لانا ديركاك

تقديم و ترجمة: بنعيسى بوحمالة

 لانا ديركاكازدادت الشاعرة لانا ديركاك يوم 22 يونيو 1969 في مدينة بّورنيكا بكرواتيا. تخرجت من كلية الفلسفة بجامعة زغرب، تكتب الشعر و النثر كما أن لها إسهامات في حقل المسرح. ظهرت أعمالها في مجلات و جرائد كرواتية و دولية، بوسنية و رومانية و إسبانية و أسترالية..؛ مثلما أذيع بعضها ضمن البرامج الثقافية للإذاعة الكرواتية. ترأس فرع اتحاد كتاب كرواتيا بمدينة بّوزيغا و هي مطلقة فكرة "الأيام القيصرية لدوبريسكا" كمحفل لقراءة الشعر و مداولة قضاياه و أدواره و أسئلته.. و عضو فاعل في الهيئة الوطنية المشرفة على تنظيم مهرجان زغرب العالمي للشعر الذي ينعقد عند متمّ كل سنتين (تجري حاليا أطوار دورته الجديدة). و بالمثل فقد شاركت في جملة من الفعاليات الشعرية، ملتقيات و منتديات و مهرجانات، دولية من بينها المهرجان الذائع الصيت "أمسيات شتروغا" المقدوني و مهرجان "ليالي الشعر" الذي ينظم برومانيا و مهرجان كوالمبور العالمي للشعر بماليزيا.. هذا و قد ترجمت أشعارها إلى اللغات الإنجليزية، الألمانية، الإسبانية، الهنغارية، التشيكية، المقدونية، و الماليزية.. و توجد عيّنات من قصائدها ضمن مشروع "بابل الشعر" الذي دشنته هيئة اليونيسكو بروما قبل سنوات قليلة، و مشروع "أمطار من قصائد فوق دوبروفنيك" المشترك بين شعراء من كرواتيا و نظراء لهم من الشيلي.
صدرت لها، لحد الآن، خمس مجموعات شعرية هي: "على طوار الممشى إلى الصليب" (فانكوفسكي 1995)، "ملاذ حامل الضوء" (زغرب 1996)، "حوّاء صندوق البريد" (زغرب 1997)، "صندوق الظلال" (كارلوفاك 1999)، و قد نالت عن هذه المجموعة "جائزة زدرافكو بّوكاك للشعر" و أيضا "جائزة دوهوفنو هراس الشعرية"، "الغابة تبعث إلينا بشجرة عبر البريد الإلكتروني" (زغرب 2004)، و مجموعة شعرية موسومة ب "أستشعر الكآبة" أنجزتها بالاشتراك مع الشاعرين راد جاراك و توميشلاف ريبيك، علاوة على مجموعة قصصية تحمل عنوان "أصيخوا السمع إلى الملائكة" (زغرب 2003)، و كرّاس يضم نصوصا مسرحية تحت مسمّى "إعفاء" (زغرب 2000).
بحكم عمرها البيولوجي، و الإبداعي ضمنيا، تحس الشاعرة لانا ديركاك نفسها متخفّفة إن رمزيا أو كتابيا، مثلها مثل مجايليها، ممّن طوّعوا، و طوّروا في آن معا، منجزات قصيدة النثر التي كرستها أجيال شعرية أروبية سابقة، من عبء معتنق أمّة يوغوسلافية واحدة الذي سهر الرئيس الكاريزمي، الأسطوري، الراحل جوزيف بروز تيتو، طوال سني حكمه ذي القبضة الحديدية، على تكريسه في الوجدان العام لتلك الفسيفساء اللاّمتناغمة من جغرافيات و تواريخ و عقائد و ثقافات (صربيا، الجبل الأسود، مقدونيا، كرواتيا، البوسنة و الهرسك، سلوفينيا)، و حالما تداعى جدار برلين و غاب الأب المؤسس عن الأنظار و تأججت النزوعات الإقليمية و المحلية في أكثر من بقعة في العالم.. حتى ارتد اليوغوسلافيون القدامى إلى أوطانهم المصغرة و انكفأوا على شواغلهم و تطلعاتهم المحصورة. و هكذا، و بقدر ما كان الرعيل السابق العملاق في الشعرية اليوغوسلافية، كالبوسني عزت سراييج و الكرواتي سلافكو ميخايليك اللذين كانا من بين من صنعوا مجد يوغوسلافيا الشعري و خولوا لها سمعتها الإبداعية العالمية، يعتبر التزامه الشعري بيوغوسلافيا واحدة، متعالية، فوق التزامه بإقليمه الأصلي و شؤونه المتضائلة فإن الفاعلين الجدد في الجمهوريات الوليدة يكادون يتعاطون مع زمن الوحدة السياسية و الثقافية بوصفه ذكرى تاريخية عرضية و فاترة.
و الشاعرة كذلك، أي بإزاء وضع كهذا، فإن نصوصها الشعرية لتنبسط أمام عياننا منشدة إلى هويتها الثقافية الكرواتية القحة لا إلى هوية ثقافية قومية، جمعية متراكبة و، بالتالي إلى محليتها، انشدادها، بقوة الأشياء، و كما هو مؤمّل في كلّ شعر أصيل متجوهر في الحقيقة الشعرية، إلى أفق إنساني شامل و متكامل تتقاطع في رحابته مختلف الألسن و النبرات و الأخيلة و الرؤيات الشعرية.. القارية و الجهوية. و إذا ما كانت لانا ديركاك تتصدر حاليا و عن استحقاق، بمعية الشاعرة السلوفينية المعاصرة ماجا فيدمار المشهد الشعري النسائي في شبه جزيرة البلقان كأبرز ممثلات الحساسية الشعرية النسائية هناك و المتعهّدات لنبضها التعبيري النشيط و المتجدد فهي، فضلا عن هذا، لا تحجم عن تجاوز نطاق شرطها الوجودي الأنثوي المتعيّن و المتضايق و استقصاء، كنتيجة، مفردات و توليفات و مجازات أو، بالأولى، اجتراح زوايا نظر تخييلية أوسع و أبعد و أوفى و أنجع في تغطية للكينونة الإنسانية في إطلاقيتها إن لم نقل في مفارقيتها المفتوحة، الشائكة، مزودة في هذا المضمار بتربيتها الفلسفية المكينة و بإتقانها أيضا للغة الإنجليزية ممّا يفتح أمام مخيلتها المتوثبة جغرافيات شعرية و مرجعيات شعرية عديدة و ثرية لا تقدّر بثمن.
فسيان اتصل الأمر في كتابتها الشعرية بنوعية المعجم الشعري المسخّر، بكيفية تصريف الجملة الشعرية، و بمجرى تشييد المجازات و إعمالها.. باشتغال العين اللاقطة النابهة، بتفاعلات النّصي و البرّاني، و المشهديات و المحكيات الشعرية الموضّبة أحسن توضيب، فإنها تستدرجنا، شئنا أم أبينا، إلى الوقوف على انفعال شعري من طراز لافت و أخّاذ، يتغذى على حاسّة فلسفية رهيفة و شائقة لا تخلو من تلوينات و إيهامات سخروية دالة، بانصداعات الذوات و احتقانات العالم.. بتشقّقات المعيش و ضراوات الأفضية - الأزمنة الميكروسكوبية و التباسات التواريخ الشخصية بقرائنها لا الضّاجة منها و لا الصّامتة.. بالذاكري و الراهن و الآتي.. بالمتفتّت و المنسيّ و اللامرئي.. بالمفارق و اللاّمتوقع و الفادح.. و في كلمة بهشاشة الكينونة، بمأزقيتها، و عطالتها المادية و الروحية سواء بسواء، و لربّما كانت القصائد المترجمة كفيلة بإدناء تجربتها الشعرية و تشخيص قسماتها المائزة.

