لينا شدود

لينا شدودــ في مهبّك يا قلق..
بعد أن خسر العالم من حولنا مجده.

ــ ندلّل المجهول..
نعترف به،
بحطبنا نمدّه..
في دائرة هلعه..
ننتظر.

ــ ما بين احمرار الذاكرة،
واحتراق البوح،
نُصالِب النظر على ريح مُدلّلة..
ريح تنحر الوقت..
ريح جديرة بنا..
زفيرها ..
يُبعثر الصدى..
يُرتب الغيم.

ــ كثرت مشاجراتنا مع الغيب،
بعد حرق قلوبنا وهي نيئة.
ما حاجتنا إلى صنع الأجنحة،
وعجزنا لا ينتحر.
لم نعد صغاراً على الغضب.

ــ سيأتي البحر إليك..
قالها..
وأنا أستعيد ما تبقّى من ذاكرتي عنه، ولو أني فقدت في انتظاري، ما تعلمته من الصبر، مع أن أفكاري ظلّت ندية من الاغتسال بنوره.
لم يُطمئنّي قول الوافدين مع الصبح: " لن يأتي حتى يُغْرِق النهر القريب".

ـ غُصنا في طمي الحنين..
حتى أقفلت علينا الذاكرة.
لم نفهم لماذا اختارنا
ذلك الأفق المقلوب..
لنصنع من خرائبه مكائد نموذجية،
فيما كنا نتحرّق إلى أرض تُنطِقنا،
أو سماء أخرى للصعق.

ــ كيف نحتمي من نعيم المجهول،
ومن احتكاك الوقت بضيقنا؟؟

ـ يا لبؤس المشهد ..
قبل موت الشفق!!
نكاد نلمس حسرة الأفق.

ــ كيف لنا أن نتبادل الحياة مع موتى نحبهم؟
زادنا من الضوء لا يكفي.

ــ لن ينفع تلوين الوقت،
ولا السطو على دهشات لاهثة،
كأننا نشدّ المسافات قليلاً إلينا.

ـ كانوا يُداوون الملل بادخار الأذى.
فيما كنا نستعين بكثافة إحساس..
لنتكلم عن حسنات القهر..

قدرنا أن نغرق وقصائد كتبناها
في حانات تملكها الريح..
لن يتأخر الطوفان..
بعد انحسار الماء،
ستطفو أحجية،
وستأخذ شكل أرض أخرى.

ـ متى نبدأ صعودنا مع النور،
وأخذ وجباتنا الروحية ؟!

لصبحنا
مزاج
لا نُخفيه.