سالم أبو شبانه
(سيناء)

إلى " مسعد أبو فجر "
في سجون مصر

سالم أبو شبانهالعالمُ لا يقفُ أمامَ عتبةِ البدويِّ
يبتعدُ حتي الكافورةِ على المفْرقِ
ويتوارى، كلصٍّ يتحيّنُ الفرصةَ؛
ليسطوَ على الحلمِ البسيطِ في عجالةٍ
يأيُّها العالمُ كنْ بعيدًا؛
ليقفَ النهارُ الكسولُ على قدميهِ
وأقتربْ أكثرَ؛
لأقرأَ نفسي الأمارةَ بالفوضى،
والشعرِ.
أنا البدويُّ؛
الذي لا يؤمنُ بخرافةِ الصحراءِ
في الصحفِ اليوميّةِ،
ولا العسكرِ
ويخافُ المرضَ المباغتَ،
والهرموناتِ المهربةَ،
وقصصَ الغرباءِ.
خدعَ نفسَهُ عمرًا طويلاً؛
بصحراءٍ في الحُلمِ تهُبُّ
كجملٍ هائجٍ
وبدوٍ بالكلاشنكوف،
يصطادون الوعولَ والصقورَ
في الشواهقِ
بالأماثيلِ حولَ نارِ الركْوةِ.
أميرٌ أندلسيٌّ يسقطُ واقفًا
قُبالةِ جموعِ المهووسين بالنصرِ
أم صرخةٌ لا تفارقُ الحَلْقَ؟
مديةٌ لم تُنْضِها يدٌ هو،
وغضبٌ يورثُ السوداءَ،
حقدٌ يأكلُ الأسوارَ
التي تعلو ببطءٍ.
البدويُّ المارقُ في الغيّ؛
تحسبُهُ الكلابُُ لحماً طريّا،
ويظنُهُ العابرون في مجلسه
على "المثلث"
أميرًا يمانيًا يلتهمُ شطيرةَ خبزٍ،
ويجرعُ الشاي الباردَ،
والقهوةَ الماسخةَ
يهذي عن زيتونةٍ في أفقِ الخرافةِ
تنامُ في الصحفِ اليوميّةِ،
وحساباتِ السماسرةِ
هو لا ينامُ الآنَ
على سريرِ الرملِ،
ولا يلطمُ قدميهِ حصي الخلاءِ،
لا ولا يبتعدُ كثيرًا
كما ظنَّ القريبون منه كعرقِ الخصيِّ
هو الآنَ الصحراءُ على ذراعِهِ
تنامُ......