محمد النبهان في مجموعة شعرية ثانية

محمد النبهانعن مؤسسة جذور الثقافية صدر للشاعر محمد جابر النبهان مجموعته الشعرية الثانية (دمي حجرٌ على صمت بابك) والتي تضمنت قسمين، الأول بعنوان (سفر يوسف) وهو نص طويل وزِّع على أحد عشر فصلا بعناوين منفصلة، واتخذ من قصة النبي يوسف خلفية عامة أو "ذاكرة تنسلخ من التاريخي العام لتندمج بجزء من الشخصي، فهو لا يتعمق ولا يلتزم بأحداث وحذافير قصة يوسف، بل أنه يقلبها أحيانا لما يتناسب وخصوصيته، ولم يسع لأن يكون أمينا لتاريخية الحكاية بقدر أمانته لخصوصيته هو..". أما القسم الثاني فهو بعنوان (سفر الجنون)، جاءت قصائده الخمس تكملة وملحقا يصب في ذات الموضوع العام للمجموعة.

كتبت قصائد هذه المجموعة ما بين عامي 2003 و 2005 وأهداها الشاعر إلى (يوسف محمد)، كما قدّم لها الكاتب والروائي د. محسن الرملي مقدمة متميزة بعنوان (شِعر محمد النبهان.. دمه الصارخ على باب صمت العالم/ قراءة شخصية في شِعرٍ شاخِص) عرض فيها لتجربة النبهان الشخصية منها والشعرية، مؤكداً في الوقت ذاته ارتباط ما هو شخصي بما هو إبداعي، إذ "أن الصدق عنصر جوهري، وأن قابلية العمل على منح تعدّد التأويلات تُعدّ من عوامل إثراء نجاحه، وأن الكيفية هي أجنحة الماهية، وأن النظرية التي قالت بموت المؤلف قد ماتت.." مستعرضا سيرة الشاعر و(الوطن) وسؤال الهوية اليومي من خلال أسئلة النص نفسه الذي جاء كنتاج لتجربتين أو غربتين في الداخل والخارج، هذه التجربة ذاتها التي بدأها النبهان في مجموعته الأولى (غربة أخرى) الصادرة عن دار المدى في دمشق - 2004.

جاءت مجموعة النبهان الجديدة (دمي حجرٌ على صمت بابك) في 131 صفحة من القطع المتوسط وبغلاف صممه الشاعر أيضا من لوحة للفنان التشكيلي العراقي رافع الناصري، وهي لوحة من ضمن مجموعة لوحات بعنوان (تحية إلى المتنبي).

على الغلاف الأخير جاء هذا المقطع المأخوذ من مقدمة د. الرملي:

"يمكن قراءة هذا الديوان/النص على أكثر من مستوى ووفق أكثر من قراءة. يمكن قراءته كفصل لمرحلة من سيرة ذاتية فاصلة في حياة الشاعر المؤلف، يمكن قراءته كرؤية وجودية، يمكن قراءته سياسياً وخاصة فيما يتعلق بقضية الهوية أو بقضية المهاجرين حيث وجع فقدان الوطن وارتباك الانتماء ومرارة أن تصبح بضع أوراق سوطاً يجلد روح الإنسان يومياً، يمكن قراءته اجتماعياً عبر هذه التقاطعات العاطفية بين عدة أجيال في العائلة الواحدة، يمكن قراءته نفسياً حيث هذه الإشكاليات الذهنية المتشابكة بين الهوية العامة والهوية الخاصة، بين الداخلي الذاتي والخارجي العام.. يمكن قراءته بصوت عال، يمكن قراءته بصمت.. بل حتى يمكن الاستماع إليه.. إلى صمته وإلى موسيقاه دون التفكير في المدلولات، كما يمكن الاستماع إلى البوح الداخلي الحميم فيه دون الاستماع إلى موسيقاه، أي إلى تلقيه بمثابة إنصات إلى تداعيات الحوار الداخلي لإنسان يواجه ذاته بصدق.. وبالتأكيد فإن القراءة الموحدة لكل نسيج هذه القراءات سيجعل من تأمل مجموع هذا الثراء في بانوراما واحدة، مسألة غاية في الروعة وأمراً شبيهاً بتأمل مقطع مزدحم ومنسجم ومتنوع من مقاطع الحياة.. وفي كل الأحوال وكيفما كانت القراءة فعليها أن تكون جادة أمام هذا الجهد الشعري الجاد."

* محمد جابر النبهان:
الكويت / أوتاوا - كندا

m_alnabhan@hotmail.com


أقرأ أيضاً: