الشعر بين الانفتاح والمقاومة

(الدورة الخامسة والعشرين للبينالي العالمي للشعر ببلجيكا)

طه عدنان
(المغرب/ بروكسيل)

تحت شعار "الشعر فاكهة محرمة"، وتحت الرئاسة الشرفية للملكة فابيولا والرئاسة الفعلية للشاعر الاسكوتلندي المقيم في فرنسا كينيث وايت، انطلقت اليوم (من 4 إلى 7 أكتوبر (تشرين الثاني) 2007) ببلجيكا أشغال الدورة الخامسة والعشرين للبينالي العالمي للشعر. بينالي ضخم ينظمه البيت العالمي للشعر ببروكسل ويستضيفه قصر المؤتمرات بمدينة "لييج"، أكبر حاضرة والانية ببلجيكا. ويشارك ضمن هذا المهرجان الشعري، الذي يعقد مرة كل سنتين، ما يفوق 200 شاعر وشاعرة قادمين من خمسين بلدا من مختلف أصقاع العالم.

 

ويشار إلى أن هذا الملتقى الشعري العريق عرف تأسيسه بمدينة "كنوك" الفلامندية في مطلع خمسينيات القرن الماضي على يد الشاعر البلجيكي الراحل أرتور هولو الذي ظل يرأس البينالي إلى غاية وفاته قبل أزيد من عامين. وواصل البينالي انعقاده ب"كنوك" الناطقة بالهولندية إلى غاية عام 1979 لينتقل بسبب مشاكل لغوية إلى "لييج" الفرنكوفونية حيث تدور أشغاله باللغتين الفرنسية والإنجليزية. أشغال تنقسم هذه الدورة إلى ورشتين تنشغل أولاهما بمساءلة مقولة "الشعر للجميع" فيما تقارب الثانية أطروحة "الشعر والخرق".

كينيث وايتفالشعر، هذه الفاكهة المحرمة، أنضج تعبير عن الحرية. ولهذا فقد عانى ومعه الشعراء من شتى ألوان الاضطهاد الذي مارسته قوى الاستبداد عليهم على مرّ العصور. فما الخطر الداهم الذي قد يشكله الشعر على السلطة؟ ولماذا يظل الشعر مستعصيا على الجمهور العريض؟ أيّ الحواجز والمعوقات تنتصب في وجه الشعر على المستويات النفسية والتربوية والتكنولوجية؟ كيف السبيل إلى إسماع صوت الشاعر ضدأً على الجميع؟ أوليس من واجب الشاعر العمل على إدخال إنسان القرن الواحد والعشرين إلى "الشعر"؟

ندوات ونقاشات وقراءات شعرية وأنشطة أخرى عديدة محورها الشاعر وجوهرها القصيدة تأتي لتعرض هذه الفاكهة المحرمة على الجمهور في أكثر من مكان عام بالمدينة. حتى لا تبقى القصيدة سجينة الكتب المدرسية ومنتديات الأدب.

ويذكر أنه في ختام كل دورة تمنح الجائزة الكبرى للبينالي لشاعر معاصر تتويجا لعطائه الشعري. الجائزة التي سبق ومنحت لشعراء كبار من أمثال الشاعر الفرنسي سان جون بيرس والمكسيكي أوكتافيو باز والسنغالي ليوبولد سيدار سنغور واليوناني يانيس ريتسوس والسوري أدونيس.

أدونيس الذي سبق له أن ترأس البينالي سنة 1996 إلى جانب عدد من شعراء العالمين العربي والإسلامي كالمصرية أندري شديد سنة 1984 والسنغالي سنغور سنة 1986 واللبناني صلاح ستيتيه سنة 1988 والألباني إسماعيل قدري سنة 1992 والتونسي عبد العزيز قاسم سنة 1994 ومؤخراً المغربي عبد اللطيف اللعبي في 2005.

ويشارك خلال هذه الدورة من الشعراء العرب الشاعر اللبناني صلاح ستيتيه والتونسي عبد العزيز قاسم والجزائرية حواء الجبالي والشاعر والمترجم العراقي صلاح نيازي والأردني طاهر رياض والعراقي هاتف جنابي والمصري رفعت سلاّم والمغربي طه عدنان بالإضافة إلى الشاعر والناقد التونسي جلال الغربي.

tahaadnan@hotmail.com


أقرأ أيضاً: