يال-غسان زقطانصدرت عن منشورات جامعة "يال" في الولايات المتحدة هذا الشهر ترجمة لمختارات من أعمال الشاعر غسان زقطان.
ضمت الترجمة مجموعة الشاعر الأخيرة "كطير من القش يتبعني" الصادرة في طبعتها العربية عن دار "رياض الريس" في لبنان، إضافة إلى قصائد مختارة ترجمها وقدمها الشاعر زقطان والمترجم الفلسطيني المقيم في الولايات المتحدة فادي جودة. وحمل الغلاف لوحة للفنان الفلسطيني سليمان منصور.

وأشارت منشورات "يال" في تقديمها للمختارات بقولها: "عبر الترجمة الملهمة لـ"طائر من القش يتبعني" العمل العاشر لغسان زقطان مع بعض القصائد المختارة، يقدم المترجم فادي جودة للغة الإنجليزية العمل الأفضل لأحد أهم شعراء فلسطين وأكثرهم أصالة".
وقد رأى الكثير من النقاد أن غسان زقطان يدخل عبر هذا القصائد إلى مناطق جديدة ويسلط الضوء على رؤية إمكانيات الشعر العربي والشعر الفلسطيني بشكل خاص. وبابتعاده عن الجماليات الكثيفة لشعراء محتفى بهم من الجيل السابق مثل محمود درويش وأدونيس، غسان زقطان وعبر سرده الرقيق والعذب، يمثل اتجاها جديدا وقفزة مؤثرة للشعراء الشباب العرب في وقتنا هذا.

في مقدمته للكتاب، يحلل فادي جودة ويستكشف منهجية العمل الذي يتبعه زقطان، يقول جودة:"أشعار غسان زقطان تدعونا إلى الدخول والخروج منها، رسمها وتفكيكها، ترميزها وتفكيك الرمز، تعبئتها وتفريغها ... عبر الحي وغير الحي نحو حرية حقيقية".
وقد تركت المختارات انطباعات لافتة عبر العروض التي كتبها شعراء ونقاد اميركيون في تعليقهم على صدور المختارات، حيث كتب الشاعر كول سوينسون: ...لا هوادة في تعامل أو تفاعل أو علاقة قصائد غسان زقطان مع الحياة اليومية، سرد التفاصيل اليومية والتي هي في نهاية المطاف، الرواية التاريخية الكبيرة. إن ترجمة فادي جودة الرائعة لا تمثل فقط الحس، الصوت، والإيقاع بل أيضا النبض، الأمر الذي يبث اللغة الانجليزية بحساسية جديدة".

أما الشاعر والناقد لورانس جوزيف، فقد كتب في تعليقه على قصائد المجموعة: "كطير من القش يتبعني المختارات السخية من قصائد غسان زقطان، المترجمة ببراعة وبإقناع هي هدية. زقطان ليس فقط أهم شاعر فلسطيني حي بل هو من أهم شعراء الزمن الراهن حيث يجسد بطرق متطورة وعالمية أنماطا من التعبير، عمق، رقة، وشهادة لا سبيل لمقارنتها".

الشاعر بيير جوريس ركز على "كثافة المنفى" لدى غسان زقطان: "المنفى هي صنعة أو مهنة الشاعر، وعليه فإن مهنة الشاعر الفلسطيني هي تكثيف المنفى ومضاعفته... يعتبر شعر غسان زقطان مثاليا لأن كثافته الغنائية تخفي وتركز في نفس الوقت على الأبعاد الملحمية لهذا البحث".
أما الشاعر والناقد الأميركي، من أصول صربية، ايلي كامينسكي، فقد عقد مقارنة بين زقطان والشاعر اليوغسلافي فاسكو بوبا، مشيرا إلى الترجمة الرائعة التي حققها جودة: "عند قراءة ترجمة فادي الجودة الرائعة لزقطان، كنت أفكر بشاعر وصانع الأساطير من يوغوسلافيا فاسكو بوبا الذي أيضا عاصر أو عاش العنف وكتب أو سرد أحلام أمته. مثل بوبا، غسان زقطان غير خائف من استعادة جذوره بل من رؤية "البناؤون السريون الذين أيقظهم كفافي– المارون عبر التلال "عبر الحفر في وسادته. أنا شاكر لهذه الشجاعة وهذا الغناء".

رام الله
28-3-2012