حاورها: جعفر الديري

سافر كل من الفنان عبدالجبار الغضبان والفنان عباس يوسف ضمن وفد من الفنانين البحرينيين للمشاركة في ورشة الجرافيك والرسم على الجداريات في مهرجان أصيلة بالمغرب

وفي ضوء تكريم الشاعر البحريني قاسم حداد من قبل القائمين على المهرجان سيقام معرض عبدالجبار الغضبان وعباس يوسف "أيقظتني الساحرة"، وهو المعرض الذي سبق إقامته في البحرين ضمن الاحتفال بيوم الشعر العالمي. وتبرز أهمية مشاركة الفنان عبدالجبار الغضبان والفنان عباس يوسف في ورشة أصيلة لفن الجرافيك بالمغرب من خلال التجربة الرائدة التي قاموا بها حين أشرفوا على ورشة الجرافيك في البحرين التي ضمت إليها نخبة من الفنانين البحرينيين والمغاربة في تظاهرة ثقافية وصفت بالريادة على مستوى الخليج العربي. وهنا في هذا اللقاء مع الفنان عبدالجبار الغضبان وعباس يوسف إطلالة على تلك التجربة الغنية السابقة واستشراف لتجربة جديدة في أصيلة المغرب.

منذ مشاركتكم الأولى في مهرجان أصيلة بالمغرب الى مشاركتكم الأخيرة أربعة عشر عاما من التجربة الغنية، فهل لنا بإطلالة عليها؟

عبدالجبار الغضبان: كانت مشاركتنا في مهرجان أصيلة بالمغرب في العام 1990 وعملنا هناك في ورشة الحفر ولم يكن وقتها من المشاركين غير ثلاثة أو أربعة فنانين بحرينيين، وسبقنا في الذهاب الى أصيلة مجموعة من الفنانين البحرينيين في عامي 1982 و.1983

فإلى أي درجة ساهمت ورشة أصيلة في تسليط الضوء على الفن البحريني فيما يخص فن الجرافيك؟

- عباس يوسف: بحكم المكان والتجهيز والأدوات الموجودة به، اذ كان بالورشة على الأقل بها ما يساوي 80 في المئة من تجهيزات الورش في كل الدول، كذلك الإدارة التي أشرفت على هذه الورشة، اذ كانت إدارة من فنانين بحرينيين، كذلك الفنانون البحرينيون الذين التحقوا والذين ظهروا بصورة جميلة جدا أمام عمالقة في فن الجرافيك، مثل محمد عمر خليل السوداني، منير الإسلام من بانجلاديش، ستن سان ييه من الصين، وبحكم الصخب الإعلامي الذي صاحب المهرجان، اذ ان كثيرا من الفنانين من دول المنطقة سواء من الكويت أو السعودية زاروا الورشة وتعرفوا على الكثير من فعاليات ملتقى أصيلة وكل ذلك جعل مهرجان أصيلة البحرين يساهم في تسليط الضوء على الفن البحريني.

- عبدالجبار الغضبان: كما أن وجود موقع الكتروني للمهرجان له فضل كبير في إيصال فعاليات ومضامين المهرجان، لدرجة أنه في فترة قصيرة من افتتاح الموقع الالكتروني زار الموقع أكثر من 45 ألفا، وهو أمر يعتبر قفزة كبيرة في مجال الثقافة أن يزور الموقع كل هذا العدد من المهتمين في فترة قصيرة جدا وهو ما أعطى جانبا إعلاميا كبيرا لدرجة أن الكثير من الفنانين والأصدقاء من أوروبا اتصلوا بنا مهنئين على نجاح هذا المهرجان ونحن لم تخبرهم عنه.

- عباس يوسف: إن كثيرا من الفنانين المغربيين متعودون على حضور الورش اذ ان هذه الورش والملتقيات مستمرة عندهم، فلم يكونوا متفاجئين أن تقيم البحرين هذه الورشة وأعتقد أن الفنان البحريني الصادق يجب أن يفرح بهذا الحدث، اذ ان هذا المرسم الذي لا تتجاوز مساحته ستة عشر مترا مكعبا فتح الآفاق الى مدى بعيد جدا، بحيث وصل عمل الفنانين البحرينين الذي يمارسون الجرافيك الى أقاصي الدنيا وأقيمت المعارض الفردية والجماعية وأقيمت الورش ليس فقط في البحرين، بل في منطقة الخليج كلها من هذا المكان فما بالك بورشة تكون بتلك الضخامة، مؤكدا أنه سيكون لها مردود أكثر من ايجابي على المدى البعيد.

