ترجمة: صلاح صلاح
المرأة الصينية والأدب
نبذة موجزة
لينغ شونغ
كان قرض الشعر جزءاً رئيساً في الحياة الثقافية والاجتماعية لكل رجل في الصين القديمة, لكنه غير ذلك بالنسبة للمرأة. معظم قصائد النساء التي كتبت لم تنقل للأجيال اللاحقة. كثير منها كانت تعرض على من لهم صلات حميمة بهن فقط, غير أنها لم تنشر قط. في بعض الحالات, الشاعرة نفسها ( مثلاً سان تاو - هسوان ) أو آب/أم الشاعرة ( مثل تشو شو - شين ) كان من يتلف الأعمال لحفظ اسم العائلة من السمعة السيئة. إذ أن قصائد العشق كانت تقود عادة إلى إطلاق إشاعات بأن الكاتبة زوجة غير وفية . بقي هذا الوضع على حاله حتى سلالة شينغ (1911-1644 ) مع ظهور عدد من الدارسين (رجال ) البارزين مثل يوان مي, وشين وين - شو, حين أصبحت كتابة الشعر عادة مقبولة عند السيدات من طبقة المثقفات.
وفق كتاب " لي شي " ( كتاب الطقوس ) الذي يفترض أن كونفوشيوس قد حرره, كانت الفتاة تفصل عن الرجال حين تبلغ السابعة من العمر باستثناء الأقارب المقربين, وفي العاشرة يوصد عليها في أجنحة النساء. أما بنات المزارعين , الحرفيين والتجار فلقد تمتعن بحرية أوسع في الحركة من نساء الطبقة العليا ويساعدن ذويهن في الحقول والمتاجر. كان باستطاعة بيروقراطيين الإمبراطور السفر في مقاعد مغطاة بالقماش فقط أو عربات لزيارة الأقارب أو المعابد , ويقتصر احتكاكهن بالطبيعة على حدائق أجنحة النساء.
ولما كان الزواج يرتب مسبقاً من طرف العائلات, كان الزوجان لا يتقابلان إلا ليلة الزفاف. إذا لم يعجب العروس بالفتاة, يمكنه لاحقاً أخذ حظايا, لكن الدليل العرضي على وجود حب زوجي عميق, حتى بعد الفراق, كان مرموقاً. كانت النساء عادة تمنح معظم عواطفها لأبنائها. أحياناً كانت تتحول إلى زوجة غيورة جداً. كان وضع زوجان مثل شينغ- شاو, وشاو مينغ- شينغ اللذان كانا يتبادلان الاحترام وفهم مواهب بعضهما وتعاونا في الدراسات , أمراً غير مألوفاً. يعكس شعر تشو شو - سين, هو شوانج - شينج, وو تساو زواجاً غير سعيداً.
لم تكن النساء معزولات فكرياً وعاطفياً فقط, بل غالباً ما كن معزولات جسدياً أيضاً, ولا يقابلن أزواجهن لمدة طويلة , كثيراً ما تبلغ سنوات. قد يترك الزوج زوجته في البيت للالتحاق بالجيش, أو لتقديم امتحانات في العاصمة, أو القيام برحلات سفر مع الأصدقاء إلى مواقع جميلة أو يذهب لتبوأ منصباً في إقليم آخر. تحتل أغاني الوداع والوحدة جزءاً كبيراً من شعر النساء. كانت تشو شو - سين من بين أكثر تلك السيدات المهجورات حيوية. منذ القرن الثاني الميلادي كتب عديد من الشعراء الرجال, بما في ذلك لي بو , سو تونج - بو , قصائد متقمصين شخصيات نسائية حزينة.
كان للحماة سيطرة مطلقة تقريباً على العروس, التي وظيفتها خدمة الحماة وتقديم الطعام لها وتسريح شعرها. كان الابن حديث الزواج يقضي وقتاً طويلاً مع عروسه, فتصيب الغيرة الأم. قيل أن حماة تانغ وان, زوجة لو يو , قد طردتها من العائلة. في النظام الاجتماعي الصيني يحق للخلف من الرجال فقط القيام بطقس العبادة الخاص بالسلف. رغم أن النساء تنجب الورثة, إلا أنهن يأتين في مرتبة ثانوية في العائلة. تتبع المرأة عائلة زوجها وليس والديها. يوفر للفتاة الطعام , الملبس, والمهر والعثور على زوج لها. كان قتل الأطفال في العائلات الفقيرة يمارس حتى أوائل سلالة هان ( 206 قبل الميلاد - 219 ميلادي ) على أقل تقدير.
تعكس قوانين سلالة تانغ الوضع الدنيوي للزوجات والحظايا:
إذا اعتدى زوج وسبب جرحاً لزوجته, تكون عقوبته أخف درجتين من العقاب العادي المفروض في مثل هذه الجنحة … إذا اعتدى زوج وسبب في إحداث جروح بليغة لحظيته, تكون عقوبته أخف درجتين من عقوبة جرحه لزوجته.
إذا اعتدت زوجة على زوجها تعاقب بأعمال العبودية لمدة سنة. [ هذه العقوبة أقسى سبع مرات من عقوبة الرجل ] . إذا كان جرح الزوج بليغاً , يكون عقابها أقسى ثلاث مرات من العقاب المفروض على الاعتداء والجرح البالغ [ هذا يعني أنها ستعاقب بأعمال العبودية لمدة سنتين, عقاباً أقسى تسع مرات من عقاب الرجل].
كانت الحظية في العائلة تعامل كخادمة إلا في حالة إنجابها طفلاً ذكراً, عندها تعامل بشكل جيد ويمكن للرجل في هذه الحالة فقط تجنب غضب الزوجة الغيورة. أعيد زواج الحظية شاو في-في من طرف زوجة غيورة. حين أغدق الحاكم المشهور شانج شين بالثروة والعطف على حظيته المحبوبة كوان بان - بان , توقع منها أن تقدم على الانتحار تعبيراً عن امتنانها بعد موته. بعد انقضاء وقت كافٍ أقدمت على الانتحار حتى لا تشوه سمعته.
مع بعض الاستثناءات القليلة لم تحصل النساء على مناصب رسمية لأكثر من ألفي سنة , كما لم يسمح لهن بالتقدم لامتحانات دخول المكاتب الإمبراطورية. باستثناء الزوجة , الحظية, أو الخادمة, كان باستطاعة المرأة أن تكون راهبة بوذية, قسيسة تاوية, خليلة, غانية , خطابة, جامعة أعشاب أو قابلة . مع ذلك, يبدو أن الغانيات تحلين بخصوبة الإنتاج في كتابة الأغاني الشعبية حتى العصور الحديثة.
نادراً ما كانت النساء ترث أملاك العائلة. وفق قوانين سلالة شينغ:
أملاك العائلة … تقسم بالتساوي بين الأبناء [ ليس البنات ] دون اعتبار إن كانوا أبناء زوجات, حظايا أو خادمات. يحصل الابن غير الشرعي على نصف حصة الابن الشرعي … إذا لم يكن للعائلة أولاداً, ولم يتم اختيار ابن متبنى من العائلة ليرث الأملاك, يمكن للبنات أن يرثن …
تصبح زوجة الابن الأكبر التي أنجبت ولداً ذكراً الأم الرئيسة الحاكمة في الأسرة بعد موت حماتها وتملك سلطة مطلقة في الشؤون المنزلية. إذا كان على امرأة طموحة في العائلة الإمبراطورية أن تصبح إمبراطورة, يمكن عندئذ أن تصبح حاكمة شرعية أو غير شرعية. لكن وو تسي - تيات كانت الإمبراطورة الوحيدة في تاريخ الصين التي تحكم بحكم حقها بعد استيلائها على السلطة من زوجها وأبنائها.
في الهند والشرق الأقصى عامة, خاصة بين الفلاحين, حين تتقدم المرأة في العمر ولا تعود مغرية جنسياً, تحصل على حرية أوسع وحركة في الوسط الاجتماعي أكثر رحابة. كثيراً ما يصدم الغربيون, خاصة المبشرون, من لغة وتصرف النساء العجائز. يعود ذلك جزئياً إلى نشوء النظام العائلي القديم حيث أن النظام الكونفوشيوسي يهمل دور النساء العجائز, وجزئياً إلى الدور الباقي للديانة الشامانية في الثقافة الشعبية, وجزئياً إلى تأثير الشعوب غير الصينية الموجودة في الإمبراطورة - التبت ' نان شاو , لولو, المنغول, مانشوس وبعض القوقاز من مدن واحات أسيا الوسطى. نبعت الأهمية النسبية لنساء الطبقة العليا تحت سلالة شينغ جزئياً من تأثير المانشوس, الذين كانت النساء بينهن أكثر حرية من النظام الكونفوشيوسي. مع تعاظم نمو التاوية كدين منظم بعد فترة هان, حل كهنة التاوية مكان الشامانية القديمة, وتمتع كثير منهم بتأثير كبير وكان بعضهم من الشعراء. مع ذلك, نادراً ما تدخلت البوذيات في الشؤون الدنيوية.
في المجموعات الشعرية " ثلاثة مائة شاعر من سلالة تانغ " ترجمة وتير بانير تحت عنوان " جبل يشب " *هناك قصيدة واحدة فقط من
*يشب: حجر كريم, سيرد ذكره كثيراً في القصائد ( المترجم )
شاعرة. من بين 2200 مؤلف ظهروا في المجموعة الكاملة من شعر شيه لسلالة تانغ, هناك نحو 190 شاعرة فقط. لم تلاق النساء في سلالة تانغ التشجيع على كتابة الشعر , وقليل منهن تلقين أي تدريب في الأدب.
سمح لبعض الفتيات الصغيرات من عائلات المسؤولين الأثرياء أحياناً بالدراسة مع الأولاد في مدارس عائلاتهم الخاصة أو تحت إشراف مدرسين خصوصيين. أصبحت بعض بنات الدارسين العظام أو المؤرخين دارسات معروفات, على سبيل المثال الشاعرة تسي يان, لكن كن عادة مثقفات لدرجة تسمح لهن بدراسة الكتب المتعلقة بسلوك النساء. كتب مثل " لي نو شوان ( سير النساء ) القرن الأول قبل الميلاد, وكتاب نو شي ( قواعد سلوك النساء ) القرن الأول قبل الميلاد, وكتاب كوي فان ( قوانين مرعية في أجنحة النساء ) القرن السادس الميلادي كلها تعلم النساء أن يكن سلبيات خنوعات لأزواجهن وأمهات لهم أيضاً, علاوة على كونهن متواضعات معتدلات واضحات في رأيهن وخطابهن ومظهرهن . على سبيل المثال, في كتاب " قواعد سلوك النساء " الذي كتبته المؤرخة العظيمة بان شاو, هكذا توصف خصال النساء الحميدة ومظهرهن :
خصال النساء الحميدة ليست الموهبة اللامعة, ولا التميز والأناقة, بل التكتم, الهدوء, العفة, الترتيب. حكم نفسها لحفظ حسٍ من الخجل والتصرف وفق قوانين كونفوشيوس في آداب المعاشرة.
