الشيخ صقر بن سلطان القاسمي بأعماله الكاملة

الشيخ صقر بن سلطان القاسمي

نحو عشر سنوات قضتها الشاعرة والفنانة التشكيلية ميسون صقر القاسمى فى جمع وتحقيق الأعمال الكاملة لوالدها الراحل الشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي. الأعمال تصدر خلال أيام فى أربعة اجزاء من القطع الكبير وتزيد عن 1700 صفحة وتشمل كل أعماله الشعرية التى سبق نشرها وكذلك التى لم تنشر من قبل كما تقدم لأول مرة أعماله النبطية والتى جمعت بعضها من أوراقه القديمة وأخرى من ألسنة الأصدقاء والأقارب. وقد قدمت ميسون تعريفا بوالدها من خلال سيرة مختصرة ومجموعة نادرة من صوره الشخصية والرسمية وطوابع البريد التى تحمل صورته عندما كان حاكما لإمارة الشارقة حتى منتصف الستينات. كما تحتوى المجموعة على اسطوانتين مدمجتين تتضمن إحداهما صور الشاعر وطوابع البريد والأخرى تسجيلا بصوت محققة الاعمال لبعض من قصائده النبطية .
شملت قصائد لفيروز ونجاة وزبيدة ثروت:
الأعمال الكاملة للشيخ صقر بن سلطان القاسمي تصدرها ابنته
تصدر خلال أيام الأعمال الكاملة للشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي الحاكم الأسبق لإمارة الشارقة. الأعمال جمعتها وحققتها ابنته الشاعرة والفنانة التشكيلية ميسون صقر. وتصدر فى أربعة اجزاء مجموعها 1700 صفحة من القطع الكبير وتمثل كل ماتم التوصل له من أعمال الشيخ صقر . وتضم جميع أعماله التى سبق نشرها فى حياته بالإضافة إلى ثلاثة دواوين تنشر لأول مرة. كما تقدم مفاجأة بنشرها ديوانه للشعر النبطى بقصائد مجهولة كادت تتعرض للضياع. العمال بشكل عام تتنوع بين الوطنيات والغزل وغيرها من الموضوعات ومنها قصائد كتب إهداؤها لشخصيات معروفة فى مجالات السياسة والأدب وعثر على عدة قصائد كتبت لفنانات عربيات وأجانب منهن فيروز ونجاة وزبيدة ثروت.

الأعمال الكاملة تضم كل ما كتب عن الشاعر كما تضم تعريفا به وصورا له متنوعة بين الشخصية والرسمية وكذلك طوابع البريد التى تحمل صورته عندما كان حاكما لإمارة الشارقة. كما تحتوى المجموعة على اسطوانتين مدمجتين تتضمن إحداهما صور الشاعر وطوابع البريد والأخرى تسجيلا بصوت محققة الاعمال لبعض من قصائده النبطية.

ميسون القاسمي تشعل لهب الحنين بأعمال والدها الكاملة

فى دأب وإصرار وعلى مدى عشر سنوات قامت الشاعرة والفنانة التشكيلية ميسون صقر القاسمي بجمع وتحقيق الأعمال الشعرية الكاملة لوالدها الشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي والتى صدرت مؤخرا فى أربعة أجزاء من القطع الكبير مجموعها أكثر من 1700 صفحة تضم كل ما نشر من أعماله الشعرية على مدار حياته كما تضم دواوين تنشر لأول مرة والعديد من القصائد المخطوطة. وتشمل المجموعة ديوانه النبطى والذى ينشر أيضا لأول مرة وهو الذى تم جمعه من أوراق والدها الراحل ومن ألسنة الأهل والأصدقاء. وتشمل المجموعة أيضا معظم ما كتب عن الشاعر . كما تشمل صورا نادرة له رسمية وشخصية وبصحبة العديد من الشخصيات العربية المرموقة مثل عبد الناصر وعبد الخالق حسونة والعديد من الأمراء. كما تنشر مجموعة نادرة من الطوابع التى تحمل صورة الشاعر عندما كان حاكما لإمارة الشارقة. كما تحتوى المجموعة على اسطوانتين مدمجتين تتضمن إحداهما صور الشاعر وطوابع البريد والأخرى تسجيلا بصوت محققة الاعمال لبعض من قصائده النبطية.

شملت صورا وطوابع وأشعار عربية ونبطية:
الأعمال الكاملة للشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي تصدرها ابنته ميسون:

في أربعة اجزاء من القطع الكبير صدرت الأعمال الكاملة للشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي والتى جمعتها وحققتها ابنته الشاعرة والفنانة التشكيلية ميسون صقر القاسمي. وتضم المجموعة كل ما نشر من دواوين الشاعر بالإضافة إلى ثلاثة دواوين تنشر لأول مرة وتقدم مفاجأة تتمثل فى ديوانه النبطي . كما تضم الأعمال معظم ما كتب عن الشاعر بالإضافة لسيرة ذاتية مختصرة و مجموعة من الصور النادرة وطوابع البريد التى تحمل صورته عندما كان حاكما لإمارة الشارقة. كما تحتوى المجموعة على اسطوانتين مدمجتين تتضمن إحداهما صور الشاعر وطوابع البريد والأخرى تسجيلا بصوت محققة الاعمال لبعض من قصائده النبطية.

أشعار نبطية مجهولة للأمير الشاعر تنشر لأول مرة:
الأعمال الكاملة للشيخ صقر بن سلطان القاسمى تصدرها ابنته ميسون

أصدرت الشاعرة والفنانة التشكيلية ميسون صقر القاسمي الأعمال الشعرية الكاملة لوالدها الشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي والتى قامت بجمعها وتحقيقها. الأعمال صدرت فى 1700 صفحة من القطع الكبير مقسمة إلى أربعة اجزاء تضم دواوينه التي سبق نشرها والدواوين والقصائد التى لم تنشر من قبل كما تضم دراسات ومقالات نقدية كتبت عن الشاعر بالإضافة لرسائله وصوره الشخصية والرسمية وطوابع البريد التى تحمل صورته عندما كان حاكما للشارقة. وتقدم المجموعة مفاجأة وهى ديوان الشعر النبطي للشاعر كما تقدم مخطوطات بخط يده لقصائد مجهولة تنشر لأول مرة. كما تحتوى المجموعة على اسطوانتين مدمجتين تتضمن إحداهما صور الشاعر وطوابع البريد والأخرى تسجيلا بصوت محققة الاعمال لبعض من قصائده النبطية.

