إبراهيم حسو
(سوريا)

Ebrahim

لم يكن طموح الشاعر السوري طه خليل أن يكون رئيسا لتحرير مجلة ما كردية كانت أم عربية بقدر ما كان طموحه الأزلي الارتقاء بالشعر وحده والعمل على إيجاد متنفس كتابي مبدع بعيد عن الطاولة و المكتبة ومراجعين يريدون إنزال موادهم الإبداعية, لكن ورغم الظروف الشائكة التي تمر فيها ثقافتنا الكردية من ألفها إلى ياءها لم يعد الحاجة أو التفكير بارتقاء الشعر و السعي إلى تطويره, لقد أصبح الشاعر الكردي اليوم مرهون بواقعية مفروضة عليه و يجب على هذا الشاعر إطاعة هذا الواقع بحذافيره, و ربما تكون هنا المواجهة المريرة و الدراماتيكية في فرض حالة ثقافية مضادة لهذا الواقع المفترض و إزالة الترسبات الثقافية العالقة في ذهنية القارئ الأخر غير الكردي و بأن هناك ثقافة أخرى هي الحوار مع الأخر عن طريق الكتابة الإبداعية من شعر و فن تشكيلي و موسيقا وعلى المثقف الكردي اليوم التحاور مع الجميع في سورية و غيرها من المناطق التي يتواجد فيها الكردي بلغة هادئة ليست فيها ثقافة العنف والإلغاء و الموت.
و يكبر طموح الشاعر طه خليل بالذين حوله من كتاب أكراد و عرب و كلهم يجمعهم حب واحد هو الإبداع الحقيقي و ما إصداره للعدد الأول من مجلة ( ليلان ) سوى مسؤولية مضاعفة و خطيرة يمكن أن يكون بداية تنازل الشاعر عن طموحاته الإبداعية في سبيل نشر جزء يسير من ثقافة الكرد المبعثرة في الغيب, و من يعلم ربما يأتي يوم نتحسر على هذه الثقافة و نكون في خبر كان.
العدد الأول من ليلان تنوع بين مقالات متأرشفة من مذكرات عبد الله أوجلان ومقال طويل عن مظلوم دوقان و مقالات قصيرة في الفن و الحياة منها اللحظة الثقافية لمشعل تمو و مقدم برنامج يعذب ضيوفه لأحمد عمر وكردو بين الأدغال للشاعر لقمان ديركي و هناك قصائد رائعة للشاعر الأردني امجد ناصر و شاعرة من سورية فيوليت محمد بالإضافة إلى مقال هام للفنان التشكيلي بشار العيسى.
وأريد أن اذكر أن هذه المجلة تسعى بكل طاقمها إلى رفد المشهد الثقافي السوري و فتح المجال أمام كل قلم مبدع بالظهور سواء عبر الكتابة إليها أو عبر المشاركة في تدوين ملاحظاتهم وذلك عبر بريد المجلة الالكتروني:

Leylan85@hotmail.com