لا يعتمد مظهر المرأة على حسن وجهها. الأسس التي يقوم عليها مظهر المرأة هي غسل الأوساخ, ارتداء الملابس النظيفة الجديدة والزينة, والإكثار من الاستحمام والحفاظ على جسدها نظيفاً.
في سلالة شينغ ( مانشو ) قدرت مقدرة نساء الطبقة العليا في كتابة الشعر لدرجة أنها قبلت كجزء من مهر السيدة. كان الدارس- الشاعر- المسؤول عادة يفضل الزواج من امرأة متعلمة يمكنه أن يجري معها منازلة شعرية ويناقش كلاسيكيات كونفوشيوس والشعراء العظام. لكن في الفترة نفسها , كانت الفكرة الرومانسية القائلة إن النساء الموهوبات سيئات الطالع , شائعة.
كانت الإمبراطورات وحظايا الإمبراطور من العائلات النبيلة عادة رفيعات ثقافة. نساء القصر الإمبراطوري الأقل مرتبة , عادة يحصين بالآلاف , يأتين من عائلات شعبية أو نساء يقدمن كرهينة لهن صلة قرابة بمسؤولين محكومين لارتكاب جرائم. كانت هذه النساء أحياناً متعلمات ويتم تعينهن من طرف الإمبراطور كدارسات في البلاط للاعتناء بالمكتبة الإمبراطورية, أو كمدرسات خصوصيات لنساء القصر الأخريات, أو مسؤولات عن ضبط الحريم. كان شعر القصر, مثل شعر السيدة هو جوي, يدور عادة حول موضوعين - مدح الإمبراطور وحياة القصر والوحدة.
على الإمبراطور, وفق ما ورد في كتاب تشو لي " طقوس مملكة تشو" أن يحتفظ بإمبراطورة و126 من الحظايا. في الواقع كان رقم الزوجات الرسمي يتراوح من عدة نساء إلى أكثر من مئة, وما تبقى من نساء القصر كالخادمات وعازفات الموسيقى والراقصات كن أيضاً ملك يمينه. طالما عشن في القصر, معظمهن طوال عمرهن, الذكر الوحيد الذي يسمح لهن برؤيته كان الإمبراطور, علاوة على الخصيان والأولاد الصغار . وحيث أن رجلاً لا يقدر على إرضاء عدة ألوف من النساء, عبرت تلك النسوة عن حرمانهن الجنسي في قصائد الأمل شبه اليائسة. حسب ما يروى وصلت " قصيدة كتبت على ورقة حمراء عائمة " المنسوبة إلى سيدة القصر, هان تسوي - بين, العالم الخارجي عائمة على مياه قناة حديقة القصر.
ازدهرت طبقة من الحظايا المتعلمات, فتيات تم بيعهن بسبب الفقر أو اللاتي قدمن من بيوت مسؤولين مغضوب عليهن, أو خطفن, منذ السلالة السادسة ( 588-228 ) على الأقل, كن ملك صاحب بيت الهوى أو سيدهن, كما كن يملكن حرية أكبر من ربات البيوت والحظايا. كان بإمكانهن كتابة أغاني الحب دون أن يحكمن بتلطيخ سمعة العائلة. وكلما كن موهوبات كشاعرات, كلما نجحن أكثر مع الزبائن. في السلالة السادسة, أصبح في الصين ما يماثل الأرستقراطية الغربية إلى حد ما, وحفظ الأثرياء في قصورهم جماعات من النساء المثقفات وعازفات الموسيقى والراقصات أطلق عليهن اسم " تشيا تشي " - بيت الحظايا - اللاتي يرفهن عن الضيوف في الحفلات.
في سلالة تانغ ( 905- 618 ) ازدهرت طبقة أخرى من الحظايا المتعلمات أطلق عليهن اسم " كوان تشي " - الحظايا الرسميات _ لأنهن يقمن بالترفيه في الاحتفالات الرسمية, وقدمن من أغلى بيوت بنات الهوى في العاصمة. شيدت بيوت الحظايا الثريات قبالة صالة الاختبارات الإمبراطورية وعندما تعلن أسماء الفائزين تقيم الحظايا عادة احتفالاً.
كان رجال الحاشية والمسؤولين وحتى الإمبراطور يترددون على هذه البيوت. تم استدعاء تلك النساء إلى المآدب الكبيرة, أما من كان فن الشعر مألوفاً لديها, الموهوبات الكبار , مثل تشاو لوان لوان, فكن يعاملن على قدم المساواة مع الرجال ويشاركن في مناقشات الشعر ومبارزاته التي تعتبر ذروة المأدبة . دفعت فدية من طرف رجال أثرياء أقوياء لتحرريهن ليصبحن من حظاياهم, منهن كانت الشاعرة بان-بان. كتب عديد من الشعراء الرجال عن جمال وموهبة الشاعرات الحظايا مثل كوان بان-بان, سو هسياو- هسياو , هسوه تاو.
في سلالة تانغ, أصبحت كاهنات التاوية طبقة اجتماعية خاصة أيضاً وتمتعن بحرية أوسع من الحظايا , لأن الكاهنة ليست ملكاً لأحد وبإمكانها السفر والتنقل والتعامل بحرية. على نقيض الراهبة البوذية, لم تمنع من إقامة علاقات حميمة مع الرجال . في الواقع, كانت كاهنات التاوية مطلوبات جداً كمدرسات جنس للمبتدئين. في تلك الفترة أصبح عديد من الأميرات والنساء الثريات كاهنات وأمست معابدهن مراكز لقاءات اجتماعية للدارسين, كما كن يخترن العشاق على هواهن. كانت شاعرات مثل يوهسيان- تشي ولي يي من بين أكثر الكاهنات تأثيراً آنذاك.
تشمل هذه المجموعة شعر رؤية, شعر اجتماعي ووطني, قصائد حول الصداقة, السفر والمنفى علاوة على قصائد العشق. في القرن العشرين, استفادت النساء من انفتاح بنية المجتمع الصيني التقليدي وأصبحن الآن يتمتعن بثقافة أكبر وحرية اجتماعية واستقلال مادي. يكتب الشعراء اليوم, من النساء والرجال, شعراً حراً عوض التمسك بالأشكال الكلاسيكية - شيهو تزو وتشوز. ودرجوا منذ 1900 على استخدام قواعد ومفردات وتقنيات ومواضيع تعود للآداب الأجنبية. لكن لا يزال عدد الشاعرات الصينيات اليوم أقل بكثير من الشعراء الرجال.
لينغ شونغ
****
تشو وين تشون
(القرن 2 قبل الميلاد )
تشو وين تشون واحدة من أشهر العاشقات في التاريخ الصيني. ابنة رجل ثري, ترملت في سن السابعة عشرة. تزوجت ثانية, ولقد بلغ تأثر زوجها الجديد بهذه القصيدة درجة أنه تخلى عن كل خليلاته وعاد إليها. قد تكون هذه القصة مجرد أسطورة.
أغنية شعر أبيض
كشَعري, حبيبي نقي أنْتَ,
أشْيَبٌ كثلجٍ في جبل
لامع أبيض بين السُحُبِ كالقمر.
سوى أنك
غير ثابتٍ
بلغت نقطة فاصلة.
اليوم تعاهدنا
على قدح من الصهباء
وغداً وحيدة أستيقظ
بجوار أخدود
أحدق في الماء البارد ينساب في البرد القارس
وحيداً حزيناً
شرقاً وغرباً.
لِمَ يجلب الزواج دمعاً فقط ؟
كل ما أردته رجلاً
بقلب واحد
كي نبقى معاً
وشعرنا يشيب.
لا من يطارد بصِنارة خيزران طويلة دوماً
سمكاً مراوغاً.
استقامة الوَفِيّ,
أثمن من كل مال.
***
بان تشاه -يو
منحها الإمبراطور لقب الشرف هذا, فبقي اسمها الأصلي غير معروف لنا. ابنة مسؤول كبير, وكانت حظية الإمبراطور المفضلة. عرفت بجمالها ودهائها.
أغنية أسى
( القرن الأول قبل الميلاد )
أخذت قطعة قماش ناعمة,
حريراً أبيض متورداً, نقياً كالجليد
صنعت لك مروحة من الوئام والفرح
مستديرة كالبدر المطل
تتموج في كُمْيّكَ سيدي.
يمكنك الآن هفها, إثارة هبة باردة
غير أني أخشى الخريف إن أتى
وشتت القيظ هفيفاته الباردة,
أن توصد عليها في صندوق قصب
وفي منتصف الطريق يذوي حبك لها.
تقليدياً, تعتبر تسي ين أول شاعرة عظيمة في التاريخ الصيني. ابنة الكاتب تسي الأول. أسرها الهان وسبيت إلى الشمال حيث أصبحت حظية وأنجبت طفلين. دفع أمير حرب فديتها. أطلق سراحها وعادت دون أبناها.
من 18 قصيدة غنيت
إلى صفارة قصب تترية
***
تسي ين
( القرن 2 )
لا رغبة لي في العيش, لكنني أخشى الردى
لا قدرة لي على قتل جسدي, لا زال في قلبي أمل
أن أعيش طويلاً
أحقق رغبة واحدة
ثانية أرى
توت الوطن.
لو أذعنت للموت
لدُفِنَتْ عظامي من أمد.
تتراكم الأيام والشهور في مخيم التتر
زوجي التتري يحبني, أنجبت له ولدين.
أرعاهما, أطعمهما بلا خجل
أشعر بالأسى لأنهما يترعرعان في موقع صحراوي
تحزن القصيدة الحادية عشرة عليهما
فؤادي من البدء بالحروف طُعِنْ.
قد تكون هذه القصيدة من التراث الشعبي, لكنها تنسب إلى الشاعرة
***
أغنية ربيع
مينغ تشو
( القرن الثالث )
في ربيع آذار ونيسان المشمس
حين يتماهى لون الماء بالكلأ
قابلت شاباً يهدر الوقت في الدرب
كم أسفت لأني لم أصادفه من زمن.
في ربيع آذار ونيسان المشمس
حين يتماهى لون الماء بالكلأ
مددت يدي, قطفت زهوراً من الكرمة,
شذاها مثل أنفاس الحبيب.
أربع, الآن خمس سنوات, توقعت قدومك
صار حبي خلال الانتظار الطويل
كرباً.
تمنيت لو بوسعنا الرحيل إلى مكان بعيد
حيث أهب جسدي كله
لعناقك طوعاً.
***
تشان يان
ابنة الشاعر البارز ساي يونج, الذي مات سجيناً. عرفت الشاعرة بمواهبها منذ مطلع شبابها. أسرها مرتزقة برابرة وأجبرت على الزواج من زعيمهم. بعد إطلاق سراحها عادت إلى العاصمة. تتسم قصائدها بمسحة حزينة.