****

الشيخ صقر بن سلطان القاسمى شاعرا بأعماله الكاملة

الأعمال الكاملة للشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمى
صدرت فى أربعة مجلدات:
الأمير الشاعر صقر القاسمي حياة حافلة فى عالم الأدب
تكشف عن حقبة منسية من تاريخ الإمارات الشعري والأدبي:
الأعمال الكاملة للشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي
جمعتها وحققتها ابنته الشاعرة ميسون صقر القاسمي:
الشاعر الشيخ صقر القاسمي يعود إلى الحياة بأعماله الكاملة

صدر مؤخرا (الأعمال الشعرية الكاملة ) للشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي - جمع وتحقيق الشاعرة ميسون صقر القاسمي. وهو العمل الذى عكفت عليه قرابة عشر سنوات لجمع ما كتبه وما كتب عنه وتحقيق قصائده التى سبق أن نشر بعضها وينشر الكثير منها لأول مرة وكذلك تضم شعره النبطى الذى ينشر لأول مرة بين دفتي كتاب.
الأعمال الكاملة صدرت فى أربعة مجلدات من القطع الكبير تزيد صفحاتها عن 1700 صفحة.
ويتناول الجزء الأول الدواوين المطبوعة للشاعر في بداياته الأولى من عام 1954 وحتى مطلع الستينات من القرن الماضي وهي : وحي الحق، الفواغي، في جنة الحب . فى حين يتناول الجزء الثاني أعماله المطبوع منها وغير المطبوع من مطلع الثمانينيات وحتى رحيله وهي أعماله الوطنية الكاملة حتى عام 1982 باسم صحوة المارد وأعماله الكاملة حتى عام 1990 باسم لهب الحنين كذلك يشمل هذا الجزء دواوينه التى لم تنشر وهي: (كان شجنا) و (قطرات عطر) و (لا تسأل الأمس).

أما الجزء الثالث فيعرض حياة الشاعر وما كتب عنه وعن أعماله ورسائله وصوره وغيرها مما يرسم صورة متعددة الأبعاد عنه.
وقد تم تخصيص الجزء الرابع للقصائد النبطية التى كتبها الشاعر. كما تحتوى المجموعة على اسطوانتين مدمجتين تتضمن إحداهما صور الشاعر وطوابع البريد والأخرى تسجيلا بصوت محققة الاعمال لبعض من قصائده النبطية
المجلدات فى مجملها تعتبر توثيقا تاريخيا وأدبيا لحياة حافلة عاشها الشاعر واختبر خلالها المتناقضات الإنسانية والتى انعكست فى إنتاجه الشعري. تلك التجربة الحياتية التى صاغتها روحه إبداعا شعريا مميزا ومتنوعا كأحد اهم شعراء الخليج وصاحب السبق فى طبع دواوينه وانخراطه فى المجتمع الثقافي العربي وكذلك بالجمع بين الشعر العربي الفصيح والمحكي النبطي تماما كما جمع بين الإمارة والشعر.
وقد واجهت الشاعرة ميسون صقر ابنة الشاعر وجامعة الأعمال ومحققتها صعوبات عديدة أثناء عملها منها أن الشاعر كان يغير فى قصيدته فى كل مرة ينشرها وكأنها كائن حى.

الجزء الأول

تستعرض المقدمة الأسباب التى أدت إلى إهمال الحديث عن الشاعر وإنتاجه الأدبى ويضم الكتاب الأول سبعة أقسام تتضمن مقدمة عن الشاعر وقيمته الأدبية وكذلك مقدمة عن فكرة وعملية الجمع النصوص التى لم تنشر ووصف للدواوين واستعراض لمنهج التحقيق والجمع وبعض المشكلات التى واجهت التحقيق وخاتمة.
كتب الشاعر قصائد تحتفى بالحياة والمرأة والحب والقضايا الوطنية وغيرها. ومن ضمن ما كتب قصيدة لفيروز وأخرى لنجاة الصغيرة وثالثة للمثلة الهندية نور جهان. كما كتب لزوجته قصائد عديدة ولبناته وأبنائه. كان من أوائل الشعراء فى الخليج العربى الذين طبعوا قصائدهم فى كتب.
عاش الشاعر حياة الإمارة وحياة النفى وحياة السجن وظهرت كلها فى قصائده.
عشق المدن وكتب عنها فكتب عن دمشق ولبنان ومصر وعن عمان وطنه الأكبر وثوارها .
من مجموعة أوراق وقصاصات وبقايا ورقية قدمتها زوجة الشاعر لابنته بدأت فكرة ومشروع هذا العمل الذى استغرق نحو عشر سنوات.

يضم الجزء الاول الدواوين المطبوعة وهى:

  • وحى الحق (1373هجري – 1954 م ) القاهرة
  • الفواغي
  • فى جنة الحب

الجزء الثانى

يضم القصائد التى كتبت منذ الثمانينيات وحتى رحيله وهى الأعمال الوطنية الكاملة بعنوان صحوة المارد – وديوان بعنوان لهب الحنين – الأعمال غير المنشورة وهى كان شجنا وقطرات عطر ولا تسأل الأمس وتفصيلها كما يلي:

  • صحوة المارد (1402هجري – 1982 م ) القاهرة
  • لهب الحنين (1990 م ) بيروت

الدواوين المخطوطة وهي:

  • كان شجنا
  • قطرات عطر
  • لا تسأل الأمس

الجزء الثالث

يضم هذا الجزء المقدمات التى كتبت لدواوين الشاعر منها مقدمة لديوان (فى جنة الحب) للأمير يحيى الشهابي ومقدمة (لهب الحنين) للدكتور مصطفى الشكعة وهى دراسة نقدية لمجمل أعمال الشاعر.

كذلك يضم هذا الجزء القصائد التى كتبت له وطبعت داخل دواوينه:

  1. رسالة الأخطل الصغير إلى الشاعر وهى بتاريخ 19- حزيران – 1956 وقد وردت الرسالة فى ديوان الفواغي بخط الشاعر الأخطل الصغير متصدرة الديوان كما وردت فى نهاية ديوان (لهب الحنين) فى الجزء الخاص بآراء النقاد.
  2. رسالة فارس الخوري وقد وردت فى ديوان الفواغي بعد رسالة الأخطل وفى نهاية ديوان لهب الحنين.
  3. رسالة أحمد أبو سعد وقد وردت فى نهاية ديوان لهب الحنين.

كذلك يضم هذا الجزء القصائد التى كتبت عن الشاعر وعن شعره ومنها قصيدة الشاعر القروى التى قيلت بدمشق فى حفل استقبال للشاعر بعد لقائه بعبد الناصر ، وقصيدة يا رجال الخليج للشاعر حسن كامل الصيرفي وهى عن بطولة الشاعر فى الدفاع عن بلاده ضد الانجليز وهو حاكم للشارقة. و قصيدة للشاعر فؤاد الخشن وقصيدة للشاعر العوضي الوكيل وغيرها.

يضم هذا الجزء أيضا قصائد المساجلات التى دارت بين الشاعر وأقرانه الشعراء.

ويضم كذلك المقالات والدراسات النقدية التى كتبت حول الشاعر وأعماله ومنها دراسة عن الغزل فى أعمال الشاعر كتبها الشاعر على هاشم رشيد عام 1985 ووردت فى ديوان لهب الحنين ومقالة لعبد الله احمد الشباط ووردت فى نفس الديوان.

كذلك هناك دراسات وردت فى كتب نقدية ، ومنها ما كتبه بدوى أحمد طبانة كفصل من كتابه كوكبة من شعراء العصر.
ويضم هذا الجزء أيضا بابا بعنوان قالوا عن شعره وهو شهادات لعدد من الشعراء والنقاد.
كما يضم هذا الجزء كتبا صدرت عنه وعن شعره و نماذج من مراسلات الشاعر وبخط يده ومنها ما هو للشاعر القروى وما هو للشاعرة البلجيكية إيفون .

