( 1 )
... وقيامة
على أرض يديكِ
تهدر بالظن جنتك
وتهدرُ ما يليها من الثيابِ والنهود
ربما قلتُ ...
إنَّ المساءَ نحاسٌ
وأنتِ تلقينَ رأسكِ
إلى ما وراء الغابة
ثم آتٍ
هذا الأرجوان في ضفافٍ وحلي
في ردفين يقيمان المادةَ الخامَ من يأسها
فأنتِ ضيفة الآية الكريمة
مجروحة بظلِّ موتٍ
بإصبع يموءُ من أصابعي
لا قبلة منكِ
ولا طوارقَ نهديكِ
لتبقى التواريخ
وكسرة خبز
تبـُلُّ ريقنا .
( 2 )
قد أشاءُ منكِ
ويفهمُ القلبُ ظلَّ رحيلهِ في شفاهك
وقد أنتظر
ولا أصلُ من السرير سوانا
وإنَّ مُلكاً لعينيكِ .. هو وردتان
وبعض الأواني الفارغة
لأظلَّ منفياً بالرغبةِ في البوح
وها أنا أدنو
من يدي التي ترقد في الماء
وقد يستوي ظلٌّ وخلاعة
فما الذي يبقيكِ على بابِ قلبي
سوى أنَّ باباً له
وأنتِ لشعركِ الذي
صَرفَ المشط من خدمتهِ
سأقولُ آتٍ
وآتٍ بما لا ينفع المدادَ والغريزة
فقد تفرغتُ لصلاةٍ
تسوق الخيلَ إلى شعرك
إذ يتبعه ... ...
... كلانا .
( 3 )
نحن لا نفهم
ولا يفهم الظلُّ أنَّ شمساً
أمومة يتيمة
لماذا نغط في الكلام عن جسدينا
مرآةٌ على الجدار
تمرين وأبقى أنا
مرسوماً بالطباشير
ومن سهو ارتمائي أثر
ونحن لا نفهم
الحبَّ والأغاني العاطفية
أسهو مرةً بمكر النحاس
لأصفَ طلوعكِ الساخن
من الحمَّـام ومن زفيري
البيتُ لغوٌ يا حبيبتي
البيتُ والتوابيت
ونحن لا نفهم
أيَّ صوتٍ
يكثفُ غرقنا .
( 4 )
ومنكِ ... ...
أنَّ بلاداً تفيضُ
وأنَّ القيامة سهوٌ
لتلك البلاد
والحبُّ على أول الشرطي
يمنحنا المغفرة
فهل تعبرين الشارعَ .. إلى أحمر الشفاه
البلادُ .. نساءٌ
وإنَّ العيونَ التي
تحرسُ الليل
أو تحرسُ النحاسَ من سهوِ ردفيكِ
هي اشتهاء فمي للكلام .
( 5 )
ثمَّ ...
لا النوم يغطينا
لا البرق من يقظتي
على شفاهك
لا الرسائل
بين سُرَّتِكِ المُدانة
وقلبي الذي يغبط القتلى
لا شئ
ممَّا يقيم في حراسةِ المعنى
بهدوء
أنتِ امرأة
وأنا رجل
وبهدوء
كان الليلُ حافياً
والأرضُ على فطرتها
مُطلـَقة .
( 6 )
تذكرين ...
من الركض شارعاً
وعُمْراً في كنفِ اللوم
تذكرين اللقاءَ صدفة
ذاتَ مسائين منهما
أنَّ الذي جمعنا هو الصوت
ملموساً بالتوجس
وكنـَّا نسِّرُّ القماشَ والخمرَ
وشوارعَ للركض
وندني من اللمس أصابعنا
فتلمع القهوة والضحكاتُ والسجائر
وتذكرين الغيرة من رقبتي
على جسمكِ المُشار بالقمح
وأننا الآن
حين نرتقُ مرآةَ وجهينا
نسهرُ بالظلال على قارعةٍ
ونطرد من العيون كلَّ أسفٍ
على ليل لا يجارينا .
