سامر أبو هواش

هيكلٌ عظمي أنبشه وحدي من القبر
أعيد احتضانه بحذر بالغ
كي لا أفسد ترتيب العظام.

حضارة سادسة

كلّما صادفتُ امرأة جميلةً
سوف اكتفي برأس أحنيه
أو قبعةٍ أطلقها عالياً
في الهواء.

ربيع الكهرباء

أستطيع أن أتخيل رأسي
مصطدماً بالإسفلت:
الدوي يشبه انبلاج قفل المصرف المركزي
الكهربائي الثقيل،
حين نفتحه بكبسة واحدة.

بين الطناجر

ضربة قدم واحدة
وتروح الصراصير تتقافز
كالفراشات السعيدة.

لم تكن مزحة

ثمة شظية حفرت عشاً لعصفور في الشرفة
التي في المبنى المقابل،
والعصفور غالباً ما يدعو أصدقاءه
ويبيتون ليلتهم هناك

سامر لا يمزح

لو كنت أملك القامة المناسبة
ولو ينحني ظهري
وتسبقني قدماي كلَّ مرّة
لكنت حملت نفسي
وتمشيت في شاعر الحمراء.

وفجأة بالون

ينتظر أن يفتح الباب فجأة
فجأة
لا يفتح الباب
يضرب رأسه بالجدار فجأة.

مرّة في المكتب

أرى ما يلمع
وأقول: هذا ضجري يفسر نفسه
بدمٍ بارد.

مكتب الدّوار

وأقول: لو عثرت على رفيق أخرس
لتقاسمت وإياه هذا الرغيف الساخن
ولابتلعنا معاً حانة كاملة.

لولب في سرير

وحين تعبت من ترتيب مشاكلي
وحين أعيتني
فكرة العالم،
قلت أغفو.

واختفى العيد

لو ركبت الستائر المعدنية الزرقاء
واشتريت مقعد الخيزران ذاك
لكنت جلست بعد الظهيرة .

جزاء اللمس

كم كان يبدو حزيناً
وجهي في تلك اللحظة
وإلا لما أزاحت تلك المرأة يدي بذاك اللؤم
ولما أعادت صدرها إلى مكانه
وغادرت الغرفة وهي تتمتم شيئاً عن المرحوم أبي .

كأنها مثلي

إلى هذا الحد ،
ولو وقعت سيكارتي
لقفزت وراءها .

وداعاً للحروب

العاشرة ليلاً
أصابع متعبةٌ
تداعب بلاطاً نظيفاً .
سامر أبو هواش

وحدَّث قال:

القطط تدخل من النّافذة العليا
تدخل،
وتتناسل فوق الخزانة التي اشتراها
أبي لأمي عام 1969