مناورة صمت

لعله غمّ ذاك الذي تفرك بيديك
إنه سيّد ناصفة الليل من غير ما منازع
الغرسة الضئيلة المنسرحة أرضا ضاع منها معناها الأصلي
أما الغرفة، برمّتها، فلن يعوزها استذكار واحدة من تلك
القوافل الملثمة بالهباء ليس إلاّ
و هي تخترق الصمت ساعة ترتيبه لمناورته
أخفقت أنت في إرخاء سمعك جهة الأمواج
خانتك عزيمة مدّ الزّبد بخلقة مخشوشنة
الزّبد الذي منه انبجست أفروديت
و منتهى ما يصح أن يخطر على بالك
هو كيف يقتدر عقيد في جيش سباتي
على أن يصادر منك معانيك الأصلية واحدا تلو الآخر
برفق، بأوفى ما يتاح من رفق.

غابة

كلّ مرة إلاّ و ألفيني منسحبة
نحو الساعة الثانية بعد منتصف الليل
فأنا أخشى أن أوقظ حوريات البحر من نومهن
هناك في عرض بحار دمك الرّاغية
حيث يحرسن أمواجه المتلظّية
و حال طقوسية ترين على البرهة
ليكن قدومكم، إذن، صباحا لمّا تكون أصواتهن مصدر إلهام
المنفى لا يني يفاقم الزّبد
الغابة ما فتئت تغدق علينا الصمت بخساسة لا تليق حتى بالأرقّاء
و حالما تبرح الغابة
تعمّد ألاّ تبلّغ بشيء قطّ محطة الإذاعة
المحطة الغافية لحوريات البحر
أو تذكر أنك كنت حذّرتني
عبر الأصوات اليقظانة للضواحي
بأنه حالما تتم مبارحة الغابة
فلن تتورع حوريات البحر عن شق مسارب في دواخلنا
المصونة و اللامرئية، أليس كذلك ؟
لا تغفل أيضا أن تلمع إلى:
كون الغابة مستوطنة عن آخرها
و لا تثق بتاتا في امرئ ما
لربّما ادّعى بأن الغابة و إلى حدود الصباح
تبقى لا شيء بالمرة ما دامت محض شهادة جارية على الصمت.

خزنة حديدية

تماما حيث يستحبّ أن يكون قفصي الصدري في موقعه الصائب
يا ما ألقى نفسي أنوء بحمل خزنة حديدية موقوفة على العتمات
أحيانا أسقط في هوى الكون لكن على استحياء
الغابة طبعا على دراية بهذا الشأن و فيما يعنيني أنا
فإن الصمت لأمر جلل
مرات قد تكون عتمات قفصي الحديدي غير مدوّنة بعد
في السّجلات
و في مطويات الوجل الباذخة
و مرات تكون عتماتي مرتدية
أشكالا منذورة للتّنطع على رشاقة الأزمنة
أما في أخرى فتنتصب فداحات عابرة للمقاسات
حيثما كان و أينما كان
ما عدا في النشرات الجوية الكسلانة للهزيع الأخير من الليل
حيث يقبع قفصي الصدري
أنوء بحمل خزنة حديدية مرفقة بعتمات
و أحيانا رسومات زيتية تشي بعناية بالغة
أتقرّى في فضائها
الإطلالة الكدرة للأمل.

