سمر سمير البيات
(السعودية)

سوادُ عينيهِ لا ينعكسُ على شعرهِ الأبيضْ،
ملامحُه مرآة الشباب،
النساء لا يسجدنَ،
النساء لا يغضبن الله،
النساء لا ينجبن رجالاً
يا ران.
دع القلب يغتسل ولا يصلي،
ينتحب،
ينكسر.

طفلي كان صبياً
كان رجلاً والآن ملكاً،
والمرأة التي غيرت العالم الأخضر
حققت النصر لقلب جريح،
هناك تقف .. عقلاً ناقصَ القلبِ،
لا خمر يروي
لا نار لجسدٍ جارحٌ أحبائه.
"كايدي" ملكة
كايدي ترعب القلعة المجاورة
تلك القلعة لا ترفض يا ران
كايدي تراكَ
قلب يتكسَّر
هو يومُك الذي عبر
بوذا لا يشفع يا ران.


لو آمنَ لترجل: ملكا يخرج عارياً كل صباح.
اليوم قدماه مجروحتان
باتجاه دمه
متجها لآخر ِ الحب
إنتظرهُ يخرج من رحمِ إمرأةٍ رحلتْ.

أغلقْ الباب ،
ضوءُ الشمسِ يجبرني على رؤيةِ ملامحه
وهو متكأً على عصاته.
من بعيد
السهام اخترقت أجساد المحبين,
والقائدُ ينحني،
النساء مستلقيات على الأرض مطعونات
بسكاكينِ يمينِ الشرفْ،
منحوتات دون أرواحٍ
غردتْ لشهقاتك .. ياران.
الرجالُ يدافعونْ / يَموتونْ / والقائدُ نائمٌ
غارقٌ في فَخِكَ يارانْ.
موسيقاكَ لا تَصفُ اللحظةَ،
تختَصِرُ الألمَ لحظةَ عبورِه،
جيشٌ يرتدي الأحمر
وتارو تلتفُ أجسادُ جيشهِ بالأصفر،
يسقطُ ليموتَ أكثر.
أليسَ دَمُكَ الذي حاربَ الخيانة؟

مازالَ يتعثرُ
يجمعُ الأزهارَ
يُحمل نائماً.
كان عازفَ الناي ضحيةً،
لكنَ بوذا أنصفهُ،
انهيارٌ تام يُسقِطُهُ أرضاً
هُناكَ في القلعةِ الأولى ،
المرأةُ تتسلمُ حُكمَ أبيها،
فَرَحمُ أُمِها كان في الغدرْ،
والأمهات لا ينجبن رجالاً ياران.
المَحظيةُ تُسلِمُ جسدها بحجةِ الإنتقام،
أليستْ هي الرغبة
كي تصل بين الرجال
تجاهلتُ المهرج
ليكونَ إمتناناً له التاجُ الأخضر
وحبك مازالَ يحيطهُ
وهو يُتوجُ القلبَ بصمتِ صَدَماته.
ربما اعتقدَ أن ثعلبا يتلبسه،
ثم عادَ ليختَزِنَ في رأسهِ
بياضاً مالحاً.
البدايةُ كانتْ
ما كُتِبَ في السابقْ
أما النهايةُ فما زالتْ
معلقةً بخيطٍ رفيع.
الخائنُ مات،
الدمُ يحاورُ البحرَ،
والبحرُ استلمَ الرسالة.
حتى الآن مازال بوذا يحمي الأعمى،
يخافُ الحياةَ ،
يُلقي بجسدهِ في حفرةٍ
يحاول دخولها كي يسمعَ النداء:
أبتاه
أبتاه.
يستفيق صامتاً
يحاورُ سماءً تسكنُ الجنة:
أبتاه.
(غضبٌ صراخٌ)
وهو لا يَتذكر المعنى.
يصرخ عالياً:
ران زَعزِع الأرضَ بِصُراخِكْ
فَقَلبُكَ خَلقَ الوحشَ في صدري
ترككَ فريستي الأولى،
فاستَرِحْ لتنسى.
الدمُ يجري على الأخضر
والسِهامُ مسرعةً تخرقُ أجساداً
تُحَرِرُ الأرواحْ
قلوبُ الناجينَ خائفة من الألم
وتصادم الرحيل
- أُعلن استسلامي
- هو الآن مستسلم للحب
رصاصٌ نصبَ فخاً ضد الحياة.
ماتَ في ظلامْ
وصلَ لأعماقِ القلبْ،
بعد رحيلهم تناقلوا الدم والبحر والأخضر والحسرات.
الأعمى ودعنا بعصاته
ويسقطُ بوذا وننتهي.
لن أنساك أيها المهرج
كم في مماتهم ضحكنا وبكينا سوياً.

13  يونيو 2008 م