لأسحل غدر ما مضى،
أتردم بغربة معول .. لم يزل ينقض.
صبراً يا هجمة القيد
امنحيني وقتاً،
لأبدد حديداً ..لا يرى صعق يدي .
لسيادة تدعي قيادة دمي
لمعدن يعتنق أسر جسدي
أهمس ببالغ القيد :
ابتعدوا قليلاً
عن فتيل لم يومض بعد.
أضنتني كل الحيل
وأنا أفتش عن قلم يكفي
عن ورقة تستكفي..
ذات حب خلته الأبد
تداريت بعنف مداه
بل تماديت معتلة به،
كأني أمسد جسدي بسمُّ مبتغاة
بغتة أنار هجمة الناب،
وانتاب رعدة روحي باحتداد مخالب لا ترتد.
عند ما لحت لي، تعاميت
مجتثة جذوري بعيداً عنك
لئلا تلمحني ثانية،
أحتذيك كمخلب لا منجى منه.
لم اقو..
وأنا أصغي لصمت جلل بياضها الكريم.
كيف لي،
أن أنازع دماً عصياً أهتلك جنازة روحي
أجابه ذخيرة حياة تستولم بي،
وهي تنضج وقيد الفحم،
تحت آخر جثة ادلهمت بي؟
هكذا،
تعصف بتاريخ ارثها المحتد
لتستبد بحاضر أقله القتل..
ما أدراك و أنت تنام في غلبة أحلام تراك
ما أدراك بمن تستبقي وهيد اليقظة
لئلا تتناهى عنها سراياك.
نلني،
لأعوي كذئبة تنحت البدر.
ندهت قتلي،
قبل أن أترنح من صعق ساعديك.
الحب مصاب الأعمى
لذا يستنجد بعصى الروح
لولا سقطة الجفن أوان الغرق
لما أصبنا به.
لأراك،
لا أرى كل هذا الهواء.
كل هذا الدم،
ليس له أن يستفرد بخبط غرف القلب
لولا انحدار خطوك، مستحلاً غفوة روحي.
الحب : رعدة عصفور واحد،
بقدرة ريش عاشق يشعل شهوة هذا الفضاء.
لك،
أنزعُ غفير الروح
لئلا يترنح سهو الهواء
في رئة لا تراك.
كنهاية عمياء،
أغوي ارتباك خطوي
لتنهار نحو جروف حروف تجلل هاويتي.
مشقة حبري،
وهادي الأزرق
سهاد سريري،
كالبكاء .. لا لون له.
وحدي أتنفس البحر
ملامة على الموت
كل يابسة لا تصغي.
جرائم الضوء والظلام
جدال الفوضى والنظام
خلل آخر يهدد آخر السلالات.
لا تتأخر،
أيها الليل أكثر،
لئلا أخسر النهار
أيضاً.
أمتني أوان الرجم يا حضرة الحب
تنتوي أن ترتمي لما تراه،
قبل أن يغمرها المصير الوحيد،
برمله الكثيف..
لم تزل موجة تحاول ذلك.
نواح خفيف لا تدركه،
إلا أصابع تعيد الدرس تلو الآخر
أمام ورقة مبتلاة بحقد دفين.
مصابك قدر جهلك
يا نرد الملمات .. يا سقطة قلبي.
محارب ..
لا يسله أحد
وهو يتفقد ما أضاع من دمه..
للحرف جريان صعب
يستنير بحبر مرير،
لا يكف عن اندفاع موج
لا يتمهل
ضد عناد صخوري.
قبل الورقة، قلما أرى
وبعدها،
يضلُّ النظر.
كل شجرة امرأة
والدليل تشبثها المرير بعنف الجذور
لا.. تدلي الثمرة وحدها.
للحرف جنون يستهوى محترف الجن
لذا يديم الجسد ليستنزل به.
مالي كلما جبَّرتُ كسراً
بالغ في فسخ بياض العظم عن مبتغى الدم
توالى على هيكلي هشيم التشظي؟
وارف حضن القرنفل
أمام قسوة يد لا تنتزع منه
غير رائحة تنتحر؟
ثروة الحياة قدرتها
على تأجيل بعث الجثث.
صمت رحيم :
أشتاق لموتك أيها العقل.
صاحبت الآخر،
وما نلت من صاجه الضاج
غير صرير الكلام و صراحة الأذى.
الحرف الصاهل ما أن يلكز صهوة دمي،
حتى يصل صداه لمبتغاي :
لا منتهى الحذر.
مذعورة أعود جسدي،
لئلا يعول عليَّ.