كما يضم الجزء نماذج شعرية بخط يد الشاعر . ونماذج لما كتب عن الشاعر فى الصحافة وتضم أخبارا وصورا للشاعر عندما كان حاكما للشارقة ومقالات مختلفة كتبها عنه نخبة من أشهر الكتاب منهم لويس جريس فى صباح الخير وصالح جودت فى المصور ومأمون غريب فى آخر ساعة وفوزى سليمان فى المساء وبنت الشاطئ فى الأهرام ووجيه أبو ذكرى فى آخر ساعة وغادة السمان فى الحوادث اللبنانية وعدة مقالات فى جريدة الفداء.

كذلك يضم الكتاب بعض ما كتب عن الشاعر على الإنترنت والتى تحكى عن شعره وتاريخه السياسي ومواقفه الوطنية.

ويضم الكتاب نماذج من صور الشاعر ومنها صوره الرسمية والشخصية وصوره مع الشيوخ والأمراء وكبار المسئولين العرب ومع أسرته وفى المحافل الأدبية وغيرها كما يضم الطوابع التى تحمل صوره كحاكم للشارقة فى الخمسينات والستينات.

ويضم أيضا فصلا عن سيرة الشاعر منذ مولده فى الشارقة عام 1924 وحتى وفاته عام 1993 ودفنه فى رأس الخيمة ومرورا بتوليه حكم الإمارة بعد وفاة والده عام 1951 كما يتناول حياته الأدبية والعامة بمراحلها المختلفة و علاقاته بالوسط الأدبى والثقافى فى مصر والعالم العربى.

ويضم الجزء الثالث أيضا كشافات الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر وفهرس القوافي والبحور الشعرية.

الجزء الرابع

مخصص للقصائد النبطية وقد قامت ميسون صقر بجمع وتحقيق نصوصه بعد جهد كبير.
من مجموعات من القصائد المكتوبة على ورق علب السجائر وقصاصات من ورق الجرائد وأظرف رسائل كان هناك مشروع لطبع القصائد النبطية فى حياة الشاعر. لكن فى لبنان وبعد جلسة للشاعر مع أصدقائه لتحضير القصائد للطباعة أحرقت الخادمة كل الأوراق التى كتبها الشاعر على مدى مراحل عمره ومن هنا ظل يتذكرها ويكتبها ويعيد كتابتها. هذه الأوراق أعطتها زوجة الشاعر لابنته كى تحميها من يد تحرقها أو تضيعها هذه المرة إلى الأبد فكانت بداية هذا المشروع.

يضم هذا الجزء ديوان ( عن الدار يا عذال) ويتكون من قصائد نبطية وأخرى لم تكتمل وبعض المساجلات الشعرية بين الشاعر وأصدقائه . وقصائد كتبها الشاعر ونسبت لغيره كما يحتوى على قصائد نبطية بخط يد الشاعر بالإضافة لما كتب عن شعره النبطى وما نشر من قصائده النبطية فى الصحف والمجلات وتم وضع المخطوطة كاملة والتى تضم القصائد المنشورة وأخرى مجهولة النسب من باب الأمانة العلمية.

من أجواء الديوان:

إش لون في مقلتي لون القمر باهت
إش لون فى مهجتي دق الهوى صامت
ما عرفت أقول الآه واحكيها
واضرب كفوفي على الماضي واحاكيها
من يشترى مهجة عاش الهوى فيها
أبيعها له بساعة من لقا غالي
أبيعها له لو كان الثمن غالى

ومن أجوائه أيضا

سلمت ما ردن سلامي الناهبات العقل والروح
فوع الصبا والحسن حامي الكبريا لى حرم البوح
شافن كبير السن هامي واضحى يتبع الحسن مذبوح

ومن أجوائه ايضا

يا ريم رملة ساحل عمان ظلمك عدل لو كان مقصود
حبك محا زلاتك وهان لجلك نفيس المال والعود

ملمح الغربة واضح فى القصائد والحنين إلى الوطن الذى تغرب عنه الشاعر طويلا لأسباب تاريخية.

قصة مثيرة أوصلت لنا تلك المجموعة من القصائد العامية حيث احترقت كلها بيد الخادمة فى البيت ذات ليلة ليحترق الشاعر بحرقتها خمسة عشر عاما ويعاود كتابتها مرة تلو الأخرى من الذاكرة فى محاولة لاسترجاعها كاملة . تلك القصائد المستعادة هى ما حفظته زوجة الشاعر ووالدة محققة الديوان مع ما حفظه بعض الاصدقاء والأقارب من مخطوطات ومن الذاكرة وبعض ما نشر فى الصحف وكونت مجتمعة بالإضافة لما كان لدى أقرانه الشعراء هذا الجزء من الكتاب. ونظرا لاحتواء هذا الجزء على قصائد الشاعر وغيره من الشعراء فى المساجلات وقصائد مشكوك فى نسبها فإنه يمثل جزءا هاما من تاريخ الشعر الإماراتى .

****

الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الشيخ صقـر بن سلطان القاسـمي

جمع وتحقيق وتقديم
ميسون صقر القاسمي

مقدمة الأعمال الكاملة
مأزق الكتابة عن شاعر*
بقلم الشاعرة / ميسون صقر القاسمي

مقدمة أولى:

بعد كل هذه السنوات، أبدأ نشر الأعمال المكتملة لديوان والدي الشيخ
صقر بن سلطان القاسمي. الشاعر الذي ظلمته السياسة وأطفأت عن موهبته الشعرية العميقة كل منفذ نور، فخرج من ساحة السياسة لاجئًا، وخرج من الشعر مظلومًا.
ها أنا أبدأ بنشر أعماله كلها بعد أن نضجتُ ثقافيًّا بالقدر الذي يجعلني أستطيع الكتابة عنه، ووبعد أن استعنت برفقة حسنة عاونتني في هذا العمل الضخم والمربك بشكل أرضى عنه ولو قليلاً، فقد كان جهدًا كبيرًا أن أعيد كل قصيدة إلى مكانها في دواوينه السابقة، ثم أعاود الجهد في تشكيلها وضبطها وتوثيقها ومقابلتها على نسخ الدواوين المطبوعة، وإثبات الشروح والإضافات ومقارنتها بمجمل أعماله، وتواريخ طباعة كل قصيدة، والتغيرات التي حدثت لها، أي تقصِّي تاريخ كل قصيدة بما حدث لها من زيادات وتغيُّرات ما بين طباعة وأخرى، وما بين ديوان وآخر. فقد كان الشاعر يغيِّر في القصيدة الواحدة من ديوان إلى آخر وكأنها – أي القصيدة – ما زالت حية ومستمرة، وكأنه كان يرى أن القصيدة نص قابل للتغيرات ولن يستقر أو يثبت إلا بموت شاعرها، لا بمجرد طباعتها.
لاحظت في كثير من المرات التي وقعت فيها التغيرات من نص إلى آخر وتم استبدال بعضها، أن ذلك كان لأسباب عديدة أهمها ضبط المعنى أو إقامة الوزن.
كان الشاعر حرًّا، يكتب قصائد ثم يعيد كتابة قصائد أخرى مستخدمًا المعجم اللغوي نفسه، مثل قصيدتيه "الفدائي في المعركة" و"لا تسد الطريق"، بل يجمعهما في ديوان واحد هو ديوان "صحوة المارد"، كما كان يكتب قصائد عديدة بعنوان واحد، فهناك قصيدتان مختلفتان بعنوان "عمان" وأخريان عنوانهما "عتاب"، فضلاً عن قصيدتين أخريين بعنوان "سائلة"، ويضمها جميعها في ديوانه الأخير "لهب الحنين" (طبعة الأعمال الكاملة) دون تغيير. كان يتعامل بأريحية وسهولة دون تعقيد وإن لم ينتبه إلى ذلك.