فهل تفصلنا نحن فناني الجرافيك في البحرين مساحة كبيرة عن تجربة الفنانين المغاربة؟
- عبدالجبار الغضبان: لا شك في أن المغرب تسبقنا في هذا المجال بعدة سنوات، ربما ليس بشكل رسمي أو مؤسساتي ولكن بحكم وجود وجوه مغربية سافرت الى أوروبا وعملت على الجرافيك، وكذلك المعاهد الفنية بالمغرب. ولكن على مستوى المؤسسات هي لا تتجاوز عمر مهرجان أصيلة في تجربة وجود فعل جرافيكي منظم. فلا شك في أن المغرب لديه فنانون مهتمون في الجرافيك، وهم ركزوا بشكل أساسي في مهرجان أصيلة على الرسم على الجدار وورشة الحفر. والفنانون الذين جاءوا الى البحرين للمشاركة في مهرجان أصيلة فنانون عاديون من الذين شاركوا في مهرجان أصيلة بالمغرب، وبشكل عام لا يعني أن الفنانين المغاربة أفضل من البحرينيين أو ان البحرينين أفضل، فمن الجو العام الذي رأيناه وجدنا أن هناك فنانين مغربيين قدموا أعمالا هزيلة، وهناك فنانون بحرينيون قدموا أعمالا هزيلة أيضا، ولكن هناك جوانب ايجابية في كلا الجانبين، وكان القصد من مشاركة الفنانين المغربيين هو التفاعل بحكم أن المغرب لها تجربة طويلة في هذا الجانب، وخصوصا أن المسألة ترتبط بموضوع تأسيس فقط، وبالتالي كان لابد من خلق هذا التوازن.

وكيف وجدتم انطباع الفنانين المغربيين الذي شاركوا في مهرجان أصيلة البحرين عن الفن في البحرين عامة وفن الجرافيك تحديدا؟

- عبدالجبار الغضبان: إن الفنانين المغربيين الذين دعوا للمشاركة في مهرجان البحرين - أصيلة لم يكونوا يعرفون مستوى الفنانين البحرينيين في فن الجرافيك، إلا بعد أن جاءوا الى البحرين وتلمسوا أعمالنا ومنها معرضنا الأخير الذي كان مع قاسم حداد وهو المعنون باسم أيقظتني الساحرة الذي اطلعوا عليه وشعروا أن هناك مستوى متميزا لدينا في فن الجرافيك، لذلك اهتموا اهتماما كبيرا بمشروع ورشة الجرافيك التي كانت في البحرين واعتبروها خطوة متقدمة بالنسبة إلى منطقة الخليج أن توجد ورشة حفر متكاملة وأن يكون هناك فنانون من المملكة يستطيعون أن يديروا هذه الورشة.

وهل تتوقعون الحفاوة التي حظي بها الفنانون المغاربة في أصيلة البحرين؟

- عبدالجبار الغضبان: نحن نشارك في أصيلة المغرب لأول مرة بهذا المستوى، اذ نذهب بمستوى وفد كبير ومتعدد المشاركات ونتوقع من الفنانين المغاربة أن نحظى بما حظوا به هم. وهذه الدعوة قادمة من مهرجان أصيلة المغرب وبالأسماء المختارة. وأتـوقع أن يكون سفرنا الى المغرب في هذه المرة متميزا بحكم أن هناك عدة فعاليات تشارك في المهرجان نفسه، وأتوقع أن يكون لها صدى طيب لأن هناك فعاليات مختلفة هذه المرة، فهناك تكريم لشاعر كبير هو قاسم حداد، وهناك أمسيات شعرية الى شعراء آخرين من البحرين، وهناك معرض تشكيلي بالتوازي مع مشروع تكريم قاسم. ولا شك في أن مشروع الجرافيك سيعطي ثقلا أكبر لفعاليات المهرجان وتكاملها وخصوصا مع وجود فرقة الفنون الشعبية، الأمر الذي سيضيف أجواء جميلة قادرة على إضافة فكرة عن الفنون التراثية القديمة في البحرين للشعب المغربي، فبالإضافة الى مشاركتنا في الورشة هناك مشاركة لأربعة فنانين في مجال الجرافيك وهو عدد غير قليل ومتميز، وخصوصا أنه لم يمض وقت طويل على مهرجان أصيلة لذلك سيكون هناك نوع من التعاطي المهم، اذ أنهم كانوا في البحرين ونحن سنكون عندهم في المغرب، أمر آخر وهو ان مشاركتنا في هذه الورشة ستعطينا فكرة عن تجهيزاتهم في مجال الجرافيك من أجل الإعداد للمهرجان المقبل في البحرين فتكون لدينا خلفية عن كيفية عمل الورشة وإدارتها وتنظيمها مستقبلا بحيث تعطي مردودا مهما بالنسبة إلى الفنان التشكيلي البحريني.

- عباس يوسف: من المؤمل أن تكون هذه الورشة في البحرين مركزا لمنطقة الخليج العربي، بحكم الواقع الثقافي والإبداعي الذي تتميز به البحرين فستكون محطة جذب.
فالاستعدادات المادية في دول الخليج العربي موجودة لكن الاستعدادات البشرية شبه معدومة بينما الورش الجرافيكية لم تتوقف هنا في البحرين في هذا المكان وهو مرسم عشتار، بل نقلناها الى أكثر من دولة قريبة، ولا يزال هناك فنانون من دول المنطقة يسألون عن موعد تشغيل ورشة الجرافيك لأنهم يودون الالتحاق بها.

الوسط
10 اغسطس - 2004