الأغنية التاسعة
( أوائل القرن الثالث )
لا أفق للسماء, لا تخوم للأرض
ومثلهما كرب قلبي بلا حدود.
سريعة تمر حياة المرء, كجواد أبيض ومض مدوياً.
أنا في ربيع الحياة ولم أشهد يوماً سعيداً !
غاضبة وأتمنى طرح سؤال على السماء,
غير أن السماء شاسعة, لا طاقة لي ببلوغها.
أرفع رأسي, أحدق في سحابها ودخانها الخاوي
تعكس الأغنية التاسعة أشجاني, لكن لمن أبوح بها ؟
أرسلت إلى مسافر
السَّنا أورقت أغصانها
السحلبية تبرعم أوراقها.
إن لم تعد في التو
ستسخر مني ريح الربيع.
على منحدر جبل هيوا
***
مجهولة
( القرن 5 )
يا منحدرات الجبال المدثرة بالزهر
الآن وقد مات حبيبي
كيف يتسنى لي العيش فردا.
حبيبي, إن لم تزل تحبني
افتح تابوتك الموصد
خذني معك.
لماذا , في عالم يحفل بالرجال
مهجورة أنا, أتوق لواحد فقط ؟
أمني النفس لو أنني اللبلاب
عالياً أتسلق الصنوبر.
وأنت يمامة هائمة
كي أراك
حين تمر بي.
***
تزو يي
تنسب إليها قرابة 45 قصيدة, أصبحت من الشعر الشعبي. قلدت قصائدها كثيراً منذ القرن الرابع وحتى التاسع .
خمس أغاني من تزو يي
( القرن 3,4 )
1
جافى عيوني النوم
لتألق البدر.
حسبت أني سمعت صوتاً
هنا, هناك !!
أجبت الهواء الأجوف بيأس
" أجل ".
11
أرخى الليل سدوله مرة أخرى
حللت شعري الحريري
على كتفي,
فتحت فخذي
فوق حبيبي.
" قل لي ! أفِيَّ
ما ليس جميلاً ؟ "
111
لم أشد نطاق عباءتي
حين طلبت مني أن أطل من النافذة
إن رفرف ثوبي
نلقي على ريح الربيع باللائمة.
V1
الأغصان العارية اهتزت
في النسيم المفاجئ,
ازداد الشفق عتمة,
حبيبي يحبني
وأنا فخورة بفتنة الصبا.
V
القطب الشمالي, أنا
صامدة من ألف حولٍ.
مثيل الشمس قلبك
يغدو في الصباح شرقاً
وفي المساء غرباً.
***
سو هسيو – هسيو
( أواخر القرن الخامس )
قيل إنها واحدة من أجمل امرأتين عرفتهما الصين. ما زال قبرها موجود غرب البحيرة الغربية. حقق أكثر من فيلم حول حياتها.
أغنية بحيرة هسي – لينج;
أركب عربة حمراء.
تمر بي ممتطياً حصاناً أرقشا.
أين سنوثق برباط الحب
قلبينا ؟
على طول بحيرة هسي – لينج تحت أشجار الصنوبر .
***
وو تسي – تيان
( 705- 624 )
الإمبراطورة الوحيدة التي حكمت الصين. تقارن بالملكة اليزابيث الأولى, وإن كانت أكثر شبهاً بالإمبراطورة كاترين في روسيا. كانت في البدء حظية الإمبراطور, بعد موته أخذها ابنه حظية أيضاً, لكنه نصبها إمبراطورة عوض زوجته. بعد موته احتفظن بجناح حريم مثل الرجال واتخذت بعضهن حظايا.
أغنية حب الإمبراطورة وو
أشاهد البراعم الحمراء تمسي ورقاً أخضرا.
أفكاري كثيرة, مشوشة
كفنن مهتز
من كثرة التفكير بك.
إن كنت لا تصدق أني دائمة البكاء
من ذاك الحين,
افتح خزانة ملابسي
وتفحص ثوبي الرمادي الرماني.
****
سيما زيانجرو
(القرن الثاني قبل الميلاد)
شاعرة بالسليقة, كتبت الشعر منذ سن الثامنة. منحها الإمبراطور لقب " سيدة المواهب " . ماتت في سن مبكرة.
قصيدة على لحن " ثمة جمال في الشمال "
***
طيلة كل تلك السنوات قيل إنها تقف وحيدة
" الجميلة التي تطيح بالجدران " تدعو نفسها
جفونها الخضراء السوداء – أوراق الصفصاف – تباشير الربيع
على وجنتيها يزهر الخوخ.
تهز معصميها, ترن أساور الذهب,
تنقل قدميها, تشدو خواتم اليشب.
صدارتها الثمينة تلائم جذعها النحيل,
خيط الذهب . نسيج رقيق يضيء عباءتها الحمراء
أدري من الآتي: نظرة متمنعة –
حذار أن تستخف بالخصر المتأرجح.
****
يو هوسان – شي
(منتصف القرن 9 )
حظية مسؤول كبير, حين دبت الغيرة في قلب زوجته قامت بطردها من البيت. أصبحت قسيسة تاوية واتخذت عديداً من العشاق . أعدمت العام 870
نصيحة إلى جارة شابة
خشية ضوء الشمس
تحجبين وجهك بأردان ثوبك الحرير.
أهملت زينتك
أنهكتك كآبة الربيع
لعل الحصول على الياقوت الثمين ,
أيسر من العثور على رجل بقلب وفي.
لِمَ تبللين وسادتك بالدمع سراً ؟
لِمَ تخفين أساك في الزهور ؟
هيا اذهبي,
ابحثي عن رجل وسيم شهير مثل سانج يو
ولا تتطلعين لمن لن يؤوب .
**
العيش في جبال صيفية
إلى بيت الخالدين هذا انتقلت
حيث تزهر الشجيرات البرية.
في الحديقة الأمامية , تمد
الأشجار أغصانها لنصب حبال الغسيل
على حصيرة أجلس تاركة أقداح المدام
تعوم في النبع البارد.
خلف إطار النافذة
يفضي درب خفي
إلى أيكة قصب كثيفة.
بين كومة كتب
مبعثرة بفوضى
أقرأ مسربلة في ثوب شاش.
أبحر بمتعة
في قارب مزين بالرسوم
لأغني قصائد القمر.
براحة أهيم مبحرة لعلمي
أن هفيفات الريح تقودني إلى بيتي.
****
هسو تاو
(831-768 )
شاعرة معروفة في سلالة تانغ. باكرة النبوغ وصديقة معظم شعراء الحقبة. قامت بتصنيع ورق خاص لكتابة الشعر.
غدير الخريف
في الآونة الأخيرة أصبح بلورياً نقياً
ينساب كشريط من دخان
وموسيقى قانون عشرة أوتار.
الصوت يدلف وسادتي
فأسترجع عشقاً قديماً
تحرمني كآبته السبات.
قصيدة قديمة ليوان شين
لكل قصيدة نبراتها
أعرف كيف أكتب
قصيدة ناعمة سريعة الزوال
حول ممارسة الحب الهادئ
في ظل زهور يبزغ عليها القمر
أو في صباح السديم تحت الصفصاف اصغيراً.الحظية الجميلة الخضراء أُخفيت بعيداً
لكن عليك أن تتعلم كتابة قصائد الغرام
للفتيات في مدينة الملذات على ورق أحمر.
أنا أتقدم في العمر وبوسعي السماح لنفسي بالذهاب
لذا, سأعلمك كما لو كنت تلميذاً صغيراً .
***
هسيه شينغ
( القرن 9 )
لا يعرف عن الشاعرة الكثير, سوى أنها عاشت تحت حكم سلالة تانغ.
أغنية لرجال منطقة شين
الطيور الصفراء ترفرف عبر خشب القيقب الأحمر,
الثيران السوداء تستريح في الحقل الأخضر,
قصر مملكة شو كان يوماً هنا,
موطناً للرقص والطرب.
الآن يسربل الضباب الناعم الأبراج والشرفات.
***
هان تسيو – بن
( القرن 9 )
حين مرور دارس بالقرب من أخدود قصر الإمبراطور وجد ورقة حمراء عليها هذه القصيدة. بعد أن أطلق سراح بعض النساء من القصر, تزوج الرجل المرأة التي كتبت القصيدة. هناك أربع من القصص المماثلة.
قصيدة كتبت على ورقة شجر حمراء عائمة
ما أسرع انسياب هذه المياه
المدفونة في أحياء النساء !
بكسل تمضي الأيام.
ورقة الشجر الحمراء ! آمرك
أن تذهبي وتعثري على أحدٍ
في عالم الرجال.
***
شانغ وين- تشي
( القرن 9 )
زوجة مسؤول كبير. عرفت بكتابة الرباعيات.
طرف النهر الساكن المظلل بالقصب
سيدي يتأمل طرف النهر الساكن
حيث تتدلى الأغصان في الماء
والمويجات المترقرقة الخضراء
تنساب يوماً إثر يوم بلا نهاية.
***
شاو لوان – لوان
( القرن 8 )
كانت غانية في مدينة شانغ آن, عاصمة سلالة تانغ. قصائدها مكرسة لمديح جسد المرأة, حيث أنها كتبت لبنات الهوى والحظايا.
الأنامل النحيلة
نحيلٌ, رقيقٌ , يَشْبٌ أملسٌ
بصل ربيع طازج مقشر,
مخفية في الزمرد, دوماً,
أردان الحرير المعطر.
البارحة بالقرمزي,
طليت كل مسامير
أوتار العود .
فاه بحمرة خشب الصندل
رشفة كرز صغيرة ناعمة
على حافة قدح نبيذ.
حديث جميل هام على عطر ياسمين,
كثغر المطربة فان سو,
حظية بو تشوي.
الأسنان بذر بطيخ أبيض
والشفتان زهرتا رمان.
جفون الصفصاف
يلهو الأسى على حافة انحناءات ورقة الصفصاف هذه
وكثيراً ما تُعْكَسُ عميقاً عميقا
في مرآة زهرة مائية مرصعة.
بالغة الجمال أنا لأهتم بقلم الجفون
تلال الربيع تطلي نفسها بألوان
شخصيتها المميزة.
النهود الشهية
عَطَّرها المسحوق بالأريج, رطبها العرق
مِلوَى القيثار المرصع باليشب هي.
أيقظها الربيع, كالدسم ناعمة
في السديم الخصب .
يمسك حبيبي المعطر بهما, بعد أن أستحم ,
يداعبهما
باردان كالفاوانيا والعنب الأرجواني.
***
لي يي
(القرن 8 )
لا يعرف عن هذه الشاعرة سوى القليل. بسبب ميولها الأدبية , توقع والدها أن لا تكون سيدة محترمة. لم تحظ بالاحترام اللائق رغم أن مواهبها قد قدرت. استدعيت للقصر, لكن تقدمها في السن لم يرض الإمبراطور. أعدمت بتهمة الخيانة العام 784.