( 7 )
تزوجتُ يديكِ
ولكن الأصابعَ الطويلة
كانت حبيسة في طلاءِ الأظافر
وكنتُ كلما فاجأني الماء
أطمئنُ الجسد
فلا خطوةً أخرى يا سيدتي
وأحيا شاغراً بكل فراغ
يشاءُ منِّي قواماً
يضاعفه الرماد والورق
فهل تشعرين بخلو البال
من غرفٍ تحمل الشك
وتحمل الأثاثَ على ذهبٍ سالب
ها أنا أمرُّ ...
فلا أعري صلاتي
ولا أدسُّ الأنفَ في وردةٍ
تشبقُ بالطرائد
ووجهي
حوار البرق على نافذةٍ
يفتحها القيامُ إليكِ .
( 8 )
مساءُ دم
ولعينيكِ تلك الحكايات
ولحظة من صبانا
تراهقُ التجاعيدَ على عنق
يفرده الكلام
كم هي الرسائلُ لا تكفي
ولا لساقيكِ يكفي بلاط النجوى
عن بكارتي
مضت بها العادة السرية
وعن جسدي
يقف احتمالاً منكِ
وها أنا في الأثر
وشيقة أنتِ
وتمرين بذاتِ الماء
فلا تفرح الرعية
أراكِ ...
وأنتِ من عكارتهِ تخرجين
يقطرُ هدباكِ نحولَ القامة
فهل أبقيت منه ما يبقيكِ
خالصة لذراعيكِ وفستان السهرة
ولا تطردي اسمه من حقيبة اليد
فسوف تذكرين دائماً
أن البكاءَ قد يسطو على عينيكِ
فترقدين صافية .
( 9 )
نقول عن ذهبِ الحالة
إنه يهبط بالثياب
تحت الجسدين
وندرك صوتينا
في التلبِّس بالمشيئة
وإنَّ هطولَ المطر
أرَّقَ أنفي إلى إبطيكِ
فأوشكتُ بالآيات
وما زلنا نرائي
فلا نسبق بالأقدام عَشاءَ البارحة
والبيتَ الذي أبعدنا عن كل بيت
سوف تقولين
أخافُ دمي يقتصُ من البراءةِ بالغزل
وسوف تدركين
أنَّ أصابعي
لم تكن مطروقة بالنحاس فقط
بل بالغياب
وبالصهيل
تصفـُّه الصدفة
على المائدة .
( 10 )
أحيطكِ باختلال سلوكي
وقلةِ احترامي للحياء
وهذا المعطفُ من وفرةِ انتباهي
جسرٌ للوقيعة
فلماذا تعبرين إلى قدر الدفق منِّي
فأنا أرهف النداء
لا لأدعوكِ
ولا خروجي عن طاعةِ الاقتصاد
لأن وسادتي الخالية تسبقني بالأمومة
قلبي ...
مفخخ بالهدايا
وإذ يصبح الساحة لإقامتكِ الدائمة
فادفعي نهديكِ إلى غربةٍ
لا يجففها السوتيان
أو مشابك الغسيل .
( 11 )
لأننا أحياء
وباقون من أنفسنا للمس
نطيِّرُ العتبات
لن نبقي من البيوتِ أسوةً لنا
من الشوارع
أو من بصيص الوقتِ على قبَّرةٍ
تسهر تحت لساني
يظلُّ بي منها بلادُ الله
والغجر
والبدائيون
وأنتِ ...
انكسارُ الضوءِ على حافةٍ
تُرى ...
شفاهنا على أول النزوح بالجسد
وطيبان ... تُرانا
ليحيا اللمس بالفاكهةِ وقيظِ المرايا
رملٌ
واحمرارُ صوتٍ
والأثيرُ أعمى
يتوكأ حنجرتين بينهما
قام الجسدُ مصعوقاً بنا
وقمناهُ .