*هذه المقدمة تصدرت الجزء الاول من الأعمال الكاملة للشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي بقلم المحققة الشاعرة ميسون صقر القاسمي

قد يُتعب المقتفي أثره في الشعر، لأنه أغلب الظن لم يكن يعنيه سوى لحظة الكتابة وإعادتها وتغييرها واستعادتها، فلا ينظر إليها ضمن التجربة العامة له، ولا يزنها داخل هذه التجربة؛ لأنه يراها – كما اعتقد خلال هذه الفترة من الانسجام والتواصل مع قصائده – تجربة ليست مغلقة أو محدودة؛ ولهذا أيضًا حاول التعامل مع كثير من مضامين الشعر وأدواته وفروعه، فقد عارَضَ قصائد لآخرين، ومَارَسَ التشطير والتخميس، فهو شاعر يتعامل مع الشعر باعتباره شاعرًا هاويًا ومحترفًا، قادرًا ومجرِّبًا، محبًّا وعميقًا ونزقًا في آن.
كان الشاعر الشيخ صقر القاسمي يكتب القصيدة ـ إذن ـ بالفطرة. فكان صائد قصائد لا صانعًا محترفًا متقنًا دون روح؛ لهذا نجد قصائده متوهجة أخاذة، لكن بعضها قد يُفلت ـ وهذا نادر ـ فتختل عروضيًّا؛ ولهذا ـ وهو استنتاج مني ـ كان يغيِّر فيها، حاملاً لآلئه من ديوان إلى ديوان ينثرها فيه بعد أن يُحْدِثَ هذه التغييرات التي ربما كان يستنصح فيها أصدقاءه المقربين. أقول ربما لأنني لست واثقة، وذلك لأنه شاعر بالفطرة لا دارس عروض وقواف ونحو، فهو يحس بموسيقى الشعر بالسليقة وبما استوعبه من القراءات والاستماع؛ لذا جاءت قصائده حية وهاجة، وربما كان وراء ذلك قلق الشاعر الدائم من كتابته، أو تطور أدواته الشعرية، حيث نلاحظ ذلك من ديوان إلى ديوان.

كان لا بد من أن تختلف الطبعة الجديدة عما سبقها، ولكن في إطار الحفاظ على السياق المكاني والزماني، وهذا هو الحق الواجب لشاعر له دور وقيمة كبيرة، لا حسب رأي ابنة في أبيها، ولكن حسب رأي كثير من النقاد والكتَّاب وكثير من المثقفين، الذين تجاهلوا الحديث عنه وعن قيمته الشعرية لسنوات عديدة، نظرًا لوضعه السياسي ومأزق الكتابة عن شاعر مهم ومؤثِّر وسياسي محذوف من الخريطة، مع أنه صاحب دور مؤثر في مرحلة تاريخية معينة. وكأن من يذكره بالشعر سوف يذكره في الواقع الصامت في الحياة، لذا كان الصمت والتجاهل أفضل الطرق وأسلمها لعدم الخوض في منزلق قد يسبب كثيرًا من المشكلات للمهتمين به. وهكذا ظل شعره مهملاً في الظل حتى وإن كان في بؤرة الاهتمام الحقيقي، إذ يشكِّل ومعه بعض شعراء بعدد الأصابع في منطقة الخليج العربي، منعطفًا أساسيًّا في حركة الشعر هناك؛ لكنني كابنة وشاعرة تعرف قيمة الشعر وكاتبيه، وبعد كل هذه السنوات من التغيرات التي طرأت على الواقع، وبعد وفاته بأكثر من خمسة عشر عامًا (1993)، أراني أتساءل: أليس من الحق أن نعيد بعض الاعتبار لشاعر مهم ومؤثر تجاوز حدود المكان، وتأثر وتفاعل مع شعراء وأوطان وحالات خارج دائرته الصغيرة، واتسعت عيناه على الفكر والأدب وشارك في منتديات، ونشر في مجلات عديدة، في فترة كان من الصعب فيها حدوث ذلك، وكان - مع أعضاء جماعة صغيرة هي "جماعة الحيرة" - مؤرَّقًا بهاجس الشعر والتنوير والثقافة، يحاول التواصل والنهوض بالشعر حينها؛ أليس من حقه علينا أن نشير إليه بالبنان ونقول: إن شاعرًا هنا؟.
أنا سأقول: إن هذا الشاعر كان أبي.
هذا إذن هو أبي الذي أحب الشعر؛ فأحب الحياة وجعل مقاليد سعادته في يده وفي يد الحب: حب الوطن وحب الشعر. أبي الذي لم يعرف الكذب أو الممالأة لكنه دفع ثمن صراحته ومواجهته، لجوءًا سياسيًّا بعيدًا عن وطنه، وإبعادًا عن خارطة الشعر والحياة وكُتب التاريخ وجحودًا لما فعله (وهو كثير) في فترة زمنية كان القليل فيها مؤثرًا وصعبًا. أقول: إن هذا الشاعر هو أبي بكل عالمه الشعري وحياته التي كانت شعرًا منثورًا لا واقعًا مَعِيشًا، فأصبح أميرًا ثائرًا وشاعرًا، وثائرًا شاعرًا وأميرًا، وشاعرًا أميرًا وثائرًا، لا يتقدم وصف منها على الآخر؛ لأنه فهم الإمارة بعدم تناقضها مع الحكم والشعر، وفهم السياسة بعدم تناقضها مع الثورة والشعر والوطنية، وفهم الشعر كإمارة وسلاح سياسي.
ولذلك كتب أجمل قصائد الحب والغزل، وكتب عن المطربتيْن فيروز، ونجاة الصغيرة، وعن نورجهان (الممثلة الهندية)، كما لو أنه عاشق للمرأة والوطن والحياة حتى الثمالة، واحتفى بأصدقاء كثيرين فكتب لهم قصائده أو أهداها إليهم، كما احتفى بالمرأة وكتب عنها، وكتب عن أهله: الأب والابن وبناته اللاتي خص منهن عائشة، وهند، وميسون بقصائد منفردة، كما كتب لأولاده جميعاً قصيدة شاملة في دواوينه، كما كتب لأخته، وخص زوجته بقصائد عديدة أجملها قصيدته فيها حين زارته في السجن وقد أكملت الخمسين من عمرها، فسمّاها "مرحبًا بالصبا بعد الخمسين"، وكان لم يرها منذ ثماني سنوات تقريبًا قضاها مسجونًا، كما كتب لأخويه سالم ومحمد قصيدتين لم تنشرا في دواوينه.
عرف الشاعرُ الإمارة والسجن؛ فعاش الحياة بشقيها، وكان راضيًا مقبلاً عليها.
شارك في أكثر من مؤتمر شعري، وكتب في كثير من القضايا الوطنية التي شغلته كما شغلت كل وطنيٍّ في ذلك الوقت (الجزائر، فلسطين، مصر، الصومال، سوريا، وغيرها)، وكان من أوائل الشعراء في الخليج العربي الذين طبعوا قصائدهم في دواوين شعرية.
أحب المدن وكتب عنها، وأجمل ما كتبه كان في دمشق ولبنان ومصر وغيرها، وكتب عن موطنه الأكبر عُمَان، وعن ثوارها.

