محمود معروف
(المغرب)

رشيد نينيحرص المفكر المغربي وعالم المستقبليات البروفسور المهدي المنجرة علي ان ترتبط الجائزة، التي اسسها 1991 وتحمل اسم جائزة التواصل شمال جنوب لسنة 2007، بحرية الصحافة والتعبير وحقوق الانسان وقرر تغيير اسمها الي جائزة الدفاع عن الكرامة ومنحها للكاتب والصحافي المغربي رشيد نيني مدير يومية المساء وللمحامي عبد الرحيم برادة، اكثر المحامين المغاربة شهرة في الدفاع عن القضايا المرتبطة بحرية النشر وحقوق الانسان.
وقال الدكتور المهدي المنجرة انه تم اختيار رشيد نيني كونه الصحافي المناضل الذي لا يتعب من نقد التجاوزات والخروقات التي يتعرض لها المواطنة والمواطن المغربيان، والذي يجد فيه أولئك الذين يدافع عنهم يوميا تخفيفا نفسيا عن معاناتهم بفعل شجاعته الواضحة للعيان وقلمه الثاقب .
وأوضح المنجرة ان منح نيني الجائزة اعترافا بمساهمته في صحافة مناضلة ترفض لغة الخشب، ملغيا طابع القدسية عن ذلك النوع من الصحافيين الذي يمارس مهنته من منطلق زبوني وحزبي، مقدسا بدل ذلك مضمون ونبل رسالة الصحافة الملتزمة .
ويقترح المفكر المغربي ان تخصيص الجائزة للمحامي عبد الرحيم برادة هو تكريم لشجاعة وثبات مناضل من أجل دولة الحق لا يكل ومجمع عليه من طرف الجميع، كما أنه رمز للوقوف في وجه شطط السلطة منذ عقود عديدة، ويشهد علي ذلك مسار حياته الجلي .
واضاف إنه مناضل يجمع بطريقة منسجمة بين الكفاءة والوعي المهني والتفاني النبيل، مهتم بكل ما له صلة بالدفاع عن الشخصية الإنسانية والكرامة. لذلك لا تكرم الجائزة فقط من خلاله ذلك المدافع الشرس عن الحق، بل أيضا كل أولئك الذين عانوا من سوء المعاملة المشينة والذين مد لهم يد المساعدة التطوعية .
واعلن البروفوسور المهدي المنجرة جائزة التواصل الثقافي شمال ـ جنوب سنة 1991 عقب صدور كتابه الحرب الحضارية الأولي . وهي تمنح في 17 كانون الثاني (يناير) من كل سنة والذي يصادف ذكري الحرب الرهيبة التي شنت ضد العراق سنة 1991 والتي أعقبها حصار لم يعرف التاريخ مثيلا له والتي لا تزال رحاها تدور إلي يومنا هذا في شكل عمليات حربية تخلف مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء .
وتمول جائزة التواصل الثقافي شمال ـ جنوب من ريع حقوق التأليف المتأتية من كتابات البروفيسور المنجرة، وقد منحت للمرة الأولي سنة 1992 مناصفة للفنان الساخر أحمد السنوسي ولفنان الكاريكاتير العربي الصبان وفاز بها، سنة 1993، وزير العدل الأمريكي الأسبق رامزي كلارك والموسيقار العراقي الراحل منير بشير.
في سنة 1994 عادت الجائزة لرجلين من رجالات المسرح كبيرين: إبراهيم سباهيك من البوسنة والطيب الصديقي من المغرب.
في سنة 1995، فاز بالجائزة يوكو إيطاكاكي من جامعة طوكيو باليابان، وفي السنة الموالية كل من فرانسوا بورغا من فرنسا والأستاذ أحمد لخضر غزال من المغرب.
في سنة 1997 منحت الجائزة مناصفة للجمعية الدولية للعلوم المستقبلية (فيوتيريبل) بفرنسا ولوكالة التأليف والنشر شراع بالمغرب.
وكانت الجائزة، سنة 1998، من نصيب كل من أحمد بنيسف أحد أساتذة فن الرسم بمدارس تطوان وإشبيلية، وللمصطفي الرزرازي أول مغربي ينال شهادة للدكتوراه من جامعة يابانية.
وفي سنة 1999 منحت جائزة التواصل الثقافي شمال ـ جنوب لكل أطفال العراق، ولرجل من ايرلندا (دنيس هاليداي) الذي وصفه المنجرة بالرجل النبيل المستقيم والنظيف والذي استقال من منصبه كمنسق للأعمال الإنسانية للأمم المتحدة في 31 تشرين الاول/ أكتوبر 1998 احتجاجا علي الآثار الوخيمة التي أحدثها الحصار المفروض علي العراق والذي خلف من الأطفال مئات الالوف من الضحايا.
في سنة 2000 كانت الجائزة من نصيب البروفيسور كيشي فوجيوارا من اليابان وللآنسة آمال بوجمعة أول طفلة مغربية تنالها سنة 2000 وفاز بها سنة 2001 الشهيد محمد جمال الدرة (ومن خلاله شهداء فلسطين)، ذاك الطفل ذو الثانية عشرة من العمر الذي اغتاله الصهاينة بدم بارد في 30 ايلول/ سبتمبر 2000. ومنحت مناصفة معه لطلال أبو رحمة الصحافي بـ فرانس 2 الذي أرخ بكاميرته لحادث الاغتيال الرهيب هذا.
ومنحت الجائزة سنة 2002 للبروفيسور ريكاردو بتريلا (من إيطاليا) وهو أستاذ للاقتصاد بالجامعـة الكاثوليكية بلوفان والمستشار بالمفــــــوضية الأوروبية، وكذا للدكتور سعيد ذو الفقار الموظف السامي باليونسكو لمدة ثلاثين سنة دون احتساب العشر سنين (من 1981 إلي سنة 1990) التي قضاها كسكرتير عام لجائزة أغا خان للمعمار وهو الذي يشتغل حاليا السكرتير العام لـ تراث بلا حدود .
كما منحت الجائزة سنة 2003 لإيغناسيو راموني (فرنسا) مدير جريدة لوموند دبلوماتيك ولعبد الباري عطوان (فلسطين) مدير تحرير جريدة القدس العربي .
ومنحت سنة 2004 لكل من خير الدين حسيب من العراق وجان أوبيرغ من الدنمارك.
وحجبت في سنتها الرابعة عشرة لما اعتبره الدكتور المهدي المنجرة ان السنة كانت من أحلك لحظات البشرية علي مستوي تدني التواصل بين ثقافة الشمال والجنوب.
وقال المنجرة ان تغيير اسم الجائزة الي جائزة الدفاع عن الكرامة يعود لكون التواصل الثقافي بين الشمال والجنوب يشوبه نزع من التشويش.
وحضرت حفل تسليم الجائزة الذي اقيم بمقر صحيفة المساء بالدار البيضاء شخصيات وفاعليات ثقافية وادبية وفنية مغربية.

القدس العربي
7-3-2007