نورة ناصر

خليفة الوقيانخليفة الوقيان.. من الالف الى الياء كتاب صدر للباحث الدكتور احمد بكري عصلة، سلط الضوء فيه على السيرة الذاتية للشاعر د.خليفة الوقيان، وانتقل بعد ذلك للتنزه بين دواوينه الشعرية ليصل الى السمات العامة لشعره.

شخصية فذة
وقد تحدث د.أحمد بكري عصلة في البداية عن شخصية الشاعر خليفة الوقيان، فوجد ان الشاعرية والشعرية هي السمة الابرز في شخصه، ثم انه يتسم بالتواضع والحلم والوداعة، والألفة والنبل، وهي صفات شديدة الصلة واللصوق بطبيعة الشاعر فيه.
د.سليمان الشطي وصف صديقه الوقيان بالشجاعة النادرة، وهي شجاعة الاديب التي ينذر نفسه وقلمه لخدمة المبدأ. كما وصفه بالترفع عن الاستهانة بطبيعة الاخرين وظروفهم.
'ولنا في شعره ما يؤكد هذه الشجاعة، والثبات على المبدأ، مما لازم الشاعر في مختلف اطوار حياته، واطوار فنه الشعري، ففي المبحرون يصور بعض التوجهات الفكرية المتخلفة التي ترضى بأي وضع، وتبحر مع كل ريح على حساب الكرامة والنفس والوطن والامة، وسط عالم من الظنون والشكوك والزيف'.ومن الصفات الاخرى الواضحة في شخصية الوقيان الاخلاص، فهو عدا اخلاصه لوطنه وامته مخلص لفنه، لا يقول إلا الكلمة الصادقة، يقولها حرة شجاعة، لا يهاب في سبيلها اي خطر، وهو مخلص لأصحابه، يدل على ذلك رثاؤه الحار لصديقه عبدالله سنان وليوسف البابطين.

تواضع وهدوء
والوقيان شاعر متواضع لا يعرف الغرور، بل هو واثق بنفسه، يقدر الاخرين. وتظهر سمة الهدوء في شخصيته 'لكننا نتحفظ هنا قليلا إزاء تعميم هذا الهدوء على حياة د.خليفة الوقيان، فهو وان كان شعره لا ينبئ عن نفس انفعالية، او عصبية جامحة، فإن هذا الهدوء قد يكون غطاء او اوراقا تخفي ما وراءها من جيشان وقوة انفعال مما يسبق عملية الابداع'.

دراسة فنية
لقد رصد د.بكري الظواهر البارزة في شعر الوقيان، مثل: الطفولة، الطبيعة، المرأة، الكويت الوطن، العروبة الامل، الغربة والقلق. ثم انتقل المؤلف الى دراسة الجوانب الفنية وفيها ابتعد قدر الامكان عن المعهود والمألوف لدى الباحثين، الذين يتناولون الوان التشبيه والاستعارة والكناية، وضعف اللغة وقوتها، ومناسبتها للموضوع او عدم مناسبتها. فتناول ما يمكن ان ندعوه الظواهر الفنية النفسية التي يمثلها خليفة الوقيان في شخصيته وفي ادبه معا، وفي هذا السبيل كانت دراسته للغته، والتي تنحصر في الوصول الى مدى قدرة الوقيان على التعامل مع اللغة الشعرية تعاملا يفضي به الى تكوين لغة خاصة به، وانتهى الى انه قد نجح في ذلك وبخاصة في الحصاد، الذي ما ان تقرأ نصا من نصوصه حتى ترى كل جملة فيه تشير الى شخصية الوقيان، وانتهى ايضا الى ان النصوص المستقبلية ستكون ممهورة بطابعه، وسيعرفها المطلع على شعره من النظرة الاولى، وهكذا كانت طريقته في التعامل ليس مع لغة الوقيان فحسب، ولكن مع الوقيان اللغوي الشاعر، وقبل ذلك الوقيان الموهوب، لان الموهبة اساس كل ابداع، ثم الوقيان المصور، فالوقيان الموحد، فالوقيان الموسيقي، فالوقيان اللامدرسي فذو الرؤية، واخيرا الجمالي، وهي مصطلحات ذات دلالات فنية ونفسية عميقة اكثر منها عناوين لأبواب وفصول.

القبس
31/12/2007