وقد لاحظت مدى تأثُّره ببعض الشعراء، أو إعجابه بهم، الأمر الذي شجعه على قول الشعر على منهاجهم، أو معارضتهم، أو تشطير بعض قصائدهم أو تخميسها ، أو تضمين قصائده بعض الأشطر أو الأبيات التي راقت له، أو التي رأى أنها تناسب مضمون القصيدة، أو تدعم موقفه الفني أو الفكري فيها، ومن الشعراء الذين تأثر بهم الشاعر: امرؤ القيس والمتنبي وعمر بن أبي ربيعة وأبو تمام والبحتري وجميل بن معمر وابن زيدون وأبو نواس وأبو فراس الحمداني وأبو العلاء المعري والمعتمد بن عباد والطغرائي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأبو القاسم الشابي وإيليا أبو ماضي وعمر أبو ريشة وعبد الله الفيصل، فضلاً عن تأثره بوالده الشاعر الشيخ سلطان القاسمي.
ومن بين ما لاحظته في ديوان الشاعر صقر بن سلطان القاسمي، أُورد فيما يلي أمثلة للتناص وللتضمين، ولتأثر الشاعر بشعراء عصره والشعراء السابقين:
يقول المتنبي:

كفى بجسمي نحولاً أنني رجلٌ
لولا مخاطبتي إياك لم ترني

ويقول الشاعر صقر بن سلطان القاسمي:

وخلفتني نضوًا أكاد من الأسى
ونار الجوى أخفى على من يرانيا

ويقول أحمد شوقي:

بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام

فقال الشاعر صقر بن سلطان القاسمي:

بلادي وإن جار العدو بلادي
أكافح عنها مؤمنًا بجهادي

أما قول ابن زيدون:

لا تدع حبي وردًا
إن حبي لك آس

فقد قاله الشاعر صقر بن سلطان القاسمي:

أظن أنك تدري
فليس حبي وردا

كما تأثر الشاعر بقول جميل بن معمر:

يقولون جاهد يا جميل بغزوة

فجعل الشاعر منها قصيدة جديدة اعتمد فيها على فن التشطير.
كما شطر قصيدة أبي نواس التي يقول في مطلعها:

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم

ومطلع التشطير عند الشاعر صقر بن سلطان القاسمي:

يا رب إن عظمت ذنوبي جمة
واستقبلتني بالعذاب جهنم

كما شطر قصيدتى أحمد شوقي التي يقول في مطلعها:

خدعوها بقولهم حسناء
والغواني يغرهن الثناء

ومطلع التشطير عند الشاعر صقر بن سلطان القاسمي:

خدعوها بقولهم حسناء
والتغالي من شأنه الغلواء

وكذا قصيدة أحمد شوقي التي يقول في مطلعها:

روعوه فتولى مغضبا
أعلمتم كيف ترتاع الظبا؟

ويبدأ الشاعر صقر بن سلطان القاسمي تشطيره لها بقوله:

روعوه فتولى مغضبا
ما الذي أوحوا إليه فنبا

كما جارى الشاعر أبا القاسم الشابي في قصيدته المشهورة "إرادة الحياة" وكتب قصيدة تفعيلية يقول مطلعها:

لأنكِ مشهورةٌ جُنّ فيكِ الرجال
وطاف الخيال
وَجُنَّ بكِ البحرُ دفئًا
وعمَّ الضلال

مقدمة أخرى "شخصية"

بعد وفاة والدي قدمت لي أمي بعض أوراقه. كانت بعض قصاصات ورقية أشبه ببقايا أوراق، لا الأوراق ذاتها... فتحتها فكانت أجزاء من قصائد لم تكتمل، وبعضها مكتمل على الورقة ذاتها أو في أوراق أخرى، بعضها باللغة العربية، وأكثرها بالشعر النبطي. هي إذن قصائد له.
تذكرت قصتها. جمعها والدي في حياته وكانت (كما كانت أمي تردد دائمًا) قصائد على أوراق علب السجائر وقصاصات من أوراق جرائد وأظرفٍ خلت من رسائلها، أو بعض قصاصات من أوراق أخرى جمعها والدي، وذهب بها إلى لبنان كي تطبع هناك، واجتمع بعض أصدقائه لها على مدى يومٍ كامل يعملون فيها، وعند انتهائهم منها في أواخر الليل تركوها على المنضدة كي يواصلوا في اليوم التالي، ومن ثم ترسل للطباعة بعد ذلك.
في الصباح لم يجد والدي أثرًا لتلك الأوراق المجموعة من أوقات شتى عبر مسيرة حياته؛ فسأل والدتي، التي سألت بدورها الخادمة (التي انتبهت مبكرًا جدًّا) فكانت تلك الأوراق ملكًا لها، وأخبرت والدتي أنها لم تجد قصائد أو أوراقًا، وأن كل ما رأته قصاصات ورقية قديمة وبقايا علب سجائر ومظاريف، ظنتها ما تبقى من الورق؛ فأخذتها وأحرقتها كلها!.
هكذا فقد والدي مجمل قصائده النبطية وبعض قصائده الفصحى التي جمعها طوال عمره، ومن ثم ظل طوال حياته الباقية يتذكرها ويكتبها ثم يعيد كتابتها مرة أخرى، وهكذا. كانت هذه القصائد النبطية والفصيحة جزءًا من القصاصات التي أعطتني والدتي إياها أمانة في عنقي؛ فظللت أبحث فيها وأراجعها وأجمع بقيتها مرة من الأوراق، ومرة شفاهيًّا كما حفظها رواة الشعر النبطي، وظللت أتتبعها، حتى استطعت أخيرًا أن أضمها في كتاب خاص بالشعر النبطي سيطبع قريبا.

