قصيدة للشّاعرة الكوبية الرّاحلة '
دولسي ماريا لويناس
(كوبا)

ترجمة : محمّد محمّد الخطّابي
(غرناطة)

تراءت للشاعرة على الساحل الكوبي الشاسع المترامي الاطراف بقايا مراكب قديمة مهترئة، بدت لها وكانّها أشباح باهتة منسيّة مجندلة على هذا الشاطئ المهجور، فإذا بها على لسان مركب من هذه المراكب تقول:
لست أدري متى، ولست أدري من
ألقى بهذه المرساة إلى قعر اليمّ
في هذا الساحل الغريب،
أنا مركب بلا حراك
منذ زمن بعيد وأنا كذلك
فقدت ذاكرة الإبحار والمرافئ
وفقدت ذاكرة اختراق

حيزومي فيما مضى،
لغمر البحار والآفاق
ها أنذا هنا الآن ثابت
فى مكان مجهول
لا ترافقني سوى مراكب أخرى
ثابتة مثلي بلا حراك
أو هي أنصاف غرقى
فى هذا الماء الزّيتي
أصبحت أعاني من الجذام
ويشدّني الحنين إلى البحر
الذي كان يوما موطني
وإلى بعض الذي عرفته بالكاد في اليابسة
ذهب هؤلاء الذين كانوا

يتحرّكون معي بداخلي
انا اليوم مركب ينخره الفراغ
تعلوه العناكب والموت
أعيش فقط على وطأة هذه المرساة
القاسية الثقيلة
التي ما فتئت توثقني بعناد
إلى حمأة طمي الأعماق
حتّى اليوم .

القدس العربي-2012-07-20

أقرأ أيضاً: