل خليفة مهرجان الربيع الثقافي لهذا العام بأمسية الحب.التي تستهل مهرجان الربيع الثقافي الذي يقام في البحرين مطلع نيسان بقصائد للشاعر قاسم حداد، حيث يمتزج الشعر بالموسيقى ليحكي قصة مجنون ليلى على مدار ليلتين متتاليتين.
يقول خليفة: ان أي بناء موسيقي يعمل على نص شعري هو بمثابة التجربة الجديدة في كل مرة بالنسبة لي، فبعد العديد من التجارب التي اشتغلت عليها تأليفا وتلحينا،أجد أن تجربتي التي اشتغل عليها مع نص (أخبار مجنون ليلى)، هو النقلة النوعية التي أشعر مبكرا بما تقترحه من تشغيل للمخيلة الفنية في أكثر من صعيد.
ويضيف صاحب جدل ان هذه التجربة تجعل من اشتراكي مع الشاعر قاسم حداد اتصالا برؤية مميزة في الكتابة الشعرية العربية، وتتيح لي فعليا أن أحقق الفكرة الجوهرية لما كنت أسميه دائما التحويل الموسيقي للنص، بعناصر إبداعية لا يقودها الشعر ولكن يحاورها ويضعها في صميم المعطيات التي تتيحها أشكال تعبيرية مسرحية ليس فقط الأوبرا ولا التعبير الجسدي ولا الرقص ولا الدراما الموسيقية ولا الغناء الفردي أو الجماعي، ولكن كل هذه مجتمعة في اقتراح تعبيري يستفيد من ذلك التراث بالإضافة إلى التوظيف التقني لآليات العرض الفني الممتع والمبهج والرصين في ذات الوقت. مشيرا ان العمل يعتمد بالإضافة إلى الموسيقى والغناء، التعبير الجسدي والسينوغرافي وتكون نوعية الإضاءة وهندسة الصوت محوريين في لحظة العرض دائما ويقول خليفة الذي قدم للعديد من الشعراء العرب ، منهم محمود درويش، وعز الدين مناصرة، في نص قاسم (مجنون ليلى) يمكننا تحقيق عرض جمالي يصدر عن تجربة بحرينية من حيث المبدأ، لكنه من بين الأعمال التي تأخذ طبيعتها الإنسانية كلما صقلت بالعرض في أماكن أخرى من العالم.

الرأي الأردنية

***

مارسيل خليفة يتهم إسلاميي البحرين بأنهم "طيور ظلام وتجار فتاوى"

وصف الفنان اللبناني مارسيل خليفة والشاعر البحريني قاسم حداد نواب إسلاميين بحرينيين بأنهم "طيور ظلام وتجار فتاوى" وأن محاولتهم للتصدي لعملهما المشترك "مجنون ليلى" ولفعاليات مهرجان "ربيع الثقافة" هي "ارهاب لكافة اشكال الفكر والثقافة".

وقال الموسيقي اللبناني والشاعر البحريني في بيان تسلمت الوكالة الفرنسية نسخة منه الاربعاء 21-3-2007 انها "محاولة مقصودة ومنظمة لارهاب كافة اشكال الفكر والثقافة".

ويشكل هذا البيان اول تعليق لهما على تشكيل مجلس النواب البحريني لجنة للتحقيق في مهرجان ربيع الثقافة وخصوصا في مشاهد تضمنها عرض "مجنون ليلى".

وقال خليفة وحداد "لم يخطر ببالنا ان ما نقدمه من عرض نظيف وبريء ومتجرد من النوايا السيئة والخبيثة سيتم تأويله بخلاف ما هو مقصود (..) وسيرى فيه حماة الدين والاخلاق والطهارة عملا فاحشا ومعيبا وخروجا على الشريعة الاسلامية والاخلاق العامة".

واعتبر الرجلان ان محاولة النواب الاسلاميين "دفاع عقيم ومشكوك فيه عن دين لا يستمد قوته وعظمته واستمراريته من العنف اللفظي والبدني الذي يمارسه فقهاء الظلام وتجار الفتاوى".

وتابع البيان "انها دعوة صريحة ومباشرة الى الانغلاق ومصادرة حق الاخر في التعبير لانكار تعددية الاصوات", مؤكدا ان "مثل هذه الدعوة لا تحتقر الانسان الحر الراغب في المعرفة والمتعة لكنها تحتقر بلدا متحضرا ينتمي الى القرن الحادي والعشرين". وخلص البيان الى القول "ارفعوا ايديكم عن حناجرنا".

وشكل مجلس النواب البحريني الثلاثاء بغالبية كبيرة لجنة للتحقيق في ما اعتبر من قبل الاسلاميين السنة والشيعة خروجا عن الشريعة و"لقطات تثير الغرائز وتشجع على ارتكاب الفاحشة" في عرض "مجنون ليلى" المستوحى من كتاب لحداد ولحنه خليفة.

وضمت اللجنة سبعة نواب من كتلة الاصالة (سلفيون سنة) والمنبر الاسلامي (إخوان مسلمون) والوفاق (شيعة) اضافة الى عضو مستقل.

واشعل قرار مجلس النواب البحريني تشكيل لجنة التحقيق في المهرجان الذي افتتح بعرض "مجنون ليلى" الموسيقي الشعري الراقص, معركة بين نواب اسلاميين من جهة ومثقفين وفنانين وناشطين يدافعون عن حرية التعبير.

