الأدب الصيني الجديد، ملف اتحاد كتاب المغرب، عيد الأضحى والمعارضة التونسية
الناقد الدكتور صبري حافظ يكتب عن المتوج بجائزة نوبل الصيني مو يان

الكلمة67 يجيء هذا العدد الجديد من (الكلمة)، عدد 67 نوفمبر/ تشرين ثاني 2012، التي تصدر من لندن ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، حافلا كالعادة بالعديد من المواد الأدبية الثرية والمتنوعة. حيث يقدم فيه محرر "الكلمة" الناقد الدكتور صبري حافظ أول دراسة ضافية بالعربية عن الكاتب الصيني البديع الذي فاز الشهر الماضي بجائزة نوبل للآداب، بينما يقدم محرر آخر، الشاعر والناقد عبدالحق ميفراني، ملفا ضافيا عن «اتحاد كتاب المغرب». وتواصل الكلمة إلى جانب اهتمامها بالحراك الناجم عن ثورات الربيع العربي المتتالية وتبعات الجدل بين السياسي والديني في الساحة العربية، الكشف عن العلاقة الخفية بين المتأسلمين والمتأسلفين الجدد وبين المسيحيين الصهاينة القدامى ودائرة طباشيرهم القوقازية. كما تهتم أكثر من دراسة فيها بأبرز الانتاجات الأدبية الحديثة على مد الساحة العربية من العراق حتى المغرب، ومن مصر وتونس ويحتفي العدد بعيد الأضحى من خلال تلك التأملات الشيقة في دلالات التضحية بالابن وامتداداتها الراهنة في الثقافة العربية. وتنشر الكلمة كعادتها رواية جديدة؛ جاءت هذه المرة من مصر، تستنقذ من تحت أطمار طمي الفيضان تواريخ القهر والمقاومة في بنية روائية تتغيا الحفر في أركيولوجيا صراع الإنسان الأبدي مع الشر، وتوظف موروث عادات الريف المصري وتقاليده وطقوسه في خلق نص جميل يدير حواره المستمر مع الحاضر. كما تقدم ديوانا جديدا لشاعر تونسي يتغنى بالثورة والوطن ويجعل الحب مدخلا للتحرر والفداء. فضلا عن المزيد من القصائد والقصص، وأبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية، لتواصل (الكلمة) مسيرتها بقوة دفع أكبر، وبمزيد من أحدث إنجازات كتابنا من مختلف أنحاء الوطن العربي.

لقد شكل المؤتمر الأخير {18} لاتحاد كتاب المغرب محطة أساسية في تاريخ هذه المؤسسة الثقافية والتي ظلت في خضم أسئلة التحولات السياسية والثقافية في المغرب. وفي هذا الملف الذي تقدمه الكلمة، وأعده محررها الكاتب عبدالحق ميفراني، والذي يروم الاقتراب أكثر من أهم الإشكالات والأسئلة التي طرحها المؤتمر الأخير، نتقرب أكثر من بعض ما يهم راهن ومستقبل هذه المنظمة اليوم ومن خلالها نتقصى أسئلة الثقافة المغربية. الملف عرف مشاركة العديد من الكتاب المغاربة والذين عرضوا عددا من تأملاتهم حول وضع الاتحاد، ومهامه الملحة، ومستقبله في آن. كما يفتتح رئيس التحرير الكلمة، الناقد الدكتور صبري حافظ باب دراسات بدراسة وسمها ب"مو يان.. والأدب الصيني الجديد" وهي القسم الأول من دراسة عن الكاتب الصيني الذي فاز بجائزة نوبل يرصد فيها حياته وسياقات مشروعه الإبداعي في المشهد الصيني، وتناظرات استجابات هذا المشهد لفوزه بالجائزة مع الحالة العربية عند فوز محفوظ بها، وسيقدم في القسم الثاني طبيعة عالمه وقراءة لعدد من رواياته. ويستنطق القاص والناقد العماني سالم آل تويه في "الطفولة القلقة والصبا المضطرب" المسكوت عنه في واحدة من المجموعات القصصية العمانية الجديدة، بطريقة تعي أهمية القراءة التحليلية الكاشفة عن مستويات المعنى المختلفة والمتراكبة في النص وهي تدير حوارها مع الواقع. ويقدم الباحث المغربي كريم إسكلا في دراسته "عيدالأضحى عقدة أوديب أم عقدة إسماعيل" ومن خلال تأملات مثيرة للتفكير، مدى تجذر فكرة القربان في المجتمع الإنساني، ومدى اهتمام المفكرين الغربيين من علماء نفس وإناسة «أنثربولوجيين» وفلاسفة بتحليلها، وينطلق منها ليربط تكريس فكرة التضحية بالابن الإبراهيمية، بتسلط الأب واستبداد السلطة في المجتمعات العربية. أما الباحث العراقي حسن مجاد فيكشف في "نمط المخطوط في أدب الركابي الروائي" عن طبيعة إسهام الروائي المرموق عبدالخالق الركابي في تطوير بنية الرواية العراقية وأخذها إلى مسارات تجريبية خصبة، واستخدام الأطراس ونمط المخطوط في تجربة سردية شيقة كان لها تأثيرها الملحوظ على الرواية العراقية التي كتبتها الأجيال التي جاءت بعده. فيما تجلب دراسة الباحث أحمد علواني "تشكلات السرد بين القهر والألم" إخلاصا منها لمنهجيتها في النقد الثقافي كتابة الهامش لتدير بها حوارا خصبا مع المركز، وتحلل عبرها تجليات القهر باستفاضة لا تفلت منها حتى دلالات الحشرات والطيور ونأمات الصوت والصمت في النص. وينطلق الباحث المغربي يوسف تغزاوي في "التقنيات البلاغية في التواصل اللساني" من أن البلاغة ليست مجرد جمالية للغة، وإنما هي فلسفة التفكير وأسلوبية الحوار، وأن المقام التداولي هو الذي يوجه البنية ويعطيها تركيبا دون آخر. الباحثة التونسية فوزية الشط تقدم تعريفا بباحث تونسي لامع في "لوسيان صباغ وكتابه "الماركسية والبنيوية"، حيث تعرفنا به وبكتابه الأساسي، وهو الكتاب الوحيد الذي صدر إبان حياته القصيرة، وإن أعقبته أعمال مهمة صدرت بعد رحيله، والذي يكشف عن مقدرة تحليلية لافتة، ووعي بأهمية الظهار الفلسفي للفكر الغربي. وتتابع الباحثة السودانية المرموقة خديجة صفوت في "التنوير ودائرة الطباشير الصهيونية"، الكشف عن كيف أن المتأسلفين العرب هم نظير المسيحيين الصهاينة ويعملون معا، سواء وعوا ذلك أم لم يعوه لتحقيق نفس الأجندة المضمرة في المشروع الصهيوني الشره. كما تطرح هنا مجموعة من الاستقصاءات المثيرة للتأمل والجدل حول الإصلاح الديني الأوروبي وإشكاليات التنوير. ويختتم الباحث التونسي مصطفى القلعي هذا الباب بدراسته "نقد المعارضة التونسية" حيث يرى الباحث أن خطابات الماضي رجعيّة وتؤسّس للاستبداد. لذلك يدعو القوى السياسية للنقاش النّقديّ ودراسة المعطيات تفكيكاً وتحليلاً واستشرافاً، خاصة بعد ولادة جبهتي "نداء تونس" الليبراليّة و"الجبهة الشعبية" اليسارية القوميّة اللتان تأملان في الصراع على السّلطة وفي منافسة حزب حركة النّهضة.

