في حفل جمع عدداً من الأدباء والفنانين والأكاديميين والإعلاميين والشخصيات الرسمية صباح الخميس 23 نيسان/أبريل بمقرّ وزارة الثقافة، قام اتحاد ديوان الشرق الغرب بتوزيع جوائز مسابقة ديوان الشعر الثالثة التي تمّت بالشراكة مع بيت الشعر المغربي، تحت شعار " كن عراقيّاً لتصبح شاعراً". وقد استهلّ الحفل الشاعر فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة بحديثه عن قيمة الشعر في البناء الحضاري، وعن أهمية هذه الدورة التي تحمل اسم أهمّ شعراء العرب المعاصرين الذين ارتبط نتاجهم بشعر المقاومة وهو محمود درويش، ثمّ تلته الشاعرة أمل الجبوري رئيسة مجلس اتحاد ديوان الشرق الغرب راعي الجائزة، بقولها " إن احتفاء المسابقة هذا العام بالشاعر العربي الكبير درويش هو جزء من الوفاء لما حمله هذا الشاعر من حب للعراق وأهله، فقد كان يردّد أمام مقرّبيه من لم يكن عراقيّاً فهو ليس منّاً "، وكان يعتبر العراق أحد الوعود المقترحة لتغيير مستقبلنا، وبالتالي فإنّ أزمة العراق وتعذيبه هو تعذيب لأحلامنا في أن نكون مرة اخرى، ومن نريد أن نكون". وأضافت " فلنتّخذ من لقاءاتنا في رحاب المناسبات الأدبية فسحة للحوار، بعيداً عن المجاملات الإنشائية التي لا تتقدم فيها الثقافة خطوة على سبيل التتابع الموضوعي لواقع معاناة المثقفين"، مشيرة إلى إطلاق مبادرة تأسيس أول متحف للشعر في العالم على ارض العراق لينضم إلى مجموعة المتاحف، وأولها متحف الفن الإسلامي الذي سيتخذ من المشروع السابق " جامع صدام الكبير " على أرض مطار المثنى من أجل إيقاف القتال الخفي بين ملوك الطوائف، للحصول على هذا المشروع الذي بقيت رافعاته صامتة حتّى بدأ يأكلها الصدأ. كيف لا وأوّل نص شعري في العالم كتب في العراق الذي لازال ولوداً للشعر والشعراء، وهو الأولى باحتضان متحف كهذا يحفظ ذاكرة وتاريخ الشعر"، قبل أن تنهي حديثها بالقول" إنّي أسلّم راية هذه الجائزة إلى وزارة الثقافة في العراق لتتبنّاها كما تبنّت المربد في البصرة، بل من شأنها أن تجعل من هذه الجائزة منطلقاً لمهرجان مستقبلي تحتفي به سنويّاً العاصمة بغداد".

وعلى وقع معزوفات قدّمها الفنانان فارس حميد على القانون ونورالدين حسن على العود، دعت الشاعرة أمل الجبوري كلّاً من المخرج السينمائي عبد الهادي مبارك والشاعر الكبير عريان السيد خلف والروائي طه حامد الشبيب والمسرحي الدكتور شفيق المهدي لتسليم أوسمة الجائزة على الفائزين من شعراء العراق، أما الشعراء المغاربة الّذين تعذّر عليهم الحضور لأسبابٍ قاهرة فقد سُلّمت جوائزهم إلى وكيلي وزارة الثقافة الإعلامي طاهر الحمود والشاعر فوزي الأتروشي من أجل إرسالها إلى المغرب عبر القنوات الرسمية. وذلك تتويجاً لستة وسبعين ديواناً شاركت في جائزة ديوان الشعر الثالثة، اختارت من بينها اللجنة التحكيمية المتكونة من الناقد والشاعر البحريني  د,علوي الهاشمي والناقد السوري د,عبد الكريم حسن والناقد العراقي المقيم في بريطانيا د,عبد الرضا علي والشاعر اللبناني شوقي بزيع ثمانية وعشرين ديواناً لدخول المنافسة التي أسفرت عن فوز خمسة عراقيين ومغربيين. فعادت الجائزة الأولى إلى الشاعر المغربي عبد اللطيف الوراري عن ديوانه  " ترياق " مناصفة مع الشاعر العراقي مروان عادل عن ديوانه " تراتيل طيور محنطة "، وفاز بالجائزة الثانية الشاعر المغربي إدريس علوش عن ديوانه " آل هؤلاء " مناصفة مع الشاعر العراقي حمد الدوخي عن ديوانه "الأسماء كلها "، واشترك في الجائزة الثالثة الشعراء حسن عبد راضي عن ديوانه  "طقوس موت الأشياء" وأحمد عزاوي عن ديوانه " الحياة بعين بيضاء " وليث فائز الايوبي عن " عاهات قرقوش".

كما حيّت الجائزة مشاركة الشاعر المغربي إدريس الملياني حيث تم الاحتفاء بطبع ديوانه " نشيد السمندل "، وكذلك ديوان الشاعرة آمال الزهاوي الذي أنجزته وهي على سرير المرض "آبار النقمة"،

كما احتفت الجائزة بطبع مختارات للشاعر العراقي القتيل محمود البريكان، قدّم لها الناقد د.عبد الرضا علي " كاتم أصوات الكلمات".
وقد شهد الحفل قراءات للشعراء الفائزين بقصائد من دواوينهم، أما المغاربة فقد قرأ الفنان العراقي المعروف ستار خضير مقاطع منتقاة من دواوينهم، قبل أن يختتم بحفل توقيع من قبل الشعراء لجمهور الحاضرين، داخل قاعة زُيّنت بمجموعة تماثيل أنجزها النحات الشهيد كامل العزاوي. وكان الاتحاد قد أصدر طوابع بريدية زُيّنت بصور مبدعين عراقيين وشهداء للثقافة، وطابعاً بريديّاً آخر بصورة الشاعر الراحل محمود درويش، ويؤمل أن تعتمدها الحكومة العراقية رسميّاً لتخليد تلك الرموز.

وجرياً على عادته، كرّمت مؤسسة ديوان الشرق الغرب رموزاً من الثقافة وشخصيات جماهيرية في العراق مثل عمو بابا شيخ المدربين لأهم فرق كرة القدم العراقية، مثلما كرّمت وزارة الثقافة الشاعرة أمل الجبوري ومؤسسة ديوان التي ترأسها بوسام الثقافة سلّمه إيّاها السيد عقيل المندلاوي مدير عام العلاقات الثقافية، وذلك اعترافاً بدورها التنويري في هذه اللحظة الراهنة من ثقافتنا.