الذاكرة كما الهاوية،
كلما سادت وحدها،
على رجة تشعل الجسر الوحيد
بين حتف الجنة وحتم الجسد.
مؤجل كل هذا الهواء،
ما عداك جارفاً حوايا الروح
شاهراً شهقة الألم.
الحب ليس ما يحترب،
نحو قلب خجول يقدُّه الذبح
لكنه رعشة مريرة،
طيلة العمر تحصي فعلة النحر.
أعني يا قديم الفأس
على خدش ما أدارى
من حطب طفولة لا يلتئم
ولا يشتعل إلا محتدماً بي .
إمنعوا الليل عني،
رأفة بمصير حرف أخاف آخره.
الكلمة غريمة جسدي
ما أن أجتاز وفير قنصها،
حتى توقظ نباح الناب ضدي .
سلاماً يا جنازاً يخفي القبر عني
لماذا الآن..
تديم صياح النواح الأصم نحوي؟
مصفدة أكثر مما ينبغي،
محتواة بحديد لا يُحد
مدشنة بغريب العبء،
مرسلة لمثاوي الحجر
ومع ذلك،
أحاول أن أحلّق بأقصى جناح يحتمل.
كلما تذكرتُ عطراً ضم حدود حضني حيث:
تلامت الأعضاء في فتنة الدفق،
تلاقت المهج في جنحة الهيج،
اعتلى الوهن إغماءة الخفق،
تلاحم العظم في خلعة الرعد،
ترامت الروح في همسة اليد،
تراحت الخلايا لهصر مأوى الجن..
هتفت عالياً:
أمتني أوان الرجم يا حضرة الحب.
للحرف جهات لا تدركها البوصلة
أرددُ حيرتها آخر الليل.
صحبة الحياة :
انتحار ما،
أقواه حضرة الحبر
وأقله هبوط النبض.
غفلتي لا حد لها،
إذ يراني القلب يستغفر لي.
الفوز
ليس دليلي الضال
و
لكنه خسارتي الأخيرة
الدالة دوماً على اسمي.
أقلُّ من الحبر
إذ ينتحر الغيم،
لتحتمل الأرض نهب هذا البكاء
ألا تخجل السماء؟!
لمساء القتيل مذاق لا يهتم بلذعه،
إلا من رافق حشرجة العضل الأخير.
الوطن مأمن نيَّر ضد بنيه الغرباء.
من يعين حصاراً،
يقوى على احتضار الروح
من..غيرك يا جسد؟
من يموت ليس بجدارة من مات.
تحاكم المخيلة الجسورة
من يضنيها أكثر
لتأسره بضلاله دوماً.
التفسير الملائم لجفوة الجفن:
قلة الموت.
ما من أحد نظر إلى أعمى
و رآه.
أخافني،
كوني لا أشعل شيئاً آخر، غيري.
نبوءة الليل في الجهل الجليل.
للشعر أن ينفلت،
ما عادت هنالك، نبال غيره.
ليستدير القمر بضوئه،
يستدعي أئمة الذئاب.
قلت لها: كفي عن الركض بي،
ما عدت أرى آخرة تفيني.
دامت الورقة: وريثة الشجرة
دام الحبر: دم البحر
آه الكلمات: شهقة الأرض.
لماذا على الفراشة، ضد القتل
أن تشتعل بجناحيها، كل لون ؟
أخيراً، نام النهار،
هنيئا لمن سيوقظ الليل.
لكائنات الماء قدرة على دوام يقظة الأحداق،
لِمَ ليس لنا، نحن صرعى الهواء
إدامة صحوة الجفن ؟!
مجبولة، منذ ماضي الجنة، على غواية الفاكهة
مذبوحة، في راهن جهنم، على غدر ذات الفاكهة.
حبك، لا شيء يدركه،
ولا يمريه، ولا يخليه،
ولا يستجن به، غير سحل لا يداريه.
للقبر تراب يعجز المعول عنه،
كلما استطال به الحفر
كلما استعر نحو بلاء جسد يتعالى،
بلا حفرة تكفيه.
للحب طعنة خرساء،
و
لنسيانه نهر من الخناجر.
آويت كل أسير في دمي
حتى كاد ونين الحديد .. يكسوني.
ميعاد الأذى،
أهول منه.
قبل أن أهجر رحم أمي
لإهالة الصريخ،
تماديت ضدي.
لا مسعى لصمم ولا لعسف يستنسر
أمام بيتي الوحيد اللدود.
للشنق قدرة على لتمَّ الحبل حول حنجرة تغتص به،
و للروح شيمة .. تتعالى بها،
غصباً عنه.
لأزيدن رعدك، زاول نفضتي.
