خوان رامون خيمينيث
(أسبانيا)

ترجمة: محمد قصيبات

(1) إلي السيدة عجالة

خوان رامون خيمينيثإذا أسرعتِ
فإن الزمن سيطير من بين يديكِ
مثل فراشةٍ طائرة
إن تمهلتِ
فإنّ الزمنَ سوف يمشي خلفكِ
مثل ثورٍ مطيع

(2) أنا

أنا لستُ أنا
إنني هو
الذي يمشي بجانبي دون أن أراه
والذي أكاد – أحيانا – أراه
والذي أنساه مرات عديدة
والذي يصمتُ عندما أتكلم
والذي يغفر ، يا حلوتي، عندما أكره
والذي يمشي عندما أتوقف
والذي سوف يظل واقفًا
عندما أموت.

(3) نزعتُ عنك البتلات واحدة بعد الأخرى

نزعتُ عنك البتلات واحدة بعد الأخرى
وكأنك كنتِ وردة
أبحثُ عن روحها
فلم أجد شيئًا

لكنني نظرتُ إلى تلك الأشياء التي حولها
أفق السماء والمحيطات –
واللا منتهي
فوجدتُها تحمل عطرًا
هائلا ًوحيًّا.

***

الشاعر في سطور:

ولد الشاعر خوان رامون خيمينيث في جنوب إسبانيا عام 1881، ودرس الفنون الجميلة في جامعة اشبيلية قبل أن يتفرغ للكتابة. أشترك مع زنوبيا كمبروبي في ترجمة الشاعر الهندي طاغور إلى الأسبانية... زنوبيا التي تصبح زوجته بعد أن تندلع الحرب الأهلية الأسبانية عام 1936 فيسافرا معًا إلى الولايات المتحدة ، وعندما تسيطر قوات فرانكو على الحكم في أسبانيا يفقد خيمينيث أمل العودة إلى الوطن الأم فيقرر الهجرة إلى بورتوريكو ، ويعيش هناك حتى موته.

*

عُرف الشاعرُ بصحته المتدهورة حيث عاني من الاكتئاب طوال فتراتِ حياته ... بداية من موت أبيه في صباه حتي موت زنوبيا في شيخوخته... زنوبيا التي أحبها الشاعرُ حبًّا عظيمًا والتي كانت على فراش الموتِ عندما تحصل على جائزة نوبل عام 1956. وكتب الشاعر بعد موتها قصيدته المشهورة " نزعتُ عنك البتلات واحدة بعد الأخرى.."

*

كان الشاعرُ يبحث دون توقفٍ عن تلك الصور الخفية التي تقبع في الأشياء ، وكان (مثل ماشادو) دائم التأمل، فسيطرت الطبيعة على جزءٍ كبير من شعره وكتاباته.... كتبَ في سنواته الأخيرة شيئًا مثل هذا:
"كل ما يتخيل الإنسانُ هو في الواقع صور موجودة في داخله ، أو لنقل أشياء خارجية تزداد جمالا حينما تدخله... إنها تلك الأشياء التي يحسها بجسده وأيضًا بحواسه المفعمةِ بما هو روحاني."

29-6-2009