محاورة مع الغبار

الزمن ينفخ في الصمت
و يطيب له أن يغرسني في الغبار كما رسالة
ها أنذا أرى عبر مسامّ الغبار
كما لو أننا صرنا إلى تواشج تهواه الجوارح
كما لو كنا متشارطين
و من ثمّ، و عند طلعة الصباح، نلوح لا غباري و لا أنا
و قد رمقنا بعضهم في إحدى برهات يوم الإثنين
منشدّين بقوة إلى بعضنا البعض
مسمّرين، كلّ من جهته، في عين الموضع
بينما بيرق أبدي يوشك أن يتخلّق
ها أنت تحدّق في
ذاك الذي ذرى نثارا مغبرا في الغرف
نثار مستديما لانهائيا
سيكون عدم لياقة ترقّب تلاشيه
عند خاتمة الألفية
ذلك أنه لا يستنكف عن التوالد
و غزارته تدثر سائر الأمصار التي ترضخ لسلطانه
و مع ذلك فإن نشيده الوطني تخالطه نكهة موسيقى كريهة
في حيّز إعداد الطبيخ بالمطبخ
لا يتقاعس أحدكم عن أن يهيئ له إبريق شاي مثلا
إذ هو قادم لامحالة و لابأس في أن تتعودوا على ملاطفة غبار لا قاهر لسريانه.

محرّر الشك

آخر الصيف حدث أن استخلصت
ما قوامه سبعة عشرة قارورة ثلج من عمودك الفقري
أصابك ذهول محيّر من الطريقة التي
اختبرتها بها شأني شأن شخص دؤوب على صنيعه
و أنت مغموس في الماء مثلما قطعة إسفنج خانك مراس تثبيتها ثانية
شبيه الآثار المرئية الوحيدة
لبرهاتك الجميلة و الرديئة في آن
شبيه اللوحات الجدارية التي أبدعتها يد ماهرة
و التي تزدان بها جدرانك الباطنية
عند حاشية الغابة
عنّ لي أن أحوّل السبعة عشرة قارورة إلى رغوة
إثرها سعيت، على نحو أرعن، إلى لمّها متوسلة بكلمات
ثم حشوتها في بدن محررّ شك يطفح بلادة
في حنايا جندي لا يمسك عن مسخ الليل
إلى جناس تصحيفي استراتيجي
تهتدي به تشكيلة عسكرية هائلة
بدل أن أقبرها في كيان عصفور ما.

تطريز

في المشهد الأرضي
لم يتخلف الرّب هو أيضا
عن بسط يده
هيئ لي
أنه كان يحرق من وقت لآخر
البرودة الجاثمة على الغابة
الغابة سريري الممدود
و في أوراق أغصانها يمكنني
رؤية المطرّزات الفولكلورية
أيّ ثراء هذا الذي تهبه تشكيلات الأزياء المزركشة
أيّة إناسة
هل ترى
أن للغابة أملاكا تتمتع بها
و إذن ليكن مجيئك صباحا و ما إن تتعامى عن شفوفه
ما إن تشيح عنه
حتى تأتلق قشرة الجليد المتخمة ألقا من الأصل
التي تسهر على أضلاعها و نتوءاتها المستترة.

مشهد

لنعتبر الأمر سيمياء مشهد ما
لذا دعونا نتخيل غرفة على علاّتها
تتربّع فيها مائدة للأكل
سنكتشف، ببساطة، أنه من غير الجائز
أن يشين غطاء خوان ما بياضا فائق النصاعة
و فاكهة لهي من نصيب العفونة
قد تجد نفسك تقضم أطراف أصابعك
و من يدري فقد تغرم
بالمشهد الذي تراه عينك
فتحسبه اتفاقا سلسا
بين الطبيعة الميتة و قطعة الثوب
في تلابيب لغة ما تندّ عن الفهم

لنقل إنه ضرب من سيمياء متنامية و معنية بالتفاصيل
لذا دعونا نتخيل غرفة على علاّتها
تتربّع فيها مائدة للأكل
سنكتشف، ببساطة، أنه من غير الجائز
أن يشين غطاء خوان ما بياضا فائق النصاعة
و فاكهة لهي من نصيب العفونة
لكنك الآن لا تتحرّج في مدّ أصابع يدك
و من يدري فقد تكون شغفت
بالمشهد الذي رأته عيناك
فحسبته اتفاقا فروسيا على بياض البكارة
بين الفاكهة و غطاء الخوان
بين الطبيعة و علّة تمدّن لا مفرّ منها
فلا وجود للغة
لا تنتهك فيها الحضارة
الاتفاقات المتواطأ عليها
لغة تنهرق قطرة، قطرة، ملطّخة الخرائط الجغرافية.

