( سعد البازعي وأحمد الواصل)على غير عادة من أنشطة النادي الأدبي في الرياض وخارج اطار 'بيت الشعر'، ولعل المناسبة كانت السبب هي تقديم أمسية وفاء خاصة بالشاعر العراقي سركون بولص (1944 - 2007) أخيرا، فمن دخول بهو النادي حتى تنتصفه ستلقى لوحة علقت عليها: أمسية وفاء للآشوري التائه سركون بولص، وصور أغلفة كتبه الشعرية: الوصول الى مدينة أين، الحياة قرب الأكروبول، الأول والتالي، حامل الفانوس في ليل الذئاب واذا كنت نائما في مركب نوح..
وقد شارك في احياء هذه الأمسية الهادئة والمميزة كل من الناقد وأستاذ الجامعة سعد البازعي -رئيس النادي الأدبي، والشاعر والناقد أحمد الواصل..
فمن بعد تقديم لسيرة سركون بولص من الواصل واشارة خاطفة - غير بريئة - الى احد اسباب الاحتفاء بالشاعر لكونه أحد آباء شعراء التسعينات في السعودية الذين اختفوا بهذه الأمسية!، جاءت قراءة غير مكتوبة للبازعي ليتصفح دواوين بولص واستعراض بعض القصائد والتحدث عن هم سياسي انتقادي وغربة في المنافي.
وعقب ذلك أعد الواصل 'وصلة' القاء من شعر بولص بعد أن افتتحها بمقاطع مباشرة من شهادة شعرية: ملاحظات على الشعر 1992 الذي وصفه بولص ب 'الشحنة السحرية' ورأى ان الشعر يقاوم 'العمى والنسيان' فبدأ الواصل بمختارات شعرية بقصيدة: آلام بودلير وصلت، وسبقها بمقدمة عن كتابتها بعد دخوله لبنان وقبل وصوله بيروت: وصلت إلى الحد / في الاصل كنت راعيا يفترس أرخبيلا ممزقا من الأرواح..'، ثم قصيدة: كلما خطوت خطوة، حلم الطفولة، والنهر، وفاجأ الحضور ب'إقحام' إلقاء القصائد مقاطع من نصوص أغان عراقية قديمة، مثل: هذا مو إنصاف، للناصرية، بالحاجب أدعي بخير، لصديقة الملاية وسليمة مراد ومائدة نزهت..
وكان التجاوب من الحضور مهما عندما طرح الإعلامي والكاتب بدر الراشد حول أهم النقاط في تجربة بولص التي أجاب عنها الواصل: الصورة المشتقة والسرد المحبوك وقبض كثافة الحلم، وأبدى محمد الجنيدل سؤالا عن مقولة: قصيدة النثر تقرأ لا تلقى، التي أجاب عنها البازعي بأنها يجب ألا تعمم، وإلا لما كان ألقيت كل هذه النصوص باستثناء ما يناسب القراءة..
واستعاد الاعلامي ابراهيم الخريف لحظات سابقة عندما كان يدير البازعي اثنينة النادي نهاية الثمانينات واوائل التسعينات.
وتمنى بعض من الحضور ان تتم مثل هذه الامسيات لاحقا لتناول شعراء وشاعرات لاحقا بتجربتهم وتجاربهم، وهذا ما اوضحه البازعي بان هذا ممكن، وهذا لا يتعدى مهام واختصاص بيت الشعر الذي يعنى بالتجارب الجديدة والواعدة كذلك المكرسة.
وفيما انشغل بعض الحضور (الآخرين) باسئلة (مخرصة) حول الانتماء السياسي لبولص، وحول اسمه الآكادي وطائفته الآشورية (الكنيسة النسطورية) وتعليق احدهم حول فائدة شعره او هذا الشعرا! والحكم المسبق ب (نفي واقصاء) قصيدة النثر خارج الشعر، واعادة 'اللت والعجن' حول جنس قصيدة النثر ما بين ان تكون نصا شعريا او نصا ادبيا، ختمت الامسية بتعليق مهم من المسرحي والكاتب محمد السحيمي بأن قصيدة النثر ستتاح لها فرصة مع فن الدراما، فان فرص الالقاء الشعري لا بد ان تتوافر فيه شروط التمثيل والمؤثر الصوتي والبعد المكاني.

القبس
17/11/2007