كلانا حتم خارج المجرة
هيا.. لنتهاوى معاً
.. بلا هاوية تستحق.
اليابسة : لا مفر البحر
والبحر : صعب فرارها الوحيد.
واريتك بحضن لم يأسف،
لزوالك .. بعد.
ذهب الحرف،
ذنبه.
تكاسر نحو أصابعي،
غدر الزناد،
لكن أينها الطلقة؟
سل أي حرب، أينه النصر؟
ليهتالك الدم : راعي الهزائم،
بجثث تسلكْ.
الثلج ذاكرة الموتى.
كافكا،
حجر نادر،
اكتمل بِحتِّ الفأس،
كله.
لا يسحقني الحزن، لكن سقياه،
حين تأتمر لها مآق لا تنهد.
كل صلاة وأخرى، أستغفر،
حتى تستعذر السجادة من خطايا لا تلام.
هكذا..
أدوه النص،
بأقل رتم أقوى عليه.
الرحمة ..
يا عناكب الذاكرة،
لا تستفزي فتور الفراغ أكثر.
الشعر كما النهر،
مبتلي باندفاع حروف عنيدة
تستميت،
لئلا تمس من أحد.. مرة أخرى.
معك، ينسلخ كل شيء،
لاستشف عراءَ الذبح.
للأصابع بوصلة تستنجد بالحرف
لتلهيه بضلال أكيد.
كنت صغيرة،
ملمومة الشعر بعنف ضفيرتين
لأنمو، حللت كل شيء.
داه، هذا الوجيف، الراضخ لمصاب الدم
به أستحلف القلب،
لئلا أتقصف .. لغير أوان الحب.
مرة، تعاونت على حواسي كلها،
لأتهجى هبوبك، حين مررت.
أقسى ما أدرك،
أقل بكثير، عما أداري.
عاصف، تهدج هذا المرام،
كل هدير يشهر جفلة الجفن.
منهال نحو مأوى عسير لا يظن به،
على لهجة جسد أسير لا يغفل عنه.
يضنيني، كل ضد،
يراني له.
مباركة هذه النحلة :
تستظهر من عنف خوافيها لسعة العسل
لترمم غفلتها بذاكرة الشمع،
يا.. لمأواها الرجيم.
أختبر، أمام اللوحة
قدرة العقل على القتل
وأستنفر سرايا التأويل نحو مرايا تستبسل.
أكره،
قابلية الذات لنفي ما لا تراه
كل مرآة.
لو صخرة،
لتساهيت عن نزيف يصطلي،
كل موج يصطك بي.
مصاب الجرح.. ليس مناب الألم،
لكنه انكشاف الجسد لغير انزياح الروح.
الوتر هو من يوصي اليد
لسلَّ تناهيد حنجرة لا يراها أحد.
أمام الصحراء،
تراوغني مرايا السراب
بلا معجز، غير حموة الصبار
من سواه،
مثلي يؤوي صريخ الماء؟
أمهلوني.. قليلاً،
لأتوارى بخجل حرف
يحيا حرية الهواء أكثر
مني.
حربة مسننة بالفشل
تكفي،
لأفضح فوزي
وأغادر مبتلاي.
آسري
هتف إذ رآني: أين قيدي؟
مستباة بشفير حد لا يتأخر
كل هطلة للشحذ
لذا كلما رامت لي جثتي مدلاة،
أواسيها : يا الله.
أوصيت البكاء ليبتعد
انزاح قليلاً، ثم حث الخطى نحوي
حين رآني، لا أستغيث بسواه.
أمهلوني يا سادة العشيرة،
لأكسو الخيمة جسدي،
وأجلل صبر الوتد بعبء روحي.
الجنون حديقة يسكنها العقل،
كلما ابتعد عنه.
كل ورقة، أشعل الليل
ليخجل من فحم حرف
صار أشد منه.
متعبة،
داوني يا مرام الحصى
يا دربا يتبدد أمام انغراس خطوي
دارني.. لئلا أبدو..
كصارية تتهود أمام قصف حبر يسأل.
بمشقة ارتوى ما تبقى مني،
لئلا أجف على مهل موت
يصلني بصلد صوت لا يصلك ؟
قل لي: لماذا أصحو
لصباح لا خير فيه؟
الكتابة كالنمرة،
ملتاعة بموهبة توآتي براعة العضل
بغرور طيش يستحل هبوب المخالب
بطش عنيف ضد من لا يباريه،
ومن لا يهتال منه.
لأتقن حال حرفة تصطلي بوفير الزفير
أغالب شهقة أخيرة من هواء أصطفيه.
فوز نبوءة التفشي
ومناب الخسارات
ورتم اسمي.