وتنشر الكلمة في عددها الجديد ديوانا تونسيا قصيرا للشاعر محي الدين الشارني موسوم ب"رشد القرنفل" وهي القصائد التي تلتئم حول موضوعة الوطن والحب، معا يرتبطان بعضهما بخيط رفيع، حيث يتحولان الى تقابلين في الدلالات ويتلقيان في صياغة رؤية القصائد ككل. كما نقرأ في العدد قصائد للشعراء: عبداللطيف الإدريسي، عادل سعد يوسف، محمد شاكر، محمود فرغلي علي موسى، عبدالواحد مفتاح، سنابل الفار، سمر ماجد الملفوح. واختار باب السرد تقديم رواية المبدع المصري سعد القرش "أول النهار" حيث ينسج الروائي المصري عالمه مستلهماً التاريخ المصري في حقبة المماليك ليخلق لنا قرية يوتيبية، تابع بناءها بعد أن دفنها طمى الفيضان من خلال تفاصيل حياة عائلة وأجيالها التي قاومت الطبيعة والأوبئة والظلم فعادت ملجأ للهاربين من الجور، ثم لتقود مقاومة المحتل الفرنسي بصورة تشير إلى الحاضر. كما تنشر الكلمة نصوص المبدعين محمد أنقار، أثير محسن الهاشمي، ناهدة جابر جاسم، مريم القحطاني.
باب نقد حفل بالعديد من المقالات، حيث يقدم الناقد المغربي مصطفى الغرافي تجربة الكاتب المرموق عبدالفتاح كيليطو عبر بوابة "النص الأدبي وقواعد النوع" حيث يبرز منهجية كيليطو النقدية عند تناوله للمورث السردي العربي عامةً، وفي فصل "تصنيف الأنواع" من كتابه "الأدب والغرابة" خاصةً. ويتكئ الكاتب المصري عيد أسطفانوس في "لوحة سيريالية" على معنى اللون، والتشكيل السوريالي، ومفهوم العبث في تكوين نصه-السؤال ساخرا من لعبة المصالح السياسية. ويقربنا الكاتب المصري بليغ حمدي اسماعيل من إشكالية "جدلية الديني والسياسي"، ويستبن المترجم والباحث المغربي سعيد بوخليط تاريخ جائزة نوبل في "جائزة نوبل من مثالية المؤسس الى التباس المسار"، ويقارب الباحث رشيد عوبدة "الدولة المدنية الوطنية" البديل عن الدولتين "الثيوقراطية" و"الإثنية"، ويتناول الكاتب ابراهيم عاقل "ألف ليلة وليلة والربيع العربي" في حين تكتب اللبنانية مادونا عسكر عن "الله بين الإيمان والإلحاد". الكاتب نبيل عودة يذهب بعيدا في البحث عن تقاطعات حضور "الأحزاب العربية في الانتخابات الإسرائلية"، بينما يستوقفنا الكاتب التونسي سعيف علي عند لحظة "احتجاز الثورة التونسية في صفحة الحوادث". وفي دعوته الى رؤية تأويلية للنص الديني تأخذ الإسلام الى الحداثة ينتهي الباحث أفنان القاسم الى مقولة "ضد الدين وليس ضد الإسلام"، وعن "درويش مرة ثالثة" يكتب الشاعر موسى احوامدة بحثا عن مؤثرات فاعلة في تجربة هذا الشاعر الكوني. "الواقف الضاحك وسط الجسر الجديد" هكذا وسم الباحث المغربي المغترب حمودان عبدالواحد مقاله ليخلص أن إثبات أو نفي الوعي بالذات والأشياء، يتأكد من خلال "الاصطدام" مع الآخر. ويتناول الكاتب محمد خيري آل مرشد في "حاضنة الإبداع" مقومات الإبداع وأبعاده الذاتية والموضوعية، بينما يصوغ الكاتب مأمون شحادة بلغة ساخرة "هرمية الكلمات وسباتها العميق" مختتما باب نقد.
وتنشر الكلمة في باب علامات وثيقة نادرة لأحد علماء المغرب الأفذاذ العلامة المختار السوسي. وهي عبارة عن خطاب ألقي على هامش انعقاد الدورة الخامسة لمؤتمر العالم الإسلامي ببغداد سنة 1382ه. وتسعفنا الوثيقة على تمثل الخطاب السياسي حينها في جانب التحذير من مخاطر الصهيونية ورغبتها الكولونيالية الجامحة، وبقدرته الاستشرافية اللافتة. وعن "أديب المقاومة بامتياز" يكتب ممدوح عبدالستار حول تجربة الكاتب السيد نجم حيث يكشف هذا الحديث الذي يبدأ بتأملات حول الثورة المصرية، وما عقد عليها من آمال، عن الكثير من المشاكل التي يعاني منها الواقع الثقافي وتعاني منها الكتابة المغايرة في مصر، في زمن يزحف فيه المتأسلمون والمتأسلفون على السلطة.

في باب كتب يقربنا الناقد الفلسطيني المرموق ابراهيم درويش من آليات صناعة الرأي العام اليوم في أوروبا، وهي المعركة التي غيرت الكثير من المواقف اتجاه الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، كما يقربنا الأكاديمي المصري عمرو عبدالعزيز منير من كتاب/ مشروع تناول "كيف وثق "الأراجوز" تاريخ مصر؟" ويتقصى الفنان هاني حوراني اشتغالات التشكيلي السوري عادل داوود والذي يروي "حالات بشرية"، في حين يستقرأ الناقد المغربي عبدالفتاح الحجمري رواية المفكر عبدالإله بلقزيز "صيف جليدي" كاشفا خباياها وأسرارها. ويقرأ الناقد منتظر السوادي نصا قصصيا نسائيا كاشفا عن جزء من سماته الدلالية، ويكشف الناقد عمر العسري في "شعر بصيغة الحكي وصورة عميقة للآخر والأنا" تجربة شعرية مغربية رائدة من خلال ديوان يزاوج في مستويات اشتغاله بين التاريخ والآخر والأنا.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت:

http://www.alkalimah.net