ملامة
يقال إن البحر عميق
إلا أنه ليس بنصف عمق الحب
للبحر على الأقل سواحل
الحب الكبير بلا شواطئ
خذ قيثارتك , تسلق برجاً
حيث يملأ ضوء القمر الحُجَرَ الخاوية
اعزف أغنية شوق الحب
لتتقطع الأوتار والقلب معاً.
المتطرفون الثمانية
ما هي أكثر الأشياء تقارباً وتباعداً ؟
الشرق والغرب.
ما هو أكثر الأشياء عمقاً وضحالة ؟
الجدول الصافي.
ما أكثر الأشياء علواً ولمعاناً ؟
الشمس والقمر
من أكثر أَحماً وبعداً ؟
الرجل والزوجة.
عندما توفي الإمبراطور الأسطوري الحكيم شون, بكت زوجتاه كثيراً قبل أن تغرقا أنفسهما في نهر زيانج. أصبحت دموعهما, كما تقول الأسطورة , بقعاً دائمة على القصب المرقش.
القمر
تلتف روحه كصِنَّارة نحيلة
أو يكمل دورته كمروحة.
هذا الجسم الصغير النامي ليأخذ شكله
يُرى في بقع عديدة من الأرض.
زيز الحصاد
قطرات الندى تغسل النغمات الجلية النائية
حين يلمُّ الريح بضع أوراق شجر
صوت إثر صوت يبدوان واحداً
وإن كان كل منهما على فنن.
الإصغاء إلى كاهن يعزف مزمار قصب
نشيج زيز الحصاد في السحر, أم طيور الصافر الحزينة في الليل
حديث الشوق يحمل عشرة أنغام.
اعزف بعد أنالزوج,جلد السنسكريتة
فتُجمع نواقيس الخريف والذهب.
قصب أقصي عن مقصورة
نمو عظيم, زرع جديد
أربعة أو خمسة صفوف
دوماً تملك قراراً سوياً.
تتحدى صقيع الخريف.
وحيث إن براعم الربيع
تثقب الجدار
لم تعد تلقي بظلها
على الرواق الجميل.
التنفيس عما في الصدر
حطمت القوانين –
طاعة الأب, الزوج , الابن.
لذا أذرف الدمع الغزير.
هذا الجسد ؟ لأي مرادٍ
ما نفعه؟ أتمسك
بما يفعله الطيبون.
وإن كنت يوماً إثر يوم
أطارد فرح
وأغاني الناي الرائعة.
هاكِ ما ليس بوسعي
ما لا طاقة لي التنكر له : أشواك
دبابيس شعري, تنورة
قطنية رخيصة.
***
زانج ياو تياو
( القرن 9 )
جاءت كلاجئة لتعيش في شينجدو, فأصبحت من حظايا القصر. أسرتها غير معروفة. شعراء اليوم يقدرون أعمالها كثيراً.
قصيدة أرسلت لشخص من حياتي الماضية
أن تُسقط ريح الربيع الرقيقة
تويجات الزهور
أمر جلل.
نظرات بعيدة حزينة,
تفكير آخر بك
كي أذهب لأبتاع
قصيدة,
لأستعيد قلب حبيب
ضائع.
أملك : ندم
ترنيمة جوفاء
أغنية معجبة منبوذة.
ماذا فعلت حين وصلت شينجدو
البارحة , بعت
قميصي الفضفاض, تنورتي.
اليوم, قميصاً آخر,
تنورة أخرى.
كل قمصاني, كل تنانيري
بعتها.
خجلة , اختلست نظرة
من صندوق مهري.
مما تبقى,
ما زلت أقصي
هذه الحسرات.
الآن, وأنا معدمة
يتفطر قلبي ألماً.
حديقتي القديمة ؟
نقاط التفتيش
الحواجز العتيقة!
أين سأرعى
أشجار دود حرير الزوجة الصالحة ؟
أفكار ربيعية
في الخارج, في الساحة صفصاف: أشجار خوخ,
براقة,
براقة جداً.
رهينة أعماق
حُجَّرِ النساء
أخيط ثوب راقصة.
طيرا سنونو غير مدركان
ما يدور
بقلبي, بخلدي .
قاصدين,
متعمدين,
يطيران بالقرب –
منقاراهما مليئان بالطين
لبناء عش .
***
هواروي فوران
(القرن 10 )
ثمة خلاف حول هوية هذه الشاعرة, خاصة لقب عائلتها. حصلت على لقبها بسبب جمالها الخارق. أعدمت لاحقاً بطريقة بشعة, حيث استخدمت كهدف لتصويب السهام.
سقوط دولة
رفع الملك راية بيضاء على المتاريس
عميقاً في داخل القصر, كيف يمكنني أن أعرف ؟
مئة وأربعون ألف ألقوا السلاح
أليس بينهم رجل واحد ؟
***
السيدة هوا جوي
( القرن 10 )
زوجة ملك سزشوان الذي فتن بها. بعد هزيمة زوجها واستسلامه وموته, ضمت السيدة هوا إلى حريم الإمبراطور الجديد.
الحياة في القصر
1
بيوت الحظايا
تحيط بالقصر الإمبراطوري.
النواقيس الذهبية تمتزج بآالصغيرة.ية عنقاوية الفاه.
كلها في الليل المضاء بالقمر
تحت شجر متفتح البراعم قرب البحيرة
ثمة صوت شدو دائم .
11
في عباءة حريرية ونطاق يشب
بهية أنا كعنقاء
خلف أذني دبابيس فضة
فوق شعري وشاح.
حين أسمع في البهو الأمامي
طلب جواد الإمبراطور
أفرقع سوط حصاني
أقوده عبر الشرفة الحمراء الصغيرة .
111
في صباح باكر
من يوم ربيع
يجلب البستاني زهوراً
من الحدائق الملكية.
براعم قرنفلية رقيقة
مثل سحب جديدة باهتة اللون.
متكئاً على درج اليشب
يقدمونها له مبتلة بقطرات الندى
حالاً يأمر الإمبراطور
أن ترسل إلى قصر النساء.
V1
في مطلع الشهر
يخصص مالاً لابتياع الزهور
يمنح لآلاف النساء المنتظرات
في كل القصور.
حين يذكر اسمي
أكون هناك لأجيب
أقف أمام الإمبراطور
بفسق
وهو مستلق في السرير.
***
شيان تاو
( أوائل القرن 11)
كانت حظية رئيس وزراء. لم يبق من شعرها إلا قصيدتين فقط.
كتبت في حفلة حيث وزع السيد ألف ثوب من الحرير
ثوب حرير لكل أغنية جلية النغم
وإن كانت الجميلات لا يعتقدن أن هذا كافٍ
شحيحة معرفتهن بفتاة النسيج
التي تجلس مرتجفة برداً قرب النافذة
تدير مغزلها دون توقف جيئة وذهاباً.
***
لي شينج – شاو
( 1084- 1151 )
تعتبر أعظم شاعرات الصين. جاءت وزوجها من عائلتين معروفتين بالدارسين والمسؤولين الكبار. كانت أمها شاعرة معروفة وكذلك والدها. أنفقت وزوجها مالاً كثيراً للاهتمام بالفنون. ترجم ازرا باوند بعض قصائدها.
على لحن " المنغولية " القصير
من عربة زهور
ابتعت رشاش برعم ربيع
رطب كما لو خضبته الدموع
ما فتئ يحمل سحب السحر القرنفلية
ومسحات ندى الصباح
خشيت أن يظن حبيبي
أن وجهي ليس بجمال الزهور
التي غرزتها مائلة في شعري كغيمه.
فسألته أن يجري مقارنة.
حزن الفراق
المطر الدافئ والريح النقية
حلا من جديد,
تخلصا من الصقيع.
كالصفصاف رطب,
خفيف كبراعم الخوخ
قلبي, المنتعش في الربيع.
لكن ليس هناك من يتقاسم معي
متعة الشعر واحتساء النبيذ .
تشق الدموع خطاً في أحمر الشفاه,
دبابيس شعري ثقيلة.
ارتديت ثوبي الجديد
المحاك بخيوط ذهب
واستلقيت فوق كومة وسائد .
مهشمة دبابيس العنقاء في شعري.
متوحدة, والحزن ما بقي لي.
أعلم أني لن أرى حلماً سعيداً
فأبقى مفتوحة العينين حتى انتصاف الليالي
أشذب فتيلة سراج وردي الدخان .
على نغم " قطف التوت "
حظية مجهولة
عند حلول المساء
يخمد المطر المفاجئ والريح
وميض ضوء خابي.
أعزف على المزمار وهلة, ثم
ارتدي ملابسي
أمام المرآة المزخرفة بماء الزهور.
قميص أرجواني شفاف
عباءة حرير بيضاء
معطرة ناعمة الملمس كالثلوج.
أبتسم لحبيبي, أقول
" الليلة داخل شاش ستائر سريرنا
ستبرد وسائد الحرير ".
***
تشو شو شين
( أوائل القرن 12 )
لا يعرف شيئاً مؤكداً حول حياة تشو شو شين, ومعظم ما وصلنا استشف من قصائدها. قام أهلها بحرق أشعارها وما وصلنا جاء عبر من نسخه أصدقاؤها.
ليلة ربيع
ما زال جسدي اليشب مثل دبابيس شعري الذهبية
جميلاً مثلما كان ذاك المساء,
حين أبعدتني
أول مرة عن ضوء السراج.
حللت نطاق
قميصي المطرز.
أغطيتنا, وسائدنا الآن باردة,
تلاشى عبق بخور المساء -
خلف أقصى أبواب الساحة الموصدة
الربيع صامت , وحيد.
تسقط الزهور وينهمر, طيلة الليل, المطر
يخلط الكرب بالحلم
لأمسي أكثر عجزاً
ويأساً.
زهور الخوخ
الثلج يرقص ويحلق الصقيع.
عبر ستائر القصب بالكاد أرى
لمسات ظلال أغصان الخوخ المائلة.
دون توقع عطر بارد
محمول وصوت مزمارالريح المحيرةمظلة السرير .
مسربلة بشذا هذه الريح المحيرة
من بوسعه تثمين هذه المتعة الرقيقة ؟
بسرعة نهضت
شعري الأسود سحابٌ أشعث.
تذوقنا سداة الورود
زينا أنفسنا بالزهور,
عابسين مبتسمين
ما زلنا ناعسين من فعل النبيذ.
لهو طيلة يوم صيف قرب البحيرة
من المحزن أن يحتشد السديم والضباب
لكن استمر في ضمي برهة
دعنا نعود متشابكي الأيدي
على طول درب بركة اللوتس.
فجأة هطل مطر ناعم على حديقة الخوخ الأصفر.
نسيت حيائي
لجأت إلى ذراعيك مستسلمة في ثوبي الرقيق
أخيراً حل ما لا يحتمل
لحظة الفراق.
أعود للبيت وبكسل
أحدق في مرآة منضدة الزينة قرب السرير.
