رسائل
أخي العزيز أبا أرواد- أدونيس

أفرحتني رسالتك كثيرا ، لأنها جاءت من أعز صديق علي بعد طول احتجاب، ولأنها حملت لي أخبارا طالما تمنيت حدوثها. حرام يا أدونيس أن تطير الزرازير في سماء الشعر وتبقى النسور مطوية الأجنحة لأسباب هي ليست، في الحق، أسبابا لولا التجني و التزوير

صحتي تتحسن تحسنا بطيئا غاية في البطء. . لكنه تحسن على كل حال. وآمل أن تتحسن إلى حد يسمح لي بالمجيء إلى بيروت في هذا الشتاء

لا أكتب الآن شيئا. أنني أمر في فترة ركود، بعد فترة النشاط المحموم في إنكلترا حيث أنتجن ( منزل الأقنان) الذي نسر -وسأرسل نسختك منه حالما تصلني النسخ المخصصة لي عن قريب- وديوانا لعله سيكون خير ما أنتجت حتى الآن ما زال ينتظر الناشر - 1

وبهذه المناسبة : كم يدفع شريف الأنصاري في هذا الديوان ؟

ما زال الطعم الحلو الحاد الذي تركته قصيدتك (النسر) تحت لساني حتى الآن أكتب قصائد على مستواها: انك ابتدأت- من حيث الشهرة خارج نطاق جماعة (شعر) منذ الآن. وسوف يخلو لك الميدان، فلا منافس، منذ أول قصيدة تنشرها بعد انفكاك من دار (شعر). وهنيئا لشعر بشعرائها الباقين (ماء إلى حصان العائلة) وهلمجرا

هل قرأت الشتائم التي كالها لي شاعر عراقي فاشل على صفحات مجلة الآداب؟ لن يلحقوا بنا مهما شتموا، فليشتموا ما شاء لهم القلم. إننا مؤمنون بقيمة عليا هي الشعر و الحق و الجمال لا برضا فلان أو علان

تحياتي لكافة أصدقائنا المشتركين. تحية أم غيلان وغيلان إلى العائلة الكريمة والى أرواد "خطيبتي التي في لبنان" كما يسميها غيلان
ودم لأخيك الذي يحبك شاعرا عظيما و انسانا أعظم

المصدر

رسائل السياب جمع وتقديم ماجد السامرائي
دار الطليعة للطباعة و النشر -بيروت - 1975

 

المخلص
السياب