ويقود الاسلاميون وخصوصا السنة منهم حملات مستمرة منذ سنوات ضد ما يعتبرونه فسادا اخلاقيا,الأمر الذي اثار ردود فعل في صفوف المستثمرين البحرينيين الذين رأوا في خطواتهم تهديدا للانفتاح الذي يتميز به مجتمع البحرين.

العربية نت
الاربعاء- 21 مارس 2007

*****

مجنون ليلى" عنوان تجربة جديدة لمارسيل خليفة

خاض الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة تجربة جديدة مع النص الشعري بتقديمه امس عمله الجديد "مجنون ليلى" ضمن مهرجان ربيع الثقافة في البحرين، المستوحى من ديوان الشاعر البحريني قاسم حداد الذي يحمل العنوان نفسه.

والعمل الذي وصفه الفنان اللبناني بانه "احتفاء بالحب والجسد"، هو مزيج من فنون تعبيرية عدة اذ يجتمع فيه الغناء مع الاداء الشعري والرقص التعبيري والموسيقى والاضاءة، في مشهد اعتبر خليفة انه يتجاوز مفهوم "الكوريغرافيا".
وفي حديث مع وكالة "فرانس برس"، قال خليفة بينما كان العشرات يجرون تمارين نهائية على العمل الجديد: "هذه تجربة جديدة تماما عن كل التجارب التي قدمتها...اسعى لتحقيق الفكرة الجوهرية لما اسميه التحويل الموسيقي للنص بعناصر ابداعية لا يقودها الشعر لكن يحاورها ويضعها في صميم المعطيات التي تتيحها اشكال تعبيرية مسرحية، ليس فقط الاوبرا ولا التعبير الجسدي ولا الرقص ولا الدراما الموسيقية ولا الغناء المنفرد او الجماعي".
ولفت خليفة الى ان العمل يتضمن "كل هذه مجتمعة وانما في اقتراح تعبيري يستفيد من ذلك التراث (..) بالاضافة الى التوظيف التقني لاليات العرض الفني الممتع والمبهج والرصين في الوقت نفسه"، مؤكدا ان اختياره للنص يأتي لانه يتناول "موضوع الجسد" ومعتبرا ان "موضوع الجسد موضوع مهم، اشعر ان من حقنا ان ندافع عن الجسد، انه وعاء الروح ويعطينا كل هذه الحياة (..) هذا العمل احتفاء بالحب وبالجسد... هذا العمل ضد كل ما هو سيئ في حياتنا وضد كل ما نراه بدءا من السياسة والثقافة وكل شيء (..) انه يقول لا للقذارة والقبح، وهو احياء للجمال واحياء للفرح".
واعتبر خليفة انه من الصعب تصنيف العمل ضمن "لون تعبيري معين"، وانما هو "صيغة او اقتراح تعبيري جديد وهذا هو التحدي الذي اردت ان اخوضه مع نص قاسم حداد". وشارك الشاعر قاسم حداد في العمل بالاداء الشعري بين مقاطع الموسيقى والغناء والرقص التعبيري، حيث اوضح خليفة "ان وجود حداد يعطي للعمل معنى آخر" مضيفا "ربما نعطي الامسيات الشعرية في المستقبل بعدا جديدا برفقتها مع الموسيقى".
وشاركت في العمل ايضا الفنانة اللبنانية اميمة الخليل التي ارتبطت تجربتها بمارسيل خليفة منذ نشأتها، وقد ادّت في "مجنون ليلى" وصلات غنائية واخرى منغمة بدون موسيقى اضافة الى زوجة مارسيل يولا كرياكوس التي ادّت مقاطع شعرية وشاركت في الغناء مع مارسيل واميمة في الوصلة الاخيرة من العمل.