***
تانغ وان
( القرن 12 )
أول زوجات الشاعر لو يو. لم تعجب حماتها بها, فقامت بطردها من البيت. تزوجت ثانية. في حفل عشاء أقامته وزوجها دعي زوجها الأول, الذي ندم على فعلته, فكتب على الحائط قصيدة ندم. ردت السيدة تانغ وان بقصيدة على الوزن نفسه.
على نغم " دبوس شعر اليشب "
الحب في العالم يتضاءل
حب البشر يستحيل شراً.
المطر, في الشفق الأصفر, يعري
الأغصان من الزهور.
ريح السحر تتجفف دمعي
أحاول أن أدون كرب قلبي.
يمكنني الحديث وأنا متعبة بشكل ملتوٍ فقط.
عسير, عسير
كلانا وحيد
واليوم ليس البارحة.
يتأرجح فكري المضطرب هائماً
كحبل أرجوحة.
صوت بوق يتردد في عمق الليل البارد,
يخاف أسئلة البشر
سأخفي دموعي
وأتظاهر بالسعادة.
مخدوعة. مخدوعة . مخدوعة.
***
زهو شوز هيني
( القرن 13 )
القصص حولها درامية وبوليسية. قيل إن زواجها من تاجر لم يكن سعيداً, فاتخذت عشيقاً يقدر مواهبها الأدبية. قام أهلها بحرق معظم قصائدها. حياتها غامضة وهناك من يقول إنها مجرد شخصية خرافية لم توجد أبداً.
شكوى الربيع
أسير وحيدة وأجلس وحيدة
أترنم بالقصائد . أرفع كأسي وحيدة
وأهجع حتى وحيدة.
دون حراك أنتصب, تتفجع روحي
دون وسيلة دفاع ضد صقيع الربيع المقلق.
من يدري بمشاعري هذه ؟
غسلت دموعي المساحيق ولم يبق حتى نصفها.
تناوب الحزن والسقم عليَّ
شذبت فتيلة السراج الباردة
ولم تأتني الأحلام.
أغنية النرد
مجهولة
( القرن 16 )
قطعة عاج متحجرة
محفورة عليها وجوه وقلوب –
إلى اليوم يلقى بها
منذ أن رسمت عليَّ.
***
هوانج أو
(1569-1498 )
كان زواج الشاعرة من شاعر وكاتب درامي سعيداً . في القرن 16 لم يقابل الأدب الشعبي بالرفض من قبل الحكومة الصينية, حيث شهد القرن روايات شبقية ومسرحيات كوميدية أيضاً. لكن ذلك لم يكن مقبولاً من النساء. لعل هذه الشاعرة كانت الاستثناء الوحيد.
على نغم " غيمه هائمة فوق الجبل المفتون
كل صباح أستيقظ
جميلة كآلهة الحب
في الجبل المفتون.
كل ليلة أذهب للنوم
مغرية مثل يانغ كوي – في
محظية الإمبراطور.
خصري نحيل وفخذاي
متعبة واهنة
من ليلة رقص غيمه.
غير أن عيني لا زالتا شهيتين,
ووجنتي متوردتين.
مربيتي العجوز تمشط
شعري مثيل السحابة.
حبيبي المعطر كالبخور
يعدل دبابيس شعري
يسحب جواربي الحريرية
من على ساقي وقدمي
المعطرين بالأرجواني
ثم نستلقي مرة أخرى
وقد غمرتنا نوبة انفعال.
***
شاو في- في
( القرن 17 )
عاشت قرب البحيرة القريبة المعروفة بجمال طبيعتها ونسائها. كانت موهوبة وفي غاية الجمال. دفع مسؤول مبلغاً كبيراً لأمها لضمها إلى حظاياه , لكنها عادت وتزوجت.
رسالة
أشذب فتيل سراجي , وباكية أخط هذه الرسالة
أدمغها , أرسلها إلى بعد عشرة آلاف ميل
لأخبركِ عن كربي
أتوسل إليكِ تحرير جسدي .
أمي الحبيبة, كم بقي من مهري ؟
***
هو شوانج – شينج
(القرن 18 )
تنحدر الشاعرة من عائلة مزارعين . تعلمت القراءة والكتابة من عمها المدرس. كانت تبادل قطع التطريز التي تطرزها بدواوين الشعر. تزوجت مزارعاً أمياً عاملها بقسوة, علاوة على تعذيب حماتها لها.
على نغم " غسل الحرير في الغدير "
المطر الدافئ يهطل بلا إحساسٍ
كخيوط حرير مبعثرة.
صبي المزرعة يضع وردة خلف أذنه
يحمل حبوباً جديدة
من حقله الصغير إلى البيدر.
أستيقظ مبكرة لأروي الحقل
لكنه غاضب
لقدومي المبكر.
طهوت حب الدخن له
على نار بدخان
فغضب لتأخري
قفاي الناعم يؤلم طيلة النهار.
***
سان يون فينج
(1814-1764 )
ابنة مسؤول كبير. تزوجت رجلاً مثقفاًُ. كانت من بين أفضل 13 تلميذة عند الشاعر يوان مي.
الشروع في السحر
في القمر الشاحب
عند السحر –
ناقوس متجمد.
حوافر جوادي
تطأ الأوراق الصفراء.
الشمس تشرق
لا يظهر أي مخلوق,
مجرد صوت غدير
من خلل شجر دثره السديم.
أثر في وو جورجي
الأثر يصعد متعرجاً
عالياً فوق الدوامات اللولبية
الماء بطيء الانسياب يتحطم على الصخور المنحدرة.
في نسيم المساء يتردد صوت
صبي يعزف المزمار
عائداً إلى البيت يمتطي ثوراً, وآخر قطرات المطر تختلط
بسحابة تنفس جوادي.
عشب جديد ينمو على الأسوار العتيقة
فوق المعالم المهجورة.
والزمن ضيع الكتابات القديمة
أسافر في رحلة بلا نهاية
ولا احتمل سماع صيحة الديك.
***
بو شاوجنج
(القرن 17 )
زوجة مثقف ودارس غير عادي, عرف بحب الكتب الغريبة وروح الدعابة. بعد موته شعرت الشاعرة بحزن عميق وصامت عن الطعام حتى هزل جسمها وماتت. من قصيدة رثاء زوجها نختار بعض المقتطفات.
من رباعيات " رثاء الميت "
18
في آخر أيام المرء, الشهرة رخيصة جوفاء –
انظر إلى حياتك كلها, ما الذي حققته ؟
تركت – أباً في الثمانين شعره الأبيض أشعث –
جف دمع مقلتيه , ولا يقوى على الصراخ.
45
فؤاد جليدي ليبرد الشمس البيضاء
دع الشياطين تعرض ألفاً من أشكالها الشريرة
يقال إن آداب المعاشرة في العالم السفلي صارمة.
فلا تكتب قصائد ساخرة منه.
67
صدمت حين رأيتك في المنام تلك الليلة البيضاء
في الحلم لا تعتريني خشية, سوى أني أحلم:
سريعاً تشبثت بردائك
وحين استيقظت كنت خاوية اليدين.
***
شاعرة بارزة, ومن القلائل اللاتي تم اختيرت قصائدهن في ديوان شعر نساء الصين الذي جمع في منتصف القرن 17. كتبت النثر أيضاً الذي تصف فيه حياة الريف والجبال حيث عاشت. يتميز شعرها بالجرأة والتجريب.
أغنية قصيرة
1
ألم تلاحظ
زهوراً متألقة الجمال
على فننٍ في نسيم الربيع,
وكيف في غضون أيام
تسقطها هفيفات ريح الربيع ؟
دعنا لا نعظم
فرح وترح الحياة,
الوجوه الوردية تذوي
في حرارة المسرات والأحزان.
بلا نهاية هما
لكن حياتنا تنتهي
مخلفين القمر في الليل
يبزغ بضوئه الصافي المنساب
وبين الزهور
في الفضاء الخاوي, ضباب
تحت أوراق الشجر.
II
ألم تلاحظ
كيف الصبي مدلى الخصلات
في لحظة يمسي أباً ؟
ألم تلاحظ كيف الفتاة
فاتكة الألحاظِ
تمسي عجوزة البيت القريب.
ألم تلاحظ
كيف تمد الموائد العظيمة
في أضخم القاعات
مصحوبة بالأغاني الصافية كالبلور
وكل أنواع الرقص والشدو,
ثم قبل أن تدري
تحترق الشموع,
تصمت الموسيقى,
هدوء وفراغ,
عدم نراه؟
ومثلها
لا حاضر ولا ماضي لنا
بعد الزوال.
الشمس لا ترغب في البقاء
وجنات القرنفل تغدو تراباً
أقصر الأغاني, أكثرها حزناً.
***
يانغ وان
( القرن 17 )
عرفت بشعرها وخطوطها الجميلة. زوجة دارس ومثقف قدر مواهبها وأبدى احتراماً كبيراً لها كأي رجل عصري. بعد موته هجرت عائلته ورحلت مع عديد من الرجال. في بعض الأوقات كانت ترتدي ملابس المتسولات. قبضت عليها عصابة قطاع طرق في إحدى رحلاتها وقتلتها.
خمس قصائد في النظر إلى امرأة تطير طائرة ورق
I
معاً نظرنا إلى معصم يشب يمسك بخيط خفيف,
إذا تلكأت الريح في القدوم لا تشكو تأخرها.
أين ينظر المرء صوب تخوم السماء في البعيد
دلوف السحب, وتموج الشجر يحددان ساعة التحليق.
II
بلا سبب, سأريح بسرور قلبي الحزين
قد يقطع الخيط الممسوك, أما الحزن لا.
إن كانت الطائرة بثقل حزني,
لن تبلغ القمم الشامخة.
III
أغار من عبوركِ الفضاء اللامع آلاف الأميال
أتنهد حسرة , جسدي ليس بخفتك.
إذا بلغت تخوم السماء وقابلت المسافر الجوال
هلا حملت له بضع سطور ؟
III
سمك الورق حبها, من قصب قلبها
لا تقابل مشاعرك العميقة بالثناء يوماً
لا يمكن كبحها حين تطير
وتضيع في تخوم السماء دون أن ترسل كلمة واحدة.
V
حين يأزف الوقت, تنطلق لتتبع الغيوم الهائمة
مرفرفة, تنقل عشرة آلاف نية خالية
مشوبة العاطفة, غير أنها في النهاية طائشة
كسيدة جميلة, عبثاً, على ريح الشرق تلقي اللائمة.
***
سانج جينجلان
(1680 - 1604)
كانت وزوجها من الشعراء الموهوبين, كما وأن عائلتها عرفت بالاهتمام بالأدب والفنون. بعد انتحار زوجها بسبب سقوط ناننجنج, كرست حياتها للرسم والأدب , وأولت اهتماماً خاصاً بالشاعرات وتشجعيهن.
إيفاد هوانج إلى عاصمة الإقليم
تعصف الرياح بالشراع المتوحد بعيداً
الستارة الخاوية تحزنني
تنتشر التويجات على الدرب المتعرج العاري
ويجتمع الورق الساقط على التل المهجور في البراري.
قمر النهر يبعث القشعريرة في قارب الصياد
غيوم الجبل تواكب قارب الرحال الصغير
ورغم فراقنا اليوم
طويلاً سأذكر نزهاتنا الليلية.
مطر الليل
المطر يعبر درب اليشب, العشب العطري أخضر
المرأة الجميلة تحلم بعبور نهر جياو شمالاً
نهر جياو طوله ألف ميل, أين ستجده ؟
في منتصف الليل تقضي البجعة العائدة ليلتها على ضفة نهر وحيد.
***
وانج وي
(القرن 17 )
واحدة من شاعرات قليلات كرسن شعرهن للطبيعة.
التفكير بالسيدة هان في يوم خريفي
البجع البري يمر, نافذة الورق باردة
القمر يبزغ, والدرج الخاوي يبرد.
مريضة, ليس بوسعي تحمل كرب آخر
الآن, رحل الحلم, فاستيقظت.
ما زلت أذكر شبابنا
حين كانت آثار خطانا مثل ساق طحلب.
مرتدية أوشحة تعلوها أشكالُ خوخ ساقط
متشابكي الأيدي رحنا نكتشف ظلال الزهور.
***
زو كان
(القرن 17)
منحت لقب سيدة من الدرجة الأولى, لكنها أجبرت على الالتحاق بزوجها المنفي إثر اتهامه بابتزاز الأموال ودفع رشوة لخصي في القصر. بعد عشر سنوات في المنفى توسلت إلى الإمبراطور بالسماح لدفن جثمان زوجها في بلدته, حيث بقيت هناك حتى آخر أيامها. موهوبة في الرسم والخط والشعر الحزين.
أسى الربيع
المطر الناعم يرعى أسى الربيع
أساً يبلغ الجفن ويمكث.
نقول إن تقلب الطبع يأتي والربيع
لكن من أين يأتي الربيع ؟
أحصي أيام الزهور على أناملي
في لمحة تغوي
وقبلها أتعلم كيف أدلل الربيع –
حين يرحل, تخسر الزهور بيتها.
أمسية الربيع
كوجهٍ لحظة الفراق, تعكس الزهور لوناً خفيفاً
بقلب حزين تمسي أشجار الخوخ حامضة قبل الأوان.
أخاف صيحة الديك
خشية أن تحرق عشب الساحة
الربيع يمضي
الربيع يمضي
وما زال بعض الصفصاف الناحل الباكي يتمايل بنعومة.
***
ليو شي
(القرن 17)
شاعرة ورسامة في غاية الجمال. نشرت أول مجموعة شعرية وهي في العشرين. أصبحت شخصية أسطورية في الحقل الأدبي بعد زواجها من عملاق الأدب الصيني كيان كياني. بالغة التأثير على القصيدة الغنائية الصينية. تمزج في شعرها بين الذاتية والطبيعة.
الحلم بالجنوب: التفكير بشخص ما
I
ذهب
ذهب إلى مكان ما غرب فينجشينج.
مطر ناعم يبلل أرداني الحمراء,
أعشاب نضرة تفترش الأرض عميقاً كانخفاض الألحاظ
والفراشة حيرى.
II
ذهب
ذهب من جزيرة إيجريتس.
أزهار اللوتس تمسي ندماً زمردياً,
نور الصفصاف ينمو لينضم إلى حزن قيثارة
وخلف ستارة مطرزة يجفل مطلع الخريف.
III
ذهب
ذهب من برج الحجرة الملونة
وحيث إني أعد شهيرة, جميلة, كسولة, أعيش
لا أحفل بالمساحيق ودبابيس الشعر الثمينة؟
وحدها الريح تأتي في الليالي الطويلة.
I
ذهب
ذهب من مقصورة الماء الصغيرة
أيمكنك القول إننا " لم نحب بالقدر الكافي" ؟
أو إننا " ندمنا قليلاً ! "
كل ما أراه طحلب وطئته أقدام .
V
ذهب
ذهب من شاش النافذة الأخضر
كل مكسبٍ سقمٌ خفيف. أخف من لقمة,
جديرة بالشفقة ذاتي الوحيدة, لفراقنا
وخفية نخفي في قلوبنا الذكريات الجميلة.
VI
ذهب
ذهب مخلفاً مزمار اليشب بارداً.
العقاب يلتقط حبات الفول الحمراء الصغيرة
طيور التَّدْرُج, المحتضنة المبخرة بسرور, تحدق بنا
المشمش كان بلون ثوبي الربيعي.
VII
ذهب
ذهب من ظل شجرة خضراء
لا أصدق أن هذا أكسبنا لحناً فاجعاً
رغم ذلك أتساءل لم فشل حبنا.
من أين أتى الحزن؟ لا حاجة للبحث.
X
ذهب, وطالت الليالي
كيف يمكن لحزام المجوهرات أن يدفأ أفكاري حول الجواد الأسود؟
بلطف أرتدي الرداء الحريري في ضوء القمر البارد
وخلف الستارة الوردية , حفنة بخور واحدة.
XI
أين كان ؟
في جزيرة سمارتويد.
مبخرة البط تحترق ببطء, دخان العبير دافيء
جبال الربيع تتسلل بعمق في الشاشة المزخرفة
وتوقف الدوري الذهبي عن العويل.
XII
أين كان ؟
في المقصورة الوسطى.
أذكر مرة بعد أن غسل وجهه
ضحكته المبتهجة بدت خالية من القلق –
من يدري لمن ابتسم ؟
XIII
أين كان ؟
في قارب المغانوليا.
كثيراً ما تخاطب نفسها حين تستقبل الضيوف.
تشعر أكثر بالضياع حين تسرح شعرها,
وما زال هذا الجمال يطغى على سحره.
XV
أين كان ؟
في الوليمة الفخمة .
ذراعاي المعطران يتموجان أعلى وأسفل
والكلمات في الأغاني, مثل الأفكار العميقة
غالباً ما تأتي من شفتي المصقولتين شحيحة.
XVI
أين كنت ؟
في قاعة الخريف.
حيث المرح يلعب الأستغماية.
مرة أخرى , لا حاجة للتسكع طويلاً,
كم مغيب شمس مر !
XVII
أين كنت ؟
في بحيرة مطر السديم .
يترقرق الماء قرب مجداف القصب, يسطع القمر اللامع في الربيع.
قاربنا امتلأ بالريح وعطر الدلفين
والصفصاف يلمس الأمواج الناعمة.
XVIII
أين كنت ؟
على درجات اليشب.
لست متلهفة بجنون على الحب, مع ذلك أردت البقاء
مفرطة الحساسية لأي دلالة لامبالاة
لابد أني خشيت أن يصبح الحب عميقاً.
XIX
أين كنت ؟
خلف ستارة مزينة برسم طيور
ينتهي حلم ببغاء في الذيل الأسود لثعلب الماء
دخان البخور يبقى على رأس المبخرة اللولبية الخضراء
ناعمة كانت أنامل اليشب القرنفلية.
XX
أين كنت
بجانب وسادتي.
لا شيء سوى دموع متواصلة على حافة غطاء السرير
أجففها بسرية, أحن أكثر
كم توقي لحبه صار أكبر.
***
زهو روزي
(أواخر القرن 17)
شاعرة ورسامة لا يعرف عنها سوى القليل, على نقيض حماتها.
ألحان ترسل بعيداً
I
أبغض تناثر الصفصاف الباكي
حين امتطي سرج يشب بعناية فائقة
شمس المساء تبعث الدفء في ريش أذناب الغربان
ثلج الربيع بارد تحت حوافر الجياد.
خرقاء كياستنا ونحن ندلف الجمع
على من يمكننا الاعتماد, سواء غادرنا أم مكثنا؟
ابني البسيط التفت إليَّ ونشج
ليلة البارحة رأى شانج آن في المنام.
II
بعنف السياط, تعصف الريح
بعمق ينهمر المطر .
تعاطفي وابننا المكشوف بلا غطاء
يذكرني بمعطف رجلي المسافر دون خطة.
السنونو في العش ترفع فراخها بعناء
الوز في أقصى الجناح يقشعر برداً بلا رفيق.
سواء مكثت في البيت أم سلكت دروباً جانبية
عناء حملك واحد.
III
يقال إن الحياة قاسية
على طريق يانتاي
مداعبة حسام من أعطي الأمان, عار
وتوسل راتب المدرب أيضاً.
الترحال الدائم لم يعد خطة طويلة الأمد
إذا عدت إلى المزرعة, ثمة قطعة أرض صغيرة
بجانب كفن وحيد. تفجع على أمك اللطيفة
ثم أسرع – أعثر على البقعة التي ينام عليها الثور.
***
شين سوسو
(أواخر القرن 17)
ما يعرف عن حياتها هو ما يستشف من قصائد مجموعتها " كتابات تحت ضوء القمر " ومسرحية الكاتب زهو هي المقتبسة من حياتها, التي تخبرنا إنها كانت حظية بعد أن قبضت عليها عصابة. نشرت قصائدها العام 1700 كملحق للمسرحية.
تقديم زهرة بلسم إلى تيانشوي
أحب زهور بلسم الحديقة
أنت تحب بذرها.
طبيعة البذور مثل قلبك, قلقلة.
قراءة جوان هونج فورين جي
صوت يراعك الجلي يصلني
وأنا أقرأ في منتصف الليل,
كقطف الزهور شاحبة الظلال
كالإصغاء لصوت المطر البارد المدرار.
ومواهبك الأصيلة تواجه صعوبة العثور على معجبة
أرثي تشابه تجاربنا,
إذا رأيت مجلد معطرٌ
خضبته دموع دم لا تعرف نهاية !
***
زو نيجيو
(1750-1720 )
تطرقت لعدة مواضيع في كتاباتها وبأشكال مختلفة. نشر ديوانها " قصائد من البرج الجنوبي " العام 1758, أي بعد وفاتها.
كتابة على لوحة
أواه, العيش في قاعات وأبراج التلال الخالدة!
إن لم يكن بوسعنا قيادة عربات السحاب,
سنصعد آنذاك طوافة الروح
أو نمتطي رخاً أسوداً لنلهو وألوان السديم .
طحلب على حجرٍ أبيضٍ : باب الغار ساكنٌ
حواف مياه وضباب الربيع
قمر وريح, يا لعظمة الفصل !
يشكل الأحبة أزواجاً
لكنس ورق شجر سقط.
اليوم التالي لرأس السنة
وأنا جاثمة قرب الملابس الدافئة
مَنْ مِنْ رفاقي القدامى يفكر بي الآن ؟
صقيع شديد, قمر في كبد السماء
عبير الثلوج على درب ربوة وحيدة.
أعاقت ريح من الشرق
ما حل بشانج من ربيع.