هكذا إذن خافت والدتي على أوراقه المتبقية من يد تحرقها أو تضيِّعها مرة أخرى؛ فقدمتها لي كي تظل في عنقي أمانة لا بد لها أن تظهر إلى الوجود.
كنت في البداية أتعامل مع هذه القصاصات على أنها ذكرى لوالدي. تعاملت معها كما تعامل ابنةٌ بعض ذكريات والدها المتوفَّى. أنظر إلى خطه.. إلى تغييراته في القصائد.. إلى طريقة كتابته، وكثير من ذلك يشبهني، ولهذا كنت أبحث عما أشبهه فيه. في اللغة، الكتابة، الشعر، الشخصية وهكذا.. لكنني ظللت أرى أهمية أن أستخلص من هذه الأوراق ما هو ذو قيمة وما هو جديد، خصوصًا بعد أن بدأت أكتشف أن بعض هذه القصاصات ليست بالنبطية بل بالفصحى، وهي قصائد جديدة لم تنشر في جل أعماله السابقة المطبوعة في حياته.
بعد ذلك أهدتني والدتي كراستين من أعماله أيضًا وجدتهما في درج مكتبه مع بعض شرائط قليلة من تسجيلات الندوات التي كانت تقام في بيتنا. لم تكن مكتملة ولا جامعة. أعلم أنه سجل الكثير، ولا أعلم إن كانت التسجيلات بحوزة أخي أم أنها ضاعت عند بعض أصدقائه. حاولت الحصول عليها والبحث عنها دون جدوى. ومع ذلك سأحاول أن أقدم بعد هذا الديوان والديوان النبطي موقعًا إليكترونيا له (Web Site) على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) يحوي بعض هذه التسجيلات والقصائد والصور، راجيةً أن يساعدني مَنْ يستطيع ذلك بإرسال ما لديه من رسائل وصور وقصائد له على ذلك الموقع، كي تضاف إليه إكرامًا لشاعر كبير لم يوف حقه، ومناضل ورجل يستحق أن يخلَّد اسمُه في كثير من المواقف.

****

في يوم من الأيام حدّثتُ أخي سلطان في زيارته إلى القاهرة عن رغبتي في طباعة أعمال والدي، فاستغرب وجودها لديَّ وطلب مني أن يراها ويأخذها؛ فوعدته بذلك بعد أن أصوّر صورة ضوئية منها، ثم أعطيها له في زيارته التالية، وكنت أنوي ذلك لأنه الأقرب إلى والدي والأخ الأكبر والوحيد لي من أمي، وله مكانته الكبيرة لدينا، وهو أخي الذي شاطر والدي سجنه، ورفض الخروج منه إلا بصحبته؛ فظل أكثر من ثلاثة أعوام، وهو الذي لم يحكم عليه بالسجن، لكنه سافر ولم يعد؛ حيث وافته المنية (رحمة الله عليه) في حادث سيارة بعد زيارته لنا بفترة قصيرة؛ فظللت أحتفظ بالقصاصات أحملها أينما ذهبت ولا أعرف ماذا سأفعل بها.
وفي هذه الطبعة أقدم الجانب الأعظم منها، إلا في بعض ما لم يكتمل أو ما كان غير واضح المعالم، وبخاصة أن والدي (رحمة الله عليه) كان قد أصيب في يده؛ فلم يستطع في أواخر عمره الكتابة بشكل واضح؛ ولذا فقد كان يستعين بمن ينسخ له قصائده، وفي لحظات أخرى كان يكتبها كيفما اتفق، ولهذا ربما لم أستطع قراءتها، وذلك في مرات قليلة جدًّا.

استعنت بدواوينه السابقة التي كانت قد نفدت جميعها، إلا ديواني "صحوة المارد" و"لهب الحنين". وهنا يجدر بي توجيه الشكر لعائلة الأستاذ عبد الله الطائي، خصوصًا ابنته عزيزة التي قدمت لي من مكتبة والدها نسخة مصوّرة من دواوينه: "وحي الحق" و"الفواغي" و"في جنة الحب"، وهي جميعًا مُدْرجة في ديوان "لهب الحنين"، حيث كانت تعدّ دراسة ماجستير عن شعره، وقد نالت درجة الماجستير بالفعل من جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان، وهى الدراسة التي أعد العدة لطباعتها أيضًا بعد هذا الديوان.
هذه المجموعات الشعرية جميعها، وضعها والدي في ديوانه الأشمل "لهب الحنين"، وسماه "ديوان صقر بن سلطان القاسمي". ثم كتب داخله (بعد المقدمة) عنوان: "لهب الحنين"، وهو مجمل أعماله التي أنجزها في حياته حتى عام 1990.
أما بعد ذلك فقد كرر ما يقرب من أربعين قصيدة، خمسة من ديوان "وحي الحق" من مجمل مائة وسبع عشرة قصيدة نقلها إلى ديوان "الفواغي"، ثم نقل ثلاث قصائد من ديوان "وحي الحق" إلى ديوان "في جنة الحب"، ثم نقل ثماني عشرة قصيدة منه إلى ديوان "صحوة المارد"، وأخيرًا وضعها جميعها في ديوان "لهب الحنين". ومن أمثلة تكرار نشر قصائده في الدواوين التالية أنه كرر قصيدة "ضلال" في ديوان "صحوة المارد" بعنوان "خداع"، وفي ديوان "الفواغي" بعنوان "ضلال" ، وسميت بعد ذلك في ديوان "لهب الحنين" بعنوان "خداع وظلم" وهو العنوان الذي تركناه عنوانًا لها، مع الإشارة إلى ذلك.
كما كرر قصيدة "نجوى الليل" أيضًا في ديوان "صحوة المارد" بالعنوان نفسه، وفي ديوان "الفواغي" باسم "يا ليل"، ثم في ديوان "لهب الحنين" بعنوان "يا ليل".
كما كرر قصيدة "نفثات الذكرى" في ديوان "الفواغي" بعنوان "أيام هل تعود" ثم في ديوان "في جنة الحب" بعنوان "في جنة الحب"، وبالعنوان نفسه في ديوان "لهب الحنين".
كما نجد مثلاً في ديوان "الفواغي"، الذي يتكون من أربع وستين قصيدة، أن كل قصائد الديوان أعيدت في ديوان "لهب الحنين"، وأن قصيدتين منها أضيفتا إلى الديوان اللاحق له وهو ديوان "في جنة الحب"، وثلاثًا منه في ديوان "صحوة المارد". (وهي قصائد: دنياي، أنا لا أبتغي الحياة، نجوى الليل) وكلها قصائد من ديوان "وحي الحق".

أما ديوان "في جنة الحب" فهناك قصيدة "أغنية إلى دمشق" التي نشرت بعنوان "أيام هل تعود" في ديوان "الفواغي"، كما نشرت من قبل بعنوان "نفثات الذكرى" في ديوان "وحي الحق".
في ديوان "في جنة الحب" هناك تسع وثلاثون قصيدة، أخذ هذا الديوان ثلاث قصائد من ديوان "وحي الحق" وأربع قصائد من ديوان "الفواغي" ووضع كله في ديوان "لهب الحنين"، وأخذ منه إلى ديوان "صحوة المارد" ثماني عشرة قصيدة، والقصيدة الوحيدة المكررة هي قصيدة "في جنة الحب"، وقد وردت في دواوين: "وحي الحق"، و"الفواغي"، و"في جنة الحب"، و"لهب الحنين".

أعمالـه الشعرية

الدواوين المطبوعة:

  1. ديوان "وحي الحق"
    صدر عام 1954 – مصر – القاهرة – مطبعة كوستا تسوماس وشركاه – 5 شارع وقف الخربوطلي – الظاهر.
  2. ديوان "الفواغي"
    د.ت - د.ن.
    ولم أستدل يقينا على تاريخ طباعته، ولم أتمكن من التوصل إلى مكان طباعته كذلك.
  3. ديوان "في جنة الحب"
    صدر عام 1961 - د.ن.
  4. ديوان "صحوة المارد"
    صدر عام 1982 م (1402 هـ) – مصر – القاهرة – مطابع الشروق.
  5. ديوان "لهب الحنين"
    صدر عام 1990 – لبنان – بيروت – دار العودة.