(ا ف ب
المستقبل
الجمعة 2 آذار 2007

*****

وزير الإعلام: تنوع الثقافات والفنون يسهم في تواصل الشعوب

لدى افتتاحه مهرجان ربيع الثقافة

أشاد الدكتور محمد بن عبدالغفار وزير الإعلام بما يتضمنه مهرجان ربيع الثقافة 2007 من فعاليات وبرامج متنوعة ثقافية وفنية محلية وعربية وعالمية. جاء ذلك خلال افتتاح الوزير لفعاليات مهرجان ربيع الثقافة 2007 مساء أمس بالصالة الثقافية والذي ينظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية ومركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل
خليفة للثقافة والبحوث وتستمر حتى الثالث عشر من ابريل بمشاركة محلية واقليمية وعالمية واسعة ومتميزة. وقال الوزير: إن هذا المهرجان يعد فرصة طيبة لكي يطلع المواطن والمقيم وزوار البلاد على ثقافات وفنون وآداب مختلف الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة واكتشاف ما تزخر به من موروث ثقافي وفني أصيل.. منوها بأن مهرجان هذا العام يتميز بتنوع الثقافات والفنون ما يسهم في التواصل بين مختلف الشعوب وتعزيز التعاون بينها في المجالات الثقافية والادبية والفكرية. من جانبها قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني بوزارة الاعلام خلال حفل افتتاح المهرجان: إن برنامج مهرجان ربيع الثقافة لهذا العام يشتمل على العديد من الفقرات المحلية والعربية والعالمية التي تتنوع بين الشعر والمحاضرات والفن التشكيلي الى جانب الحفلات الموسيقية والعروض الراقصة والفنون المسرحية. مؤكدة أن الاستثمار في الثقافة أصبح مطلبا ضروريا ولا يقل أهمية عن الاستثمار الاقتصادى اذ يتم من خلاله تسليط الضوء على أهمية التراث والآثار والدور البحرينى في تاريخ التراث الانساني. وأضافت أن ربيع الثقافة يعد تجسيدا لإمكانية التواصل بين الثقافات وتأكيد ضرورة عقد مناسبات حوارية بين هذه الثقافات وتقبلها ارثا انسانيا ينقله الفنان المبدع من مكان الى آخر ومن زمن الى قادم جديد في عملية أشبه باستمرارية الوجود البشري والناتج الفني الموازي لهذه الاستمرارية. وقد بدأت اولى فعاليات المهرجان مع الفنان اللبناني المبدع مارسيل خليفة الذي قدم وصلة موسيقية غنائية هي باكورة تعاونه مع شاعر البحرين قاسم حداد في أمسية امتزج فيها الشعر بالموسيقى أبرزت رؤية الشاعر حداد لقصة الحب الشهيرة (مجنون ليلى) في لوحات موسيقية غنائية. ويتميز مهرجان هذا العام بمشاركة مجموعة كبيرة من المبدعين البحرينيين من بينهم الفنان خالد الشيخ بمصاحبة فرقة محمد بن فارس كما يتضمن المهرجان إقامة حفل لبراعم فرقة محمد بن فارس التي تقدم عرضها الاول كفرقة تحت مظلة قطاع الثقافة والتراث الوطني. كما سيحتضن متحف البحرين الوطني وللمرة الاولى في مدينة عربية خارج القاهرة المعرض الفرعوني المتميز ذا الشهرة العالمية بعد استضافته من قبل مدن عالمية شهيرة. وستقام للمرة الاولى أيضا في البحرين ورشة واستعراض للطائرات الورقية بحضور قوي للفن الصيني في هذه الصناعة الفنية الجميلة. والمنتدى الفكري لدول مجلس التعاون الخليجي الذي سيقام خلال يومي 14 و15 مارس الجاري بحضور مفكرين عرب بارزين، ومحاضرات في مجال التحديات الحالية والفرص المستقبلية وعلاقات العالم العربي بالدول الاخرى، ومحاضرات للحوار بين الثقافات والحضارات وفي مجال الفن التشكيلي يشارك فيها كل من الدكتور أحمد باقر وابراهيم بوسعد وعلي المحميد وخالد الفرحان وجعفر العريبي، كما سيحتفل مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بافتتاح (بيت الكورار) وهو أحدث البيوت البحرينية القديمة المعاد تجديدها وسيخصص هذا البيت لإحياء حرفة الكورار التي اشتهرت بها السيدات في مدينة المحرق وتطويرها من خلال المتدربات الشابات. وسوف يكون لقلعة عراد التاريخية التي يعود تاريخها الى القرن الخامس عشر حضور متميز في مهرجان هذا العام حيث سيتم ولأول مرة تدشين نظام إضاءة جديد فيها كما ستستضيف القلعة العديد من الفعاليات الفنية التي ستقام خلال المهرجان. كما تشارك في المهرجان فرقة كركلا من لبنان بعرض متميز تحت عنوان: (الفن والتراث) اضافة الى المطرب السنغالي العالمي يوسو اندور الفائز بجائزة جرامى العالمية، وفرقة الطبول اليابانية العالمية (أوساكا دادادا دان تنكو) والمفكر العالمي محمد أركون الذى سيلقي محاضرة في الثالث عشر من مارس والشاعر العالمي أدونيس الذي سوف يلقي بعضا من قصائده المتميزة الى جانب غيرهم من المبدعين العالميين.

اخبار الخليج

****

البحرين: «ربيع الثقافة» يفجر مواجهة دينية ليبرالية
52 مؤسسة مجتمع مدني تتهم نواب البرلمان ب«خنق الحريات»

دبي: سلمان الدوسري

اشتعلت في البحرين مواجهة حامية الوطيس بين الجمعيات السياسية الدينية ونظيرتها الليبرالية حول مناخ الحريات في البلاد، اثر اعلان البرلمان البدء منذ اليوم في اجراءات للتحقيق في ما اعتبر «ممارسات غير اخلاقية» جرت خلال مهرجان ربيع الثقافة الذي نظمته وزارة الاعلام. واتهمت 52 من جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، القوى السياسية في البرلمان ب«خنق مناخ الحريات»، بإعلانها التحقيق حول مشاهد عرض مسرحي للفنان مارسيل خليفة والشاعر قاسم حداد، رأى المعترضون عليه وجود «إيحاءات جنسية» فيه. كما اتهمت البرلمان ب«فرض الوصاية على خيارات المواطنين». وهدد الليبراليون بالتصعيد في حال الاستمرار في التحقيقات في جلسة اليوم، والتوجه للملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين مباشرة. ويتوقع أن تمضي اللجنة في تحقيقاتها من دون التراجع، وستتم اليوم تسمية أعضاء لجنة التحقيق. وتأتي هذه المواجهة في أعقاب إقرار البرلمان في جلسته الماضية، لجنة تحقيق برلمانية في القضية، التي يساندها التيار الديني في البرلمان بشقيه السني والشيعي ويعارضها الليبراليون داخل وخارج البرلمان.

الشرق الأوسط
20 مارس 2007

****

20 مؤسسة ثقافية تتحرك لاعتصام أو بيان
التحقيق في ربيع الثقافة.. مقاومة «المنكر» أم تكميم للأفواه؟

الوقت - أحمد العرادي:

أثار توجه مجلس النواب إلى تشكيل لجنة تحقيق بشأن العروض المصاحبة لمهرجان ‘’ربيع الثقافة’’ ردود فعل متباينة، ففيما اعتبر البعض أن هذه اللجنة ‘’ستقف في وجه (المنكر)’’، رآها آخرون ‘’مرحلة جديدة في تكتيم الأفواه’’.
لكن ما ينبغي الإشارة إليه بداية أن تسليط الضوء على ‘’ربيع الثقافة’’ بشكل سلبي، ليس حديث الساعة، إذ أن النائب في كتلة المنبر الإسلامي محمد خالد، سبق أن وصف هذه الفعالية ب ‘’ربيع السخافة’’ قبل أن تبدأ.
وفيما رأى عضو مجلس الشورى ضياء الموسوي أن ‘’كثيرا من الأطياف تريد أن تبني البحرين على طريقتها الخاصة’’، قال الشوري عبدالرحمن عبدالسلام ‘’لا اتبوق لا اتخاف’’، بينما دعت عضو الشورى فوزية الصالح إلى ‘’محاسبة كتب التراث والتاريخ إذا كان النواب مصرين على محاسبة القائم على تجسيد تلك الكتب في استعراضات فنية’’.
أما النائب الوفاقي جاسم حسين، فقد اعترف بأنه ‘’ليس لديه أية خلفية عن موسم (ربيع الثقافة)’’، موضحا أنه ‘’عندما يعطي صوته لصالح لجنة التحقيق، لا يعني إقرار وجود التجاوزات’’.
من جهته، قال النائب حسن الدوسري ‘’ما رأيته من صور لا أعتقد أنه يليق بسمعة البحرين وكان من المفترض ضبط العملية حتى لا تتنافى مع القيم الإسلامية’’.
وأضاف أن ‘’الموضوع، ليس محصورا في عرض صالة أو مكان مغلق، إذ إنه مع التقدم التكنولوجي فباستطاعة الجميع رؤية تلك العروض’’.
ورأى الدوسري أنه ‘’كان على وزارة الإعلام معرفة العرض مسبقا، ولا يمكن القبول بأن تصل الثقافة إلى هذا المستوى وأعتقد أن (روميو وجوليت) لم يفعلوا ما جاء في العرض، وخيال المخرج كان واسعا فخانه في أمور كثيرة’’.
وعن أسباب نجاح هذا الموسم الثقافي من دون سابقيه، كما ذكر البعض، تساءل الدوسري ‘’ما هو معيار النجاح الذي تحدثوا عنه؟ هل الحضور دليل النجاح؟ لا أعرف الأساس الذي تم إطلاق الحكم به’’.
ودعا الدوسري وزير الإعلام إلى أن ‘’يثبت للنواب أنهم مخطئون، ولا ضير من لجنة التحقيق فهي ليست حكم إعدام صادر بحقه’’.
إلى ذلك، رأى الشوري السيد ضياء الموسوي أنه ‘’لا يجب أن تؤخذ البحرين إلى حيث المواقع السياسية دائما، إذ إنها بحاجة لخلق مناخ ثقافي ينفتح من خلاله على مواقع الجمال والإبداع الإنساني’’.
وأضاف ‘’البحرين ذات ألوان مختلفة، واختزالها في لون واحد قتل للتعددية، فالأطياف متنوعة ليبرالية وإسلامية وهذا اللون المتداخل (القوس قزحي) هو الذي يعمل على توطيد المدنية الحديثة في البحرين ويرسخ الدولة المدنية’’، وفق ما قال.
وتابع ‘’أحترم أية ملاحظات من أي طيف، لكن لا يعني أن نجعل من الموسم أعواد مشانق نرفع عليها المفكرين والفنانين أو الشعراء الذين قدموا من الخارج’’.
واعتبر الموسوي أن ‘’اختزال (ربيع الثقافة) في إطار حزبي أو شخصنته، يقضي على الموسم برمته، وعلى رغم الملاحظات، يبقى الموسم انطلاقة جميلة وإضاءة حضارية تفتح لنا آفاق إبداعات الشعوب’’.
وقال الموسوي ‘’هناك إيجابيات في ربيع الثقافة لا يجوز اختزالها في رقصة أو حركة أو تحفظ أخلاقي بموقع معين وأرفض تحويل كل المشروع إلى نقطة سوداوية’’.
وأكد الموسوي أن ‘’الثقافة ليست مكانا لاستعراض العضلات بهذا الشكل، إذ إن مشكلتنا في البحرين أن كثيرا من الأطياف تريد أن تبني البحرين على طريقتها الخاصة بينما قيمة هذا البلد في تنوعه مما يثري الجانب الإبداعي’’.
وتساءل ‘’ألم يتبق في البحرين كلها وما يحدث هنا أو هناك إلا قضية مشروع ربيع الثقافة؟ وإذا كانت ثمة لجان ستقام فلتكن لتوفير الخبز للناس لكي لا تكون العملية استعراضية تستهدف الانتخابات المقبلة’’، وفق ما قال.
وختم الموسوي ‘’التدين كالملح إذا زاد أفسد الطعام، والانغلاق يأكل الدين، ولذا أدعو إلى إيجاد مواقع للفن والإبداع وفق ضوابط الإسلام الوسطي ونتمنى أن نشهد سنويا، موسما ثقافيا جميلا’’.
إلى ذلك، رفض النائب جاسم حسين، الضجة المثارة من تشكيل لجنة تحقيق، معتبرا أنه ‘’ليس من الخطأ تشكيل لجنة تحقيق بالمسألة، فقد تكشف الأمور أن التجاوز كان محدودا’’، منوها إلى أن ‘’التحقيق أداة برلمانية، يمكن استخدامها إذا رأى النواب الحاجة إليها’’.
وأردف ‘’هناك نواب يشعرون بعدم الراحة ويحق لهم المطالبة وفق ما يرونه علاجا للمسألة، ولا يجب الخوف منها’’.
وعلى رغم عدم معرفته بما جرى في الموسم الثقافي، فإن حسين أوضح أن تصويته لصالح لجنة التحقيق ‘’ليس إقرارا بوجود تجاوزات، إذ إن الإقرار يأتي بعد أن تفرز اللجنة النتائج والحقائق وكل أمر يجب أن يأخذ وقته’’.
ونفى حسين أن ‘’يكون المجلس، يعد للجنة التحقيق في ربيع الثقافة على حساب جوانب أخرى، إذ إن لكل شأن وقته، غير أن الموضوعات الطارئة لها الأولوية’’.
من جهته، رأى الشوري عبدالرحمن عبدالسلام أن ‘’البرامج الثقافية لا يجب أن تخرج عن قيم وتقاليد وعرف البلد’’، مؤكدا أنه ‘’من الطبيعي إذا ما كان هناك ما يخالف التقاليد والقيم أن يقف أمامه المتصدون للمسؤولية من النواب والشوريين أو القاعدة الشعبية’’.
وتابع ‘’مثلما أن هناك أناسا يؤيدون قاعات الحفلات التي تم إغلاقها، هناك أيضا مؤيدون للإغلاق وكثيرا ما تردد ذلك في المساجد والجوامع من دون أن يسمع أحد’’.
وعن خلط المسألة الثقافية بالسياسة كما أشار أحد الشوريين، قال عبدالسلام ‘’لا يعرف أهل الدين، الفصل بين السياسة والدين، وفي العام 57 هبت ريح قوية فقال الناس إنها بسبب السيرك الذي تستضيفه البحرين آنذاك نظرا لوجود نساء شبه عاريات فيه’’.
وأضاف عبدالسلام ‘’إذا اعترض رجل الدين على المنكر، قالوا تدخلت في السياسة، على رغم أن الصمت عن المنكر لا يجوز شرعا، وقد أنزل رب العالمين عقوبات على أمم سابقة لأنهم رأوا المنكر فصمتوا ولم يقفوا ضده’’.
ولفت إلى أنه ‘’كلما أردنا منع منكر قالوا توجهوا إلى خبز الناس، على رغم أن الحديث عن خبز الناس لم يتوقف منذ 3 أشهر، وأقول(إلي ما إبوق ما إخاف)’’
وعلى صعيد متصل، رأت عضو الشورى فوزية الصالح أن ‘’للمسألة بعدين، الأول ثقافي ولمعرفته لابد من الرجوع لمفهوم الثقافة، فإذا كان النواب يريدون تشكيل لجنة تحقيق لما ورد في قصة مجنون ليلى فالأولى استجواب كتب التراث التي نقلت لنا تلك الحوادث’’.
وأضافت ‘’عليهم محاسبة كل التراث العربي المبني على قصص الحب والعشق، فما جاء في ربيع الثقافة بهذا الجانب هو استحضار للتراث برؤية جديدة، وتم تدريسه في المدارس والجامعات بل إن غالبية علماء الدين درسوه ومن ثم درّسوه’’.
ورأت الصالح أن ‘’زاوية الثقافة، لا يمكن محاسبتها أو التحقيق فيها، وإذا كان هناك ثمة منع فيجب أن نمنع كل تراثنا ونقضي عليه’’.
وتساءلت ‘’لماذا نقل التراث قصص ألف ليلة وليلة ومجنون ليلى وغيرها من القصص التي زخرت رسائل الدراسات العليا بها؟’’.
وتابعت ‘’البعد الآخر وهو العرض المسرحي والحركات الاستعراضية وهو عبارة عن رؤية شخصية قد يفهمها أحدهم أنها عمل جنسي ويفهمها آخر أنها مجرد استعراض وتشكيل لجنة تحقيق لذلك هو إرباك لكل العملية الثقافية’’.
وأكدت الصالح ‘’نحن نؤمن بالتعددية والاختلاف، وقد رأيت العرض ولم أؤيد كثيرا من المشاهد ولم أتفق معها، لكن هذا لا يعني الحجر على فكر القائم على العمل فما لا يعجبني هو شأن خاص بي فقط’’.
وأضافت الصالح ‘’هناك بالفعل خطوط حمراء، وقد لا يعجب تجاوزها كثير من الناس، لكن ما رأيته لا يتعدى حركات استعراضية تعكس ما كتبه التاريخ ونقل إلينا عبر التراث العربي’’.
من جهته، قال النائب عزيز أبل إن ‘’الصور غير كافية لتشكيل لجنة تحقيق، فإذا كان لدى الإخوة مبررات قوية فهذا من حقهم الرقابي’’، لافتا إلى أن ‘’إصدار حكم أو قرار، يحتاج إلى أكثر من صور’’.
ورأى أبل أن ‘’تشكيل لجنة تحقيق، يعني اتهاما وقد ينتقل إلى مرحلة استجواب وحجب ثقة وبالتالي يجب التأكد قبل اتخاذ قرار بهذا الشأن’’.
وأوضح ‘’لم أر صورا، وإن كانت هذه الصور سيئة لا تناسب قيم مجتمعنا البحريني، لكن هل هناك معلومات وأدلة قوية تنقل التحقيق إلى موقع آخر؟ خصوصا أن لهذه الأداة تداعيات يجب دراستها’’.