نافذة الشاش تعتم
الساحة حين يخبو القنديل
وأنا ألف شعري ليتصدى لما سيأتي من زمهرير.
***
سي وان
(1755-1695)
اهتمت بالشؤون السياسية. كان والدها جنرالاً عنيداً أخمد عدة ثورات. جمعت قصائدها ونشرت في ديوان العام 1799, يتركز معظمه على مآثر والدها العسكرية في الجنوب.
ربوة جيانجكسي
كرأس القنا ونصل السيوف , قمم الجبال من ألف ميل
حين تضغط على عشرة آلاف فرس
تتسلق دروباً كأحشاء الخراف.
وميض نور خافتٍ ناعمٍ, نقاط دم أخضر متجمدة,
شجر حورٍ أبيض, يصفر فوق قبور مهجورة في البراري.
حلمي قُطِعَ, طبقات سحب لامبالية تعلو
اختفت هذه وانسياب الماء
لم يبق إلا جنود مشاة
يشيرون لمواقع معارك سابقة
فوق جبال عارية.
السنونو البيض
بحلة جديدة, جئتِ من بحر المرجان البعيد
وقت تفتح براعم الأجاص.
الربيع ليس بارداً بطبيعة الحال
لكن إليكِ بثلج راقص!
إذا قدر لأجسادك أن تتحول
قد تصبح قشطة متجمدة:
بين الظلال المقفلة لستائر اللؤلؤ
بصعوبة أراكِ تحلقين
اسمع صوتكِ فقط
في ظل شجرة جنيةِ حجرٍ عميق
وآمل عودتك إلى قاعات الخلود.
لا ريب أنك دهشت لتأخر الوقت
رفرفي, رفرفي – لقد حلقت ببطء
في دبوس شعري الثمين.
***
هي شوانج كينك
( القرن 18)
يعتبرها بعض النقاد أفضل من كتب القصيدة الغنائية في الشعر الصيني. لا يعرف سوى القليل عن حياتها الشخصية. كان من عادتها كتابة الأغاني على ورق الشجر, لذا ضاع معظمه.
هوان زي شا
المطر الدافئ ينهمر بلا شعور
كخيوط حرير متناثرة.
صبي القطيع يثبت برعم الزهر مائلاً خلف أذنه
وهو يأخذ الحبوب الحصاد
من الحقل الصغير إلى البيدر
يسحب الماء, يزرع البطيخ
لكنه يغضب بسرعة –قبل الأوان !
يتحمل الدخان, يطهو الدُخن
يغضب ثانية – بعد فوات الوقت !
اليوم طويل وجسدي
أضناه الإرهاق والألم.
من تسع قصائد
VIII
الدجاج ينام أزواجاً, يهزأ من العنقاء الجاثمة وحدها
معاً تحلق تويجاتها الأرجوانية المصطفة.
فتيل السراج الخافت يخفق أخضراً- ربما هناك نذير ؟
إن كان نعم – مدفأتي المتواضعة أفضل للاتكاء من سياج الشرفة.
IX
أقطن بيتاً متواضعاً
دخان البخور ينساب في الليل, يوقظ حسي بالضياع.
مفكوكة الأردان, أدون سطور الخريف الحزينة هذه.
عشب ذابل , مغيب شمس , أحلم هائمة في مكان بعيد.
***
زو يواندوان
(القرن18)
لا يعرف عنها سوى أنها تزوجت من دارس أدب ونشرت ديوان " قصائد كتبت على فسح تطريز " .
نهاية الربيع
أحصي الأيام, أخشى نهاية الربيع
وأعبس.
أغصان الصفصاف تعجز عن وثق رباط شمس المغيب –
الليل يرخي سدوله الضبابية ثانية
كحلم.
باب الحجرة مقفل, الستائر مسدلة
اجلس قرب النافذة الغربية
السراج عديم القلب يخدعني دوماً –
ليل تلو ليل يضيء دون جدوى على برعم
فأحسب أن الربيع عاد.
***
جين يي
(1794-1770)
كل ما يعرف عنها, غير زواجها من طالب حكومي, ما ورد في كتاباتها وما كتب على شاهد قبرها. وصلنا من شعرها 105 قصائد , نشرت كلها في إحدى موسوعات الشعر الصيني.
نبتات الفاوانيا
أراكِ, أهتم بكِ كثيراً
يا من تأتين مرتين في الهواء العليل
تفوقين حسناً كل جميلة
وحجارة البرج المئة الكريمة.
يبللك المطر, فتنافسين فتنه الربيع,
يضربك الريح بالسياط, تمسين كومة مطرزة.
يا للأسى ! كيف تكل الفراشات
من الدوران حولك ألف مرة.
مشهد قارب
نوافذ الماء مفتوحة , ستائر الحرير مسدلة.
شراع كورقة شجر في مرآة يؤوب.
يخال لي أن السماء ترثي وحدتي:
التلال الخضراء انتقلت قرب القارب المغطى بالرسوم.
***
كو بينجيوان
(أواخر القرن 18)
ورد اسم الشاعرة بين طالبات يوان مي ويوجد عدد من قصائدها في موسوعة الشعر الصينية, كما أن لها ديوان " قصائد من بيت يشب معزول " أخذت منه القصائد التالية:
رسم جميلة تستمتع بالهواء العليل
السحب الباردة تهيم بكماء, ظل الزهور أسود.
الهلال يوقع في شباكه ليل الشوق.
ارفع شاشة المطر اللامع هذه
لعلها تحضر حلماً صغيراً لفراشة.
تقف بكسل قرب درجات اليشب –
خفها المثني كالقوس سيبرد –
لكنها تخشى هبة نسيم
أن ترفع ثوبها الحريري.
مروحة براعم الأجاص المفتوحة وتوأم السنونو
تهب ريح الشرق كي ينضج الأجاص الأبيض كالسحاب
بضع أقدام طحلب تدلف عطرها.
ضاع حلم الفراشات
والألوان الخابية لا يمكن أن تعود.
أنظر إلى طيري السنونو الصغيرين
يرثيان
يلتقطان حبة وحبات
عديمة الجدوى, لكن ليس زهر الربيع.
شموع
تسخر من برد القمر الصافي
تشحذ فتنة البشر
ومن الملائم – في الغرف المزينة وليالي الحب –
أن تكسى بأكمام زرقاء خشية عصف الريح
توفر النور وينبغي عدم تشذيبها ولو بمقص من ذهب.
لمجالس الشعر نحتت
لنادي الشراب أشعلت
خفقانها الأحمر في البدء يخبو خلف الستائر
كم أبغض رؤية صفيَّ دمعها
من يرثي لها ويستعير ما تبقى من وميضها.
***
وو زاو
(1863-1799)
ولدت في بيت تاجر ويبدو أنها تزوجت رجل أعمال. كرست نفسها للأدب. كتبت المسرحية أيضاً. من أشهر دواوينها " غنائيات ستارة الزهور " و " أغنيات من جنوب الشذا وثلوج الشمال "
سنونو
سنونو لم يرحل والربيع
ذبابٌ, عميقاً, يدلف الستائر المطرزة,
ومنذ ساعات يطنطن بنعومة.
هل يمكن أن تكون أمنيته البقاء معي ؟
انتظَرَ …
انتظَرَ …
فأجبته مبتسمة " ليس بوسعك ذلك ! "
لانجتاوشا
وساعات المطر تقطر قطرة قطرة
حجرة القراءة مضاءة السراج.
قرب الشاشات المزينة, في برد الخريف, يعزف مزمار وحيد
أحقاً " حين تنتهي الأغنية , ويمر القمر بتاج الزهور,
لا يمكث أحد في الجوار؟ "
أين تقرع نواقيس المساء ؟
حزنها يذيب روحي.
هذه القصائد الحزينة, هذه الليلة المزرية.
لا تبحث عن أحلام قديمة في قعر الوسادة.
هذه الأحلام أيضاً خاملة.
***
وو تساو
( القرن 19 )
شاعرة , كاتبة مقالة ونشطة في الحركات النسائية. زوجت لرجل يصغرها سناً. معظم شعرها يدور حول الحنين لعائلتها والتعبير عن خيبة الأمل. عملت في التدريس. أعدمت بقطع رأسها من طرف قوات مانشو.
السيد ايشي, ياباني, يطلب مني كتابة قصيدة تحاكي قصيدته.
استخدمت القافية نفسها .
لا تقل إن النساء مملات وغير بطوليات.
جئت الشرق وحيدة, أمتطي الريح
طوال ألف عقدة.
مخيلتي الشعرية ترحل بعيداً ,بعيداً
بحرية قاربي الشراعي يبحر في البحر الرحب.
حتى قبل أن قدمت, حلمت بجزرك
المبهرة كالجواهر في ضوء القمر
لكن واحسرتاه وعاري
رغم أن الإبل مغطاة
بعليق بلادي
لم أفعل شيئاً لتحريك العفن
وليس بوسعي الادعاء إني
جعلت الجواد يتصبب عرقاً في المعمعة.
محملة بالهواجس, أتفجع على أرضي
كيف يمكنني, وأنا ضيفتك, أن أتمتع بنسيم الربيع.
على نغم " ألم لوعة الحب "
الشفق الأحمر ثانية
يغطي ساحتي القصية.
ثانية أكتب
القصائد الحزينة نفسها على ورقة جميلة.
ثانية سراجي الخريفي
يحترق بالأحلام عينها.
الليلة الماضية كانت هناك رياح تصفر وأمطار.
ثانية سيحدث الشيء ذاته هذه الليلة
يقطر قطرة – سيستمر حتى
تنقشع السماء ثانية.
صوت المطر كئيب.
من اليوم سأزرع
شجر موز أقل.
صرار الليل البارد دلف البيت
صوته يطنطن تحت الدرج
خارج النافذة تصيح أخرى لتدخل
خلف الجدار , الصيحات الحادة نفسها
تتكرر مرة أخرى.
على نغم " فرح السلام والنور "
مطر على ساحتي
في أواخر الخريف
كل ما أملك أحاسيس شعرية فقط
ليس بوسعي جمعها.
تنتشر في السحب السوداء
وأوراق الشجر الحمراء.
بعد المغيب الأصفر
يبزغ القمر البارد
من خلل السديم القاتم.
لن أسدل ستائر
الخيزران المنقط وأحلها من عقيفها الفضي.
ستتبع أحلامي الليلة الريح
تعاني من الزمهرير
لتصعد البرج العاجي لجسدك الجميل.
***
بينج هسين
(1900- )
ابنة ضابط بحرية. اسمها المستعار هذا يعني " قلب جليدي " . درست في مدارس الإرساليات الأجنبية وبكين. بعد تخرجها ذهبت إلى جامعة ويلسللي. بعد عودتها, تزوجت عالم اجتماع صيني. كانت نشطة قبل قيام الثورة الثقافية.
تذكر
أمزق التقويم
أي الأيام اليوم ؟
كأن ديمة
سوداء كالغراب
عصفت أمام عيني.