****

الدواوين المخطوطة:

  1. كان شجنًا.
  2. قطرات عطر.
  3. لا تسأل الأمس.

منهج التحقيق والجمع:

تختلف هذه الطبعة عن الطبعات السابقة في عدة أشياء:
أولها: أن هذه الطبعة تأتي بعد وفاة الشاعر، جامعة كل شعره المطبوع منذ ديوانه الأول "وحي الحق" وانتهاءً بديوانه الأخير الذي جمع شعره كله فيه وهو ديوان "لهب الحنين"، وإن كنت قد اعتمدت الصياغة النهائية للقصائد التي كانت عليها في ديوان "لهب الحنين" باعتمادي على هذه الطبعة، إلا أننى أرجعتُ كل قصيدة إلى أصلها، وحققت في الحواشي ما طرأ عليها من تغييرات منذ أول طباعة لها وانتهاءً بوجودها في الطبعة الأخيرة في حياته، ثم حققتُ في تكرارها من ديوان إلى آخر، لكنني أعدتُها في هذه الطبعة كما كانت في أول طباعة لها من حيث وجودها لا من حيث التغيرات الحادثة فيها، فأعدتُ قصائد "وحي الحق" إلى ديوانه "وحي الحق" في طبعته الجديدة إلا ما كانت أهميته في نظري تكمن في وضعه داخل ديوان "الفواغي"، وبذلك ترجع القصائد إلى أصول كتابتها أي إلى الدواوين السابقة، وتعود تاريخية كل قصيدة إلى زمن طباعتها، عكس ما فعله الشاعر في ديوان "لهب الحنين" حيث جمع كل القصائد ورتبها ترتيبًا ألفبائيًّا حسب القافية، وهو عمل ـ رغم أهميته ـ فإنَّه يضيع شخصية كل ديوان على حدة، بالإضافة إلى أن الباحث أو المحب لديوان معين لا يستطيع الإلمام به داخل هذا الكم من القصائد التي رتبت حسب الترتيب الألفبائي، فكأنها صيغت صياغة جديدة مخالفة لحالة كل ديوان على حدة.

ثانيها: أن هذه الطبعة تضيف شعرًا جديدًا كان الشاعر قد توانى عن طباعته في كتبه، ربما لأنه رأى أن الوقت ليس مناسبًا لخروجه إلى حيز النور، وربما لأن بعضه أيضًا كُتب بعد صدور ديوانه الأخير "لهب الحنين" الذي جمع كل قصائده، بالإضافة لاختيارات بعض قصائد جديدة حينها، وربما كان بصدد طباعة ديوان جديد لم يمهله القدر لإصداره.
هذه الطبعة إذن طبعة منقَّحة ومزيدة عن سابقاتها بما فيها من الحواشي والتحقيق وضبط التشكيل، مدعومة ببعض الشروح والإضافات والمقارنات بين الدواوين في طبعاتها المختلفة، بحيث تكون النسخة التي بين أيدينا هي النسخة المكتملة والوافية والمحققة للشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي.
وفي هذه الطبعة الجديدة لشعره، اخترت أفضل القصائد، وهنا يجب أن أشير إلى أن هذه المخطوطات هي أعمال في حكم المسوَّدات؛ ولهذا رأيت أنه لا يحق لي أن أطبع إلا ما هو جدير منها بالطباعة من حيث اكتمال القصيدة شكلاً ومحتوى، ومن ثم تجاوزت عن بعض قصائد الموضوع الواحد، أو بعض القصائد التى لم تكتمل فنيًّا.

****

بعض المشكلات التي واجهت التحقيق:

  1. وجود عدد كبير من القصائد التي تتكرر في أكثر من ديوان، مع إدخال بعض التغييرات عليها.
  2. تعدُّد طباعة الديوان الواحد، أو أجزاء منه في دواوين أخرى تالية عليه.
  3. تشابُه عدد كبير من القصائد في المعجم اللغوي، وفي المضمون، وأحيانًا في العناوين، وفي بعض الأبيات.
  4. عدم وضوح بعض القصائد المخطوطة. فهي إما أن تكون ممسوحة، أو بها أخطاء.
  5. وجود أكثر من كتابة أو صياغة لعدد غير قليل من القصائد المخطوطة.
  6. كثرة التعديلات في القصائد المخطوطة، وإدخال الشاعر هذه التعديلات عليها بطريقة الشطب والإضافة.
  7. عدم وجود عناوين لأغلب القصائد المخطوطة، وهو ما دفعني إلى وضع عناوين لها، وإثبات ذلك في موضعه.

****

ملاحق الديوان:

واستكمالاً لهذا الجهد الذي يليق بديوان شاعر مؤثِّر وذي قيمة فنية متميزة؛ رأيت أن أضيف إلى هذا الديوان جهدًا آخر يكمل الصورة العلمية لجهد التحقيق والجمع الذي قمتُ به، وتمثّل ذلك في عدد من الملاحق والفهارس والوثائق التي لا تكتمل صورة الديوان (وبالأحرى صورة الشاعر) إلا بها، ويمكن حصرها فيما يلي:

  • فهارس قصائد الدواوين المطبوعة في الطبعة الحالية، مقارنة بجميع طبعات الدواوين السابقة، وذلك لكل ديوان على حدة.
  • فهارس القوافي والبحور الشعرية لكل ديوان على حدة مقابلةً بأرقام الصفحات التي تيسر على الباحث دراساته وأبحاثه.
  • رسائل الشاعر الشعرية والنثرية.
  • الرسائل المرسلة إلى الشاعر.
  • القصائد الشعرية المكتوبة عنه والمهداة إليه.
  • القصائد الشعرية التي كتبت ردًّا على شعره وقصائده.
  • نماذج لصور فوتوغرافية للشاعر في مراحل عمرية مختلفة.
  • نماذج لطوابع البريد التي حملت صورته.
  • المقالات النثرية المكتوبة عنه.
  • نماذج مما كتب عنه في الصحف والمجلات.
  • الدراسات الأدبية والنقدية عنه وعن شعره.
  • المقدمات التي كتبها آخرون لدواوينه.
  • الرسائل الأكاديمية عن شعره.
  • سيرة حياة الشاعر.

