حسين حبش
(سوريا/ المانيا)
www.husseinhabasch.com

1

حسين حبشعَصَافيرُ الدُّوري تزقزقُ بعَصَبية
الشَّمسُ خَائفة
أفعَى تَعبثُ بالأعْشَاشِ
الفِراخُ تَطلبُ النَّجدَة.

2

دِيدانٌ تنخرُ جذوعَ الأشجار
آهٍ دِيدانٌ أخرَى تَنْسجُ الحَرير.

3

في الصَبَاح ِ البَاكرِ
النَّاس نيام
رَائِحةُ النَّرجِسِ العَطِرِ
تَملأ المَكَان.

4

الأوْرَاقُ تَسقطُ بِغَزَارَة
الخَرِيفُ في أنفاسِه الأخيرة.

5

الأرْضُ تَصرخُ
صُراخُها يَطغى على أنيني
مَاذا فَعَلتُم بها يا أوْغَاد؟

6

بُحَيرةٌ في قمَّة جَبَلٍ شّاهق
تَتَساءَلُ القُبُّرة مُنبهرةً
كَيفَ صَعَدَ المَاءُ هَذه الوعُورَة؟

7

على سَطْحِ البُحَيرَة
البَطَّة تَقُود صِغَارَهَا
تَنْظرُ إليها اللُّبوةُ وتقولُ
إنَّها حقاً جَدِيرةً بالقيادة!

8

زهرةً برِّية نَبَتتْ على حَافةِ النَّهرِ
فَرَاشَةً تَمتصُّ رَحيقَ شفتيها
مَاءُ النَّهر أبديٌّ
ورَحِيقُ الزَّهرةِ لا يَنتَهي!

9

في الحُقولِ الخَضْرَاء
البَقَرةُ تَمْضَغُ العُشْبَ
الحَليبُ لِنموِّ الأطفالِ
الرَّوْثُ لخصُوبةِ الأرْضِ.

10

سمَّى السمَكة رفيقةَ دَرْبٍ
كانَ بَحَّاراً حَقيقياً.

11

يَهْربُ اليَعْسُوبُ من الدَبَابيرِ
ويَختبئ في ثُقْبِها
يا لسَعَادَةِ الدَبَابير!

12

الثعلبُ يَسِنُّ أسنَانَه
دَجَاجَةٌ بَليدةٌ تقفُ على النَّاصِية.

13

هبَّتْ نَسمةٌ صَغيرة
وقالتْ أنا إبنة الرِّيح المُدلّلة.

14

اشترى بِنطَالاً لا جيوبَ له
يَعلمُ تماماً أنَّه ليسَ بِحَاجةٍ إليها!

15

حِذَاء النَّملة صغيرٌ صغير
لذلكَ أينَمَا سَارَتْ
تَبقى الأرضُ نًظِيفَة.

16

يَنْثُرُ الرَّبيعُ عُطورَه على الأرضِ
يَضحكُ العصفورُ
وَيَقولُ مَا أجْملَ هِباتُ الله.

17

الجَبَلُ المُتَصَدِّعُ
لنْ يتدحرجَ أبداً
سَيَصِيرُ حُطَامَاً.

18

البيتُ الآيلُ للسُقُوطِ
لنَ تَنْهارَ أحْجَارَه
بلْ تلكَ القُلُوب التي شَيَّدَته.

19

يَقُولُ للدِّيكِ لمَاذا تَصِيحُ؟
قَالَ عَادةً تَوَارَثناها أباً عنْ جَد.

20

دَقَّاتُ قَلبِ الثعلبِ تَتَّجِه
حَيثُ تَكُونُ قَوْقَأةُ الدَّجَاج.