أود أن أكون امرأة سلام وفلسفة
أحجم عن التفكير به
أنا كما أنا
لست امرأة سلام
لست مؤهلة لأكون فيلسوفه.
أعلم فقط
إن أحبني رجل أحبه
إن كرهني أكرهه.
قطعة أرض صغيرة كورقة شجرة
ستكون بيتي, لن أقدر قط على سلواه.
سجل
( قدمت لأخي الصغير )
يده اليمنى تمسك بمقلاع
يسراه كرة طينية.
هناك يجلس , ظهره إلى عمود
ساقاه ممتدان, يحدق في السماء
بعينيه السوداوين.
يطارد الغربان القادمة
لسرقة العنب من الكرمة.
ينوي القتل, لكنه غير قادر على
تغيير تعابيره المليئة بالمحبة
حين لمحته فجأة
من النافذة
امتلأت عيني بالدموع.
من نجوم وافرة ومياه الربيع
1
شكل رذاذ زهور الصقيع
حين تعصف ريح الشمال برقة.
II
خاوية فقط –
اخلعي نقابك النجمي
دعيني أعبد
بهاء وجهك.
III
هذه القصائد المهشمة
ليست سوى قطرات رذاذ
في بحر المعرفة.
مع ذلك تسطع لامعة
نجوم وافرة, مرصعة
على سماوات قلبي.
VI
قارب قلبي اليتيم
يبحر في محيط الزمن
المتقلب المتموج.
V
الحوض العام
يعكس شمس المغيب
يمسي بحر ذهب.
VI
أيتها الجزيرة الصغيرة
كيف يمكنك أن تكوني آمنة
حين يغرق ما لا يحصى من الجبال الراسيات
في البحر ؟
VII
حمرة وردة السماء
تبدو في الرؤية المتأملة.
خضرة غصن صنوبر السماء
تبدو في الرؤية المتأملة.
غير أن كلمة السماء
لا تكتب ولا تقرأ
في الرؤية المتأملة.
VIII
القمر اللامع
كل الأحزان, الأسى والوحدة كملت –
حقول من النور الفضي –
على ضفة الجدول الأخرى
تعزف مزماراً صاخباً.
IX
تعريشة عيدان
توجها الأقحوان –
هناك بإمكانك إدراك
أن الكون ذاتي الاكتفاء.
موعد مسائي
***
شينج مين
( 1924 )
لا يمكنني رفع يدي
لطرق الباب
خشية أن يكون صوت الطرق رقيقاً.
قارب صغير يؤوب
دون صوت المجاديف
لكنه ينتظر المد وريح البحر المسائية.
إذا سمعت, وأنت جالس تحت قنديل,
تنفساً ناعماً خارج الباب
وشعرت بوجود شخص ساكن جوارك
الق بلفافتك بعيداً
افتح الباب دون صرير
ستراني هناك
منتظرة.
***
لين لينغ
1935
اسمها يعني " الغابة الباردة ". جاءت إلى الولايات المتحدة العام 1958 ولم تكتب بعدها إلى القليل.
غرق
يغرقا بلا نهاية
جناحي في أمواج عينيك.
كم أتمنى
كم أتمنى
لو أننا نغرق في الحسنِ
في مملكة سلاها أبوللو.
حيث نسير دون أن نخلف أثراً
مثلما لا تفيض الأنهار هناك في الجبال الشاهقة
بل تصب في المحيط.
النسيم ذاك لم يعد نسيماً
الغابة على الهضبة
لم تعد على الهضبة
نحن لم نعد كما كنا
غبار نحن
نحن كل شيء
ومع ذلك كل شيء ثانية, في لمحة سريعة
سيحرم من كل قيمة.
أواه , كم أتمنى...
سحابة تحل نفسها
ولدت في بيت الشمس العتيق,
المحيط الأزرق – الأخضر سيكون لحدي,
تماماً مثل شهب صغير في السماء.
أضواء قوارب الصيد
العائدة متأخرة في الليل,
ستكون دموع المنادب.
أذكره دوماً
قبل سنوات طويلة فتاة
تهوى ارتداء الثياب الحمراء.
سارت ببطء في عالم البشر
على إيماءات السديم
إيقاع المطر ولحن الجدول المنساب.
اللهب وندف الثلج
نثرتها بطلاقة
أصبحت خط الاستواء , القطب الشمالي والقطب الجنوبي.
دوماً أذكر
تماماً مثل شهب في السماء
محيط الزمرد لحدي,
وأضواء قوارب الصيد,
تبحر عائدة متأخرة في الليل
قطرات دمع المنادب عليَّ.
إدراك مبهم
على صدرك
بين ذراعيك
يا ليل مونت كارلو –
الرجل الذي أحب
يدفيء نفسه بالنار.
لم يجمع ما يكفي
من أغصان الصنوبر ليشعل لهباً.
يا ليل مونت كارلو.
هو يطلب شَعْري
وفقراتي.
سور المرأة
توقعت ذلك طويلاً
أنا فقط
سرت في ظله.
هذه المرة, المرة الثانية التي آتي فيها
لم أعد أحلم بالسعة.
يداي خلف ظهري
أسير من طرف لآخر
أفكر-
كيف يمكن لخيط نحيل أن يربط بإحكامٍ مدينة.
***
تو سسو
( 1939 - )
اسمها المستعار يعني " فكرة وردية " . تزوجت شاعراً ولها روايات ومجموعات شعرية عدة نشرت في تايوان.
شارع الليل
منهكة, مهلكة , راقصة
الجادة المقشعرة المبتلة
ترتاح بعد المطر.
شارع كالفهد
يطلب من الليل أن يتخلى عن كآبته
صمته البارد
وريحه.
حفنة عشب تحترق في النار
والندى يختفي في الصباح.
لا يمكنك رفض الشك
وحيرة الفتاة البتول.
يمكنك الانطلاق
في البهو العظيم لهذا الليل.
هكذا إذن , ابتسامة سحب المساء الصغيرة
تتهشم في حصباء الإغراء.
بنفسج ترددات الحب الحقيقي
وتقحم في الشق.
عربة تنطلق في الشارع
الشارع المقابل يغرق في الليل,
ليل بضوء قنديل في فمه,
ضوء سراج , سديمه الخفيف
يلطمني, يقلقني
سر الشارع الغامض
محبوس في فم الليل.
ليل مبتل بارد – ليل الفهد,
وكل أشكال الليل الأخرى.
هذا الامتلاء الكبير
مثل حوض جاف
لا يقدر على إطلاق سفينة بزفير.
***
ولدت في تايوان. درست الفنون الجميلة والآن تعمل كمصممة في مسقط رأسها.
إذا فكرت والنار
إذا فكرت والنار
تكون الحياة درباً يفضي
إلى انتظار عدم.
على قارعتيها تصطف المباني الرائعة
عيونها المركبة تطفح وتنساب
بالأغاني السعيدة للبيوت العظيمة,
وكآبة البيوت الصغيرة المستديرة.
ثم يطمس في قاع
قدح من حجر كريم أبيض مهتز
قرط مكسور للماضي
قطعتان تبهران العين
ببريقهما الأحمر –
تموز وآذار.
إذا القلعة التي تحفظ أسراري
راحت تحترق
سأقف مذهولاً في المطر,
أراقب رجلاً
وبهياج عظيم
أفكر بآخر.
التفكير في شخص ما
لك خزنت محيطاً من الأفكار
ساكنة , شفافة , براقة.
ذراعاك تحيطان بمدينة سبات
أحلامي الجميلة النائية.
سراج يضيء بوهن عبر نافذة هلالية.
اسمك , تغير إلى حرير ذهبي وفضي
أحاط بي , شبكني
بنصف قرن.
محيط من الأفكار
مخزنة كلها في أخدود المدينة الساكن ذاك –
أجمل لغة
صوتها تويج زهرة جميل
يسقط ويدثر جسدي بالحلم.
***
لان لينج
1946
ولدت في الفلبين وحصلت على شهادة الماجستير من ورشة الكتابة الإبداعية – جامعة أيوا. تعيش في ايوا مع زوجها.
لحن
I
ريح تهز العشب
وضعها المنتصب
ممزق. صوت يوقظ
الرماد.
الأخبار كتبت
على الندى الزائل.
II
تحيط بالقصب وتنساب
على طول ضفتي الجدول
الانعكاس في الماء
بلا ضوء.
فجأة رذاذ ظل وجه
يهبط كليل على حجر.
III
متكئاً على الريح , يقف
العشب ويذبل بين جفنيه.
النجوم تهبط في نهر منتصف الليل
الذي فرغته العاصفة.
من لم يلبس حذاءً قطزال,بعيداً لكنه لا زال , دون أن يسمع, في القرب.
ما وراء الصمت
الليلة, دع القصب ينمو
على طول شرايين
أنهرك المتورمة اللامتناهية.
طيران الضوء يسبب ذاك الصخب الأسود.
ثم فجأة الكل عدم,
جثة معروضة فقط
على ذراع الزمن العارية,
في زقاق طويل مليء بالدخان
آخر كومة من نار المساء
كالنواقيس والطبول
تدفن في سبات ذاتي الشاحبة.
عاصفة تراب تقود الريح في الطريق
وتصل في النهاية
موت حزمة قمح مبكر
وكنهر يفيض في سخط هادئ.
***
تشانج لينج
1945
ولدت في تشانج كنج , وترعرعت في تايوان. جاءت إلى أمريكا العام 1967, حيث حصلت على الدكتوراه في الأدب المقارن. تعمل في جامعة نيويورك.
غسق على شرفة قرب بحيرة ميندوتا
صيف 1968
شعر النساء أو الرجال يرقص الفالس والريح
كالرايات
مئات العيون المترعة على الشرفة تمتص
بعضها بعضاً.
ملتفة فجأة
رأيتك هناك
ترفع رأسك من ورق اللعب
تبتسم لي بسرور
بالتوقع نفسه
والرغبة العارية.
على تخوم الربيع والصيف-
من ورقة شجر لأخرى أو موجة صغيرة لموجة –
يُهِّرِبُ الريح ذهب شمس المغيب
شفتاك وبؤبؤ عيون الساهرين
تطلق شرراً.
مصفقة بيدين هائمتين بمنأى عن الأنظار
أرادت البحيرة المصبوغة بالسحب أن تشدو أغنية
قرمزية مفقودة.
فوق البحيرة الذائبة
حلمت بالسير على الأمواج الجليدية
حلمت بالأزرق المكتوم
أنذهب ؟
صفيحة قصدير بلسان جليدي داخلي
صفيحة تتدحرج على الأبيض المتصدع:
هنا ألقيت نغمة ختامية مهشمة.
الشمس المضيئة تمزج
حرارتها بالثلج.
أخبرتني
" هي ليست أفعى زرقاء طويلة
بل علامة على بحيرة تذوب
قريباً سنسمع تصدعها."
إقرأ إيضاً