محمد سمير طحان
دمشق

التشكيلية هيلدا حياري تحتفي بالمرأة العربية تحضر المرأة بقوة في أعمال التشكيلية الأردنية هيلدا حياري، التي يستضيفها حالياً غاليري أيام بدمشق، تحت عنوان "نزوات" حيث تعتمد الفنانة الأسلوب الواقعي التعبيري وبتقنيات متعددة.

وتحتفل أعمال الفنانة الاثني عشر بحضور المرأة العربية التي تحتفظ بجمالها وفتنتها وأنوثتها رغم ما يشوب هذا الحضور أحيانا من تشويه وعنف وظروف قاهرة فهي مزركشة ومزخرفة بأشكال فنية جميلة وألوان زاهية رغم أعضائها المبتورة في بعض الأعمال.

وتنوع حياري في تكويناتها الأنثوية مع خلفية بألوان جريئة وقوية على مساحات ضخمة لا تخلو من خطوط مستقيمة وهندسية وحروفية في بعض الأحيان وكولاج في غيرها من الأعمال ما يقارب أعمال الإعلان والغرافيك.

ومن خلال هذا الزخم اللوني والتقني تقدم الفنانة مشهدية فنية مميزة في قوالب فنية تحمل الحداثة إلى جانب امكانية فنية متمرسة في معالجة سطح اللوحة اخذة المشاهد لتحليلات نفسية كثيرة ومناخات لونية متنوعة.

وعن أسلوبها الجديد قالت الفنانة حياري.. "إن هذا الأسلوب الذي أقدمه اليوم بدأت به منذ عامين وهي تجربة وصلت إلى شكلها النهائي منذ ثمانية أشهر بعد ان قدمت التجريد لأكثر من تسع سنوات".

وأضافت.."انها بدأت بالأسلوب الواقعي في بداية تجربتها الفنية ومن بعدها قدمت الأسلوب الرمزي إضافة للتجريد مما يظهر جلياً في أعمالها اليوم من خلال الرموز والخلفيات على كامل اللوحة التي انتقلت من كامل اللوحة في السابق لتقدم بتقنية جديدة مضبوطة ضمن إطار جسد المرأة".

وأوضحت الفنانة الأردنية "أنها لا تهدف لمحاكاة الجمهور الغربي إنما تريد التعبير عن ذاتها وعن انفعالاتها الخاصة كامرأة عربية محاولة إيجاد الأسلوب والتقنية اللذين يخدما هذا الموضوع".

وقالت حياري "إن لوحاتي تعبر عن المرأة العربية وهي الأنثى القوية التي دخلت الكثير من المعارك سواء على الصعيد الشخصي أو الوطني وحتى لو بترت ساقها أو تعرضت لتشويه معين فهي قادرة على إكمال مشوارها ونضالها لأنها صاحبة كينونة مميزة".

وعبرت الفنانة، التي تقدم معرضها الفردي الأول في سورية، عن انسجام أعمالها من خلال علاقة اللون القوي مع تكوين اللوحة اللذين يكملان بعضهما البعض مبينة أن هذا الأسلوب يعبر عن انفعالها الداخلي الذي لا يمكن أن تفسره أو أن تشرحه لانه وليد لحظته.

من جهة اخرى قالت حياري "إن الفن السوري يكتسح المنطقة العربية حالياً وهو امتداد لعمل فنانين سوريين أوائل مهمين جداً مبينة أن الأعمال الفنية السورية تأخذ حقها من التقدير والمكانة ما بين الأعمال الفنية العربية."

وأضافت.. "انه يجب على الفنان العربي أن يمتلك القدرة على التغيير الدائم في أسلوبه وتقنيته بما يتوافق مع التطور الفني العالمي وهذا يأتي في البداية لنفسه ومن ثم للجمهور بما يحقق التجدد والتطور الدائم".

وأشارت الفنانة إلى أنه لا يعنيها التوجه للعالمية فأعمالها موجهة بشكل أساسي للجمهور العربي كون مواضيعها تعبر عن هذا الجمهور وهذا ينطلق من أسباب ثقافية وتسويقية.

وعن الحجم الكبير للأعمال قالت حياري "إن الحجم الكبير للوحة يريحني ويتلاءم مع حركة يدي وانفعالي الداخلي النزق والمتفجر كما أن المساحة الصغيرة تحد من حريتي ومن قدرتي على تقديم موضوعي كما أريد".
من جانبها قالت التشكيلية السورية أسماء فيومي.. "إن الفنانة هيلدا عملت بالتجريد لفترة طويلة وأسلوبها كان يحتوي على تكوينات فلكية وفيه الكثير من النجوم فلم يكن تجريدا مجانيا بل كان يقدم فكرة وموضوعا ممتعا للمشاهد".

وأضافت.."اليوم اضافت الفنانة الإنسان للتجريد مع معطيات جديدة في تعبير عن مضامين المرأة والأعمال تطورت أكثر من ناحية التقنية فالضوء كبير واللون حر وجريء وهناك توافق منسجم بين التكوين واللون إلى جانب التنوع في التقنية بين الكولاج والحروفية".

أما الشاب صفوان الأخرس فعبر عن إعجابه بقوة الأعمال المعروضة والتي تنم عن موهبة فنية أنثوية متأججة بالانفعال اللوني مبيناً أن وجود فنانات عربيات يمتلكن هذه القدرة الكبيرة على السيطرة على سطح اللوحة شيء يبعث على الفخر للفنانين العرب.

والفنانة هيلدا حياري من مواليد الأردن عام 1969 درست العلوم السياسية في جامعة الأردن التي تخرجت فيها عام 1991 ومارست العمل الفني بتعليم ذاتي حتى تخرجت في كلية الفنون الجميلة في جامعة الزيتونة عام 2004 ولها العديد من المعارض الجماعية والفردية في الأردن وسورية وعدة دول عربية وأجنبية أخرى.

العرب أولاين