إسماعيل فهد إسماعيل

في كتاب للروائي طالب الرفاعي

طالب الرفاعي

تمثّل كتب التراجم، التي تتناول حياة الأدباء المعاصرين، مصدراً مهماً وغنياً لمعرفة تفاصيل حياتهم، والعوامل التي ساعدت على تشكّل عالمهم الإنساني والإبداعي، كما تلقي الضوء على أهم المحطات والمنعطفات الحياتية والأدبية التي تنقّل بينها الأديب. وهذه الكتب في وجهٍ آخر لها، تحية عرفان وتقدير لجهد الأديب، واعترافاً جميلاً بفضله وحضوره الإبداعي، ودوره في حركة الأدب على الساحة المحلية والعربية، وهي قبل هذا وذاك وصل متفاعل وفاعل بين أجيال مختلفة من الأدباء، بما يضمن دوران وتجدد عجلة العطاء الثقافي والأدبي.

عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في بيروت، صدر كتاب للروائي طالب الرفاعي بعنوان: «إسماعيل فهد إسماعيل.. كتابة الحياة وحياة الكتابة». ولقد جاء في كلمة الغلاف: «حين وافقت على حضور أعمال ملتقى (شاهنده للإبداع الروائي الأول)، طُلب مني تقديم ورقة/شهادة عن الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، ولقد ترددت في قبول هذه المهمة الصعبة، ولم أكن أدري حينها أنها ستجرني لكتاب.

وجدتني في حيرة عن طبيعة الدراسة الواجب كتابتها لتغطي أعمال وحياة الروائي إسماعيل فهد إسماعيل. رحت أفتش عن شكل مناسب لتلك الدراسة، أستطيع من خلاله أن أقدم إسماعيل فهد إسماعيل إنساناً وكاتباً. ولأن عنصر الوقت كان يلاحقني اتفقت معه على لقاءٍ قصير يمكّنني من تقديم ورقتي للملتقى. لكن اللقاء طال وتشعب، وخاض في الكتابة والحياة، وصار لقاءات عدة توزعت بين الكويت وعجمان، وها أنا أضع بين يدي القارئ الكريم لقاء خاصاً، طعّمته بشهادات ثقافية ونقدية عربية، كي يأخذ بعده الأوفى والأجمل، وليكون كتاباً في متناول القارئ العربي عن إسماعيل فهد إسماعيل. فوحدها الكتابة لها القدرة على جمع غريبين حول مائدة واحدة، ومدّ جسر وصلٍ لمشروع صداقة قد تنشأ بينهما».

طالب الرفاعي

يحوي الكتاب: شهادة روائية لإسماعيل فهد إسماعيل بعنوان «في حضرة الكتابة»، إضافة إلى قسمٍ أول: إسماعيل فهد إسماعيل، كتابة الحياة وحياة الكتابة، وقسمٍ ثانٍ: شهادات نقدية عربية، جاءت بأقلام: صلاح عبدالصبور، د.جابر عصفور، د.فيصل درّاج، د.يمنى العيد، نبيل سليمان، مرسل العجمي، ياسين النصير، نذير جعفر.

يتوزع الكتاب على 143 صفحة من القطع الكبير، مطوفاً في حياة الروائي إسماعيل فهد إسماعيل منذ ولادته وتربيته بين يديّ والد ضرير مع عشرة إخوة، وإصرار الطفل إسماعيل على التميّز والاستقلالية المبكرة، ومن ثم تعلمه الأبجدية على راحة يديه، وقراءته للقصص في حضرة أصدقاء أبيه، ثم انتقال إسماعيل ليكون راوياً لأصدقائه وربعه.
هذا المنحى الحياتي أشعل ولع الطفل إسماعيل لمزيد من القراء، وبالتالي حمله إلى دروب المتعة والفكر، وسرعان ما وجد نفسه متورطاً في الكتابة.

الكتابة وحدها أصبحت صديقة إسماعيل، وكان لها بالغ الأثر في حياته الأسرية، وتنقله بين مختلف عواصم العالم العربي، ودخوله لأكثر من زيجة وارتباطه بأكثر من امرأة.

كتاب «إسماعيل فهد إسماعيل.. كتابة الحياة وحياة الكتابة»، توثيق لمسيرة وخيبات وأوجاع جيل عربي بأكمله، من خلال تشخيص حياة كاتب، كان ولم يزل همه وحضوره الإبداعي عربي الصبغة. كاتب، يُعد اليوم، واحداً من أبرز روائيي منطقة الخليج والعالم العربي، حيث ناهزت أعماله الثلاثين عملاً، وشكّلت تاريخاً روائياً دالاً على خارطة المنطقة إبداعياً واجتماعياً وسياسياً.

وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى كتاب: «إسماعيل فهد إسماعيل.. كتابة الحياة وحياة الكتابة»، فلقد سبق للروائي طالب الرفاعي أن أصدر في مطلع العام، عن دار المدى في دمشق رواية «الثوب»، ثم أتبعها بمجموعته القصصية «سرقات صغيرة».

خاص - "أوان"
2009/09/26