وأعتقد أن ديوانًا بهذه القيمة لشاعر بهذا القدر، لم يكن لتكتمل صورته دون أن يضم هذه الملاحق والفهارس والكشافات والوثائق والمستندات والدراسات، التي بوجودها ـ في كتب منفصلة خارج ديوان الشاعر ـ تكتمل صورة ديوان الشاعر، وتتجسد أمامنا ملامحه الشخصية وسماته الإنسانية، وأصداء شعره الأدبية والفنية، لتشكل مشهدًا شبه متكامل عن هذا الشاعر وعالمه.
سيرة الشاعر
لا تنفصل سيرة الشاعر عن حياته، وسيرة حياته عن الشعر. ولهذا فإن الكتابة حول حياة الشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي لن تكون سهلة، لأن حياته كانت صاخبة ومليئة بالأحداث، ولأن المغالطات حولها كثيرة، يفسرها كلٌّ على ما يشتهيه، ولستُ هنا بصدد الكتابة عن حياة الشاعر بل عن شعره، ولهذا سأحاول بإيجاز وضع أبرز النقاط الأساسية في حياته حسب ما كتب عنه وعرف به:

  • ولد الشاعر عام 1924 في الشارقة / الحيرة وحكم إمارة الشارقة في الفترة منذ عام 1951 حتى عام 1965.
  • كان الابن الأكبر لحاكم الشارقة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وهو سليل قبيلة القواسم إحدى أكبر القبائل في الخليج العربي.
  • يعد الشاعر أحد رواد الشعر في الإمارات العربية المتحدة، وهو من أوائل أدبائها المعدودين الذين كتبوا القصيدة العربية وأسهموا في تطور حركة الشعر والأدب فيها، ومِنْ أوائل مَنْ طبعوا دواوينهم في الخليج العربي.
  • أدخله أبوه الكتاب قبل بلوغه السابعة، ووقع في براثن معلم لا يرحم؛ فأذاقه من سياطه اللاذعة ما نفّره – في تلك السنّ - من العلم والمعلمين.
  • انتقل بعد ذلك ليتلقي العلم على شيخ وقور مهيب المظهر، وكان له قلب فياض بالعطف والحنان ما جعله يرتاح له فيما بقى من مراحل تعليمه.
  • حفظ الشاعر على يدي هذا المعلم القرآن الكريم، وعرف مبادئ القراءة والكتابة.
  • تعلم الفروسية وتدرب على حمل البندقية منذ صباه.
  • تزوج الشيخ صقر القاسمي في سن مبكرة.
  • له عشرة من الأبناء، ثلاثة منهم ذكور، وسبعة إناث.
  • كان لوالده تأثير قوي على شخصيته فحاول أن يكون مثله الأعلى. وكان والده محبًا للشعر قارضًا له، وكان مجلسه عامرًا بالشعراء يتناشدون فيه الشعر، وكان الشيخ صقر يحضر مجلس والده ويستمع إلى هؤلاء الشعراء وما يلقونه من قصائد وما يبدونه فيها من آراء ونقد.
  • كان في الشارقة ناد يجمع الشعراء ومحبي الشعر، وفي هذا النادي تفتحت شاعريته وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
  • كان عضوًا مؤسسًا في جماعة الحيرة الأدبية التي أسهمت في الحركة الشعرية والثقافية في الإمارات.
  • حكم إمارة الشارقة بعد وفاة والده عام 1951، وتولى الحكم باحتفال كبير لتنصيبه في يوم 17 جمادى الثانية سنة 1370هـ، حيث قرأ خطاب التولي الذي كان مكتوبًا في سابقة تعد الأولى للحكم في الشارقة.
  • بعد أن تولى الشيخ صقر بن سلطان القاسمي حكم الشارقة؛ عمل جاهدًا على نشر التعليم؛ فاستعان بالكويت وقطر ومصر ؛ فأعانته وفتحت المدارس وأرسلت المعلمين إلى الشارقة.
  • عرف الشاعر بتوجهاته القومية، ومساندته لحرية الشعوب العربية، وتأييده لسياسة القوميين العرب وعلى رأسهم الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.
  • في اليوم الذي حدد لافتتاح فرع جامعة الدول العربية في الشارقة؛ أُبعد الشاعر الأمير عن إمارته وموطنه، حيث كان للبريطانيين دور واضح في تنحيته عن الحكم في 24 يونيه 1965، وعين بدلاً منه ابن عمه الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكمًا لإمارة الشارقة، فاستقر منفيًّا في القاهرة ليعود عام 1972 في محاولة انقلابية لاسترجاع الحكم.
  • كانت له علاقات واسعة بشعراء العالم العربي وبخاصة في لبنان وسوريا ومصر ومنهم: الشاعر عزيز أباظة والدكتور عبد القادر القط والدكتور بدوي طبانة والدكتور مصطفى الشكعة والشاعر حسن كامل الصيرفي والشاعر عامر محمد بحيري والشاعر أحمد أبو سعد والأديب فؤاد الخشن والشاعر عبد المنعم الرفاعي والشاعر العوضي الوكيل والشاعر على هاشم رشيد والشاعر أبو سلمى عبد الكريم الكرمي والدكتور أحمد الشرباصي والشاعر محمد عبد الغني حسن والشاعر القروي والأخطل الصغير بشارة الخوري والشاعر سلطان العويس.
  • أصدر الشاعر خلال حياته خمسة دواوين شعرية هي: وحي الحق والفواغي وفي جنة الحب وصحوة المارد ولهب الحنين.
  • سُجن الشاعر ثماني سنوات في الإمارات منذ عام 1972 – 1979 في محاولة له لاسترجاع الحكم وعاد بعدها منفيًّا إلى القاهرة حتى عام 1986 ثم عاد إلى دولة الإمارات – أبو ظبي منذ عام 1986 وظل ما بين الإمارات ومصر حتى وفاته.
  • تُوفي الشاعر صقر بن سلطان القاسمي – رحمة الله عليه - يوم الخميس 9 ديسمبر عام 1993، ودفن في رأس الخيمة بالإمارات العربية المتحدة يوم الجمعة 10 ديسمبر عام 1993.

الخاتمة....

" الشاعر لا يموت "

اليوم أنهي الجانب الأهم من والدي – الشيخ صقر القاسمي – الجانب الإبداعي الذي وإن توفى الشخص لا تموت حالاته وكتاباته لأنها من دم ولحم وألم وفرح وعذاب وسعادة عاشها الكاتب على الورق، وأظنني أجدها الحياة الحقيقية التي تظل سارية بعدنا لتتواصل مع المستقبل وتحدثهم عنا. هي تاريخنا المبدع، تاريخ الجمال في أبهى صوره.
اليوم يا أبي نم مطمئنًا فقد استطعت أن أخرجك من الصمت لتصبح مشاكسًا عالياً صوتك في الورق واستطعت من خلاله أن تثبت أنك الشاعر والشاعر لا يموت وإن تحلل جسده.
يصعب عليَّ الفراق مرة أخرى، ويصعب أن أفارقك بعد كل هذا الارتباط بخطك وكتاباتك وأعترف أنني أحببتك يا أبي مرة تلو مرة وأنا أجد ذلك الشخص الذي لم يختلف عمن كنت أراه وأناقشه وأتصارع معه فكريًّا وشعريًّا، الشاعر في حياته وبين أوراقه وفي شعره الذي ينفصل الآن ليثرى بالقراءة والتداول.
رحم الله صقر بن سلطان القاسمي، الشاعر والإنسان والمناضل الوطني وهذا شق آخر لم يكتب عنه بعد، ولم يوضع تاريخيًّا في المكان الذي يستحق، ولم يدافع عنه وعن مواقفه وأفكاره أحد. ولقد عملت فيما استطيع - الشعر – لأضعه كشاعر في مكانته التي يستحقها ... وليعذرني القارئ عن أي تقصير فالكمال لله وحد.

تم بحمد الله

ميسون صقر القاسمي
أغسطس 2008