ظبية خميس
(الامارات/القاهرة)

دبي الاتحاد:

ظبية خميسمن بين الإصدارات الحديثة لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة يبرز كتاب الشاعرة الإماراتية ظبية خميس الذي يحمل عنوان ''صاحبة الزمان- شرق وغرب وما بينهما: قراءة نقدية''، ويضم 53 مقالة كتبت بين القاهرة ونيودلهي، وتتناول فيها الشاعرة موضوعات متعددة، ما بين قراءة في كتاب ورأي في تجربة كتابية معينة، أو آراء وتأملات في الثقافة والتراث والحياة، وتتجول عبر مقالاتها في أزمنة وأمكنة وثقافات. ويبدو أنها كتبت في التسعينات وصولاً إلى .2005

تقدم الشاعرة لكتابها بالقول ''الثقافة العربية كانت دائما ملتقى للحضارات والثقافات القادمة من أرجاء الأرض. هكذا تم إنجاز تراثنا الثقافي عبر العصور. في القرن العشرين جهد العرب -قدر استطاعتهم- على ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية المختلفة وخصوصا تلك القادمة من أوروبا وأميركا واليابان، وعبر هذه الجهود نمت حركة الحداثة الأدبية العربية مكونة أصواتها واتجاهاتها، متأثرة بتيارات فكرية قادمة من هنا وهناك، ومحاولة مزجها بالموروث الثقافي العربي. واليوم، في القرن الحادي والعشرين نحن نعيش، كغيرنا، مرحلة العولمة بأشكالها وخصوصا الثقافية منها، تنهمر علينا تجارب وحياة الآخرين من كل صوب وحدب عبر الكتب والإعلام والفضائيات والإنترنت وغيرها''.

وتتوقف الشاعرة عند النتاج الثقافي الجديد المتولد عن التعايش والتعددية والتقارب بين التجارب العالمية والعربية، والمفردات المشتركة بين المبدعين في العالم. وعن كتابها هذا تقول إنه ''عبارة عن رحلة شبه تأملية وشبه نقدية.. تأخذني أحيانا إلى نصوص مبدعين آخرين أو موسيقى أو أفكار وتأملات في السياسة أو الطبيعة أو الروحانيات، ولعله عبر هذه الرؤى المتداخلة يمكن للقارئ أن يعيش لحظته الزمنية الراهنة، لأن الأمر قد أصبح هكذا، أنت تعيش بين الذهن والبصر والروح حال تداخل الوشائج كما هي، ولا بد أن شيئا جديدا يولد في الداخل عند المرور بكل تلك الحدود المفتوحة''.

تبدأ مقالات الشاعرة بمقال ''فن الحب'' لتتناول فيها رواية الكاتبة الصينية هونغ بينغ ''ك. فن الحب'' التي أثارت فيها هواجس حول الحرية والحب القديم والحديث وصراعات الثورة مقابل رفاهية الأرستقراطية الموروثة، أما في ''عطر امرأة كاتبة'' فتتناول ظبية رواية الكاتبة الهندية مانجو كابور ''البنات الصعبات'' التي ترصد فيها ما جرى للقارة الهندية من تقسيم ومذابح ومواجهات دينية في فترة الأربعينات. وفي ''البدر في المحبرة'' تعالج ظاهرة الأسماء المستعارة في كتابة المرأة الإماراتية وتقدم نماذج من شعر شاعرات يكتبن بأسماء مثل ''أخت الوفا'' أو ''سارة''، وتكتب أيضا عن رواية ''الحزام'' لأحمد دهمان، وعن ''ذكريات جيشا'' للأميركي آرثر جولدن، وتطرح عرضا ورؤية لكتابين للشاعرة نجوم الغانم هما ''رواحل'' و''منازل الجلنار''، وبين البحوث بحث عن ''الكاتبات العربيات والعالمية: قراءة مقارنة مع إبداع الآسيويات'' مقدم إلى المؤتمر الدولي ''المرأة العربية والإبداع'' في القاهرة .2002 هذا إضافة إلى عدد كبير من الكتاب العرب والعالميين، روائيين وشعراء وشاعرات.

ومن التراث العربي تختار ظبية الوقوف عند مجموعة من القامات الإبداعية في حقول عدة، فتتوقف عند البيروني عالم الفلك والطب والهندسة والرياضيات بمناسبة عثورها على مخطوطة محفوظة في المكتبة الأهلية في باريس وهي ''كتاب البيروني في تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة'' وهي التي تعرف العالم كله على الهند من خلالها. وتقول إن هذا الكتاب ''بحر شاسع، وقد تعلم الهنود عن حضارتهم الكثير من هذا الكتاب الذي تمت ترجمته إلى لغات العالم أجمع''.

وهكذا فكتاب ظبية هذا ممتع ومفيد للقارئ لأنه يقدم له الكثير عن الأدب والفكر والفلسفة وحقول أخرى، بأسلوب سلس ولغة رشيقة تجعل القارئ يسير مع المقالات بلا تعقيدات تذكر، بل بقدر من التشويق والتعريف بهذه العوالم التي تناولتها

ايلاف
الثلاثاء 01 يناير 2008

أقرأ أيضاً: