بالحصول علي جائزة العويس

بنيس وكيليطوأكد الشاعر المغربي محمد بنيس أن نيل جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية تكريم للتحديث الشعري ولكرامة الشعراء والمبدعين والكتاب الذين يسعون إلي الدفاع عن قيم جديدة في مجتمعنا العربي .
وأضاف الشاعر بنيس أستاذ الشعر العربي الحديث بالجامعة المغربية بعد الإعلان عن فوزه، بهذه الجائزة في دورتها العاشرة (2006 ـ2007)، أن هذا الفوز يترجم الثقة فيما أنجزه من أعمال شعرية وللقيمة الخاصة التي تم إيلاؤها لهذه الأعمال.

وقال إن هذه الجائزة إشارة إلي ما يمكن أن يكون عليه الواقع الثقافي العربي من تفاعل خلاق بين مغرب العالم العربي ومشرقه، وأنها تفتح أفقا جديدا في مسار التحديث والمغامرة والحرية في مجال الإبداع الأدبي وخاصة الشق الشعري منه.

وأكد بنيس الرئيس المؤسس لـ (بيت الشعر في المغرب) أن الفوز بهذه الجائزة يعني بالنسبة إلي، أنه حان الوقت لإعادة النظر في الأحكام العامة التي لا تراعي الأوضاع الإبداعية والثقافية الجديدة في العالم العربي خاصة وأن مكانة الإبداع المغاربي أصبحت لها حيوية تضيف إلي التجربة العربية ما أصبح ملازما لتفاعلها مع العالم .

ونقلت وكالة الانباء المغربية عن بنيس قوله إن كثيرا من إبداعات المغرب العربي خلقت جسر حوار مع العالم وهي بذلك تجربة تستحق كل العناية والتحية .

ويري محمد بنيس أن الشعر المغربي يشهد منذ ثلاثة عقود خلت حركة تتسع في تجربتها وفي إدراكها لمعني القصيدة والحداثة في تفاعل مع حركات وتجارب شعرية في العالم.
وكانت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية قد أعلنت الاحد أن لجنة التحكيم قررت منح الشاعر محمد بنيس جائزة الشعر لتجسيده حيوية الشعر العربي وأصالته ولتميز كتابته الشعرية بقيمة فنية عالية ولتجذرها في الثقافة العربية وانتهالها في الوقت نفسه من الثقافات الإنسانية ضمن رؤية حداثية .

والشاعر محمد بنيس ولد سنة 1948 بمدينة فاس وحاصل علي دكتوراه دولة سنة 1988 ومن دواوينه (ما قبل الكلام) سنة1969 و(شيء عن الاضطهاد والفرح) سنة 1972 و (وجه متوهج عبر امتداد الزمن) سنة 1974 و(في اتجاه صوتك العمودي) سنة 1980 و (مواسم الشرق) سنة1986 وطبعته الثانية (مواسم الشرق تليها دكنة لمسكن الصباح) سنة 1990 و (ورقة البهاء) سنة1988 و (هبة الفراغ) سنة1992 و (كتاب الحب) باشتراك مع الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي 1995 و (المكان الوثني) 1996.

كما منحت نفس الجائزة في مجال النقد للناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو لكونه من بين النقاد العرب البارزين من خلال تمثله النظريات النقدية الحديثة وإسهاماته في استكشاف عمق الخطاب التراثي السردي والحكائي والعجائبي العربي مما فتح للنقد أفقا من الحيوية والتأمل .

وأكد كيليطو أن فوزه بجائزة العويس الثقافية في ميدان الدراسات الأدبية والنقد يعد اعترافا بالأهمية والمستوي الذي بلغه مجال النقد الأدبي بالمغرب.

وعبر كيليطو عن اعتزازه بالحصول عليها وذكر بأن المغرب له باع طويل في مجال النقد العربي الحديث.
وأبرز التأثير الإيجابي للمدارس الغربية، خاصة الفرنسية منها، علي الدراسات الأدبية والنقدية المغربية الحديثة. وقال إن كل الذين درسوا من أبناء جيلي تابعوا تعليمهم في مدارس مزدوجة اللغة (العربية والفرنسية) واستفادوا، من ثمة، بل وتفوقوا، في القراءات النقدية باللغة الفرنسية .
واعتبر عبد الفتاح كيليطو أن النموذج الفرنسي في مجال النقد يغذي علي العموم الفكر المغربي، وهذا ما يجعل المغاربة يتأثرون به .

وقد منحت جائزة الدراسات الأدبية والنقد للناقد عبد الفتاح كيليطو لكونه من بين النقاد العرب البارزين من خلال تمثله النظريات النقدية الحديثة وإسهاماته في استكشاف عمق الخطاب التراثي السردي والحكائي والعجائبي العربي مما فتح للنقد أفقا من الحيوية والتأمل .

ويعتبر عبد الفتاح كيليطو، المولود سنة 1945 بالرباط والحاصل علي دكتوراه الدولة سنة 1982، وهو أستاذ بكلية الآداب بالرباط، من أهم رواد النقد العربي الحديث، وقد بدأ ممارسة الكتابة النقدية منذ عقد الستينيات من القرن الماضي وكرس حياته العلمية لمقاربة الثقافة العربية الكلاسيكية علي ضوء مناهج نقدية حديثة، ومن مؤلفاته (الأدب والغرابة) و(الحكاية والتأويل) و(الخيط والإبرة).

وفاز بالجائزة في حقل القصة والرواية والمسرحية كل من الروائي اللبناني إلياس خوري، والقاص المصري يوسف الشاروني، فيما عادت الجائزة في مجال الدراسات الانسانية والمستقبلية الي التونسي هشام جعيط، أما جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي فسيتم الإعلان عنها قريبا حسب البيان.

وبلغ عدد المرشحين للجائزة في هذه الدورة 1107 ، منهم 194 في حقل الشعر، و254 في حقل القصة والرواية والمسرحية، و201 في حقل الدراسات الأدبية والنقدية، و325 في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية، و133 في الحقل الثقافي والعلمي.

وتبلغ قيمة الجائزة600 ألف دولار، بواقع120 ألف دولار لكل حقل من حقولها.

القدس العربي
11/12/2007