معرفة الثقافة العربية مهمة ملحة في الغرب

محمد مسعاد
(المغرب/المانيا)

أولريش شرايبر

تحل الثقافة العربية هذه السنة ضيفة على المهرجان الأدبي العالمي ببرلين في دورته التاسعة ما بين التاسع إلى التاسع عشر من الشهر الجاري، حيث يشارك عدد من الكتاب والكاتبات من العالم العربي منهم من سبق له أن شارك في مهرجانات عالمية ومنهم من يشارك لأول مرة. في هذا الحوار مع مدير المهرجان نتعرف على بعض القضايا التي تشغل بال المنظمين.

هل لكم أن تعرفونا على المهرجان الأدبي العالمي ببرلين، وعلى رسالته؟

المهرجان الأدبي العالمي لبرلين (ilb) هو أشهر المهرجانات الأدبية على الصعيد العالمي، حيث يوجه الدعوة كل عام لأكثر من 150 كاتباً وكاتبة من مجال السرد والشعر من نحو 50 دولة (ومن جميع القارات) والذين يعرضون أعمالهم ويتناقشون حولها من خلال حوالي 300 تظاهرة. وفي الجزء المتعلق بـ 'تأملات' يتم التعرض لأهم القضايا السياسية ـ وسيكون موضوع هذا العام الرؤية المستقبلية للحوار العربي الغربي. وتشمل سلسلة 'تكلمي أيتها الذاكرة' قراءة نصوص للكتاب الموتى من هوميروس إلى محمود درويش. كما أن هناك أحد أهم البرامج المتعلقة بأدب الأطفال والشباب من مختلف دول المعمورة، حيث أكثر من 10000 من بين 30000 زائر من الأطفال يتوافدون خلال فترة الذروة الصباحية الى 'دار المهرجانات' ببرلين. وفي السنوات الأخيرة ركزنا بشكل كبيرعلى الأدب الشبابي بدعوة كتاب مغمورين على الصعيد العالمي، غير أنهم حققوا نجاحا في أوطانهم.

لماذا تحتفي دورة المهرجان لهذه السنة بالثقافة العربية؟

أعتقد أنه بعد التطورات التي شهدتها السنوات الأخيرة حيث ثمة تفهم كبير للثقافة العربية في الغرب، إذا جاز لي التبسيط هنا، فإن الاهتمام بالثقافة العربية أصبح ضرورة ملحة. وهل يوجد أفضل من الأدب من بين المجالات الفنية للتعبير عن الآمال والمخاوف والرغبات الخاصة بالناس؟ إن هدف اهتمام الدورة التاسعة للمهرجان العالمي للأدب ببرلين هو اتاحة الفرصة للمهتمين من الجمهور للانفتاح على الأدب العربي، وتشجيع التفاهم المتبادل بين الطرفين ودعم الاتصالات بين الفنانين والوكلاء الأدبيين والكتاب. ولقد سبق للهرجان في السنوات الماضية أن استضاف بعض الكتاب والموسيقيين من الدول العربية الذين تعرفوا هنا على بعضهم بعضاً واتفقوا على تعميق المعرفة حول الأدب العربي.

إن النقطة الأساسية في مجهوداتنا أن تتيح برلين امكانية لضيوفنا من العالم العربي لاحتكاك حقيقي مع أدبهم ومواقفهم الروحية، الثقافية والسياسية. ويتعلق الأمر بالنسبة لنا في: ما هي الأسئلة التي تحرك العالم العربي؟

ما هي المعايير التي اعتمدتموها لاختيار المشاركين؟

بدءاً، أود أن أشير، حول مسألة الاختيار، الى أننا وككل سنة نبذل جهدا لمعرفة التضاريس الأدبية حول المنطقة التي نريد الاحتفاء بها. وبطبيعة الحال نركز على الجودة الأدبية. ولقد استشرنا في هذا الخصوص ضيوفنا السابقين من العالم العربي، ومترجمين من اللغة العربية، ناشري السرد والشعر من أوروبا، معاهد غوته في العالم العربي، الذين رشحوا لنا كتابا من القاهرة، الإسكندرية، رام الله، دبي، بيروت، ودمشق، وحتى من اسرائيل حيث يعيش فيها الكثير من الكتاب العرب. وكان الهدف هو كسب كتاب المنطقة المهمين، وأيضا جيل الشباب الذين لم يتعرفوا بعد على ألمانيا.

كيف ترون التواصل بين الثقافة العربية ونظيرتها الألمانية؟

العديد من المشاريع الثقافية تضع الحوار بين أوروبا الغربية والعالم العربي في الواجهة. روح هذه المشاريع كما يعبر عنها ما يقوم به بيتر ريبكه في معرض فرانكفورت للكتاب أو الديوان الغربي الشرقي، وهو مشروع برليني، هو الاحتكاك بين الكتاب من الشرق الأوسط وألمانيا من أجل تكريس تحسين المعرفة المتبادلة للآداب. ولقد تزايد الاهتمام بآداب وثقافات هذه البلدان بعد 11 ايلول (سبتمبر) 2001 وكان أحد اهتمامات معرض الكتاب في فرانكفورت في عام 2004، وعموما لم تغير هذه الوصفة شيئا على الاطلاق: حيث كان النشر والقراءة خارج هذه البلدان ضعيفا جدا. لقد كان لهذا الاحتكاك لحدود الآن أن همش الحوار.

ماذا تتوخون من هذا الاختيار؟

سيكون علامة بارزة في التواصل الأدبي والثقافي مع العالم العربي، تعميق الصداقات وتمتين البرامج في أفق دفع الزوار الألمان لزيارة هذه البلدان من أجل تعميق الاتصالات هناك.

بماذا تردون على الكتاب العرب غير الموجودين في الدورة التاسعة للمهرجان الأدبي العالمي ببرلين؟

تقصدون الكتاب الذين ربما أصيبوا بخيبة الأمل لعدم تلقيهم دعوات للحضور؟ بالنسبة لهم لدي ما يلي : هذا المهرجان سوف يستمر إلى الأبد!...

القدس العربي- 9 – 9 - 2009