جعفر العلويتصدر في سبتمبر المقبل عن دار الغاوون, المجموعة الشعرية الأولى للشاعر جعفر العلوي، ضمن مجموعة من الإصدارات التي يصدرها مشروع "تاء الشباب" في موسمه الثالث الذي تقيمه وزارة الثقافة. ويُدشن العلوي مجموعته التي جاءت بعنوان "للتوضيح فقط" في ختام فعاليات المهرجان الشبابي الصيفي عبر أمسية شعرية مشتركة تحمل عنوان "قابل للكسر" وتشاركه فيها الشاعرة رنوه العمصي.

ويضم الكتاب الذي يأتي في 140 صفحة من القطع المتوسط, مجموعة من اللافتات الشعرية، يحمل فيها جعفر العلوي وجوهه العديدة. في باب "الفتى الذي هناك" كمسافرٍ تائه، يستدلّ فيها على نفسه. يحكي فيها مونولوجاته، ويفضح انكساراته وتناقضاته. في محاولة للتقرب من ذاته والأشياء التي يجرّب نسيانها في الشعر.

وفي باب "الضحية التي أنا" يحاول العلوي تفحص وجوه المارّة الذين يعبرون من أمامه, ويرصدهم بلغة حسّاسة وواقعيّة كما يكتب في أحد نصوصه المجموعة "كمترو / أحفظ وجوه المسافرين جيداً /ولكني لا أملك اختيار محطتي المقبلة".

وفي باب "المسكينة التي هي", يقرأ العلوي أنثى واحدة بأصوات مختلفة تتداخل فيها لغة الخوف والانكسار والهزيمة والخيانة, قبل أن يغلق الباب الأخير في كتابه بنص "للتوضيح فقط" كمن يسدل على شعره ستاراً شفافاً لا يستر شيئاً.

جعفر العلويمن نصوص الكتاب :

من نص "مكياج"

مليءٌ بالأُحجياتِ والخدَع
بالحيَل التي أمارسها
فتُضحك الأطفال عليَّ
بالمهرجين الذين يتقافزونَ داخلي
بالحبال التي أتدلى منها
ورأسي للأسفل
بالغمّاضات التي تشد عينيّ
إلى خلف رأسي

معلَّق
بين كومة هدايا رخيصة
يتفنّن المارّة قذفي بالكُرَات
من يُسقطني
أصيرُ مُلكه

كل يوم
أجرِّب اللُعَب الساذجةَ ذاتها
أدحرجُ أفكاري
بتوازن
على كرةٍ مطاطية كبيرة
وخيطٍ شفافٍ دقيق
فلا أصلُ ..
ولا أسقط".

من نص "زبون دائم"

ثلاثة أيام على الكرسي ذاته
لم تكن أكثر أهميّة من عمرٍ كامل
تنقّلتُ فيهِ على كراسٍ عدّة
بمؤخّرة واحدة
من كرسي المدرسة
إلى كرسي مدينة الملاهي
إلى كرسي التحقيق
إلى كرسي الحلاّق
مروراً بكرسي الطبيب النفسي
وحتى كرسي المقهى الذي أحدّثكِ الآن منه
على كل الكراسي التصقتُ بالمؤخّرة ذاتها
وفتحتُ الفمَ ذاته,
من الغفلة أحياناً وأحياناً من الاندهاش
أو الخوف أو الألم
وغالباً لأفتِّش عن أثرٍ لعمري الذي
يمضي سريعاً
في كل مرّة أفتح فيها فمي".