معرض رسائل فان كوخ

عبدالاله مجيد

معرض رسائل فان كوخ

إعداد عبدالاله مجيد: إفتُتح في امستردام يوم الخميس معرض محوره رسائل فان كوخ الشخصية التي تتاح لأول امكانية الاطلاع عليها، ويقول خبراء إنّها تبين أن الفنان الكبير لم يكن مجنونًا يصب جنونه على القماشة دون أن يكون للعقل دور في ما يفعله.
الرسائل التي تُعرض في متحف فان كوخ بالعاصمة الهولندية تؤكد على الضد من الاعتقاد الشائع أن منهجًا منضبطًا وعقلانيًا يقف وراء أعظم اعمال الفنان الذي عاش معذّبًا.
ويقول هانز ليوتين الذي يعمل امينًا في متحف فان كوخ إن الرسائل "تبين ان الفنان كان يعرف ما يفعل وانه كان متقدمًا على زمنه حتى ظنوه مجنونًا". واضاف ان ما يظهر من الرسائل "شخص يخطط حملة مدروسة في فنه".

يقدِّم المعرض عينة تربو على 100 رسالة كتبها فان كوخ، يحيطها عدد من أشهر لوحاته، بما فيها غيمة الأبقار فوق حقل القمح التي رسمها قبل ايام من اطلاق النار على نفسه.
تنقل صحيفة "الديلي تلغراف" عن ليو هانسن أحد منظمي المعرض "ان كل حركة كانت مدروسة وكل ضربة فرشاة كانت مخططة. والفكرة القائلة انه مجنون يخبط الالوان خبطًا عشوائيًا على القماشة انما هي لغزًا، والرسائل تبين ذلك".

عمل الخبراء 15 عامًا على مشروع تحقيق مراسلات فان كوخ ـ 819 رسالة منه و93 رسالة اليه من شقيقه تيو ورسامين آخرين بينهم غوغان. وتطابق الرسائل كلمات الفنان وأفكاره مع تخطيطات لأعمال ولوحات يعتزم تنفيذها. ويقول هانسن ان الرسائل "في الحقيقة امتداد للوحات والصور، شكل فني بحد ذاتها، انها رسائل تخطيطية". تصور الرسائل معاناة فان كوخ مع الصرع وانهياره العصبي وشعوره بالوحدة عندما كان شقيقه تيو الوحيد الذي آمن بفنه.

معرض رسائل فان كوخ

في رسالة الى تيو بتاريخ 16 تشرين الأول/اكتوبر 1888 أرفق فان كوخ تخطيطًا لواحدة من أشهر لوحاته، "غرفة النوم"، التي أنجزها في ذلك العام. ويقول لأخيه الذي كان يسدد فواتير ما يشتريه فان كوخ من الألوان والأقمشة ان الكراس في اللوحة "بلون الزبدة الصفراء الطازجة" والشرشف والوسائد "بالأخضر الليموني البراق". وكتب فان كوخ في الرسالة: "باختصار، ان النظر الى اللوحة ينبغي ان يريح الذهن أو بالاحرى يريح المخيلة".
يقول نقاد فنيون ان فان كوخ أحدث ثورة في الفن خلال فترة تقل عن ثلاث سنوات من وقت رحيله عن باريس في شباط/فبراير 1888 للاقامة في ارليس قبل ن يتطوع بدخول مصح للأمراض العقلية في سان ريمي.

كتب فان كوخ عن نزلاء المصح: "على الرغم من بعض من يزعقون واحيانًا يهذون، فإن هناك الكثير من الصداقة الحميمة التي يكنونها لبعضهم البعض".
في رسالة أخيرة كتبها قبل ستة ايام على انتحاره في عام 1890 عن 37 عامًا يتأمل فان كوخ في تأثير فنه على حالته العقلية قائلا: "أجازف بحياتي من أجل عملي، وعقلي نصف تهشم فيه".
يستمر معرض "رسائل فان كوخ: الفنان يتكلم" حتى 3 كانون الثاني/يناير 2010 ثم ينتقل في 27 منه الى الأكاديمية الملكية في لندن. وقالت امينة المعرض في لندن آن دوما ان الرسائل تكشف عن طريقة تفكير الفنان في فنه ثم اخراجه الى النور وهي تدحض الانطباع الشعبي السائد بأنه كان عبقريًا اهوج لا يفكر.
متحف فان كوخ في امستردام وضع كل المعروضات على شبكة الانترنت .

ايلاف- 11- 10-2009
GMT 16:30:00 2009 الأحد 11 أكتوبر