الوقت
16 مارس 2007

****

بعد قرار تشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان ربيع الثقافة

المنامة من محمد فاضل:

اشعل قرار مجلس النواب البحريني تشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان ربيع الثقافة الذي افتتحه عرض للموسيقار اللبناني مارسيل خليفة معركة تتصاعد مع تحرك مثقفين وفنانين وناشطين للدفاع عن حرية التعبير.
وصوت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الاسلاميون السنة والشيعة الاسبوع الماضي لصالح اقتراح تقدمت به كتلة الاصالة (سلفيون سنة) بتشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان ربيع الثقافة وخصوصا بعض مشاهد العرض الافتتاحي مجنون ليلي المأخوذ عن كتاب للشاعر البحريني قاسم حداد قام بتلحينه مارسيل خليفة.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال رئيس اسرة الادباء والكتاب في البحرين ابراهيم بوهندي انها سابقة خطيرة لاخضاع الابداع للمساءلة والتحقيق في الوقت الذي كفل فيه الدستور حرية التفكير والابداع الثقافي والفني .
وقال بوهندي قررنا خوض معركة للدفاع عن حرية التعبير والابداع وسنحشد كل المثقفين والفنانين للتصدي لهذه السابقة الخطيرة علي ابداعنا وحرياتنا (...) التأويل الذي تم الاخذ به لتشكيل هذه اللجنة يفتح الباب لتأويل كل نص ادبي بهذا الاجتزاء وهذا خطير جدا .
وبعد ان اكد ان كل الناس لديها الحق في التعبير عن الرأي ، رأي بوهندي ان علي مجلس الشوري (المعين) ان يفتح نقاشا مع الحكومة (ما دام مجلس النواب قد قرر بغالبية تشكيل اللجنة) بغية الوصول الي اتفاق علي صيانة حرية الابداع والتفكير مضيفا اذا لم نقف في وجه هذه الهجمة فعلي ابداعنا السلام .
كما نددت نحو 50 جمعية ثقافية واهلية وسياسية في البحرين امس الاثنين ب محاولات بعض القوي السياسية في مجلس النواب خنق مناخ الحريات والابداع في البحرين .
وجاء في بيان بعنوان دفاعا عن الثقافة والابداع وقعته هذه الجمعيات وتسلمت فرانس برس نسخة منه تابعنا ببالغ القلق والألم الهجمة المستجدة علي الإبداع والمبدعين ورموز الفكر والثقافة والفن والمتمثلة في ما تمخضت عنه جلسة مجلس النواب من قرارات حول تشكيل لجنة تحقيق في برامج (ربيع الثقافة) وخاصة العرض المسرحي للمبدعين الشاعر قاسم حداد (... ) والفنان مارسيل خليفة .
واضاف البيان نعرب عن مساندتنا ودعمنا القوي للمبدعين الكبيرين المشهود لهما بالنتاج الرفيع في الحقلين الأدبي والفني والدور الريادي في مجالات النهضة والتنوير والدفاع عن حقوق الإنسان و لكل مبدع يقف في وجه التعسف الفكري علي ارض البحرين ذات التاريخ الطويل في التنوير والتسامح و التعددية الثقافية والتقاليد العريقة .
وتابع البيان نعرب عن استنكارنا القوي لمحاولات بعض القوي السياسية الممثلة في مجلس النواب خنق مناخ الحريات والإبداع المكفولة في الدستور والميثاق عن طريق فرض نفسها كوصية علي خيارات المواطنين (...) والهاء المجتمع بما ليس من صميم مسؤوليتها بدلا من ملامسة القضايا المجتمعية الملحة . واعرب موقعو البيان عن خيبة الامل لما آلت إليه الأوضاع في البحرين من هيمنة للفكر الأحادي والتوجهات الاقصائية الرافضة للآراء الأخري والتشهير بأصحابها والتشكيك فيهم ودعوا الدولة الي النهوض بمسؤوليتها في حماية الرأي والإبداع والثقافة في بلادنا، وعدم الخضوع لابتزاز القوي التي تريد إعادة البحرين الي الوراء وتعطيل مستقبلها .
ووقع علي هذا البيان 53 جمعية من بينها 12 جمعية نسائية منضوية في الاتحاد النسائي البحريني وجمعيات ثقافية وسياسية وصحافية وجمعيات شبابية ومهنية ونقابات.
وفي خطوة دعم اضافية، اعتبر مجلس الشوري البحريني (المعين) في بيان اصدره امس الاثنين ان مهرجان ربيع الثقافة يمثل خطوة كبيرة لرفد مشروعنا الإصلاحي الذي يؤكد علي تكريس انفتاح البحرين علي العالم .
وبعد ان اكد المجلس في بيانه ان مثل هذه البرامج خطوة كبيرة لرفد مشروعنا الاصلاحي اكد اهمية الدور الذي يقوم به ربيع الثقافة) وتمني علي القائمين علي تنظيمه بلورة هذه التجربة المميزة (...) وتطوير آلياتها وبرامجها في سبيل التقدم عاما بعد عام .
كما ناشد المجلس في بيانه الحكومة النظر الفوري في بذل المزيد من الدعم للمهرجان وتوفير اقصي ما يمكن من الوسائل لتحقيق نجاحاته في الاعوام المقبلة .
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعتبر المخرج المسرحي خالد الرويعي ان هذه السابقة الخطيرة ستعيدنا الي القرون الوسطي ومحاكم التفتيش .
واضاف ان مثل هذا التدخل في الابداع سيزرع ممارسات غريبة وسيفتح الباب لخطوات مماثلة تبرهن بالنهاية ان هناك تراجعا في مساحة الحريات في البحرين . (اف ب)