الحديقة السرية

عند هبوبه
شفرات عشب مهزول ترى، عند أول وهلة، مارقة الخطى
يلوح كما لو أنه ربّ تلك الأكداس من العتمة
يأخذ بيد الريح إلى سافلة المصابيح
لكن لا هو
و لا كامل خرائط العالم
يحظى بموهبة اقتيادك
إلى حيث تثوي الحديقة السرية
التي ترتادها الملائكة عند حلول المساء
تحرسها و تحدب عليها طوال الليل
تنحني أمام ما ينهض من أوتاد
و توطّن نفسها على اقتفاء أثر الريح
عسى أن تقرّ العزائم.

بارقة

الكلمة مفتاح قنّينات لا تخمل في نزع سدّاداتها
تشتهي قنّينات ذوات أعناق مكتنزة
هو الميقات و إلاّ فلا للخروج صوب الكون
للكدّ و التآزر لقاء ما يسكب الضوء
على مزيد من الأجساد السماوية
هو السباق بغاية حيازة أجنحة من محتد الروح
أما نحن فنقرفص الإسمنت والغين في ضجرنا القاتل
غير عابئين بميقات ينعم بشعاعه على سواعدنا المبتردة.

شاشة سماوات

حصل أن بادر المدعو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، هو لا غيره، إلى وضع
ترشيحه جدّيا كيما تستتبّ البرودة
في مفاصل البوسنة
أمّا في السوق الواقعة على مسافة لا يستهان بها فحصل أن انتخبت حوّاء ذات العدسات اللاّصقة
لزرع قسط من الدفء في يديه، و الظاهر أن هذا التكليف قد راق لها و اعتبرت الأمر كما لو أنها
بصدد تصفّح نسخة مرتجلة من سبحة ما أو، بالأدق، تحرير خطاب مسهب إلى الأب، الابن، و الشبح المبجل
و لأنها لا تدري كم من الوقت بالضبط استغرق
اليوم العالمي للتهذيب
فقد خلت صلاتها المتشنجة
خسارة فادحة بكامل في الدين من معنى
أكثر انهداما من القواقع جميعها
كان ذلك قبل حلول اليوم العالمي للسلام بنحو اثنين و عشرين يوما. حبّذا لو خمنتها
تتضرّع للرّب الذي يستحكم في عقيق السبحة سوى أن ولاءها كان لربّ من طينة أخرى
تسيطر عليه أهواء و غوايات مادية إلى حدّ أنه سوف لن يمانع قطعا في تلقينها
فروض السحر الأبيض: كيف لا تؤدي، مثلا، ما بذمتها، من مكوس مستحقة عن تدفئة منعدمة في
فضاء جدّ شاسع، جدّ مفتوح. أن تتجاهل شيئا اسمه كلفة التدفئة و ذلك زهاء شهرين قبل مجيء اليوم العالمي للحياة
و لا مضرّة في أن تجهل كم سيمرّ من الوقت ليحلّ هذا اليوم
و بينما هي تسترق من جرذان هائمة على وجهها جمانات لاصقة
أثلج صدرها أن تحظى بالدفء في منزل أحدهم
و الفضل، كلّ الفضل، يرجع في هذه الحظوة إلى الرّب ذي المزاج العملي
و إذ استأثرت بهذا أمسكت بكلّ من الأب، الابن، و الشبح المبجل
من دابرهم و منعتهم، ثلاثتهم، من الانسحاب
لئلا يتدحرجوا على مبعدة
من شاشة سماوات البوسنة.