ترجمها عن الهولندية: عبد الرحمن الماجدي

وحدة

اجلبي لي مشكاةلا صوت
يصدرُ من جوارحي،
سوداء حياتي؛
هكذا كما الليل.
إنما ستشتعلُ شمعة ٌفيّ
لو أنت أحببتني.
أحبّيني!
اجلبي لي مشكاة ً
لا نظر، خلالها، للشمعة المشتعلة فيّ.
 

في المقبرة

صامتا ً
أقف ُازاءَ قبرك ِ.
انه الربيع
     وشاهدة قبرك، لمّا تزل، قاسية وصابرة.
في عينيّ ثمة عصفور يغرد،
كأنه ينادي عصفور عينيك الصامت.
 


طيور مغادرة

البارحة
في لحظة سعيدة
من نزهتي
جلست، على مقعد خشبي، أتأمل المتنزهين.
سألني عجوزٌ:
- أتقرأ كتبا قديمة ؟
أجبته:
- لان الكتب الشابة ممزقة في بلدي.
قابضا على قبعته،
نظر العجوز للسماء،
ومن عينيه كانت تغادر الطيور.
 

النهر

على كتف النهر المتدفق بعجالة ٍ
أتذكرُ ذراعيك المفتوحتين،
وإصرارك:
بأن النهر يعيق ُ، بتدفقه، ذراعي البحر المفتوحتين.
في أزقة الضباب
حيث طفولتي
أتذكر قلبك الدفيء
واصرارك:
بأن البسمة والصداقة لا ينموان إلا في القلوب الدافئة.
حين ارمي ببصري
صوب الطرقات البعيدة
أتذكر حضنك الدافيء
واصرارك:
بأن حضناً ما
يرقبُ شخصاً ما
في نهاية كل طريق.
 

قصيدة ميتة

ذاك المصباح،
هذا الشارع،
أولاء الناس الغرباء،
ما الذي يفعلونه، حقا،
في هذه القصيدة؟
امرأة تحت المصباح
تبيع جوارب ضيقة،
رجل سكران يعبر،
فتاة ترقص،
وشاب يضحك.
وحدها الفراشات؛
تلك التي تدور حول المصباح،
وقطعة غيم ٍ؛
 تلك التي تحمل قمرا،
ليسوا مجهولين في هذه القصيدة.
سأذهب، إذن، للبيت
وعلى كتفيّ قصيدة ميتة.

ولد الشاعر أكبر البيجي في توربات بإيران عام 1959. أكمل دراسته في معهد التكنلوجيا في مدينة مشهد عام 1981.
نشر شعره، وما يزال، في مختلف المجلات الأدبية خارج إيران. أصدر مجموعتين شعريتين: "مياه المرايا المغصوبة" عام 1994 في السويد  و"انظر لهذه القصائد كمرايا" عام 1999  في السويد أيضا. يقيم في هولندا منذ عام 1987.