القدس العربي
لندن- 2007/03/22

****

مثقفون وناشطون يتحركون دفاعا عن حرية التعبير في البحرين في
مواجهة نواب إسلاميين

بقلم محمد فاضل
المنامة 19-3-2007 (ا ف ب) –

أشعل قرار مجلس النواب البحريني تشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان "ربيع الثقافة" الذي افتتحه عرض للموسيقار اللبناني مارسيل خليفة معركة تتصاعد مع تحرك مثقفين وفنانين وناشطين للدفاع عن حرية التعبير.
وصوت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الإسلاميون السنة والشيعة الأسبوع الماضي لصالح اقتراح تقدمت به كتلة "الأصالة" (سلفيون سنة) بتشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان "ربيع الثقافة" وخصوصا بعض مشاهد العرض الافتتاحي "مجنون ليلى" المأخوذ عن كتاب للشاعر البحريني قاسم حداد قام بتلحينه مارسيل خليفة.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال رئيس أسرة الأدباء والكتاب في البحرين ابراهيم بوهندي "إنها سابقة خطيرة لإخضاع الإبداع للمساءلة والتحقيق في الوقت الذي كفل فيه الدستور حرية التفكير والإبداع الثقافي والفني".
وقال بوهندي "قررنا خوض معركة للدفاع عن حرية التعبير والإبداع وسنحشد كل المثقفين والفنانين للتصدي لهذه السابقة الخطيرة على إبداعنا وحرياتنا (...) التأويل الذي تم الأخذ به لتشكيل هذه اللجنة يفتح الباب لتأويل كل نص أدبي بهذا الاجتزاء وهذا خطير جدا".
وبعد ان أكد "ان كل الناس لديها الحق في التعبير عن الرأي"، رأى بوهندي ان "على مجلس الشورى (المعين) ان يفتح نقاشا مع الحكومة (ما دام مجلس النواب قد قرر بغالبية تشكيل اللجنة) بغية الوصول الى اتفاق على صيانة حرية الإبداع والتفكير" مضيفا "اذا لم نقف في وجه هذه الهجمة فعلى إبداعنا السلام".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعتبر المخرج المسرحي خالد الرويعي ان "هذه السابقة الخطيرة ستعيدنا لي القرون الوسطى ومحاكم التفتيش".
وأضاف ان "مثل هذا التدخل في الإبداع سيزرع ممارسات غريبة وسيفتح الباب لخطوات مماثلة تبرهن بالنهاية ان هناك تراجعا في مساحة الحريات في البحرين".
وتابع الرويعي "في السابق كانت هناك مصادمات ومنع كتب،لكن انظر الى أوضاعنا الآن (..) أصبحنا نستنجد بالسلطة لكي تحمينا من ممثلي الشعب".

من جهته، اعتبر رجل الأعمال والناشط السياسي عادل فخرو انه "للمرة الاولى نرى المجالس التشريعية تدخل في الثقافة وتحاكم الثقافة"، مضيفا "اعتقد ان هذا خطر كبير على الحريات الفردية والعامة".
وقال فخرو "هذا النهج يمكن ان يكون بداية لوضع خطير جدا تصبح فيه الحريات الشخصية خاضعة لموافقة اللجان البرلمانية".
واتحد النواب الإسلاميون السنة والشيعة حول القرار الذي حاز موافقة 29 نائبا من بينهم النواب الإسلاميون الشيعة من كتلة الوفاق (17 نائبا) وامتناع خمسة نواب عن التصويت،فيما ينتظر ان يسمى أعضاء اللجنة جلسة البرلمان الثلاثاء 20 آذار/مارس الجاري.

وقد افتتح "مجنون ليلى"، وهو عرض يجتمع فيه الغناء مع الأداء الشعري والرقص التعبيري والموسيقى، المهرجان الذي بدأ في الأول من الشهر الجاري ويستمر حتى منتصف نيسان/ ابريل.

وفي خطبته لصلاة الجمعة اعتبر رئيس المجلس الإسلامي العلمائي (شيعي) الشيخ عيسى قاسم ان "ربيع الثقافة دعوة صريحة للغواية باسم الحب على المسرح المكشوف في تحد ساخر لدين هذا البلد وحرماته وقيمه وأحكامه وطبيعته وذوقه وحيائه وطهره وعفافه" وفق ما نقلته الصحف البحرينية.

من جهته، قال الشيخ علي مطر (سني) في خطبة الجمعة ان "ما حصل في ربيع الثقافة من عرض مسرحية فيها لقطات تثير الغرائز، وتشجع على ارتكاب الفاحشة".
وبدأت الصحف البحرينية من جهتها حملة للدفاع عن المهرجان حيث نقلت صحيفة "الأيام" الخميس الماضي وتحت عنوان رئيسي "كارثة ثقافية ومحاولات لفرض الرجعية" عن مثقفين وفنانين بحرينيين ان تشكيل اللجنة "محاولات لعودة فترات تكميم الأفواه وكارثة ثقافية".
وفي مقاله الافتتاحي تحت عنوان "يا سادة.. من نصبكم أوصياء على الناس؟" السبت، شن رئيس تحرير صحيفة "أخبار الخليج" أنور عبدالرحمن هجوما لاذعا على الإسلاميين متهما إياهم بمحاولة فرض الوصاية على الحريات.
وقال عبدالرحمن "للأسف الشديد يستطيع أي مراقب سياسي أن يرصد تلك القوى السياسية والثيوقراطية التي تحاول أن تأخذ لنفسها طريقا معاكسا من خلال دأبها على فرض أفكارها ومعتقداتها على المجتمع بأسره، ضاربين عرض الحائط بحريات الآخرين".
وخلص للقول "إذا كان لديكم الإصرار على ان تكونوا أوصياء على الشعب، وتتوبوا عنه في كل شيء حتى في حرية التفكير والعقيدة، فإنكم لا محالة تزجون بهذا الشعب نحو لا وعي أو موات لن يستيقظ منه أبدا".
لكن صحيفة "الوطن" نقلت عن رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني قوله انه يتوقع ان تتم إعادة النظر في تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في مهرجان ربيع الثقافة الثلاثاء.
ويقود الإسلاميون السنة خصوصا حملات مستمرة منذ سنوات ضد ما يعتبرونه فسادا أخلاقيا، حيث تمكنوا في العام 2004 من وقف عرض برنامج "الأخ الأكبر" الذي كانت تبثه محطة "ام بي سي" من البحرين.
وقد أثار ذلك ردود فعل المستثمرين البحرينيين الذين رأوا في الخطوة تهديدا للانفتاح الذي يتميز به مجتمع البحرين وتهديدا للاستثمار.

م ف /اس

****

مجلس النواب البحريني يسمي أعضاء لجنة تحقيق في قضية ربيع الثقافة

المنامة اف ب:

عين مجلس النواب البحريني امس الثلاثاء اعضاء لجنة ستحقق في حيثيات مهرجان ربيع الثقافة الذي يشن النواب الاسلاميون ضده حملة واسعة ما اثار حفيظة عدد كبير من المثقفين والجمعيات الاهلية.
وصوت المجلس بغالبية 33 صوتا من أصل 38 نائبا حضروا الجلسة وامتناع 5 نواب عن التصويت، علي تشكيل لجنة من سبعة اشخاص من نواب كتلة الأصالة (سلفيون سنة) والمنبر الإسلامي (إخوان مسلمون) والوفاق (شيعة) اضافة الي عضو مستقل.
وشن النواب أثناء المناقشات هجوما علي قطاع الثقافة والتراث الوطني في البحرين وعلي الصحافة، فيما طالب النائب السلفي غانم البوعينين الذي يشغل منصب النائب الاول لرئيس مجلس النواب، جمعيات المجتمع المدني التي اعترضت علي تشكيل اللجنة بالاعتذار للنواب.
وصوت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الاسلاميون السنة والشيعة الاسبوع الماضي لصالح اقتراح تقدمت به كتلة الاصالة بتشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان ربيع الثقافة وخصوصا في بعض مشاهد العرض الافتتاحي مجنون ليلي المأخوذ عن كتاب للشاعر البحريني قاسم حداد قام بتلحينه مارسيل خليفة.
واشعل قرار مجلس النواب البحريني تشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان ربيع الثقافة الذي افتتحه عرض للموسيقار اللبناني مارسيل خليفة معركة بين نواب اسلاميين من جهة ومثقفين وفنانين وناشطين يدافعون عن حرية التعبير.
وامس الثلاثاء، نشرت 53 جمعية أهلية وسياسية ومهنية ونسائية بيانا في الصحف المحلية نددت فيه بمحاولات بعض القوي السياسية في مجلس النواب خنق مناخ الحريات والابداع في البحرين .
وأعربت هذه الجمعيات في بيانها عن خيبة الأمل لما آلت إليه الأوضاع في البحرين من هيمنة للفكر الأحادي والتوجهات الاقصائية الرافضة للآراء الأخري والتشهير بأصحابها والتشكيك فيهم .
ومن جهته، اعتبر مجلس الشوري (المعين)، الغرفة الاولي في البرلمان البحريني في بيان اصدره الاثنين ان مهرجان ربيع الثقافة يمثل خطوة كبيرة لرفد مشروعنا الإصلاحي الذي يؤكد علي تكريس انفتاح البحرين علي العالم .
ويقود الإسلاميون، والسنة منهم خصوصا، حملات مستمرة منذ سنوات ضد ما يعتبرونه فسادا اخلاقيا، حيث تمكنوا في العام 2004 من وقف عرض برنامج تلفزيون الواقع الاخ الاكبر الذي كانت تبثه محطة ام بي سي من البحرين.
وقد اثار ذلك ردود فعل في صفوف المستثمرين البحرينيين الذين رأوا في الخطوة تهديدا للانفتاح الذي يتميز به مجتمع البحرين.

القدس العربي
2007/03/23