ترجمة شهاب غانم
غرفة العناية المركزة لمرضى القلب
غرفة العناية المركزة لمرضى القلب
هي حيث عيون المصابيح
تلك العيون السمكية التي بدون أجفان
تواصل الاحتراق
غير واعية بالليالي التي تذوب في نور الصباح خلف الجدران
أو بالنهار الذي يندلق على الشوارع المزدحمة ..
غرفة العناية المركزة لمرضى القلب
هي المكان الذي يتوقف فيه المسافرون المجهدون لنصب خيمة،
الواحة لاستراحة ليلة قبل العبور الطويل
على ظهر جمل عبر الرمال المحرقة ..
غرفة العناية المركزة لمرضى القلب
هي حيث ينام كل بمفرده في خيمته البيضاء
تحت أقمار الصحراء القاسية
وهو مدفون في النوم حتى الرقبة فقط
بحيث ينتظر رأسه الحسير لحظة الإعدام
وهي حيث تختبئ كوابيس نصف مكتملة تحت السرير
وحيث يدق القلب باضطراب مثل الطبول البعيدة ..
غرفة العناية المركزة لمرضى القلب
هي حيث يأتي الطبيب الأسمر الطويل زائرا في منتصف الليل
وهو منقطع الأنفاس.. بعد أن استدعوه من أعماق أحلامه؛
المصابيح تبدو لعينيه معشية
والوجوه المسنة ضبابية فوق مخداتها
بينما يلامس النوم جبينه
وكتفيه العريضتين وركبتيه
ويبدو مثل بقرة تائهة تومئ برأسها ثم تمضي .
تقديم
إنني لا أفقه شيئا في السياسة،
لكنني أعرف أسماء الذين يجلسون على كراسي السلطة
وأستطيع أن أكرر أسماءهم مثل أيام الأسبوع وأسماء الشهور،
ابتداء بنهرو .
إنني هندية شديدة السمرة مولودة في ملبار
أتحدث ثلاث لغات
وأكتب باثنتين
وأحلم في واحدة .
قالوا لي لا تكتبي بالإنجليزية
فالإنجليزية ليست لغة الأم .
لماذا لا تتركونني وشأني أيها النقاد والأصدقاء والزوار والأقارب
كلكم جميعاً؟
لماذا لا تدعونني أتكلم بأية لغة أريد؟
اللغة التي أستخدمها تصبح لغتي
بكل تشوهاتها وغراباتها
كلها ملكي وحدي .
هي نصف انجليزية ونصف هندية
ربما مضحكة، ولكنها صادقة
إن فيها من الآدمية مثل ما في شخصي
ألا ترون ذلك؟
إنها تعبر عن أفراحي وأشواقي وآمالي
وهي تخدمني كما يخدم النعيب الغربان والزئير الأسود
إنها لغة بشرية
لغة الذهن الذي ليس هنا وليس هناك
الذهن الذي يرى ويسمع ويدرك
وليس الكلام الأصم الأعمى الصادر عن الأشجار في الزوابع
أو سحب الرياح الموسمية والأمطار
أو التمتمات غير المفهومة لنار الجنازة المشتعلة ...
*تعتبر كمالاداس أشهر شاعرة هندية، كما تعد أشهر كاتبة للقصة القصيرة بلغة المليالم، وقد رشحت لجائزة نوبل للآداب عام 1984.
وهي أيضاً أكثر أدباء الهند إثارة للجدل. وقد اعتنقت الإسلام منذ بضع سنوات وغيّرت اسمها الى سريا (أو ثريا).
جريدة الخليج 30/8/004
إقرأ أيضاً: