للدكتور شربل داغر

الشعر العربي الحديثصدر كتاب: "الشعر العربي الحديث: القصيدة العصرية" للكاتب اللبناني شربل داغر، في 607 صفحة من القطع الكبير، عن "منتدى المعارف" في بيروت.
يكشف هذا الكتاب عن مرحلة مغيبة في تاريخ الشعر العربي، بل عن أولى مراحل التجديد الشعري. فلقد تبدلت القصيدة في مستوياتها البنائية المختلفة، ابتداء من ستينيات القرن التاسع عشر، في بيروت وحلب ودمشق والقاهرة وبغداد وتونس وغيرها، ودخلت في مدار جديد، غير "عمود" الشعر العربي القديم، ما اجتمع في تسمية: "الشعر العصري". هذا ما يمكن أن نستدل به بهذه الكلمات التي قالها المعلم بطرس البستاني في "خطبة في آداب العرب"، في بيروت، في 15 شباط-فبراير 1859، عن "رائد" هذا التجديد الشعري، خليل الخوري (1836-1907): "كأني به (خليل الخوري) واقفاً على شاطىء البحر الكبير، الفاصل بين العالم القديم والعالم الجديد، يستشرف تارة على الجديد، ويلحظ أخرى إلى القديم؛ ولدى انتشار ديوانه الموسوم بـ"العصر الجديد"، الذي أفرغ فيه الشعر القديم في قالب جديد، يتضح المعنى المقصود (...). هلال الآداب الذي ولد في أواسط الجيل (القرن) التاسع عشر سيصير بدراً".

هذا الكشف الدراسي يعيد النظر في التاريخ الشعري، والثقافي، بما فيه التاريخ الحضاري لـ"عصر النهضة": ينطلق من مراجعة خطاب "الحداثة" نفسه، ويتوصل إلى تعيين أسمائها ومعانيها وتحققاتها وإنجازاتها الأولى في عالم العربية. كما يُسلط الضوءَ على شعراء وتجارب نقلت الشعر من القصيدة إلى الكتاب، ومن البلاط والمجالس إلى القارىء، ومن السلطان إلى "الوطن"، ومن الأنواع والأغراض الشعرية إلى موضوعات و"مواقف" متفاعلة مع الزمن الجاري: زمن التمدن. وهي كشوفات وتحقيقات مختلفة، توسلت المقاربات التاريخية والاجتماعية؛ كما أخضعت القصيدةَ العصرية لقراءة تحليلية تناولت أشكالها الطباعية والعروضية والنحوية والمضمونية، بما أظهرَ قواعد نشأتها، وأسسَ التجديد اللاحق ومعالمَه في شعر القرن العشرين.

يتوزع الكتاب في "مدخل": "الحداثة بين التولد والابتداع"، وفي ثلاثة أقسام: "الأدب والخطاب"، و"الشعر والعصر"، و"أبنية القصيدة العصرية"، فضلاً عن "خاتمة مفتوحة". ويتعين القسم الأول في ثلاثة فصول: "الكتاب، الأدب والقارىء"، و"الشعر، حسب التاريخ"، و"الشعر، حسب النقد". أما القسم الثاني فيتألف من فصلين: "من الشعراء الديوانيين..."، و"... إلى الشعراء العصريين". ويتوزع القسم الثالث والأخير في ثلاثة فصول: "مثول القصيدة"، و"بين الوزني والنحوي"، و"من العمود إلى الشاعر".

يستكمل شربل داغر، في هذا الكتاب، إعادة النظر التاريخي والتحليلي في ما أسماه: "الدورة الثقافية المستجِدة": يستكملها هذه المرة في الشعر، بعد اللغة والرواية في كتب سابقة، بما يكشف عن المنظور العام الذي وجَّهَ الكتابة العربية صوب أفق جديد للإنسان والمعنى في التاريخ والنص. وكشف داغر، في حفل إطلاق الكتاب في "معرض بيروت العربي والدولي الخامس والخمسين للكتاب"، في العاشر من كانون الأول-ديسمبر من سنة 2011، أن كتابه هذا هو الجزء الأول في مراجعة واسعة لمراحل الشعر العربي الحديث.

لمزيد من المعلومات
Charbel.Dagher@balamand.edu.lb

عن (كيكا)