الشاعر الأرجنتيني: خُورخِي لويس بورخيس

ترجمة: الشاعر عادل أحمد العيفة
( تونس)

خُورخِي لويس بورخيسالتَّحديقُ في نَهرٍ نابِعٍ من وَقتٍ وماء
ووَقتُ التَّذَكُّرِ ، هُوَ نَهرٌ آخر
أَن نَعرِفَ ، هُو أن نكونَ طائِشِينَ
مِثلَ نَهرٍ
وُجُوهُنا تَتَلاشَى مِثلَ الماء
أَنْ تُحِسَّ أنَّكَ أَفَقْتَ ، ذلك
حُلمٌ آخَر
حَيثُ أحلام اليَقضةِ، وَ حيثُ المَوت
المَوتُ هُو أن نَخاف ، داخِلَ عِظامِنَا
ونظلُّ كُلَّ ليلةٍ نَدعُو الحُلُمَ
لِيَأتِي
كُلَّ يَومٍ و سنةٍ ترى رَمزًا تَلمَسُ
الإنسانَ فيهِ
حَوِّل إِذًا الغَضَبَ إلى مُوسيقى
إلى أصواتٍ وإيحاءات

حُلمٌ يُرى أثناءَ المَوت
حُزنٌ لامِعٌ مِثل الشِّعرِ ساعَةَ
الغُرُوب يَلُوح
الشِّعرُ بسيطٌ و خالِدٌ
يَعُودُ كالفجرِ ، كغُروب الشَّمس
مَساءً، يلوحٌ وَجهٌ لنا مِن أعماق
المَرَايا
يَجِبُ على الفَنِّ أن يكون له فِعلُ
المِرْآة
إنَّهَا تكشِفُ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا
حَقيقَةَ وَجههِ
الفنُّ أَزَلِيٌّ ، هُو كالنَّهرِ
المُتدَفِّق
يَجُوبُ المَرَايَا
مِرآةٌ لِـ ‘هِيرَكليتس′ المُضطرِبُ
أَبَدًا
مِثلَ نَهرٍ هَائِج

القدس العربي- August 30, 2013