فيسوافا شيمبورسكا

عن البولندية: هاتف جنابي

ترجمة وتقديم: هاتف جنابي

فيسوافا شيمبورسكاالألفباء

لن أعرف أبدا،
بماذا كان يُفكر حولي (ألف).
وهل (باء) سامحتني للنهاية.
لماذا (تاء) تظاهر بأنّ كل شيء على مايرام.
وماذا كان دور (ثاء) في صمت (جيم).
ماذا كان يتوقع (حاء)، إن كان يتوقع.
لماذا تظاهرت (خاء)، رغم أنها عرفتْ جيدا.
ماذا كان يُخفي (دال).
ماذا أرادتْ (ذال) أن تضيف.
هل حقيقة كوني أنني كنتُ قريبا،
كان له أيّ معنى
بالنسبة لراء، وزاي وبقية الألفباء.

منظور

تقابلا في الطريق مثل غريبين،
دون إشارة أو كلمة،
هي في طريقها للحانوت،
وهو إلى السيارة.

ربما بفزعٍ،
أو ذهول،
أو نسيان،
هما وبوقت قصير
قد أحب بعضهما الآخر حتى النهاية.

لا شيء يضمن،
أنهما قد كانا هما .
نعم، ربما من بعيد،
لا من قريب أبدا.

رأيتهما من النافذة،
مَنْ ينظر من الأعلى،
من السهل أنْ يخطيءْ.

هي غابتْ وراء الأبواب الزجاجية،
وهو جلس وراء المقود
ثم انطلق بسرعة.
يعني لم يحدث شيء
حتى لو أنه قد حدث.
وأنا متأكدة مما رأيتُ
عبر لحظة فقط ،
أحاول الآن في قصيدة عرضية
أن أقنعكم، أيها القراء،
بأن ذلك كان حزينا.

بعد غدٍ – بدوننا

يُتَوَقّعُ أن يكونَ الصباحُ باردا وضبابيا.
تأخذ السحبُ الممطرة بالتجمع
من الغرب.
ستكون الرؤية ضعيفة.
والطرقات زلقة.

تدريجيا سيكون ثمة صحو محلي
أثناء النهار،
تحت تأثير الضغط العالي من الشمال
لكنه لدى هبوب رياح شديدة متغيرة في عصفها
قد تقع العواصف.

ليلا
سيعمُّ الصحوُ كلّ البلاد تقريبا،
باستثناء الجنوب الشرقي إذْ
لا يُسْتَبْعَدُ سقوطُ المطر.

ستنخفض الحرارة إلى حدّ ما
لكن الضغط سيرتفع.

من المتوقع أن يكون
اليومُ التالي مشمسا،
لكن المظلةَ ستكون
مفيدة لمن سيبقون على قيد الحياة.

* من ديوان"نقطتان" كراكوف 2005
عن "الغاوون" ع(29)2010

كلمة في مكتب المفقودات

أضعتُ عدةَ إلهاتٍ في الطريق من الجنوب للشمال،
وآلهة عديدين في الطريق من الشرق للغرب.
انطفأتْ بعضُ النجوم لي مرة واحدة وإلى الأبد، انفرجي يا سماء.
سقطتْ لي جزيرة واحدة في البحر، وأخرى ثانية.
لا أدري بالضبط أين تركتُ مخالبي،
مَنْ يمشي في فروي، مَنْ يسكن في قشرتي.
حالما دببتُ على الأرض مات اخوتي،
وثمة مفصل لا غير يحتفل بعيد الميلاد داخلي.
وثبْتُ من جلدي، بدّدتُ فقراتي ورجلي،
ابتعدتُ عن الحواس مرات ومرات،
أغمضتُ عيني الثالثة على كل هذا سابقا،
لوّحتُ لكل هذا بالزعنفة، حَرّكتُ الغصون.

حدث وانتهى وعلى رياح أربع قد تبدد.
أنا نفسي أتعجب، كيف لم يبقَ منّي إلا القليل:
شخص مفرد مؤقتا بجنس بشري،
أمسِ أضاع المظلة في الترام.

* من مختارات شعرية جديدة للشاعرة معدة باللغة العربية