( 12 )
يملكُ المرءُ
باختزال قلبهِ .. المدى
إلا أنْ يقامر
فالبحرُ شال
وتعرفين عن عينيكِ خلودَ الشفقة
فكيف رضيتِ الترملَ من نهدٍ
وقمتِ بالبكاء
على ما تأوه من صباكِ
أكون شاهداً وظلاً
لبلادٍ جمعتنا
لساقهِ المقطوعةِ في التلابيب
تطفو
تجرُّ القدرة وما
ترخين من تجاعيدِ الرقبة
قد تملكين بالساق
رجلاً آخر
يباغتُ ما تشبقين
وما أنتِ به إلى المدى
تشرعين الثديين .
( 13 )
الرسائلُ مُرَّة
وسردُ الأهداب قيلولة في الكلام
آن العيون تميلُ باختلاسنا
ممَّ نستريح
وكلانا لا يمدُّ ضفيرةً
باليوم الذي يطرق ممشى اسمينا
هل صحوتِ صباحاً لتواصليني
وتكتبي رسالة تزوغ بالزمن
أشمُّ في الأنثى كنايتها
خمراً روَّضَ الأسى في خِبائه
واستبقى من ردفيكِ نحاساً لي
وكمائنَ خضراء
وورداً من نضارتهِ
لا يطرقُ العاشقُ باباً .
( 14 )
يلتفُّ دمي
على الشجارات
وعروق الذهب
ومشاهد في احتمال أنْ تكوني
قديسة
أو عاهرة
وبين قطنين
وجهكِ الرائب
حين تركتُ يدي سهواً
فسال دمي حافياً
أوصلتهُ إليكِ
إلى الأحذيةِ التي
لا تصلُ الليلَ بالحانات
كان قاسياً
فيما البعيدة أنتِ
والمذنبة باحتمال أنْ تكوني
رسولة انشطاري
وكان دمي قليلاً
فضاعفته بالرياء .
( 15 )
لم يكن للهو منْ جسدٍ
سوى أننا غافلان
فأي جدوى لسمنةِ الشهيق
وانسلال الغرابةِ من عشق
يفطرُّ قلبينا
قد تردين برمل
بالذي استمنى ركبتيكِ
وأنتِ
تسيِّبين نعومتكِ الفادحة
بين ذارعيه
وقد أردُّ بقامتي الباردة
وفضةِ المديح
لأغنوجةٍ تتدلى .
( 16 )
خبأتُ القمر
خبأتُ ملاكَ المائدة
خبأتُ كرسي إقامتي في السعال
خبأتكِ عن فض البصر
كنتُ منهياً عن اللغو
عن قيامكِ الآتي
من كتبِ الأطفال
وحكاياتِ السلالة
تعبرين
ولا يتبعكِ الباب
من أول الضم
إلى آخر اسم توقى الرفيفَ
ببطاقتكِ الشخصية
وإذ تقطعين بالزرقةِ جسدي
فلأني قربَ يديكِ
أنفخ في وقيعةِ نارك
ولأني
آثرت نصركِ الضلـِّيل
على جيش أعضائي
وخبأتُ قلبي مُراقاً
بما تنهريه .
( 17 )
هل تعلمين ما تذيع الرغبة عنكِ
حواراً بين قميصين
يختنقان بالرمق
الطبيعة لا تلهو
لأسبابها الخاصة
وأنتِ تسمِّين المكياجَ .. شهادة
تفارهُ قامتكِ المُلحَّة
فتكون البودرة وأحمرُ الشفاه
والكحلُ والأقراط رعاياكِ
ذات مساءٍ
لم يكن الفستانُ الأحمر
نذيراً آخر
ولا تسريحة الشعر مُبتكرة
فقط
حين درتِ
والعيون ترشقُ الجهات
حول قامتكِ التي
أخلت الانتظارَ بالمفاجأة
وأنا ...
أقفُ بساقيكِ
على أعضائي
كانت الطبيعة لا تلهو
لأسبابها الخاصة .
( 18 )
وأنتِ .. امرأة ومديح
كابرتُ شوقي
وكنتِ تزورين دمي بالوخز
وأولُ ينبوع
فتح البابَ بصوتك
كنتُ أعرفُ عنه الكثير
حتى إذا الماءُ سيدنا
تكابرين أنتِ
لن يكون الحبُّ حقلاً للخس والجزر
ولن نكون رعاةً
أو ملائكة
والقش الذي يغطي ثدييكِ
هو آخر سوتيان
نحتفي بإحراقه
ونبقي الموعدَ مشمولاً
بالضوءِ والظل
وهل أسردُ بين ذراعيكِ جسدي
فتفرحين بمروق العصافير من أذنينا
تكونين أنتِ
وأكون أنا
إذا التمسنا بوطأةِ الوقتِ أنفاسنا
وعبرنا الشارع
فخلونا من الضجيج .
( 19 )
قصيدة أخرى
وأحبك
أنا الشاعر
لا يطوي جناحيه
والمرأة لا يراها
سليلة الفاكهة
قد أكون غبياً
بالتهامي النومَ والطعامَ والكتابة
بمخاتلةِ الأرض في النزيف
بحبي لكِ
تقولين الحياة نفسها
التناقض
اللعب بالعواطف
لن أكون صافياً لأرائيكِ
ولا أساوم ظني
فأرى الإبل
تأخذ العزاءَ في الصحراء
والمساءَ بسوطين على رأسي
والمُطلقَ والحب
ويشطر النشاز .. لساني
يا سيدتي
كلُّ ما قلتهُ
مذاقُ مرآةٍ في فمي .
( 20 )
ها نحن في الرصد
في الإجراء الذي يشطبُ الوردَ
من ظلِّ يدينا
لِمَ لا نكون
في القبر أيضاً
إننا أحياء
قدرَ الدم المُصان
بلمس أحجارهِ الكريمة
قدرَ الحبِّ الذي يسميه الناس
رياءً أو خبيبة
وأراه أنا
انفعالنا الوحيدَ بالقدر
أعلمُ أن رأسكِ الجميل
ملفتٌ للنحل والبداهة
ولا أعلم أن فرجك المحروث
بالمآذن
له كل هذه الأملاك
فلنذهب معا إلى الله
يشِّرع الوطءَ
بين كفنينا .
( 21 )
يحمل الشكُّ أسوته
ومن أولهِ تزفرُ الأمواس
وهذا الطفل الذي أنجبَ أبويه
دعيه قليلاً
يهدأ بالبكاء
قد أكون حزيناً
باختلاف قلبٍ تمارى
بمواكب من وجنتيكِ
إذ أمهله الرصيف لانتظارك
ولم تمهليه بالقصف
بالبشرة التي
تورَّد صمتها في العراء
لا تصمغي الحكاية يا سيدتي
وخذي من قدميكِ أولَ بيتٍ لنا
هل أخاتلُ الشكَّ أنْ ينتهي
أفتح أزرارَ قميصينا
برغوةٍ ثرثرناها
لا أفعل من ساقيكِ إلا قيامهما
ولا أواليكِ على قربٍ
من رتابةِ الضفائر
ولا يحملني الشكُّ
على مناص الخروج .
( 22 )
ها أنتِ ...
تُمَسِّينَ من أبويكِ
من الأختِ
وزوج الأخت
وبرامج المرأة
تُمَسِّينَ بتباتِ يديكِ
ونباتهما
على ملآءةٍ
لم تعد وافرةً بالذي
شوَّه شفتيكِ بقبلاته
ثم تُمَسِّينَ مِنـِّي
بالذي عشناه على بارجةِ الروح
إلا أننا
لم نحسب للبيتِ حساباَ
يشرط الجسدين
فهل أمَسُّكِ بالفاتحة
ونذهبُ في اقتصادِ العشق
إلى قبلةٍ أولى
نذهبُ في خلاصتنا إلى القلب
وإذا خلونا إلى النوم .. قلنا
رحيقُ فضةٍ .. والحنان
هو اختلاف الأسف .