الكريكو أو الجريكو لو عربنا الإسم , هو اسم رسام ونحات ومعماري إغريقي الأصل إيطالي المولد وإسباني الموطن . نقل شعلة عصر النهضة والتنوير من إيطاليا إلى إسبانيا وبشر بعصر يكسر جمود ألف سنة من التكلس المسيحيي ذو النزعة والنسق الأفلاطوني, حيث انبهر آباء الكنسية الأوائل بأفلاطون, خاصة ً أنه صاحب منهج ملتزم إستعلائي طبقي واضح في كتابته ودعوته لنظام هرمي بطرياركي, وهذا مناسب لأي مؤسسة دينية في أي عصر و آوان وحتى للوقت الحاضر. فقد كانت عصور الجمود بمزيج أخطر من النيوترغيليسرين المتفجر .. لكن الفن دوماً هو مرجعية متجاوزة خارجة عن إطار أي جمود أو ملل يصيب أي فكر. الفن ببساطة هو بداية أي ثورة معرفية حيث يرسم ويجسد ويؤسس بالكتابة واللون لتلك الحقبة.
جريكو حطم الكثير من قواعد الفن والرسم السابقة لعصره من ناحية التقنية والأسلوب. هو لم يركز على الواقع والأحداث والأخذ بها حرفياً كما هي أو كما هو السائد في عصره , أومحاولة تجسيم الشخصيات كم هي وبأدق التفاصيل . هو بدء بنوع من التخيل العالي جداً للشخصية وإضافة لمسات واضحةً جداً وشخصية في رسومه. لعل لوحة" المسلوب " هي المثال الأوضح , وهي تحكي طريق الآلام الذي مر به المسيح .. حيث ألبس المسيح ثوباً أحمراً وطوّل وكبّر من الشخصيات التي في اللوحة (استخدم أسلوب التطويل للأجساد ) وركّز على الألون حيث هي حسب وجهة نظره من أصعب الأشياء في الرسم .المزج واختراع اللون ومناسبته للحدث كانت تأخذ منة حيزاً واسعاً من التخطيط لرسم اللوحة ..إضافة إلى أسلوبه الأصلي والمبتكر في إطلاق الخيال وعدم الإلتزام بالنسق التاريخي للحدث حرفياً من ناحية (الشخصية بكل ما كانت عليه في ذلك العصر ) عموما أحداث لوحاته تدور حول قصص العهد الجديد ,والمسيح كشخصية رئيسية .
هذا الأسلوب أعتبر ثورياً في وقته, وأصبح محل إلهام لمدارس فنية كثيرة ظهرت بعد جريكو, حتى بيكاسو تأثر به من ناحية إطلاق الخيال وتطويل الشخصيات. يخمن المتأمل لأعمال جريكو أنه من الآباء الأوائل للسيريالية التي تعتمد على إطلاق اللا وعي والخيال في الرسم كأسلوب إبداعي.
قصة هذا الرسام تحولت لفيلم وضع العملاق فانجليس الموسيقى التصويرية الآخاذة له. تجد لمسات هذا الساحر بحق, زمار النجوم واضحة في كل مقطع, هو يجسد ببساطة كل الأحداث في أنغام كل حركة, كل شهقة ,كل عبرة وكل فكرة ..أسلوبه الخلاب واضح في فيلم (إقتحام الفردوس )الذي أخذ عليه جائزة الأوسكار لاحسن موسيقى تصويرية .